كتب فادي عبود في ايكو وطن :يعطوك بيد ويشلحوك باليد الاخرى
الرئيسية اقتصاد / Ecco Watan
الكاتب : فادي عبود
Nov 18 22|14:30PM :نشر بتاريخ
نراقب ونقارن الدول التي تعرضت لازمات مشابهة لازمتنا اي التضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية ، نرى انها ضاعفت صادراتها واولت اهتماما غير مسبوقاً للانتاج ومثال على ذلك تركيا ومصر ... من هنا واجبنا القيام بتحليل سريع ومقارنة واقعنا بواقع الدول التي قررت مواجهة ازماتها بدعم انتاجها ، ففي لبنان بقيت الصادرات على ابواب الاربعة مليارات برغم الانخفاض الظاهري لتكاليف الانتاج مثل المعاشات واشتراكات الضمان ، وغيرها ...
وبالطبع اجراء هذا التحليل ضروري " مو من شان شي " ولكن من اجل التخطيط لاعادة التنافسية لصناعات لبنان ، فربما نستطيع خلق فرص عمل منتجة وايقاف الهجرة المخيفة التي يعاني منها لبنان.
من المعروف ان تصدير الانتاج الزراعي والصناعي له بضعة شروط ، أولها انتاج سلعة بمواصفات جيدة وبكلفة تنافسية ، وبعدها تسويق وشحن وتسهيلات مالية وغيرها .
واذا قمنا بتوصيف الواقع ، ففي لبنان بالنسبة للانتاج وبالرغم من انخفاض المعاشات واشتراكات الضمان وغيرها ، الا انه تنقصه اليد العاملة الماهرة والتي خسر لبنان نسبة كبيرة منها بعد الازمة الاخيرة ، كما ينقصه تأمين شحن باسعار تنافسية وفعالية وخاصة الشحن البري الذي لا زال عقبة امام توسيع الصادرات اللبنانية الى الاسواق العربية وخاصة العراق.
بالاضافة الى ذلك تنقصة البنى التحتية على أشكالها وأنواعها وعلى رأسها موضوع الطاقة والكهرباء ، علما ان اسعار الطاقة مرتفعة عالميا وليس على مستوى لبنان فقط ، ولكن بنسبة اقل في العالم العربي وتركيا والتي يتمتع صناعييها باسعار طاقة تنافسية . علما انه في اوروبا وبالرغم من ارتفاع الطاقة يتمتع الصناعيون باسعار تشجيعية خارج ساعات الذروة . أما في لبنان ، الحريص على قطاعه الانتاجي ، فحين نخطط لاعادة التيار الكهربائي نفرض على الصناعيين اسعار اعلى من الكهرباء المنزلية ، رافضين حتى دراسة امكانية اعطاء الكهرباء بأسعار مدعومة خارج ساعات الذروة. وهنا لا بد من الاشارة الى ان تعرفة ال27 سنت مثل العادة غير دقيق لانه اذا اضفنا قيمة الاشتركات والـتأهيل وغيرها والتي يتم فرضها على اساس 24 ساعة كهرباء وليس بحسب النسبة الفعلية لساعات التغذية ترتفع التكلفة الى حوالي ال30 سنت وبذلك تكون هذه الكلفة هي الاعلى في محيطنا بالاضافة الى ذلك ترفض شركة الكهرباء استيفاء الفواتير بموجب شيكات.
اما آخر ابداعات دعم الصناعة المحلية هو فرض 3% ضرائب جمركية على المعدات ومواد الخام الصناعية، من ناحية استبشرنا خيرا من تصريح معالي وزير الصناعة عن اقرار حماية للصناعات الوطنية تصل الى 10% ، فيأتينا من ناحية أخرى فرض 3% على المعدات والمواد الخام بانتظار مرسوم يوضح اللائحة المعفية ، علما ان المرسوم لزوم ما لا يلزم لانه بكل بساطة يمكن اعتماد لائحة مرسوم 2019 والاعفاء ساري المفعول من وقتها ، فلماذا الاجتهاد اليوم ؟ وبالواقع اذا دفعنا 3% على المواد الخام ستزيد قيمة السلعة 10 % وبالتالي يصبح فرض 10% على المستورد لا قيمة له .
هذا الاسلوب معروف في لبنان ومن اختصاص الكتبة والفريسيين عابدي النصوص ، يعطوك بيد ويشلحوك باليد الاخرى اضعاف ما أعطوك . ولكن الافظع الاستمرار بخلق عوائق ومطبات امام الصناعة اللبنانية وكأن هناك سياسة مقصودة لتهشيل كل منتج من هذا البلد .
فادي عبود ( وزير سابق للسياحة ورئيس سابق لجمعية الصناعيين اللبنانيين )
انضم إلى مجموعة ايكو وطن الاخبارية عبر الواتساب:
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا