مواجهة تستهدف النظام بإيران والمجتمع المدني بإسرائيل يدفع الثمن

الرئيسية دوليات / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 15 25|20:43PM :نشر بتاريخ

تشهد المواجهة بين إسرائيل وإيران تصعيدا غير مسبوق، إذ نقلت مصادر إسرائيلية عن جيش الاحتلال اليوم الأحد أن "لدى إسرائيل قائمة كبيرة من الأهداف في إيران لم تُضرب بعد"، مع توقعات برد إيراني عنيف وتصعيد مستمر في الهجمات.

وقال محللون -في تصريحات مختلفة للجزيرة نت- إن صمود الطرفين في هذه المواجهة مرهون بقدراتهما على تحمل الضربات المتبادلة، ومدى تحقق الأهداف الإستراتيجية التي دفعتهما إلى دخول هذه المواجهة، وذلك في ظل تحمل المجتمع المدني الإسرائيلي لتداعيات خطيرة يدفع ثمنها لأول مرة في الحروب التي خاضتها إسرائيل بالمنطقة.

ويخشى المحللون أن تتحول المواجهات بين إسرائيل وإيران إلى حرب متعددة الجبهات إقليميا ودوليا، مع تداعيات إستراتيجية واسعة، خاصة أن إسرائيل ترغب في تفكيك النظام الإيراني أو إضعافه إلى حد كبير بما يحقق لها تفوقها الإستراتيجي في المنطقة.

وذلك في مقابل رغبة إيرانية في إلحاق هزيمة بإسرائيل تحسّن مكانتها الإقليمية وموقفها في المفاوضات بشأن برنامجها النووي ورفع العقوبات الدولية عنها.
صمود الطرفين
وعند النظر إلى تفاصيل المواجهة بين الطرفين هذه المرة ستكون مختلفة عن طبيعة الحروب التقليدية السابقة أو الحالية التي خاضتها إسرائيل مع دول المنطقة، من حيث طبيعة الأهداف إستراتيجيا أو مدى الضرر الذي سيتحمله المجتمع المدني لدى الطرفين.
فالجبهة الداخلية في إسرائيل يعدّها الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى طرفا مباشرا في الصراع وليست مجرد منطقة دعم خلفي. ولذلك يحذر مصطفى من أن قدرة المجتمع الإسرائيلي على تحمل مواجهة طويلة ستبقى محدودة، خاصة في ظل حالة الطوارئ المستمرة والانقسامات السياسية والاحتجاجات الداخلية، بالإضافة إلى الضرر النفسي الناتج عن تهديد صواريخ إيران المستمر.

ويضاف إلى ما سبق مدى الضرر الذي لحق بالجبهة الداخلية في إسرائيل نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والنتائج السلبية التي لحقت بالمجتمع المدني في إسرائيل من تأثير المعارك وطول أمدها، من دون تحقيق الأهداف التي يعلنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وفيما يتعلق بالجبهة الداخلية في إيران، فإن مدير مركز الرؤية الجديد للدراسات والإعلام في إيران مهدي عزيزي يشير إلى "تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية"، مشددا على أن "النظام الإيراني يتمتع بقاعدة شعبية واسعة واحتياطات إستراتيجية وجغرافية تجعله أكثر قدرة على الصمود رغم الخسائر الحالية" نتيجة الضربات الإسرائيلية.

ورغم أن حجم الضرر الذي تتلقاه البنية التحتية الإيرانية من الهجمات الإسرائيلية كبير، فإن إيران لديها قابلية إصلاح الأضرار على المدى المتوسط، وذلك إن لم تتعرض لضربات متواصلة تُضعف قدرتها الدفاعية بشكل كامل، حسب ما قاله عزيزي.

أما الباحث في مركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي، فيرى أن استمرار القتال مرهون بمدى توفر موارد الضرب والتصدي لدى الطرفين، بالإضافة إلى العوامل الخارجية، خاصة إذا تصاعدت المخاوف الدولية من تمدد الصراع.

ويؤكد مكي أن الطرفين يمتلكان حتى الآن إرادة القتال والقدرة على الاستمرار، لكن نقطة الانهيار قد تكون قريبة إذا استمرت الهجمات العنيفة المتبادلة، أو إذا عجز أحد الطرفين عن توفير الموارد، أو الحفاظ على التماسك الداخلي.
توسع الجبهات
وتشير التقديرات إلى أن التدخل الإقليمي والدولي مرشح للتوسع إلى حد كبير، وقد تتدخل أطراف عدة في المواجهات، وحسب المحللين فإن هذه التدخلات قد تكون مباشرة في الصراع وجبهات القتال، وقد تكون عبر الدعم والإسناد سياسيا وعسكريا، مع استبعاد انخراط أي طرف عربي في المواجهة على نحو مباشر.

فقد قال الباحث في مركز الجزيرة للدراسات إن التهديدات الإيرانية المتكررة للأطراف الإقليمية تحمل في طياتها رسائل تحذير ضمنية لأذربيجان، بسبب الخلافات التاريخية والجغرافية بين البلدين. مشيرا إلى العلاقات المتينة لأذربيجان مع إسرائيل، حيث تسهم قواعدها العسكرية في تعزيز القدرة الإسرائيلية على استهداف أماكن إستراتيجية في قلب إيران.

وعلى المستوى الدولي، يحذر المحللون -في تصريحاتهم للجزيرة نت- من احتمال انخراط الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل مباشر إذا عجزت إسرائيل عن تحقيق أهدافها أو تصاعدت خسائرها، إذ إن فشل إسرائيل سيُضعف مكانتها الإقليمية ويمنح إيران نقاط قوة تفاوضية في أي نقاشات مستقبلية حول ملفها النووي أو العقوبات.

وتسلط تصريحات مهدي عزيزي الضوء أيضا على الدور الاستخباراتي الغربي -لا سيما البريطاني- في توفير دعم لإسرائيل، سواء عبر الرصد الإلكتروني أو العمليات الخاصة على الأراضي الإيرانية.

أما من جانب إيران، فتبرز محاولات وساطة تقودها سلطنة عمان وإيطاليا وروسيا، إضافة إلى جهود من السعودية على ضوء موقفها الأخير المؤيد للحوار والحلول السياسية، حسب ما يرى المحللون.

ويرى عزيزي أن إيران ترفض أي اتفاق لا يضمن مصالحها الوطنية، وتدفع باتجاه رفع العقوبات الدولية وضمانات بعدم تكرار الهجمات الإسرائيلية، معتبرا أن الموقف الإيراني يستمد قوته من تماسك الجبهة الداخلية واستعدادها لتحمّل تبعات المواجهة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الجزيرة نت