ارتفاع  أسعار الذهب بقوة خلال التعاملات فهل يستمر صعوده؟ وما علاقة  الصين بهذا الارتفاع؟ 

الرئيسية اقتصاد / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة

Nov 29 22|20:54PM :نشر بتاريخ

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا خلال تداولات اليوم الثلاثاء، بعدما شهد انخفاضا واضحا خلال جلسة الأمس بعد تصريحات عدد من أعضاء بنك "الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي" ، ومع ترقب المستثمرين تصريحات محافظ البنك مساء الغد الأربعاء .
و على صعيد التداولات، ارتفعت أسعار عقود الذهب الفورية بنحو 0.67% لتصل إلى 1,752.98 دولارا للأوقية، كما صعدت كذلك أسعار العقود الآجلة للسبائك تسليم فبراير بواقع 0.78% لتسجل 1,769.00 دولارا للأوقية.
وفي نفس الوقت وفضلا عن الذهب ، ارتفعت أسعار عقود الفضة الآجلة تسليم فبراير بنسبة 1.35% إلى 21.45 دولارا للأوقية، كما ارتفعت أسعار البلاتينيوم بنحو 0.95% مسجلة 1,002.28 دولارا للأوقية، وكذلك صعدت أسعار البلاديوم بنسبة 0.24% إلى 1,852.37 دولارا للأوقية.
 ومن أبرز العوامل المؤثرة على تحركات أسعار الذهب استمرار  الشرطة الصينية اليوم بمحاولات التصدي للاحتجاجات التي ملأت شوارع العاصمة الصينية بكين ومقاطعة شنجهاي الحيوية، وسط تظاهر المئات في الصين التي تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم  احتجاجا على سياسات الإغلاقات الوبائية التي تستمر الحكومة بتطبيقها مع تصاعد أعداد الإصابات الجديدة تحت مظلة سياسة 0-كوفيد التي تتبناها للحد من تفشي الفيروس داخل البلاد، مما عزز الطلب على الذهب باعتباره ملاذا آمنا.
هذا وقد استكمل الدولار الأمريكي تعميق خسائره من الجلسة السابقة، حيث تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى أبرزها اليورو – بنسبة 0.33% ليصل إلى 106.37 نقطة، حيث تضررت العملة بشدة جراء التراجع الحاد لعوائد سندات الخزانة الأمريكية منذ أمس، متيحا الفرصة أمام الذهب للصعود.
ويؤدي تراجع العملة الامريكية عادة إلى خفض تكلفة الذهب المسعر بالدولار بالنسبة للمشترين حاملي العملات الأخرى خلاف الدولار، مما يدعم اسعار الذهب مع زيادة جاذبيته وتزايد الطلب عليه.
وأغلقت أسعار الذهب جلسة أمس متراجعة للمرة الأولى منذ 5 جلسات، لتخسر السبائك 1% بعد التصريحات المتشددة لعدد من أعضاء الفيدرالي الأمريكي، ولكنها وصلت إلى أعلى مستوياتها في أسبوع خلال تعاملات أمس.
وصرح عضو الاحتياطي الفيدرالي بولاية نيويورك جون ويليامز أمس بأن البنك بحاجة للاستمرار في رفع أسعار الفائدة، وأضاف أن خفض معدلات الفائدة لن يبدأ على الأغلب قبل عام 2024، مع هدوء الضغوط التضخمية.
كما أفاد عضو البنك بولاية سانت لويس جيمس بولارد بأن السياسة النقدية المتشددة للبنك قد تتسبب في رفع معدلات البطالة نحو 4.5% إلى 5% للسيطرة على التضخم.
ومن جانبها، فقد حذرت نائب محافظ الفيدرالي الأمريكي لايل برينارد بأن التضخم، حتى وإن تباطأ نحو أهداف البنك، إلا انه قد يشهد تقلبات أخرى خلال السنوات المقبلة، بعد ارتفاعه لفترات طويلة نتيجة الحرب والوباء، حيث تسبب ذلك بصدمات في العرض قد يستمر تأثيرها طويلا.
وفي نفس الوقت، دعا عضو بنك الفيدرالي الأمريكي باركين إلى التمهل وإبطاء وتيرة التشديد النقدي للحد من المخاطر والتداعيات على الاقتصاد.
ويترقب المستثمرون الآن تصريحات محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول غدا الاربعاء بعد صدور بيانات سوق العمل الأمريكية.
ويرى محلل العملات  إيليا سبيفاك أن ما يشهده الذهب من ارتفاع اليوم هو على الأغلب حركة تصحيحية مؤقتة بعد الجلسة السابقة، مشيرا إلى أن الدولار لن يتراجع على الأغلب بشكل كبير.
وأوضح مايكل لانجفورد مدير شركة AirGuide الاستشارية للشركات أن الاحتجاجات في الصين والتواجد الأمني المكثف الناتج عنها، من شأنهما التأثير بشكل كبير على الإنفاق والنشاط الصناعي خلال الشهر القادم، مما سيؤثر على جميع المعادن الثمينة وعلى رأسها الذهب .