النهار:التصعيد الأخطر جنوباً ولبنان نحو إقرار آلية سحب السلاح
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 28 25|08:21AM :نشر بتاريخ
يمكن اعتبار التصعيد الواسع الذي اتسمت به الغارات الإسرائيلية الكثيفة امس على مناطق جنوبية وبلغت حصيلته الإجمالية قتيلة و 21 جريحا بانه الأخطر منذ وقف النار في تشرين الثاني الماضي ويلي الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية بخطورة مؤشراته لجهة رفع وتيرة الغارات الإسرائيلية على الجبهة اللبنانية بعد توقف مبدئي ولو ظرفي وموقت للحرب الإسرائيلية الإيرانية.
واثارت موجة الغارات الكثيفة والمتلاحقة مخاوف جدية من ان تكون المرحلة الحالية التي أعقبت حرب ال12 يوما قد أقحمت لبنان مجددا في اختبار ميداني ناري لا تبدو السلطات اللبنانية قادرة على احتوائه او صد تداعياته او منعه من التصاعد المتدرج ما دامت المعادلة التي أعقبت وقف النار مع إسرائيل لم تشهد تبدلا مهما وملموسا . ذلك ان مناشدة اميركا والمجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للالتزام بوقف النار والانسحاب من التلال الخمس التي تحتلها في الجنوب لم تعد تجدي نفعا ما دام الموقف الدولي الجامع من لبنان يتمسك بنزع سلاح " حزب الله " وبرمجة عملية النزع والا بقي لبنان عرضة للاستباحة الميدانية والأخطر انها تجري اما بغطاء دولي وتحديدا أميركي واما بغض النظر واما بعجز عن التدخل لمصلحة المطالب والحجج التي يرفعها لبنان . ولذا بدأ واضحا في الساعات الأخيرة ان الصورة تتسم بقتامة تصاعدية وقلق من مضي إسرائيل في التصعيد المبرمج بدليل ان موجة الغارات التي شنّتها امس كانت مصحوبة بحملة إعلامية مركزة بما يوحي عادة بان الآلتين الحربية والدعائية الإسرائيليتين انخرطتا في خطة متدرجة يتعين على لبنان التحسب لتطوراتها المقبلة.
ولعل الخطير في الوضع المتصاعد انه تزامن مع معلومات عن موقف لبناني ابلغ للموفد الأميركي توم براك ومفاده انسحاب إسرائيل من التلال الخمس لكي يشرع لبنان في عملية جمع السلاح من حزب الله في شمال الليطاني بما أوحى بان التصعيد الإسرائيلي هو الرد على الموقف اللبناني قبل عودة براك إلى لبنان في السابع من تموز مبدئيا . وأفادت معلومات ان ثمة اتجاها إلى عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء للبحث في إقرار آلية عملية لحصر احتكار السلاح بيد الدولة وذلك بعد ذكرى عاشوراء.
وكان التصعيد الإسرائيلي حضر في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في السرايا عصر امس فاعلن وزير الإعلام بول مرقص ردا على اسئلة الصحافيين، أنّه "على إسرائيل الإنسحاب من النقاط المحتلة ووقف اعتداءاتها كي نتمكن من استكمال الموجبات علينا".
وعن احتمال عقد جلسة وزارية حول ما تردد عن ورقة مقدمة من الموفد الأميركي توماس برّاك، قال مرقص: "إنّ الحكومة ستشرع فورًا بالتحرك إذا تقدّمت الاتصالات السياسية".
واشار مرقص إلى أنّ "رئيس الحكومة نواف سلام استعرض زيارة الموفد الأميركي توماس براك الذي تقدم بمجموعة اقتراحات حول وقف إطلاق النار، وأكّد الالتزامات الواردة في البيان الوزاري، لا سيما انسحاب إسرائيل ووقف أعمالها الاعتدائية والالتزام بحصرية السلاح بيد الدولة وقواها الذاتية حصرا وامتلاك قرار السلم والحرب والالتزام بإعادة الإعمار".
ولفت إلى أنّ "رئيس الحكومة بحث مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون المقترحات الأميركية، وسيناقشها غدًا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري".
يشار إلى ان ابرز القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء امس تمثلت في رفع الحد الأدنى الرسمي للأجور ليصبح 28 مليون ليرة لبنانية ويسري القرار من الشهر المقبل.
وأفيد ان رئيس الجمهورية جوزف عون تابع تطور الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرضت لها منطقتا النبطية وإقليم التفاح قبل الظهر، ولا سيما القصف المدفعي والصاروخي الذي استهدف الشقق السكنية والاحراج والتلال. واطلع الرئيس عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل على تفاصيل الاعتداءات معربا عن ادانته الشديدة لاستمرار إسرائيل في اعمالها العدائية منتهكة بذلك سيادة لبنان والاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي. وقال الرئيس عون:" يبدو ان إسرائيل ماضية في استهداف الاستقرار في الجنوب على رغم المواقف المحلية والعربية والدولية التي تدين ممارساتها العدائية، وكأنها بذلك تضرب عرض الحائط القرارات والدعوات الى وقف العنف والتصعيد في المنطقة الامر الذي يستوجب تحركا فاعلا من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الاعتداءات، لا سيما من الدول التي رعت اتفاق تشرين الثاني الماضي وايدت مندرجاته وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، علما ان التصعيد الإسرائيلي لن يخدم الجهود المبذولة في الداخل والخارج من اجل تثبيت الاستقرار في لبنان ودول المنطقة".
من جهته، كتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر "أكس": "أُدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية في محيط النبطية، التي تمثّل خرقًا فاضحًا للسيادة الوطنية ولترتيبات وقف الأعمال العدائية التي تم التوصل إليها في تشرين الثاني الماضي، كما تشكّل تهديدًا للاستقرار الذي نحرص على صونه".
وقد استهدفت موجة الغارات بأكثر من عشرين غارة النبطية الفوقا ومرتفعات كفرتبنيت وشقة سكنية في النبطية محدثة دمارا هائلا. اذ شن الطيران الحربي الاسرائيلي قبل الظهر سلسلة غارات عنيفة استهدفت احراج علي الطاهر ومرتفعات كفرتبنيت والنبطية الفوقا، ملقيا صواريخ ارتجاجية . وبعد اقل من عشر دقائق جدد غاراته العنيفة على المنطقة نفسها. وكتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي مبررا الغارات "هاجمت طائرات جيش الدفاع الحربية قبل قليل موقعًا كان يستخدم لادارة أنظمة النيران والحماية لحزب الله الارهابي في منطقة جبل شقيف في جنوب لبنان . يعد هذا الموقع جزءاً من مشروع تحت الارض تم إخراجه عن الخدمة نتيجة غارات جيش الدفاع في المنطقة حيث رصد جيش الدفاع محاولات لاعادة إعماره ولذلك تمت مهاجمة البنى التحتية الإرهابية في المنطقة". وأعتبر ان "وجود هذا الموقع ومحاولات إعماره تشكل خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، مؤكدا ان "جيش الدفاع لن يتسامح مع محاولات حزب الله العمل داخل الموقع وسيواصل العمل لإزالة اي تهديد على دولة إسرائيل".
كما ألقت مسيرة اسرائيلية قنبلة صوتية بجانب آليتين (بيك آب) في بلدة راميا أثناء قيامهما بتحميل خردة حديد، دون تسجيل اصابات.
وفي وقت لاحق، أعلن أدرعي ان "الجيش الاسرائيلي لم يستهدف اي مبنى مدني حيث وبناءً على المعلومات الموجودة بحوزتنا فإن الحديث عن تعرض المبنى لإصابة قذيفة صاروخية كانت داخل الموقع وانطلقت وانفجرت نتيجة الغارة". وأضاف: "يواصل حزب الله تخزين قذائفه الصاروخية العدوانية بالقرب من المباني السكانية وسكان لبنان وتعريضهم للخطر". وتابع: "حزب الله يواصل المخاطرة بسكان جنوب لبنان في ضوء رفضه تسليم سلاحه للدولة اللبنانية".وحمّل "الحكومة اللبنانية مسؤولية ما يجري داخل أراضيها في ضوء عدم مصادرة أسلحة حزب الله الثقيلة وقذائقه الصاروخية". وختم: "جيش الدفاع سيواصل العمل لإزالة اي تهديد على دولة إسرائيل".
وتحدثت معلومات إعلامية عن ترجيح انفجار مستودعات للأسلحة والذخائر لحزب الله من بينها شقة في النبطية التي قيل انها تعرضت لغارة الأمر الذي ترجم بانفجارات متلاحقة تصاعدت من المناطق المستهدفة .
ومساء امس قامت وحدة من الجيش اللبناني وفوج الهندسة بالكشف عن منازل في بلدة الخيام كان الجيش الإسرائيلي هدد بتفجيرها .
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا