قمة لبنانية -اردنية وتوافق على التنسيق والتشاور ورفض مخططات تهجير الفلسطينيين والتوصل الى سلام عادل وشامل
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Jun 10 25|13:39PM :نشر بتاريخ
وصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى المملكة الاردنية الهاشمية تلبية لدعوة رسمية وجهها اليه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.
وكان في استقبال الرئيس عون عند وصوله إلى مطار ماركا العسكري في الأردن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حيث أكد عون أن لبنان يثمّن وقوف الأردن إلى جانبه ودعمه في أوقات الشدّة وأن هذه الزيارة تأتي في ظل تعاظم الحاجة إلى توحيد الجهود العربية لمواجهة الأزمات المشتركة والتصدي لمخاطر الإرهاب والتطرف وصون الأمن والاستقرار في دولنا
وعقد الرئيس عون خلال زيارته لقاء قمة مع الملك عبد الله الثاني، من ثم محادثات موسعة شارك فيها اعضاء الوفدين الرسميين اللبناني والاردني تناولت العلاقات الثنائية والتطورات الاقليمية الراهنة.
توافق رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين على أهمية تعزيز العلاقات اللبنانية -الاردنية ومواصلة البناء عليها بما يخدم المصالح المشتركة والقضايا العربية ويحقق استقرار المنطقة.
وإذ اكد الرئيس عون والملك عبد الله الثاني على مواصلة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا، وتكثيف العمل لإيجاد حلول سياسية لها، فإنهما شددا على أهمية التعاون الأمني والعسكري لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المواد المخدرة وتعزيز التنسيق الأمني وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية. وقررا العمل على تشكيل آلية تنسيق عليا بين البلدين في عدد من القطاعات.
كما شددا على رفضهما لأية مخططات لتهجير الفلسطينيين وعلى ضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية للتوصل إلى السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
واكد الرئيس عون موقف لبنان الملتزم بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، في وقت تواصل إسرائيل اعتداءاتها على القرى الجنوبية وعلى الضاحية الجنوبية من بيروت، شاكرا الاردن على دعمها للمواقف اللبنانية حول هذا الموضوع وغيره في المحافل الاقليمية والدولية.
ومن جهته، أكد الملك عبد الله الثاني "وقوف الأردن إلى جانب لبنان في جهوده للحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته ووحدة أراضيه".
مواقف الرئيس عون والملك عبد الله الثاني جاءت في خلال لقاء القمة والمحادثات الموسعة التي عقداها ظهر اليوم في قصر بسمان في العاصمة الاردنية.
لقاء القمة والمحادثات الموسعة
وكان رئيس الجمهورية والعاهل الاردني وصلا الى قصر بسمان ظهر اليوم في سيارة واحدة قادها العاهل الاردني، حيث عقدا لقاء ثنائيا أعقبته محادثات موسعة على مأدبة غداء عمل اقامها الملك عبد الله الثاني على شرف الرئيس عون والوفد المرافق.
وشارك في المحادثات عن الجانب اللبناني القائم بأعمال السفارة اللبنانية في الاردن جورج فاضل، المستشار الشخصي للرئيس عون العميد اندريه رحال، المستشار السياسي جان عزيز، الناطقة باسم رئاسة الجمهورية نجاة شرف الدين، مستشارة رئيس الجمهورية للتعاون الاقتصادي الدولي روعة حاراتي، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
أما عن الجانب الاردني فشارك، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي، مدير مكتب الملك المهندس علاء البطاينة، وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء عبد الله العدوان، رئيس بعثة الشرف المرافق الضيف والسفير الاردني لدى لبنان وليد الحديد.
وتناولت المحادثات نقاطاً تعكس التحديات والفرص المشتركة بين البلدين، وتأخذ في الاعتبار التطورات الإقليمية الحالية والأولويات الوطنية لكل من لبنان والأردن.
وقد شكر الرئيس عون في بداية اللقاء العاهل الأردني على حفاوة الاستقبال التي تعكس ما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من علاقات اخوة متجذرة في التاريخ، وعلى الدعم الذي لا يزال الأردن يقدمه للبنان وشعبه خلال الظروف التي مر بها وخصوصاً الدعم الأردني للجيش اللبناني.
وأكد الرئيس عون للملك عبد الله الثاني على اهمية التعاون والتنسيق الأمني والعسكري لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة و تهريب المواد المخدرة.
واشار الرئيس عون إلى اهمية تعزيز التبادل التجاري وسبل تطوير العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين ودرس إمكانية جذب الاستثمارات المشتركة، خاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، لافتاً إلى فوائد التعاون في هذا المجال واستكشاف الفرص في مشاريع الطاقة المتجددة والتبادل في مجال الكهرباء.
وتطرق الرئيس عون إلى الوضع في الجنوب اللبناني، فأكد على موقف لبنان الملتزم بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 ، في وقت تواصل إسرائيل اعتداءاتها على القرى الجنوبية وعلى الضاحية الجنوبية من بيروت وتستمر في احتلال أراض لبنانية وتمتنع عن اعادة الاسرى اللبنانيين على رغم الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي برعاية أميركية وفرنسية ومددت مفاعيله حتى 18 شباط الماضي .
واشار الرئيس عون إلى ان الجيش اللبناني انتشر في القرى والبلدات التي تقع جنوب الليطاني ونفذ اجراءات ميدانية تطبيقا لقرار حصرية السلاح، لكن استمرار احتلال اسرائيل للتلال الخمس وانتهاك الاتفاق يعرقلان استكمال انتشار الجيش حتى الحدود ما يبقي التوتر قائما .
وفي هذا السياق شكر الرئيس عون العاهل الأردني على دعم بلاده للمواقف اللبنانية حول هذا الموضوع وغيره في المحافل الاقليمية والدولية.
وتناول الرئيس عون مسألة النازحين السوريين بعد التطورات الأخيرة في سوريا وزوال اسباب استمرار نزوحهم خصوصاً ان لبنان والأردن يستضيفان اعداداً كبيرة منهم، فشدد على اهمية التنسيق وتبادل الخبرات في إدارة هذا الملف، مع التركيز على ضرورة تسهيل العودة الآمنة لهم والطلب إلى المنظمات الدولية تقديم المساعدات المادية والعينية لهم في سوريا وليس في البلدان التي تستضيفهم بهدف تشجيعهم على العودة وتوفير مقومات الحياة لهم خصوصا بعد القرار الاميركي برفع العقوبات عن سوريا.
وفي معرض الحديث عن القضية الفلسطينية دان الرئيس عون بشدة المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة والتي لا تزل مستمرة على رغم المواقف العربية والدولية المنددة لها ، مشددا على أهمية تنسيق المواقف بين الدول العربية لمواجهة الانتهاكات الاسرائيلية والتمسك بالمبادرة العربية للسلام التي اقرتها القمة العربية في بيروت العام 2000 والتي تقوم على حل الدولتين، مشددا على رفض لبنان لمخططات تهجير الفلسطينيين من ارضهم ومقولة "الوطن البديل" .
وعن العلاقات اللبنانية السورية بعد التطورات الأخيرة في سوريا، اكد الرئيس عون للعاهل الأردني ان التنسيق قائم مع السلطات السورية لمعالجة المسائل المتصلة بالأوضاع على الحدود المشتركة وضبطها وان لجاناً عسكرية مشتركة تعمل في هذا الاتجاه.
وخلال المحادثات تقرر تفعيل التعاون المشترك بين البلدين، والعمل على تشكيل آلية تنسيق عليا تضم الوزارات المعنية بالتعاون المباشر في قطاعات الطاقة والكهرباء والزراعة والقطاع الطبي، إضافة الى مواضيع اخرى سوف يتم تفعيلها ايضا.
وتم الاتفاق على عقد اجتماعات ثنائية بين الوزراء والمختصين في كلا البلدين لوضع ما اتفق عليه موضع التنفيذ.
وفي مستهل المحادثات هنأ رئيس الجمهورية العاهل الاردني على تأهل منتخب بلاده للتصفيات النهائية لكأس العالم لكرة القدم التي ستقام في العام 2026 في القارة الاميركية، ووجه الرئيس عون دعوة للملك عبدالله الثاني لزيارة لبنان .
بيان المحادثات الاردني
وصدر عن الديوان الملكي الهاشمي المعلومات الآتية حول المحادثات:
"أجرى جلالة الملك عبد الله الثاني في قصر بسمان الزاهر، اليوم الثلاثاء، مباحثات مع الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وأبرز التطورات في المنطقة.
وأكد الزعيمان خلال مباحثات ثنائية تبعتها موسعة، اعتزازهما بالعلاقات التي تجمع الأردن ولبنان، وأهمية مواصلة البناء عليها بما يخدم المصالح المشتركة والقضايا العربية ويحقق استقرار المنطقة.
وتطرقت المباحثات إلى أهمية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة، خاصة في قطاعات الطاقة والكهرباء والبنية التحتية.
وأعاد جلالة الملك التأكيد على وقوف الأردن إلى جانب لبنان في جهوده للحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته ووحدة أراضيه.
وبالنسبة للأوضاع في المنطقة، أكد الزعيمان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية الكافية لكل المناطق.
وشدد جلالته والرئيس عون على رفضهما لأية مخططات لتهجير الأشقاء الفلسطينيين، وضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية للتوصل إلى السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
ولفت جلالة الملك إلى خطورة استمرار التصعيد غير المسبوق الذي يستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
كما تطرقت المباحثات إلى أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا، الأمر الذي سيساعد في تسهيل عودة اللاجئين الطوعية والآمنة إلى وطنهم.
من جانبه، أشاد الرئيس اللبناني بدور الأردن، بقيادة جلالة الملك، في الوقوف إلى جانب لبنان وشعبه، وتقديم الدعم للجيش اللبناني.
وأشار الرئيس عون إلى أهمية تعزيز التعاون الأمني والدفاعي بين البلدين، لا سيما في مكافحة الإرهاب والتهريب.
وتم التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وحضر المباحثات نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، المهندس علاء البطاينة، ووزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء عبد? العدوان، رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، والسفير الأردني لدى لبنان وليد الحديد، والوفد المرافق للرئيس اللبناني".
العودة الى بيروت
وبعد انتهاء المحادثات الموسعة اصطحب الملك عبد الله الرئيس عون في سيارته الى مطار ماركا العسكري مودعا، ليغادر بعدها رئيس الجمهورية والوفد المرافق الى بيروت التي وصلها حوالي الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم مختتماً زيارة رسمية للمملكة الاردنية الهاشمية.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا