جامعة الروح القدس - الكسليك تكرّم التراث اللبناني بعدسات الجيل الجديد في حفل توزيع جوائز الأفلام القصيرة
الرئيسية ثقافة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 13 25|18:39PM :نشر بتاريخ
نظّمت جامعة الروح القدس – الكسليك النسخة الأولى من حفل توزيع جوائز "مسابقة الأفلام القصيرة للتراث اللبناني"، برعاية وزير الثقافة اللبنانية الدكتور غسان سلامة، ممثلًا بمدير عام الآثار المهندس سركيس خوري، في حرمها في الكسليك، بحضور لافت لشخصيات ديبلوماسية ونقابية وثقافية وفنية وأكاديمية وإعلامية، من ممثلين ومخرجين ومنتجين وخبراء في قطاعي السينما والتعليم.
تندرج هذه المسابقة ضمن برنامج "أجيال" التابع لمكتب العلاقات الدولية في الجامعة، بالتعاون مع كليّة الآداب والعلوم، وتهدف إلى إبراز التراث اللبناني من خلال عدسات الشباب وإبداعاتهم، خاصة أولئك المقيمين في الخارج، في خطوة لتعزيز الانتماء وإحياء الهوية الثقافية والوطنية.
مشاركة واسعة ولجنة تحكيم مرموقة
استقطبت المسابقة هذا العام 64 فيلمًا قصيرًا من إعداد طلاب من مختلف الجامعات اللبنانية. وقد حرصت الجامعة على فتح باب المشاركة أمام جميع التخصصات، من دون حصرها بطلاب الإخراج أو الفنون، شرط تقديم فكرة أصيلة تتمحور حول التراث اللبناني.
خضعت الأعمال لتقييم دقيق من لجنة أكاديمية مؤلفة من خبراء يمثلون سبع جامعات لبنانية، ومن بين هذه الأفلام، تأهلت عشرة أفلام إلى المرحلة النهائية، حيث تولّت لجنة تحكيم محترفة اختيار الفائزين. ترأس لجنة التحكيم الفنان جورج خباز، وضمّت كلًا من الممثّلَين بديع أبو شقرا وديامان بو عبود، والمخرج سمير سرياني، والمصمّمة السينمائية ومهندسة الصوت رنا عيد. وقد اعتمدت اللجان في تقييمها على معايير شملت الأصالة، الموضوع، الإخراج، الأداء، جودة الصورة، الصوت، والنص.
كما تم منح ثلاث جوائز خاصة بناءً على تقييم مشترك بين لجنتي الاختيار والتحكيم.
كلمات الافتتاح
ضو
افتُتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، تبعه ترحيب من الإعلامي إيلي الحلو، ثم كلمة الدكتورة مارينا ضو، رئيسة قسم فنون التواصل التي رحّبت بالحضور باسم الفريق المنظّم، مشيرة إلى أن المسابقة اختارت عنوان "صور، أصوات، وذكريات"، ما أتاح للمشاركين تقديم رؤى شخصية متنوّعة للتراث اللبناني.
واستشهدت ضو بكلام المخرجة اللبنانية نادين لبكي: "السينما ليست فقط وسيلة لجعل الناس يحلمون، بل هي أداة لتغيير الواقع وتحفيز التفكير"، مشددة إلى أنه "علينا أن نواصل التفكير، وطرح الأسئلة، وصناعة الإبداع. فبهذه الخطوات، نرسم معالم مستقبل أكثر وعيًا وإنسانية وعمقًا".
مطر
بدورها، ألقت الدكتورة ريما مطر، نائبة رئيس الجامعة المفوّضة للشؤون الدولية والمبادرات العالمية، كلمة أكدت فيها أن "الإبداع والانتماء هما العنوان العريض لهذه الليلة"، مشيرة إلى أن المسابقة تشكل امتدادًا طبيعيًا لالتزام الجامعة بحفظ الذاكرة اللبنانية.
وأوضحت أن الجامعة كانت على مدى عقود حارسةً لإرث لبنان، من خلال برامج ومبادرات وأرشيف غني محفوظ في مكتبة الجامعة، يوثّق كنوزًا وطنية عبر العصور. وتوقفت عند برنامج "أجيال"، الذي أطلقته الجامعة قبل عامين تحت مظلة "التراث اللبناني"، واعتبرته جسرًا يربط اللبنانيين ببعضهم رغم المسافات، مضيفة: "فلنواصل كتابة تراثنا، لا فقط في الكتب، بل في قصص تُلهم وتُحيي لبنان فينا جميعًا."
خباز
وألقى رئيس لجنة التحكيم الفنان الدكتور جورج خباز كلمة مؤثرة استهلها بالقول:"الذات تموت عندما تصبح مجرد سطور على الورق... عندما نحافظ على علاقات ونتجاهل مشاعرنا."
بهذه العبارة، استعاد خبّاز لحظات من الحياة الجامعية، وصفها بأنها ليست مجرّد محطات عابرة، بل تجارب حيّة صاغتها القاعات، وأضاءها الطموح، وأحاطتها الأرواح التي أحبّت وتعلّمت وعاشت.
وأكد أن الجامعة ليست محصورة بدرجات ومحاضرات، بل هي وجوه، ولقاءات، وضحكات، ومواقف تبقى محفورة في الذاكرة، مشيرًا إلى العلاقات التي نمت بين الزملاء وغُلّفت بالاحترام والمحبّة، وإن لم تُنطق دائمًا.
ورأى في جامعته، جامعة الروح القدس "أكثر من مجرّد مكان، واصفًا إياها بـ"الروح التي تسكن فينا، والذاكرة الحيّة التي لا تموت".
الأب هاشم
من جهته، شدّد رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك، الأب طلال هاشم، على أن الحفل يشكّل تجسيدًا حقيقيًا لطاقات الشباب في لبنان، ليس فقط في جامعة الروح القدس، بل في مختلف الجامعات، مشيرًا إلى أن مشاركة طلاب من جامعات عدّة تفرح القلوب وتعبّر عن وحدة شبابنا حول حب التراث.
ووجّه الشكر لوزير الثقافة، ممثلاً بالمهندس سركيس خوري، مدير عام الآثار، على دعم المبادرات الثقافية، كما أعرب عن تقديره لأعضاء لجنتي الاختيار والتحكيم، وللفريق التنظيمي في الجامعة، مؤكّدًا أن الجامعة كانت وستبقى مساحة للإبداع، وليست فقط مؤسسة تعليمية، بل بيت للفكر والصورة والكلمة."
الخوري
وألقى ممثل وزير الثقافة د. غسان سلامة، مدير عام الآثار المهندس سركيس الخوري كلمة نقل فيها تحيات الوزير، شاكراً جامعة الروح القدس – الكسليك على دورها الفاعل في احتضان المبادرات الثقافية والتربوية، ومؤكداً على التزام وزارة الثقافة بدعم هذه الجهود التي تصبّ في صلب الحفاظ على الهوية الوطنية.
وأعرب خوري عن تأثره العميق بالدور الذي تؤديه الجامعة في إحياء التراث اللبناني وصونه، مشيرًا إلى أن هذا التراث شكّل على مدى العصور مصدر قوة للشعب اللبناني، رغم كل المحن التي مرّ بها منذ حقبة الاحتلال الروماني وحتى اليوم. وقال إن مدينة بعلبك تُجسّد هذا الصمود، مضيفًا: "لبنان لديه تاريخ طويل، وُجد وسيبقى، رغم النقمة التي تحيط به. هذه النقمة تحوّلت اليوم إلى نقطة قوة."
وفي وصفه لوجه لبنان، شبّهه بخريطة مليئة بالتجاعيد، لكنه "ليس وجهًا اصطناعيًا، بل وجه عمره آلاف السنين"، يحمل في طياته طفلاً حيًّا لا يزال ينبض بالأمل، مدفوعًا بتراثه وبشعبه، وبالطلاب الذين يصنعون الغد بوعيهم وجهدهم.
وختم كلمته برسالة أمل، قال فيها: "كل نفق، في نهايته ضوء... واليوم، نحن نبدأ برؤية ذلك الضوء، رغم كل الصعوبات."
الجوائز والعروض
وقد أُثرى الحفل بعرض موسيقي حي قدمته الدكتورة لينا خاطر وفرقتها، تبعه عرض ترويجي للأفلام العشرة التي بلغت التصفيات النهائية، قبل الإعلان عن الفائزين وتوزيع الجوائز والشهادات.
وبلغت قيمة الجوائز المالية المقدمة 6000 دولار أميركي، موزعة على ثلاث مراتب: 3000 للأولى، 2000 للثانية، و1000 للثالثة، بالإضافة إلى جوائز تقديرية لأفضل إخراج، وأفضل موضوع، وأفضل فكرة مبتكرة.
في الترشيحات الخاصة، فازت كريستينا قلاط من جامعة الألبا بجائزة أفضل إخراجBest Director ، وياسمين قبيسي من جامعة الروح القدس – الكسليك بجائزة الفيلم الأكثر تميّزًا Most Original Film، فيما نال عامر مكي من الجامعة اللبنانية جائزة أفضل تعبير عن التراث اللبناني Best Lebanese Heritage Theme
أما الجوائز الأساسية، فقد جاءت على النحو الآتي: المرتبة الأولى: جاك معيقل من جامعة الروح القدس – الكسليك، المرتبة الثانية: روبير ميناسيان من الجامعة اللبنانية الأميركية، والمرتبة الثالثة: ياسمين قبيسي من جامعة الروح القدس – الكسليك.
أكثر من مسابقة... دعوة لحفظ الذاكرة
تُعد هذه المبادرة أكثر من مجرّد احتفال فني؛ إنها منصّة سنوية تهدف إلى دعم مشاريع الحفاظ على التراث اللبناني، وتعزيز الإبداع الشبابي كمساحة للتعبير، وتُبرز الفن كمساحة للحوار وبناء الذاكرة الجماعية.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا