البناء: إيران تفرض سيطرتها الصاروخيّة على الكيان والدفاعات الجويّة في وضع حرج
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 21 25|09:12AM :نشر بتاريخ
رغم الخطاب التصعيديّ بين كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مهلة أمام إيران لقبول الشروط التي تنهي برنامجها النووي كي تتفادى الأسوأ، وكلام رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو عن المزيد من الحرب، ورغم تحول جلسة مجلس الأمن إلى مجرد منصة لاستعراض المواقف التصادمية بين الوفدين الإسرائيلي والإيراني، ورغم انعقاد جولة تفاوض أوروبية إيرانية في جنيف لم تتجاوز تبادل الآراء والمواقف والاتفاق على مواصلة الحوار، بدا أن أسبوعاً جديداً من الحرب لا بدّ منه قبل قياس اللحظة التي يمكن فيها قياس التغييرات التي تعيد الاعتبار للمسار التفاوضيّ.
بعد أسبوع من الحرب انقلبت الصورة، فما بدت “إسرائيل” تنجزه مع بداية الحرب تحوّل إلى مأزق إسرائيلي في العجز عن مواصلة الحرب وإنهائها، بينما الرئيس الأميركي متردّد بدخول حلبة الحرب رغم كلامه العالي السقف بوجه إيران، وقياس المخاطر مقابل المكاسب، حيث لا مكاسب مضمونة بدخول الحرب والمخاطر، مؤكدة خصوصاً أمام فرضيات بحجم استهداف إيران وحلفائها للقواعد والمصالح الأميركية، ومخاطر تضرّر التجارة العالميّة بصورة جذرية خصوصاً في مجال الطاقة، إذا تمّ إغلاق مضيق هرمز، وما يترتّب على ذلك من انهيارات في الأسواق والبورصات.
مأزق “إسرائيل” مزدوج، بعدما أحكمت إيران سيطرتها على المجال الجوي فوق فلسطين المحتلة، فصارت صواريخها تصل حيث تريد دون أن تعترضها الدفاعات الجوية، وصارت المنشآت العسكريّة كما جرى في قاعدة نيفاتيم ومطار رامات ديفيد والقاعدة البحرية في حيفا، أو المنشآت الاستراتيجيّة كما جرى في بئر السبع، حيث تكفّل صاروخ واحد بالوصول إلى مدينة الحرب الإلكترونيّة وإلحاق خسائر فادحة ببنيتها التحتية والعاملين فيها، بينما كانت الصواريخ الثقيلة تتساقط فوق المدن فتترك وراءها دماراً هائلاً تسقط فيه الأبنية وكأنها من كرتون، مستعيدة كلام سيد المقاومة عن “”إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت”.
مأزق ثانٍ لـ”إسرائيل” هو الإشارات المنشورة عن لسان أكثر من مسؤول أميركي وإسرائيلي عن خطر نفاد ذخائر الدفاعات الجويّة وعجز أميركا عن توريد المطلوب للسبب عينه، بينما يبدو الكلام عن تدمير القدرة الصاروخيّة لإيران بعيداً عن الواقع بفعل حجم المخزون من جهة، وقد تحدّث نتنياهو عن 28 ألف صاروخ لدى إيران، وبفعل وجودها في أماكن محصّنة يصعب الوصول إليها عبر الغارات الجويّة.
المأزق الثالث هو تردّد ترامب في دخول الحرب، واحتمال انتعاش المسار التفاوضيّ على حساب الحرب، بينما لا تملك “إسرائيل” استراتيجية خروج إلا من باب واحد هو وضع مصير قرار الحرب بيد ترامب، مع الخشية من أن يستخدمه بما لا تُحمد عقباه بالنسبة لـ”إسرائيل”.
أسبوع جديد من الحرب حتى تعود لقاءات جنيف للانعقاد.
لا يزال لبنان تحت تأثير تطورات الحرب الإيرانية – الإسرائيلية وسط مخاوف من تطاير شرارة الحرب إلى كل المنطقة بحال طال أمدها، في ظل تصريح قيادة جيش الاحتلال بأن الحرب ستطول، فيما استغلت بعض الجهات السياسية والإعلامية مواقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم للتهجّم على الحزب واتهامه بأنّه يريد توريط لبنان بالحرب، فيما لفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن لبنان لن ينخرط في الحرب، لكن المنطقة برمّتها ستدخل في حالة توتر وفوضى بحال طال أمد الحرب الإسرائيلية الأميركية ودخلت الولايات المتحدة الأميركية مباشرة على خط الصراع، ما سيُلقي بتداعياته على كامل منطقة الشرق الأوسط والخليج والممرات المائية وصولاً إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وبالتالي لكون لبنان جزءاً من هذه المنطقة فلن يبقى بمأمن من دائرة الحرب ومن خطر العدوان والمشروع التوسعي الإسرائيلي.
بينما لفتت أوساط مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” إلى أن حزب الله أحرص الأطراف على استقرار لبنان وحماية اللبنانيين من العدوان الإسرائيلي، لكن لا أحد يمكنه توقّع ما سيحدث في الأسابيع القليلة المقبلة مع تهديد الولايات المتحدة بدخول الحرب إلى جانب “إسرائيل” لإخضاع إيران، وبالتالي بحال نجح مشروع إضعاف الجمهورية الإسلامية في إيران وإخضاعها، فإن المنطقة برمّتها ستسقط في قبضة نتنياهو ومشروعه الشرق الأوسط الجديد، إضافة إلى أن الحزب غير معنيّ بتوجيه تطمينات للعدو الإسرائيلي.
رسمياً، أكّد رئيس الجمهورية جوزاف عون خلال زيارته وعقيلته إلى ساحة الشهداء في بيروت، أن لبنان لن يدخل في الحرب بين إيران و”إسرائيل”، مشدّداً على أن الفصل المقبل هو فصل “النهوض والإعمار”. واعتبر إن “إرادة الحياة أقوى من كل شيء، ورسالتنا أن بيروت كانت وستبقى نبض الحياة”. ولفت إلى أننا “نقف من قلب بيروت النابض من هذا المكان الذي يختزل تاريخ لبنان، لنشهد على فصل جديد من النهوض والإعمار”، مشدّداً على أن “لبنان سيبقى واحة للسلام والحضارة في قلب الشرق الأوسط”.
في وقت نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري استغرابه وصف البعض لكلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كما لو أنه جاء ردّاً على كلامه. وأكد أن ما نُسب لبرّي بأن الحزب لن يشارك في الحرب هو “أكيد”، أما كلام قاسم فهو موقف مبدئيّ لا يمكن للحزب اتخاذ موقف غيره، لأنه بطبيعة الحال متضامن مع إيران.
وردّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على الكلام الأخير للشيخ قاسم: “لا تستطيع التصرُّف بما تراه مناسباً. الحكومة اللبنانية وحدها تستطيع التصرُّف بما تراه مناسباً، لأنها تمثِّل أكثرية الشعب اللبناني، إذا كان لديك أي اقتراح في ما خصّ الحرب الدائرة بين “إسرائيل” وإيران، تستطيع أن تحمِّله إلى ممثليك في الحكومة كي يطرحوه في أول جلسة لمجلس الوزراء، وهناك حصراً يتم التداول به واتخاذ القرار المناسب”.
بدور، أعرب السفير السعودي وليد البخاري عن ثقته في أن لبنان سيبقى بمنأى عن الاستهداف العسكريّ في هذه المرحلة، بفضل النهج الواعي واليقظ للدولة والقوى السياسية، وقدّم لعضو اللجنة العالمية ومسؤول الشرق الأوسط في حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان الذي زاره في منزله في اليرزة نظرة شاملة للفترة الممتدّة من حرب غزة إلى الهجمات الإسرائيلية على إيران، مسلطًا الضوء على الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية. وتناول النقاش موقف الدول الإسلامية ودور تركيا وأذربيجان في المنطقة، بالإضافة إلى تعاونهما المستمر مع “إسرائيل”.
ونقل مصدر سياسيّ عن مراجع دبلوماسية خارجية مخاوف روسية وصينية من تصاعد حدّة الحرب والضربات بين إيران و”إسرائيل”، وحذروا وفق ما يشير المصدر لـ”البناء” من تفاقم الحرب وتوسّعها مع استخدام أسلحة جديدة بحال لم تنجح الوسائل الدبلوماسية بحلها، كما أبدى المراجع مخاوفهم الشديدة إذا تدخلت الولايات المتحدة في الحرب ما يؤدي إلى تهديد الأمن الإقليمي ويضرب التوازنات القائمة على الساحة الدولية، وبالتالي قد يستدرج دخول قوى دوليّة عظمى في الحرب ولو بشكل غير مباشر. وكشفت المراجع أن موسكو على تواصل دائم مع الأميركيين لتخفيف حدة الصراع وعدم تدخلها بالحرب والعودة إلى التفاوض مع استعداد بكين مع إيران ولعب دور وساطة بين واشنطن وطهران. كما نقل المصدر استغراب الحكومة الصينيّة لهذا التحرّك الإسرائيلي العسكري السريع ضد إيران وتشجيع الولايات المتحدة بدل استخدام الوسائل الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، علماً أن الصين هي التي دعت الى جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة لمناقشة الوضع المتفجر بين “إسرائيل” وإيران والعودة الى مجلس الأمن لحل النزاعات ووقف الحروب ومنع تمددها ولكي لا تشكل تهديداً لأمن الملاحة الدوليّة وللسلم والأمن الدوليين.
إلى ذلك، أُقيم لقاء تضامني مع الإعلام الإيراني، تحت عنوان “إسرائيل تقتل الإعلاميّين”، وذلك في فندق غاليريا في بئر حسن – بيروت، حيث شددت الكلمات على إدانة العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران، وأكّدت دور الإعلام المقاوم.
وأكد وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، عبر ممثله الأستاذ خضر ماجد خلال اللقاء التضامنيّ مع الإعلام الإيراني تحت عنوان “إسرائيل تقتل الإعلاميين” في بيروت، تضامنَ لبنان الكامل مع الإعلام الإيراني، وكل المؤسسات الإعلامية الحرة التي تواجه الاحتلال “الإسرائيلي” وتنقل حقيقة ما يجري على الأرض، في فلسطين وسائر أنحاء العالم العربي والإسلامي.
في غضون ذلك، عقد مجلس الوزراء جلسة عادية وقرّر ترحيل المواد الكيماويّة المنتهية الصلاحية والتي تم توضيبها في معملي الزوق والجية، والموافقة لوزارة الاتصالات على إعداد دفاتر الشروط لإجراء عمليات التقييم وتخمين أصول الوزارة وأوجيرو والشركتين المشغلتين للخلوي، والرجوع إلى مجلس الوزراء لإطلاق المناقصة وفق قانون الشراء العام.
ميدانياً، شن الطيران الإسرائيلي غارة على سيارة في العباسية، ما أدى الى استشهاد محمد خضر الحسيني من بلدة جناتا. كما استهدفت مسيرة أخرى سيارة في أطراف الهبارية، وتبين لاحقاً أن السيارة كانت فارغة ومركونة إلى جانب الطريق ولم تؤد الغارة إلى إصابات. وفي سياق متصل، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن “جيش الدفاع قضى على قائد منظومة النيران في قطاع الليطاني في حزب الله».
ومساء أمس، أفيد أن الطيران الإسرائيلي استهدف دراجة قرب حاجز للجيش عند مدخل برعشيت، وقد تحرّكت سيارات الإسعاف الى المكان المستهدف، وأغار على أربع دفعات مستهدفاً التلال والمنطقة الواقعة من القطراني والمحمودية ومحيط الأحمدية وبين بلدتي الريحان والعيشية.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا