السفير الأسباني: لبنان وشعبه يستحقان مستقبلًا أكثر إشراقًا

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي

Jun 04 25|15:02PM :نشر بتاريخ

نظّم السفير الإسباني خيسوس سانتوس اغوادو، احتفالا في قصر شهاب - الحدت، لمناسبة "يوم القوات المسلحة الإسبانية"، حضره وزير الدفاع العماد ميشال منسى ممثلًا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ممثلًا رئيس مجلس الوزراء نواف سلام،  النائب فادي علامة ممثلًا رئيس مجلس النواب نبيه بري، محافظ الجنوب منصور ضو ممثلا وزير الداخلية أحمد الحجار، العماد يوسف حداد ممثلًا قائد الجيش رودولف هيكل، الجنرال أرولدو لازارو ساينز رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائد قوتها،  وزراء حاليون وسابقون، نواب، سفراء دول عربية واجنبية،  القائد ميغيل أنخيل فرنانديز ساستري ممثلًا عن السفينة العسكرية الإسبانية كامينو إسبانيول التي وصلت اخيرا إلى بيروت،  شخصيات امنية واجتماعية.

اغوادو

استهل السفير الاسباني الاحتفال بدقيقة صمت حدادًا على أرواح جميع من ضحوا بأرواحهم في خدمة وطننا، وبخاصة في لبنان، وقال: "بعد هذه اللحظة المؤثرة، أود أن أرحب بكم جميعاً في هذا الاحتفال التقليدي لإحياء ذكرى يوم القوات المسلحة الإسبانية. كما أود أن أتقدم بالتهنئة إلى الشعب اللبناني والسلطات اللبنانية على نجاح إجراء الانتخابات البلدية الأخيرة في أيار، كما كان مخططاً لها في الأصل. اسمحوا لي أيضاً أن أشيد بالجهود الجديرة بالثناء التي بذلتها القوات المسلحة اللبنانية، وقوى الأمن الداخلي، وجميع الأجهزة الأمنية في البلاد لضمان عملية انتخابية آمنة ومنظمة".

تابع:"نأمل جميعاً أن تُسهم نتائج هذه الانتخابات في إعادة لبنان إلى مساره السلمي، وأن تُمكّن من إطلاق الإصلاحات الضرورية لتخفيف الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الراهنة لصالح الشعب اللبناني. يوم القوات المسلحة تقليد راسخ الجذور في إسبانيا، يرتبط ارتباطاً وثيقاً باعتماد دستورنا منذ سبعة واربعين عاماً. نجتمع اليوم لتكريم إحدى أقدم مؤسسات أمتنا، التي لا تزال تلعب دورًا حيويًا في إسبانيا المعاصرة. تُجسّد قواتنا المسلحة المُثل والقيم التي تُميّز إسبانيا كأمّة: السلام، الديمقراطية والحرية، والدفاع عن حقوق الإنسان. كما يُتيح هذا الاحتفال فرصة قيّمة لتعميق فهمنا للمهام التي تضطلع بها قواتنا المسلحة في الداخل والخارج".

أضاف: "إسبانيا دولة أوروبية ذات روح متوسطية قوية. تُحدّد هذه السمات هويتنا الواضحة، التي تتميز بعملنا من أجل الاستقرار والسلام والأمن. لهذا السبب نفخر بمشاركتنا في ست عشرة عملية لحفظ السلام حول العالم. يُقام احتفال اليوم في سياقٍ مليء بالتحديات. في العام الماضي، وخلال يوم القوات المسلحة الإسبانية 2024، وهو أول نشاطٍ مؤسسي لنا بعد أحداث الثامن من أكتوبر 2023 المأساوية، أعربنا عن أملنا في أن يدخل لبنان حقبةً جديدةً من السلام والاستقرار. إلا أن الرحلة لم تكن سهلةً على الإطلاق، فقد مرّ لبنان بفترةٍ عصيبةٍ للغاية اتسمت بالعنف والدمار".

تابع:"على الرغم من كل التحديات، يبدأ البلد فصلاً سياسياً جديداً مع رئيسٍ جديد، ورئيس وزراء جديد، وحكومةٍ جديدة. يجب أن نكون على ثقةٍ بأن هذه الخطوة الجديدة ستقود لبنان نحو مستقبلٍ أكثر ازدهاراً وسيادة. تريد إسبانيا أن تكون جزءًا من هذه الفترة المهمة لأننا لسنا مجرد جزءٍ من حوض البحر الأبيض المتوسط، بل نتشارك مع لبنان تاريخًا عريقًا وقيمًا مشتركة، ورؤيةً مشتركة للمستقبل. لدينا الكثير من القواسم المشتركة. نحن صامدون. نحتفل بالتنوع. نقف إلى جانب بعضنا البعض".

وقال:"تحدياتكم تحدياتنا. تطلعاتكم هي تطلعاتنا. ونجاحكم هو نجاحنا أيضًا. ولهذا نؤمن بمستقبلنا المشترك، ونثق بقدرة قواتنا المسلحة على المساهمة في بنائه معًا. يُعدّ الاستقرار في الشرق الأوسط أولويةً أساسيةً للسياسة الخارجية الإسبانية. ونؤمن إيمانًا راسخًا بإمكان تحقيق السلام والاستقرار، ليس في لبنان فحسب، بل في أنحاء المنطقة".

تابع:"في هذه الأوقات العصيبة، توجد القوات المسلحة الإسبانية في لبنان منذ عام 2006 تحديدًا لتعزيز السلام والاستقرار. وكما ذكرنا مرارًا وتكرارًا: يجب أن تتوقف هذه الحرب في فلسطين، وعلى جميع الأطراف احترام اتفاقية وقف الأعمال العدائية المبرمة للبنان في تشرين الثاني الماضي. لشعب لبنان، وشعوب هذه المنطقة، الحق في العيش بسلام وتحقيق هذا الهدف؛ ويمكنكم الاعتماد على احترافية وتفاني القوات المسلحة الإسبانية. يمثل جيشنا، وقواتنا البحرية، والحرس المدني، والموظفون المدنيون في وزارة الدفاع الإسبانية أفضل ما في إسبانيا: الحداثة، والالتزام، والتقدم، والولاء، والواجب، والانضباط. هذه هي القيم التي وجهت مهمتهم في لبنان منذ عام 2006".

أضاف:"في الخامس من فبراير 2022، عُيّن الجنرال أرولدو لازارو ساينز رئيسًا لبعثة اليونيفيل وقائدًا لقوتها. شكرًا لك جنرال على تشريفنا بحضورك اليوم. منذ تعيينك، قدتَ هذه المهمة الشاقة بتفانٍ استثنائي خلال واحدة من أكثر الفترات تعقيدًا منذ انطلاقها. على مدى ثلاث سنوات، مثّلتَ القيم التي نعتز بها: السلام، والتعددية، والحوار، والحرية. لقد وقفتَ بثبات إلى جانب رجال ونساء اليونيفيل. لن يُنسى إرثك من الالتزام والاحترافية. أود أيضًا أن أرحب ترحيبًا حارًا بالجنرال إستيبان كابريجوس، الذي سيقود اللواء متعدد الجنسيات في القطاع الشرقي خلال الأشهر الستة المقبلة، والذي يضم ما يقرب من ثلاثة آلاف وخمسمئة جندي من تسع دول مختلفة. سيدي الجنرال، أرجو أن تنقلوا خالص تقديرنا لجميع أعضاء لواء جزر الكناري وهم يبدأون انتشارهم تحت مظلة اليونيفيل كجزء من عملية هيدالغو الحرة، التي دخلت الآن دورتها الثالثة والأربعين منذ انتشارها الأول. بالإضافة إلى ذلك، يشرفنا أيضًا حضور القائد ميغيل أنخيل فرنانديز ساستري اليوم، ممثلًا عن السفينة العسكرية الإسبانية كامينو إسبانيول التي وصلت أخيرًا إلى بيروت. إلى كل من قد يشكك في أهمية اليونيفيل، دعوا أفعالكم تتحدث. إن العمل الذي تقومون به هو أفضل إجابة يمكننا تقديمها. يجب أن يكون الجواب التزامًا أقوى تجاه اليونيفيل والدور الحاسم الذي تلعبه في استقرار لبنان. لذلك، ندعم طلب تجديد ولاية القرار الف وسبعمئة وواحد، لأن لبنان والمجتمع الدولي لا يستطيعان تحمّل عواقب غياب بعثة حفظ السلام هذه. وفي هذه المرحلة، لا بدّ من التنويه أيضًا بالقوات المسلحة اللبنانية. في هذه الأوقات العصيبة، دوركم أكثر حيوية من أي وقت مضى. أنتم حجر الزاوية في لبنان ذي السيادة، الموحد، والمستقل، وستواصل إسبانيا دعم دوركم المهم، على الصعيد الثنائي ومن خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبيئة سبل العيش".

وقال : "يستحق لبنان وشعبه مستقبلًا أكثر إشراقًا، لن يُرسم في نهاية المطاف إلا من خلال المفاوضات السياسية والعزيمة. هذا هو المسار الذي سنواصل دعمه كما اتُفق عليه خلال الاجتماع الأخير للدول الأوروبية والعربية في مدريد، ونحن على ثقة بأننا معًا سننجح. أودّ أن أشكر جميع أعضاء السفارة الذين عملوا بجدّ لتنظيم هذا الحدث السنوي المهم. أودّ أيضًا أن أذكر جميع الطلاب الذين يعملون معنا في هذا الحفل اليوم؛ إنهم مستقبل هذا البلد. ننتقل الآن إلى حفل تكريم العميد موسى قرنيب لدعمه المتواصل لضمان سلامة وأمن هذه السفارة، بالإضافة إلى العديد من السفارات الأخرى، في ظل بيئة متزايدة التعقيد والتقلب. شكرًا جزيلًا لكم، ونتمنى أن تستمتعوا ببقية الأمسية".