من هم القادة العسكريون الجدد في إيران؟
الرئيسية دوليات / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 15 25|09:51AM :نشر بتاريخ
نشر موقع “جادة إيران” نبذة عن القادة العسكريين الجدد الذين تم تعيينهم خلفا للقادة الذين اغتاتهم إسرائيل خلال الهجوم على الجمهورية الإسلامية الجمعة الماضي.
من هو محمد باكبور؟
في لحظة فارقة من التاريخ السياسي والأمني الإيراني، وبعد استهداف اللواء حسين سلامي، أصدر القائد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، مرسوماً قضى بتعيين اللواء محمد باكبور قائداً عاماً جديداً للحرس الثوري.
ولد محمد باكبور عام 1961 في مدينة أراك الواقعة وسط إيران، وجاء انخراطه في الحرس الثوري مبكراً، حيث التحق به مع بدايات الثورة الإسلامية عام 1979. كان شاباً متحمساً، ووجد نفسه سريعاً في عمق المواجهات، إذ كان من بين أوائل المقاتلين الذين أُرسلوا إلى إقليم كردستان مطلع الثمانينيات، حيث كانت طهران تواجه تمرداً مسلحاً من حركات انفصالية.
ومع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، تحوّل باكبور من مقاتل ميداني إلى قائد عملياتي. بدأ مشواره العسكري كقائد كتيبة، ثم تولى قيادة لواء “نجف الأشرف”، قبل أن يصبح لاحقاً قائداً لفرقة “31 عاشوراء”، التي شاركت في بعض من أعنف المعارك في الجبهتين الجنوبية والغربية.
عقوبات أميركية وغربية
عبر العقود التالية، تراكمت خبرات باكبور، وتقلد مناصب استراتيجية في هيكلية القوات البرية للحرس. شغل منصب نائب عمليات القوات البرية، ثم تولى رئاسة أركانها، وقاد عدداً من المقرات العملياتية على الحدود، قبل أن يُعين قائداً للقوات البرية عام 2009، وهو المنصب الذي احتفظ به حتى عام 2025، في واحدة من أطول فترات القيادة داخل الحرس الثوري.
بعيداً عن ميادين القتال، لم يكن باكبور غريباً عن الساحة الأكاديمية. فهو حاصل على درجة الماجستير في الجغرافيا من جامعة “تربية مدرس” في طهران، ما أضفى على خلفيته العسكرية بعداً معرفياً واستراتيجياً.
إلا أن مسيرته لم تكن بمعزل عن الجدل، إذ فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية والاتحاد الأوروبي عقوبات بسبب “دوره في قمع احتجاجات تشرين الثاني/ نوفمبر 2019″، لتُضاف هذه الاتهامات إلى السجل السياسي والأمني لقائد يُنظر إليه على أنه من الحرس القديم، الذي ظل وفياً لعقيدة الثورة والدولة.
اليوم، ومع تعيينه على رأس أهم جهاز عسكري وأيديولوجي في البلاد، يقف الفريق محمد باكبور أمام تحديات جسيمة في الداخل والخارج، في وقت تتشابك فيه خيوط السياسة الإقليمية والمواجهة الدولية.
من هو قائد الأركان الجديد عبد الرحيم موسوي؟
في أعقاب مقتل الفريق محمد حسين باقري، الرجل الذي شكّل لعقود حجر الأساس في هندسة العقيدة الدفاعية الإيرانية، لم تتأخر القيادة الإيرانية في تسمية البديل. فقد أصدر القائد الأعلى آية الله علي خامنئي، مرسوماً عيّن بموجبه اللواء عبد الرحيم موسوي رئيساً جديداً لهيئة الأركان العامة، في ما بدا تأكيداً على الاستمرارية والانضباط في قمة الهرم العسكري.
ينحدر موسوي من مدينة قم، حيث وُلد عام 1959، قبل أن يسلك طريقاً عسكرياً تقليدياً بدأه في الكلية العسكرية للجيش، وتوّجه لاحقاً بشهادة دكتوراه في الإدارة الدفاعية من جامعة الدفاع الوطني العليا.
لكن الأهم من الشهادات، كانت سنوات الجبهات. فخلال الحرب العراقية الإيرانية، أمضى موسوي ثمانية أعوام في خطوط النار، متنقلاً بين الجبهات، كقائد لوحدات المدفعية، ومصمماً لعمليات نارية معقدة، عُرف من خلالها بانضباطه ودقّته في إدارة الاشتباكات البرية.
إعادة هيكلة الجيش
بعد الحرب، ازداد موسوي انغماساً في المؤسسة العسكرية. صعد تدريجياً عبر المناصب، فترأس هيئة التدريب والعمليات، وشغل منصب نائب القائد العام للجيش، ثم قاد “المركز الاستراتيجي للجيش”، وصولاً إلى القيادة العامة للجيش عام 2017، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2025، حيث نفّذ أكبر عملية إعادة هيكلة شهدتها الوحدات الأربع للجيش: البرية، الجوية، البحرية، والدفاع الجوي.
لكن ما جعل من عبد الرحيم موسوي شخصية محورية في المؤسسة العسكرية الإيرانية، لم يكن فقط تعدد المناصب، بل طريقة إدارته لها. فهو رجل ميداني بامتياز، يملك فهماً عميقاً للمنظومة الدفاعية الحديثة، ويميل إلى المركزية المنظّمة، والقرارات المدروسة.
خلال قيادته للجيش، عمل على رفع الجهوزية الدفاعية، خصوصاً على الحدود الشرقية والغربية، كما دعم توسيع الصناعات العسكرية المحلية، ونسّق بشكل وثيق مع وزارة الدفاع لتطوير أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المسيّرة.
وربما يكمن أحد أبرز أدواره غير المرئية في تنمية قنوات التنسيق بين الجيش النظامي والحرس الثوري، في نظام عسكري لطالما كان يعاني من التباين بين المؤسستين.
عبد الرحيم موسوي، الذي لطالما وُصف بأنه “الرجل الهادئ في المقعد الصعب”، يبدو الآن وقد أصبح رأس الهرم العسكري في إيران، محاطاً بتحديات تتجاوز ميادين القتال، إلى ميدان التوازنات الإقليمية والاستراتيجية.
من هو علي شادماني؟
في أعقاب اغتيال إسرائيل للفريق غلام علي رشيد، أحد أبرز العقول العسكرية في إيران وقائد مقر القيادة المركزية “خاتم الأنبياء”، جاء تعيين العميد علي شادماني خلفاً له ليؤكد استمرار الثقل الذي تمنحه القيادة الإيرانية لهذا المنصب الاستراتيجي.
فقد أصدر القائد الأعلى آية الله علي خامنئي مرسوماً عيّن بموجبه شادماني قائداً لهذا المقر الحساس، في خطوة تعكس الثقة المطلقة بخبرته.
علي شادماني، ابن مدينة همدان، التحق بصفوف الحرس الثوري في وقت مبكر من الحرب العراقية الإيرانية. هناك، على جبهات القتال الغربية، بدأت ملامح قيادته تتشكل، قبل أن يتسلم قيادة لواء “أنصار الحسين”، اللواء الذي شكّل ركيزة أساسية في الدفاع عن مواقع استراتيجية خلال تلك الحرب الطويلة والدموية.
مهمات حساسة
لكن ما ميز شادماني لم يكن فقط أداءه في المعارك، بل أيضاً قدرته على التنسيق الميداني بين وحدات مختلفة، وإدارته لعمليات معقدة في الجنوب والغرب. هذه المهارات جعلته لاحقاً من الأسماء البارزة في هيكلية ما بعد الحرب، حيث تولّى قيادة مقر “النجف الأشرف”، أحد أهم المقرات العسكرية غرب البلاد، ثم أصبح نائباً لقائد القوات البرية، قبل أن يُكلف بموقع حساس في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة: نائب رئيس الهيئة للعمليات.
منذ سنوات، يُنظر إلى شادماني على أنه أحد العقول الهادئة والمحنكة في رسم الخطط الميدانية والمناورات المشتركة بين الحرس والجيش. وفي الكواليس العسكرية، يُعرف كقائد ميداني من الطراز الرفيع، يتمتع بفهم عميق لتكتيكات الحرب المعاصرة، ويبرع في بناء جسور العمل المشترك بين الفروع العسكرية المختلفة.
انضباطه، وتجربته الممتدة، جعلت منه اسماً موثوقاً لدى القيادة العليا، وخاصة لدى القائد الأعلى، الذي أولاه مهمات حساسة في مراحل مفصلية من العقود الماضية.
اليوم، وهو يتسلم راية قيادة “مقر خاتم الأنبياء”، يجد شادماني نفسه في مواجهة تحديات أمنية إقليمية متصاعدة، وملفات عسكرية متشابكة تتطلب مزيجاً من الحزم والتخطيط الهادئ.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا