البناء: إيران ترد على عدوان أميركا باستهداف قيادة المنطقة الوسطى في «عديد قطر»
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 24 25|08:09AM :نشر بتاريخ
السؤال المحوري الذي يُطرح بقوة بعد الرد الإيراني على العدوان الأميركي وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عدم رغبته بالرد وتوجيهه الشكر لإيران لإبلاغ مسبق بنيّة الردّ وتفادي وقوع ضحايا، هو ماذا عن “إسرائيل”، وكيف يمكن أن تقفل المنازلة الإيرانية الإسرائيلية بعدما بدا أن المنازلة الأميركية الإيرانية قد أقفلت؟
الجواب الذي قدّمه الرئيس ترامب يقول بأن اتفاقاً تمّ التوصل إليه لوقف إطلاق النار فجر اليوم، يضمن خلال اثنتي عشرة ساعة انتهاء الحرب بين “إيران” و”إسرائيل”، دون أن يوضح التفاصيل وجوهر الاتفاق، ودون أن يصدر ما يوضح ويؤكد ذلك من طهران وتل أبيب.
إيران اتخذت قرارها الشجاع وخاطرت بدخول حرب مع أميركا، وهي في قلب المنازلة مع “إسرائيل”، حيث استهدفت قيادة المنطقة الأميركية الوسطى التي أدارت الهجوم المزدوج على إيران، الذي نظّمته قيادة المنطقة الوسطى بغواصات أطلقت صواريخ توماهوك وطائرات بي 2 الشبحيّة التي أطلقت قنابل جي بي يو 57 المتخصّصة باستهداف الأهداف العميقة في باطن الأرض، وتمثّل الرد بإطلاق دفعة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى استهدفت القاعدة الأميركية، وجاء بيان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد تغريدة أول أمس تحدّث فيها عن تغيير النظام، ليعلن أنه يريد السلام ولا يريد الحرب، ويلحق ذلك بتغريدة قال فيها، “تهانينا للجميع! وافقت «إسرائيل» وإيران على وقف إطلاق نار شامل وكامل (بعد حوالي ست ساعات، بعد أن تُكمل «إسرائيل» وإيران مهمتيهما الأخيرة والمستمرّة!) لمدة ١٢ ساعة، وعندها تُعتبر الحرب منتهية! رسميًا، ستبدأ إيران وقف إطلاق النار، وفي الساعة ١٢:٠٠، ستبدأ «إسرائيل» وقف إطلاق النار، وفي الساعة ٢٤:٠٠، سيُعلن العالم رسميًا انتهاء الحرب التي استمرّت ١٢ يومًا». وأضاف «خلال أي وقف لإطلاق النار، سيبقى الطرف الآخر مسالمًا ومحترمًا. وبافتراض أن الأمور تسير كما ينبغي، وهو ما سيحدث، أودّ أن أهنئ كلا البلدين، «إسرائيل» وإيران، على امتلاكهما القدرة على التحمّل والشجاعة والذكاء لإنهاء ما يُسمّى «حرب الاثني عشر يومًا».
وختم ترامب بالقول «هذه حربٌ كان من الممكن أن تستمرّ لسنواتٍ وتدمر الشرق الأوسط بأكمله، لكنها لم تقع ولن تقع أبدًا! حمى الله «إسرائيل»، حمى الله «إيران»، حمى الله الشرق الأوسط، حمى الله الولايات المتحدة الأميركية، حمى الله العالم!».
ما أعلنه الرئيس الأميركي بقي دون تفاصيل حول ماهية الاتفاق، ودون تأكيد الاتفاق من أي طرف آخر خصوصاً إيران و»إسرائيل»، وبانتظار أن تصدر التوضيحات اللازمة، سيبقى الإعلان على ذمة ترامب وحده، مع أهمية أن الكلام صادر عن الرئيس الأميركي ولا يُعقل أن يكون مجرد تمنيات، خصوصاً أنه جاء عقب زيارة وزير خارجية إيران عباس عراقجي إلى موسكو ومواقف روسيّة مساندة لإيران واستعدادات لتزويدها بحاجاتها من السلاح، وعلى الأرجح مفاوضات روسية اميركية حول مستقبل الحرب، ربما تكون وفرت الفرص للتوصل إلى الاتفاق الذي شكلت ضربة إيران قاعدة العديد أحد بنوده، بعدما كان نهار أمس يوماً صاروخياً حافلاً في كيان الاحتلال أصاب تل أبيب منه نصيب كبير وتسبب بانقطاع الكهرباء في أسدود، وإصابة منشآت استراتيجية شمالاً وجنوباً.
ظلّ لبنان تحت تأثير موجة الأحداث الساخنة التي تضرب الشرق الأوسط والخليج منذ العدوان الإسرائيلي على إيران الأسبوع الماضي، وما تلاها من تداعيات دفعت بالولايات المتحدة الأميركية للدخول على خط الحرب الإيرانية – الإسرائيلية واستهداف المنشآت النووية في إيران التي ردت أمس بقصف قاعدة العديد الأميركية في قطر، ما يضع المنطقة أمام احتمالين وفق مصدر مطلع على الوضع الإقليمي والدولي: أن تكون الضربة الأميركية والرد الإيراني منسقاً ولو بشكل غير مباشر لرغبة الطرفين بتجنب الحرب بينهما ووضع نهاية للتصعيد بين «إسرائيل» وإيران مع حفظ ماء وجه «تل أبيب» وبالتالي فتح مسار الدبلوماسية من جديد نحو اتفاق أميركي – إيراني يشمل المنطقة إلى جانب الملف النووي، أو تسارع وتيرة التصعيد الأميركي ضد إيران التي ستضطر مجدداً إلى استهداف قواعد أميركية عسكرية جديدة في دول خليجية أخرى وبالتالي تحول الحرب الى إقليمية ستترك تداعيات كبرى اقتصادية وأمنية وسياسية وبيئية على المنطقة برمتها وما يزيد الخطر هو دخول قوى إقليمية وربما دولية على خط الصراع وتتحول حرباً طويلة الأمد لا أحد يعرف نهاياتها التي ستكون كارثيّة على الجميع. ووفق ما يشير المصدر لـ»البناء» فإن «اتصالات أميركية – روسية – صينية – أوروبية تجري دورياً لاحتواء التصعيد، حيث أعلنت موسكو عن استعدادها للوساطة بين الأطراف المتحاربة، وكذلك تضغط الصين عبر مجلس الأمن الدولي لوقف النزاع والعودة إلى طاولة التفاوض فيما الأوروبيون يتفاوضون مع طهران عبر اجتماعات الرباعية في فيينا، ويجري البحث عن حلول تبدأ بوقف إطلاق النار والاتفاق على نقاط عدة، لكن هذه المفاوضات إن بدأت بشكل جدي ورسمي فإنها ستأخذ وقتاً طويلاً ولن تكون على البارد بل عالحامي».
وسادت أجواء من الترقب والحذر الداخل اللبناني في ظل مخاوف من امتداد شرارة الحرب الى لبنان مع التصعيد الإسرائيلي العسكري والسياسي ضد لبنان، إضافة الى اقتحام خلاف جديد الوضع السياسي والحكومي الداخلي بعد استهداف إيران للقاعدة الأميركية في قطر، حيث انقسم المسؤولون كما الشارع حيال تقييم الضربة وموقع واصطفاف لبنان بين إيران وقطر، حيث سارع رئيسا الجمهورية والحكومة الى إدانة الضربة الإيرانية لقطر.
وأعرب رئيس الجمهوريّة جوزاف عون عن إدانته “«الاعتداء» الّذي تعرّضت له دولة قطر”، معتبرًا أنّه “يشكّل انتهاكًا لسيادة دولة شقيقة، وخطوة من شأنها زيادة التوتّر في المنطقة، واتساع رقعة المواجهات العسكريّة، فضلًا عن تأثيرها السّلبي على المساعي الجارية لوقف التّصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات، الّتي من شأنها وحدها إيجاد الحلول المناسبة الّتي تعيد الهدوء والاستقرار إلى المنطقة”. ورأى في تصريح، أنّ “قطر الشّقيقة الّتي لعبت دائمًا دورًا إيجابيًّا لحل النّزاعات الّتي شهدتها المنطقة في السّنوات الماضية ولا تزال، تلقى من لبنان رئيسًا وشعبًا كل التّضامن والدّعم، في ما يحفظ سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها الشّقيق”.
بدوره، استنكر رئيس مجلس الوزراء نواف سلام بأشد العبارات «الاعتداء» الذي تعرّضت له دولة قطر الشقيقة، وأكد تضامن لبنان الكامل معها حكومة وشعباً.
وأجرى رئيس الجمهورية مساء أمس اتصالاً هاتفياً بسلام مطمئناً بعد هبوط الطائرة التي كانت تقله إلى قطر في مملكة البحرين بعد إغلاق المجال الجوي القطري نتيجة «الاعتداء» التي تعرّضت له دولة قطر مساء اليوم. وأجرى الرئيسان عون وسلام تقييماً للتطورات المستجدّة.
ووفق المعلومات تمّ تحويل مسار طائرة سلام إلى البحرين جراء الضربات الإيرانية على قطر.
وأفيد بأنّ شركة طيران الشرق الأوسط ألغت رحلاتها للّيلة أمس إلى قطر والإمارات، أمّا الطّائرة الّتي كانت متوجّهة إلى قطر وعلى متنها سلام فحطّت في البحرين، حيث قامت بتعبئة الفيول للعودة إلى لبنان، إذا تمكّنت من الحصول على موافقة السّلطات البحرينيّة.
وأعلنت شركة طيران شرق الأوسط الخطوط الجوية اللبنانية في بيان “إلغاء رحلاتها من العراق وإليه (بغداد وإربيل والنجف) أمس نظراً لاستمرار إغلاق المجال الجوي العراقي”.
ميدانياً، شنّ العدو الإسرائيلي موجة غارات عنيفة على مناطق عدة في جنوب لبنان، استهدفت أطراف انصار- الزرارية وتبنا – البيسارية وعزة وبصليا ووادي حومين الفوقا، وعلى أطراف المحمودية ومنطقة البريدج في اطراف بلدة جباع وكفرملكي.
كما شنّت الطائرات المعادية سلسلة غارات قويّة على الدمشقية والعيشية والريحان والمحمودية والقطراني وسمع صداها في أرجاء الجنوب. كما ألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه عائلة كانت تتفقد منزلها في خلة وردة في عيتا الشعب.
ووضعت أوساط سياسيّة التصعيد الإسرائيلي في إطار محاولة الحكومة الإسرائيلية ترميم قوة الردع الإسرائيلية التي تآكلت في الحرب مع إيران بعد الضربات القاسية التي تلقتها خلال عشرة أيام وحرف الأنظار عن الخسائر وانهيار الأوضاع الداخليّة وبالتالي رفع معنويات المستوطنين والجبهة الداخلية المنهارة. ولفتت الأوساط لـ”البناء” الى أن التصعيد أيضاً هو ضربة استباقية لحزب الله تحمل رسائل تحذير إسرائيلية لقيادة حزب الله وللحكومة اللبنانية من مغبة دخول الحزب على خط الحرب الإسرائيلية الأميركية – الإيرانية، ما يحمل مخاوف إسرائيلية واضحة من دخول جبهات أخرى في المنطقة إلى جانب إيران ما يجعل الوضع الإسرائيلي كارثياً ويضع مستقبل الكيان على طريق الزوال”.
وتشير جهات على صلة بموقف المقاومة لـ”البناء” الى أن قيادة المقاومة في لبنان تراقب بدقة التطورات المتسارعة والدخول الأميركي على خط استهداف إيران، وترى بأن إيران ربحت الجولة الأولى من الحرب مع “إسرائيل” وأسقطت أهدافها الأساسية وألحقت بالكيان خسائر استراتيجية وتاريخية وتملك إيران قدرات وإمكانات تمكنها من الدفاع عن نفسها والصمود لوقت طويل، وبالتالي ليست بحاجة حتى الآن لأي مساعدة من حلفائها في المنطقة، وبالتالي دخول الحزب قد لا يكون ضرورة في هذه المرحلة، لكنه يستكمل جهوزيته لمواجهة كافة الاحتمالات من ضمنها استدارة إسرائيلية إلى لبنان لاستكمال الحرب بشكل موسع لتحقيق أهداف خبيثة تتعلق بمشروع الشرق الأوسط الجديد وللتعويض عن خسائر الكيان الكبرى بالحرب مع إيران. وفي كافة الأحوال وفق ما تؤكد الجهات أن الجمهورية الإسلامية في إيران لن تُترك وحدها في مرحلة ما.
وأعلن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث لموقع “العهد” أن “«الاعتداء» على إيران سيكون له أثمان كبيرة جداً لأن المنطقة بأكملها في خطر”. وقال: “إيران ستنتصر لأنَّها صاحبة حق ومُعتدًى عليها… ولديها قيادة الولي الفقيه الشجاع والمصمّم على أن تكون إيران عزيزة وقوية”. وأضاف قاسم: “إيران لديها شعبٌ متماسك ترك خلافاته ليكون موحَّداً في مواجهة العدوان الأميركي الإسرائيلي”. وشدّد على أن “تهديد ترامب باغتيال الإمام الخامنئي عملٌ دنيء وفي الوقت نفسه دليلُ ضعف”، لافتاً إلى أن “الرئيس الأميركي جاهلٌ مكانة هذا المرجع الكبير عند المسلمين وفي العالم وجاهلٌ للتداعيات الخطيرة لمثل هذه التهديدات».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا