اللقاء الارثوذكسي يندد في اجتماعه التضامني بمجزرة كنيسة مار إلياس في دمشق

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jun 26 25|20:11PM :نشر بتاريخ

عقد اللقاء الارثوذكسي،  لقاء تضامنيا مع ضحايا مجزرة كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في دمشق، في فندق لو غابرييل - الاشرفية، حضره وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الدكتور كمال شحادة ممثلا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام، النائب محمد خواجه ممثلا الرئيس نبيه بري، النائب هاكوب ترزيان، الوزير السابق نقولا نحاس ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، الاسقف كوستا كيال ممثلاً بطريرك انطاكية وسائر المشرق يوحنا العاشر، الاب سركيس والاب موفساس ممثلي كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس أرام الأول، الدكتور ناجي حايك ممثلا التيار الوطني الحر، دانيال سبيرو ممثلا حزب القوات اللبنانية، سمير خلف ممثلا حزب الكتائب، زياد الخازن ممثلا تيار المردة، هاكوب ملكيان ممثلاً حزب الطاشناق، المطارنة؛ يوحنا جهاد بطاح، شارل مراد، جورج صليبا، الارشمندريت أندريه فرح ممثلا المطران جورج بقعوني، المتقدم في الكهنة الأب رومانوس جبران ممثلا المتروبوليت الياس عودة، الخوري شريل شدياق ممثلا المطران بولس عبد الساتر، الأب مخايل ممثلا المطران مخائيل شمعون، انطوان حكيم ممثلا طائفة الكلدان، مستشار رئيس الجمهورية لحقوق الإنسان وحوار الاديان حبيب افرام، عضو المجلس التنفيذي للرابط المارونية الدكتور ايلي مخايل،رئيس الرابطة اللبنانية للروم الارثوذكس الدكتور بشارة غلام، رئيس الجمعية الرومية الدكتور نجيب جهشان، رئيس حركة التجدد للوطن شارل عربيد، رئيس الرابطة المارونية مارون حلو، رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى والأمين العام للقاء النائب السابق مروان أبو فاضل. 

أبو فاضل

بعد النشيد الوطني، أدت جوقة مطرانية بيروت ترتيلة المسيح قام لراحة انفس الضحايا الذين سقطوا في مجزرة كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في دمشق، بعدها القى الامين العام للقاء كلمة رأى فيها ان "بهذه المجزرة عادت بنا الذاكرة إلى الايام السوداء التي اردنا ان نمحوها من أذهاننا، عدنا الى ايام الاستهداف الممنهج لمسيحيي المشرق وعادت بنا الذاكرة إلى مسلسلات التطهير العرقي والديني، وجميعكم تعرفونها جيدا، فهي اصبحت جزءا من تاريخكم وأطاحت بأجدادكم وأهلكم وحفرت في قلوبكم وباتت من صميم التاريخ الأسود لهذه المنطقة".

اضاف: "وأنتم تناضلون لاحقاق الحق او لهذا الماضي المفجع، نسأل الرب إلا تكون الدوامة قد عادت إلى دورتها. وليسمعنا الجميع، نحن أبناء هذه الأرض، نحن ملحها، لسنا كفارا ونحن راسخون في عمق ايماننا بالرب، نحن لن ننسى ولن نسكت. لقد بات العالم الأرثوذكسي يمتد على عشرين دولة، وأنه امر سهل علينا ان نطلب اللجوء، لكن الأمور ليست هكذا. نحن محفورون في هذه الأرض وجذورنا داخلها قبل غيرنا، ولن نقبل اي ترانسفير جديد. لن نرضى ان يقال لنا ان هذه الجرائم تقع على يد مختل عقلي او ذئاب منفردة، عليكم أيها الحكام ان تضربوا هذا الخلل الأرهابي الان كي تبددوا الشك بالنوايا المبطنة وتظهروا للجميع بان العدالة والمساواة والمواطنة قائمة فعلا، لأننا لا نزال نقرأ على جدران الكنائس وعلى المنازل كلمات الارهاب والتهديد، حتى انه يقال سننقل هذا الارهاب والتهديد إلى لبنان".

وتوجه أبو فاضل الى رئيس الجمهورية، وقال: "انه رمز مسيحي كبير، وهو رجل نال ثقة العالم العربي والرئيس المسيحي الوحيد من إندونيسيا إلى شمال أفريقيا، نقول له "كتافه عراض وبيحمل" نطلب منه ان يحث الجميع على أخذ الخطوات اللازمة لحماية جميع مسيحيي هذا الشرق". 

شحادة

ثم القى الوزير شحادة كلمته، فقال: "أقفُ اليومَ أمامكم ممثّلًا فخامةَ رئيسِ الجمهوريّةِ جوزاف عون ودولةَ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ نواف سلام، لنقدّمَ تعازينا الحارّة للشعبِ السوريِّ الذي تألّمَ جرّاءَ مجزرةِ كنيسةِ مار الياس للرومِ الأرثوذكسِ في دمشق، هذهِ المجزرةُ التي طالتِ الأبرياءَ، شهداءَ المسيحِ، داخلَ بيتِ الله".

اضاف: "إنّ يدَ الإرهابِ، التي لا تفرّقُ بينَ طائفةٍ وأخرى أرادتْ من خلالِ هذا الاعتداءِ أن تضربَ الإيمانِ وأن تزرعَ الخوفَ في المكان الذي يزرعُ المحبةَ في قلوبِ الناس، وأن تهدّدَ السلمَ الأهليَّ والروحيَّ، في المكانِ الذي يبشرُ بالسلم. لكنّنا نعرفُ أنّ الإيمانَ أقوى من الإرهاب، وأنّ المحبّةَ، محبّةَ الوطنِ والعائلةِ والأرضِ، أقوى من الحقد".

ووقال: "من لبنانَ الجريحِ مثلِ سوريا، من أرضِ الكنائسِ والمساجدِ، من بلدِ الشهداءِ والرجاءِ، نؤكّدُ أنّ الوجعَ واحدٌ، وأنّ هذهِ الجريمةَ النكراءَ لن تمرَّ من دونِ محاسبةٍ، ولا من دونِ تحقيقِ العدالةِ التي يجب أن تكونَ مع القانونِ، أقوى من الإرهابِ والقتلِ وأعداءِ الحياةِ. نلتقي اليومَ من أجلِ راحةِ أرواحِ الشهداءِ، ومن أجلِ شفاءِ الجرحى، ومن أجلِ أن تبقى كنائسُنا ومساجدُنا أماكنَ آمنة للصلاة لا مسارحَ للحقد. ونصلّي من أجلِ السلام في سوريا ولبنان".

الخواجه

بدوره تحدث النائب الخواجة باسم رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال: "أتقدم باحر التعازي لأبناء الطائفة الأرثوذكسية الكريمة والى أهالي الضحايا الشهداء الذين سقطوا منذ أيام في كنيسة مار إلياس في العاصمة السورية دمشق. وفي مناسبات كهذه تسقط كل عبارات الشجب والاستنكار والإدانة امام هول الجريمة الكبرى وأمام الدماء الزكية التي سالت في بيت من بيوت الله".

اضاف: "ان من اقدم على هذا الفعل الاجرامي معروف وسبق ان تلوعنا في لبنان من جرائم كهذه واستهدافات. هي جماعات تكفيرية لا دين لها ولا مذهب ولا تمت إلى اي دين بصلة. علينا كلبنانيين ان نتخذ من هذه المناسبة الحزينة العبرة ونتمسك بوحدتنا الوطنية ونحصن وطننا لنقفل كل نوافذ الفتن التي لا يزال البعض ولا سيما اسرائيل، تعمل كي تنفث رياحها الصفراء داخل لبنان. ولنضع هذه الجريمة النكراء كما الجرائم التي سبقتها المتنقلة في اكثر من محافظة سورية، في رسم دول الغرب وبعض دول الإقليم الراعية للوضع الجديد في سوريا".

نحاس

من جهته قال الوزير السابق نقولا نحاس: "انه يوم حزين، ولكن الحزن لا يكفي اذ من المهم ان نملك الإرادة لنعبر عما يجب ان يكون بعد ذلك كي لا يعاد المصاب. وان ناخذ العبرة من التطور الحاصل في سوريا؟ اذ ان الجرائم على المستوى الطائفي تطال مجالات عدة، وهي تدخل ضمن اطار الخلافات المستمرة في سوريا، ونحن لا يمكننا ألا نتأثر بذلك. لذلك المطلوب اليوم، ان يكون للإخوة في سوريا الشجاعة والقدرة على إعطاء الثقة بان هذا الموضوع لن يمر من دون عقاب وان تأخذ العدالة مجراها".

كيال

كما القى ممثل بطريرك انطاكية وسائر المشرق يوحنا العاشر الاسقف كوستا كيال، كلمته وقال: "شرفني فكلفني مولانا صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر أن أنوب عنه في هذا اللقاء التضامني المبارك مع شهدائنا الأبرار الذين سالت دماؤهم في كنيسة مار إلياس في دمشق. نقف اليوم أمام مشهد مؤلم، أمام جريمة نكراء، ونلتقي لا لنرثي شهداءنا، بل لنعلن بصوت واحد أن دم الشهادة وصوتها أقوى من الجريمة النكراء وأن المحبة أثبت من كل حملات التشويه والافتراء ننحني في حضرة الألم لا ضعفا، بل إيمانًا".

اضاف: "وفي وجه العنف لا نصرح انتقامًا، بل صلاة. تعلي الصوت لا من أجل الانتقام، بل من أجل الحق، من أجل كرامة الإنسان، من أجل أن تبقى دور العبادة مصونة كما أرادها الله لكل الشعوب. شهداؤنا الأبرار كانوا يصلون بقلوب صادقة فاستهدفوا بوحشية لا تعرف الرحمة. دماؤهم الطاهرة صرخة حقيقية في وجه كل مَنْ يريد أن يزرع الفتنة و الدمار".

واكد الأسقف كيال إن "ما حصل هو اعتداء ليس فقط على الكنيسة كمكان، بل على ما تمثله من رمزية المحبة والغفران والتلاقي. إنها رسالة كراهية وبغض نواجهها برسالة حياة. إنها محاولة خنق لإيماننا القويم، نرد عليها بثباتنا المتجذر في صليب المسيح وقيامته".

وشدد على ان "هذا الاعتداء الغاشم هو اعتداء على الإنسان، هو محاولة يائسة لإسكات صوت الرجاء، لكننا نؤكد أن الرجاء لا يقصف والنور لا يطفأ، وكنيستنا كما قال ربها أبواب الجحيم لن تقوى عليها. هذه الجريمة النكراء ليست فقط ضد المؤمنين الأبرياء، بل ضد كل القيم التي تجمعنا في هذا الشرق العزيز . نقول وبكل فخر واعتزاز لن تهزم الكنيسة، لن تنكسر إرادة المؤمنين، وسوف تبقى دماء الشهداء نورا لا ينطفئ وشهادة أبدية على قوة الإيمان".

وقال الأسقف كيال: "نحن في وسط هذا الجمر نبشر، نعم نبشر. نبشر بقيامة جديدة بصبر شعوبنا، بإيماننا الحي الذي لا يموت وبصوتنا الذي سيبقى يرنم المسيح قام حتى من تحت الرماد. في هذه الأيام الصعبة التي تمر بها كنيستنا نقف بكل جرأة إلى جانب راعينا الجليل الذي أعطى حياته لكنيسته وصار رمزا للوحدة، والصبر، وصوت الحق، والحكمة. نقف إلى جانب الراعي الأمين الذي لم تنحن له إرادة ولا إنكسر له موقف رغم كل ما يواجهه من افتراءات وأصوات نشاز تحاول النيل من صورته وهيبة كرسينا الانطاكي المقدس".

وتابع: "نقول ونؤكد أنه لا يمكن لمن يحاولون تشويه صورة غبطة البطريرك أن يُضعفوا قوة الحق والمحبة التي يحملها في قلبه البطريرك يوحنا هو صوت الوحدة، صوت السلام، صوت الإيمان وما يتعرض له من تجنٍّ وافتراء لا يمس شخصه فقط، يمسنا جميعا، يمس كنيستنا ويمس شهداءنا الذين رووا بدمائهم الطاهرة هذه الأرض الطيبة. نحن نؤمن ونعرف أن التاريخ لا يكتب بتغريدة، وان الحقيقة لا تغتال بهجمة إعلامية همجية، وان من يزرع في الأرض بذار الرجاء لا تزعزعه رياح عابرة. نصلي من أجل شهدائنا الأبرار، نصلي من أجل شفاء الجرحى، نصلي من أجل بطريركنا التي اختبرته الكنيسة راعيًا وطنيا، وأبا حقيقيا. نصلي من أجل سلام العالم أجمع. نحن أبناء الحياة لا نهاب الموت، نحن أبناء القيامة أبناء المحبة لا نرد الكراهية بالكراهية، بل نحول الألم إلى صلاة والشهادة إلى قيامه".

افرام

تحت عنوان "تحد ان نبقى ونستمر رغم التحديات" اكد حبيب أفرام، "أننا نؤمن بالقيامة نؤمن بان الأوطان لا تنهيها فتنة ولا تفجير، نحن لسنا على الحياد، نحن مع الحريات بكل ابعادها مع المساواة مع المواطنة مع احترام الخصوصيات، لكل إنسان وكل جماعة وكل قومية وكل دين وكل مذهب وكل عقيدة، في كل اوطان الشرق وفي العالم، وبيروت ستبقى صوتا للحق".

 اضاف: "نحن ضد الإرهاب، ضد العنف، ضد الالغاء، ضد القمع والذمية، ضد التهميش والترهيب، ضد كل خطف وكل تصفية كائنا من كان الظالم والمعتدي، كائنا من كان المذبوح، لا مساومة، لا تبرير، لا تسول لحقوق"، معتبر ان "الرد يكون بثورة فكر ونهضة عقل والعودة إلى الدولة الراعية العادلة الحاضنة واقتلاع جذور السم القاتل في العقول، وهذا دورنا في لبنان، في ما هو ابعد من تضامن وصرخة حق ونموذج حضارة، وهذا رهاننا ونضالنا ودورنا نحن المؤسسات والنخب المسيحية مع عهد جديد لنعيد ترتيب الأولويات، الدولة اولا، الدستور، تعميق فكرة الوحدة الوطنية مع كل مشاكلنا لا بديل، اعادة اختراع الدور اللبناني الرائد في الشرق، بلا مغامرات ولا مؤامرات".

كما دعا أفرام إلى "التأهب، الشرق امام تحديات مذهلة، ولبنان امام فرصة ذهبية، نحتاج إلى رسل، يؤمنون بقضية، حتى لا نستمر شهداء نكتفي بعد الضحايا، او مشاريع جوازات حاضرة للتسفير، او معدين للتصدير او تابعين لأجندات كل الاخرين. هنا وفي الشرق سنعيد رونق التنوع والتعدد وكرامة الانسان، لن يقوى علينا الجهل ولا الحقد، لسنا عددا ولا نسبا ولا حارات نصارى - رغم كل التراجع - ،نحن سكر الشرق وملحه، لا نطلب حماية لنا، لا من غرب ولا من سلطان بل من مؤسسات الدول الوطنية". 

وأشار إلى "انها مسؤوليةكل الأنظمة ايضا بدءا من سوريا، لا يمكن لاحد انً يغسل يديه، ذبح مطارنة، خطف مطرانين ولا اثر لهما حتى بعد التغيير، فجرت كنائس وهجر بشر، وارتكبت مجازر، فإلى متى؟ فلنتحلق حول رئيسنا، دون تخاذل او جنون، ولننطلق إلى ابعد من صراعات ضيقة صغيرة حول سلطة -ولو مشروعة - على ان لا ننسى لبنان الكبير، نحن نتذكر هنا حتى لا تتكرر اي مجزرة".

بطاح 

وشدد المطران يوحنا جهاد بطاح الذي أتى من سوريا، على ان "لبنان ليس وطنا فقط انما هو رسالة للعيش المشترك الأسلام بالنسبة لنا نحن مسيحيو الشرق ليس ثقافة، الإسلام بالنسبة لنا معاش وحياة. ان خبرتنا مع المسلمين خبرة جيدة ورسالة للعالم كله"، لافتا إلى ان "ما حدث في دمشق لا يمت للإسلام باي صلة ولا ايضا للدولة التي تحكم، لا يمكن ان يقوموا بهكذا عمل، هناك خلل امني لا يجوز ان يتكرر". 

الحلو

بدوره القى الحلو كلمة أشار فيها إلى أننا "نجدد الالتزام برسالتنا كمسيحيين في هذا المشرق، الذي ما برح منذ ألفي عام يحمل الصليب ويتبع المصلوب حباً لا عنفاً، واستشهادًا لا هروبا".

وراى إن "عملية قتل المؤمنين وهم في كنيسة مار الياس في دمشق، لم يكن مجرد عمل إرهابي عابر بل هو استهداف مباشر للمسيحية المشرقية، لتاريخها، ولرسالتها. إن الذين استشهدوا في ذلك اليوم الأسود، لم يكونوا ضحايا، بل شهود حق على أن الإيمان لا يُقهر ، وإن كنيسة الشهداء باقية، مهما اشتدت عليها رياح الكراهية والحقد والموت"، مشددا على إن "المسيحيين في سوريا، كما في لبنان ليسوا بقايا شعب، بل أصل هذا المشرق وروحه. دماء شهدائنا اليوم، هي امتداد لدم الشهداء الأوائل، الذين أسسوا كنائس الحجر والبشر، في أنطاكية ودمشق والقدس، وفي صيدا وصور وبيروت".

وقال: "نحن في الرابطة المارونية، نرفع الصوت عاليا : كفى استهدافا للمؤمنين، وكفى تعاميًا عن آلام هذا المشرق ونزيفه المتواصل. إن أمن المسيحيين هو معيار السلام في المنطقة، وأي تفريط بهذا الأمن هو تفريط بوحدة المجتمعات العربية وبتنوعها الحضاري. ان المسيحيين في سوريا ليسوا طارئين، بل شركاء في الأرض والتاريخ. تناشد المؤتمنين على سلامة الشعوب أن يحموا الوجود المسيحي في سوريا كما في سائر الدول العربية، ليس المطلوب امتيازات لهم، بل ضمانات للحرية والكرامة والعيش بسلام في دول تحترم حقوق الانسان" .

متى 

كما أعرب ميشال متى، عن أشد الإدانة والاستنكار للتفجير الإرهابي المجرم الذي استهدف كنيسة مار إلياس، مشيرا إلى أن "هذا الاجرام الهمجي يعكس وحشية منفذيه وتجردهم من كل قيم الإنسانية والرحمة، ويأتي في سياق الهجمات المتكررة التي تتعرض لها المسيحية المشرقية، في محاولات متواصلة لترويع أبناء هذا المشرق وتفريغ الأرض من أهلها الأصليين".

وختم: "يتقدم المجلس العام الماروني بأحرّ التعازي، مجددا تأكيده على وقوفه الثابت إلى جانب المسيحيين المشرقيين في مواجهة الأخطار التي تحدق بوجودهم"، محذرًا من "المخططات التي تستهدف ضرب التعددية والنسيج الإنساني والحضاري في هذه المنطقة"،. داعيا المجتمع الدولي إلى "تحمّل مسؤولياته في حماية الحريات الدينية وصون الكرامات البشرية".

عربيد

من جهته قال شارل عربيد: " إن المسيحيين في سوريا ولبنان –وفي كل بلاد المشرق– فاعلون في صناعة التاريخ، وتحمل المسؤوليات الوطنية، والحفاظ على العيش الواحد المتناغم والمنتج والخلّاق. وهم اليوم، في وجه حدثٍ جلل من أحداث هذه البلاد، يحملون الألم بكرامة وصلابة وصبر ويمسكون بتحدٍ مصيرهم، ويؤكدون الثبات والانتماء لبلدانهم ومنطقتهم ككل".

اضاف: "فإن تضامننا مع الكنيسة في سوريا، ومع أهلنا المسيحيين فيها، هو قبل كل شيء تضامن مع ذاتنا العميقة، مع قيمنا في الأخوّة، والعدالة، والكرامة الإنسانية. و انطلاقاً من قناعة راسخة بأن أي استهداف لهم هو استهداف لنا، وأن أي تهديد لوجودهم، هو مسّ بجوهر التنوع الذي شكّل روح هذا الشرق".

الحايك

وشدد ناجي حايك على  ان "المسيحيين في سوريا والشرق ليسوا جالية، بل هم أصل الأرض وملحها. جذورهم أعمق من جغرافيا الطارئين، وأقوى من سيوف الغزاة والمتسلّطين. لكن الجريمة ليست في القتل فقط، بل في التواطؤ، في صمت العالم، وصمت الشركاء، وصمت من يدّعون الحرص على التنوّع. هذا السكوت ليس حيادًا، بل خيانة".

واكد ان" لبنان هو المنارةو الدرع الأخير لمسيحيي الشرق"، مضيفا " اتّحدوا أيها المسيحيون في لبنان، فوحدتكم هي الرجاء الأخير". 

سبيرو 

بدوره شدد ممثل القوات اللبنانية دانيال سبيرو على "ضرورة التضامن لدعم مسيرة قيام دولة قوية فعلية في لبنان وفي المنطقة، لان منطق الدولة هو الوحيد الذي يحمي وجودها الحر وحقوق الجميع والحرية وحرية المعتقد وكرامة الانسان"، مضيفا "علينا ان نتضامن ونكون يدا واحدة لدعم قيام دولة قوية تحصر السلاح في اطار اجهزتها الأمنية وتفرض القانون على الجميع وتحمي حقوق الجميع".

وهنأ سبيرو الأجهزة الأمنية على إنجازها وإلقاء القبض على فلول الارهابيين "لأنه في هذه المنطقة لن يبقى منطق الارهاب، وسيبقى فقط منطق الحرية وحرية المعتقد والسلام وكرامة الإنسان تحت سقف القانون وفي اطار دولة فعلية نصونها جميعا وندعمها ونعيش في كنفها".

خلف

اما ممثل حزب الكتائب ورئيسه، عضو المكتب السياسي المحامي سمير خلف، فشجب ودان" المجزرة الوحشية التي طالت كنيسة مار الياس في دمشق وذهب ضحيتها عشرات من الابرار الذين كانوا يصلون بداخلها".

وقال: "رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي يتوجه بأحر تعازيه للكنيسة الارثوذكسية في سوريا معتبراً أن استهداف المسيحيين عبر ادوات الارهاب، ليس الا محاولة لأيصال رسائل سياسية على حساب ارواح الابرياء، طالباً من السلطة الجديدة في سوريا ان تتحمل مسؤوليتها الكاملة وتُقرن الأقوال بالأفعال عبر معاقبة المنفذين وملاحقة المحرضين، والتصدي بصرامة لخطاب الكراهية الذي يمهد للعنف المنظم، والإدانة وحدها لم تعد كافية".

الخازن

من جهته، اعتبر ممثل تيار المردة زياد الخازن، ان "جريمة كنيسة مار الياس ليستْ جَريمةً ضدَّ المسيحيِّينَ فحسب، بل ضدَّ الشَّرقِ كُلِّهِ، ضدَّ روحِهِ، وتاريخِهِ، وحضارتِهِ الَّتي قامَتْ على التَّنوُّعِ، وتسامَتْ بالتَّلاقي. هو الإرهابُ حينَ يَلبَسُ قناعَ الدِّينِ ليذبَحَ الدِّينَ، ويُقيمَ باسمِ الإيمانِ مذابِحَ ضدَّ الإيمانِ".

أضاف:٬ "نحنُ لسنا أقليّاتٍ في أوطانِنا، لأنَّنا لسنا زائدينَ عن حاجةِ التَّاريخِ. نحنُ لا نَطلُبُ حمايةً مِن أحدٍ، بل نُطالِبُ بدولةٍ تَحفَظُ الكرامةَ، وتَحرُسُ التَّنوُّعَ، وتُقيمُ ميزانَ العدالةِ، لا ميزانَ العَدَدِ. تَفجيرُ كنيسةِ مارِ إلياسَ لم يَكُنْ عملًا إرهابيًّا فحسب بل رسالةٌ مُغلَّفَةٌ بالدَّمِ، تُريدُ طَمسَ إنجيلِ المشرقِ، وقطعَ أرزِهِ مِن الجذورِ. إنَّهُ نَفيٌ للحَقِّ، وجَحدٌ للهُويَّةِ، وعُدوانٌ على الحياةِ المُشتَرَكَةِ".

وشدد على ان "لا مجالَ للعيشِ إلا معاً ونرفُضُ أن يُصبحَ الإرهابُ سياسةَ دولةٍ، أو وسيلةَ ضغطٍ، أو أداةَ صراعٍ. نحنُ نؤمنُ أن لا خلاصَ إلّا بدولةِ القانونِ لا بدولةِ السِّلاحِ، لا بديلَ عن العدالة لا خلاصَ بالانتقامِ".

وتوجه إلى "الإخوةِ في الكنيسةِ الأرثوذكسيَّةِ قائلا: "لسنا مَعَكُم فقط في الألمِ، نحنُ أنتم. نحنُ جسدٌ واحدٌ في هذه الأرضِ، إذا نزفَ طرفٌ، شَعَرَ بهِ الجَسدُ كلُّهُ. دِماؤُكم ليستْ سِلعَةَ تفاوضٍ، ولا صمتُكم إذعانٌ. ندعو مَن تبقّى فيهِ ذرَّةُ ضميرٍ، في سوريا، ولبنان، والشَّرقِ كلِّهِ، أن لا يصمُتَ. لأنَّ الصَّمتَ شراكةٌ، والحيادَ تواطؤٌ، والهُروبَ جريمةٌ".

ملكيان

وراى ممثل حزب الطاشناق هاكوب ملكيان، "ان الطريق الوحيد لخلاصنا هو وحدتنا وان نجتمع جميعنا حول رئيس جمهوريتنا الرئيس الوحيد المسيحي في الشرق".

غلام

وتمنى الدكتور بشارة غلام من المسؤولين الروحيين والمدنيين "وضع خطة واستراتيجية لتثبيت الوجود المسيحي في الدولة وتفعيل دورهم، لأنهم بقوتهم يعطون القوة للمسيحيين في الدول المجاورة". 

جهشان

كلمة "الجمعية الثقافية الرومية" ألقاها البروفسور نجيب جهشان، استذكر فيها المجازر التاريخية، وطلب من المسلمين، "إخوتَنا في الإنسانية والوطنية، أن يجرِّموا هذه الأفعال بأقصى التعابير والمواقف والإجراءات، وأن يحرِّموا إستعمالَ التعاليم الدينية في خدمةِ الكراهية والتعصّبِ والتمييز. كلنا أبناءُ الله نُدعى، ومن واجبِنا أن نقفَ سدّاً منيعاً في وجهِ الأصوليةِ النابعةِ من جهلِ القيمِ السماويةِ والرسائل الإلهية. لكنَّنا نلاحظُ بأنَّ هذا التصرّفِ الشنيع الذي يُرتكبُ بإسمِ الدين ينبعُ من معتقداتٍ دفينةٍ تؤمنُ بأحاديةِ المكوِّنِ الديمغرافيّ والإجتماعي والسياسيّ في بلادنا، بحيثُ يُحرمُ المسيحيون وغيرُهم من مكوِّنات المجتمع المشرقي من حقوقِهم الأساسية، ويُعتبرون ضيوفاً دُخلاءَ على أوطانِهم".

وراى انه "لن تستقيمَ أمورُ بلادِنا ما لم يُعترفْ لكلِّ المكوِّنات المسيحية فيها بحقوقٍ كاملةٍ متساويةٍ مع الأغلبية الديموغرافية، وما لم يعطَوا دوراً واضحاً ووازناً في إدارةِ أوطانِهم وشؤونِهم".

وكانت مداخلات للمطارنة وممثلين للمرجعيات الروحية المسيحية. 

اختتم اللقاء بتأليف لجنة مصغرة لتجول على مختلف المسؤولين المدنيين والروحيين لتقديم الشكر على مواقفها وبمتابعة هذه القضية.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan