افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 5 يوليو 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 05 25|08:01AM :نشر بتاريخ
الاخبار:
حسم حزب الله الجدال حول الموقف من ورقة الاملاءات الاميركية، وابلغ الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، موقفه على الورقة، معلنا ان هناك اتفاق قائم يجب تنفيذه، ولبنان ليس بحاجة الى اتفاق جديد.
وطالب الحزب الدول الضامنة للاتفاق بتنفيذ التزاماتها قبل عرض اتفاق جديد. وقالت مصادر واسعة الاطّلاع، إن التنسيق والنقاش بين قيادة حزب الله والرئيس بري مستمران، وهناك تأكيد على ضرورة أن يكون موقف الثنائي موحّداً. وإن الاتصالات الواسعة محلياً، تستهدف الوصول إلى خطوط عامة لمواجهة خطط العدو بالتصعيد العسكري. وعلمت «الأخبار» أن الحزب أبلغ بري «رداً أولياً يتضمّن خطوطاً عامة تركّز على أن هناك اتفاقاً يجب أن يلتزم به العدو، كون لبنان التزم ولا يمكن الانتقال إلى اتفاق جديد».
كما يشير موقف حزب الله إلى «أن الضامن للاتفاق الأول (أميركا وفرنسا) لم يلتزم بموجبات الضامن، بل هو من يقترح أن ننتقل إلى اتفاق جديد ويدّعي بأنه سيكون الضامن له، وما طرحه هو مطالب إسرائيلية لم يستطع العدو أن يأخذها في الحرب فكيف يمكن أن تُعطى له بالتفاوض من خلال الأميركي المنحاز بالكامل إلى العدو». ويختم الحزب موقفه بالتأكيد على أنه «بعد ضمان التزام العدو الكامل بالاتفاق الأول، فإن الحزب وبقية اللبنانيين سيجدون الحلول لكل شيء بالحوار، ولأجل تحقيق المصالح اللبنانية العليا، وإن الحزب منفتح على مناقشة كل المواضيع».
موقف حزب الله تزامن وتوافق مع موقف هيئة الرئاسة في حركة أمل التي أصدرت بياناً بمناسبة يوم الشهيد أكّدت فيه أننا «نرفض أي محاولة لربط ملف إعادة الإعمار بأي التزامات سياسية تتعارض مع الثوابت الوطنية، والحكومة مدعوّة إلى امتلاك الجرأة والشجاعة للمبادرة فوراً إلى تطبيق ما لم يُطبّق من اتفاق الطائف ولا سيما البنود الإصلاحية وفي المقدّمة إنجاز قانون للانتخابات النيابية خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس للشيوخ، وحذارِ من مغبة استسهال بعض الذين تديرهم غرف سوداء التمادي في استفزازاتهم ومحاولات التشويه والتشكيك في انتماء وأصالة مكوّن أساسي من مكوّنات لبنان الوطنية والروحية».
الى ذلك، تواصلت المشاورات الرئاسية حول الامر، وتبيّن من المداولات، أن رئيس الحكومة نواف سلام، والذي يُعتبر الأكثر تفاعلاً مع الطرح من أصله، قال لسائليه إن ورقة توماس برّاك، ليست ورقة مُنزلة غير قابلة للتعديل أو حتى للتغيير. وهو ما التقطه الرئيس نبيه بري داعياً إلى ترتيب الأولويات بطريقة مختلفة، والتركيز على أهمية إلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار قبل أي بحث آخر. والخلاصة أن الرئيس جوزيف عون، الذي سمع نصيحة من برّاك بأن «لا تخذل الرئيس ترامب» قال لزواره، إن هناك من لا يريد أن يقتنع، بأن ملفاً بهذه الحساسية، لا تتم إدارته بعقلية حادّة.
الحصيلة، أن الاجتماعات الرئاسية مرشّحة للمزيد من البحث، وسط توقّع انعقاد قمة للرؤساء الثلاثة خلال وقت قريب. وسبق ذلك تسريب اجواء عن رئيس المجلس تقول بأن الورقة بالشكل المطروح غير مقبولة وهي ورقة تصبّ في المصلحة الإسرائيلية بامتياز ولا تراعي المصلحة اللبنانية مطلقاً».
من جانبه، أعاد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أمس تكرار موقف الحزب من المسألة الإشكالية، وقال في كلمته في المجلس العاشورائي: «نحن في لبنان كمقاومة، ونحن مقاومة لمواجهة الاحتلال. وإسرائيل تحتل أرضنا اليوم، وعندما نناقش كيف نتعامل معها، لا بد أن نعرف أن عليها الخروج من أرضنا، وليحصل ذلك، لا بد أن نقاومها، وأن نواجهها». وأضاف في رسالة مباشرة إلى منتقدي المقاومة: «منذ متى كان الدفاع عن الوطن يحتاج إلى إذن، وإلى أن يتوفر البديل الدفاعي عن الوطن، نحن مستعدون لأن نناقش كل التفاصيل حول هذا الدفاع». وختم معلناً الموقف الحاسم: «لا أحد يطالبنا بوقف المقاومة، اذهبوا وطالبوا العدو بالرحيل».
وإذا كان موقف حزب الله سيُعَدّ من قبل الآخرين رفضاً للورقة الأميركية، فإن واشنطن لم تتوقف عن ممارسة الضغوط، مستعينة بحليفها السعودي، حيث واصل الموفد يزيد بن فرحان لقاءاته في بيروت، والتي كرّست قناعة عامة عند الجميع بأن زيارته المفاجئة لا تخرج عن اللحظة المرتبطة بمهمة الموفد الأميركي، وقد جاءت لتؤكّد وجود مناخ عربي – دولي ضاغط عنوانه الأساسي والوحيد نزع سلاح المقاومة. وعلمت «الأخبار» أن ابن فرحان مارس ضغوطاً مباشرة للدفع باتجاه عدم رفض لبنان للورقة الأميركية التي قدّمها المبعوث الأميركي، محذّراً من تداعيات أي رفض، وإن حاول الإيحاء بأنّ زيارته تهدف إلى تقديم النصيحة لا ممارسة التهديد.
وبحسب المعلومات، كانت لهجة ابن فرحان حاسمة، إذ شدّد أمام من التقاهم على ضرورة أن يعتمد لبنان مقاربة «نعم ولكن»، بما يفتح باب الحوار والتفاوض، ويتيح عملية تسليم سلاح حزب الله ضمن جدول زمني يمتد نحو ثمانية أشهر، وليس دفعة واحدة. وبالتالي، أوضح أنّ المملكة لا تعترض على أن تجري هذه العملية على مراحل، شرط أن يكون الرد اللبناني إيجابياً في المبدأ.
الأمير السعودي حرص على إجراء «روتوشات» على الموقف اللبناني بهدف ما أسماه تقريب وجهات النظر مع واشنطن، وشجّع محاوريه على المطالبة بضمانات مقابلة، من أبرزها انسحاب إسرائيل من المناطق المحتلة وتقديم تعهدات بإعادة إعمار ما تهدّم، ما رآه البعض أنه ينفّذ بأمانة ما تحدّث عنه برّاك أخيراً عن سياسة «العصا والجزرة»، خصوصاً أنّ مضمون لقاءاته تضمّن تحذيرات صريحة من أنّ رفض الورقة الأميركية سيقود إلى عواقب «أشد خطورة من الحرب الأخيرة» على لبنان.
ووفق مصادر مطّلعة، أصرّ ابن فرحان على لقاء عدد من الشخصيات بعيداً عن الإعلام، ناقلاً رسائل تهويل واضحة بأنّ أي اعتراض على الطرح الأميركي سيجعل لبنان الخاسر الأكبر، في ظل متغيّرات إقليمية ودولية قال إنها لا تصبّ في مصلحته. كما تحدّث مطوّلاً عن «هزيمة إيران في حربها الأخيرة»، مشدّداً على ضرورة أخذ ذلك في الحسبان. كما حرص ابن فرحان على التوضيح لمحدّثيه، بأنّ برّاك، الذي تربطه به علاقة صداقة وطيدة، ليس مجرّد مسؤول عادي في الإدارة الأميركية، بل يحظى بثقة الرئيس دونالد ترامب، داعياً للتعامل مع مبادرته بجدّية تامة. كذلك طرح ابن فرحان ضرورة الإسراع في ترسيم الحدود مع إسرائيل وسوريا، معتبراً أنّ تثبيت مزارع شبعا ضمن الأراضي السورية من شأنه «نزع الذرائع التي تستخدمها المقاومة».
وكان لافتاً إصراره على عدم التقاط أيّ صورة له أو للوفد المرافق، في وقت غاب السفير السعودي وليد البخاري عن اللقاءات وسط ترجيحات بأنه موجود خارج لبنان. وبينما تداولت بعض الأوساط أنّ ابن فرحان يعتزم مغادرة بيروت مساء أمس، نفت مصادر مقرّبة من السفارة السعودية ذلك، مرجّحة أن تمتد زيارته حتى مطلع الأسبوع المقبل لعقد اجتماع مباشر مع برّاك.
مصادر الرئيس برّي الذي التقى الموفد السعودي أمس قالت إن «ابن فرحان تحدّث باللهجة نفسها التي تحدّث بها الموفد الأميركي»، مؤكداً أن «الورقة مهمة جداً للبنان وأن لا خيار أمام لبنان سوى القبول بها، لأنها السبيل الوحيد لفتح أبواب الاستثمارات وإخراج لبنان من أزمته، وهي فرصة لن تتكرّر»، قائلاً إن «العرض يتضمّن تسليم السلاح مقابل ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وبين لبنان وسوريا، وتمويل إعادة الإعمار، وإن لبنان سينال نصيبه من الاستثمارات».
وعشية الزيارة الثانية التي سيقوم بها الموفد الأميركي يوم الإثنين، وفي موازاة حركة الموفد السعودي، شهدت بيروت حراكاً دبلوماسياً باتجاه المسؤولين، إذ زار السّفير المصريّ علاء موسى قصر بعبدا بعد ظهر أمس، وأكّد «دعم مصر الكامل لخطوات الرئيس عون»، معتبراً مقاربته «واقعية ومنطقية»، مشيراً إلى «إشارات إيجابيّة في موضوع حصريّة السّلاح»
النهار:
بدا واضحا ان الرهانات تعاظمت على ترجيح كفة حصول تطور إيجابي يحمله الرد اللبناني وينطوي على مرونة من جانب “حزب الله”
على قاعدة “هبة باردة هبة ساخنة ” تكثفت في الساعات الأخيرة المعلومات والمعطيات والتقارير تارة تحمل “بشائر” الاتجاه الى انجاز الرد اللبناني على ورقة الموفد الأميركي توم براك بعد بروز مرونة من جانب “حرب الله” وطورا تحمل معطيات سلبية عن مضي الحزب في رفض تسليم سلاحه بما ينذر بعظائم الأمور. غير انه وسط البلبلة الواسعة التي طبعت المناخ الإعلامي حول الرد اللبناني المرتقب قبل وصول الموفد الاميركي في زيارته الثانية لبيروت حيث سيمضي يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين في لقاءات ذات طابع مفصلي تقريري لمسار وساطته بدا واضحا ان الرهانات تعاظمت على ترجيح كفة حصول تطور إيجابي يحمله الرد اللبناني وينطوي على مرونة من جانب “حزب الله” ولو انه يصعب مسبقا وقبل اكتمال المعلومات التفصيلية عن مجريات المفاوضات والمشاورات الجارية بكثافة في الكواليس الجزم بحجم التطور المرتقب وطبيعته . وبدت الأوساط اللبنانية الرسمية والسياسية المعنية متحفزة للأسبوع المقبل باعتباره أسبوعا مفصليا لتقرير وجهة التطورات في ظل الزيارة الثانية لتوم براك لبيروت وهو الأمر الذي عكسه لقاء رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام عصر امس في بعبدا .
كما ان السفير المصري علاء موسى اعلن بعد اجتماعه مع الرئيس عون ان هناك “إشارات إيجابية في موضوع حصرية السلاح، والرئيس عون يتولى الأمور التفصيلية ويضع اهتماماً كبيراً لمعالجتها”.
وقد أفادت تقارير اعلامية ان المبعوث الاميركي برّاك وصل الى باريس قبل ان ينتقل الى لبنان مطلع الاسبوع، آملا تسلم ورقة الرد اللبناني على مقترحاته بتوافق رسمي جامع. وهذا يعني ان التنسيق الأميركي الفرنسي في شأن لبنان استؤنف كما ان تنسيقا مماثلا اميركيا سعوديا يواكب مهمة براك وكانت ترجمته الأوضح في وجود الموفد السعودي يزيد بن فرحان في لبنان منذ أيام في مهمة دفع قوي للبنان لمماشاة واستجابة مطالب المجتمع الدولي عموما بنزع السلاح والانخراط الجدي الكامل في الإصلاحات .
وتواترت المعطيات الإضافية عن اتجاه “حزب الله” الى المرونة فنقلت “رويترز” عن مصادر مطلعة، ان حزب الله توصّل لقناعة بأن الترسانة التي جمعها لردع إسرائيل تحولت الى عبء عليه وهو يدرس تسليم مزيد من الأسلحة خاصة الصواريخ والطائرات المسيّرة شرط انسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف هجماتها. واشارت الى انه يدرس تقليص دوره كحركة مسلحة من دون نزع سلاحه بالكامل.
كما ان محطة “الحدث” الإخبارية نقلت بدورها عن مصادر بأن “حزب الله موافق على مبدأ “خطوة مقابل خطوة” التي طرحها المبعوث الأميركي توم برّاك، لكنه يرفض وضع جدول زمني محدد لتسليم السلاح”. واشارت المصادر الى ان “رد حزب الله على الورقة الأميركية في مراحله الأخيرة، وسيسلم رده الى رئيس مجلس النواب نبيه بري شاملًا ضمانات”.وقالت المصادر ان “حزب الله يطالب بضمانات إعادة الإعمار ووقف الهجمات الإسرائيلية”.
وقد دانت الخارجية الفرنسية الضربات الإسرائيلية في لبنان خصوصًا عندما يسقط ضحايا مدنيون، موضحة بأن اتفاق التهدئة مع إسرائيل ينصّ على أنّ الجيش اللبناني وحده المكلّف بنزع السلاح في الجنوب.وأشارت الخارجية إلى أن اليونيفيل وآلية المراقبة ستشرفان على تسليم السلاح إلى الجيش اللبناني، مؤكدة اننا نتواصل مع شركائنا الأميركيين حول لبنان ويجب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بكامل بنوده
على هذا الخط استمر الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان في لقاءاته اللبنانية . وبعدما أفيد انه شارك في اجتماع لجنة المجموعة الخماسية اول من امس ، افيد انه التقى امس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وطلال أرسلان .
وفي المواقف الداخلية واثر زيارة هي الاولى له الى الرئيس جوزف عون في قصر بعبدا، اعلن رئيس “التيار الوطني الحر”، أن ” من البديهي والطبيعي ان يكون هناك مقابل السلاح المطروح سحبه إنسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة، ووقفٌ للإعتداءات الإسرائيلية، ووقف وضع اليد على الموارد الطبيعية اللبنانية من غاز ونفط. هذا امر طبيعي، ولكي يشعر الجميع ان من إستشهد للدفاع عن لبنان لم يذهب إستشهاده سدى. وعندما سيعطى هذا السلاح للجيش وللدولة التي نحن جميعا فيها وجزء منها هو حزب الله، يكون هذا السلاح حاميا لنا جميعا ويدافع عن لبنان. وأيضا يكون قد أدَّى وظيفة وطنية كبيرة وحقق إنجازا كبيرا.”ووجه لحزب الله رسالة قائلا: “أتمنى أن يلتقط حزب الله هذه الفرصة”.
وكان رئيس الجمهورية قام صباحا، بزيارة تفقدية إلى وزارة العدل في بيروت، اطلع خلالها على سير العمل داخل الوزارة وواقع القطاع القضائي في هذه المرحلة الدقيقة. وخاطب القضاة: “أقول للقضاة، احكموا بالعدل واستنادًا إلى القوانين؛ فلا تبرّئوا مجرمًا، ولا تجرّموا بريئًا، ولا تخضعوا للضغوطات أو للترهيب”. والتقى الرئيس عون وزير العدل القاضي عادل نصّار في مكتبه، حيث شدد على أهمية ترسيخ العدالة وتعزيز دور القضاء في ظل التحديات الراهنة التي تواجه البلاد.
على الصعيد الميداني واصل الجيش الإسرائيلي تصعيده في الساعات الأخيرة غداة استهداف سيارة في خلدة وشنّ سلسلة غارات عنيفة على مناطق عديدة في الجنوب. وفجر امس، توغّلت قوّة إسرائيلية في بلدة ميس الجبل، قضاء بنت جبيل، وأقدمت على تفجير معمل للبياضات كان صاحبه المدعو صبحي حمدان قد أعاد ترميمه قبل فترة وجيزة. كما استهدف الجيش الإسرائيلي بقذيفة مدفعية فجرا، منزلا مأهولا يقع في محيط تلة شواط في بلدة عيتا الشعب، ألحقت فيه اضرار اضافية، بعد ان كانت قد استهدفته مرات سابقة بقنابل صوتية.
واجتاز جنود إسرائيليون الخط الأزرق قُرب منتزهات الوزاني.
وتنتهج إسرائيل أخيراً سياسة تفخيخ المنازل ونسفها، إذ تسلّلت مجموعة إسرائيلية أيضاً الخميس، إلى منزل المواطن عباس بدير الواقع عند أطراف بلدة كفركلا، وعمدت إلى تفخيخه وتفجيره، ممّا أدى إلى تدميره بالكامل.
نداء الوطن:
تسارعت التحركات المتصلة بالزيارة الثانية التي يعتزم الموفد الرئاسي الأميركي توم براك القيام بها للبنان والتي من المقرر أن تتم بعد غد الإثنين وتستمر يومين. وقد عرّج براك أمس على باريس حيث أجرى مشاورات تتصل بالملف اللبناني مع وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو. ونقلت قناة “الحدث” عن وزارة الخارجية الفرنسية قولها “إننا نتواصل مع شركائنا الأميركيين حول لبنان ويجب تطبيق اتفاق تشرين الثاني بكامل بنوده”، مشيرة إلى “أن قوات “اليونيفيل” وآلية المراقبة ستشرفان على تسليم السلاح إلى الجيش اللبناني”.
في موازاة ذلك، واصل الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان عقد اللقاءات الرسمية والسياسية. فبعدما شارك في اجتماع الخماسية أول من أمس، أفيد بأنه التقى أمس رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري على أن يجتمع أيضًا مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والرئيس السابق للحزب “الاشتراكي” وليد جنبلاط.
في الوقت نفسه، يقوم اليوم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بزيارة دمشق على رأس وفد من رجال الدين لإجراء محادثات مع الرئيس أحمد الشرع.
“الحزب” وتسليم السلاح الثقيل والاستراتيجي
في غضون ذلك، علمت “نداء الوطن” أن تطورًا مهمًا حصل على صعيد مقاربة “حزب الله” لملف السلاح، إذ أكد أنه سيسلم السلاح الثقيل والاستراتيجي مقابل حصوله على ضمانات بإعادة الإعمار وعدم الاستهداف الإسرائيلي بعد التسليم، وقد دخل الرئيس بري بشكل أساسي في الساعات الماضية على خط تذليل العقبات وتواصل مع “الحزب”، وسيرد “الحزب” في الربع الساعة الأخير قبل وصول براك. وقد حضرت ورقة براك التي يعد الجانب الرسمي الرد عليها في لقاء رئيسي الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام عصر أمس في قصر بعبدا إضافة إلى مواضيع أخرى مهمة.
ووفق معلومات “نداء الوطن”، سيعمد الجيش فور تسلمه السلاح الثقيل من “حزب الله” إلى تفجيره ولن يحتفظ به وسيكون مصيره مثل مصير السلاح الذي صادره في جنوب الليطاني.
ونفت المصادر المتابعة للورقة عبر “نداء الوطن” أن يكون “حزب الله” قد طالب مقابل تسليم سلاحه بمكاسب سياسية داخل النظام مثل قيادة الجيش أو استحداث منصب نائب رئيس الجمهورية، بل كل ما طالب به هو الضمانة الأمنية والشروع في إعادة الإعمار، وقد بدأ يحضّر جمهوره رغم التصاريح العالية النبرة الأخيرة لتقبل المرحلة الجديدة التي ستكون مرحلة سياسية بامتياز.
ورغم الانشغال بالورقة برزت جولة الرئيس عون القضائية أمس، وتؤكد المعطيات حصول دفع في اتجاه إقرار التشكيلات القضائية بما يحفظ القضاء ويعيد استقلاليته.
“رويتزر”: “الحزب” يبحث تسليم قسم من سلاحه
وتأكيدًا على ما سبق لجهة استمرار “حزب الله” في عدم التخلي كليًا عن سلاحه، أورد تقرير نشرته أمس وكالة “رويترز” أن ثلاثة مصادر مطلعة قالت إن “حزب الله” بدأ مراجعة استراتيجية كبرى بعد الحرب المدمرة مع إسرائيل تتضمن بحث تقليص دوره كجماعة مسلحة من دون تسليم سلاحه بالكامل.
وقال مصدر أمني في المنطقة ومسؤول لبناني رفيع المستوى لـ “رويترز” إن هناك أيضا شكوكًا بشأن حجم الدعم الذي يمكن أن تقدمه طهران التي تخرج الآن من حرب ضروس مع إسرائيل.
وذكر مسؤول كبير آخر مطلع على المداولات الداخلية لـ “حزب الله”، أن الجماعة تجري مناقشات سرية عن خطواتها التالية. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن لجانًا صغيرة تجتمع شخصيًا أو عن بعد لمناقشة مسائل، مثل هيكل الجماعة القيادي ودورها السياسي وعملها الاجتماعي والتنموي وأسلحتها.
وذكر المسؤول ومصدران آخران مطلعان على المناقشات أن “حزب الله” خلص إلى أن ترسانة الأسلحة التي جمعها لردع إسرائيل ومنعها من مهاجمة لبنان أصبحت عبئًا.
وقال المسؤول: “كان لدى “حزب الله” فائض قوة، كل تلك القوة تحولت إلى نقطة نقمة”، موضحًا أن الحزب “ليس انتحاريًا”.
وقالت المصادر إن “حزب الله” يدرس الآن تسليم بعض الأسلحة التي يمتلكها في مناطق أخرى من البلاد، لا سيما الصواريخ والطائرات المسيّرة. لكن المصادر قالت إن الجماعة لن تسلم ترسانتها بالكامل. وقال “حزب الله” إنه يعتزم على سبيل المثال الاحتفاظ بأسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدبابات باعتبارها وسيلة لصد أي هجمات في المستقبل.
قراءة دبلوماسية لمسار المبادرة الأميركية
في سياق متصل سجلت أوساط دبلوماسية مواكبة لمهمة الموفد الرئاسي الأميركي عبر “نداء الوطن” أن الورقة التي أودعها الأخير في عهدة المسؤولين في زيارته الأولى في 19 حزيران الماضي تعتبر مفصلية، وفي حال تبني لبنان لها سيكرس ذلك احتكار الدولة للسلاح. أما في حال عدم تبنيها، فمن شأنه أن يدفع الوضع اللبناني إلى مزيد من السخونة والمواجهة العسكرية. أضافت: “الورقة الأميركية هي على طريقة take it or leave it. والأولوية التي وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل هي غير أولوية الفريق المحلي الذي يضع أولوية انسحاب إسرائيل والتي باتت أولوية ساقطة. وقد سبق وجربت هذه الأولوية في القرار 1701 لكنها سقطت. واليوم هناك إصرار على خطوة تلي خطوة تبدأ بانسحاب “حزب الله” من شمالي الليطاني ثم من بعلبك ثم من الضاحية الجنوبية كي يذهب لبنان إلى ترسيم الحدود الجنوبية والانسحاب الكامل لإسرائيل”.
وتابعت الأوساط نفسها قائلة: “هناك من لا يزال يتذاكى في لبنان على أمل أن يؤدي ذلك إلى سقوط خطة براك كما حصل سابقًا مع المبعوث السابق آموس هوكستين الذي طالب بفصل جنوب لبنان عن غزة ما أدى إلى حرب أيلول الماضي حتى أتى الأمين العام الحالي لـ “الحزب” الشيخ نعيم قاسم فوافق على الفصل في آخر الحرب. ويتكرر الرفض بدءًا من 27 تشرين الثاني الماضي ولغاية اليوم على قاعدة أولوية انسحاب إسرائيل أولًا لكن من دون طائل”.
وقالت الأوساط الدبلوماسية: “ربما أكثر ما يمكن الحصول عليه انسحاب إسرائيل من موقعين على أن يتم احتكار الدولة للسلاح فورًا في جنوب الليطاني ضمن عملية مقسّمة على 3 مراحل تنتهي بتسليم “الحزب” كل أسلحته. وتتمتع إسرائيل طوال هذه المراحل بالعمل الذي تواصله حاليًا باستهداف من تريد استهدافه كي تنتهي من كل ورشة السلاح”.
وحذرت الأوساط نفسها من “أن التذاكي المستمر سيأخذ لبنان إلى أيلول جديد بعدما شهد أيلول السابق مجزرة البيجرز واغتيال الأمين العام السابق حسن نصرالله. وقد يكون أيلول الجديد في تموز الحالي أو آب المقبل أو في أيلول القادم، علمًا أن وضع إسرائيل اليوم مقارنة مع وضعها في آخر زيارة لهوكستين العام الماضي أقوى بكثير ما يعني ذهاب الأمور إلى مزيد من السخونة”.
وخلصت إلى القول: “الواقع الحالي يفيد أن السلطة لا تريد أن تتحمل المسؤولية عن الصدام مع “حزب الله”. مقابل أن أميركا وإسرائيل مصرتان على احتكار الدولة السلاح” أما “حزب الله” فيعتبر أن حدود تسليمه السلاح هو جنوب الليطاني. نحن أمام أيام مفصلية ستحدد اتجاه الأحداث”.
إسرائيل تعلن عن اسم ضحية غارة خلدة
أمنياً، أكد الجيش الإسرائيلي أمس أنه “قتل صلاح الحسيني وهو عضو مهم في “فيلق القدس” بغارة على خلدة” أول من أمس.
وفي إطار سياسة تفخيخ المنازل ونسفها، توغّلت قوّة إسرائيلية في بلدة ميس الجبل وأقدمت على تفجير معمل للبياضات. كما استهدف الجيش الإسرائيلي بقذيفة مدفعية منزلًا مأهولًا يقع في محيط تلة شواط في بلدة عيتا الشعب.
الديار:
48 ساعة حاسمة ومصيرية في تاريخ لبنان تبدأ من الاثنين مع وصول الموفد الأميركي توماس براك ومغادرته الأربعاء، فيما الصورة حتى الآن ضبابية وسط تكتم شديد على ورقة الرد اللبنانية على المطالب التي قدمها الموفد الأميركي بشأن السلاح وترسيم الحدود والإصلاحات.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر مطلعة أن حزب الله يدرس إمكان تسليم مزيد من أسلحته، خصوصًا الصواريخ والطائرات المسيّرة، وذلك بشرط انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ووقف هجماتها المتواصلة على الأراضي اللبنانية. وأوضحت المصادر أن حزب الله توصل إلى قناعة داخلية مفادها أن الترسانة العسكرية التي راكمها على مر السنوات بهدف ردع إسرائيل تحولت إلى عبء ثقيل عليه في ظل المتغيرات الإقليمية والداخلية.
وحسب المصادر نفسها، فإن هذه النقاشات لا تزال قيد البحث الداخلي وهي مشروطة بخطوات مقابلة من العدو الإسرائيلي، خاصة في ما يتعلق بالانسحاب الفعلي من المناطق الحدودية ووقف التصعيد. وتضيف المصادر أن النقاشات بشأن السلاح تجري عبر اللجان، وأن حزب الله ليس انتحاريًا ويعرف أن فائض القوة الذي كان يمتلكه لم يعد موجودًا. ولم يصدر عن حزب الله أي موقف بشأن ما ذكرته رويترز.
الاتصالات الداخلية تواكبها أيضًا اتصالات خارجية مع وصول الموفد الأميركي براك إلى باريس واجتماعه بوزير الخارجية الفرنسي جان لوي بوردو قبل انتقاله إلى بيروت الاثنين. وسبق اللقاء اتصال من ماكرون بترامب وولي العهد السعودي تناولوا فيه الملف اللبناني، الذي بحثه أيضًا وزير الخارجية الفرنسي مع نظيره الصيني، فيما أعلن السفير المصري علاء موسى بعد لقائه الرئيس عون عن إشارات إيجابية في موضوع حصرية السلاح بيد الدولة. وأكد أن الرئيس عون يتولى الأمور التفصيلية ويضع اهتمامًا كبيرًا بمعالجتها، كما أكد دعم بلاده لخطوات الرئيس ومقاربته الواقعية والمنطقية.
وحسب مصادر عليمة بأجواء الاتصالات، فإن كل التحليلات بشأن الورقة اللبنانية تبقى في إطار التكهنات والأسئلة نتيجة السرية المطلقة التي تحيط بالاتصالات، لكن الثابت والأكيد أن الورقة اللبنانية موحدة، حتى الملاحظات التي صاغتها ممثلة رئيس الحكومة فرح الخطيب كانت مطابقة جدًا لملاحظات العميد أندريه رحال ممثل رئيس الجمهورية وعلي حمدان ممثل رئيس المجلس.
وتضيف المصادر العليمة أن لبنان لا يستطيع أن يقول «لا» للورقة الأميركية أو يرفضها، لكنه يطرح جملة من الأسئلة، وأساسها: من هو الضامن لتنفيذ الاتفاق؟ هل لجنة وقف إطلاق النار؟ هل اللجنة الخماسية؟ هل سيتم تشكيل لجنة جديدة تضم دولًا إضافية؟ هل من حق الدولة اللبنانية إضافة أسماء جديدة إلى اللجنة؟ هل من حق حزب الله اقتراح ضم دول تشكل له الطمأنينة في المفاوضات؟
وتؤكد المصادر العليمة أن لبنان يريد أجوبة خطية عن الأسئلة المطروحة منه، خصوصًا أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن في تشرين الثاني الماضي التزم به لبنان وكذلك المقاومة بكل حذافيره ووقف حزب الله خلف الدولة ولم يرتكب أي «فاول» حتى في خضم الهجمات على إيران، ورغم ذلك لم توقف إسرائيل اعتداءاتها وخروقاتها التي بلغت 3880 خرقًا وسط صمت من الذين وقعوا على الاتفاق. وسقط للحزب وللأهالي أكثر من 243 شهيدًا منذ تشرين الثاني الماضي حتى الآن بفعل الممارسات الإسرائيلية.
والغريب أيضًا أن ورقة براك تتضمن تسليم حزب الله 50% من ترسانته الصاروخية، كالمسيّرات والصواريخ البعيدة المدى خلال المرحلة الأولى التي حُددت بثلاثة أشهر وتنتهي في تشرين الأول، وتحدد الورقة أماكن الصواريخ في بعلبك والهرمل والضاحية وبعض القرى الجنوبية، وبالتالي هي ورقة عسكرية وضعتها الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية. والسؤال هنا: من يحدد نسبة الـ50%؟ ويمكن للأميركي أو الإسرائيلي عندئذ التشكيك في الكمية التي سيتم تسليمها إذا حصل ذلك، وستقع مشكلة جديدة وفرض المزيد من الضغوط.
ومن ضمن الأسئلة اللبنانية أيضًا: من يحمي قادة المقاومة وكوادرها من الاغتيالات؟ ومن هو القادر على أخذ الضمانة من نتنياهو في هذا الشأن؟ وهناك تخوّف لبناني فعلي من إقدام نتنياهو على عملية اغتيال كبرى بالتزامن مع وصوله إلى واشنطن وبراك إلى لبنان، لفرض واقع جديد على المفاوضات وتكرار ما قام به من واشنطن خلال زيارته الماضية بإعطائه الإذن في اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله قبل صعوده إلى منبر الأمم المتحدة لإلقاء كلمته، دون أي اكتراث أو أي قيمة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة.
ومن الأسئلة اللبنانية أيضًا: من الضامن لإعادة الإعمار وما خلفته الاعتداءات الإسرائيلية؟ ومن يحدد الأرقام؟ وهل ستلتزم الدول الداعمة للاتفاق بالأرقام اللبنانية الرسمية عن حجم الخسائر؟ وهل ستُطرح شروط جديدة على لبنان، كالسير بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي للموافقة على الإعمار؟
ومن الأسئلة اللبنانية أيضًا: من يضمن عودة النازحين السوريين وبأي طريقة؟ وهل هناك شروط جديدة على لبنان للقبول بترسيم الحدود اللبنانية – السورية، بالإضافة إلى أسئلة عن الإصلاحات وماذا لو تعارضت النظرة اللبنانية للإصلاحات مع النظرة الدولية؟ بالإضافة إلى أسئلة عديدة يريد لبنان أجوبة عنها قبل القبول بأي أوراق. وهذا لا يعني الرفض لورقة براك، بل أجوبة عن أسئلة تحمي الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي. وماذا ينفع لو ربح لبنان الاتفاق وخسر استقراره؟ هذه العوامل هي التي تجعل الرئيس عون متصلبًا في المفاوضات لأنه يريد ضمانات فعلية لوقف الاعتداءات والانسحاب من التلال الخمس والإعمار، ليطمئن اللبنانيون وأهالي الجنوب تحديدًا على مستقبلهم واستقرارهم.
لكن المصادر تشير إلى أن براك يريد أجوبة حاسمة وسريعة الاثنين قبل مغادرته منصبه والمجيء بميشال عيسى كمبعوث جديد لترامب بشأن لبنان مع السفيرة الأميركية الجديدة، رغم تأكيد المصادر أن الورقة الأميركية موحدة من هوكشتاين إلى أورتاغوس إلى براك، ولا خلاف في المضمون بل في الأسلوب بين ليونة هوكشتاين وبراك وفظاظة أورتاغوس. لكن الهدف واحد: هو سلاح المقاومة، وأن يتحول حزب الله إلى حزب سياسي وليأخذ ما يريد من السلطة إذا كان ذلك يشكل اطمئنانًا له. والإغراءات الأميركية وصلت إلى حزب الله ورفضها، معتبرًا أن المفاوضات من اختصاص الدولة اللبنانية. ومثل هذا السيناريو من الاتصالات وسياسة «العصا والجزرة» مارسه الأميركيون بين أيلول وتشرين الثاني الماضي عام 2024 عبر شخصيات عديدة، وماذا كانت النتيجة؟ فالأميركيون يسربون للحزب: «وافقوا على تسليم السلاح وخذوا ما يدهشكم داخليًا».
يبقى السؤال الأساسي: هل سيقتنع براك بوجهة النظر اللبنانية والأسئلة حول ورقته؟ هل يزور إسرائيل لأخذ موافقتها على الأسئلة اللبنانية والعودة إلى بيروت؟ هل يرفضها ويطلق يد الإسرائيلي لتوسيع اعتداءاته وممارسة ضغوط جديدة وتحميل حزب الله النتائج، بالتوازي مع حملة إعلامية داخلية تسفّه كل قيم سلاح المقاومة، وقد بدأت عبر عمليات تهويل بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا رفض لبنان المطالب الأميركية؟ أم تحتاج الأمور إلى مفاوضات جديدة واستمرار الستاتيكو الحالي بعد التطورات ومعادلات الحرب الأميركية – الإسرائيلية على إيران وقدرتها على استيعاب الهجوم والرد المدمر على تل أبيب؟
وحسب المصادر نفسها، فإن الحملات التهويلية سترتفع على الرؤساء عون وبري وسلام لحثهم على القبول بالورقة، وإلا فإن الدكتور جعجع سيطلق مواقف ضد الحكومة والرئيس، ويدعم جبران باسيل ملاحظات جعجع، وانضم إلى الحملة الحزب التقدمي الاشتراكي. وفي هذا الإطار شدد الموفد السعودي بن فرحان على التزام لبنان ما وعد به، محذرًا من أي خطوات ناقصة من قبل الدولة. والتقى الرئيس بري لمدة ساعة وكان اللقاء إيجابيًا، لكن حركة أمل حذرت من ربط الإعمار بشروط سياسية. وعُلم أن اللجنة الثلاثية المكلفة إعداد ورقة الرد اللبنانية ستجتمع اليوم، وتم الاتفاق على الاجتماع بعد لقاء الرئيسين عون وسلام.
ساعات حاسمة في ظل اتصالات مكثفة بين الرؤساء الثلاثة، وبينهم وبين قيادة حزب الله. وحصلت في الساعات الماضية سلسلة اجتماعات بين العميد أندريه رحال ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد ومسؤولين من حزب الله، كما زار الحاج حسين خليل الرئيس نواف سلام الذي التقى أيضًا نوابًا من الحزب، فيما موقف الثنائي موحد من مختلف القضايا. وسيكون اللقاء بين الرئيس بري والموفد الأميركي حاسمًا لجهة ما تؤول إليه الأوضاع. فحزب الله لم يقل كلمته بعد، لم يرفض الورقة الأميركية لكنه يدرس خطواته بدقة بالغة، آخذًا في الاعتبار كل الاحتمالات.
وحسب المصادر نفسها، تبقى المسألة الأساسية في جمهور المقاومة الرافض تسليم السلاح مهما كانت الضغوط، في ظل الممارسات الإسرائيلية والحرب على أهالي الجنوب. والسؤال المركزي عندهم: «من يحمينا من الاعتداءات والاغتيالات اليومية؟ الجيش اللبناني لا يملك القدرة على الرد، وواشنطن ترفض تزويده بالسلاح الفاعل». هذا بالإضافة إلى ريبة جمهور المقاومة من بعض الداخل الذي يعزو المشكلة إلى سلاح المقاومة وليس للاحتلال الإسرائيلي. وهنا تكمن المشكلة. ومن المتوقع أن يرد جمهور المقاومة على كل ما يُحاك في الكواليس خلال ذكرى عاشوراء يوم الأحد بأوسع مشاركة شعبية في المسيرة العاشورائية التي ستنطلق عند السابعة صباحًا.
القانون الانتخابي
السؤال المحيّر يتعلق بصمت السفراء عن المداولات بشأن القانون الانتخابي وتصويت المغتربين وترك الأمور حتى الآن للعبة الداخلية. واللافت، حسب المتابعين للمداولات بشأن تصويت المغتربين، أنه لم يصدر أي تعليق علني مباشر أو بالواسطة حول هذا الموضوع من سفراء الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وفرنسا، رغم المعلومات والتسريبات عن أن الموضوع الانتخابي كان الطبق الأساسي والوحيد خلال اللقاء الذي جمع براك ويزيد بن فرحان الأسبوع الماضي في الرياض، وتم النقاش في ضرورة إنجاز قانون انتخابي يؤمّن الأكثرية للمعارضين لنهج الثنائي الشيعي، ورعاية الأصوات المعارضة وتوحيدها لخوض الانتخابات النيابية وخرق الكتلة الشيعية المتماسكة بنواب وأسماء قادرين على الترشح لرئاسة المجلس النيابي.
وحسب المتابعين للقانون الانتخابي، فإن موقف السفراء سيظهر بوضوح بعد المفاوضات اللبنانية – الأميركية بشأن السلاح. وفي ضوء الرد اللبناني يتحدد مسار المرحلة المقبلة وكيفية حل الملف الانتخابي. والتوجه الأميركي – السعودي نحو الاعتدال أو التطرف في موضوع الانتخابات النيابية يحدده الرد اللبناني على ملف حصر السلاح.
الأوضاع الاقتصادية
الانفجار الاجتماعي آتٍ حتمًا «إذا مش اليوم بكرا» في ظل أزمات معيشية متلاحقة سيُعبّر عنها بسلسلة من الإضرابات في القطاع العام والمتقاعدين والمتعاقدين، مقابل ركود فشلت الحكومة في وضع الأسس للخروج منه، مما فاقم في حجم الأزمات وتقلص القدرة الشرائية للمواطنين جراء حجم الضرائب واستمرار عمليات النهب على «مد عينك والنظر».
الجمهورية:
من أكثر صُوَر العبث بشاعة وقذارة في هذا الزمن المضطرب، أن تتسيّد الأجواء غرف شيطانيّة ومنصّات مأجورة، تتجنّد مع دجّالي التبصير والتنجيم والتحليل الغبي، في حرب نفسية على اللبنانيِّين، تُثقِل حياتهم المعلّقة أصلاً على حبل القلق، ببَثّ سموم الشائعات والتخويف والتحريض الطائفي، وتشويش أفكارهم بأخبار كاذبة ووقائع مزيّفة، واختلاق سيناريوهات سياسية وعسكرية وأمنية وتوقعات مرعبة، تنذر بأنّ لبنان مقبلٌ على حروب، وسينهار فيه كلّ شيء، وستطال النار كلّ شيء. هذا الوضع، الذي يُعادل الجريمة الكبرى، يستدعي بالحدّ الأدنى، أنّ تحزم الدولة أمرها، وتستنفر مستوياتها الرسمية والسياسية وأجهزتها الأمنية والإعلامية والقضائية، لردّ هذا الاجتياح النفسي الذي يطال كلّ اللبنانيِّين، ولا تقلّ آثاره إيلاماً عن العدوان العسكري، بل ربما تفوقه. وكانت لافتة في الساعات الأخيرة، إشارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى مَن سمّاهم «أعداء الداخل الذين يلعبون على الوتر الطائفي حرصاً منهم على مصلحتهم مع الخارج»، ونفيِه الأخبار المُتداول بها في المرحلة الأخيرة، وتحدّثت عن «دخول مجموعات إلى لبنان، وعن استعدادات لاقتحامات على الحدود اللبنانية- السورية».
خطورة هذه الصورة البشعة، أنّها تزامن لحظة لبنانية حرجة، مشحونة من جهة بالتهديدات والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وبالتحرّكات المريبة للخلايا الإرهابية، ومن جهة ثانية بالإضطراب السياسي الذي يتحضّر بتناقضاته وانقساماته العميقة لجولة جديدة من الصراع حول الملفات الخلافية - يبدو أنّها باتت وشيكة - وخصوصاً حول الملف الإنتخابي، وكذلك حول ملف السلاح. ومشحونة من جهة ثالثة بالقلق ممّا يعتري المنطقة من مخاطر ووقائع عسكرية واستعدادات توحي وكأنّها مقبلة حتماً على حدث كبير يُغيّر شكلها ويُمزّق خرائطها.
زيارة مثمرة!
إذا كان الجانب الأول من الصراع الداخلي، سيبدأ أولى جولاته على حلبة اللجنة النيابية ومن خلف متاريس الاقتراحات الانتخابية المدرجة في جدول أعمالها، في اجتماع اللجنة المقرّر الاثنين المقبل، إلّا إذا طرأ تعديل على هذا الموعد لمصادفة الاثنين يوم عطلة رسمية، يؤجّل ما هو منتظر من مماحكات ومشاحنات وشعبويات إلى موعد آخر، فإنّ التركيز الداخلي يبقى منصبّاً على المسألة الأكثر دقة وحساسية، والمرتبطة بورقة الحل الأميركي المقدّمة من المبعوث الأميركي توماس برّاك، والجواب اللبناني عليها.
والبارز في هذا السياق، ما تتقاطع حوله مستويات ديبلوماسية غربية وعربية، بـ«أنّ الولايات المتحدة الأميركية ترغب في أن تكون زيارة برّاك المقبلة إلى بيروت مثمرة، وخصوصاً أنّ الورقة المطروحة، فرصة مهمّة جداً لحل مستدام في لبنان، يحفظ أمنه واستقراره ويؤسّس لنهوضه في بيئة سليمة».
وبحسب تلك المستويات، فإنّ «عامل الوقت مهمّ جداً. فمهمّة برّاك ليست مفتوحة بل هي محدّدة بزمن قصير، وثمّة إشارات أميركية توالت في الفترة الأخيرة بصورة مباشرة أو عبر القنوات الديبلوماسية، تؤكّد أنّ على لبنان الإستفادة من الوقت المتاح قبل نفاده، وتتوخّى من المسؤولين اللبنانيِّين الإستجابة العاجلة لمندرجات ورقة الحل، التي توفّر بالتأكيد مصلحة كبرى للبنان حاضراً ومستقبلاً».
الموقف من الورقة
في غضون ذلك، اتفق أكثر من مصدر على أنّ الورقة الأميركية ترمي إلى صياغة معادلة جديدة في لبنان، سياسية وأمنية واقتصادية وسيادية، مدعّمة بواقع عنوانه الجوهري «لا سلاح غير شرعي في لبنان». وقد تحدّث الموفد الأميركي توماس برّاك عن مقاربة تقوم على سياسة «العصا والجزرة»، موضّحاً أنّ خطته تتضمّن منح الجيش اللبناني صلاحيات تنفيذ عمليات تفتيش داخلية بحثاً عن أسلحة غير شرعية، رابطاً هذا المسار بجُهدٍ موازٍ تقوده واشنطن مع الرياض والدوحة، لتأمين دعم مالي لإعادة إعمار الجنوب وتطبيع الأوضاع في المناطق الحدودية.
وفي السياق، أكّد مصدر معني بدراسة الورقة الأميركية لـ«الجمهورية»، أنّ النقاش حولها في اللجنة الثلاثية الممثلة للرؤساء الثلاثة قطع شوطاً مهمّاً في تشريح الورقة، ووضع الملاحظات عليها، وتُشكّل الأساس في الموقف اللبناني من الورقة، الذي سيُبلَّغ للموفد الأميركي الأسبوع المقبل، وجوهره التأكيد على وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب من الأراضي المحتلة والإفراج عن الأسرى».
ورداً على سؤال، أشار المصدر إلى أنّ جانباً من مضمون الورقة الأميركية مقبول ولا خلاف عليه، ولاسيما في ما يخصّ الإصلاحات الإدارية والإقتصادية والمالية التي تلتزم فيها الدولة اللبنانية أصلاً، أو في ما يخصّ العلاقات مع سوريا والحدود وضبط المعابر. إذ سبق للبنان أن عبّر من خلال رئيسَي الجمهورية والحكومة عن «الرغبة في تمتينها»، إلّا أنّ جوانب أخرى من مضمون الورقة تستدعي إجابات واضحة، ولاسيما حول ملف إعادة الإعمار، وكذلك حول موضوع النازحين السوريِّين، لأنّ الورقة لا تلحظ مهلة زمنية لعودتهم إلى بلدهم. وكذلك الأمر بالنسبة إلى ترسيم الحدود، إذ كيف يمكن أن تُرَسَّم الحدود بين لبنان وسوريا بصورة كاملة طالما أنّ إسرائيل ما زالت تحتلّ مزارع شبعا؟
ولفت المصدر إلى ما يمكن اعتبارها ثغرة في الورقة الأميركية، وهي أنّ «الورقة في جوهرها، ترمي إلى فرض إلتزامات على الجانب اللبناني، من دون إيراد أي إلتزامات علنية أو ضمنية على الجانب الإسرائيلي، إذ تنصّ على أن يتحوّل «حزب الله» إلى حزب سياسي بالكامل، ويُسلِّم الجزء الأكبر من ترسانته الصاروخية والمسيّرات في مهلة معينة (تردّد أنّها ثلاثة أشهر). لكن في المقابل، لا توفّر الورقة أي ضمانات لوقف اعتداءات إسرائيل وانتهاكاتها على لبنان، أو لالتزامها باتفاق وقف إطلاق النار، أو الانسحاب من الأراضي المحتلة ولاسيما النقاط الخمس، أو الإفراج عن الأسرى، أو أي ضمانات لعدم تكرار اعتداءاتها».
أمّا بالنسبة إلى ملف السلاح، وتحديداً سلاح «حزب الله»، فيقرّ المصدر بأنّه أمر معقّد، والنقاش حوله لم ينتهِ، وموقف الحزب يمكن القول إنّه شبه معلوم، ربطاً بما يصدر من مواقف عن قيادته التي تؤكّد التمسك بالسلاح وعدم التخلّي عنه. إلّا أنّ النقاش لا يزال مستمراً، والحزب يشارك بصورة مباشرة وغير مباشرة في هذا النقاش.
ورداً على سؤال عن الطروحات القائلة بسحب السلاح بالقوة، أوضح المصدر: «هذا معناه دخول لبنان في أزمة كبيرة، لكن لا وجود لهذا الطرح على أرض الواقع، فرئيس الجمهورية سبق له أن تصدّى شخصياً لهذا الملف، وأكّد أنّ معالجته تتمّ عبر حوار هادئ مع الحزب. في المقابل، لم نسمع من الأميركيِّين، ما يُفيد بأنّهم يناقضون توجّه رئيس الجمهورية، أو يؤيّدون استخدام القوة لسحب السلاح».
القاهرة وباريس
برز في هذا السياق، ما قاله السفير المصري في لبنان علاء موسى بعد زيارته رئيس الجمهورية عن «إشارات إيجابية في موضوع حصرية السلاح، وأنّ الرئيس عون يتولّى الأمور التفصيلية ويضع اهتماماً كبيراً لمعالجتها». وأكّد «دعم مصر الكامل لخطوات الرئيس عون. نحن على قناعة بأنّه كلّما اتخذنا خطوة إلى الأمام تليها خطوة أخرى للوصول إلى خلق حالة من الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة».
كما برز موقف فرنسي، عبّرت عنه وزارة الخارجية الفرنسية، التي أشارت إلى «أنّ قوات «اليونيفيل» وآلية المراقبة ستشرفان على تسليم السلاح إلى الجيش اللبناني»، مؤكّدةً «أنّنا نتواصل مع شركائنا الأميركيِّين حول لبنان، ويجب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بكامل بنوده».
مخاوف
على رغم من تأكيد المصدر عينه على أنّ كل الأمور، سواء حول إيجابيات الورقة أو الملاحظات التي ستبدى على بعض بنودها أو التوضيحات المطلوبة على بعض آخر منها، ستُناقَش مع الموفد الأميركي اعتباراً من الأسبوع المقبل. إلّا أنّ مرجعاً كبيراً أبلغ إلى «الجمهورية» قوله، إنّه يخشى من احتمالات سلبية قد تلجأ من خلالها إسرائيل إلى مواكبة زيارة برّاك بتوتير الوضع وتكثيف اعتداءاتها واستهدافاتها، لفرض ما تريده عبر «حوار بالنار»
مراجعة استراتيجية
إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة مصادر مُطلعة قولها، إنَّ «حزب الله» بدأ «مراجعة استراتيجية رئيسية في أعقاب حربه المدمّرة مع إسرائيل، تشمل النظر في تقليص دوره كحركة مسلحة من دون نزع سلاحه بالكامل». وذكرت الوكالة في تقريرها، أنَّ النقاشات الداخلية بشأن ملف سلاح «حزب الله»، لم تعكس الضغوط الهائلة التي واجهها الأخير منذ التوصّل إلى هدنة مع إسرائيل في أواخر شهر تشرين الثاني 2024.
وكشف مسؤول كبير آخر، مطّلع على المداولات الداخلية لـ«حزب الله»، أنَّ الأخير كان يُجري مناقشات سرّية بشأن خطواته التالية، مشيراً إلى أنَّ «لجاناً صغيرة كانت تجتمع شخصياً أو عن بُعد لمناقشة قضايا تشمل هيكل القيادة والدور السياسي والعمل الاجتماعي والتنموي والتسلّح».
في الوقت عينه، أشار المسؤول ومصدران آخران مطلعان على المناقشات، إلى أنّ «حزب الله» قد خلص إلى أنّ «الترسانة التي جمعها لردع إسرائيل عن مهاجمة لبنان أصبحت عبئاً، وأنّ «حزب الله» كان يمتلك قوة فائضة، وكل تلك القوة تحوّلت إلى نقطة ضعف».
وأفادت المصادر، وفق «رويترز»، بأنَّ «حزب الله يدرس الآن تسليم بعض الأسلحة التي يمتلكها في أماكن أخرى من البلاد - ولا سيما الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تُعتبر أكبر تهديد لإسرائيل - بشرط انسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف هجماتها». وأضافت المصادر أنّ «الحزب لن يُسلِّم ترسانته بالكامل. فعلى سبيل المثال، يعتزم الاحتفاظ بأسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدبابات كوسيلة لمقاومة أي هجمات مستقبلية».
بدوره، كشف مسؤول أوروبي مطلع على تقييمات الاستخبارات، أنّ «هناك الكثير من العصف الذهني الجاري داخل «حزب الله» حول مستقبله، لكن من دون نتائج واضحة»، ووصف وضع «حزب الله» كجماعة مسلحة، بأنّه جزء من هويّته، قائلاً إنّه «سيكون من الصعب عليه أن يُصبح حزباً سياسياً بحتاً».
وأيضاً، أفاد ما يقرب من 12 مصدراً مطلعاً على تفكير «حزب الله»، أنّ الحزب يُريد الاحتفاظ ببعض الأسلحة، ليس فقط تحسباً لتهديدات مستقبلية من إسرائيل، لكن أيضاً «لقلقه من أن تستغل جماعات مسلّحة في سوريا المجاورة التراخي الأمني لمهاجمة شرق لبنان، المنطقة ذات الأغلبية الشيعي.
اللواء:
نجحت الاتصالات، على غير صعيد لإعادة اللجنة الرئاسية، الممثّلة بالرؤساء الثلاثة الى سكة وضع الصياغة الاخيرة للرد اللبناني المفترض ان يتسلمه الموفد الاميركي طوم براك، حول ورقة المقترحات التي سلَّمها للبنان خلال زيارته الاخيرة قبل اكثر من اسبوعين.
وحسب المعلومات، يواصل رئيس الجمهورية تنسيقه مع رئيس الحكومة للبحث في الرد اللبناني على الورقة الاميركية، وقد تقرر عقد اجتماع للجنة المعنية صياغة الرد على الورقة الاميركية اليوم في بعبدا.
ورأت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» ان الجولة التي قام بها الرئيس عون الى وزارة العدل والمواقف التي اطلقها ان هناك رسالة واضحة من ورائها تتجاوز الوقوف الى جانب القضاء انما التأكيد على ان لا خيمة فوق رأس احد.
الى ذلك لفتت المصادر الى ان اللقاءات التي عقدها الرئيس عون صبت في اطار دعم التوجُّه بشأن السيادة وحصرية السلاح بيد الدولة،وكان هناك استفسار عما توصلت اليه اللجنة بشأن الرد على الورقة الأميركية، وتحدثت عن تكتم يسود الإجتماعات انما المقاربة ثابتة لاسيما بالنسبة الى مبدأ الخطوة مقابل الخطوة اي انسحاب مقابل تسليم السلاح، معتبرة ان الإجتماعات متواصلة للوصول الى الآلية النهائية.
وتوسعت دائرة الاتصالات والمشاورات فظهر الموفد الاميركي الى لبنان وسوريا في باريس للبحث في الملفات اللبنانية والسورية المشتركة، قبل ان ينتقل الى لبنان مطلع الاسبوع، لتسلم ورقة الرد اللبناني على مقترحاته بتوافق رسمي جامع.
وتردد ان الرد اللبناني أصبح جاهزًا بالتنسيق مع حزب الله وانه يشمل تأكيد حصرية السلاح بيد الدولة تزامنًا مع انسحاب إسرائيل تماما من لبنان وتطبيق التزاماتها وفق اتفاق وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701.
وبالتوازي، يتحرك الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان ويجول على المسؤولين لمتابعة الردود اللبنانية قبل وصول الموفد الاميركي. فبعدما شارك في اجتماع الخماسية والتقى الرئيسين عون وسلام امس الاول، افيد انه التقى امس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان، على ان يجتمع ايضا مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط.
وفي المعلومات، يركز بن فرحان في لقاءاته على ضرورة التزام لبنان بما وافق عليه.
ونقلت بعض المصادر ان الموفد السعودي شدد على أن المرحلة المقبلة، لا تقبل الشيء ونقيضه، فالدولة اللبنانية التزمت، وعليها القيام بخطوات ملموسة، لأن التسوية، اذ تعطلت فالبديل فقط التصعيد، وهذا ما لا يتحمله لبنان.
وفي معرض الضغوطات، تحدثت المصادر عن تلويح أميركي بسحب يده، اذا تعثرت مساعيه، وأن تكون التسوية ليست على نار باردة، بل على نار حامية.
وفي المعلومات المتداولة، لدى دوائر مسؤولية، ان حزب الله لا يمانع من تسليم صواريخ ثقيلة وبعيدة، ومسيّرات، شرط وقف الهجمات والانسحاب من النقاط الخمس.
وبهذا المعنى رأت مصادر سياسية، ان حزب الله لم يقفل الباب، وهو منفتح على النقاش الحاد، ولكن لا بدَّ من ضغط اميركي ودولي على اسرائيل للالتزام بما اتفقت مع لبنان والولايات المتحدة وفرنسا حوله، وكذلك الامم المتحدة.
وواكب الرئيس عون هذه التحركات بلقاء امس مع رئيس الحكومة ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ونائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان، ووفد «التوازن الوطني» برئاسة رئيس تحرير جريدة « اللواء» صلاح سلام، ثم السفير المصري علاء موسى الذي اكد «دعم مصر الكامل لخطوات الرئيس عون ومقاربته الواقعية والمنطقية، وقال: نحن على قناعة بأنه كلما اتخذنا خطوة إلى الأمام تليها خطوة أخرى للوصول إلى خلق حالة من الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة. وهناك إشارات إيجابية في موضوع حصرية السلاح، والرئيس عون يتولى الأمور التفصيلية ويضع اهتماماً كبيراً لمعالجتها.
وتحدث عون لوفد «التوازن الوطني» مشدداً على أهمية الوحدة الوطنية التي «تشكل الرد الحقيقي على كل التحديات»، واكد رئيس الجمهورية، وردا على بعض التأويلات في الفترة الأخيرة، انه متفق مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان منذ كان قائدا للجيش على المصلحة الوطنية، كما «وهناك تنسيق مستمر مع الرئيس السوري احمد الشرع تجاه العديد من القضايا المشتركة».
واثنى على «القيمة المضافة التي يشكلها كل مكوّن للبنان»، معتبرا ان الطائفة السنيّة هي رمز الاعتدال في الداخل وتشكل عمق الانتماء للمحيط العربي والخارج، وقد دفعت اثمانا غالية من دماء أصحاب السماحة ورجال الدولة على السواء». و«هنا اعود واشدد، انه لا يمكن لأي فريق ان يلغي فريقا آخر في لبنان كما ان لا فضل لطائفة على أخرى، والحرب الإسرائيلية الأخيرة استهدفت كل لبنان، فيما لم ترحم الحرب الاقتصادية أحداً من أبنائه».
وحذر رئيس الجمهورية من أعداء الداخل الذين يلعبون على الوتر الطائفي حرصا منهم على مصلحتهم مع الخارج، نافيا الاخبار التي تم التداول بها في المرحلة الأخيرة لا سيما منها التي تحدثت عن دخول مجموعات الى لبنان وتلك التي اشارت الى استعداد لاقتحامات على الحدود اللبنانية السورية. وقال ان التنسيق جارٍ على قدم وساق على هذه الحدود مع الجانب السوري وذلك لمنع التهريب.
والى ذلك، نقل عن مصادر مطلعة، ان حزب الله «توصّل لقناعة بأن الترسانة التي جمعها لردع إسرائيل تحولت الى عبء عليه وهو يدرس تسليم مزيد من الأسلحة خاصة الصواريخ والطائرات المسيّرة الى الجيش اللبناني شرط انسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف هجماتها. واشارت الى انه يدرس تقليص دوره كحركة مسلحة من دون نزع سلاحه بالكامل».
وأفادت مصادر قناة «الحدث» بأن «حزب الله موافق على مبدأ خطوة مقابل خطوة التي طرحها برّاك، لكنه يرفض وضع جدول زمني محدد لتسليم السلاح.واشارت المصادر الى ان رد حزب الله على الورقة الأميركية في مراحله الأخيرة، وسيسلم رده لرئيس مجلس النواب نبيه بري شاملًا ضمانات».
وختمت المصادر، «حزب الله يطالب بضمانات إعادة الإعمار ووقف الهجمات الإسرائيلية».
كما نقلت قناة «الحدث» عن وزارة الخارجية الفرنسية إدانة الضربات الإسرائيلية في لبنان خصوصًا عندما يسقط ضحايا مدنيون، موضحة بأن اتفاق التهدئة مع إسرائيل ينصّ على أنّ الجيش اللبناني وحده المكلّف بنزع السلاح في الجنوب.
وأشارت الخارجية إلى أن اليونيفيل وآلية المراقبة ستشرفان على تسليم السلاح إلى الجيش اللبناني، مؤكدة اننا نتواصل مع شركائنا الأميركيين حول لبنان ويجب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بكامل بنوده.
عون في العدلية
وكان من المثير للاهتمام في هذه المرحلة، زيارة الرئيس عون الى قصر العدل، والتقاء القضاة، والتأكيد على أنه مع تبرئة البريء، وتجريم المرتكب، بعيدا عن الضغوط.
وتأتي الزيارة مع التوسع في فتح ملفات في الكازينو ووزارات البيئة والاتصالات وغيرها، على الرغم من تأخير صدور التشكيلات القضائية.
من جهته، اكد الرئيس سلام ان لا استقرار في لبنان دون عدالة اجتماعية، معتبرا خلال جولة على مراكز الخدمات الاجتماعية والانمائية في بيروت للاطلاع على سير تنفيذ برنامج «أمان» الوطني، برفقة وزير الشؤون الاجتماعية حنين السيد، ان الحماية الاجتماعية لا تنفصل عن الرؤية الاقتصادية، داعياً إلى تمكين الفئات المهمشة ودعم المشاريع الصغيرة، وتسهيل العمل إلى الخدمات الاجتماعية.
«أمل» تحذِّر من مغبة التشويه والتحريض ضد مكوِّن لبناني
وفي موقف يحمل ابعاداً في توقيته اعلنت هيئة الرئاسية في حركة «امل» رفضها اي محاولة لربط ملف اعادة الاعمار بأي التزامات سياسية تتعارض مع الثوابت الوطنية، داعية الحكومة للمبادرة لتطبيق ما لم يطبق من اتفاق الطائف، لاسيما في قانون الانتخاب خارج القيد الطائفي، محذرة من مغبة استسهال بعض الذين تديرهم «غرف سوداء».(بتعبير امل) من محاولات التشويه والتشكيك بانتماء من حالة مكون اساسي من مكونات لبنان الوطنية والروحية.
تدمير ممنهج
واصل الجيش الإسرائيلي تصعيده في الساعات الأخيرة بعد استهداف سيارة في خلدة وشنّ سلسلة غارات عنيفة على مناطق عديدة في الجنوب امس الاول.
وفجر امس، توغّلت قوّة إسرائيلية في بلدة ميس الجبل، قضاء بنت جبيل، وأقدمت على تفجير معمل للبياضات، كان صاحبه المدعو صبحي حمدان قد أعاد ترميمه قبل فترة وجيزة، ويقع قرب مفرق مستشفى ميس الجبل عند المدخل الشمالي للبلدة، و يبعد عن حدود مستعمرة المنارة ما يزيد عن 1000م.
كما ذكرت المعلومات أن قوة من جيش الاحتلال عملت فجرا «على تفخيخ وتفجير محرّك إحدى الجرافات الكبيرة التي تعمل لصالح إحدى ورش مجلس الجنوب في إزالة الركام في حي كركزان، عند الأطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل داخل الأراضي اللبنانية، على طريق ميس الجبل – حولا.
واصدرت بلدية ميس الجبل بيانا قالت فيه: ان هذه الإعتداءات الغادرة والإنتهاكات اليومية لقرار وقف إطلاق النار، نضعها برسم الدولة والحكومة اللبنانية بكافة أجهزتها وبمختلف أركانها وتسمياتها، وهي نقطة سوداء جديدة في سجل العهد الجديد الذي استنظرنا منه خيراً وقوة واقتدار، وهي مسمار أخير في نعش القرارات الدولية وعناوين السيادة الوطنية والشرعية الدولية والأساليب الدبلوماسية والسياديين الجدد الذين برروا للعدو أفعاله الإجرامية على مدى سنوات.
أضاف: اليوم، مجدداً في عهد الدولة، وتحت عناوين بسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية، يسرح العدو الاسرائيلي بدون رادع او مانع وتحت أنظار «اللجان المراقبة والمواكبة»، ويعتدي على أملاك الناس، ويدمّر بيوتهم ويحرق أرزاقهم ويخرّب جنى أعمارهم ويقتل أبناءهم من دون اي تحرك فعلي للدولة اللبنانية، فهل هذا وعدكم لأبناء الجنوب وهل هكذا يكافؤون؟ أين دوركم؟ أين سلطتكم؟ أين تعهدكم بحماية الناس؟
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن الجيش الإسرائيلي استهدف بقذيفة مدفعية فجر الجمعة منزلا مأهولا يقع بمحيط تلة شواط في عيتا الشعب بمحافظة النبطية.
ونفذت قوة مشاة معادية مؤلفة من 20 جندياً مسحاً قرب الضفة الشرقية لنهر الوزاني، فيما تخطى 3 جنود الخط الأزرق ودخلوا إلى أحد المنتزهات اللبنانية.
الانباء:
سباق محموم بين الدبلوماسية التي يتولاها مساعد وزير الخارجية السعودي الأمير يزيد بن فرحان، من أجل إقناع اللبنانيين باتخاذ خطوات جريئة وصارمة في موضوع تسليم السلاح، وسياسة العصا والجزرة التي لوّح بها الموفد الأميركي توم برّاك. ومن المتوقع وصول الأخير الى لبنان، بعد غد الاثنين، في زيارة وُصفت بالمفصلية إزاء تسلمّ الأجوبة على الورقة التي سبق أن سلمها لرؤساء الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام، أثناء لقائه بهم في زيارته الأولى الى بيروت في الحادي عشر من حزيران الماضي.
وأشارت مصادر مراقبة عبر جريدة الانباء الالكترونية الى خطورة المرحلة التي يمرّ بها لبنان، على وقع التهديدات الاسرائيلية المتكررة، وعدم إعطاء حزب الله حتى الساعة أجوبة مقنعة في موضوع تسليم السلاح.
ورأت انه في حال لم يلتزم "الحزب" بالمهلة المعطاة له ويتعهّد بتسليم السلاح خلال مدة الأربعة أشهر المقبلة التي حددها باراك، والهروب الى الأمام لكسب الوقت، فإن اسرائيل عازمة على استئناف الحرب ضده بضوء أخضر أميركي، تماماً كما فعلت في حربها على غزة.
وتداركاً لما قد يطرأ من مستجدات ليست في الحسبان، تأتي زيارة الموفد السعودي إلى لبنان لحث المسؤولين اللبنانيين العمل على تجنب المزيد من القتل والدمار. خاصة وأن لبنان ما زال يعيش تحت وطأة ما خلّفته الحرب الاسرائيلية ضده بعد أن تصاعدت وتيرتها في أيلول الماضي واستمرت حتى الاتفاق على وقف اطلاق النار في تشرين الثاني الماضي.
المصادر لفتت الى أن الهدف من زيارة بن فرحان بالتحديد هو دفع الدولة الى اللحاق بالمتغيرات الحاصلة من خلال رد واضح وايجابي لا لبس فيه على ورقة براك، لأن السلبية وعدم التعاون يعنيان دخول لبنان في جحيم الحرب مجدداً. وبالتالي شكلت زيارته دفعاً في الإسراع للرد الايجابي تجنباً لتجدد الحرب على لبنان.
وكان بن فرحان قد جال على الرؤساء الثلاثة عون وبري وسلام، كما جال على القيادات السياسية لوضعها في أجواء مهمته. والجدير ذكره أن زيارات بن فرحان السابقة الى بيروت اتسمت بالحسم سواء بانتخاب رئيس الجمهورية، ومعالجة التوتر على الحدود اللبنانية السورية التي كان من نتيجتها زيارة الرئيس نواف سلام إلى سورية ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع.
وأشارت مصادر مراقبة إلى أن الردود التي حصل عليها بن فرحان من المسؤولين والقيادات التي التقاها لم تكن كلها مطمئنة بما خص تسليم السلاح. لأن بعض الجهات الرسمية وحزب الله يطالبون بضمانات مقابل تسليم السلاح وهو ما ترفضه اسرائيل والادارة الاميركية اللتين تشددان على تسليم السلاح اولاً ومن ثم البحث في الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، وتسليم الاسرى. وهذه النقطة برأي المصادر هي لب المشكلة في الاتصالات التي يجريها بن فرحان، ويسعى من أجلها براك.
المصادر المراقبة كشفت ان حزب الله أصبح مقتنعاً بنسبة كبيرة بضرورة تسليم سلاحه لأنه لم يعد له أية فائدة في ظل الاتفاق على وقف اطلاق النار وإبقاء منطقة جنوب الليطاني منزوعة السلاح. وفي ظل اعتماد اسرائيل على الاسلحة المرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، واستخدام المسيّرات الدقيقة التي تعرف كيف تحدد أهدافها بدقة كتلك التي استهدفت سيارة المسؤول الايراني في منطقة خلده. لكن ما يخشاه حزب الله بحسب المصادر هو أي تطور عسكري يطاله عند الحدود الشرقية مع سوريا، ويحتاج إلى تطمينات كبيرة على هذا الصعيد.
بموازاة ذلك، أشارت المصادر الى التحرك المفاجىء للجنة الخماسية لمواكبة الاتصالات التي يجريها بن فرحان وبراك، ما يعني ان موضوع تسليم السلاح ذاهب نحو الحسم وان شهر تموز الحالي قد يشهد تطوراً مهماً في هذا الموضوع.
واعتبرت المصادر ان زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى واشنطن ولقائه المرتقب مع الرئيس دونالد ترامب، تصب في اتجاه التوصل الى هدنة طويلة الامد في غزة.
وبالفعل أعلنت حماس، ليل الجمعة، "أننا أكملنا مشاوراتنا بشأن مقترح الهدنة وسلّمنا رداً إيجابيا للوسطاء والحركة جاهزة للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار".
البناء:
بعدما قدمت حركة حماس مساء أمس، ردها على المقترح الأميركي لاتفاق غزة المرتقب، ووصفته بالإيجابي، أكدت مصادر فلسطينية أن الرد ينطلق من القبول بالمقترح كأساس للتفاوض حول الاتفاق، ويسجل عدداً من الملاحظات التي وصفت بالفنية، وتدور حول ثلاثة محاور، الانسحابات والضمانات والمساعدات، وينص المقترح الأميركي على وقف لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، بضمانات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضمن استمراره طوال المدة. وتقترح الورقة جدولاً للإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثماناً، وفق الترتيب التالي: في اليوم الأول يطلق 8 أسرى أحياء، وفي اليوم السابع تسلم 5 جثامين، وفي اليوم 30 تسلم 5 جثامين، وفي اليوم 50 يطلق 2 من الأسرى الأحياء، وفي اليوم 60 تسلّم 8 جثامين. على أن تجري عمليات تبادل الأسرى من دون احتفالات أو استعراضات، وينص الاقتراح على دخول المساعدات الإنسانية فوراً إلى قطاع غزة وفقًا لاتفاق 19 كانون الثاني الماضي، وبكميات كافية، بمشاركة الأمم المتحدة والهلال الأحمر، بمعدل 600 شاحنة يومياً، ووفقاً للمقترح، وبعد الإفراج عن 8 أسرى، سينسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق في شمال غزة، حسب خرائط يتم التوافق عليها، كما ستتم عملية انسحاب إسرائيلية من مناطق في الجنوب في اليوم السابع، حسب خرائط متفق عليها.
في الدوحة انطلقت المفاوضات حول نقاط الخلاف، وما تطلبه حماس أن يكون الانسحاب شاملاً من قطاع غزة دون أي التباسات وكلمات مواربة مثل مناطق متفق عليها، وأن تكون الضمانات الأميركية بأن الاتفاق سوف يؤدي إلى إنهاء الحرب مكتوبة، وأن وقف إطلاق النار سوف يستمر طيلة مدة التفاوض للوصول إلى إنهاء الحرب بعد انتهاء مهلة الـ 60 يوماً، وتقول مصادر فلسطينية إن الأميركي مهتم بإنجاز الاتفاق قبل زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن المتوقع يوم الاثنين القادم.
لبنانياً، استعدادات لزيارة المبعوث الأميركي توماس باراك، وبلورة تصوّر واضح للتعامل مع أسئلته وطلباته وفق معادلة، أن ما يريده لبنان محدد وواضح، وهو استعادة أراضيه المحتلة ووقف المخاطر الإسرائيلية، ووقف الاعتداءات المستمرة والمتمادية براً وبحراً وجواً وضمان عدم العودة إليها، وأنه مقابل طلب ضمانات لبنانية بإنهاء ملف السلاح يجب أن يحصل لبنان على ضمانات أميركية بتحقيق مطالب لبنان، ومثلما يطلب من لبنان تقديم وثيقة خطيّة يطلب لبنان وثيقة خطية أميركية ومقابل جدول زمني لتطبيق حصرية السلاح يطلب لبنان جدولاً زمنياً لاستعادة أراضيه وتأمين استقراره ووقف العدوان على أرضه ووقف الانتهاكات الجويّة لسمائه.
وشدّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه في الضاحية الجنوبية على أن «الدفاع لا يحتاج إلى إذن وعندما يتوفر البديل الدفاعي عن الوطن نناقش التفاصيل»، مخاطبًا مَن يطالب المقاومة بتسليم السلاح قائلًا: «طالبوا العدوان بالرحيل.. هل يُعقل أن لا تنتقد العدوان ودائمًا «ترصّ» على جماعتك وأهل وطنك؟ وتقول لهم «أنتم بالأول تخلّوا عن سلاحكم»؟!
ولفت الشيخ قاسم إلى أن “الفرق بيننا وبين البعض أننا وطنيون وإسلاميون ونتطلع إلى قضايا المجتمعات المختلفة بالتعاطف ونحاول أن نساهم إذا استطعنا مع المستضعفين على وجه الأرض..”، وأضاف “نحن نعيش في لبنان في إطار الحوار وإبداء الرأي ضمن القوانين.. نحن في لبنان مقاومة في مواجهة الاحتلال “الاسرائيلي” الذي يحتلّ الأرض الذي لا بد أن يخرج من أرضنا”.
وأضاف الشيخ قاسم: “إذا قبل بعضهم بالاستسلام هذا شأنهم أما نحن لا نقبل..”، وأوضح “نحن جماعة هيهات منا الذلة ولا نقبل بالاستسلام.. أخطأتم الحساب بالاستقواء علينا فشعب المقاومة لا يهاب الأعداء، فلا تفكروا أنكم إذا تخبأتم وراءهم ستكسبون الإنجازات..”، وشدّد على “الإنجازات أن نحرر أرضنا ووطننا وهذه دعوتنا إليكم ونحن حاضرون”.
بدورها، حذرت هيئة الرئاسة في الحركة أمل لمناسبة يوم شهيد “حركة أمل”، في بيان بعد اجتماع رأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري، من أن “استمرار الوضع الراهن على هذا النحو لا يمثل فقط استباحة وانتهاكاً لسيادة لبنان وتهديداً للأمن والسلم فيه وفي المنطقة، بل أيضاً يمثل استباحة واستهانة واستخفافاً بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة وخاصة لصدقيّة الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، فهي مدعوّة اليوم أكثر من أي وقت مضى للاضطلاع بمسؤوليّاتها وممارسة كل ما لديها من نفوذ للضغط على “إسرائيل” لوقف عدوانها والانسحاب إلى خلف الحدود المعترف بها دولياً وإطلاق سراح الأسرى.
وجدّدت الحركة “دعوة الحكومة إلى وجوب الوفاء بما تعهدت به في بيانها الوزاري لجهة اعتبار إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي أولوية من أولوياتها، كما ترفض الحركة رفضاً مطلقاً تحت أي عنوان من العناوين أي محاولة لربط ملف إعادة الإعمار لا سيما في القرى الحدودية المتاخمة مع فلسطين المحتلة بأي التزامات سياسية تتعارض مع ثوابت لبنان الوطنية والسيادية. كما جددت تمسكها باتفاق الطائف كإطار دستوري سياسي ناظم لعلاقات اللبنانيين في ما بينهم على قاعدة التوازن والشراكة. وفي هذا الإطار تدعو الحركة الحكومة وانسجاماً مع ما جاء في بيانها الوزاري إلى إثبات جديتها وامتلاك الجرأة والشجاعة للمبادرة فوراً نحو تطبيق ما لم يطبق من هذا الاتفاق لاسيما البنود الإصلاحية وفي المقدمة إنجاز قانون عصري للانتخابات النيابية خارج القيد الطائفي، وإنشاء مجلس للشيوخ، وإقرار اللامركزية الإدارية، وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية.
ميدانياً، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، حيث أفادت قناة “المنار”، بأن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت الرصاص باتجاه ضفاف نهر الوزاني وألقت قنبلة مضيئة أدّت إلى إشعال حريق قرب السياج التقني.
ولفتت إلى أن القوات الإسرائيلية “استدعت فريق الإطفاء لإخماد الحريق الذي اندلع قرب السياج التقني في الوزاني وامتد الى داخل الأراضي المحتلة بعد سقوط قنبلة مضيئة رماها في أجواء المنطقة”.
كما توغّلت قوّة إسرائيلية في بلدة ميس الجبل قضاء بنت جبيل وأقدمت على تفجير معمل للبياضات كان صاحبه المدعو صبحي حمدان قد أعاد ترميمه قبل فترة وجيزة. كما استهدف جيش الاحتلال بقذيفة مدفعيّة، منزلاً مأهولاً يقع في محيط تلة شواط في بلدة عيتا الشعب، ألحقت به أضراراً إضافية، بعد أن كانت قد استهدفته مرات سابقة بقنابل صوتيّة. كما اجتاز جنود إسرائيليون الخط الأزرق قُرب منتزهات الوزاني.
في غضون ذلك، حطّ المبعوث الأميركي الى سورية والمكلف ملف لبنان موقتاً توماس برّاك في باريس قبل ان ينتقل الى لبنان مطلع الأسبوع المقبل، حيث أجرى مباحثات مع المسؤولين الفرنسيين في الملفات التي سيبحثها في لبنان.
ونقلت قناة “الحدث” عن وزارة الخارجية الفرنسية قولها “إننا نتواصل مع شركائنا الأميركيين حول لبنان ويجب تطبيق اتفاق تشرين الثاني بكامل بنوده”، مشيرة الى “أن قوات اليونيفيل وآلية المراقبة ستشرفان على تسليم السلاح إلى الجيش اللبناني”.
وأشارت معلومات “البناء” الى أن الورقة اللبنانية أصبحت شبه منجزة بكامل بنودها وتفاصيلها، ولكنها لم تنجز بشكل كامل وتحتاج إلى المزيد من الاجتماعات والنقاشات في بعض التفاصيل الحساسة والأساسية. ولفتت المعلومات الى أن الورقة لن تخرج الى العلن إلا بعد الاتفاق عليها بين أعضاء اللجنة الذين يمثلون الرؤساء الثلاثة فيما يتكفل الرئيس بري بالتواصل مع قيادة حزب الله الذي يطلع على كل مراحل النقاش وعلى التفاصيل ويشارك في بعض الاجتماعات عبر ممثل الرئيس بري الذي يلتقي المعاون السياسي للشيخ نعيم قاسم الحاج حسين الخليل، وبالتالي الاتفاق على الخطوط العامة للورقة شبه منجز على أن يتمّ حسم بعض التفاصيل الأساسية.
وما أصبح معروفاً وفق المعلومات هو أن لبنان ضمن الورقة مساراً كاملاً متكاملاً للحل يبدأ بالانسحاب الإسرائيلي من كامل الجنوب وليس فقط من النقاط الخمس ووضع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة وانسحاب “إسرائيل” منها، أي أن الخطوة الأولى على عاتق الجانب الإسرائيلي وليس اللبناني الذي أنجز كل ما التزم به في اتفاق وقف إطلاق النار مقابل عدم التزام الجانب الإسرائيلي ولا الضامن الأميركي – الفرنسي.
ويواصل رئيس الجمهورية جوزاف عون تنسيقه مع رئيس الحكومة للبحث في الردّ اللبناني على الورقة الاميركية على أن يعقد اجتماع جديد للجنة المعنيّة في صياغة الرد على الورقة الأميركية اليوم في قصر بعبدا وفق ما لفتت مصادر إعلامية.
وأكدت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” أنه لا يوجد شيء اسمه نزع السلاح ولا تسليم السلاح، بل البحث بملف السلاح من باب كيفية حماية لبنان والدفاع عنه من الأخطار كافة أكان من الجنوب أو الشمال أو الشرق، أو حتى من الداخل حيث الشبكات الإرهابية ومخيمات النزوح السوري اللتين تشكلان أزمات متعددة أمنية واقتصادية واجتماعية، وبالتالي يناقش السلاح ضمن استراتيجية الأمن الوطني ضمن صيغة يتفق عليها الجيش والمقاومة بما يخدم المصلحة الوطنية وحماية الحدود وأهالي الجنوب والبقاع والشمال والعاصمة وكل الوطن، وبالتالي سيكون السلاح أكان بيد المقاومة أو الدولة جزءاً من استراتيجية الأمن الوطني للحماية والدفاع.
وفي موازاة، ذلك جال الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان على المسؤولين في مهمة تتمحور حول تهيئة الأجواء السياسية قبل وصول الضيف الأميركي والتركيز على ملف العلاقات اللبنانية – السورية ونقل رسالة للمراجع اللبنانية بضرورة التجاوب مع الورقة الأميركية لتجنب التداعيات في المستقبل وفق ما علمت “البناء”. وبعدما شارك في اجتماع الخماسيّة أمس الأول، أفيد أنه التقى أمس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري على أن يجتمع أيضاً مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط.
وأشار السفير المصري علاء موسى، بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية جوزاف عون الى أنّ “هناك إشارات إيجابيّة في موضوع حصرية السلاح، والرئيس عون يتولى الأمور التفصيلية ويضع اهتماماً كبيراً لمعالجتها”.
على صعيد آخر، وإثر زيارة هي الأولى إلى الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا، أكّد رئيس “التيار الوطني الحر”، أن “من البديهي والطبيعي أن يكون هناك مقابل السلاح المطروح سحبه، انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة، ووقفٌ للاعتداءات الإسرائيلية، ووقف وضع اليد على الموارد الطبيعية اللبنانية من غاز ونفط. هذا أمر طبيعيّ، ولكي يشعر الجميع أن من استشهد للدفاع عن لبنان لم يذهب استشهاده سدى. وعندما سيُعطى هذا السلاح للجيش وللدولة التي نحن جميعاً فيها وجزء منها هو حزب الله، يكون هذا السلاح حامياً لنا جميعاً ويدافع عن لبنان. وأيضاً يكون قد أدَّى وظيفة وطنية كبيرة وحقق إنجازاً كبيراً”. ووجّه لحزب الله رسالة قائلاً: “أتمنى أن يلتقط حزب الله هذه الفرصة”.
وأعلنت قيادة الجيش، أنه “بتاريخ 4/ 7/ 2025، أوقفت وحدة من الجيش عند حاجز المدفون – البترون 31 سوريًا، وذلك لدخولهم الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعيّة.
كما أوقفت دورية من مديرية المخابرات في مدينة بيروت السوريَّين (ع.ع.) و(س.ع.) لتشكيلهما عصابة سلب بقوة السلاح، وتعاطيهما المخدرات بالإضافة إلى تجولهما داخل الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية. وضبطت في حوزتهما كمية من المخدرات ومسدسًا حربيًّا”.
الشرق:
في باريس حطّ المبعوث الاميركي الى سوريا والمكلف ملف لبنان موقتا توماس برّاك قبل ان ينتقل الى لبنان مطلع الاسبوع، آملا تسلم ورقة الرد اللبناني على مقترحاته بتوافق رسمي جامع. ملفا سوريا ولبنان بتشعباتهما وتعقيداتهما وتداخلهما حضرا في لقاءاته الفرنسية لا سيما الوضع الامني المهتز في البلدين وكيفية نقله الى حال من الاستقرار تواكب تحولات المنطقة.
اما في لبنان فتبقى المعلومات متضاربة تتقلب بين ليلة وضحاها، فينام المرء على رفض حزب الله تسليم سلاحه مهما كان الثمن ليستيقظ على نبأ عن ان الرد اللبناني أصبح جاهزًا بالتنسيق مع حزب الله وانه يشمل تأكيد حصرية السلاح بيد الدولة تزامنًا مع انسحاب إسرائيل تمامًا من لبنان.
جديد الاخبار نقلته “رويترز” عن مصادر مطلعة، فاوضحت ان حزب الله توصّل لقناعة بأن الترسانة التي جمعها لردع إسرائيل تحولت لعبء عليه وهو يدرس تسليم مزيد من الأسلحة خاصة الصواريخ والطائرات المسيّرة شرط انسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف هجماتها. واشارت الى انه يدرس تقليص دوره كحركة مسلحة من دون نزع سلاحه بالكامل.
من جانبها، نقلت قناة “الحدث” عن وزارة الخارجية الفرنسية قولها “اننا نتواصل مع شركائنا الأميركيين حول لبنان ويجب تطبيق اتفاق تشرين الثاني بكامل بنوده”، مشيرة الى “ان قوات اليونيفيل وآلية المراقبة ستشرفان على تسليم السلاح إلى الجيش اللبناني”.
جولة بن فرحان
على هذا الخط يتحرك الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان ويجول على المسؤولين لروتشة الافكار اللبنانية قبل وصول الضيف الاميركي. فبعدما شارك في اجتماع الخماسية اول امس، افيد انه التقى امس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري على ان يجتمع ايضا مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط.
رسالة باسيل للحزب
من جهته، وإثر زيارة هي الاولى الى الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا، أكّد رئيس “التيار الوطني الحر”، أن “من البديهي والطبيعي ان يكون هناك مقابل السلاح المطروح سحبه، إنسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة، ووقفٌ للإعتداءات الإسرائيلية، ووقف وضع اليد على الموارد الطبيعية اللبنانية من غاز ونفط. هذا امر طبيعي، ولكي يشعر الجميع ان من إستشهد للدفاع عن لبنان لم يذهب إستشهاده سدى. وعندما سيعطى هذا السلاح للجيش وللدولة التي نحن جميعا فيها وجزء منها هو حزب الله، يكون هذا السلاح حاميا لنا جميعا ويدافع عن لبنان. وأيضا يكون قد أدَّى وظيفة وطنية كبيرة وحقق إنجازا كبيرا.” ووجه لحزب الله رسالة قائلا: “أتمنى أن يلتقط حزب الله هذه الفرصة”.
جولة رئاسية قضائية
في الغضون، أجرى رئيس الجمهورية جوزاف عون، صباحا، زيارة تفقدية إلى وزارة العدل في بيروت، اطلع خلالها على سير العمل داخل الوزارة وواقع القطاع القضائي في هذه المرحلة الدقيقة. وخاطب القضاة: “أقول للقضاة، احكموا بالعدل واستنادًا إلى القوانين؛ فلا تبرّئوا مجرمًا، ولا تجرّموا بريئًا، ولا تخضعوا للضغوطات أو للترهيب”. والتقى الرئيس عون وزير العدل القاضي عادل نصّار في مكتبه، حيث شدد على أهمية ترسيخ العدالة وتعزيز دور القضاء في ظل التحديات الراهنة التي تواجه البلاد.
وانتقل بعدها إلى مجلس القضاء الأعلى يرافقه وزير العدل عادل نصار، حيث التقى رئيس المجلس القاضي سهيل عبود. ثم انتقل إلى مكتب المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار، حيث التقى به في حضور الوزير عادل نصار، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي أيمن عويدات. كما التقى النائبة العامة بالنيابة القاضية دورا الخازن، وذلك في حضور الوزير عادل نصار، والقضاة سهيل عبود، جمال الحجار، وأيمن عويدات.
الى ذلك، أطلع حاكم مصرف لبنان، كريم سعيد، الرئيس عون على نتائج لقاءاته مع المسؤولين في صندوق النقد الدولي، ووزارتي الخزانة الأميركية والفرنسية.
… وأخرى اجتماعية:
وتوازياً، وفي إطار متابعته المباشرة لبرامج الحماية الاجتماعية، قام رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ترافقه وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، بجولة ميدانية على عدد من مراكز الخدمات الإنمائية في بيروت، للاطلاع على سير تنفيذ برنامج “أمان” الوطني.
الشرق الاوسط:
يربط «حزب الله» النقاشات المتصلة بتسليم سلاحه، ببدء الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من النقاط المحتلة داخل الأراضي اللبنانية، «والتزامه كامل الشروط المنصوص عليها في إعلان وقف إطلاق النار»، وسط «مراجعة استراتيجية كبرى» تتضمن «بحث تقليص دوره كجماعة مسلحة دون تسليم سلاحه بالكامل»، حسبما نقلت وكالة «رويترز» عن 3 مصادر.
مواقف متضاربة
يرسل «حزب الله» إشارات متضاربة حيال موقفه من الورقة الأميركية التي حملها الموفد الأميركي توماس براك إلى بيروت قبل أسبوعين، ومن المتوقع أن يحصل على إجابات عليها مطلع الأسبوع المقبل، خلال زيارته إلى بيروت، حيث سيناقش مع رؤساء الجمهورية جوزيف عون، والبرلمان نبيه بري، والحكومة نواف سلام، في ملف المطالب الأميركية بسحب سلاح «حزب الله»، وتنفيذ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية.
وبينما يؤكد مسؤولو الحزب، وآخرهم النائب حسين الحاج حسن، أن «المقاومة، رغم كل هذه الضغوط، تواجه بثبات ووعي، وتملك خيارات واضحة، وتعمل بأعصاب هادئة»، وضعت كتلة «الوفاء للمقاومة»، وهي كتلة الحزب في البرلمان، أولوية انسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة، قبل البحث في ملف السلاح.
وأكدت الكتلة في بيان لها، حرصها على «وجوب تظهير موقف لبنان الدولة والشعب قوياً وسيادياً واضحاً، خصوصاً أنّه التزم بشكلٍ كامل بإعلان وقف الحرب فيما ضرب العدو الصهيوني، ولا يزال هذا الإعلان عرض الحائط».
وقالت الكتلة بعد جلستها الدورية برئاسة النائب محمد رعد: «ليكن واضحاً أيضاً أنّ لبنان متمسك بمطالبه وحقوقه الوطنيّة الكبرى والسيادية وملتزم بها رغم كل الضغوط والتواطؤ والدعم الفاضح من بعض الدول الكبرى لمصلحة العدو الصهيوني، بدل قيامها بمساعدة لبنان وإلزام العدو بتنفيذ ما يُلزمه الاتفاق بتنفيذه دون تباطؤ أو تحايل أو تذرع واهٍ ومفضوح».
وشددت على «ضرورة أن تكون كل المقاربات ضمن الإطار السيادي الوطني لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني، والإجراءات والمسارات التي تتصل بالأمن والاستقرار والتعافي وحفظ السيادة وبسط سلطة الدولة»، ورأت أنّ «المقدمات الطبيعية والبديهية لذلك كله يتمثل بانسحاب العدو من مناطقنا المحتلة والتزامه كامل الشروط المنصوص عليها في إعلان وقف إطلاق النار».
وفي السياق نفسه، رأى عضو الكتلة النائب حسين جشي أن «الدولة اللبنانية حين تراهن على العلاقات الدولية والدبلوماسية لتحرير الأرض، دون امتلاك عناصر القوة الداخلية، فهي تراهن على الوهم»، وقال: «مرّت 7 أشهر على وقف إطلاق النار، وكل تلك الرهانات لم تحقّق أي تقدم، لذلك، فإن التمسك بالمقاومة هو الخيار الوحيد الذي أثبت فاعليته، وهو خيار وطني وإنساني وأخلاقي لحماية الوطن والدفاع عن الكرامة».
مراجعة استراتيجية
في هذا الوقت، بدأ الحزب «مراجعة استراتيجية كبرى بعد الحرب المدمرة مع إسرائيل تتضمن بحث تقليص دوره كجماعة مسلحة دون تسليم سلاحه بالكامل»، حسبما قالت 3 مصادر مطلعة. وقال مصدر أمني في المنطقة ومسؤول لبناني رفيع المستوى لـ«رويترز» إن «هناك أيضاً شكوكاً بشأن حجم الدعم الذي يمكن أن تقدمه طهران التي تخرج الآن من حرب ضروس مع إسرائيل». وذكر مسؤول كبير آخر مطلع على المداولات الداخلية لـ«حزب الله»، أن الجماعة تجري مناقشات سرية عن خطواتها التالية. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن لجاناً صغيرة تجتمع شخصياً أو عن بعد لمناقشة مسائل، مثل هيكل الجماعة القيادي ودورها السياسي وعملها الاجتماعي والتنموي وأسلحتها. وذكر المسؤول ومصدران آخران مطلعان على المناقشات أن «حزب الله» خلص إلى أن ترسانة الأسلحة التي جمعها لردع إسرائيل ومنعها من مهاجمة لبنان أصبحت عبئاً. وقال المسؤول: «كان لدى (حزب الله) فائض قوة، كل تلك القوة تحولت إلى نقطة نقمة»، موضحاً أن «حزب الله» «ليس انتحارياً».
تسليم أسلحة ثقيلة
بعد تفكيك الجزء الأكبر من ترسانة «حزب الله» في جنوب الليطاني، قالت المصادر إن «حزب الله» يدرس الآن تسليم بعض الأسلحة التي يمتلكها في مناطق أخرى من البلاد، لا سيما الصواريخ والطائرات المسيرة التي تعد أكبر تهديد لإسرائيل، بشرط انسحابها من الجنوب ووقف هجماتها، لكن المصادر قالت إن الجماعة لن تسلم ترسانتها بالكامل. وقال «حزب الله» إنه يعتزم على سبيل المثال الاحتفاظ بأسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدبابات بوصفها وسيلة لصد أي هجمات في المستقبل.
«هوية» «حزب الله»
ونقلت الوكالة عن مسؤول أوروبي مطلع على تقييمات مخابراتية أن الجماعة تجري الكثير من النقاشات بشأن مستقبلها، لكن من دون نتائج واضحة. ووصف المسؤول وضع «حزب الله» كجماعة مسلحة بأنه جزء من هويتها، قائلاً إنه سيكون من الصعب عليها أن تصبح حزباً سياسياً بحتاً. وأفاد نحو اثني عشر مصدراً مطّلعاً على نهج تفكير «حزب الله» بأن الجماعة تريد الاحتفاظ ببعض الأسلحة ليس فقط تحسباً لتهديدات من إسرائيل في المستقبل، لكن أيضاً لقلقها من أن يستغل مسلحون سُنة في سوريا المجاورة التراخي الأمني لمهاجمة شرق لبنان، وهي منطقة ذات أغلبية شيعية.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا