الرفاعي: نرفض بشدة التوقيفات السياسية الكيدية

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jun 27 25|14:51PM :نشر بتاريخ

اعتبر مفتي محافظة بعلبك_الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، أن "الهجرة لم تكن فرارًا من الواقع، بل انتقالًا لصيانة العقيدة، وحفظ الفكرة، وبناء القاعدة التي تنهض بالدعوة وتقيم ميزان الحق في الأرض. لقد كانت حركة واعية تضع الأساس لانقلاب حضاري شامل يبدأ من المدينة ويشعُّ إلى العالم. لم يكن خروج النبي من مكة غيابًا، بل حضورًا من نوع آخر، حضور في الطريق، في الفكرة، في بناء الإنسان. لقد خرج ليصنع أمة في المسير، ويثبت أن المؤمن لا يُهزَم ما دام الله في قلبه".

وقال في خطبة الجمعة: "لقد ضحّى الصحابة بأموالهم، وأرواحهم، وأسرهم في سبيل الله، فهاجروا تاركين خلفهم كل شيء من أجل الحفاظ على الدين. كانت الهجرة تجسيدًا لإيمان راسخ لا تزعزعه المحن، ويقين صادق لا تهزه العواصف... لم تكن الهجرة عملًا مرتجلًا، بل جاءت نتاج تخطيط محكم وتوزيع دقيق للأدوار. من يؤمّن الزاد، ومن ينقل المعلومات، ومن يمحو الأثر، ومن يبيت في فراش النبي معرضًا نفسه للموت". 

ورأى ان "الثقة بالله والتوكل عليه هي الركيزة الأساسية في هذه الرحلة، كما قال النبي لصاحبه في الغار: "لا تحزن إن الله معنا"، تلك الكلمات رسّخت في الأمة قاعدةً إيمانية خالدة: أن معية الله وحدها تكفي لتغيير موازين القوى".

أضاف: "غزة تجدد هذه المعاني العظيمة في عصرنا. فقدمت نموذجًا حيًّا في الصبر، والتخطيط، والتضحية، حتى أدهشت العالم بإعدادها الدقيق، وأنفاقها المحكمة، وعملياتها النوعية. شعب غزة، رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، يقدمون أروع الأمثلة في الفداء والثبات، ويؤكدون أن هذه الأمة لا تزال تنجب من يحملون الرسالة، ويضحّون من أجلها بلا تراجع ولا تردد".

تابع: "ما أشبه اليوم بالأمس! وما أشد حاجتنا اليوم إلى أن نتعلم من دروس الهجرة، وأن ندرك أن النصر لا يُوهب، بل يُنتزع بثمن، وأن العزة لا تُنال إلا بالثبات والتضحية والعطاء، ولو بعد حين".

وأشار إلى أن "غزة تثبت يومًا بعد يوم أنها ليست مجرد قطعة محاصرة من الأرض، بل منارة للإلهام الجهادي والمقاوم، ونموذج حيّ لأمة لا تموت، وشعب لا يركع. تقدم دروس التضحية والصبر والثبات".

 وأكد أن "أمتنا لا تنتصر إلا حين تنهض بقوتها، وتجاهد في سبيل كرامتها. وتُهزم حين تتنازل، وتغرق في الندب والبكاء، وتفرّط في ثوابتها. فالنصر لا يُهدى، بل يُؤخذ، وأغلى الانتصارات لا تأتي إلا بأغلى التضحيات".

ولفت إلى أن "الصهاينة ومن يقف خلفهم، فيسعون لفرض شرق أوسط جديد، يسلب ثرواته، ويمحو هويته، ويُخضعه لهيمنتهم. لكن سنة التدافع ماضية، وأهل الأرض ثابتون، روّادًا للكرامة، وصوتًا لا ينكسر في وجه الباطل".

وتناول الوضع الداخلي، فقال: "استبشرنا خيرًا بالعهد الجديد، ورأينا فيه بارقة أمل لإعادة بناء الثقة بالمؤسسات. ونحن إذ نتمسك بهذه الثقة، نؤكد أن استمرارها مرهون بالجدية في محاربة الفساد على كل المستويات، وتوقيف كل المخالفين دون استثناء، وتطبيق القانون بعدل ومن دون كيلٍ بمكيالين".

وختم الرفاعي: "نرفض بشدة التوقيفات السياسية الكيدية التي لا مبرر لها، ونستنكر تصاعد مظاهر الدولة البوليسية التي يحاول البعض إعادتنا إليها، ولا مكان لها في دولة تحترم القانون والعدالة".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan