البناء: إيران تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية… وتتمسك بحقها بتخصيب اليورانيوم ترامب يشتبك مع مخابراته العسكرية والإعلام… ومتفائل باتفاق سلام مع إيران غزة تصيب الكيان بالذهول بالضربات النوعية للمقاومة وتطعن في جدوى الحرب
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 26 25|08:46AM :نشر بتاريخ
تبدو الديناميكية السياسية التي أطلقها وقف إطلاق النار بين أميركا و«إسرائيل» في ضفة وإيران في ضفة مقابلة، محكومة بمواقف إيرانية ترتفع سقوفها تباعاً، على قاعدة اعتبار قرار الحرب بحد ذاته تعبيراً عن النوايا العدوانية لواشنطن بما يطرح علامات استفهام كبرى حول الثقة بالتعامل معها كشريك تفاوضيّ، بينما كان الخداع هو الوظيفة العملية الوحيدة لمشاركتها في المفاوضات للتغطية على الاستعداد لخوض الحرب، ولا يمكن فهم اللغة الناعمة المستجدّة بعد وقف إطلاق النار إلا محاولة لاحتواء فشل الحرب، هذا إضافة إلى التشكيك بجدوى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي كشفت عن التآمر على إيران سواء بتقاريرها المبرمجة بصورة عدائيّة لتقديم الغطاء للحرب أو بما تثيره الشكوك الإيرانيّة بوظيفة مفتشيها في عمل استخباريّ يتحمل مسؤولية عمليات الاغتيال التي طالت عدداً من العلماء النوويين، وهذا ما تمّ تظهيره يوم أمس عبر إعلان مجلس الشورى التصديق على قانون يطلب من الحكومة تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعقبه كلام لوزارة الخارجية يؤكد قرار التعليق، بينما كان نائب الرئيس الإيراني يعلن باسم مؤسسة الرئاسة أن إيران لن تساوم على حقها بتخصيب اليورانيوم على أراضيها في أي اتفاق مقبل.
في الضفة المقابلة كان كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منشغلا في الردّ على التشكيك بسياساته، حيث وجد ترامب أمامه تقارير استخبارية تنتشر في وسائل الإعلام وراءها الاستخبارات العسكرية تشكّك في صحة كلام ترامب عن الضربة الأميركيّة للمشروع النووي الإيراني، وتقول إن الضربات لم تنجح بأكثر من إلحاق الأضرار بالأجزاء الظاهرة فوق الأرض من المنشآت وإن التباهي بإنجاز تدمير المشروع النووي الإيراني مبالغة وأمر يخالف الوقائع، وفيما كان ترامب يعبر عن غضبه من المخابرات والإعلام ويتحدث عن مؤامرة للنيل من إنجازاته، كان نتنياهو يواجه أسئلة كبرى حول جدوى مواصلة حربه الإجرامية الوحشية على قطاع غزة، بينما العمليات النوعية للمقاومة تضرب بقوة وتحقق الإنجازات، وجيش الاحتلال ينزف بقوة تحت ضربات المقاومين، بعدما نشرت صور عملية القسام النوعية في خان يونس، واحتراق ناقلات الجند وفيها الجنود، بقنبلة أوصلها أحد المقاومين إلى داخل الناقلة بشجاعة وبسالة استثنائيتين.
وفيما عاودت أمس، لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، أول اجتماعاتها، في رأس الناقورة، بقيادة رئيس لجنة الإشراف الجنرال الأميركي مايكل ليني، وذلك للمرة الأولى منذ تولّيه منصبه خلفَاً للجنرال غاسبر جيفرز، حضر ملف الجنوب من بوابة التجديد لليونيفيل وخلال جولة وفد عسكري بريطاني رفيع على المسؤولين.
في السياق، أعلنت رئاسة الجمهورية، أن الرئيس جوزاف عون أكد خلال لقائه مستشار وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط أهمية التمديد لقوات اليونيفيل، معتبراً أنها تمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار والأمان على الحدود الجنوبية، مشدداً على ضرورة دعم الدول الأعضاء في مجلس الأمن لضمان إنجاز هذا التمديد في موعده المحدد. وأضاف الرئيس عون أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس ومحيطها يشكل عائقاً أمام استكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود، مؤكداً أن الجيش، حيثما انتشر في منطقة جنوب الليطاني، طبّق قرار الدولة المتعلق بحصرية السلاح وأزال جميع المظاهر المسلحة، بما يكرس سيادة الدولة واستقرارها.
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الأدميرال إدوارد ألغرين والوفد العسكري المرافق، بحضور السفير البريطاني في لبنان هاميش كاول، حيث تناول اللقاء عرضاً لتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية.
ووجّهت وزارة الخارجية والمغتربين، رسالة طلب التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» إلى مجلس الأمن الدولي، متضمنة رؤية الحكومة اللبنانية للتجديد. واشارت المعلومات الى ان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش تسلّم الرسالة اللبنانية التي ارتكزت في مضمونها الى النص المعتمد العام الماضي نفسه للتجديد لهذه القوات، من دون أي تعديل. وفيما تسعى «إسرائيل» إلى إنهاء مهمة اليونيفيل أفادت المعلومات أن واشنطن لم تتخذ قرارها بعد وأن باريس تملك إشارات في اتجاه التجديد ولو مع بعض التعديلات.
قال الموفد الأميركي توم بارّاك للمسؤولين إنّ قرار الحكومة العلني بسحب سلاح حزب الله سيساعد في موضوع الانسحاب الإسرائيلي من التلال الخمس، والضامن لهذا الانسحاب ستكون الولايات المتحدة الأميركية.
وكشفت المعلومات عن أن بارّاك أكّد أن القرار الحكومي سيساعد أيضاً على وقف الاستهدافات والغارات والاغتيالات الإسرائيلية التي تحصل بشكل شبه يومي في لبنان، مشدداً على أن الإعمار يحتاج إلى سلام في المنطقة كلها ليتحول إعماراً نهائياً.
وذكرت أن بارّاك قارن في اجتماعاته مع المسؤولين في لبنان بين سورية ولبنان، وقال لهم إن قطار الاتفاقات الإبراهيمية يسير بسرعة خصوصاً في سورية التي انفتحت سريعاً على الحلول، وعلى لبنان أن يتمثل بها كي لا يصبح خارج المعادلة الدولية.
وشدّد النائب علي فياض على أن «موقف حزب الله واضح وثابت: نحن لسنا الطرف الذي ينبغي أن تُمارَس عليه الضغوط، فالمشكلة الحقيقيّة هي عند «إسرائيل» التي خرقت الاتفاقات الدوليّة، وتجاوزت القرار 1701، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك باتجاهها». وختم: «لبنان ليس بلد تطبيع ولا بلد اتفاقيات سلام كاذب مع العدو الإسرائيلي، بل هو بلد الشهداء، بلد المقاومة».
إلى ذلك يعقد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مؤتمراً صحافياً، اليوم، الساعة الخامسة عصراً في كليمنصو، حول المستجدات بعد وقف إطلاق النار بين إيران و«إسرائيل».
وسط هذه الأجواء، وفي رسالته للسنة الهجريّة قال مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان «لدينا عهد جديد وحكومة جديدة. وقد تحرّكت الأمور إيجاباً لجهات أربع: التفكير بسلام الوطن، والحفاظ عليه من طريق فرض سلطة الدولة وحدها على الأرض. والأمر الثاني: السعي الحثيث للتصدّي للأزمة المالية والاقتصادية والمعيشية. والأمر الثالث: استعادة قوام القضاء والسفراء والمؤسسات بعد طول تعطل. والأمر الرابع: استعادة العلاقة الصحيّة بالعرب والمجتمع الدولي. كلنا يشعر بأن المسار شديد البطء، ويتخلّله الكثير من الصعاب، ومن التذكير ببقاء المحاصصات، والفساد، والتجاوز للدستور والقوانين، لكننا نبقى شديدي الأمل، ونتطلّع إلى أن يكون هذا النهج الجديد للحكومة ورئيسها فاعلاً حقاً في الإصلاح وصنع الجديد والمتقدّم. البطء مزعج، والأكثر إزعاجاً الظواهر السلبيّة التي تذكّر بالعهد السابق، ولكن ما آن الأوان بعد لعودة الإحباط وترجيح سوء التقدير والتدبير».
ورحّب تكتل لبنان القويّ بالإعلان عن «وقف إطلاق النار بين إيران و»إسرائيل»، وهو ما من شأنه خفض التوتّر في منطقتَي الشرق الأوسط والخليج العربي». كما اعتبر التكتّل أنّ الساعات الأخيرة من الحرب شكّلت مثالًا على تهديد الاستقرار في عدد من الدول، وفي مقدّمتها قطر، ممّا يؤدّي إلى اتّساع رقعة الحرب. وتمنّى التكتّل أن ينعكس وقف النار ارتياحًا يستفيد منه لبنان، الذي ينتظر عودةً كبيرةً للبنانيّين المنتشرين وللأشقّاء العرب والخليجيّين.
على خط آخر يعقد مجلس الوزراء جلسة في الثالثة بعد ظهر غد في السراي، في حين دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة عامة لمجلس النواب في الحادية عشرة قبل ظهر يوم الاثنين المقبل، وذلك لدرس مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال.
وفيما أقرّت لجنة المال مشروع قانون باعتماد إضافي لصندوق تعاضد القضاة بقيمة 1500 مليار ليرة لبنانية، أعلن البنك الدولي في بيان، موافقة مجلس المدراء التنفيذيّين للبنك الدولي على تمويل بقيمة 250 مليون دولار أميركي للبنان لدعم ترميم وإعادة إعمار البنية التحتيّة الأساسيّة المتضرّرة على نحو طارئ واستعادة الخدمات الحيويّة، بالإضافة إلى تعزيز الإدارة المستدامة للركام والأنقاض في المناطق المتضررة من الصراع. يهدف مشروع المساعدة الطارئة للبنان (Lebanon Emergency Assistance Project-LEAP)، إلى تعزيز الأثر الاقتصادي والاجتماعي لعملية إعادة الإعمار بأسرع وتيرة ممكنة عبر ترتيب الأولويات وتحديد تسلسلّها الزمني، وذلك باعتماد نهج تدريجيّ للاستجابة والتعافي.
واعتبر رئيس الحكومة نواف سلام أن «خطوة البنك الدولي تشكّل خطوة أساسيّة في إعادة الإعمار من خلال الاستجابة لأضرار البنى التحتية الحيوية والخدمات الأساسية في المناطق المتضرّرة من الحرب. هذا الدعم يعزّز جهود التعافي ضمن الإطار التنفيذي الذي تقوده الدولة، ويتيح استقطاب تمويل إضافي نحن بأمسّ الحاجة إليه».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا