معلمة تقيم فصلاً دراسياً وسط الأنقاض في غزة
الرئيسية دوليات / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Sep 05 24|22:36PM :نشر بتاريخ
تحولت المدارس في غزة إما إلى أنقاض أو ملاجئ للنازحين من مناطق الحرب التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، لكن المعلمة إسراء أبو مصطفى ترفض السماح بحرمان الأطفال من التعليم رغم الموت والدمار والصدمات النفسية التي تعرضوا لها.
أقامت إسراء فصلا دراسيا في خيمة على الأنقاض، حتى بعد هدم مبنى مكون من أربعة طوابق كان يضم منزلها في غارة جوية إسرائيلية.
والمدرسة، التي أسستها بطريقة عفوية، واحدة مما تبقى من خيارات قليلة أمام الأطفال في منطقتها.
وقالت التلميذة هالة أبو مصطفى البالغة من العمر عشرة سنوات “قبل الحرب كنا نتعلم في المدارس وكنا نلعب وكنّا مسروري كثيراً، فجاءت الحربودمرت بيوتنا وقصفت المدارس، كنا كُنّا نُعبِّئ مياهاً في الحرب، وكنّا نلملم الخشب من أجل أن نولع النار فجاءت السيدة إسراء وجعلتنا نأتي ونتعلّم.
بدأت المبادرة بنحو خمسة وثلاثين تلميذا، وزاد العدد تدريجيا إلى سبعين من مراحل ما قبل المدرسة وحتى الصف السادس الابتدائي حتى ما بين أحدٍ عشر واثني عشر عاماً.
وتعرضت المدارس للقصف أو تحولت إلى ملاجئ للنازحين منذ بدء الحرب في أكتوبر تشرين الأول مما جعل نحو 625 ألف طفل في سن الدراسة بغزة غير قادرين على حضور الفصول الدراسية.
وتقول وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إن 10490 طالبا مدرسيا وجامعيا قتلوا منذ بداية الهجوم الإسرائيلي، كما قُتل أكثر من خمسمئة معلم في المدارس والجامعات.
والدروس التي تلقيها إسراء تتجاوز المناهج الدراسية إذ إنها تساعد الطلاب على الشعور بالاستقرار والحياة الروتينية العادية في خضم الفوضى.
والخيمة التي تلقي فيها الدروس بعيدة كل البعد عن الفصول الدراسية التقليدية التي يحلم فيها الأطفال بمستقبل مشرق مثل السفر للخارج أو أن يصيروا أطباء ومهندسين يساعدون سكان القطاع الذين عانوا من الفقر وارتفاع البطالة حتى من قبل اندلاع الحرب.
وقالت المعلمة البالغة من العمر تسعة وعشرين عاما “الأطفال من حقهم أنهم يتعلموا زي أطفال العالم”.
وبموارد محدودة، تلقي إسراء دروسا أساسية من بينها دروس دينية، وتحاول إبقاء طلابها منخرطين في الدراسة رغم القصف المستمر.
وتتمتع غزة والضفة الغربية المحتلة بمستويات عالية من الإلمام والكتابة حتى بالمعايير الدولية، وكان نظام التعليم الذي يفتقر إلى الموارد مصدرا للأمل والفخر بين الفلسطينيين.
وقالت إسراء “الطفل قبل الحرب كان عنده طموح أنه يصيرُ دكتوراً، مهندساً. الطفل كان يصحى ويذهب الى المدرسة يروح بشكل طبيعي، كان يروح على الروضة، كان يمارس حياته بطريقة طبيعية دون الشعور بالخوف أو عدم الأمان”.
رويترز
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا