البناء: ترامب ونتنياهو يواصلان التباهي بالنصر… والخامنئي: المبالغة لتغطية الفشل

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 30 25|08:48AM :نشر بتاريخ

لا تقدّم في مفاوضات غزة… والمجازر مستمرة… عمليات المقاومة تتصاعد 
ترويج أميركيّ لسلام سوريّ لبنانيّ مع «إسرائيل» دون الجولان ومزارع شبعا

 واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وشريكه في الحرب على إيران رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو التباهي بما وصفاه بالنصر على إيران، حيث تحدّث ترامب لقناة فوكس نيوز عن انتصاراته، وأكّد ترامب في التصريحات ذاتها أن "العقوبات لا تزال سارية". قائلاً: "لكن إذا قاموا (إيران) بما عليهم القيام به، وإذا كانوا مسالمين وتعاونوا معنا ولم يُلحقوا مزيداً من الأذى، فسوف أرفع العقوبات عنهم"، وأشار ترامب إلى أن الجانبَين، إيران و"إسرائيل"، أصبحتا "مرهقتَين للغاية" جراء التصعيد العسكري الأخير، مؤكداً أن الضربات الجوية التي نفّذتها الولايات المتحدة ضد إيران "حققت نجاحاً". ونفى الرئيس الأميركي صحة الأنباء التي تحدثت عن قيام إيران بنقل اليورانيوم المخصّب إلى مكان آخر قبل الهجمات الأميركية، قائلاً: "لم ينقلوا أي شيء باستثناء أنفسهم من أجل البقاء على قيد الحياة. لم يكونوا يتوقعون أن يكون بمقدورنا فعل ما فعلناه"، من جهته، تحدّث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو،عن أن "ثمّة فرصاً إقليمية واسعة تُفتح"، وأعلن نتنياهو، أمام مسؤولين وموظفين في جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، ما وصفه بـ"النصر" على إيران، وزعم أنه يوفر "فرصاً" للإفراج عن المحتجزين في غزة، وقال: "أريد أن أعلن لكم، كما تعلمون على الأرجح، أن فرصاً عديدة توفرت الآن إثر انتصارنا، قبل كل شيء، لتحرير الرهائن"، وأضاف: "علينا أيضاً معالجة قضية غزة، والتغلّب على حماس، لكنّني أرى أننا سننجز هاتَين المهمتين"، ورداً على كلام ترامب ونتنياهو قال مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي، "استخدم الرئيس الأميركي مبالغة غير تقليدية في وصف ما حدث، وهو ما اتضح أنه ضروريّ". كما تابع "كل مَن سمع تلك الكلمات أدرك أن هناك حقيقة أخرى خفيّة وراء هذه الكلمات. لم يكن بوسعهم فعل شيء، لم يحققوا أي إنجاز فبالغوا لإخفاء الحقيقة وإبقائها طي الكتمان".
في غزة تتواصل مجازر جيش الاحتلال وتحصد المزيد من الشهداء والجرحى، بينما لم ينفع كلام نتنياهو عن فرضيّة تقدم في المفاوضات لتحقيق ذلك، حيث نقلت مصادر وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد انتهاء اجتماع نتنياهو مع الكابينت، أن المفاوضات تراوح مكانها، بينما حملت أنباء غزة المزيد من عمليات المقاومة خصوصاً في منطقة خان يونس وقتل وجرح المزيد من الضباط والجنود.
بالتوازي حفلت وسائل الإعلام بكلام منسوب للمبعوث الأميركي إلى المنطقة ستيف ويتكوف وممثله في سورية ولبنان توماس باراك يشير إلى تقدم باتجاه انضمام سورية ولبنان إلى مسار التطبيع، بينما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه لا يعلم موقف الحكومة السورية بشأن الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع "إسرائيل"، وقالت وسائل إعلام أميركية في مقالات تناولت الموضوع أن "إسرائيل" ليست بوارد التخلي عن الجولان ولا عن مزارع شبعا، وأن السلام مشروط بصيغة تضمن بقاء السيادة لكيان الاحتلال على هاتين المنطقتين الاستراتيجيتين وأن "إسرائيل" مستعدّة لتقبل فشل السلام والتطبيع إذا ظهر أن شرط ذلك الانسحاب من الجولان ومزارع شبعا، وبينما تحدّثت مصادر سورية قريبة من الحكم الجديد عن صيغة مؤقتة تضمن التسليم الإسرائيلي بالسيادة على المحافظات الثلاث القنيطرة ودرعا والسويداء التي حوّلتها "إسرائيل" إلى منطقة أمنية، يمكن معها القبول بتفاوض طويل الأمد حول الجولان في ظل اتفاقيات السلام والتطبيع. وقالت مصادر لبنانية إن الحملات التي تتناول نزع ملكيّة مزارع شبعا من لبنان بخلاف الوثائق القانونية والخرائط الموثقة التي تملكها وزارتا الخارجية والدفاع، إنما تهدف لتقديم المزارع لـ"إسرائيل" تحت عنوان أنها سورية ولبنان غير معنيّ بها، ولو اقتضى الأمر مفاوضات مسرحيّة تتمسك خلالها بملكيّة المزارع. ورأت المصادر صعوبة إيجاد مناخ كافٍ للتخلي عن المزارع، لكنّها نبهت الى ضرورة الوقوف بوجه هذه الحملات الترويجيّة المشبوهة.
يحمل الأسبوع الطالع جملة من الاستحقاقات التي ترسم طبيعة المرحلة المقبلة وملامحها، مع توجّه رئاسي إلى حسم الموقف اللبناني الموحد من الورقة التي طرحها المبعوث الأميركي توم براك في زيارته الأخيرة إلى لبنان، واحتمال طرحها على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار قبل الزيارة الثانية لتوم براك مع فريق عمله إلى بيروت بعد عاشوراء لمناقشة بنود الورقة وفق معلومات "البناء"، فيما تدخل مناقشات قانون الانتخاب مرحلة جديدة في ظل خلاف سياسي حاد حول اقتراحات قوانين الانتخاب وبعض الإصلاحات.
وحطّت هذه الاستحقاقات في عين التينة في لقاء مطوّل بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة "إسرائيل" خرقها اتفاق وقف إطلاق النار واعتداءاتها على لبنان وآخرها العدوان الجوي الإسرائيلي الذي استهدف أمس، منطقة النبطية. وأطلع سلام رئيس المجلس على نتائج زيارته لدولة قطر.
وبحث سلام مع برّي الملفات كافة بما فيها الجلسة التشريعية التي ستعقد الاثنين والقوانين الإصلاحيّة والأهم ورقة الموفد الأميركي توماس براك والتنسيق لإصدار موقف موحّد. وأشارت المعلومات الى أن زيارة سلام جاءت بعد معلومات بأن ثمة اتّجاهاً إلى عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء للبحث في إقرار آلية عمليّة لحصر احتكار السلاح بيد الدولة، بعد ذكرى عاشوراء، وأن اللقاء هدفه، استكمال مناقشة الورقة التي باشر رئيس الجمهورية بحثها مع الرئيس سلام الجمعة الماضي في اجتماع عمل في القصر الجمهوري.
ووفق المعلومات فإنّه في حال تم الاتفاق على هذه الورقة بين الرؤساء الثلاثة، سيتمّ عرضها على مجلس الوزراء لإقرارها، وتتضمن 3 بنود أساسية: ملف سلاح "حزب الله" والسلاح غير الشرعي، ملف الإصلاحات، وملف العلاقات اللبنانية السورية. وإذا أقرّت الورقة، فستسلّم إلى الموفد الأميركي ليحملها إلى كل من "إسرائيل" وسورية بحسب الشق المتعلق بكلا البلدَين. كما أفيد بأن صيغة الرد الرسمي اللبناني على المقترح الأميركي لحصر السلاح لم تُحسَم نتيجة اجتماع بري - سلام وهي تحتاج إلى المزيد من البحث بين الرؤساء الثلاثة.
ولفتت مصادر مطلعة لــ"البناء" الى أن "الاجتماع بين الرئيس بري ورئيس الحكومة نواف سلام لم يحسم موقف لبنان الموحّد من الورقة التي طرحها المبعوث الأميركي توم براك الى لبنان، وتحتاج الى مزيد من المشاورات بين الرؤساء"، ولفتت الى أن الورقة غير محصورة بحصرية السلاح بل بالإصلاحات والعلاقات اللبنانية - السورية"، ونفت ما تم تداوله عن أجواء سلبية ظللت اللقاء، مؤكدة أن الأجواء إيجابية وتشاورية ومستمرة للتوصل الى توافق حول الملفات الخلافية.
وأوضحت مصادر رسميّة لقناة "الجديد"، أنّ "الردّ اللّبناني على ورقة المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس باراك يقوم على مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، بخلاف ورقة الموفد الأميركي، الّتي دعت "الجانب اللّبناني إلى تسلّم سلاح "حزب الله" كمدخل لضغط الولايات المتّحدة الأميركيّة على "إسرائيل" للانسحاب من جنوب لبنان".
وأشارت إلى أنّ "التّعديلات اللّبنانيّة تقترح تلازُم الخطوات، بدءًا بإعلان الحكومة قرار تسليم سلاح "حزب الله"، مقابل انسحاب إسرائيلي تدريجي من الجنوب، ليبدأ الحزب عمليّة تسليم سلاحه من شمال اللّيطاني كخطوة ثالثة تتلازم مع الانسحاب الإسرائيلي الكامل".
واستعرض الرئيس برّي الوضع الأمني في الجنوب وأوضاع المؤسسة العسكرية خلال استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي زار أيضاً الرئيس سلام.
أمنياً، استهدفت مسيرة سيارة في بلدة كونين القريبة من بنت جبيل. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن غارة العدو الإسرائيليّ بمسيّرة على سيارة في بلدة كونين أدّت في حصيلة أوليّة إلى سقوط شهيد وجريح. وفي وقت لاحق، دوّى انفجار في بلدة دير قانون النهر تبيّن أنّه ناجم عن حريق تسبّبت به قنبلة من مخلفات الحرب.
ولفتت جهات مطلعة على موقف المقاومة لـ"البناء" إلى أن "قيادة المقاومة والثنائيّ الوطنيّ حزب الله وحركة أمل أحرص الأطراف على الوطن والمواطنين والأرض والعرض والسيادة وهم الذين قدّموا عشرات آلاف الشهداء منذ عقود في سبيل ردع العدوان وتحرير الأرض وحماية السيادة والحقوق وقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وبالتالي نمدّ يدَنا للتعاون والحوار والنقاش حول كافة الملفات لا سيما ملف سلاح المقاومة ونحن الذين أبدينا كل تعاون وتسهيل لعمل الدولة اللبنانيّة والجيش اللبناني في جنوب الليطاني وفق القرار 1701 وتفاهم وقف إطلاق النار، في المقابل لم يلتزم العدو الإسرائيليّ بأيّ من التزاماته وفق القرار، ومضى في عدوانه على لبنان بشتّى أنواع الاعتداءات خارقاً القرارت الدوليّة من دون تحرّك الدول الراعية للاتفاق وصمت لجنة الإشراف"، ورغم كل ذلك تضيف الجهات "استمرينا بالتعاون مع الدولة ومع رئيس الجمهورية وقيادة الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل لسحب كل الذرائع من العدو، لكن لم يلتزم وبقيت بعض الأصوات الداخلية تحمّل المقاومة مسؤولية هذه الاعتداءات بذريعة احتفاظها بسلاحها، ولذلك أي حوار ونقاش في ورقة من هنا واقتراح للحل من هناك يجب أن يعتمد على طبيعة مقاربة مسألة سلاح المقاومة لجهة الاعتراف بالأطماع والأخطار الإسرائيلية على لبنان، وكيفية حماية لبنان وسيادته واستعادة حقوقه وأسراه، وتعزيز إمكانات جيشه والمجتمع اللبناني واقتصاده وإعادة الإعمار، وبعدها يُصار الى الحوار حول مسألة السلاح ضمن استراتيجية الأمن الوطني". وشدّدت الجهات على أن "أي مقاربة لا تأخذ بعين الاعتبار هذه الثوابت والعناوين فلن تصل إلى نتيجة، والمقاومة ليست ضعيفة لكنها ستدافع عن لبنان عندما ترى ذلك مناسباً ولن تسمح للإسرائيلي والأميركي الاستفراد بلبنان والاستقواء على شعبه وفرض شروط سياسية وأمنية واقتصادية كالتوطين والتطبيع والسلام مع "إسرائيل" تصبّ في مصلحة "إسرائيل" على حساب مصالح لبنان ومصيره واستقراره.
وفي سياق ذلك، رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب علي المقداد، أنّ "الصهاينة يسعون اليوم إلى فرض هيمنتهم على العالم، ويطالبون الجميع بالطاعة، عبر رسائل واضحة تدعو إلى الاستسلام والتطبيع مقابل تأمين الحماية"، قائلًا: "لكنّنا، كما قال الإمام الحسين (ع)، نردّد: هيهات منا الذلّة. نحن مستعدّون للشهادة، ولن نركع لا لأميركا ولا لـ"إسرائيل"، لا سياسيًا، ولا عسكريًا، ولا اقتصاديًا، ولا ثقافيًا".
فقال: "نحن التزمنا باتفاق وقف إطلاق النار، لكنّ العدو يواصل اعتداءاته على الجنوب ويستهدف المدنيين، في ظل صمت دولي وتقاعُس رسمي"، مطالبًا الحكومة اللبنانية بـ"التحرّك الفوري للدفاع عن المواطنين والسيادة الوطنية".
وفي ما دعا المقداد إلى "الوحدة الوطنية"، أكّد أنّ "حماية لبنان لا تكون إلّا بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة"، مضيفًا: "لدينا قوة حقيقية، ومن غير المنطقي التفريط بها، بل يجب أنْ نبقى متمسّكين بها، لأنّ التضامن هو ما يصنع الحصانة ويحفظ البلاد".
بدوره، سأل عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب إبراهيم الموسوي: "هل "إسرائيل" تريد السلام بوجودها العدوانيّ والمؤقّت؟"، مضيفًا: "سوف نردّد هذه العبارة بشكل مطلق، فالشرّ لا يرضى بالسلام والأمان ولن تَسْلم "إسرائيل" في المنطقة طالما أنّ هناك أجيالًا تربّت على حب عاشوراء وحب الإمام الخميني (قده)".
وتوجّه الموسوي بالقول إلى "كلّ الذين يراهنون هذه الأيام على مراهنات ومتغيّرات كثيرة": "مهما حاولوا، لن يصبح الباطل حقًّا، وسيبقى الحق حقاً والباطل باطلًا، وسنبقى على نهج الحق وستبقى الرسالة تتردّد منذ واقعة كربلاء".
من جهته، أشار المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ أحمد قبلان أنّ "اللّحظة للبنان وسيادته بعيدًا عن لعبة الكواليس ومشاريع الخرائط، ولبنان وأهل الجنوب ليسوا هديّةً لأحد. والمقاومة الّتي استعادت لبنان طيلة عقود، لن تقبل ببيعه"، لافتًا إلى أنّ "حيثيّة الشّرعيّة اللّبنانيّة تبدأ من سلاح المقاومة الّذي حرّر لبنان، ومن انتفاضة 6 شباط، والقدرة الوطنيّة الّتي قادها رئيس مجلس النّواب نبيه بري لإنقاذ الدّولة اللّبنانيّة من أخطر صهينة طالتها بالصّميم، وليس ممّن لا يعرف ماذا يجري بالجنوب وسماء لبنان وصولًا للضّاحية والبقاع؛ إلّا إذا كان يعرف ولا يهمّه الأمر".
ورأى أنّ "اللّعبة الإعلاميّة بالبلد أشبه بموساد عميق يريد رأس المقاومة وناسها، وعينه على نحر الجنوب والبقاع والضّاحية، والتّسريبات السّياسيّة والإعلاميّة أشبه بحرب". ووجّه نصيحةً قائلًا: "لا تجرّبوا إطفاء نار الفشل السّيادي بالبنزين، والحرب على طائفة بأكملها تعني خراب لبنان. ولمن يهمّه الأمر أقول: لن نسلّم رقبة لبنان لأحد، ومَن يهمّه أمر الأمن والسّيادة لا يضع عنقه بيد واشنطن ومن خلفها "إسرائيل"".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء