افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 14 يونيو 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 14 25|08:24AM :نشر بتاريخ

النهار:

سيكون ما بعد 13 حزيران 2025 غير ما قبله تماماً في كل منطقة الشرق الأوسط بكل ما يعنيه ذلك من تغييرات استراتيجية ستتوج التسونامي الحربي الذي انفجر بين إسرائيل وأذرع ايران في فلسطين ولبنان واليمن بعد طوفان الأقصى وبلغ ذروة الذروات أمس في عمليات حربية إسرائيلية مذهلة في قلب إيران لا يزال العالم يجهل الكثير عن أسرارها.

لقد بات واضحاً أن التفوق الاستراتيجي الإسرائيلي سجل في الضربات المذهلة داخل إيران، على مواقع التخصيب النووي ومواقع الصواريخ الباليستية والمسيرات، وعبر اغتيال أكثر من عشرين من رؤوس الحرس الثوري والجيش والعلماء النوويين، ومن خلال الكشف عن إدخال فرق استخباراتية للموساد وفرق كوماندوس وإقامة قواعد هجومية قرب مواقع صاروخية إيرانية، عملية حربية لا سابق لها بغطاء أميركي كامل أكده مراراً الرئيس دونالد ترامب الأمر الذي يعتبر أضخم عملية اختراق بعد عمليات اغتيال السيد حسن نصرالله وعشرات نخب قادة وكوادر “حزب الله” في لبنان وعملية تفجير ألوف أجهزة البايجر في عناصر الحزب.

ولكن ضرب إيران بهذا الشكل وعدم تلقي الرد الإيراني المرتقب والمتناسب مع حجم الحرب التي تعرّضت لها للمرة الأولى بهذا الاختراق والحجم منذ نشوء الجمهورية الإسلامية إياها، رسم سيناريو انقلابي لا سابق له في منطقة الشرق الأوسط سيكون التدقيق في معالمه هو الاستحقاق الأول بعد أن تظهر الساعات المقبلة أين وكيف وحدود نهاية الحرب على إيران وكيف وبأي وسيلة وحجم يمكن بعد توقع رد إيراني. وكل ذلك سيقود إلى السؤال الكبير عمّا إذا كانت المنطقة ستقبل على مزيد من المفاجآت بما يشكّل حرباً إقليمية وهل صار مصير النظام الإيراني نفسه مطروحاً بقوة بعد هذا الزلزال الذي ضرب إيران وجعلها في أسوأ منقلب منذ قيام الثورة الإيرانية؟

بإزاء هذا الحدث المذهل وجد لبنان نفسه في قلب الحدث من حيث حبس الأنفاس وترقّب التطوّرات لحظة بلحظة وبمنتهى الحذر حيال أي تورّط محتمل جديد لـ”حزب الله” في إطلاق صواريخ أو مسيّرات في اتجاه إسرائيل بما يعيد الخطأ القاتل الذي ارتكب في تورط مساندة غزة. ولكن الأمور بدت مقبلة على تجنّب هذا القطوع سواء صحّت أم تصح تقارير إعلامية تحدّثت عن إبلاغ الدولة اللبنانية “حزب الله” تنبيهاً إلى تجنّب أي توريط للبنان.

وستبقى الأنظار مسمّرة على تطوّرات الحدث الحربي في الساعات المقبلة وما يمكن أن تشهده على صعيد الرد الإيراني لكي يجري تبين الحسابات والخلاصات الدقيقة عبر هذا التطور الحربي الضخم.

 

 

 

 

الاخبار:

الحرب الإسرائيلية على إيران فتحت الأسئلة من جديد حول مدى تأثّر لبنان بانعكاساتها، ولا سيما احتمال انخراط حزب الله في الرّد على إسرائيل من الأراضي اللبنانية، الذي حاولت الجهات السياسية التقصّي عنه.

الأسئلة التي وجدت بيروت نفسها في قلبها، مع بدء العدو تنفيذ تهديداته بضرب إيران فجر يوم أمس، رست على أن الجواب متوقّف على «حجم الرّد الإيراني الذي سيُحدّد مآلات الحدث، وما يُمكن أن تنجرّ إليه المنطقة، خصوصاً إذا قرّرت إيران أن يكون الرّد تناسبياً».

ومع ذلك، استنفرت الدولة اللبنانية بكل أجهزتها، فيما لم يحمِل أول تعليق لحزب الله على الاعتداءات أي إشارة إلى عزمه حالياً على مساندة إيران، مُكتفياً بالإدانة وتأكيد «تضامنه الكامل مع الجمهورية الإسلامية في إيران قيادةً وشعباً في مواجهة هذا الاعتداء الخطير». كما أكّد أن «مثل هذه الاعتداءات لن تضعف إيران، بل ستزيدها قوةً وصلابةً في مواجهة الأخطار، وإصراراً على الدفاع عن سيادتها وأمنها»، مشيراً إلى أن ما حصل هو «تصعيد خطير في مسار التفلّت الصهيونيّ من كلّ الضوابط والقواعد، بغطاء ورعاية أميركييْن كامليْن».

وقد لاحظ من تواصل مع الحزب من مُقرّبين اعتماده سياسة الصمت حيال كيفية تعامله مع الموقف، بينما علمت «الأخبار» أن تواصلاً حصل بين حزب الله وقيادة الجيش اللبناني لمواكبة التطورات، دون معرفة ما جرى أو ما اتُّفق عليه، وما إذا كان الحزب قد قدّم أي موقف حاسم في هذا الشأن.

رسمياً، اعتبر رئيس الجمهورية جوزيف عون، أن «الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تستهدف الشعب الإيراني فحسب، بل استهدفت أيضاً كلّ الجهود الدولية المبذولة للمحافظة على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والدول المجاورة وتفادي التصعيد فيها». كما أصدر رئيس مجلس النواب نبيه بري بياناً أكّد فيه أن «العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يُعدّ انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة الدول المستقلّة واستقرار جوارها الإقليمي، وهو فعلٌ مُدان بكلّ المقاييس»، مشدّداً على أن «هذا الكيان، يُمثّل تهديداً عابراً لحدود الدول المستقلّة وللأمن والاستقرار الدولييْن».

وأدان رئيس الحكومة نواف سلام، بدوره، العدوان، معتبراً أنه «يُشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة إيران، وتداعياته تُهدّد استقرار المنطقة بأسرِها، بل السِّلم العالمي أيضاً». وتابعَ سلام تداعيات الحرب مع وزراء الدفاع ميشال منسى، والداخلية أحمد الحجار، والخارجية يوسف رجي، والأشغال العامة والنقل فايز رسامني، إضافةً إلى قائد الجيش العماد رودولف هيكل، مشدّداً على ضرورة اتخاذ كلّ الإجراءات لضبط الاستقرار.

وعلى وهج هذه التطورات، تستعد بيروت الأسبوع المقبل لاستقبال السفير الأميركي لدى تركيا ومبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى سوريا توم باراك، إذ أفاد ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بأنه يتوقّع أن يأتي إلى لبنان في 18 الشهر الجاري. وفيما لم يتأكد بعد للدولة اللبنانية ما إذا كانت هذه الزيارة ستكرّس باراك مسؤولاً دائماً عن الملف اللبناني خلفاً لمورغان أورتاغوس، إلّا أن ما حصل في إيران عزّز الخشية الداخلية من أن يحمِل معه من إداراته عرض الـ«المرّة الواحدة والأخيرة»، قبل عودة التصعيد الذي تهدّد به إسرائيل.

وقد صارت معروفةً اتجاهاته، خصوصاً بعد الضغط الإسرائيلي لإنهاء مهمة «اليونيفل» والذهاب إلى مفاوضات مباشرة من دون وسيط، للوصول إلى ترتيبات سياسية وأمنية مع لبنان.

 

 

 

 

الجمهورية:

كلّ العالم على خطّ القلق من منزلقات مجهول مداها ومساحة تداعياتها وامتداداتها، والعين على منطقة الشرق الأوسط التي أشبه ما تكون بنقطة بركانيّة آخذة بالتحرّك والاحتقان، بعد الهزّة العنيفة التي أحدثها اشتعال حرب قاسية بين إسرائيل وإيران، أعطاها الجانبان بُعداً وجودياً، وتؤشّر مجرياتها إلى أنّها مفتوحة على احتمالات وتغيّرات وتحوّلات وسيناريوهات صعبة.

 

دمار شامل

وفي خضم هذه النار المشتعلة، والتهديدات المتصاعدة والإستعدادات الحربيّة من الجانبين، لا صوت يعلو على صوت الآلات العسكرية والحربية، وتنعدم اللغة الديبلوماسية وينعدم الحديث عن ضوابط كابحة لهذا الاشتعال، وخصوصاً أنّ هذه الحرب، سلكت من اللحظة الأولى لاشتعالها، مسار الدمار والتدمير الشامل تبعاً لخريطة الإغتيالات الإسرائيلية التي طالت مسؤولين وقادة عسكريّين إيرانيين كباراً، ولكثافة الاستهدافات الجوية الإسرائيليّة للمنشآت النووية في العديد من المدن والمناطق الإيرانية، وأخطر ما فيها التحذيرات التي أُطلقت من احتمالات شبه مؤكّدة من مخاطر تسرّب الإشعاعات النووية وتحديداً في المناطق والمدن القريبة من المنشآت النووية المستهدفة.

 

إلى أين؟

السؤال الأساس الذي يطرح نفسه إزاء هذا الحدث، يركّز على تلمّس الوجهة التي ستسلكها المنطقة بعد الضربة الإسرائيلية الواسعة لإيران فجر 13 حزيران؛ إسرائيل أعلنت على لسان مستوياتها السياسية والعسكرية انّها أعدّت نفسها لمواجهة كبيرة وأطلقت على حربها على إيران اسم «قوة الاسد»، معلنة انّها لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها بتدمير البرنامج النووي الإيراني، وبعد هذه العملية لن يكون هناك تهديد نووي.

 

واما إيران التي تلقّت ما بدت انّها ضربة كبرى في قيادتها العسكرية، حيث تمّ الإعلان عن مقتل كل من قائد الحرس الثوري اللواء حسن سلامي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، قائد مقر خاتم الأنبياء العسكري اللواء غلام علي رشيد، استاذ الهندسة النووية احمد رضا ذو الفقاري، العالم النووي مهدي طهرانجي، العالم النووي فريدون عباسي. وسارعت طهران إلى تعيين بدائل عن القادة العسكريين، فعُيّن اللواء عبد الرحين موسوي رئيساً للأركان العامة للقوات المسلحة خلفاً للواء محمد باقري، والعميد محمد باكبور قائداً للحرس الثوري خلفاً للواء حسن سلامي. كما انّ إيران التي مُنيت في المقابل بأضرار كبرى في منشآت وفق ما تؤكّده الوكالات والقنوات الإخبارية التي تجمع على عنف الإستهدافات وشموليتها وعلى مساحات واسعة من الدمار، تهدّد بردّ قاس ومدمّر وصفته بأنّه سيجعل الأعداء يندمون.

 

الموقف الأميركي

والبارز في موازاة هذا التطور، نأي الولايات المتحدة الأميركية بنفسها عن العملية الإسرائيلية، وتأكيدها على لسان كبار المسؤولين الأميركيين وفي مقدمهم الرئيس دونالد ترامب، أنّها ليست شريكة فيها، مع التأكيد على اتخاذ إدارة الرئيس ترامب جميع الخطوات اللازمة لحماية القوات الأميركية في المنطقة، والتوجّه بتحذيرات مباشرة الى إيران من مغبة استهدافها للقواعد والمصالح الأميركية، وحثها على العودة إلى طاولة المفاوضات تحت سقف انّ إيران لا يمكن لها امتلاك قنبلة نووية.

 

الاّ انّ اللافت في هذا السياق إعلان الرئيس الأميركي انّ الضربات التي نُفّذت على إيران هجوم ناجح للغاية، وقال لشبكة «سي ان ان»، إنّه «يدعم إسرائيل بشكل لا مثيل له. ونحن بالطبع ندعم اسرائيل وبشكل واضح ودعمناها كما لم يدعمها أحدٌ من قبل».

وفي حديث مع شبكة «اي بي سي»، قال ترامب، انّ الإيرانيين حصلوا على فرصة لكنهم لم يستغلوها، مضيفاً «انّهم تلقّوا ضربة قاسية جداً»، مشيرا إلى انّ «هناك المزيد في المستقبل». ووصف الهجوم الإسرائيلي بالممتاز، ولكن عند سؤاله عن اي دور أميركي في الهجوم قال: «لا اريد الردّ على ذلك». وقال ايضاً: «قبل شهرين منحتُ إيران مهلة 60 يوماً للتوصل إلى اتفاق، وكان عليهم إبرام الصفقة، واليوم هو الـ61، وأخبرت الإيرانيين بما يجب عليهم فعله، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، والآن قد تتاح لهم فرصة ثانية وسنرى».

 

ورداً على سؤال عن رغبة إيران بالتوصل إلى صفقة بعد الهجوم الإسرائيلي، قال: «الإيرانيون يتواصلون معي».

وعن هوية المتصل الإيراني قال «إنّهم اشخاص عملنا معهم سابقاً، وكثيرٌ منهم ماتوا الآن». وأشار ترامب إلى انّ الاتصالات جارية لعقد جولة المفاوضات الأحد مع الايرانيين، الّا انّ إمكان عقده ليس مؤكّداً، واستبعد رداً على سؤال اندلاع حرب إقليمية بسبب الهجوم الاسرائيلي.

وافادت صحيفة «فايننشال تايمز» نقلاً عن مصدر إسرائيلي «انّ اسرائيل اتخذت قرار بدء التحضيرات النهائية لتنفيذ هجوم على إيران يوم الاثنين الماضي، وانّ إدارة الرئيس ترامب كانت على علم بهذه الاستعدادات، ولم تعترض على خطط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو».

 

وقال نتنياهو انّ اسرائيل حدّدت نهاية نيسان الماضي موعداً للضربة العسكرية على إيران، ولكن تمّ تأجيلها لاسباب مختلفة. واضاف: «انّ إيران سرّعت في تطوير برنامجها النووي وتصنيع مئات الصواريخ البالستية بعد كسر محور الشر واغتيال نصرالله». واشار إلى انّ واشنطن كانت على علم مسبق بالهجوم على إيران، لافتاً إلى انّ الردّ الإيراني والمتوقع سيكون موجات عنيفة وانّه قادم لا محالة.

 

الإعلان الإسرائيلي

وكانت إسرائيل قد أطلقت فجر الخميس – الجمعة عملية هجومية واسعة على المواقع العسكرية والمدنية والمنشآت النووية الإيرانية، وتواصلت على دفعات متتالية يوم امس. واعلن الجيش الإسرائيلي انّ عملية «قوة الاسد» تمّ إطلاقها لتدمير البرنامج النووي للنظام الإيراني وقدراته على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى. ‏هُوجمت أهداف قيادية عسكرية، وقادة، وأهداف عسكرية، ومقرات قيادة، ومواقع نووية. ووفقًا لأفضل التقديرات، كانت الضربة الافتتاحية في إيران مفاجئة للغاية، من حيث نطاقها وفي أماكن لم يتوقعها الإيرانيون. ‏ويستعد جيش الدفاع الإسرائيلي لعملية تستمر لعدة أيام على الأقل، مع توقّع قصف إيراني كثيف، ونجري حواراً شاملاً مع الجيش الأميركي».

 

وقال: «نحن أمام فرصة استراتيجية، لقد وصلنا إلى نقطة اللاعودة، ولا خيار أمامنا سوى التحرك الآن، والإيرانيون وضعوا خطة لتدمير دولة إسرائيل، باستخدام نيران واسعة النطاق ودقيقة من المحور الإيراني بأكمله (من ضمنه «الحزب» و«حركة ح »)، وغزو بري باستخدام شاحنات «بيك آب» من جميع الحدود، وتقويض النظامين في الأردن ومصر».

 

وأعلن رئيس الأركان الإسرائيلي «اننا سنواصل العمل بوتيرة قوية حتى تحقيق الأهداف التي حدّدناها». وفي الموازاة قال رئيس مجلس الامن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي انّه «لا يمكننا تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل عبر عملية عسكرية». مشيراً إلى انّ هدفنا هو إحباط البرنامج النووي عبر طرق ديبلوماسية، كما نهدف إلى ان يفهم الإيرانيون انّ عليهم وقف برنامجهم النووي».

 

الموقف الإيراني

وأعلن قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي انّ على الكيان الإسرائيلي ان ينتظر عقاباً شديداً. وقال الرئيس الايراني مسعود بزكشيان، انّ بلاده ستردّ بشكل عاجل وصارم على العدوان الإسرائيلي، مشدّداً على انّ «الردّ المشروع والساحق سيدفع الكيان الإسرائيلي للندم على فعلته الغبية». ودعا الشعب الإيراني إلى» الثقة في قيادته والوقوف إلى جانبها»، مطمئناً إلى «انّ البلاد ستخرج من الأزمة مرفوعة الرأس».

 

وأعلنت الحكومة الإيرانية «انّ الإجراءات اللازمة لردع إسرائيل غير الشرعية بدأت»، مشيرةً إلى «اننا لم نكن البادئين بالحرب، لكن نهاية هذه القصة ستُكتب بيد إيران». وقالت: «لا حديث مع كيان مفترس كهذا إلّا بلغة القوة. واليوم يفهم العالم بشكل أوضح إصرار إيران على حقها في التخصيب النووي وامتلاك التكنولوجيا النووية والقدرات الصاروخية». واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفيرة سويسرا راعية المصالح الأميركية في طهران، وأبلغتها غضب طهران الشديد إزاء العدوان الإسرائيلي ودعم الولايات المتحدة له. وقد تمّ التشديد على مسؤولية واشنطن الكاملة عن العواقب الخطيرة المترتبة على مغامرة إسرائيل.

وفي رسالة وجّهها إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أعلن القائد العام الجديد للحرس الثوري الإيراني العميد محمد باكبور، «أنّنا سنقود الكيان الصهيوني الإجرامي واللاشرعي إلى مصير مؤلم ومظلم، بعواقب جسيمة ومدمّرة».

 

وقال باكبور: «أتعهد، مع إخوتي المجاهدين، بالوفاء بدماء الشهداء الطاهرة، والدفاع عن الثورة الإسلامية والشعب الإيراني الأبي»، مضيفًا: «الجريمة التي ارتكبها اليوم الكيان الصهيوني الإرهابي، من خلال الاعتداء على الأمن القومي والسلامة الإقليمية للجمهورية الإسلامية، لن تبقى من دون ردّ». ولفت باكبور إلى أنّه «بالتوكل والاستعانة بالله تعالى، من أجل تحقيق وعد الإمام وقائدنا العزيز، والاقتصاص لدماء القادة والعلماء وأبناء شعبنا الذين نزفوا دماً، فإنّ أبواب جهنم ستُفتح قريباً على هذا الكيان قاتل الأطفال».

وفي السياق ذاته، اشارت وسائل اعلام ايرانية إلى أنّ «العالم سيشهد مذهلة في الساعات المقبلة». وتحدثت «إيران انترناشيول» عن هجوم إيراني وشيك على إسرائيل.

 

الرد الايراني

واعتباراَ من التاسعة مساء، أطلقت إيران دفعات كبيرة من الصواريخ في اتجاه إسرائيل، وقد سجلت وسائل الإعلام سقوط عدد من الصواريخ في تل أبيب وحيفا والقدس. وقد اطلق 150 صاروخا من اصفهان. وذكرت معلومات إسرائيلية عن تصاعد اللهب قرب الكرياه في تل أبيب. وكذلك اندلع حريق قرب وزارة الامن. وسقوط صواريخ في مطار بن غوريون. ودوت انفجارات هائلة في مكان وصفه الاعلام الإسرائيلي بأنه «حساس جدا».

وترافق ذلك مع اعلان مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي بأن الكيان الصهيوني هو من بدأ هذه الحرب، ولن نسمح له ان يفلت سالما من هذه الجريمة الكبرى التي ارتكبوها.

 

على قمة القلق

وفيما توالت ردود الفعل الدولية على اشتعال الحرب، وتوزعت بين متضامن مع إيران وفق ما عكسته مواقف بعض الدول العربية والخليجية تحديداً، وبين متضامن مع إسرائيل ومؤكّداً حقها في الدفاع عن نفسها، كما قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. فيما يتربّع لبنان في موازاة هذه الحرب، على قمّة القلق من التداعيات، والحذر ممتد من أدناه إلى أقصاه، ويقرأ بوضوح على وجوه المواطنين، وعززه الإعلان بعد ظهر أمس عن إطلاق صفارات الإنذار الإسرائيلية في مستوطنة كريات شمونة قرب الحدود مع لبنان، وكذلك مسارعة بعض الدول إلى الإعلان عن وقف رحلاتها إلى لبنان. ولاحقاً، أعلنت مديرية الطيران المدني إغلاق المجال الجوي اللبناني أمام حركة الطيران.

 

واما الدولة فمستنفرة بكل مستوياتها لتجنيب البلد تداعياتها واحتمالاتها الصعبة. ووفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ حركة اتصالات مكثفة سياسية وأمنية جرت في الساعات الأخيرة في أكثر من اتجاه داخلي سياسي وحزبي، لتغليب التعقل والحكمة ومحاذرة السّقوط في أيّ منزلقات سواء تحت عنوان دعم او إسناد، من شأنها ان تهدّد البلد بأمنه واستقراره بصورة عامة.

 

وأُفيد في هذا السياق عن إبقاء الاتصالات مفتوحة بين الرئاسات الثلاث، فيما تولّت جهات أمنية لبنانية الاتصال المباشر مع «الحزب». وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» عن ورود نصائح متتالية عبر قنوات ديبلوماسيّة خارجية متعدّدة، فحواها عدم فتح مجالات الخطر امام لبنان، وتجنّب عواقب جرّ الجبهة الجنوبية إلى مخاطرة قد يلجأ إليها أيّ فصيل لبناني أو غير لبناني.

 

الزمن مفتوح

وفيما لوحظت في الساعات الاخيرة كثافة في الإجراءات الأمنية في العديد من المناطق اللبنانية، عبّر مرجع كبير عن مخاوف جدّية من انّ المنطقة برمتها باتت في دائرة الخطر، حيث يخشى بروز تطورات دراماتيكية في الآتي من الايام، على اكثر من ساحة، وخصوصاً انّ زمن الحرب مفتوح وتنذر بالأسوأ. وهو ما اكّد عليه ايضاً مسؤول أممي بقوله رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «منطقة الشرق الأوسط تمرّ في أخطر أوقاتها، ولا مصلحة لأي طرف في الاستمرار في حرب تهدّد الامن والسلام الاقليميين».

 

 

 

 

الديار:

المنطقة دخلت في نفق مظلم وحروب كبيرة وصغيرة لعشرات السنوات في ظل القرار الاميركي الاسرائيلي بإسقاط النظام الاسلامي الإيراني او جره الى المفاوضات بشروط استسلامية وما عليه إلا التوقيع والرضوخ لكافة المطالب الاميركية، لكن طهران أكدت أنها لن تحضر مفاوضات الاحد مع الأميركيين بشأن برنامجها النووي.

الغارات الجوية الاسرائيلية استهدفت القيادات العسكرية العليا الايرانية والمنشات النووية والصاروخية والاحياء المدنية والمطارات والبنى التحتية، بالإضافة إلى دور كبير للموساد من داخل ايران في اطلاق المسيرات وتنفيذ اغتيالات، وشاركت في العمليات الجوية 300 طائرة من مختلف الاحجام وادت الى سقوط مئات القتلى والجرحى بالاضافة الى الدمار الهائل، وواكب العمليات العسكرية تهويل اعلامي عن هشاشة النظام الايراني وابراز ضعفه ومدى الخروقات الامنية بين الجنرالات الكبار.


غير ان الرد الايراني لم يتاخر، اذ اطلقت طهران بعد ساعات من الهجوم الاسرائيلي، مئات المسيرات والصواريخ البالستية على دفعات مستهدفة مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة، من تل ابيب الى حيفا والجليل، ملحقة اضرارا كبيرة، ملزمة الملايين على البقاء في الملاجئ والمناطق الآمنة، وفقا لتعليمات الجبهة الداخلية، وسط تشديد للرقابة العسكرية على عمليات النشر، مع توقع تل ابيب ان تشهد الايام والاسابيع القادمة اوقاتا صعبة.

الاسئلة كبيرة ومتشعبة والانظار موجهة نحو ايران وكيف سيكون الرد على عملية الاسد الصاعد الاسرائيلية، في ظل تاكيد المسؤولين الإيرانيين بان الرد حتمي؟ والسؤال الكبير ايضا، هل الهدف اسقاط النظام الايراني او دفعه الى المفاوضات بشروط الآخرين؟ كم ستستمر العملية الاسرائيلية؟ هل تتدحرج الامور الى الحرب الشاملة؟ .

وحسب مرجع سياسي، فان الحروب والتوترات بين الادارات الاميركية الجمهورية والديموقراطية وايران تعود الى اليوم الاول لاستلام الامام الخميني مقاليد السلطة، ورغم كل الحصارات تحولت ايران الى لاعب اقليمي بارز في المنطقة وامتد نفوذها الى لبنان وسوريا وفلسطين والعراق واليمن والعالمين العربي والاسلامي وتقدمت في كل الساحات حتى عملية طوفان الاقصى العجائبية وما خلفته على الكيان الاسرائيلي ووجوده، ونجحت اسرائيل من خلال الدعم المطلق من اميركا والدول الاوروبية والعربية بشن هجوم مضاد، وتمكنت من تدمير غزة واضعاف حماس والجهاد الاسلامي،وشنت اعنف حرب بالتاريخ على حزب الله وتمكنت من توجيه ضربات قاسية لكنها ليست قاتلة، وبعد الحرب على لبنان جاء سقوط النظام السوري، وبقي الحوثيون وحدهم في الميدان يشنون الغارات بالطائرات المسيرة على تل ابيب وشل الحياة فيها وارغام السكان على النزول الى الملاجئ يوميا، بالمقابل، استوعبت ايران الضربات التي وجهت لحلفائها في المنطقة، واعادت ترميم بنية حزب الله وافشلت المخطط الاسرائيلي باقامة السلام بين لبنان وإسرائيل، وبعدها انصب الجهد الاسرائيلي الاميركي للتطبيع مع سوريا، لكن الامر يحتاج الى وقت طويل جراء التعقيدات الداخلية، عندها حاولت واشنطن استيعاب طهران بالمفاوضات ودفعها الى التخلي


عن برنامجها النووي وهذا ما رفضته طهران، عندها صدر القرار الاميركي الاسرائيلي باسقاط ايران وكل ما تبقى من محور المقاومة، وهنا تختلف الاراء بين مراقبين يؤكدون ان القرار باسقاط النظام الايراني لا تراجع عنه واخرون يجزمون ان الهدف دفع ايران الى التفاوض بسقوف متدنية في ظل إصرار المبعوث الاميركي الى المنطقة بعقد جولة المفاوضات الاميركية الإيرانية الأحد في مسقط.

وفي المعلومات التي عممها قريبون من ايران في بيروت، ان الرد الايراني حتمي ولا مفاوضات مع الجانب الاميركي الذي يتحمل مسؤولية الهجوم من خلال التغطية الكاملة للحرب وهذا ما ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية التي اعلنت ان طهران ستدافع عن نفسها ولن تتراجع وتملك كل عناصر القوة، وتمكنت من استيعاب الضربة الأولى رغم حجم الخسائر على مستوى القيادات العسكرية والعلماء النوويين، لكنه لم يبلغ عن أي تسرب نووي مما يؤشرالى سلامة المواقع النووية حتى الان.

إنذار اميركي الى لبنان
كشفت معلومات بان السفيرة الاميركية في بيروت نقلت الى المسؤولين اللبنانيين انذارا واضحا، بان اسرائيل سترد بشكل عنيف وتدميري اذا اطلق اي صاروخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل، وكشفت معلومات عن اتصالات بين الجيش اللبناني وحزب الله الذي اكد للجيش،ان الحزب لن يطلق اي صاروخ.

الملفات اللبنانية
من الطبيعي ان تؤجل الحرب الاسرائيلية على ايران الملفات الداخلية المتفجرة من التعينات المالية والقضائية وفتح دورة استثنائية لمجلس النواب الى قانون الانتخابات وغيرها، واكد مرجع سياسي ان موضوع التعينات المالية سيعالج في الاخير على الطريقة اللبنانية «لا غالب ولا مغلوب».

التشكيلات القضائية
اما على صعيد التشكيلات القضائية فان الرئيس بري مصر على تعيين القاضي زاهر حمادة مدعيا عاما ماليا وهذا ما يرفضه وزير العدل عادل نصار الذي زار الرئيس بري وقدم له 3 اسماء ليختار من بينهم مدعيا عاما ماليا، والاسماء الثلاثة من المقربين جدا لبري، لكنه اصر على زاهر حمادة لان رئيس المجلس يعتقد ان الحملة على حمادة لها خلفية واحدة تتعلق برفضه الافراج عن هنيبعل القذافي رغم الضغوط الهائلة محليا واقليميا ودوليا للافراج عنه، علما ان القاضي حمادة هو المكلف بالتحقيق في قضية إخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه، وتتزامن الحملة على حمادة هذه الايام مع التسريبات عن اعلان هنيبعل القذافي الاضراب عن الطعام وتقديم عائلته مذكرة الى مجلس الامن والامم المتحدة للافراج عنه.

فتح دورة استثنائية لمجلس النواب
نفت مصادر نيابية كل ما روج عن ربط فتح دورة استثنائية لمجلس النواب بالتحقيق مع النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر، واكدت، ان فتح الدورة تم بعد اتصالات بين رئيسي الجمهورية والحكومة وبالاحرى بين بري والرئيس الفرنسي ماكرون لاقرار البنود الإصلاحية المتعلقة بالفجوة المالية المقدرة بـ68 مليار دولار وهيكلة المصارف، وهذا ما تطرق له الرئيس بري مع المبعوث الفرنسي لودريان.

وتشير المصادر الى ان النائب غازي زعيتر لن يمثل امام القاضي طارق البيطار، في ظل قرار الرئيس بري عدم مثول اي نائب امام قاضي التحقيق في مرفأ بيروت طارق البيطار، واذا تخلف زعيتر عن الحضور فان القاضي البيطارسيصدر مذكرة توقيف بحق زعيتر، سيكون مصيرها مماثلا للمذكرة التي صدرت بحق النائب علي حسن خليل والوزير السابق يوسف فنيانوس.


اما في موضوع التجديد لقوات الطوارئ الدولية فان نائبا تغييريا كشف خلال زيارة اجتماعية، ان الرئيس ترامب سيوعز للكونغرس وقف المساهمة المالية في تمويل اليونيفيل في جنوب لبنان والمقدرة بـ250 مليون دولار، وقال النائب التغييري، أنه سمع هذا الكلام من دبلوماسي كبير، وان الرئيس الاميركي سيوعز بوقف تمويل قوات الامم المتحدة في كل العالم، وتشير المعلومات، الى ان اصوات المعارضة الاميركية للتجديد لقوات الطوارئ سترتفع مع وصول السفيرة الاميركية الجديدة الى بيروت والاصرار على توسيع مهام لجنة وقف اطلاق النار كبديل عن عمل الدولية واعطائها صلاحيات مطلقة تحت الفصل السابع، وهذا ما تعارضه فرنسا والرياض اللتان تقودان الحملة للتجديد للطوارئ، واكد السفير المصري علاء موسى انه سمع من السفير السعودي كل كلام ايجابي عن مساعدة لبنان في كافة المجالات، وعلم، ان اتصالات تجري لمعاودة اجتماعات سفراء الخماسية،

وكان لافتا ما أكده النائب محمد رعد للموفد الفرنسي لودريان عن تمسك حزب الله ببقاء القوات الدولية وعن دعم الحزب لدورها والتجديد لها، ويبقى السؤال، من هي الجهة التي تصر على اشعال فتيل المشاكل بين الاهالي واليونيفيل؟.

 

 

 

 

نداء الوطن: 

انهمرت أمس الأسئلة في لبنان بالتزامن مع انهمار صواريخ إسرائيل على إيران، عما سيفعله “الحزب” في أسوأ يوم مرّ بإيران منذ تأسيسها عام 1979. وترافقت هذه الأسئلة مع معلومات مصادر مطلعة أفادت أن “الحزب” تلقى نصائح مباشرة وتحذيرات واضحة من مستويات لبنانية رسمية وأمنية بارزة، شددت على ضرورة ضبط النفس وعدم القيام بأي تحرك عسكري من الأراضي اللبنانية، لما لذلك من تداعيات كارثية على لبنان في حال قررت إسرائيل الرد المباشر.

 

رسمياً، تابع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام تداعيات الضربات الإسرائيلية على إيران مع وزراء الدفاع ميشال منسى الداخلية أحمد الحجار، الخارجية يوسف رجي والأشغال العامة والنقل فايز رسامني، بالإضافة إلى قائد الجيش العماد رودولف هيكل. وشدد الرئيس سلام على “ضرورة اتخاذ كل الإجراءات لضبط الاستقرار، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية الراهنة”. كما جرى استعراض الخطط الطارئة الموضوعة من قبل الأجهزة الأمنية والوزارات المختصة للتعامل مع أي انعكاسات مباشرة أو غير مباشرة على الوضع الداخلي”.

 

وفي سياق متصل، أكدت المصادر المطلعة أن التحذيرات التي تلقاها لبنان لم تقتصر على “الحزب” فقط، بل طالت أيضاً الفصائل الفلسطينية الحليفة له، ولا سيما حركتي “حركة ح” و”الجهاد الإسلامي”، حيث تم إبلاغ قياداتهما بعبارات لا تحتمل التأويل أن أي تحرك عسكري من الجنوب اللبناني، سواء عبر الصواريخ أو أي تحرك ذي طابع عسكري، سيُواجَه بموقف لبناني صارم جداً وغير مسبوق، يتضمن اتخاذ قرارات سياسية وأمنية غير متوقعة على الإطلاق.

 

وتكشف المعطيات أن هذه الرسائل نُقلت بأكثر من قناة، أبرزها كما أكدت مصادر سياسية متابعة لـ “نداء الوطن” قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي تواصل مع “الحزب”، بعد الضربة الإسرائيلية على إيران، وأبلغه بضرورة تحييد لبنان وعدم الانجرار إلى مواجهة جديدة، لأن هذه الحرب ليست حربنا، داعياً إياه إلى الالتزام بالقرار الرسمي الذي يؤكد أنّ قرار الحرب والسلم بيد الدولة.

 

جدول تسليم سلاح “الحزب”

وقد علمت “نداء الوطن” أن اللجنة الخماسية التي تشرف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، نصحت لبنان بوضع جدول زمني لتسليم السلاح لتفادي الأسوأ، وأبلغته أن المجتمع الدولي لن يغض النظر عن هذا الموضوع، فباتخاذ لبنان خطوات عملية مطلوبة منه يستطيع إبعاد شبح الحرب لأن إسرائيل مصرة على إنهاء كل تهديد يطالها، في حين أن أحد شروط المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، هو بسط سلطة الدولة وجمع كل السلاح غير الشرعي.

 

وأوضحت مصادر رسمية لـ “نداء الوطن” أن لبنان أجرى اتصالات بجهات خارجية من أجل إبعاد شبح الحرب، وتركزت مع واشنطن وباريس، وتم الاتفاق على حياد لبنان. من جهة ثانية أعطت السلطة السياسية الضوء الأخضر للقوى العسكرية وخصوصاً في الجنوب، وتم رفع التأهب إلى الحالة القصوى تحسباً لأي رد من أذرع إيران في حين تم التواصل مع “الحزب” من أجل عدم دخوله المعركة وكان رده إيجابياً.

 

وأتت هذه الرسائل بإشراف مباشر من شخصيات رفيعة في الدولة، بالتوازي مع تنسيق دولي وإقليمي لضمان عدم انزلاق الجبهة اللبنانية إلى دوامة النار المفتوحة. ووفق المصادر، فإن لبنان الرسمي يعتبر أن الانخراط في هذه المواجهة الكبرى لا يُجدي سوى في إلحاق الضرر المباشر به، ما يجعل من التحييد واجباً وطنياً وليس خياراً سياسياً.

 

وسط هذا المشهد المعقّد، يبقى لبنان في سباق دائم بين نيران الإقليم المتفجّرة وسعيه المضني لحماية ما تبقى من استقراره الداخلي، في وقت يدرك فيه الجميع أن أي خطأ في الحسابات قد تكون كلفته باهظة للغاية.

 

 

الضربة الإسرائيلية في الميزان الأميركي

بالتزامن، وصَفت أوساط دبلوماسية لـ “نداء الوطن” صورة تطورات أمس على النحو الآتي:

 

1. الموقف الأميركي:

أوضحت التصريحات الأميركية بجلاء، أن الولايات المتحدة ليست معنية مباشرة في الردود الإيرانية طالما أنها لا تستهدف قواتها. الرئيس دونالد ترامب وصف الضربة على إيران بأنها “ممتازة وناجحة جداً”، مهدداً بالمزيد من الردود “الأكثر وحشية” إن لم تلتزم طهران. هذا الموقف يعكس انتقال واشنطن من التحذير إلى التنفيذ، ويبدو أن ترامب منح إسرائيل الغطاء الكامل للتحرك.

 

2. الدور الإسرائيلي:

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان في أزمة داخلية، وجاءت ضربة من هذا النوع لتعيد إليه الشعبية والمكانة داخلياً، وتظهره كرئيس قوي حسم معركتين: الأولى، مع “الحزب” والثانية مع إيران. ويُفهم من السياق أن إسرائيل “أوكل إليها” توجيه الرسالة العسكرية لإيران بالنيابة عن واشنطن.

 

3. الموقف الإيراني:

تواجه إيران مفترق طرق: إما العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط أميركية، أو دخول حرب مفتوحة قد تُسقط النظام. فالقيادة الإيرانية تعرضت لضربة موجعة على مستوى النخبة، وليس البنية النووية فقط، ما يمثل تغييراً استراتيجياً في الاستهداف.

 

4. “الحزب” ولبنان:

“الحزب” في موقف حرج:

– لا يملك القدرة على الرد العسكري حالياً.

– يدرك أن أي رد منه سيجرّ البلاد إلى حرب واسعة، والمجتمع اللبناني لم يعد يتحمل تبعاتها.

منطق “وحدة الساحات” الذي رفعه سابقاً سقط عملياً، إذ لم يحصل رد شامل بعد الضربة الكبرى على إيران.

5. وظيفة الضربة الأميركية:

ضربة مركّبة لها هدفان:

– إرضاء إسرائيل سياسياً وعسكرياً.

– جرّ إيران إلى طاولة المفاوضات بالقوة وتحت الضغط.

 

خلاصة المشهد:

الولايات المتحدة فصلت بين الساحات، وأعطت الضوء الأخضر لإسرائيل. “الحزب ” في حالة تراجع استراتيجي، وإيران في موقع هشّ. الضربة ليست فقط عسكرية، بل سياسية بامتياز، وتهدف إلى تغيير قواعد الاشتباك وفرض توازن جديد في المنطقة.

 

في الموازاة، قال مسؤول في “الحزب” لـ “رويترز” إن “الحزب” لن يبادر بالهجوم على إسرائيل رداً على غاراتها. وأصدر الأمين العام لـ “الحزب” الشيخ نعيم قاسم‏ بياناً قال فيه “لا يوجد أي مبرر لهذا العدوان “الإسرائيلي” سوى إسكات صوت الحق الداعم والمساند للشعب الفلسطيني في غزّة ‏الصمود والإباء وقضيته في تحرير فلسطين والقدس والمقاومة في لبنان والمنطقة”.

 

صواريخ اعتراضية تنفجر في مناطق جنوبية

ميدانياً، أفيد عن انفجار ثلاثة صواريخ اعتراضيه فوق منطقة المطلة المحاذية للحدود اللبنانية مع إسرائيل. كما أفيد عن سقوط صاروخ اعتراضي على نهر الحاصباني.

كما صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيان جاء فيه: “تحذّر قيادة الجيش المواطنين من سقوط بقايا صواريخ اعتراضية، وتدعوهم إلى عدم الاقتراب منها حفاظاً على سلامتهم. كما تعمل الوحدات العسكرية المختصة على نقل هذه البقايا وإجراء اللازم بشأنها.

 

البابا يطمئن رئيس الجمهورية

وإلى بيروت، عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون والوفد المرافق مساء أمس، بعد أن قطع زيارته إلى الفاتيكان وألغى المواعيد التي كانت مقررة لفترة بعد الظهر، بسبب الأوضاع التي تشهدها المنطقة والتطورات المتسارعة بعد الاعتداء الإسرائيلي على إيران.

وكان الرئيس عون قد أعلن من الفاتيكان أنه سمع من الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر خلال اللقاء الذي جمعهما، ما يطمئنه بأن البابا “سيكون دائماً إلى جانب لبنان وأهله إلى أي طائفة ينتمون وسيعمل من أجل ما يحقق تطلعات اللبنانيين في وطن آمن ومستقر وواحة أمل وفرح وسلام”.

 

وخلال اللقاء، وجه الرئيس عون دعوة رسمية للبابا لزيارة لبنان، مؤكداً أن “اللبنانيين يتطلعون إلى زيارته للبنان بشوق عارم لأن حضوره المبارك سيكون رسالة سلام وأمل للمنطقة ونوراً يضيء طريق الخروج من الأزمات”. أضاف، “لمست من قداسته كل تجاوب ومحبة”.

 

من جهته، أكد الأب الأقدس أنه يتابع التطورات في لبنان ويصلي دائماً من أجل إحلال السلام والاستقرار فيه، كما يولي الوضع في منطقة الشرق الأوسط متابعة دقيقة، لافتاً إلى أنه سيعمل ما في وسعه من أجل السلام في العالم.

 

 

 

 

اللواء:

منذ ساعات الفجر الأولى، تسمَّمت الأجواء في الشرق الأوسط: عدوان اسرائيلي واسع على ايران يستهدف قيادات الحرس الثوري وعلماء النووي، ومراكز تصنيع اليورانيوم وتخصيبه وصولاً الى مرابض وأماكن انتاج الصواريخ البالستية، وعاش المواطنون في لبنان وغيره من بلدان غرب آسيا في موكب المتابعة والتساؤلات عن الانعكاسات على لبنان وسائر دول الشرق الادنى، في ضوء حجم الاهداف والضربات، والاعلانات الايرانية عن رد صاعق وحاسم ومؤلم على اسرائيل.

وعاد الى بيروت مساء امس الرئيس جوزف عون آتياً من الفاتيكان، بعدما كان مقرراً ان يعود اليوم، ليكون على مقربة من التطورات المتسارعة بعد اعلان اسرائيل الحرب على ايران.

 

وحضرت الضربات الاسرائيلية في لقاءات الرئيس نواف سلام، الذي تابع تداعياتها مع وزراء الدفاع ميشال منسى والداخلية احمد الحجار، والخارجية يوسف رجي والاشغال فايز رسامني وقائد الجيش العماد رودولف هيكل.

وذكرت مصادر حكومية لـ«اللواء» ان الرئيس سلام طلب من قائد الجيش العماد رودولف هيكل «إبلاغ الحزب بأن لبنان على اعلى مستوياته الرسمية أدان العدوان الإسرائيلي على ايران، لكنه يدعو الى عدم الرد من لبنان ولن يسمح بإدخال البلاد في مواجهة او حرب جديدة مع اسرائيل. وأن الجيش اللبناني هو الذي يتواصل مع المعنيين لمنع اي عدوان على لبنان في اطار التمسك بالثوابت اللبنانية، والحكومة تؤكد أن قرار الحرب والسلم بيد الدولة».

وشدد الرئيس سلام على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات لضبط الاستقرار، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية الراهنة. كما جرى استعراض الخطط الطارئة الموضوعة من قبل الأجهزة الأمنية والوزارات المختصة للتعامل مع أي انعكاسات مباشرة أو غير مباشرة على الوضع الداخلي.

ويبدو ان الرئيس سلام لن يسافر الى نيويورك بعد الاعلان عن تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة، الذي كان من المقرر أن تستضيفه فرنسا والسعودية بهدف صياغة خارطة طريق «لحل الدولتين» بين الكيان المحتل والفلسطينيين، بعد أن شن الاحتلال الاسرائيلي هجوماً عسكرياً على إيران.

 

وأكد مصدر دبلوماسي غربي في الرياض أن المؤتمر سيؤجل بسبب الهجمات على إيران.وقال مصدر مطلع ثان إن بعض الوفود من الشرق الأوسط لن تحضر أو ​​لم تتمكن من الحضور بسبب التطورات.

وأصدرت السفارة الأميركية في لبنان، أمس الجمعة، تحديثاً جديداً لتنبيه أمني وجاء في التنبيه: نظراً للتوتر الشديد في المنطقة، لا تزال البيئة الأمنية معقدة وقابلة للتغير بسرعة. نذكّر المواطنين الأميركيين في إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط عموماً بضرورة توخي الحذر باستمرار، ونشجعهم على متابعة الأخبار للاطلاع على آخر المستجدات.

وتحدث التنبيه عن إحتمال وقوع أعمال عدائية، وأضاف: ينبغي على المواطنين الأميركيين أن يعرفوا موقع أقرب ملجأ في حالة وقوع أعمال عدائية..

ودعا التنبيه العام الأميركيين إلى تجنب التجمعات الكبيرة والمناطق التي يوجد بها تواجد مكثف للشرطة، كما حثتهم على مراقبة وسائل الإعلام المحلية والاتصال بشركات الطيران التي يتعاملون معها للحصول على تفاصيل الرحلات في حال تأثرت بالأوضاع.

 

ولم تستبعد مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان تتناول جلسة مجلس الوزراء المقبلة التطورات الأخيرة بعد الاعتداء الإسرائيلي على إيران وأن يصدر موقف منسجم مع ما اطلقه رئيس الجمهورية والمسؤولين اللبنانيين في أعقاب هذه التطورات مع التشديد على أهمية الاستقرار في لبنان والإلتزام بالبيان الوزاري للحكومة.

وقالت هذه المصادر انه اذا ارتؤي تقديم موعد  انعقاد الجلسة فإن لا شيء يحول دون ذلك، واشارت  الى ان  التعيينات قد تحضر في الجلسة واكتفى وزير التنمية الادارية فادي مكي بالقول لـ«اللواء»: «إن شاء الله»، وتردد ان ملف التشكيلات الديبلوماسية قد اعد لهذه الجلسة انما ينتظر بعض التفاصيل.

وكما افادت مصادر وزارية أن المجلس سيحاول طمأنة اللبنانيين بشأن إمكانات الدولة وحاجاتها في الملفات الاساسية لاسيما الغذائية وغيرها.

 

ويعقد مجلس الوزراء عند الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الاثنين الواقع فيه 16/06/2025 جلسة في القصر الجمهوري لبحث المواضيع المبينة في جدول الاعمال المتضمن 49 بنداً ابرزها: البند 26 تحت عنوان تعيينات مختلفة ما يعني تعيينات وتشكيلات دبلوماسية وربما غيرها. وعرض وزارة الاشغال العامة والنقل لمشروع قانون يرمي الى الاجازة للحكومة بواسطة الوزارة تصميم وانشاء وتأهيل وتطوير وتشغيل  المطارات والمرافىء البحرية ومرافق النقل الجوي والبحري على اختلاف انواعها.بنظام عقود التشييد والتشغيل ونقل الملكية «بي.او.تي»، او عقود التصميم التشييد والتشغيل ونقل الملكية «دي.بي.او.تي». ومرسوم تحديد تعويضات رؤساء واعضاء مجلس الانماء والاعمار والهيئة الناظمة للطيران المدني والهيئة الناظمة للكهرباء.

ومن البنود تعيينات في هيئة القضايا في وزارة العدل وهيئات الضمان ومصرف الاسكان. وإجراء مباراة لملء الشواغر في هيئة الشراء العام.واتفاقات ومذكرات تفاهم مع عدد من الدول، وقبول هبات، ونقل واستخدام موظفين، ومعالجة مواد قابلة للإشتعال ومواد كيماوية. وقضايا تربوية واعلامية..

 

الانشغال بالعدوان

انشغل لبنان كما كل العالم امس، بالعدوان الاسرائيلي الواسع والتدميري على مدن ايران الكبرى، مستهدفا ما وصفته اسرائيل مواقع تخصيب اليورانيوم ومنصات الصواريخ بعيدة المدى ومصانع الطائرات المسيَّرة، ووصلت اصداء الهجوم الى جنوب لبنان مع اعتراض الصواريخ الاسرائيلية لمسيَّرات فوق مستعمرات الحدود المتاخمة.

ونقلت قناة «العربية– الحدث» عن مصدر مقرب من «الحزب»: ان ما يحصل بين إسرائيل وإيران شأن دولي ولن نتدخل. إذا تعرض لبنان لأي هجوم فالدولة مسؤولة.

 

كما نقل عن مسؤول في الحزب قوله: اننا لن نبادر لمهاجمة إسرائيل ردا على ضرب إيران.

ولاقى العدوان الاسرائيلي على ايران ادانة لبنانية رسمية وسياسية، لا سيما من الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام ووزارة الخارجية والحزب ومرجعيات دينية شيعية، الذين اعتبروا ان اسرائيل بتفلتها وعدوانيتها تهدد الاستقرار الاقليمي وتدفع بالمنطقة نحو الحرب.

وفي المواقف ادان الرئيس عون الاعتداءات الاسرائيلية التي حصلت فجر امس على الجمهورية الاسلامية الايرانية ولم تستهدف الشعب الايراني وحسب بل استهدفت كل الجهود الدولية التي تبذل للمحافظة على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والدول المجاورة وتفادي التصعيد فيها، معتبراً ان مثل هذه الاعتداءات ترمي إلى تقويض كل المبادرات والوساطات القائمة حالياً لمنع تدهور الأوضاع والتي كانت قطعت شوطاً متقدماً بهدف الوصول إلى حلول واقعية وعادلة تبعد خطر الحرب عن دول المنطقة وشعوبها.ودعا الرئيس عون المجتمع الدولي إلى التحرك الفاعل والسريع لعدم تمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها التي لم تعد خافية على احد والتي تنذر، في حال استمرت، باخطر العواقب.

ودعا الرئيس نبيه بري «المجتمع الدولي الى موقف جاد وصريح وقبل فوات الأوان يلجم ويوقف العدوانية الإسرائيلية التي لا تغتال فقط الإنسان والطفولة والأمن والاستقرار والقوانين والقرارات الدولية، إنما هي تغتال قبل أي شيء آخر كل مسعى أو جهد يبذل من أجل إرساء قواعد السلام العادل والشامل في العالم  وفي منطقه الشرق الاوسط».

 

كما دان الرئيس سلام بشدة، بشدة، العدوان الاسرائيلي الخطير على ايران.وقال: العدوان يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة ايران وتداعياته تهدد استقرار المنطقة بأشملها لا بل السلم العالمي».

وقبل عودته الى بيروت، التقى الرئيس عون البابا ليون الرابع عشر في الفاتيكان، وقال بعد الاجتماع: اكدت للاب الأقدس ان العلاقة بين لبنان والكرسي الرسولي هي علاقة تاريخية متجذّرة، تقوم على أسس متينة من القيم الإنسانية والروحية المشتركة. وجددت لقداسة البابا تمسك لبنان برسالته الفريدة في هذا الشرق المضطرب، كأرض حوار وتلاق بين الحضارات، وواحة للحرية الدينية والتعددية الثقافية.

اضاف: ان لبنان هذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير برسالته، ما زال ينهض برغم الجراح، ليؤدي دوره الطبيعي في محيطه والعالم، كجسر بين الشرق والغرب، وكموقع حوار بين الأديان والثقافات، وهو ما أكده مرارا  البابا القديس يوحنا بولس الثاني بقوله: «لبنان ليس مجرد بلد، بل هو رسالة».

وقال الرئيس عون: سمعتُ من قداسة البابا ما يطمئنني بأن الحبر الأعظم سيكون دائماً إلى جانب لبنان وأهله إلى أي طائفة ينتمون، وسيعمل من اجل ما يحقق تطلعات اللبنانيين في وطن آمن ومستقر وواحة امل وفرح وسلام.

ووجَّه الرئيس عون دعوة رسمية للبابا لزيارة لبنان، واكد ان «اللبنانيين يتطلعون إلى زيارته للبنان بشوق عارم لأن حضوره المبارك سيكون رسالة سلام وأمل للمنطقة، ونوراً يضيء طريق الخروج من الأزمات. وقد لمست من قداسته كل تجاوب ومحبة.

 

وختم قائلاً: أخرج من لقائي مع الاب الأقدس بروح من الأمل المتجدد، وبإيمان راسخ بعمق العلاقة التي تجمع لبنان بكرسي القديس بطرس، حاملين معنا بركة قداسة البابا، وعهداً على مواصلة العمل من أجل وطن يليق بتاريخه، ويعبّر عن رسالته، ويؤدي دوره كاملاً في خدمة الإنسان وقيم العدالة والسلام.

ولاحقاً إلتقى البابا ليون الرابع عشر رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى وأفراد العائلة في الفاتيكان، في تقليد متّبع مع الرؤساء.

كما التقى عون امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين. وعرض معه اوضاع لبنان والمنطقة.

 

العدوان

وكان جيش الاحتلال قد ذكر في وقت سابق أنه حضّر خطة هجومية، في حال تم إطلاق نار من لبنان، وذكر إعلام إسرائيلي: ان الجيش استدعى الاحتياط لتعزيز قواته على الحدود الشمالية.

وسُمعت عصر امس اصوات انفجارات في مستوطنات الجليل الاعلى الاسرائيلية قبالة الحدود اللبنانية لا سيما في كريات شمونة حيث دوت صفارات الانذار، واعلنت القناة 12 الإسرائيلية انها نتيجة اعتراض مسيّرتين عند الحدود اللبنانية.وافيد عن انفجار ثلاثة صواريخ اعتراضية فوق مستعمرة المطلة المحاذية للحدود مع لبنان، وسقوط صاروخ اعتراضي على نهر الحاصباني.

وذكرت بعض المعلومات ان المسيَّرات كانت قادمة من جهة الشرق نحو عمق الكيان الاسرائيلي.

وفي هذا المجال، حذّرت قيادة الجيش المواطنين من سقوط بقايا صواريخ اعتراضية، وتدعوهم إلى عدم الاقتراب منها حفاظًا على سلامتهم. وقالت: تعمل الوحدات العسكرية المختصة على نقل هذه البقايا وإجراء اللازم بشأنها.

وادى اقفال المجالات الجوية في عدد من الدول العربية واسرائيل وايران الى الغاء واعادة جدولة عدد كبير من الرحلات الى مطار بيروت. والغت شركة طيران الشرق الأوسط  رحلاتها إلى الدول التي أقفلت مجالها الجوي كالأردن والعراق وتعمد إلى تغيير مسار طائراتها وفقًا للمسارات الآمنة.

وجرى اقفال المجال الجوي اللبناني حتى السادسة صباحا.

 

 

 

 

 

الانباء الالكترونية:

في تصعيد خطير على مستوى المنطقة ككلّ ما جعل الشرق الأوسط برمّته على بكان مشتعل، شنّت إسرائيل هجوماً يعدّ الأكبر في التاريخ العسكري ضد إيران استهدف منشآتها النووية وقيادات الصف الأول العسكرية وكبار العلماء في المختبرات النووية وغيرهم العشرات من القيادات العسكرية والمدنية، في مسعى لتحجيم إيران وعدم السماح لها بامتلاك السلاح النووي تحت اي ذريعة، ما استدعى رداً إيرانياً لم يتأخر هذه المرة، وإن بقي دون مستوى الهجوم الإسرائيلي العنيف، حيث استهدفت طهران عشرات المواقع لا سيما في تل أبيب، ما ادى إلى وقوع إصابات واستهداف مقر وزارة الحرب الإسرائيلية.

أوّل تعليق أميركي 

وما لم يقله رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أكده الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تعليقه على الهجوم الاسرائيلي ضد ايران، بالقول إن على ايران العودة الى طاولة المفاوضات، من أجل التوصل الى اتفاق بأقرب وقت ممكن لانقاذ ما كان يعرف سابقاً بالامبراطورية الايرانية، مشدداً على أن الهجمات التالية على ايران ستكون أكثر عدائية.

وجه جديد للمنطقة

في السياق، أشارت مصادر أمنية في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أن الهجوم العنيف الذي تعرضت له ايران سيقلب وجه المنطقة رأساً على عقب، ما سيؤدي حتماً إلى تصدعات خطيرة داخل الجمهورية الاسلامية ولن يسمح لها بعد اليوم بأي دور أمني في المنطقة الذي أصبح في عهدة إسرائيل بسبب تفوقها العسكري على جميع دول المنطقة. 

وكانت اسرائيل أعلنت عن هجمات على مطاري مهر أراد وبوشهر حيث تتمركز مقاتلات ايرانية، وأفادت التقارير أن الهجوم الاسرائيلي على إيران من المتوقع أن يستمر أيام عدة أو أكثر، كما أعلنت عن استهداف مواقع نووية وعسكرية في ايران شملت منشآت نطنز والعافية في طهران وأدت الى مقتل قادة عسكريين بارزين.

ضربة مفاجئة

في المواقف، رأى الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد جورج نادر أنَّ ما جرى شكّل مفاجأة للجميع، حتى أن إسرائيل لم تكن تتوقع نجاح الهجوم بهذا الشكل.

نادر تساءل عبر "الأنباء" الإلكترونية ما إذا كانت إيران لم تسمع للنداءات التي اتخذتها الدول قبل الهجوم حفاظاً على سلامة رعاياها، كما أنها لم تتعلم مما جرى في لبنان ايام هجوم البيجر واستشهاد كل قادة الرضوان، لافتاً إلى أن إسرائيل برهنت عن قدرة فائقة في أخذ زمام المبادرة والاستعانة بالذكاء الاصطناعي، كما أنها سجلت ضربة عسكرية لا يمكن لأحد أن يتوقعها.

 وعن مستقبل المنطقة بعد الضربة على إيران، رأى نادر أننا اليوم في العصر الاميركي، ولقد لزمت الامن في المنطقة لاسرائيل، واقتصاد الشرق الاوسط للسعودية التي ستكون مركز رجال الأعمال من كل العالم، وهذا ما قاله ترامب لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أثناء زيارته الى السعودية.

إلى ذلك، دعا نادر حزب الله الى الخروج من حالة الإنكار، معتبراً أن أي مغامرة يقوم بها ضد اسرائيل ستجلب للبنان الويلات، وقال على حزب الله ان يبادر لتسليم سلاحه لان ايران لا يمكن بعد كل الذي جرى ان تؤمن الحماية له، فيما يبقى السؤال حول ما إذا كان "الحزب" سيقبل بتسليم السلاح.

لبنان يستنكر الهجوم

في تعليقه على التطوّرات، شدد رئيس الحكومة نواف سلام على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات لضبط الاستقرار، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية الراهنة.

من جهته، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان هذا العمل يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ولسيادة الدول المستقرة. وأكد ان هذا العدوان يبرهن بالدليل القاطع على ان اسرائيل عبر استمرارها في ارتكاب هذه الخروقات والاعتداءات في غزة وجنوب لبنان والان في ايران تمثل تهديداً عابراً للحدود على امن واستقرار الدول، داعياً الى موقف جاد وصريح يأخذه المجتمع الدولي في أسرع وقت ممكن للتصدي للضربات الاسرائيلية، التي لا تستهدف فقط الإنسان والطاولة والأمن والقوانين والقرارات الدولية بل تستهدف بالأساس اي محاولة لبناء سلام عادل وشامل في المنطقة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية