البناء: ترامب يرى الحل الأمثل بمواصلة «إسرائيل» الحرب حتى تستسلم إيران تفاوضياً

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 19 25|09:51AM :نشر بتاريخ

  

 

الخامنئي: إيران لن تستسلم وسوف تدافع عن حقها… وعراقجي ينفي أيّ تفاوض 
الجمعة مفاوضات نووية إيرانية أوروبية ومجلس الأمن يناقش الحرب على إيران

 بعدما حبس العالم أنفاسه بانتظار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الانخراط المباشر في الحرب الإسرائيلية على إيران، تحدّث ترامب عن تريث في القرار وانتظار فيما بدا أنه تردّد ناجم عن موازنة الأكلاف بالعائدات، رغم الحديث العالي النبرة عن الدعوة لاستسلام ايران، لكن مع تفضيل أن يكون الاستسلام دون خوض الحرب، على قاعدة تحمل «إسرائيل» مزيداً من الوقت ومواصلة الحرب بمفردها على أمل أن يؤدي ذلك مع التهديد بالانخراط الأميركي المباشر إلى طلب إيران العودة للتفاوض بالشروط الأميركية، بينما تتواصل عمليّة حشد الأسلحة الأميركية من حاملات طائرات وسفن حربية وقاذفات استراتيجية وطائرات للتزوّد بالوقود، سواء لمزيد من الضغط النفسيّ على إيران والإيحاء بجدّية اقتراب ساعة الحرب او لإكمال هذه الاستعدادات فعلياً لتوفير مستلزمات قرار الانخراط بالحرب عندما يتخذ.

في إيران مواقف لمرشد الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة الإمام السيد علي الخامنئي، تؤكد على أن اللغة التي يتحدّث بها الرئيس الأميركي مرفوضة من الإيرانيين الذين لا يقبلون التهديد، وأن إيران لن تستسلم وسوف تقاتل دفاعاً عن حقوقها، وأنّها سوف تعاقب كيان الاحتلال على جرائمه بحق الإيرانيين وقادتهم، بينما نفى وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي كل ما روّجه الأميركيون وبعض وسائل الإعلام عن وصول وفد إيراني إلى مسقط لإجراء مفاوضات، مؤكداً أن إيران لن تتفاوض لا في مسقط ولا في غيرها تحت النار، وفي ظل استمرار العدوان الاسرائيلي، وأن وقف الحرب يأتي أولاً ثم الحديث والتباحث بفرص التفاوض وشروطه وإطاره.

بالتوازي تتوجّه إيران نحو مجلس الأمن الدولي بدعوة ثانية للانعقاد يوم الجمعة للبحث في مسار الحرب الإسرائيلية التي تتمسك إيران بالحصول على إدانة صريحة لها من مجلس الأمن، خصوصاً بما يتعلق باستهداف المنشآت النووية التي تنص المواثيق الدولية بصراحة على اعتبارها انتهاكاً صارخاً للأمن والسلم الدوليين، خصوصاً ما ورد في ميثاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية انطلاقاً من مخاطر انطلاق الإشعاعات النووية نحو الهواء والمياه وتجاوزها لحدود الدول وتسببها بكوارث بيئية وإنسانية.

الحدث اللافت كان إعلاناً أوروبياً عن استضافة جنيف مفاوضات ايرانية أوروبية حول الملف النووي الإيراني، بما يبدو بداية حراك أوروبيّ متمايز عن الموقف الأميركي تسعى إيران إلى تحفيزه وتشجيعه، أملاً بتطويره لبلورة مبادرة دوليّة لإيقاف الحرب وإعادة فتح مسار التفاوض.

لا يزال المشهد الحربي بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والجمهورية الإسلامية في إيران يطغى على لبنان والمنطقة في ظل ترقب وحذر شديدين للتداعيات المحتملة في ضوء المخاوف من استغلال إسرائيلي للظروف الإقليمية والدولية لتوسيع عدوانها على لبنان.

ووفق مصادر سياسية، فإن كافة الاحتمالات مفتوحة في ظل هذا التفلت الإسرائيلي من كل ضوابط والدعم الأميركي – الغربي اللامحدود والصمت الدولي وغياب مجلس الأمن الدولي كناظم للعلاقات بين الدول ومنع الحروب وحل الأزمات بالطرق السلمية والدبلوماسية. ولفتت المصادر لـ»البناء» الى أن السلطات اللبنانية اتخذت الإجراءات الأمنية الاحترازية اللازمة لتجنيب لبنان اللهب الإيراني الإسرائيلي قدر الإمكان، لكن التطورات المتسارعة والمفاجأة تفوق كل تصور وتوقع، ولا أحد يعلم المدى الذي ستصل اليه الأمور والنتائج والتداعيات. لذلك لبنان وفق المصادر، يجب أن يبقى بمنأى عما يجري في المنطقة ويلتزم بالقرارات الدولية ودور الأجهزة الأمنية وتعزيز الوفاق الحكومي والوحدة الوطنية حتى تمرير المرحلة بأقل خسائر.

ووفق معلومات «البناء» فإن الأجهزة الأمنية لا سيما الجيش اللبناني فرض إجراءات مشددة في الجنوب بخاصة في المنطقة الممتدة من شمال الليطاني باتجاه الحدود للحؤول دون إطلاق صواريخ باتجاه «إسرائيل» تكون ذريعة لتوسيع عدوانها على لبنان.

وأفادت جهات رسمية لـ«البناء» أن لبنان تلقى اتصالات أميركية وأوروبية وعربية تحثه على النأي بالنفس وعدم الدخول في الحرب والطلب من حزب الله ضبط النفس والتزام القرارات الدوليّة وعدم القيام بأي مغامرة تفتح نار الحرب الإسرائيلية على لبنان. وأوضحت أنه حصل تواصل بين مراجع رئاسية وقيادة حزب الله وجرى التأكيد على عدم الانخراط بالحرب الدائرة والحفاظ على الوضع الحالي في الجنوب ومنع توسعه أكثر. لكن «إسرائيل» وفق المصادر، لم تبعث للبنان برسائل تهديد بالحرب، كما لم يتلقَ لبنان تطمينات أو ضمانات بعدم توسيع «إسرائيل» حربها على لبنان.

وشدّد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية فادي مكي على أن «لبنان يعمل بجدّ لعدم الانخراط في العملية العسكرية الجارية بين إيران و»إسرائيل»»، وكشف مكي في حديث تلفزيوني عن أن «الرئيس جوزاف عون يعالج ملف سلاح حزب الله بإتقان، بمساعدة سلام ورئيس المجلس النيابي نبيه بري»، مؤكداً أن «الحوار بين الرئيس عون والحزب انطلق رسميًا، وهو خطوة مهمّة في مسار حصر السلاح بيد الدولة». وأشار إلى أن «ملف سلاح الحزب سيُبحث قريبًا على طاولة مجلس الوزراء، في إطار مقاربة شاملة تعكس إرادة الدولة في تعزيز سيادتها».

ونفى مصدر مطلع على موقف المقاومة لـ»البناء» ما تداولته بعض الصحافة ووسائل إعلام عن نية حزب الله للدخول بالحرب لمساندة إيران، مؤكداً أن حزب الله حريص على الاستقرار في لبنان وحماية اللبنانيين وعدم تكرار الحرب، كما أن إيران لم ولن تطلب من الحزب الإسناد وهي تعي الخصوصية اللبنانية، كما أنها قادرة على الدفاع عن نفسها وتلقين العدو خسائر كبيرة. لكن الحزب يقف مع إيران ويعتبرها السدّ المنيع لكل المنطقة وإذا ضعفت فسيؤدي الى ضعف لكل دول المنطقة وشعوبها وتسيد «إسرائيل» على هذا الإقليم.

وحذرت كتلة الوفاء للمقاومة من أن النهج العدواني الاستكباري لا يتوقف أبدًا عند حدود إيران، وإنما يستهدف كل الدول العربية والإسلامية، مؤكدة أن انخراط الولايات المتحدة في الحرب على إيران سيدفع المنطقة برمّتها نحو الانفجار الشامل.

وخلال اجتماعها الأسبوعيّ برئاسة رئيسها النائب الحاج محمد رعد، شددت الكتلة على أنّ «التهديدات المدانة التي يطلقها العدوّ الصهيوني وأسياده الأميركيون، ضدّ شخص المرجع الديني الإمام الخامنئي (أطال الله عمره الشريف)، هي تهديدات عنصريّة حمقاء تمسّ كرامة المكوّن الذي يمثّله هذا المرجع في أنحاء العالم كلّه، كما تدلّل على تشبّع مطلقيها بنزعة البلطجة التي تهدّد فعلًا ودائمًا أمن الشعوب واستقرار الدول».

وأوضحت أن «الجمهوريّة الإسلاميّة وفي ظل القيادة الحكيمة للسيد القائد علي الخامنئي (دام ظله) تقف اليوم مدافعة ليس عن أرضها وشعبها وسيادتها وحقوقها المشروعة فقط وإنّما عن فلسطين والقدس وغزّة. وعن كلّ قضايا الأحرار والشرفاء والمستضعفين في هذا العالم. وهي تجسّد بذلك خط الدفاع الذي يراهن عليه لحماية القيم والمبادئ والأخلاق والعدالة والإنسانية، في وجه الانحطاط الكبير للسياسة الأميركيّة القائمة على العدوانيّة والخداع والتضليل وما تمثله هذه السياسة من غياب لأي أسس قانونيّة أو أخلاقيّة يمكن أن تشكّل معيارًا موثوقًا يستند إليه».

وأكدت الكتلة أنّها «على ثقة تامّة من أن هذه الحرب الصهيونية الظالمة المفروضة التي بدأها كيان العدوّ دونما أي مبرر ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة، لن تنال من ثبات إيران وعزيمتها وتصميمها على المضي في معركتها الدفاعية عن حقوقها وسيادتها حتّى النهاية، وأن نتيجة هذه الحرب العدوانيّة ستكون بإذن الله النصر والغلبة لإيران وشعبها، ما سيؤدي إلى وقف الاندفاعة «الإسرائيليّة» العدوانيّة على مستوى المنطقة كلّها».

إلى ذلك، عقدت الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في مقر السفارة الإيرانية في بيروت لقاءً تضامنيًا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية شجبًا للعدوان الصهيوني عليها، شارك فيه حشد كبير من الشخصيات السياسية والحزبية والدينية والثقافية والإعلامية والاجتماعية.

ورأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «أنّ الوضع الدقيق الذي يمرّ به لبنان والمنطقة يدعو إلى الحياد في كل شيء»، مشيراً إلى أنّه يشكر الله لأن رئيس الجمهورية تحدّث عن هذا الأمر في خطاب القسم، وهذا الشيء يجب أن يُدعم على المستوى الدولي، قائلاً: «هذا هو حديثنا مع كل سفير يزورنا وأطلب مساعدته لحياد لبنان». ورأى أن من كانوا ضد الحياد يجب أن يصبحوا مع الحياد لخير كل اللبنانيين.

ورداً على سؤال حول ملف سلاح «حزب الله»، أشار الراعي إلى أنه لا يعرف واقع الحزب الآن، بل مَن يعرف هو رئيس الجمهورية، لأنه هو مَن طلب الاستمرار بالحوار معه حول هذا الملف، لكنه أشار إلى مشكلة وجود «إسرائيل» في الجنوب، لافتاً إلى أنه لا يبرر، لكن من الممكن أن يقول الحزب: كيف أسلم السلاح و»إسرائيل» موجودة في لبنان، لا سيما أنه ليس هناك إعادة إعمار؟ سائلاً: «لماذا «إسرائيل» موجودة في لبنان، لماذا يقومون بهذه «الفركوشة» كي ننهي عملنا مع الحزب ويسلّم سلاحه ونبدأ عملية إعادة الإعمار؟ فهل تريد «إسرائيل» خير لبنان؟ من غير المعروف لماذا «إسرائيل» لا تزال موجودة ولماذا الحزب لا يسلّم سلاحه»، معتبراً أن الأمور لا تزال مشربكة.

في غضون ذلك، وعشية وصول المبعوث الرئاسي الأميركي إلى سورية توماس برّاك الى بيروت اليوم، ينتظر المسؤولون ما سيحمله برّاك من ملفات، وبحسب ما علمت «البناء» فإن زيارة براك تعارف مع المسؤولين اللبنانيين، وتمهيد الساحة لتسلم السفير الأميركي الجديد في لبنان اللبناني الأصل ميشال عيسى، المتوقع أن يتسلّم منصبه في شهر أيلول المقبل بعد أن يكون أخذ موافقة الكونغرس في تموز المقبل، وسيعيد برّاك وفق المعلومات طرح الاقتراحات الأميركية التي سبق وحملتها المبعوثة السابقة مورغان أورتاغوس بمسألة سلاح حزب الله وسلاح المخيمات الفلسطينية وتطبيق القرارات الدولية وضبط الحدود الجنوبية والشرقية مع سورية، الى جانب ملف الإصلاحات.

إلى ذلك، يقوم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام، جان بيير لاكروا، بزيارة إلى بيروت تستمر نحو أسبوع، قبل نحو شهرين من موعد التجديد لقوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب، يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين. وأبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ضيفه خلال استقباله له في بعبدا مع وفد ضمّ قائد «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال أرولدو لازارو، أن لبنان متمسك ببقاء «اليونيفيل» في جنوب لبنان لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني الذي سيواصل انتشاره في الجنوب وتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي بكافة مندرجاته. وأشار الرئيس عون الى ان المحافظة على الاستقرار في الجنوب أمر حيوي ليس للبنان فحسب، بل لدول المنطقة كلها، ودور «اليونيفيل» أساسي في المحافظة على هذا الاستقرار، لافتاً إلى أن التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ممتاز، معرباً عن أمله في أن تتمكن الدول المموّلة لمهمات السلام الدولية من أن توفر التمويل اللازم لعمل «اليونيفيل» كي لا تتأثر سلباً القوات الدولية العاملة في الجنوب، لافتاً إلى أن لبنان سيجري اتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا الاتجاه. وشدّد الرئيس عون على أن لبنان يقوم بكل ما التزم به في ما خصّ تطبيق القرار 1701 ومتمماته، لكن استكمال انتشار الجيش حتى الحدود يتطلّب انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، إضافة الى وقف الأعمال العدائية التي تستهدف الأراضي اللبنانية بشكل دائم.

من جهته، أكد لاكروا أن «اليونيفيل» مستمرة في أداء مهامها على رغم الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة، لافتاً إلى أن طلب الحكومة اللبنانية بالتمديد للقوة الدولية هو موضع درس من الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن وثمّة وجهات نظر مختلفة في ما خص دور «اليونيفيل» ومهامها يجري العمل على التقريب في ما بينها للتوصل إلى اتفاق في هذا الصدد، قبل حلول موعد التمديد نهاية شهر آب المقبل. وشدّد لاكروا على ان الأمم المتحدة تدعم لبنان في المطالبة باستمرار عمل «اليونيفيل» لا سيما أن التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني يجري بانتظام.

وزار لاكروا ولاثارو رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة.

ميدانياً، ألقت صباحاً طائرة مسيّرة إسرائيلية منشورات على شكل أوراق مالية تُشبه «الدولارات» فوق بلدة عيترون الجنوبية. وقد كُتبت على هذه الأوراق رسائل تحذيرية.

وسقط صاروخ اعتراضي في وادٍ بين بلدتي باريش ومعروب في قضاء صور.

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء