إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 17 25|08:06AM :نشر بتاريخ

النهار

انطباع باريس أن أصحاب المصارف لا يريدون القيام بالإصلاح المطلوب، علماً انهم يَعِدون بأنهم سينفذون الإصلاحات المطلوبة لكنهم لا يفعلون

 بعد أربعة أيام على الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، ومع استمرار حال الترقب الحذر للاختبار الدقيق الذي يجتازه لبنان في قلب الإعصار الحربي الإقليمي الأخطر منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول 2023، شكل إعلان كل من الرئيسين جوزف عون ونواف سلام عن موقف الدولة الحاسم بإبعاد لبنان عن الصراعات والحؤول دون توريطه بأي شكل في الحرب، تطوراً مهماً وبارزاً لجهة تثبيت جدية وصدقية الالتزامات المقطوعة حيال آحادية قرار الدولة في السلم والحرب واحتكارها للسلاح. ونظر إلى الموقف الرسمي الذي أعلنه رئيسا الجمهورية ومجلس الوزراء من جلسة رسمية لمجلس الوزراء على أنه مؤشر مشجع على تفهّم المحاذير التي تحوط بلبنان، لجهة رصد ما إذا كان "حزب الله" سيتورط في الرد على الهجمات الإسرائيلية المتدحرجة على إيران وما يمكن أن يكون العهد والحكومة قد قاما بها استباقياً مع الحزب للحؤول دون أخطر ما يمكن أن يتعرض له لبنان في حال التورط. وإذ تحدثت معلومات عن استمرار حصول اتصالات وتبادل معطيات ومواقف مشجعة بين أركان السلطة و"حزب الله" في الأيام الأخيرة، نُقل عن مراجع رسمية اطمئنانها إلى وجود مناخ مختلف تماماً عن السابق في شأن احتواء المرحلة التصعيدية الحالية في المنطقة، وأن ثمة وعياً جماعياً لوجوب تمرير العاصفة على لبنان بأقل الأكلاف ولا سيما منها الأمنية، إذ يكفي لبنان المخاوف من الأكلاف الاقتصادية وتهديد موسم الصيف، وهي أخطار ليس بيد لبنان وقدرته أن يردها إذا طالت الحرب وتمادت تداعياتها في كل المنطقة.

وفي هذا السياق، أفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين، أن لدى باريس مخاوف من أن تطول الحرب الإسرائيلية على إيران وأن يكون لها عواقب على لبنان. فالتحليل الفرنسي السائد حالياً هو أن حلفاء إيران في لبنان لن يتحركوا الآن لأن قدرتهم لا تسمح لهم بذلك، لكن كلما طالت الحرب ازداد هذا الخطر. لذا اتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره اللبناني جوزف عون ليؤكد له ضرورة القيام بما يجب فعله لضبط الأوضاع الأمنية ومنع أي ردة فعل على الأرض. وترى باريس أن الجميع يريدون تجنّب مثل هذا الاحتمال. واستناداً إلى هذا التحليل فثمة اختبار حقيقي للرئيس عون، لأنه في السابق لم يكن هناك رئيس عندما فعل "حزب الله" ما يشاء، أما الآن، فهناك رئيس وحكومة ويعني ذلك أنها مسألة صدقية لهم. وباريس ترى ضرورة نزع سلاح "حزب الله" لكن بالحوار والتشاور.

أما عن التجديد لليونيفيل، فهناك بعثة أميركية تزور لبنان حالياً، ومن المتوقع أن تتبعها بعثة فرنسية الأسبوع المقبل للنظر في الوضع قبل أن يتم التجديد للقوة في مجلس الأمن في نهاية آب. فالإدارة الأميركية تريد مهمة صلبة وتحرّك أقوى والمحادثات حول ذلك لم تبدأ بعد، لكن هناك احتمال إذا لم تحصل الإدارة الأميركية على ما تريده لهذه القوة أن تضع فيتو على قرار مجلس الأمن ولو أنه حتى الآن ليس هناك أي مؤشر على ذلك. أما بالنسبة إلى بقاء إسرائيل في التلال الخمس، فإن باريس تطالب باستمرار الإسرائيليين بالانسحاب منها، والجنرال الفرنسي العضو في لجنة وقف إطلاق النار يزور إسرائيل باستمرار للسعي إلى اقناعها بضرورة الأنسحاب.

أما عن زيارة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان إلى بيروت، فكانت لحثّ الحكومة والأحزاب على ضرورة التقدم في الإصلاحات، إذ أن الانطباع أن الأوضاع بطيئة جداً. وأفهم لودريان محاوريه مدى أهمية إصلاح القطاع المصرفي بالنسبة لإعادة الإعمار والمساعدات. فقراءة باريس أن المصارف لا تريد التقدم في إصلاح القطاع رغم أنها تدّعي بأنها ستقوم بذلك، لكن لم يتم شيء حتى الآن والمجتمع المدني يكتفي بالقول إن الحكومة بطيئة جداً في الإصلاحات، لكن باريس ترى أن المجتمع المدني أيضاً لا يتحرك للضغط بشأن الدفع إلى التقدم على صعيد الإصلاحات. انطباع باريس أن أصحاب المصارف لا يريدون القيام بالإصلاح المطلوب، علماً انهم يَعِدون بأنهم سينفذون الإصلاحات المطلوبة لكنهم لا يفعلون.

في غضون ذلك، واكبت الأجواء الحربية المتفجرة بين إسرائيل وإيران جلسة مجلس الوزراء اللبناني أمس، فشدّد الرئيس عون في مداخلته في الجلسة على "دقة الوضع في المنطقة، منوهاً بمواقف الفعاليات اللبنانية كافة للمحافظة على الاستقرار، خاصة مع بداية موسم صيف واعد". وأشار إلى الجهود التي يبذلها وزير الأشغال العامة والنقل لمعالجة أوضاع الطيران، مثنيًا على دوره، وشدّد على "ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له بها".

وعبّر عن "أمله في ألا يؤثر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة أمام لبنان".

وبدوره، شدد الرئيس سلام خلال الجلسة على "ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة، لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها". وذكر أنه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع المقررات بخصوص السلاح الفلسطيني موضع التنفيذ، موضحاً أنه لم يحدد أي موعد رسمي بشأن تسليم السلاح.

وفيما وافق مجلس الوزراء على التشكيلات الديبلوماسية التي وضعها وأنجزها وزير الخارجية يوسف رجي، اعتبرت مصادر وزارة الخارجية أن التشكيلات جاءت شاملة وأعادت الانتظام الى السلك الديبلوماسي بعد 8 سنوات من تعثر إجرائها. وقالت إن الوزير رجي أصرّ على تخفيض ٍكبيرٍ في عدد السفراء من خارج الملاك من 14 الى 6 مقارنة بالتشكيلات الأخيرة. وفيما تمّ حفظ معظم المراكز الأساسية لمستحقيها من السفراء من ملاك الوزارة، كانت الاستعانة بخبرات خارجية، أي من خارج الملاك، الاستثناء لا القاعدة، كما تمت إعادة كل السفراء الذين تجاوزوا مدتهم القانونية في الخارج التزاماً بالقانون. وأشارت إلى أن التشكيلات تميّزت بضخّ دمٍ في السفارات اللبنانية لمواكبة العهد والحكومة الجديدة، وأن الوزير رجي وضع المسودة من دون أي تدخلات سياسية، وأدخل إليها تعديلات، أخذاً ببعض الملاحظات ورافضاً ما لم يقتنع به.

وأوضح وزير الاعلام بول مرقص في سياق إعلانه المقررات الرسمية، أن وزير الخارجية شرح لمجلس الوزراء وضعية مئات اللبنانيين العالقين في المطارات حول العالم وسبل معالجة أمورهم. كما أخذ المجلس علماً من وزير الأشغال بشأن حركة المطار. وأوضح أن الحديث جرى بشأن التعديلات المرجوة على قانون الانتخاب وتم تشكيل لجنة وزارية للبحث فيها. وأشار مرقص إلى أن مجلس الوزراء درس اقتراح نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري بشأن خطة عودة النازحين السوريين ووافق عليها. كما تمت الموافقة على رفع قيمة قرض الإسكان للمستفيد الواحد من 50 إلى 100 ألف دولار.

أما وزير الطاقة جو صدي، فأشار إلى أنه اقترح تعليق موضوع زيادة سعر المحروقات، “علماً أن مبدأ الدعم للعسكريين لن نتراجع عنه واقترحت العودة إلى مجلس الوزراء بمقترح متكامل”.

التشكيلات الديبلوماسية بالأسماء

اقر مجلس الوزراء التشكيلات الديبلوماسية كالاتي:

الإمارات: طارق منيمنة. باريس: ربيع الشاعر. نيويورك: احمد عرفة. واشنطن: ندى حمادة معوّض. الأونيسكو: هند درويش. الفاتيكان: فادي عساف. تركيا: منير عانوتي. قبرص: جان مراد. جنيف: كارولين زيادة. فيينا: سينتيا الشِدياق. الكويت: غادي خوري. لندن: فرح بري. روما: كارلا جزار. السعودية: علي قرانوح. بروكسل : وليد حيدر. كوريا الجنوبية: وائل هاشم. إسبانيا: هاني شميطلي. موسكو: بشير عزام. أوتاوا: بشير طوق. اليونان: كنج حجل. رومانيا: علي ابراهيم الصالح. البحرين: هادي هاشم.

وفي الإدارة المركزية: الأمين العام وزارة الخارجية: عبد الستار عيسى. مدير الشؤون السياسية: إبراهيم عساف. مدير الشؤون المالية: فادي زيادة.

كما عين مجلس الوزراء القاضي جوني قزي رئيساً لهيئة القضايا، ونديم حداد رئيساً لهيئة الاشراف على شركات التامين.

 

 

 

الجمهورية

 منذ تفجير إسرائيل للبركان النووي فجر الجمعة الماضي، تحوّلت الحرب المشتعلة بينها وبين إيران إلى سجال تدميري متبادل يتدرّج صعوداً يوماً بعد يوم في استهدافاته العسكرية والنووية والمدنية والسكنية، وأكّدت وقائعه انّ إسرائيل نجحت في ما سمّتها الضربة الافتتاحية، في تحقيق سلسلة اغتيالات أمنيّة وعسكريّة ونووية واستهداف عشرات المواقع النووية والعسكرية الإيرانية بصورة مكثفة ومتتالية منذ اليوم الاول للحرب. كما أكّدت تلك الوقائع نجاح إيران في احتواء الضربة، وتوجيه ضربات صاروخيّة متتالية وصفت بالقاسية، للمواقع والمنشآت الإسرائيلية المعتبرة مهمّة وحساسة، وإحداث واقع تدميري، أجمعت المستويات الإسرائيليّة السياسية والعسكريّة والإعلاميّة على وصفه بأنّه غير مسبوق في تاريخ إسرائيل. وإذا كانت المقاربات الإقليمية والدولية تتفق على انّ هذا السجال الناري مفتوح على مشاهد أشدّ عنفاً وتدميراً، الّا انّها تتشارك العجز في تحديد مآلات هذه الحرب، وارتدادات تداعياتها على مساحة المنطقة والعالم، في بلوغ إسرائيل وإيران نقطة اللاعودة، والتهديد والوعيد المتبادلين بينهما بالحسم والإنهاء الكلي للطرف الآخر. والبارز في هذا السياق، تهديد إسرائيل على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، عزم إسرائيل على اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي.

الموقف الأميركي

البارز على هذا الصعيد، ما ذكرته وكالة «رويترز» نقلاً عن مصدرين إيرانيين و3 مصادر إقليمية، حول انّ إيران طلبت من قطر والسعودية وسلطنة عمان أن تطلب من الرئيس ترامب الضغط على إسرائيل للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار. وتزامن ذلك مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنّ إيران لن تفوز في هذه الحرب، وقال: «يجب أن ندخل في محادثات قبل فوات الأوان. الإيرانيون يريدون التحدث في شأن خفض التصعيد»، لافتاً إلى انّ «إسرائيل تبلي بلاء حسناً للغاية. وقد قدّمنا الكثير من الدعم لها».

مرحلة جديدة

لا يختلف اثنان على أنّ القتال التدميري بين إسرائيل وإيران ليس مجرّد حرب وتصعيد، بقدر ما هو إعلان بالغارات الجوية والصواريخ العابرة، عن انتهاء مرحلة وبداية مرحلة جديدة لشرق أوسط جديد، ستحدّد مجرياتها الحربية المتسارعة ما إذا كانت إسرائيل ستتسيّده وستحقق مبتغاه بهزيمة إيران وتدمير برنامجها النووي، أو ما إذا كانت إيران ستنجو من هذه الحرب وتفرض واقعاً جديداً، تكون فيه إسرائيل مكسورة شوكتها وليست على ما كانت عليه قبل الحرب، يدها هي العليا ومهيمنة ومتسلّطة ومبادرة للإعتداءات في كل الاتجاهات في المنطقة.

مازلنا في البداية

وبمعزل عمّا يُسمّى «النصر الساحق» الذي تتوعّد به إيران وإسرائيل، ويجري ترويجه بما تبدو انّها لغة واثقة، عبر حلفائهما وأصدقائهما والماكينات الدعائية والإعلاميّة التابعة لكل منهما، تؤكّد قراءة سياسية تحليليّة للحرب بين إيران وإسرائيل «أنّ من المبكر الشّعور بنشوة انتصار وهمي، فالحرب لا تزال في بدايتها، وبالتالي من الخطأ الوقوع في استنتاجات وتقديرات مسبقة، هناك أمر خطير جداً يحصل، بدليل عنف الحرب، وعدم جدّية المداخلات الرامية إلى إخمادها، ما يشي برغبة ما في إعطاء هذه الحرب مدى اضافياً وربماً واسعاً، ما يوجب أن ننتظر بعض الوقت لكي تتوضّح الصّورة».

لا حسم

وعلمت «الجمهورية» من مصادر موثوقة، أنّه في سياق الإتصالات التي تحرّكت بصورة مكثفة على غير صعيد داخلي فور اشتعال الحرب، أكّد مسؤول أممي على اولوية إلّا يشكّل لبنان منطلقاً لأي خطوة من شأنها أن تهدّد الإستقرار فيه. وتمّ ابلاغه بأنّ هذا الأمر تؤكّد عليه مختلف المستويات الرسمية والسياسية والحزبية في لبنان بما فيها «حزب الله»، وخصوصاً في هذه المرحلة.

إلّا أنّ المسؤول الأممي عندما سُئل في لقائه مع أحد كبار المسؤولين، عن تقييمه لما يحصل، ألمح إلى أنّه لم يُفاجأ بإشعال الحرب ربطاً بالتهديدات الإسرائيلية المتكرّرة بضرب البرنامج النووي الإيراني، بل إنّه فوجئ بما سمّتها إسرائيل الضربة الافتتاحية الواسعة النطاق واستهدافاتها الدراماتيكية التي أوحت بأنّ الحرب قد حُسمت في بداياتها، وأنّه فوجئ أكثر بمدى وحجم ونوعيّة الردّ الإيراني. وقال: «لا أريد أن أسقط في تقدير خاطئ وأقول إنّ هناك توازناً في القوّة والقدرات، بل ما استطيع قوله هو أنّ هناك عناصر قوة يجري تظهيرها، إلّا أنّ قدرة الحسم لا تبدو متوفّرة. فجلّ ما في الأمر هو انّ الحرب أصبحت حرب تسجيل نقاط. كما لا أستطيع أن أنفي او أؤكّد دخول أطراف أخرى على خط هذه الحرب (دخول الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب إسرائيل) فهذا احتمال قائم انما غير مؤكّد حتى الآن، لأنّ الصورة غامضة. وضمن هذا السياق فإنّ الأكثر ترجيحاً بالنسبة إليّ هو أنّ انعدام قدرة الحسم في هذه الحرب سيقود الطرفين الإسرائيلي والإيراني حتماً إلى الحل السياسي، وهذا برأيي هو الخيار الأقرب مدى، باعتبار انّ هذا الحل يوفر أثماناً كبرى قد تتأتّى عن دخول أطراف أخرى في هذه الحرب، على نحو يمكن أن يجعلها أكثر شموليّة وامتداداً ودراماتيكيّة على مستوى منطقة الشرق الأوسط بكاملها».

الديبلوماسية واردة

وعلى الرّغم من احتدام الحرب والمواجهات الصاروخيّة والتدميرية، وتشريع بابها على احتمالات متعدّدة الأشكال والأنواع، إلّا أنّ تقديرات ديبلوماسيّة غربيّة تغلّب الركون إلى الوساطات السياسية في المدى المنظور، وخصوصاً انّ الحرب كما تبدو أفقها مسدود.

وبحسب هذه التقديرات الديبلوماسية، فإنّ حركة اتصالات مكثفة تجري على مجموعة خطوط عبر القنوات الديبلوماسية مع إيران، والغاية منها وقف الحرب، وللولايات المتحدة الأميركية الدور الأساس فيها، وخصوصاً انّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب لم يقفل باب المفاوضات، وقد كان واضحاً في قوله قبل ساعات، انّ الحرب بين إسرائيل وإيران يجب ان تنتهي، ومن هنا لا تبدو الامور مقفلة.

صعوبات.. وأوهام!

على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، ما تشير اليه التقديرات الديبلوماسيّة من صعوبات تعتري هذه الإتصالات، ولاسيما ما يتصل بالموقفين المتصلبين لكلّ من إسرائيل وإيران «وطموحاتهما» العالية السقف، وكذلك الصعوبات التي تعتري مواقف بعض الدول التي تتعالى فيها أصوات لا تقلّ تصلّباً، وتدعو إلى تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لمساعدة إسرائيل وكسر البرنامج النووي الإيراني.

المتتبع لما يعلنه الطرفان الإسرائيلي والإيراني من مواقف وتهديدات يرى احتمال الحل السياسي بينهما ضرباً من المستحيل، حيث تؤكّد شراسة المواجهات بينهما أنّهما حكما على بعضهما بالإعدام. فإسرائيل تقول بعالم جديد بلا إيران التي نعرفها، وإيران تقول بإسقاط إسرائيل كأسطورة خرافية. ويبرز في هذا السياق ما نقله أحد السفراء عن مسؤول عربي كبير قوله في اجتماع رسمي لأركانه وفريق عمله: «لقد دخلت المنطقة في المحظور، فهي في آتون نار تسابق مصيرها، بين ان تبقى جسماً واحداً او تصبح مشتتة وممزقة، هي اللحظة الوجودية بالنسبة للمنطقة ككل وليس لطرف بعينه. وفي الخلاصة كلنا مهددون، ونصيحتي أن نرفع جهوزيتنا ومستوى حذرنا، وألّا نشتري الأوهام ممن يحاول أن يبيعها من أطراف هذه الحرب».

كما انّ المتتبع للإعلام المحلي والعربي والغربي، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، يلحظ اصطفافات حادة، يتنازعها حسم الانتصار المسبق لإسرائيل، في مقابل حسم الانتصار المسبق لإيران، والجامع بينها لغة الشماتة من هذا الجانب او ذاك.

وفيما يذهب بعض المحللين إلى القول بأنّ إيران لن تتمكن من الصمود لوقت طويل في هذه الحرب، بعد الضربات القاضية التي تلقتها في كلّ بناها الاقتصادية والنووية، فإنّ الصورة مختلفة في مكان آخر، وفق ما ورد على لسان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمس، حيث قال «انّ إسرائيل وجّهت ضربة قاصمة للإيرانيين، لكن إسقاطهم بالضربة القاضية بيد أميركا وحدها، ونحن بحاجة لأن يتخذ الرئيس ترامب قراراً بمساعدتنا». فيما قال الجنرال الأميركي المتقاعد دوغلاس ماكفريغور: «إنّ لدى الإيرانيين مخزوناً كبيراً من الصواريخ، ولم تبدأ إيران بَعد بإطلاق صواريخها المتطوّرة والمدمّرة، وبالتالي فإنّ إسرائيل وقعت في فخ الاستنزاف».

وفيما قال الباحث الإسرائيلي ايتاي ماك في صحيفة «هآرتس» العبرية انّ إسرائيل خسرت الحرب ضدّ إيران عندما أطلقت إيران أول صاروخ، أشار المحلل السياسي جدعون ليفي في مقال له في الصحيفة نفسها، إلى انّ إسرائيل لم تخض حرباً إلّا وأبدت الدولة بقضها وقضيضها إعجابها بقدراتها العسكرية والاستخباراتية المذهلة، في بدايتها. وبالقدر نفسه لم تكن هناك حرب حتى الآن لم تنته بالدموع. واستشهد بحالة النشوة التي غمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في بدايات حرب لبنان الأولى عام 1982، لكنه غادر منصبه وهو في حالة اكتئاب سريري شديد. وقال إنّ هناك احتمالاً كبيراً أن يحدث ذلك أيضاً في نهاية الحرب ضدّ إيران. فرغم انتشاء إسرائيل في بدايتها فإنّ الأمر قد ينتهي بها إلى حالة اكتئاب، مثلما حدث مع بيغن.

الداخل: تصريف أعمال

داخلياً، فإنّ لبنان كغيره من الدول التي تقع على خط الزلزال الإيراني- الإسرائيلي، يراقب مسار الأوضاع، ويحاول تسيير أموره بالحدّ الأدنى من الخطوات والإجراءات على غير صعيد، بما يشبه تصريف الاعمال ريثما تنجلي صورة ما ستؤول اليه هذه الحرب.

وعلى ما يقول مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، فإنّ تطورات المنطقة تقدّمت على كل الأولويات، وتشكّل دافعاً لنا لمحاولة التكيّف مع الواقع الجديد المقلق بصورة عامة، والذهاب إلى الحدّ الأقصى من الخطوات والإجراءات الاحترازية التي يتطلبها واقع ما زال مفتوحاً على احتمالات مجهولة، يصعب تقدير مداها وتداعياتها. وأضاف: «المهمّ في هذه المرحلة، هو أن نستفيد من هذه اللحظة لإضفاء نوع من التماسك الداخلي في مواجهة ما قد يحصل، بعيداً من المغالاة من هنا وهناك، وعن الاصطفافات الخاطئة، والرهانات الفارغة والمكلفة على أحصنة خاسرة في هذا الجانب او ذاك».

ورداً على سؤال، قال: «لا أحد في لبنان يفكر في تعليق البلد مجدداً على خط التوتر والتصعيد. ولنكن صريحين، الحرب الدائرة أكبر من لبنان، وبمعنى أوضح هي أكبر منا جميعاً، وواجبنا هو أن نحمي أنفسنا، والّا نحشر أنفنا في أمر قد يجعلنا نذهب «فرق عملة».

وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قد أكّد خلال استقباله وفد البنك الدولي أمس، انّ الحكومة ماضية في إجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية بالتعاون مع مجلس النواب، بهدف إعادة النهوض بالوضعين المالي والاقتصادي في البلاد. لافتاً إلى القوانين التي أقرّها مجلس النواب، وتلك التي لا تزال قيد الدرس او الإعداد، مقدّراً دعم البنك الدولي الذي يلعب دوراً مهمّاً في مساعدة لبنان.

كما أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام الوفد نفسه، استعداد المجلس لإنجاز التشريعات وإقرار مشاريع القوانين المطلوبة والمتفق عليها مع الحكومة اللبنانية بعد ورودها إلى المجلس ومناقشتها وفقاً للأصول، لاسيما قروض الطاقة والمياه والزراعة وإعادة الإعمار.

وكان مجلس الوزراء قد عقد أمس جلسة عادية في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة الرئيس عون وحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء. وانتهت الجلسة الى إقرار التشكيلات الديبلوماسية. وقال وزير الإعلام بول مرقص خلال تلاوته مقررات الجلسة، انّ رئيس الحكومة شدّد خلال الجلسة على «ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة، لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها. وذكّر بأنّه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع المقررات بخصوص السلاح الفلسطيني موضع التنفيذ»، موضحاً أنّه لم يحدّد أي موعد رسمي بشأن تسليم السلاح.

 

 

 

الأخبار

 هناك كثير من الأسباب التي تجعل السؤال مشروعاً أكثر من أيّ وقت، حول إمكانية أن يبادر العدو بشنّ حرب جديدة ضد لبنان. ويمكن إيراد أسباب كثيرة لذلك، منها:

أولاً، إن العقيدة الأمنية الجديدة للعدو تستند إلى فكرة «عدم المخاطرة». ومعنى ذلك، أن العدو لم يعد يكتفي بتقديرات أمنية أو سياسية عن رغبة أو قدرة طرف معادٍ له على تفعيل إمكانات موجودة لديه، بل صار يعتبر أنه معنيّ بالعمل المُسبق على أساس النوايا.

وطالما أن العدو يفترض أن حزب الله لا يزال يملك قدرات عسكرية وبشرية مقاتلة، فهو يتصرف على أساس أن الحزب خطر قائم في كل لحظة.

وبالتالي، فإن أصل القرار بضرب حزب الله موجود على الطاولة، لكنّ هناك عناصر سياسية وعسكرية ولوجستية تتحكّم باتخاذه.

ثانياً، تفترض إسرائيل أن حزب الله هو الفصيل المقاوم الأكثر التصاقاً بإيران، والأكثر قرباً منها عقائدياً وتنظيمياً وسياسياً، وأن مصير حزب الله كمؤسسات يبقى رهن مستقبل بقاء النظام في إيران، وبالتالي، توجد الكثير من الأسباب الموجبة التي تجعل الحزب في حالة توثّب لمساعدة إيران متى كانت هناك حاجة إلى ذلك، ما يعني أن إسرائيل ستفكر في كيفية إزالة هذا التهديد قبل تحوّله إلى فعل. ولهذا القرار أيضاً توقيته وحساباته وآلياته.

ثالثاً، تخشى إسرائيل أن يعمد حزب الله، وقوى المقاومة في فلسطين والعراق واليمن، إلى اعتماد سياسة جديدة في حال انتهت الحرب بصمود إيران وفشل أهداف العدو من الحرب، إذ تعتقد إسرائيل، بقوة، أن حلفاء إيران الذين خسروا الكثير خلال عشرين شهراً، سيحاولون استثمار أي انتصار إيراني، أو فشل إسرائيلي، لاستعادة بعض ما خسروه، أقلّه في الجانب السياسي، وأن حزب الله قد يجد حافزاً للقيام بعمل يلغي النسخة الحالية من آلية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وهذا في حدّ ذاته، عنصر محفّز لإسرائيل لشن حرب على لبنان.

رابعاً، تفترض إسرائيل أنها في حال حقّقت حربها نجاحات كبيرة، من النوع الذي يكسر الدور الإقليمي لإيران، فإنها ستعمل على استثمار ذلك في لبنان، من خلال حملة جديدة تستهدف توجيه ضربات إضافية إلى حزب الله، ولدفع السلطة في لبنان إلى إجراءات وخطوات لم تحصل بعد الحرب الأخيرة على لبنان، وبعد تلمّس إسرائيل فشل المشروع السياسي الذي تقوده الولايات المتحدة في فرض قرار عملاني بنزع سلاح المقاومة وإنهاء حالة العداء بين لبنان وإسرائيل تمهيداً لمرحلة جديدة من التواصل نحو اتفاق سلام. وهذا، أيضاً، سبب كافٍ لأن توسّع إسرائيل عدوانها على لبنان، وفق آليات عمل مختلفة وتوقيت خاص.

خامساً، قد يجد العدو نفسه مُلزَماً بالقيام بعمل لإشغال حزب الله بأمور داخلية من النوع الذي يحدّ من فعاليته في حال قرّر المشاركة في الحرب. وتفكير العدو الرتيب، يقود إلى أعمال تتعلق ببيئة المقاومة، على خلفية اعتقاد إسرائيل بأن الضغط على الناس سيتسبب في إرباك كبير لقيادة حزب الله، وسينتج واقعاً سياسياً ضاغطاً في البلاد، وكل ذلك سيتحوّل إلى قيد على حركة المقاومة.

لكن، هل توجد في المقابل مشروعية للسؤال عمّا إذا كان حزب الله مستعداً للدخول في الحرب ابتداءً، إسناداً لإيران، كما فعل إسناداً لفلسطين؟.

منعاً لنقاش بيزنطي يعشقه كل ثقيل دم، فإن واقع الأمر يقول إن من بيده كلمة السر لا يتحدّث ولن يتحدّث. أمّا من لا يملك كلمة السر، فيُفترض به أن لا يتحدّث عمّا لا علم له به، ومن الأفضل للجمهور أن يرتاح قليلاً من «جعدنة» هذا وذاك، ممن يصرّون على الحديث باسم عقل المقاومة. لأنه، ببساطة، تغيّرت قواعد التفكير والعمل، وارتفع عالياً جداً منسوب الصمت… والحصيلة، أن السؤال حول ما يمكن لحزب الله أن يقوم به، سيبقى من دون جواب حتى إشعار آخر!

 

 

 

نداءالوطن

طار موعد المخيمات ووعد السياحة وسلام يرفض كل أشكال التوريط

 حضرت الحرب الإسرائيلية الإيرانية على طاولة مجلس الوزراء أمس في أول انعقاد له بعد اندلاع هذه الحرب يوم الجمعة الماضي. ووصلت تداعيات هذا التطور الإقليمي الكبير إلى أبحاث المجلس عبر تأجيل موعد الشروع بإنهاء ملف السلاح الفلسطيني بدءاً من مخيمات بيروت كما كان مقرراً أمس. كما وصلت هذه التداعيات نتيجة التأثير المباشر على الموسم السياحي الذي كان لبنان ينتظره واعداً هذا الصيف. وبين هذا وذاك، بقي سلاح "حزب الله" أم الملفات التي تشغل اهتمامات كل الدوائر العربية والدولية وبخاصة في ظل احتمال أن يورط هذا السلاح لبنان مجدداً في أتون البركان الثائر حالياً بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية.

وفي سياق متصل، أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون في مستهل جلسة مجلس الوزراء، وجوب القيام بالمستحيل "لإبعاد لبنان عما يحصل من صراعات لا دور لنا فيها أو علاقة بها"، كما نوّه بموقف الفاعليات اللبنانية للمحافظة على الاستقرار خصوصاً مع موسم صيف واعد".

من جهته، شدد رئيس الحكومة نواف سلام على "إدانة العدوان الإسرائيلي الخطير على إيران، وعلى ضرورة استمرار العمل على تثبيت الاستقرار ولا سيما في الجنوب والحؤول دون زج لبنان أو توريطه بأي شكل من الأشكال في الحرب الإقليمية الدائرة".

ولفت الرئيس سلام إلى أنه في ما خص السلاح الفلسطيني في لبنان، "لم يصدر من جهتنا أي إعلان لأي موعد رسمي للبدء بتسليم السلاح أو تحديد لأي مكان سوف تبدأ منه هذه العملية. وأنا والقيادة الفلسطينية وكذلك السفير رامز دمشقية والأجهزة اللبنانية المعنية، على تواصل دائم مع الجهات الفلسطينية لترجمة هذه الالتزامات عملياً ومن دون إبطاء".

عودة النازحين السوريين وخطة وزراء "القوات"

ووافق المجلس أيضاً خلال الجلسة، على عرض نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري لجهة خطة عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، فدرسها المجلس وقال متري إن مسألة "الداتا" قد حلّت وهناك برامج ومراحل زمنية تحضيرية لعودة السوريين، وأخرى ختامية لهذه العودة وفقاً لمعايير محددة، وافق عليها المجلس وشدد على عمل اللجنة الوزارية المختصة المعنية بهذا الأمر برئاسة متري وعضوية وزراء: الدفاع، الداخلية، الخارجية، الشؤون الاجتماعية، العدل، إضافة إلى المديرية العامة للأمن العام.

وعلمت "نداء الوطن" أنّ وزراء "القوات اللبنانية" طالبوا في الجلسة خلال مناقشات خطة إعادة النازحين السوريين، بـ "تحديد مهلة زمنية واضحة لتنفيذها، تبدأ فوراً بتشدد فعلي في تطبيق القوانين، وتنتهي في مهلة أقصاها نهاية العام الجاري، بحيث يُطبّق القانون بشكل طبيعي ومستدام على جميع الموجودين على الأراضي اللبنانية، أو الوافدين إليها لاحقاً".

قراءة دبلوماسية غربية للحرب وسلاح "الحزب"

وفي سياق متصل، تحدثت أوساط دبلوماسية غربية لـ "نداء الوطن" فلفتت إلى أنها من خلال اتصالاتها اللبنانية تبين لها وجود مقاربتين: الأولى، تدعو إلى اعتماد سياسة التجميد، والمقاربة الثانية تركز على تسريع الحسم السيادي.

بالنسبة لمقاربة التجميد تضيف الأوساط: "هذه المقاربة تدعو إلى تجميد كل الملفات السيادية (سلاح "حزب الله"، السلاح الفلسطيني، ملف النزوح السوري...)، بحجة أن المنطقة دخلت مرحلة حرب مفتوحة مع إسرائيل" . ويدعو منطق أصحاب هذه المقاربة إلى انتظار ما ستؤول إليه الحرب الدائرة والصفقات المحتملة التي ستنتهي إليها. ويتمحور رهان أصحاب مقاربة التجميد حول الآتي: إما تسوية دولية تُنهي الملفات، أو حرب كبرى تفرض واقعاً جديداً يُنهي سلاح "الحزب والفصائل".

تتابع الأوساط الدبلوماسية الغربية فتشير إلى أن المقاربة الثانية التي تنطلق من تسريع الحسم السيادي، ترى "أن الحرب الحالية فرصة يجب استثمارها لتسريع استعادة الدولة سيادتها". أضافت "إن سلاح "حزب الله" والسلاح الفلسطيني ما زالا قابلَين للاستخدام عند الحاجة من قبل إيران، و"الحزب" قد يُزَجّ في أي لحظة". وتدعو هذه المقاربة إلى "عدم انتظار الخارج، بل استكمال "الروزنامة السيادية" داخلياً". وحذرت من أن تجميد الملفات "يعطي انطباعاً خاطئاً بانتصار فريق الممانعة".

وتخلص الأوساط للدعوة إلى "استثمار اللحظة (المومنتوم) كما تم استثمار سقوط النظام السوري سابقاً، والآن الحرب على إيران، للضغط نحو استعادة الدولة سلطتها واحتكارها السلاح". وقالت "إن التراخي الآن هو تفويت لفرصة تاريخية لإعادة الاعتبار لسيادة الدولة، ويجب المضي قدماً من دون ربط المسار الداخلي بالتحولات الإقليمية التي قد تنتهي من دون تغيير حقيقي في الداخل اللبناني".

لبنانيون عالقون في المطارات حول العالم

وبالعودة إلى جلسة مجلس الوزراء، فقد شرح خلالها وزير الخارجية يوسف رجي وضع مئات اللبنانيين العالقين في المطارات حول العالم، وسبل المعالجة التي يقوم بها، كما تحدث وزير الأشغال العامة والنقل وعرض حركة مطار رفيق الحريري الدولي والملاحة الجوية في ضوء التطورات والمخاطر في المنطقة، وأخذ المجلس علماً بذلك ووافق على بعض التدابير الضرورية المقترحة من قبل وزير الأشغال العامة والنقل.

السياحة وتداعيات الحرب

بالتزامن، أعلن رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر في بيان أن "التداعيات السلبية للحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل بدأت تتكشف على الساحة اللبنانية، وفي مقدمها إقفال المجالات الجوية وإلغاء الرحلات التي كانت آتية إلى لبنان، إضافة إلى الفوضى العارمة في قطاع الطيران".

 

 

 

 

  

الديار

إجراءات أمنيّة وشلل سياسي... وتضرّر كبير للسياحة
ملف السلاح الفلسطيني الى «ثلاجة» الإنتظار مُجدّداً!

حالة الترقب والحذر على الساحة اللبنانية بفعل العدوان «الاسرائيلي» على ايران، اصابت الحياة السياسية بالشلل في ظل عدم اليقين من التداعيات الخطرة لهذه الحرب غير المسبوقة على لبنان والمنطقة. وبعدة شغل محلية تستكمل الحكومة التعيينات بانجاز الديبلوماسي منها بالامس، فيما التعيينات القضائية لا تزال عالقة في «عنق الزجاجة».

اما ملف معالجة السلاح الفلسطيني فمر الموعد المفترض بالامس دون اي اجراءات عملية، ويبدو انه دخل في «ثلاجة» الانتظار بحجة الحرب، علما ان الرئاسة الفلسطينية لم تف بالتزاماتها اصلا، ولم تنجح في تقديم اي خطة للجانب اللبناني.

لا تطمينات اميركية

وفيما ينتظر البعض في لبنان «جثة» النظام الايراني على ضفة النهر، لاستثماره داخليا، ولا يخجلون من دعم «اسرائيل» في عدوانها، لم يتلق المسؤولون اللبنانيون اي تطمينات من الجانب الاميركي حيال النيات «الاسرائيلية» تجاه الجبهة اللبنانية.

ووفق مصادر سياسية بارزة، فانه مقابل توجيه واشنطن تحذيرات شديدة اللهجة الى الجانب اللبناني، بضرورة منع حزب الله من التدخل في المواجهة الدائرة، علما انه لا مؤشرات او معطيات حيال هكذا احتمال، فان الاتصالات الرسمية مع هذه القنوات الاميركية المؤثرة في البيت الابيض، لم تفض الى الحصول على اجوبة قاطعة عن الاسئلة اللبنانية القلقة، من احتمال اقدام «اسرائيل» على تصعيد انتقامي غير مبرر، يشبه ما حصل في الضربات الاخيرة على الضاحية الجنوبية، لا سيما وسط التعبئة في ألوية الاحتياط في جيش الاحتلال في الشمال، حسب ما أوردت وسائل اعلام عبرية تحدثت عن حشد الفرقة 146 ولواء الاحتياط «القبضة الحديدية» (205) وفرق اخرى ستكون كاحتياطي لسيناريوهات مختلفة في الساحة الشمالية.

غموض اميركي

وتكتفي واشنطن في هذا السياق، بالتشديد على ضرورة التزام لبنان بالقرار 1701 ، مع ترداد عبارة «حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وتعد بمناقشة اعمق للمسائل العالقة عندما يزور السفير الاميركي في تركيا توم براك بيروت!

اجراءات امنية

وامام هذه المعطيات، اتخذ القرار بعد الاجتماع الامني الموسع في بعبدا قبل ايام، بتعزيز انتشار القوى الامنية في اكثر المناطق اللبنانية حساسية، ومنع اي حادث يمكن ان يشكل خرقا للاستقرار، في ظل مخاوف من توسع الحرب لتشمل جبهات جديدة في المنطقة، ما قد يزيد من حدة التوتر الداخلي.

ارتفاع منسوب القلق؟

وفي هذا السياق، يرتفع منسوب القلق من دخول الولايات المتحدة الاميركية الحرب، في ضوء التصريحات المتناقضة للرئيس الاميركي دونالد ترامب، تزامنا مع ارسال قطع حربية بحرية الى الشرق الاوسط، وكذلك الكشف عن تقديم فرنسا وبريطانيا الدعم اللوجستي للجيش «الاسرائيلي»، فيما تتواصل الضربات العنيفة، وتوعد طهران بقصف «أشد تدميرا»، بعد تجاوز قوات الاحتلال كل «الخطوط الحمراء» بقصف التلفزيون الرسمي الايراني.

تهديدات متبادلة

وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن الحرس الثوري الإيراني دعا سكان «تل أبيب» إلى الإخلاء في أقرب وقت ممكن، وذلك بعد وقت قصير من إصدار «إسرائيل» تحذيرا بإخلاء منطقة محددة في طهران. وفيما اكدت هيئة الأركان الإيرانية ان» استشهاد قادة قواتنا المسلحة يجعلنا أقوى والكيان الصهيوني في مسار الأفول»، لم يستبعد رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو اغتيال المرشد السيد علي خامنئي، زاعما ان حصول ذلك «سيؤدي الى تهدئة التوترات وليس تأجيجها كما يشاع».

خداع ترامب

ويواصل الرئيس الاميركي استراتيجية الخداع، رافضا تقديم اجابة عن احتمال دخول بلاده الحرب. وفي تصريحات أدلى بها على هامش القمة، زعم ترامب إن استعداد إيران للتفاوض إشارة إلى نيتها خفض التصعيد تجاه «إسرائيل»، وقال»لكن كان عليهم فعل ذلك من قبل، أعطيتهم 60 يوما، وكان لدي 60 يوما (لإبرام اتفاق نووي)، وفي اليوم الـ61 قلت: ‹ليس لدينا اتفاق». وأضاف ترامب: «عليهم إبرام اتفاق، إنه أمر مؤلم للطرفين، لكنني أقول إن إيران لن تفوز بهذه الحرب... ويجب أن يتفاوضوا فورا قبل فوات الأوان». وعند سؤاله عن إمكان تدخل الولايات المتحدة عسكريا في الصراع بين طهران و «تل أبيب»، رفض ترامب التعليق قائلا: «لا أريد الحديث عن ذلك».

... وحشد عسكري

وقد غادرت حاملة الطائرات الأميركية «نيميتز» بحر الصين الجنوبي صباح امس متّجهة الى الشرق الاوسط، بعد إلغاء رسوها الذي كان مقرّرا في ميناء بوسط فيتنام. وكانت حاملة الطائرات تخطّط لزيارة مدينة دانانغ في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لكن مصدرين أحدهما ديبلوماسي قالا «إن الرسو الرسمي الذي كان مقرّرا في 20 حزيران ألغي»، ولفت أحد المصدرين إلى أن السفارة الأميركية في هانوي أبلغته بالإلغاء بسبب «متطلّبات عملياتية طارئة».

تشكيك بجدوى الحرب

في هذا الوقت، بدأت تصدر في «اسرائيل» اصوات تشكك في جدوى الحرب ضد ايران، وقالت صحيفة «يديعوت احرنوت» انه من المهم فحص شعار «تدمير البرنامج النووي لانه غير قابل للتحقق بمعركة عسكرية فقط، ويستوجب اتفاقا سياسيا أيضا. أما التمسك الأعمى بالهدف فقد يدفع نحو حرب استنزاف بلا إطار زمني واضح، حيال قوة عظمى إقليمية خطرة».

استدراج واشنطن

ولفتت الصحيفة الى «ان المعركة الحالية بدات بأداء مبهر على مستوى تاريخي، لكن قد يكون طريق التباهي قصيرا، لانه في هذا السياق، من المهم فهم طبيعة العدو. فهناك عداء مرير تجاه التعالي والإهانة والتهديدات الوجودية من جانب جهات خارجية، مغروس عميقا في الوعي الجماعي الإيراني، سواء في أوساط أناس النظام أم في أوساط المعارضين له. إلى جانب الصبر والقدرة على إدارة معركة طويلة (كما ثبت في الحرب ضد العراق في الأعوام 1980 – 1988)، فإن إيران لا تتطلع فقط الى الصمود، وبالتالي ربما توجه جهودها للبنى التحتية القومية، للمنظومات الأمنية الاستراتيجية ولكبار المسؤولين «الاسرائيليين». لهذا، يجب تجنيد ناجع وذكي لواشنطن لغرض استكمال المهمة»، حسب تعبير الصحيفة.

«النشوة» المؤقتة

بدورها، اكدت صحيفة «هارتس» ان الفرح كان سابقًا لأوانه، فمنذ اللحظة التي سقطت فيها الصواريخ الإيرانية الأولى السبت في «رمات غان» وفي مركز «تل أبيب» للمس بوزارة الدفاع، فإن النشوة المؤقتة التي استمرت لنصف يوم، تحولت إلى خوف وقلق. الإدراك بعدم وجود حروب سهلة يسود في أوساط الجمهور «الإسرائيلي»، الذي يتحمس ويهتاج من إنجازات الضربات الافتتاحية في عمليات لامعة، ليدرك لاحقا أن النجاح الاستراتيجي يقاس بالنهاية».

تجربة الحرب العراقية- الايرانية!

واشارت الصحيفة الى ان ايران ترتكز على آلاف سنوات التاريخ الفارسي المجيد، وأثبتت صمودا وتصميما على تحمل الضربات وليس الاستسلام. في نهاية العام 1979 شن رئيس العراق صدام حسين هجوما مفاجئا على إيران الضعيفة والمفككة. تصرف صدام حسين على فرض أنه سيهزم إيران في غضون أيام أو أسابيع، ولكن سرعان ما تبين خطأه. الامام الخميني رفض الاستسلام، وحشد الشعب في حرب استمرت ثماني سنوات.

انجازات مؤقتة

وشككت «هارتس» في نجاح طلب الجيش «الإسرائيلي» من سكان طهران الإخلاء، وقالت «تم تجريب هذه المقاربة بدون نجاح كبير في لبنان وفي قطاع غزة، على أمل استخدام الجمهور ضغطا على القيادة، من أجل الاستسلام أو التنازل. وحتى لو كانت هناك إنجازات مؤقتة، فمشكوك فيه أن يؤثر هذا الأمر بدولة عدد سكانها 100 مليون نسمة، ومساحتها أكبر بثمانين ضعفا من مساحة «إسرائيل». ويبقى الخوف أن تصل «إسرائيل» إلى حرب استنزاف يصعب عليها الصمود فيها».

الاستراتيجية الايرانية

من جهتها ، اشارت صحيفة «معاريف» الى «ان هدف إيران هو أن يفوق عدد صواريخها عدد صواريخ الاعتراض «الإسرائيلية». الخطة الإيرانية هي مواصلة إطلاق الصواريخ الباليستية حتى بعد أن تنفد صواريخ «حيتس» الاعتراضية لدى «إسرائيل»، وحتى المساعدة الأميركية لا تكفي، وعندئذ ستجد «إسرائيل» نفسها تحت وابل من الصواريخ الباليستية مع رؤوس متفجرة ، دون قدرة دفاعية كافية.

التعيينات الديبلوماسية

وفي انتظار ما ستؤول اليه الحرب من نتائج، حضرت هذه التطورات في جلسة مطولة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، حيث تم التشديد على ضرورة عدم اقحام لبنان في الصراع العسكري. وأقرت الجلسة التشكيلات الديبلوماسية، بينما تشير المعلومات الى انه سيجري اقرار التعيينات المالية ضمن سلة متكاملة الأسبوع المقبل، فيما لم يتم التوافق بعد على التعيينات القضائية.

وسبق الجلسة اجتماع بين الرئيسين عون وسلام بحث في المستجدات والأوضاع العامة، وتناولت المواضيع المدرجة على جدول الاعمال والتطورات السياسية والأمنية وملف التعيينات. وشدد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال الجلسة على «دقة الوضع في المنطقة»، منوها بمواقف الفاعليات اللبنانية كافة «للمحافظة على الاستقرار، خاصة مع بداية موسم صيف واعد». ‏وشدد رئيس الجمهورية على «ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له بها»، آملا «ألا يؤثر الوضع الإقليمي في الفرص المتاحة أمام لبنان. وأقر مجلس الوزراء التشكيلات الديبلوماسية.

ملف السلاح الفلسطيني مؤجل؟

وفميا اكد رئيس الحكومة نواف سلام، إنه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع المقررات بخصوص السلاح الفلسطيني موضع التنفيذ»، موضحا أنه لم يحدد أي موعد رسمي بشأن تسليم السلاح. علما انه كان مقررا بدء خطة سحب السلاح من مخيمات بيروت الثلاثة امس، تمهيدا لاستكمالها في سائر المخيمات.

ووفق مصادر مطلعة، فان الحرب ليست السبب وراء عدم بدء التنفيذ، لان الاجراءات العملانية لم تحسم بعد، بعد فشل السلطة الفلسطينية في المضي قدما بما وعد به الرئيس محمود عباس، فمنظمة التحرير الفلسطينية لم توافق اصلا على قرار ابو مازن، وهو اتفاق متعثر اصلا، لانه لا اجماع فلسطيني حوله. وكان وفد سياسي- امني فلسطيني بحث قبل عيد الاضحى الملف، لكنه غادر ولم يعد الى بيروت، وبات من المسلم به انه لا اجراءات جدية قبل انتهاء المواجهة الاقليمية.

الاعتداءات «الاسرائيلية»

ميدانيا، اغار طيران العدو المُسَيَر على مواطن كان يعمل في تربية النحل في الاطراف الغربية لبلدة حولا، ما ادى الى استشهاده. واستهدف جيش الاحتلال بقذيفة هاون منطقة العويضة في اطراف بلدة كفركلا، كما القى اربع قذائف مدفعية بين بلدتي الطيبة وعديسة. وسجل تحليق للطيران المعادي المسير على علو منخفض فوق بيروت وضواحيها. وبعد منتصف امس الاول، تعرضت أطراف بلدة عيترون لعملية تمشيط بالاسلحة الرشاشة المتوسطة.

السياحة تدفع الثمن

في غضون ذلك، تأثرت الحركة السياحية نتيجة الحرب في المنطقة، وكشف رئيس نقابة مكاتب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود، عن وجود انخفاض في عدد الوافدين بشكل كبير، حيث هناك تراجع في عددها بحدود 60 في المئة. ولفت إلى أن «عدد الوافدين الى مطار رفيق الحريري الدولي، كان يُقدّر قبل نهار الجمعة بما بين 12 و13 ألف وافد يوميا»، وأشار إلى أن معظم الوافدين الحاليين الى لبنان هم من اللبنانيين المغتربين واللبنانيين العالقين خارج لبنان. وأوضح أن «عددا كبيرا من شركات الطيران أوقف رحلاتها إلى لبنان خلال الفترة الحالية، حيث هناك شركتان أو ثلاث شركات فقط لا تزال تأتي إلى لبنان، الأمر الذي انعكس بطبيعة الحال تراجعاا في عدد الوافدين إلى لبنان.

وفي الإطار عينه، كشف عبود عن مشكلة تتعلق بالحجوزات الصادرة من لبنان، أي الرحلات السياحية من لبنان الى الخارج، حيث توقفت كل الرحلات «الشارتر» أكان إلى تركيا أو شرم الشيخ، ففي الوقت الحاضر لن يخرج أحد من لبنان للقيام بالسياحة خارجه. وتوقع ان تتكبد «وكالات السياحة والسفر خسائر كبيرة، نتيجة الإلغاءات الحاصلة على صعيد الحجوزات إلى الخارج.

 

 

 

 

اللواء

إقرار سلس للتشكيلات الدبلوماسية.. وقرض البنك الدولي للإعمار قطع شوطاً

تمضي دورة الحياة اليومية في البلاد، على نحو منتظم وهادئ، من دون ان تقوى ضربات الطيران المعادي والمسيّرات الاسرائيلية والصواريخ الايرانية البالستية، التي تسيطر على الاجواء، على طول مسافة لا تقل عن 2500 كلم غرب آسيا، وبين اسرائيل المدججة بالاسلحة وتكنولوجيا القتل والتجسس غير المسبوقة، والتي يلوّح رئيس وزرائها «بالخيار النووي»، او الاستعانة بالولايات المتحدة الاميركية وايران القادرة على استهداف اسرائيل بالمسيّرات والصواريخ البالستية.

حتى الساعة، تمكَّن لبنان مع مرور اربعة ايام على الحرب التدميرية بين دولتين ذات تأثير في الشرق الاوسط من العبور الى مصالحه بسلام.

وشدد الرئيس جوزف عون في مستهل جلسة مجلس الوزراء على «وجوب القيام بالمستحيل» لابعاد لبنان عما يحصل من صراعات لا دور لنا فيها او علاقة بها»، منوهاً بموقف الفاعليات اللبنانية كافة للمحافظة على الاستقرار، مع موسم صيف واعد.

واكد الرئيس سلام على اهمية عدم توريط لبنان بأي شكل من الاشكال بالحرب الدائرة لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها، خلال تطرق مجلس الوزراء الى ما يجري في الحرب الدائرة في المنطقة.

وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان ما خرج من مجلس الوزراء هو موقف متناسق بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام لجهة إبعاد لبنان عن صراعات لا دخل له فيها، وكان توافق على ضرورة الا يؤثر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة امام لبنان.

وفهم انه جرى استعراض هذه التطورات بتداعياتها على لبنان انما تقرر عدم الحديث عن أية خطوات تفاديا لخلق بلبلة ما، ولذلك كان الحديث عن أهمية المحافظة على الإستقرار.

وفي ملف التشكيلات الديبلوماسية، علمت «اللواء» انه لم يشهد اي تباين بعد تفاهم مسبق على الاسماء وعكست تمثيلا طائفيا مع الأخذ بملاحظات رئيس الجمهورية وجاءت بلمسة وزير الخارجية والمغتربين جو رجي الذي حرص على اخراجها وتقادي اي خلاف والتمسك بالشفافية.

اما في ورقة نائب رئيس الحكومة طارق متري بشأن ملف النازحين السوريين فقد استغرقت بحثا داخل المجلس وجرى التأكيد على عودة النازحين عبر مراحل. وأشار متري في وقت سابق إلى أننا «سنسعى لإنجاز المرحلة الأولى قبل انطلاق العام الدراسي مطلع شهر أيلول المقبل من دون القدرة على تحديد الأعداد، وإن كنا نتوقع أن تتراوح بين 200 و300 ألف، وذلك يتوقف على نجاح العملية»، على ان تكون منظمة وغير منظمة والمهم هو حصول العودة.

إذاً، وقع لبنان خلال الايام الماضية تحت تأثير الحرب الكبرى بين ايران واسرائيل لا سيما لجهة المخاوف من افتعال توترات امنية عند الحدود الجنوبية والشرقية، وتراجع الموسم السياحي، بانتظار زيارة الموفد الاميركي ستيف ويتكوف الى بيروت والتي لم يتحدد موعدها بعد حسب مصادر وزارة الخارجية اللبنانية وإن كان البعض رجّح حصولها نهاية الاسبوع. بينما واصلت الحكومة انجاز ملفاتها المتراكمة واقرت التشكيلات الدبلوماسية تمهيداً لإنجاز التشكيلات القضائية والتعيينات المالية اللتين تشهدا تجاذباً سياسياً لا سيماحول تعيين المدعي العام المالي والنائب الاول لحاكم مصرف لبنان.

تشكيلات دبلوماسية خلافاً للسابق

وأقر مجلس الوزراء في جلسته أمس التشكيلات الديبلوماسية بصورة سلسلة.

وذكرت مصادر وزارة الخارجية لـ«اللواء»: ان التشكيلات الدبلوماسية جاءت شاملة وأعادت الانتظام الى السلك الدبلوماسي بعد ٨ سنوات من تعثر إجرائها.وأصر وزير الخارجية يوسف رجي على تخفيض ٍكبيرٍ بعدد السفراء من خارج الملاك من ١٤ الى ٦ مقارنة بآخر تشكيلات.

واضافت: تمّ حفظ معظم المراكز الاساسية لمستحقيها من السفراء من ملاك الوزارة. والاستعانة بخبرات من خارج الملاك كانت هي الاستثناء .كما تمت إعادة كل السفراء الذين تجاوزوا مدة خدمتهم القانونية في الخارج الى الادارة المركزية في بيروت التزاماً بالقانون. وتميزت التشكيلات بضخّ دمٍ في السفارات اللبنانية لمواكبة العهد والحكومة الجديدة.

واوضحت ان الوزير رجي وضع مسودة التشكيلات من دون أي تدخلات سياسية، وأدخل عليها تعديلات، أخذ ببعض الملاحظات ورفض ما لم يقتنع به. و يمكن التأكيد بأن كل المسؤولين المعنيين أبدوا تجاوباً وتعاوناً ومرونة، وجرى نقاش هادئ وبناء عندما قدم رجي مسودته، وكشفت المصادر ان الرئيس جوزاف عون فوض رجي إجراء ما يراه مناسبا لمصلحة السلك الدبلوماسي ولبنان، من دون مناقشة الاسماء، ولذلك كانت هي افضل الممكن، ووزير الخارجية راضٍ بشكل عام ومرتاح الضمير. والتشكيلات الجديدة تخطو خطوة في اتجاه إبعاد السلك الدبلوماسي عن الزبائنية، وهو ما يطمح اليه رجي.

وذكرت ان رسالة رجي للسفراء الجدد تتلخص «بأن لبنان يدخل مرحلة جديدة، وعليكم مواكبتها لنكون على مستوى المسؤولية».

وتلا وزير الإعلام بول مرقص، بعد انتهاء الجلسة في القصر الجمهوري في بعبدا، المقررات الرسمية، وقال: ان الرئيس نواف سلام شدد، في خلال الجلسة على «ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها، وذكر الرئيس سلام، إنه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع المقررات بخصوص السلاح الفلسطيني موضع التنفيذ، موضحا أنه لم يُحدّد أي موعد رسمي بشأن تسليم السلاح.

وأشار مرقص، الى ان وزير الخارجية شرح لمجلس الوزراء وضعية مئات اللبنانيين العالقين في المطارات حول العالم وسبل معالجة أمورهم. كما أخذ المجلس علما من وزير الأشغال بشأن حركة المطار.

وأوضح في ما خص مشروع قانون الانتخاب، وقبل المباشرة بجدول الاعمال، تم الحديث عن التعديلات المرجوة عليه، وتم تأليف لجنة صياغة من وزراء: العدل، الداخلية، الاعلام، الخارجية والمغتربين، العمل، المهجرين، وتكنولوجيا المعلومات، برئاسة دولة نائب رئيس مجلس الوزراء لاقتراح التعديلات المطلوبة.

وأشار مرقص الى ان مجلس الوزراء درس اقتراح نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري بشأن خطة عودة النازحين السوريين ووافق عليها.

وقرر مجلس الوزراء إعادة درس اقتراح إنشاء وزارة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

كما وافق المجلس على إبرام اتفاقية مع صندوق النقد الدولي لإنشاء مكتب ممثل الصندوق المقيم في لبنان.ووافق المجلس أيضا على رفع قيمة الإسكان للمستفيد الواحد من 50 إلى 100 ألف دولار، اضافة الى موافقته على العديد من طلبات الوزارات وعلى هبات ورفض هبة مشروطة.

السفراء الجدد في العواصم الكبرى والعربية

ومن ابرز التعيينات الدبلوماسية على مستوى السفراء:

1- ندى عادل حمادة معوض في واشنطن.

2- ربيع جرجس الشاعر في باريس.

3- هند احسان درويش: المندوبة الدائمة لدى الاونيسكو.

4- طارق حسن منيمنة في ابو ظبي.

5- فادي خليل عساف: الفاتيكان.

6- علي ابراهيم الصالح: رومانيا.

7- كارولين الياس زيادة: البعثة الدائمة لدى المنظمات الدولية - جنيف.

8- كارلا البير جزار: ايطاليا.

9- كنج اسحق الحجل: اليونان.

10- حسين ربيعة حيدر: سويسرا.

11- علي حسن المولي: الجزائر.

12- بلال علي قبلان: قطر.

13- اغادي جرجس الخوري: الكويت.

14- هاني ابراهيم الشميطلي: اسبانيا.

15- علي حسين ضاهر: المغرب.

16- فرح نبيه بري: لندن.

17- وائل حيدر: بلجيكا.

18- كريم احمد خليل: تشيكيا.

19- عبير خليل علي: المانيا.

20- احمد صلاح الدين عرفة: البعثة الدائمة لدى الامم المتحدة - نيويورك.

البنك الدولي

نقدياً، بحث وفد البنك الدولي المؤلف من عثمان ديون وجان كريستوف كاريه مع كل من الرئيسين عون ونبيه بري للحث على الاسراع بتنفيذ الاصلاحات المرتبطة بالقطاع المصرفي، نظراً لتأثير هذا الموضوع على تهيئة الظروف الملائمة لموافقة مجلس ادارة البنك الدولي على قرض اعادة الاعمار.

وفيما اكد عون على ان الحكومة ماضية بالاصلاحات بالتعاون مع مجلس النواب، اكد الرئيس بري استعداد المجلس لانجاز التشريعات واقرار مشاريع القوانين المطلوبة والمتفق عليها مع الحكومة.

وفي المجال التشريعي، دعا الرئيس بري لجان المال والموازنة، الإدارة والعدل الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، تكنولوجيا المعلومات، والأعلام والاتصالات، الى جلسة مشتركة عند الساعة 11:00 من قبل ظهر بعد غد الخميس الواقع في 19 حزيران 2025 وذلك لدرس جدول الاعمال من عدة اقتراحات قوانين، وابرزها: إقتراح قانون تمكين البلديات، واقتراح القانون الرامي الى إنشاء الوكالة الوطنيه للتحول الرقمي.

صدي: لتعليق أسعار المحروقات

حياتياً، اشار وزير الطاقة جو صدي الى انه اقترح تعليق موضوع زيادة سعر المحروقات علماً أن مبدأ الدعم للعسكريين لن نتراجع عنه واقترحت العودة إلى مجلس الوزراء بمقترح متكامل.

إنقاذ السياحة ينتظر أعجوبة

وعلى صعيد انعكاسات الحرب بين ايران واسرائيل، أعلن رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب اصحاب الفنادق بيار الأشقر في بيان أن «التداعيات السلبية للحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل بدأت تتكشّف على الساحة اللبنانية، وفي مقدمها اقفال المجالات الجوية وإلغاء الرحلات التي كانت آتية إلى لبنان، إضافة إلى الفوضى العارمة في قطاع الطيران».

واذ شدد الأشقر على أن «الحروب بشكل عام هي عدو للسياحة»، اعتبر أن أي حرب قادرة على قتل الموسم السياحي، مشيراً في هذا الإطار الى «حصول إلغاءات وبنسب كبيرة في حجوزات القادمين إلى لبنان وفي حجوزات الفنادق أيضاً».

وقال الأشقر «ننتظر أعجوبة بشأن الحرب القائمة بين إيران وإسرائيل، ونتمنى أن تنتهي بشكل سريع».

كما كشف رئيس نقابة مكاتب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود عن وجود إنخفاض في عدد الوافدين الى لبنان بعد المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران بكشل كبير»، وقال عبود:«حتى الآن لا توجد إحصاءات دقيقة حول إنخفاض عدد الوافدين إلى لبنان، إلا أنه يمكن تقدير النسب إستناداً إلى الرحلات القادمة إلى لبنان، حيث هناك تراجع في عددها بحدود 60 في المئة».

وكشف عبود عن خسائر كبيرة ستتكبدها وكالات السياحة والسفر نتيجة الإلغاءات الحاصلة على صعيد الحجوزات إلى الخارج (الصادرة)، وهي ستكون اكبر بكثير من خسائرها نتيجة إلغاء الحجوزات (الواردة) الى لبنان.

وأكد عبود أنه «على صعيد الحجوزات إلى الخارج والتي كانت مقررة خلال تموز وآب تم إلغاء ما بين 30 و40% منها حتى الآن، وكلما إقتربنا من موعد الحجوزات سيزداد عدد الإلغاءات أكثر فأكثر.

الاعتداءات لم تتوقف

على الارض، استهدفت مسيّرة اسرائيلية مواطناً يعمل في تربية النحل في بلدة حولا، مما ادى الى استشهاده. كما طاول القصف المدفعي بلدات كفركلا والطيبة والعديسة، واستمر الطيران المعادي المسيّر بالتحليق على علو منخف  فوق بيروت والضاحية الجنوبية.

 

 

 

 

الأنباء

 تستمر الحرب الإسرائيلية – الإيرانية على أشدها لليوم الخامس على التوالي، وتستمر دوامة العنف والقتل والتدمير، ويتبادل الطرفان رشقاتهم الصاروخية العالية الدقة، ويحذران المواطنين من خطر بقائهم في مواقع سيتم تدميرها، دون ان تنجح الدبلوماسية والاتصالات الجارية على المستويين الإقليمي والدولي من فتح كوة في جدار التصعيد المستمر.

تصر إسرائيل على تدمير القوتين النووية والصاروخية لإيران وتكثف من هجماتها على طهران وعلى المنشآت النووية والمواقع العسكرية، فيما يؤكد الحرس الثوري الذي يتلقى الضربات المتلاحقة، جهوزيته لحرب طويلة، وأنه لم يستخدم قدراته الصاروخية بشكل استراتيجي بعد.

وفيما لم تجد الدبلوماسية مساحة لانطلاقها بعد، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إيران "ليست بصدد الانتصار" في الحرب مع إسرائيل وعليها العودة إلى طاولة المفاوضات "قبل فوات الأوان".

وقال ترامب للصحافيين خلال قمة مجموعة السبع في كندا: "عليهم إبرام اتفاق، والأمر مؤلم للطرفين." 

إلا ان وزير الخارجية الإيراني أعلن رفض بلاده الدخول في أي حوار ما لم توقف إسرائيل عدوانها، وما لم تستكمل إيران حقها بالرد على العدوان الإسرائيلي. بدوره، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن بلاده "سترد بقوة أكبر" في حال لم تكبح الولايات المتحدة جماح إسرائيل.

وكان نتنياهو قد أكد أن إسرائيل نجحت في السيطرة على سماء طهران. وقال في تصريحات من قاعدة تل نوف الجوية بمنطقة رحوفوت في تل أبيب، إن على سكان طهران إخلاء منازلهم، لأن إسرائيل ستتخذ بعض الإجراءات اللازمة، وفق تعبيره. وشدد على أن إسرائيل "تتجه لتحقيق هدفين رئيسيين، وهما القضاء على التهديدين النووي والصاروخي الإيرانيين"، وقال أن إسرائيل "على طريق النصر".

في سياق متصل نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين إيرانيين أن طهران أبلغت مسؤولين عرب بأنها منفتحة على العودة إلى طاولة المفاوضات بشرط ألا تشارك الولايات المتحدة في الهجوم. كما نقلت رسائل إلى إسرائيل تؤكد أن من مصلحة الطرفين احتواء العنف. وقال مسؤولون إيرانيون إنهم يعتقدون أن إسرائيل تفتقر إلى استراتيجية خروج واضحة، وستحتاج إلى دعم أميركي لإلحاق ضرر كبير بأهداف مثل منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم، المدفونة تحت جبل.

تطوّر أهداف القصف الاسرائيلي 

وفي تصعيد غير مسبوق يُعد تحولاً خطيراً في طبيعة الأهداف، إذ ينتقل القصف الإسرائيلي من ضرب المواقع النووية والعسكرية إلى استهداف المرافق الإعلامية، ما يُنذر بانفجار إعلامي ودبلوماسي موازٍ للتصعيد العسكري على الأرض، شنّ الطيران الإسرائيلي هجوماً عنيفاً على هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بحسب تقارير إعلامية إيرانية. فيما استأنف التلفزيون بثه بعد الغارة.

وجاء الهجوم، بعيد إصدار الجيش الإسرائيلي، أمراً رسمياً بإخلاء "المنطقة الثالثة" شمال طهران، على غرار ما اعتمده في حرب لبنان، محذراً السكان من غارات جوية وشيكة تستهدف ما وصفه بـ"البنية التحتية العسكرية للنظام الإيراني". وأرفق تحذيره بخريطة تفصيلية، تُظهر نطاق "المنطقة الثالثة" وهي حي سكني راقٍ مكتظ بالسكان يضم مستشفيات ومجمعات تجارية وسفارات ومكاتب تابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.

وتعيش العاصمة الإيرانية طهران حالة من الذعر، حيث أكد شهود عيان ومصادر محلية تسجيل حركة نزوح واسعة من المدينة، حيث اصطفت ارتال السيارات الى كيلومترات طويلة لا سيما عند محطات الوقود. 

عون يشدد على إبعاد لبنان عن الصراع

أما في لبنان تتصاعد الدعوات الرسمية والشعبية لتحييد لبنان عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية، إذ شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له بها، بينما دعا رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، إلى عدم "توريط لبنان بالحرب الدائرة" وجاء تصريحا عون وسلام خلال جلسة الحكومة التي انعقدت، يوم أمس في القصر الجمهوري في بعبدا، وأقر فيها مجلس الوزراء التشكيلات الدبلوماسية.

وأفادت الرئاسة اللبنانية بأن عون "شدد على دقة الوضع في المنطقة، ونوّه بمواقف الفعاليات اللبنانية كافة للمحافظة على الاستقرار، خصوصاً مع بداية موسم صيف واعد". وأعرب عن أسفه "لإقفال مطار بيروت من وقت إلى آخر نتيجة الظروف الأمنية". وأشار إلى "الجهود التي يبذلها وزير الأشغال العامة والنقل لمعالجة أوضاع الطيران".

وبعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في قصر بعبدا، تلا وزير الاعلام بول مرقص المقررات الرسمية، ولفت الى ان رئيس الحكومة نواف سلام شدد، في خلال الجلسة على "ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها".

أضاف: "وذكر الرئيس سلام، إنه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع المقررات بخصوص السلاح الفلسطيني موضع التنفيذ"، موضحا أنه لم يحدد أي موعد رسمي بشأن تسليم السلاح".

إلى ذلك أقرت الحكومة التشكيلات الدبلوماسية بعد أن كانت قد تأخرت إلى حين تأمين التوافق السياسي على مختلف الأسماء وخصوصاً تلم المقترحة إلى عواصم القرار. 

في سياق أخر، اغار الطيران المُسَيَر الإسرائيلي على مواطن كان يعمل في تربية النحل في الاطراف الغربية لبلدة حولا ما ادى الى مقتله. واستهدف الجيش الاسرائيلي، بقذيفة هاون منطقة العويضة في أطراف بلدة كفركلا، كما القى أربع قذائف مدفعية بين بلدتي الطيبة وعديسة. وسجل تحليق للطيران الاسرائيلي المسير على علو منخفض فوق بيروت وضواحيها. 

من جانبه، صدر عن المكتب الإعلامي للقطاع الغربي لـ"اليونيفيل" البيان الآتي: يواصل القطاع الغربي لليونيفيل، بقيادة العميد الركن نيكولا ماندوليسي، ضمان الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق من خلال دعم عملي متواصل للجيش اللبناني. وخلال الأيام الأخيرة، أثمرت الشراكة الوثيقة بين اليونيفيل - القطاع الغربي والجيش اللبناني على العديد من العمليات التي تهدف إلى تعزيز الأمن في جنوب لبنان. وشملت هذه الأنشطة عمليات استطلاع وتواصل على امتداد منطقة المسؤولية، وتفتيش أنفاق مشبوهة، وإدارة نقل موقع مراقبة عسكري في منطقة البستان. كما ظلّ رصد انتهاكات القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أولوية قصوى، بما يضمن تحركاً فعالاً وسريعاً للحيلولة دون تصعيد التوترات.وضع الأمني في المنطقة.

 

 

 

البناء

الخامنئي يبشّر بالنصر القريب والجيش الإيراني والحرس الثوري يهدّدان بالمزيد 
شركة مصفاة حيفا تخرج من الخدمة… وهارتس تتحدّث عن خط بحري للهروب

 في ظل الدعوات المتلاحقة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للرئيس الأميركي دونالد ترامب للانضمام إلى الحرب لتنفيذ ضربات نوعيّة تحسمها، ولا يمكن حسمها بدون أميركا محدداً هدفين، اغتيال مرشد الجمهورية الإمام علي الخامنئي، وتدمير المنشأة النووية في فوردو الموجودة على أعماق بمئات الأمتار تحت الأرض، كشف الرئيس ترامب عن شراكته بالحرب، مؤكداً أنه كان منذ اللحظة الأولى لتخطيطها شريكاً فيها، بوصفها لها كعقاب لإيران على عدم أخذ تهديده بضرورة قبول شروطه للتفاوض قبل انتهاء مهلة الستين يوماً التي حددها، مشيراً إلى أن الحرب جاءت في اليوم الحادي والستين ترجمة لهذا التهديد، ورسم ترامب إطار شراكته الراهنة بتزويد «إسرائيل» بكل ما تحتاجه لمواصلة الحرب من سلاح وذخائر، عبر حشد القوات الأميركية الجوية ونقل المدمرات للمساعدة في صد الصواريخ الإيرانية وحماية «إسرائيل» منها، مبقياً خيار التدخل الأوسع مشروطاً بحال تعرض القواعد الأميركية لضربات إيرانية، إلا أنه لم يستبعد الانضمام إلى الهجوم على إيران وهو متريث في القرار.

في إيران تأكيد على أن الخيار الدبلوماسي متاح عند توقف الحرب فقط، والقول إن بيد أميركا فعل ذلك، لكنها تفضل الاصطفاف وراء «إسرائيل»، ما يجعل الحرب مفتوحة بلا سقوف، وأن إيران مستعدة لذلك وقد وفرت كل أسباب ذلك مهما طال أمد الحرب، وبينما تحدّث وزير الخارجية عباس عراقجي ورئيس الجمهورية مسعود بزشكيان عن الانسداد الدبلوماسي والاستعداد للمواجهة، تحدّث القادة في الجيش الإيراني والحرس الثوري عن إمكانات إضافية سوف تدخل ساحة الحرب، وعن استمرار الردود المؤلمة للكيان، خصوصاً بعد تعرّض أحياء سكنية في إيران للاستهداف وصولاً إلى قصف مبنى التلفزيون الإيراني. وقد جاء الكلام الذي نشره الإمام الخامنئي بتغريدة قال فيها إن النصر سوف يكون إلى جانب إيران في مواجهة كيان الاحتلال، بمثابة رد سريع على ادعاء نتنياهو بأن «إسرائيل» تقترب من تحقيق النصر.

في كيان الاحتلال بدأت تظهر نتائج الحرب على شبكات الخدمات العامة مع إعلان توقف شركة مصفاة حيفا عن الخدمة، وظهور النقمة على نظام الجبهة الداخلية للملاجئ التي تسببت بمقتل عادة من الذين لجأوا إليها بسبب عدم كفاءتها، بينما كشفت صحيفة هارتس عن خط بحري بواسطة يخوت صغيرة بدأ ينظم رحلات بحرية الى قبرص للهاربين من الحرب.

وطغت تطورات الحرب الإيرانية – الإسرائيلية على المشهد الداخلي وخطفت تداعياتها المحتملة على المنطقة ولبنان الأضواء من رزمة الملفات المحلية التي تراجعت الى آخر سلم الأولويات لصالح الاهتمام بحماية الاستقرار في لبنان والحؤول دون وصول نار الحرب إليها، ووفق معلومات «البناء» فقد تلقّت الدولة اللبنانية سلسلة اتصالات خارجية أميركية وفرنسية وعربية محذرة من تورط لبنان في الحرب الدائرة بين إيران و»إسرائيل» والنأي بنفسه لتفادي الرد الإسرائيلي الذي سيكون قاسياً وغير محدود بحال تعرض كيان الاحتلال الى هجمات صاروخية من حزب الله.

ووفق مصادر مطلعة على موقف المقاومة، فإن حزب الله يعي أننا دخلنا في مرحلة جديدة في لبنان والمنطقة بعد الحرب الأخيرة تختلف عن المرحلة السابقة، حيث دخل الحزب في جبهة إسناد غزة، وبالتالي لم ينجرّ للاستفزازات الإسرائيلية عبر الاعتداء على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، وبالتالي هو حريص على الأمن والاستقرار وحماية الجنوب وأهله واللبنانيين من أي عدوان إسرائيلي والذي لطالما كان هدفه الرئيسي، لكن حجم العدوان الإسرائيلي على غزة وتهديد لبنان بالحرب دفعا قيادة المقاومة للدخول عبر عمليّات إسناد داخل الأراضي المحتلة في مزارع شبعا، لكن الحرب الإسرائيلية على لبنان كانت آتية لا محال في الوقت الذي تراه «إسرائيل» مناسباً وهذا ما حصل وشنّت عدواناً على لبنان خططت له منذ ثمانية عشر عاماً. لكن الحزب وفق ما تشير المصادر لـ»البناء» غير معني بتطمين الإسرائيلي، والدولة اللبنانية، والحزب جزء منها، تعرف حرصه على البلد وأمنه واستقراره. وتضيف المصادر أن المقاومة في لبنان اليوم تقف خلف الدولة وتسهل تنفيذ التزاماتها في تطبيق القرارات الدوليّة وإعلان وقف إطلاق النار في جنوب الليطاني، لكن العدو لم ينفّذ أي شيء من التزاماته، فيما الدولة لا تمارس الضغط الكافي عبر الطرق الدبلوماسية لدفع الإسرائيلي للانسحاب ووقف الاعتداءات وإعادة الأسرى، ما يبقي المقاومة هي الخيار الوحيد حتى الآن للتحرير والدفاع والحماية والمقاومة أي مقاومة الشعب وليس بالضرورة حزب الله تحتفظ بحقها في ردع العدوان وطرد الاحتلال من الجنوب.

وفيما طمأنت مصادر دبلوماسية لـ»البناء» الى أن لبنان سيبقى بمنأى عن التطورات العسكرية بحال التزم حزب الله بقرار الدولة النأي بالنفس والحياد، حذرت مصادر سياسية عبر «البناء» من أن تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية لن تتأخر بالوصول الى لبنان والمنطقة برمتها في حال فشلت الجهود الدبلوماسية بالتوصل الى حل لوقف الحرب. مشيرة إلى أن «إسرائيل» قد تستغلّ الوضع لتوجيه ضربة قوية لحزب الله في لبنان مع تقدّم محدود أو متوسط على الحدود الجنوبيّة وربما البقاعيّة لاستكمال ضرب الحزب ومنشآته العسكرية والصاروخية على غرار ما تفعل في إيران.

وحضرت مستجدّات المنطقة في جلسة مطوّلة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، حيث تم التشديد على ضرورة عدم إقحام لبنان في الصراع العسكري.

وشدّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في قصر بعبدا، على «دقة الوضع في المنطقة»، منوّهاً بمواقف الفاعليات اللبنانية كافة للمحافظة على الاستقرار، خاصة مع بداية موسم صيف واعد.

‏وشدّد رئيس الجمهورية على «ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له بها»، آملاً «ألا يؤثر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة أمام لبنان».

‏وعن زيارته للفاتيكان، لفت إلى أنه أطلع قداسة البابا على أوضاع لبنان والمنطقة، وسلّمه دعوة رسمية لزيارة لبنان، على أن تتم دراستها والبت بها لاحقاً.

‏وهنأ الوزراء على «ما أنجزوه خلال الفترة الوجيزة من عمر الحكومة، رغم الإمكانات المحدودة»، داعياً إلى «مواصلة العمل بوتيرة أسرع، وتجنب الدخول في الزواريب الضيقة والتعقيدات الإدارية»، مشدداً على أن «المرحلة تتطلب قرارات استثنائية لمواجهة الظروف الاستثنائية».

وحث الرئيس عون على «التفاعل الإيجابي مع نصائح البنك الدولي والمؤسسات الدولية الراغبة بمساعدة لبنان»، مؤكداً «أهمية إقرار القوانين الإصلاحية في مجلس النواب بأسرع وقت ممكن».

‏وشدّد على أن «مجلس الوزراء يجب أن يبقى منصة للنقاش واتخاذ القرارات، وأن القرارات يجب أن تُتخذ بالتوافق أو بالأكثرية، مع ضرورة تخطي العراقيل الإدارية لتسريع العمل».

‏كما أكد «أهمية الحفاظ على التضامن الوزاري، والتزام الجميع بالقرارات التي تُتخذ داخل المجلس»، لافتاً الى أن «الاعتراض على أي قرار يجب ألا يتحول إلى عرقلة للمشاريع».

وأقرت الجلسة التشكيلات الدبلوماسية، بينما أشارت معلومات صحافية إلى أنه سيجري إقرار التعيينات المالية ضمن سلة متكاملة الأسبوع المقبل.

على صعيد آخر، أقر مجلس الوزراء الذي انعقد في قصر بعبدا أمس، برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء.

وسبق الجلسة اجتماع بين الرئيسين عون وسلام بحث في المستجدات والأوضاع العامة وتناولت المواضيع المدرجة على جدول الأعمال.

ووافق المجلس على طلب مجلس الإنماء والإعمار الموافقة على رفع سقف القرض السكني للمستفيد الواحد من قرض، بموجب اتفاقية القرض الخاصة بمشروع الإسكان – المرحلة الثانية المُقدّم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي واصبح 100 الف بدلاً من 50 الف.

وتمت الموافقة على عرض دولة نائب رئيس مجلس الوزراء لجهة خطة عودة النازحين السوريين الى بلدهم، فدرسها المجلس وقال دولة نائب الرئيس إن مسألة «الداتا» قد حلّت وهناك برامج ومراحل زمنية تحضيرية لعودة السوريين، وأخرى ختاميّة لهذه العودة وفقاً لمعايير محددة، وافق عليها المجلس وجدد على اللجنة الوزارية المختصة المعنية بهذا الأمر برئاسة دولة نائب الرئيس وعضوية وزراء: الدفاع، الداخلية، الخارجية، الشؤون الاجتماعية، العدل، إضافة إلى المديرية العامة للأمن العام.

وفي ما خص مشروع قانون الانتخاب، وقبل المباشرة بجدول الأعمال، تمّ الحديث عن التعديلات المرجوة عليه، وتمّ تأليف لجنة صياغة من وزراء: العدل، الداخلية، الإعلام، الخارجية والمغتربين، العمل، المهجرين، وتكنولوجيا المعلومات، برئاسة دولة نائب رئيس مجلس الوزراء لاقتراح التعديلات المطلوبة.

وعلمت «البناء» أن رئيسي الجمهورية والحكومة توافقا على إرجاء البتّ بالتعيينات القضائيّة إلى جلسات مقبلة حتى ينضج الملف. كما علمت أن الخلاف حول اسم المدعي العام المالي لم يحل في ظل تمسك الرئيس نبيه بري بتعيين القاضي زاهر حمادة فيما دخل رئيس الجمهورية على خط الوساطة بين الرئيس بري ووزير العدل للتوصل الى حل توافقي لكن لم تنجح الجهود حتى الآن رغم تبريد الجبهة بين عين التينة ووزارة العدل.

في غضون ذلك، أدان عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية العدوان الإسرائيلي الوحشيّ على مؤسّسة إعلاميّة رسمية (مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني)، واعتبر في بيان أن هذا العدوان يدلّ على الطبيعة العنصريّة الإجراميّة للعدو الصهيوني، وهو انتهاك صارخ لكلّ القوانين الدولية التي تنصّ على ضمان حرية الصحافة وحماية الصحافيين من التهديدات والمخاطر التي تواجههم، لا سيما خلال الحروب والنزاعات.

وأضاف: «إننا اذ نعلن تضامننا الكامل مع الإعلام الإيراني إدارة وصحافيين وعاملين، ونقدّم أصدق مشاعر العزاء بالشهداء، ندعو إلى أوسع تحرك إعلامي على الصعيد العالمي، إدانة واستنكاراً للعدوان الصهيوني على المؤسّسات الإعلامية والمدنيين والأطفال، وللمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة في المحاكم الدولية على جرائمهم الموصوفة، خصوصاً أنّ استهداف وسائل الإعلام والصحافيين جريمة مكتملة الأركان، والصمت حيالها يقوّض كلّ القوانين الدولية والإنسانية ويجوّفها من مضامينها بما يجعل العالم محكوماً بشريعة الغاب والخراب».

بدورها، اعتبرت العلاقات الإعلامية في حزب الله أنّ هذا العدوان الوحشي هو جزء من سلسلة الإرهاب الممنهج لإسكات الصوت الحر المقاوم وطمس ‏صورة الحق والحقيقة، وإخماد ثورة الشعب الإيراني المؤمن الواعي والمساند لقيادته، وهو تأكيد جليّ على ‏خوف العدو من الحقيقة الناصعة التي باتت الشعوب الحرة ترى معالمها بكل وضوح.

‏وأضاف البيان: «إنّنا على ثقة من أنّ هذه الجريمة الجبانة لن تُفلح في النيل من عزيمة الإعلام الإيراني أو من رسالته الإعلامية ‏المبدئية الشريفة، ولن تزيده إلا إصرارًا على مواصلة دوره في فضح جرائم ووحشية هذا السرطان الخبيث».‏

ميدانياً، أغار الطيران المُسَيَر على مواطن كان يعمل في تربية النحل في الاطراف الغربية لبلدة حولا ما أدى الى استشهاده. واستهدف جيش الأحتلال بقذيفة هاون منطقة العويضة في اطراف بلدة كفركلا، كما ألقى أربع قذائف مدفعية بين بلدتي الطيبة وعديسة. وسجل تحليق للطيران الإسرائيلي المسير على علو منخفض فوق بيروت وضواحيها. كما تعرضت أطراف بلدة عيترون لعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة المتوسطة مصدرها مواقع الجيش الإسرائيلي.

ومساء أمس ألقت محلقة إسرائيلية قنبلة حارقة على منطقة مفتوحة في منطقة (غاصونة) شرق بلدة بليدا.

الى ذلك، ووقت كان مقررا بدء خطة سحب السلاح الفلسطيني من مخيمات بيروت الثلاثة اليوم تمهيداً لاستكمالها في سائر المخيمات، قال وزير الزراعة نزار هاني، «بالنسبة إلى عدم تنفيذ خطة سحب السلاح الفلسطيني التي كانت مقرّرة اليوم، لم يكن هناك موعد محدد اليوم، إنما مشاورات قائمة حول هذه الخطوة، وبالتالي لا يمكن القول إن الملف تعرض لانتكاسة».

ورأى رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية في كلمة له خلال القداس الذي أقيم وفاء لـ»ذكرى شهداء ١٣ حزيران»، أن «ما يجري في المنطقة كبير، والأهم أن نبقى موحدين ويستمر الحوار بين بعضنا البعض».

وأضاف «نمر بمرحلة تحولات وتغيرات دولية والدول تهتم بمصالحها، وعلينا نحن أيضاً كدولة أن نهتم بمصلحة بلدنا من خلال التفاهم والحوار لبناء دولة قوية وتأمين المستقبل بدلاً من التلهي بالمزايدات الشعبوية، ولبنان دائماً بحاجة إلى جميع أبنائه».

وتابع «في مثل هذا اليوم من السنة الماضية قلنا إن التسوية مقبلة فاستهجن البعض هذا الكلام واعتبر أننا لا نقرأ الواقع، كنا نتمنى أن تحصل تفاهمات دولية وإقليمية ما يوفر علينا الكثير من الحروب والخراب».

وتوجه إلى الحضور بالقول «نحن أقوياء بكم، وليس كما راهن البعض أن قوتنا بحلفائنا الدوليين والإقليميين والمحليين، وقد برهنتم ذلك في الانتخابات البلدية، وإن شاء الله في الانتخابات النيابية المقبلة نعيد تثبيت قوتنا بكم».

 

 

 

 

الشرق

شدد الرئيس الاميركي دونالد ترامب على ان إيران لن تفوز بهذه الحرب ويجب أن تدخل في محادثات قبل فوات الأوان، واردف “الإيرانيون يريدون التحدث بشأن خفض التصعيد”. وراى بان إسرائيل تبلي بلاء حسنا للغاية، وقدمنا الكثير من الدعم لها. واكد ترامب للصحفيين في بداية اجتماع مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، انه لن يعارض انضمام الصين لمجموعة السبع، معتبرا بان استبعاد روسيا من مجموعة الثماني كان خطأ.

حاملة الطائرات «نيميتز» تبحر نحو الشرق الأوسط

وفي السياق عينه اعلن مسؤول أميركي بأن مجموعة حاملة الطائرات “نيميتز” تبحر نحو الشرق الأوسط قبل الموعد المحدد، وذلك بحسب وكالة “فوكس نيوز” الاميركية.
وفي السياق، نقل موقع “واللا” العبري عن مصادر أميركية بان حاملة الطائرات “نيميتز” في طريقها إلى الشرق الأوسط، والجيش الأميركي نقل عددا كبيرا من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا، بهدف توفير خيارات للإدارة الأميركية في ظل التوتر المتصاعد في المنطقة

 

 

 

 

 

الشرق الأوسط

تحذير للفصائل والمجموعات الفلسطينية المتشددة من «اللعب بالنار»

 تحييد لبنان عن الحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل يتصدر جدول أعمال المرحلة السياسية الراهنة، ويحظى برعاية رؤساء: الجمهورية العماد جوزيف عون، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة نواف سلام؛ سعياً إلى إقامة شبكة أمان سياسية تحميه من ارتداداتها على الداخل، وتنأى به عن الانخراط فيها، آخذاً بالنصائح الدولية والعربية التي أُسديت إليه بضرورة التزامه وقف النار، وقطع الطريق على من يحاول استدراجه إلى الدخول في مواجهة، من شأنها أن توفر الذرائع لإسرائيل لتوسيع اعتداءاتها التي لن تقتصر على الجنوب ويمكن أن تمتد إلى أمكنة تُدرجها في بنك أهدافها.

فاطمئنان لبنان الرسمي بعدم تورط «حزب الله» في الحرب أو إسناده إيران، ووقوفه خلف الدولة بالتزامه وقف النار، يدفعانه إلى الالتفات إلى الساحة الفلسطينية لضبط أداء الفصائل ومنعها من استخدام لبنان منصة لإطلاق الصواريخ بهدف تسجيل موقف، على غرار إطلاق حركة «حماس» سابقاً عدداً من الصواريخ من بعض البلدات الواقعة في شمال الليطاني وتطل على جنوبه.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مروحة الاتصالات، التي تولاها بشكل أساسي الرئيس عون، لتحييد لبنان وعدم الزجّ به في الحرب، تتلازم مع انصراف القيادات الأمنية الرسمية إلى الاتصال بالفصائل والمجموعات الفلسطينية على اختلافها، وإبلاغها رسالة سياسية واضحة تحت عنوان تحذيرها من اللعب بالنار، لما يترتب عليه من موقف لبناني رسمي يتجاوز الإنذار باتخاذ تدابير رادعة، استبقها بزنار من الإجراءات المشددة حول المخيمات، خصوصاً عين الحلوة.

اتصالات مع فصائل مسلحة

وقالت مصادر لبنانية رسمية إن الاتصالات تشمل حركتَيْ «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، إضافة إلى الجناح العسكري لـ«الجماعة الإسلامية»، من دون أن تستثني بعض الفصائل والمجموعات الفلسطينية المتشددة بوصفها من أصحاب السوابق في إطلاق الصواريخ.

وأكدت أنه «لا مجال للتهاون مع من يحاول استغلال الحرب بين إيران وإسرائيل لتسجيل المواقف الارتجالية والعشوائية، فيما بادر لبنان الرسمي إلى إدانة العدوان الإسرائيلي على نحو لا يمكن لأحد المزايدة عليه شعبوياً، أخذاً في الحسبان التحذيرات التي بعثت بها إسرائيل، من خلال الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية ولجنة الرقابة المشرفة على تطبيق وقف النار، بردّها القاسي ودون حدود في حال استُخدمت أراضيه لإطلاق الصواريخ تضامناً مع إيران».

اهتمام بالحياد

في هذا السياق، يراهن لبنان، كما تقول المصادر، على «المباحثات التي سيجريها السفير الأميركي لدى تركيا، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى سوريا، توماس برّاك، في زيارته المرتقبة إلى بيروت في الساعات المقبلة، واجتماعه بالرؤساء الثلاثة، وذلك للاستعانة به للجم إسرائيل وكبح جماحها في تهديدها بتوسيع اعتداءاتها بتوجيه ضربات هي الأقسى للبنان، متذرعةً بإطلاق الصواريخ عليها، مع أن لبنان لا يترك وسيلة إلا ويستخدمها للسيطرة على الوضع؛ لقطع الطريق على استخدام أراضيه لضرب استقراره».

ولفتت المصادر إلى أن الاهتمام الرسمي اللبناني بعدم توريط البلد في هذه الحرب، «يترافق مع تحصين الساحة الداخلية؛ باتخاذه الإجراءات الاحتياطية الاستباقية للحؤول دون حصول اختراقات من شأنها أن تعيد لبنان ساحةً لتبادل الرسائل، التي يراد منها تصفية الحسابات، وإقحامه مجدداً في صراع المحاور». وقالت إن «الحرب تدخل حالياً مرحلة من الاستنزاف مفتوحة على أكثر من احتمال ما لم تتحرك الوسائط الدولية لوقفها».

ورأت أن «السيطرة على الوضع الداخلي، والإطباق على المجموعات الفلسطينية المتطرفة والمتشددة، يتيحان للبنان توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي عبر أصدقائه بوجود قرار قاطع لديه بتحييده عن الحرب، وهذا ما يشجع الولايات المتحدة ودول (الاتحاد الأوروبي) للضغط على إسرائيل لمنعها من استهداف لبنان، ما دام ينأى بنفسه عن التدخل فيها ويطبّق سيطرته الميدانية على الأرض».

زيارة برّاك إلى بيروت

وكشفت المصادر عن أن تحييد لبنان عن الحرب سيحضر بامتياز على جدول أعمال لقاءات السفير براك في زيارته الموعودة إلى بيروت. وقالت إن الجانب اللبناني أُبلغ بموعد وصوله، «وهو يتحفّظ عن الكشف عنه لأسباب أمنية». وقالت إن محادثاته كانت «محصورة في ملف العلاقات اللبنانية - السورية، وسحب سلاح (حزب الله)، وجمع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، شرطاً لحصره بيد الدولة، لكن اندلاع الحرب أضاف بنداً جديداً إلى محادثاته».

ولفتت إلى أن «تكليف برّاك ملف العلاقات اللبنانية - السورية يعني حكماً أنه ينوب عن نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، بعد أن أُعفيت من تكليفها متابعة الاتصالات لتطبيق اتفاق وقف النار الذي التزم به لبنان، فيما امتنعت إسرائيل عن تطبيقه باستمرار احتلالها عدداً من التلال الواقعة على الحافة الأمامية للبلدات الحدودية قبالة إسرائيل».

وسألت المصادر عمّا إذا كان برّاك سيتولى الملف اللبناني - الإسرائيلي في ضوء الصعوبات التي تعترض «لجنة الرقابة الدولية» المشرفة على تطبيق وقف النار، الذي لا يزال تطبيقه معلقاً على رفض إسرائيل التقيُّد به أو انسحابها من الجنوب تمهيداً للشروع في تنفيذ القرار «1701». وقالت: «هل من باب الصدفة أن يتلازم مجيء برّاك إلى بيروت مع انعقاد (اللجنة) في اجتماع تستضيفه (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - يونيفيل) في مقرها ببلدة الناقورة الحدودية، ويحصر اهتمامه بمحاصرة إسرائيل ومنعها من مواصلة حربها التدميرية؟».

لبنان لن ينخرط في الحرب

فاجتماع «لجنة الرقابة»، بعد طول انقطاع، لن يقتصر على تقييم الوضع في الجنوب فحسب، وإنما لإعلام أعضائها، بعد أن تواصل لبنان مع الدول المنتمين إليها بأنه «ليس في وارد الانخراط في الحرب، وأن حكومته، من خلال أجندتها الأمنية والعسكرية، ماضية في ضبط الوضع، ولن تتهاون حيال من يحاول توريطه فيها، وأنها اتخذت الإجراءات والتدابير الاحترازية للإمساك بالوضع والسيطرة عليه».

وهذا ما يضع إسرائيل، كما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، «أمام اختبار النيات للتأكد من مدى استعدادها للتجاوب بعدم استدراج (حزب الله) لخرق وقف النار للضغط على لبنان للتسليم بشروطها، رغم أنه لن يُستدرج للوقوع في الفخ الإسرائيلي، وهذا ما تبلّغناه من الجانب اللبناني، ويبقى على برّاك أن يوسع دائرة اهتمامه بالتدخل لديها لمنعها من شمول لبنان بالحرب؟».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية