محادثات رسمية بين الرئيسين عون والسيسي في القاهرة

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
May 19 25|17:01PM :نشر بتاريخ

القى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كلمة بعد محادثاته  الرسمية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية في القاهرة ، قال فيها: "السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية أيها الاخ العزيز. إن ذاكرة الناس هي مستودع الحقيقة الأكثر صدقا وعمقا. فحين يقولون أن مصر أم الدنيا وأن بيروت ست الدنيا، فهم يؤكدون للعالم أجمع اننا أخوة أشقاء منذ أزل الدنيا وحتى أبدها، وأخوتنا هذه هي فعلا من عمر التاريخ. ففي معبد الكرنك نقش يحكي عن جبيل منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، وفي قلوبنا جميعا نقوش عن أخوتنا باقية لآلاف من التاريخ الآتي. ومنذ البداية، جمعتنا نوازع الحرية. فحين أسكتت أقلام بيروت فاضت أدبا وصحافة وسياسة على ضفاف النيل، ويوم حريق القاهرة اتشحت بيروت بالسواد".

اضاف: "السيد الرئيس، إن أخوتنا العريقة هذه أمانة بين أيدينا اليوم لنجددها في عالمنا المعاصر ولنبعثها حية خلاقة في منطقتنا العربية الراهنة. وتجديد الأخوة في هذا الزمن، يقتضي منا ترسيخها على مفهوم عروبة المستقبل لا الماضي. أي على ضمان مصالح شعوبنا ومنطقتنا في عصر ثوري يتطور ذاتيا وآنيا. لذلك ندعو من هنا، إلى قيام نظام المصلحة العربية المشتركة ومن أولى ركائزه، إقامة هيئة جدية ناظمة للمصالح المشتركة بين دولنا وشعوبنا وبلداننا. إننا نطمح إلى إقامة سوق إقليمية مشتركة قد نبدأها بخطوة واحدة فقط بين بلدين اثنين لا غير، ثم نتوسع بها عبر القطاعات والجغرافيا حتى نحقق خير بلداننا وشعوبنا كافة".

وتابع: "السيد الرئيس، إن تطلعا طموحا كهذا يحتاج إلى استقرار في منطقتنا، والاستقرار الثابت لا يقوم إلا على سلام دائم، والسلام الدائم لا يبنى إلا على العدالة، والعدالة لها تعريف واحد وحيد، ألا وهو إعطاء كل الحقوق لكل أصحابها، وهذا ما أقرته الدول العربية في مبادرة بيروت للسلام سنة 2002، وهذا ما نتطلع إلى تجسيده في أقرب وقت. بهذا السلام بالذات، نشهد قيام دولة فلسطين السيدة المستقلة، ونكافح التطرف والإرهاب والفقر والجوع وأفكار الإلغاء وأهواء الإقصاء، ونحقق التنمية والازدهار لشعوبنا".

واردف قائلا: "وأنا أؤكد أن لبنان، كل لبنان، لا يمكنه أن يكون خارج معادلة كهذه وأن لا مصلحة لأي لبناني ولا مصلحة لأي بلد وشعب في منطقتنا، في أن يستثني نفسه من مسار سلام شامل عادل، سلام يبدأ بالنسبة إلينا، بتأكيد التزام لبنان الكامل بالقرار الدولي ألف وسبعمئة وواحد، للحفاظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه، مع تشديدنا على أهمية دور القوات الدولية "اليونيفيل" وضرورة وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل والعودة إلى أحكام اتفاقية الهدنة العام 1949، بما يضمن عودة الاستقرار والأمن إلى الجنوب اللبناني والمنطقة كلها"، داعيا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته، في إلزام إسرائيل تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية وفرنسية في السادس والعشرين من تشرين الثاني الماضي والإنسحاب من كامل الأراضي اللبنانية، حتى حدودنا الدولية المعترف بها والمرسمة دوليا، وإعادة الأسرى اللبنانيين كافة، كما نؤكد أن لبنان يحرص على قيام أفضل العلاقات مع الجارة سوريا وعلى أهمية التنسيق والتعاون بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، وخصوصا في ما يتعلق بملف النازحين السوريين وضرورة تأمين عودتهم الآمنة والكريمة إلى بلادهم، بحيث تعمل حكومتا البلدين في أسرع وقت، من خلال لجان مشتركة تم الاتفاق على تشكيلها، لتحقيق ذلك، بما يضمن مصلحة البلدين والشعبين. وإذ يؤكد لبنان دعمه كل الجهود الهادفة إلى حفظ وحدة سوريا وسيادتها وتلبية تطلعات شعبها، يرحب بقرار رفع العقوبات عنها، آملا أن يساهم في تعافيها واستقرار المنطقة".

واكد الرئيس عون أن لبنان "كان دوما رائدا من رواد الأفكار البناءة في هذه المنطقة، ميزته التفاضلية إنسانه، وقيمته المضافة: الحرية والتعددية معا. اليوم، نحن أمام تحدي السلام لكل منطقتنا ونحن جاهزون له. نقول للعالم أجمع ان وحده سلام العدالة هو السلام الثابت والدائم، ولنا ملء الثقة بأن العالم الساعي إلى السلام الحقيقي وبفضل مساعدتكم وبفضل إسماع مصر لصوتها وصوتنا، سيسمع وسيلبي واجب الاستجابة".

وختم الرئيس عون قائلا: "السيد الرئيس، الأخ العزيز، كل الشكر لكم شخصيا ولكل مصر الحبيبة على كل ما بذلتموه، وشكر أكبر على كل ما ستفعلونه، كل يوم أكثر، عاشت مصر
عاش لبنان".

الرئيس السيسي

والقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة، قال فيها: "أخي العزيز، فخامة الرئيس العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة، السيدات والسادة الحضور. أستهل كلمتي بالترحيب بأخي فخامة الرئيس جوزاف عون الذي يحل ضيفا عزيزا في بلده الثاني "مصر"، تلك الزيارة التي تحمل فى طياتها رمزية خاصة، فهي تجسد متانة العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين بلدينا، وتعكس ترابطا يمتد عبر العصور إذ لطالما شكلت مصر ولبنان، نموذجا فريدا، للأخوة العربية الحقيقية".

أضاف: "الحضور الكرام، تأتي زيارة فخامة الرئيس عون، في مرحلة دقيقة وظرف إقليمي شديد التعقيد، لتؤكد عمق العلاقات المصرية - اللبنانية وصلابتها على كل المستويات، وتعكس الترابط الوثيق بين الشعبين والحكومتين. ولقد مثلت مباحثاتنا اليوم، فرصة ثمينة لتبادل الرؤى، مع أخي فخامة الرئيس، حول سبل تعزيز التعاون بين بلدينا، لا سيما فى المجالات الاقتصادية والتجارية، وأكدنا حرصنا على دعم جهود لبنان في إعادة الإعمار، من خلال الاستفادة من الخبرات المصرية الرائدة في هذا المجال. كما شددت على موقف مصر الثابت في دعم لبنان، سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلي أو صون سيادته الكاملة، ورفضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة، ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها. وفي هذا السياق، تواصل مصر مساعيها المكثفة واتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط من كامل الأراضي اللبنانية واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار مجلس الأمن رقم ألف وسبعمئة وواحد  دون انتقائية، بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية من بسط سيادتها على أراضيها وتعزيز دور الجيش اللبناني في فرض نفوذه جنوب "نهر الليطاني. كما أجدد اليوم، دعوة المجتمع الدولي، لتحمٌل مسؤولياته تجاه إعادة إعمار لبنان، وأحث الهيئات الدولية والجهات المانحة على المشاركة بفاعلية في هذا الجهد، لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي على طريق السلام والتعايش والمحبة في المنطقة".

وتابع: "لقد تطرقت مباحثاتي مع أخي فخامة الرئيس عون كذلك، إلى تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث أكدنا ضرورة إنهاء العدوان على القطاع فورا واستئناف العمل باتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح كل الرهائن والأسرى، مع ضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لتلبية الحاجات الملحة للمدنيين الأبرياء في غزة. كما جددنا تأكيد موقف مصر ولبنان الراسخ والداعم للقضية الفلسطينية، مع رفض أي محاولات تهجير للفلسطينيين، أو تصفية قضيتهم العادلة".

واردف الرئيس السيسي قائلا: "من هذا المنبر، ندعو المجتمع الدولي إلى حشد الجهود الدولية والموارد، لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، وتمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى القطاع والعمل على توسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها "القدس الشرقية"، كون هذا المسار هو الضامن الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم والاستقرار في المنطقة".

ولفت الرئيس السيسي الى أن "مباحثاتنا تناولت أيضا الملفات الإقليمية الملحة، وعلى رأسها الوضع فى سوريا الشقيقة، حيث جددنا دعمنا الكامل للشعب السوري الشقيق وأكدنا ضرورة أن تكون العملية السياسية خلال الفترة الانتقالية شاملة وغير إقصائية، مع استمرار جهود مكافحة الإرهاب ورفض أي مظاهر للطائفية أو التقسيم. كما شددنا على إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضى السورية المحتلة واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها".

وقال: "أخي فخامة الرئيس، في ختام كلمتي، أؤكد لكم أن مصر ستظل إلى جانب لبنان الشقيق وإلى جانبكم فخامة الرئيس وإلى جانب الحكومة اللبنانية في كل المساعي الرامية إلى الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته، بما يلبي تطلعات شعبه النبيل، ولنعمل معا من أجل تعزيز علاقاتنا الثنائية فى كل المجالات، ليستعيد لبنان دوره العريق كمنارة للثقافة والتنوير في المشرق والعالم العربي".

وختم الرئيس السيسي مشيرا الى أن "التواصل بين مصر ولبنان كان إيجابيا يهدف إلى التنمية والحضارة. فقد كان هناك تواصل بين المصريين القدماء والفينيقيين، وفي العصر الراهن كانت مصر من أوائل الدول منذ الأربعينات التي أقامت علاقات مع لبنان، ومصر ولبنان لديهما جهد مشترك عبر السنوات الماضية في مجال الثقافة والكتابة والشعر. السيد الرئيس، نحن داعمون لك ونتمنى لك كل التوفيق".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan