الأنباء: رسالة جنبلاطية واضحة: لا سلاح خارج الدولة
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 27 25|08:11AM :نشر بتاريخ
لا يبدو المشهد اللبناني مريحاً أو باعثاً على الاسترخاء للانطباعات المتفائلة بانعكاسات النهاية "المفترضة" للحرب الإسرائيلية- الإيرانية أو وقف النار بينهما عليه، إذ إن جوانب عدة من التطورات الجارية غداة سريان وقف النار هذا لا تزال تثير مخاوف ومحاذير، سواء عامة تتصل بمصير الهدنة أو وقف النار أو تحديداً بما يمس بالوقائع اللبنانية.
ذلك أن الأيام القليلة الماضية التي أعقبت توقف الحرب واطلقت العنان للسيناريوهات للمرحلة التالية المقبلة، شهدت من الزاوية اللبنانية تصعيداً إسرائيلياً لافتاً ومتدرجاً أعاد الوضع المشدود عند الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل إلى عين الأولويات الساخنة الملحة، بما يصعب وفق المطلعين على الوضع الميداني والديبلوماسي المتصل به فصل هذه السخونة المتدرجة عن تداعيات ونتائج ما خلفته الحرب بين إسرائيل وإيران.
وبصرف النظر عن دقة أو صدقية الكثير مما يثار إعلامياً عن المهمة التي قام بها الموفد الأميركي توماس برّاك في بيروت قبل أكثر من أسبوع، وما يثار استباقيا حول زيارته الثانية المرتقبة في 7 تموز المقبل كما تردد، فإن الثابت والواضح أن التحمية الميدانية الإسرائيلية للواقع الحدودي مع لبنان واستئناف عمليات اغتيال كوادر وعناصر في "حزب الله" كما حصل في اليومين الماضيين، تعتبر توطئة لإعادة فتح ملف نزع سلاح الحزب بقوة أكبر من السابق هذه المرة، ومحاصرة لبنان بضغوط ميدانية إسرائيلية من جهة وديبلوماسية واقتصادية غربية وخليجية من جهة أخرى، لحمله على التزام عملي لبرمجة نزع سلاح الحزب بشكل واضح لا لبس فيه بعد هذه المرحلة.
وهو أمر يؤكد المطلعون أن كل أهل السلطة باتوا يدركونه عن ظهر قلب، ولكن الحجة الجاهزة المتصلة باشتراط انسحاب إسرائيل من التلال الخمس الحدودية في الجنوب للشروع في ملف نزع السلاح لم تعد كافية للرد عن لبنان محاذير الضغوط المتوقعة عليه في قابل الأسابيع والأشهر، خصوصاً في ظل تداعيات الحرب الإسرائيلية والضربات الأميركية على إيران.
تبعاً لذلك، غلب الانطباع في لبنان أمس، على أن ردة فعل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي على نتائج الحرب، طبعتها الدعائية الفاقعة وسياسات الإنكار التي تصوّر الهزائم انتصارات، ولو أن النتيجة الوحيدة التي تستخلص من الحرب هي أنها لم تسقط النظام الإيراني، فيما تعرضت ايران لضربات قاصمة. وهو الأمر الذي يثير التساؤل، هل ستبقى إيران تمضي في سياساتها السابقة مع أذرعها في المنطقة، أم أن هذا الجانب ضرب بدوره ولم يعد ينفع إيران ولا أذرعها وفي مقدمتهم "حزب الله " المضي في سياسات دعائية فارغة من المضمون الواقعي؟
وفي خضم هذا المشهد، جاء المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، وكشف فيه تسليم الحزب التقدمي الاشتراكي أسلحة كانت موجودة في المختارة منذ سنوات، ليشكل رسالة بالغة الأهمية والأثر في موضوع تسليم جميع الأحزاب والقوى اللبنانية وغير اللبنانية الأسلحة للجيش اللبناني. وبدت مبادرة جنبلاط أشبه برمي حجر كبير في الجمود الداخلي، لجهة تقديمه نموذجاً حياً عملياً في تسليم أسلحة في البلدة التي تشكل رمزية كبيرة لزعامته أي المختارة تحديداً، الامر الذي أسبغ على مبادرته بعداً ودلالات كبيرة.
وقد اعتبر جنبلاط في المؤتمر الصحافي الذي عقده عصر أمس في دارته في كليمنصو وإلى جانبه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، "أن هناك صفحة جديدة فُتحت في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن السلاح يجب أن يكون حصرًا بيد الدولة اللبنانية. وأوضح جنبلاط أنه في حال وجود أي سلاح لدى حزب لبناني أو غير لبناني، فإنه يتمنى أن يُسلَّم هذا السلاح إلى الدولة بطريقة مناسبة. واعتبر أن "السلاح الأنفع للأجيال المقبلة هو سلاح الذاكرة"، داعيًا إلى توريث ذاكرة البطولات والمقاومة ضد إسرائيل وعملائها. وكشف أنه أبلغ رئيس الجمهورية بوجود سلاح في موقع ما في المختارة، وطلب من الأجهزة الأمنية المختصة تولّي هذا الموضوع، وقد تمّ تسليمه بالكامل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وبيّن أن هذا السلاح كان قد جُمع تدريجيًا بعد أحداث 7 أيار 2008، خلال فترة التوتر بين "حزب الله" والحزب التقدمي الاشتراكي.
وأضاف جنبلاط أنه عمل على تجميع هذا السلاح بشكل مركزي، وهو سلاح خفيف ومتوسط، وقد تم تسليمه بالكامل إلى الدولة اللبنانية. أضاف: "رسالتي حول تسليم السلاح هي للجميع، وهناك أبواق من الكتّاب ينهالون يومياً على "الحزب" بتسليم السلاح ولكن ليس بهذه الطريقة نعالج الموضوع ويجب إعطاء الحقوق الكاملة للفلسطيني في لبنان بعيدًا عن الجنسية".
وإذ أكد أن الجولة الحالية شهدت انتصار إسرائيل والغرب بتحالفهم مع الولايات المتحدة، استدرك، "لكن ما من شيء يدوم"، بحسب تعبيره.
وقال جنبلاط رداً على سؤال: "برّي حليفي وصديقي وموضوع السلاح لن يقدّم أو يؤخّر في موضوع الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، ومزارع شبعا هي تحت القرار 242 الصادر عن الأمم المتحدة وهي أرض سوريّة احتلّتها إسرائيل" .
أما على الصعيد الميداني، فتلاحقت أمس العمليات الإسرائيلية في الجنوب، حيث استهدفت أولاً غارة إسرائيلية جرافة "بوبكات" بين برعشيت وشقرا وأسفرت عن سقوط إصابة. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن الجريح الذي أصيب هذا الصباح بالغارة الإسرائيلية، كانت استهدفت جرافته بين بلدتي شقرا وبرعشيت، استشهد في المستشفى متأثرا بإصاباته البليغة.
وترك الجيش الإسرائيلي لافتة أمام منزل المواطن الذي استهدفه بغارة نفذتها طائرة مسيّرة في بلدة حولا قبل أيام، بعدما أقدم فجر أمس على تفخيخ المنزل وتفجيره بالكامل.
ووصِفت رسالة التهديد المكتوبة أمام المنزل المُستهدف بأنّ هدفها نشر الرّعب بين السكان واستكمال عملية التصفيات المعنوية.
إلى ذلك، أطلق موقع الرادار الإسرائيلي رشقات رشاشة غزيرة باتجاه أطراف بلدة شبعا. كما نفذ الجيش الإسرائيلي تفجيراً بمحيط جبل بلاط، قبالة بلدتي مروحين وراميا في القطاع الأوسط.
كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية على المدخل الغربي لبلدة بيت ليف، دراجة نارية ما أدى الى سقوط قتيل. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع للوزارة، بيان أعلن أن الجريح الذي أصيب بمسيّرة إسرائيلية استهدفت دراجته النارية في بلدة بيت ليف قضاء بنت جبيل، استشهد في المستشفى متأثرا بإصاباته البليغة.
في المقابل، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن مقتل عنصرين في "حزب الله" بغارات جوية جنوب لبنان. ولاحقاً أعلن الجيش الإسرائيلي، "قتلنا قائداً بقوة الرضوان وآخر بوحدة المراقبة التابعة لحزب الله ببيت ليف وبرعشيت في جنوب لبنان".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا