باراك من بعبدا: الاجتماع كان مرضياً وواشنطن ممتنة...
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Jul 07 25|17:10PM :نشر بتاريخ
استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، سفير الولايات المتحدة الاميركية في تركيا والمبعوث الخاص في الملف السوري السفير توماس برّاك، في حضور سفيرة الولايات المتحدة في لبنان السيدة ليزا جونسون والوفد المرافق.
وخلال الاجتماع، تسلّم السفير برّاك افكاراً لبنانية لحل شامل، وذلك استكمالاً للزيارة التي كان قام بها الموفد الاميركي الى بيروت في حزيران الماضي.
بعد اللقاء الذي استمر ساعة ونصف الساعة، تحدث السفير برّاك الى الصحافيين فقال:
"لقد عقدنا للتو اجتماعا مثيراً جداً ومرضياً للغاية مع فخامة الرئيس وفريقه، ونحن والرئيس ترامب والوزير روبيو نشعر بامتنان كبير للسرعة والاهتمام واللهجة المتزنة والمدروسة في الرد على اقتراحاتنا. انها فترة شديدة الاهمية بالنسبة للبنان والمنطقة، وانتم الذين تتابعون كل جوانب ما يجري في المنطقة، تعلمون اكثر من غيركم ان هناك فرصة تلوح في الافق ولا أحد اكثر من اللبناني قادر على اغتنام الفرص المتاحة في مختلف انحاء العالم. وأنا اقول ذلك دائماً وأنا ثمرة هذا النظام. وأقولها بكل وضوح: في أي مكان في العالم ولو كان صحراء قاحلة، تجدون اللبناني قادراً على النجاح، لكن لسبب ما لا نستطيع أن نفعل ذلك في وطننا. وهذا أمر لا يصدق. حان الوقت، فالمنطقة تتغير وكل شيء يتحرك بسرعة فائقة. فالدول من حولنا تمر بتحولات وتغييرات. ان رئيس الولايات المتحدة الاميركية اعرب عن التزامه واحترامه الكبير للبنان ودعمه ورغبته في مساعدته ودعمه لتحقيق السلام والازدهار. وانا لا أظن ان هناك اي تصريح مشابها لذلك منذ عهد دوايت ايزنهاور. ونحن ممتنون ومتفائلون لذلك".
حوار مع الصحافيين
ثم دار بين السفير براك والصحافيين الحوار التالي:
سئل: هل انتم مقتنعون بالرد اللبناني حول نزع سلاح "حزب الله" وهل كان الجواب واضحا بالنسبة اليكم؟
أجاب: "انا ممتن للرد اللبناني، لقد حصلت عليه منذ خمس واربعين دقيقة فقط، وكان مدروساً ومتزناً. نحن نعمل على اعداد خطة للمضي قدمًا، ولتحقيق ذلك نحتاج الى الحوار، وما قدمته لنا الحكومة كان امراً استثنائياً في فترة قصيرة. وانا اشعر برضى غير عادي عن الرد. ونحتاج الان الى التعمق وفترة للتفكير اكثر في التفاصيل، وهذا ما سنقوم به. نحن، مع الجانب اللبناني، ملتزمون بالوصول الى القرار والحل، ولذلك أنا متفائل ومتفائل جداً جداً. لقد اوكل الرئيس عون فريقاً رائعاً للعمل على هذا الملف، والحكومة بأكملها أيضاً تدعم هذا التوجه. وبالطبع، إن التعقيدات وراء ذلك كله هائلة، لكن في النهاية، الامر بسيط: هل الجميع قد سئم مما جرى خلال السنوات الماضية؟ وأنا أعتقد ان الجواب هو: بالتأكيد نعم. لذا اذا وضعنا كل ذلك جانباً، هناك هندسة جديدة، علينا ان نغتم الفرصة الآن وسيكون على الجميع ان يتنازل عن شيء ما. فعندما يتخلى البعض عن بعض الامل الزائف او عن التوقعات غير الواقعية او عن الاوهام، او عن العداوات الداخلية التي عشناها، يمكنكم ان تحظوا بدعم من العالم أجمع لتحقيق ذلك. لكن لا بد من أن يبدأ ذلك من الداخل. وكل هذا يحدث في فترة قصيرة جداً" .
سئل: هل سيكون هناك فرصة أخرى للبنان، وكيف سيتم التعامل مع موقف "حزب الله" الرافض لتسليم سلاحه الى الدولة؟
اجاب: "ان الخبر السار بالنسبة الى الولايات المتحدة هو اننا لا ننوي التعامل معهم، بل ننوي ان تتعاملوا انتم معهم. فهذه ليست حالة تأتي فيها الولايات المتحدة لتقول: نريد تغيير النظام، او نحن غير راضين عن أحد أكبر الاحزاب السياسية في البلاد. او نحن غير مرتاحين للطائفية الدينية في هذا البلد. فليس هذا هو موقفنا. ما نقوله ببساطة هو، إذا اردتم التغيير فأنتم من يجب أن يحدثه، ونحن سنكون الى جانبكم وندعمكم. أما إذا لم ترغبوا في التغيير، فلا مشكلة، فالمنطقة بأسرها تسير بسرعة فائقة، وانتم ستكونون متخلفين للاسف، وهذه هي فعلا رسالة الوزير روبيو، والرئيس ترامب، ورسالة العالم اجمع. انها دعوة للتحرك، انتم لؤلؤة المتوسط. فقبل اي احد، كان العالم ينظر الى لبنان ويقول: هذا هو الجسر بين الشرق والغرب، هذا هو الشعب الاكثر روعة واصراراً في العالم. فكيف لا يستطيع ان يتوحد؟ لذلك، فليس الولايات المتحدة من يتعامل مع حزب الله، وليس هي من تملي عليكم ما عليكم فعله. وما نقوله هو اننا مستعدون للمساعدة في حال رغبتم".
سئل: لقد فشلت الولايات المتحدة الاميركية في ضمان التزام اسرائيل بالهدنة التي اقرها اتفاق وقف اطلاق النار في شهر تشرين الثاني، ما هي الضمانات التي يمكنكم تقديمها للبنان هذه المرة؟ وهل نحن فعلاً على شفير حرب جديدة في حال لم تتمكنوا من الحصول على شيء ديبلوماسيا من لبنان؟ وأقصد هنا بأنتم، أنتم وحليفكم اسرائيل؟
اجاب: "شكراً على السؤال، لكنني لا اتحمل مسؤولية اي من ذلك، لأن ما حدث لم يكن فشلاً اميركياً، لم يكن هناك في الاساس ضامن امني من قبل الولايات المتحدة لاسرائيل. ما كان موجوداً هو آلية تم انشاؤها (mechanism) هناك قوات "اليونيفيل" وهي الجهة التي تؤدي الدور التنفيذي التقني، ولكن ما حصل هو ان بنود اتفاق وقف الاعمال العدائية لم تكن كافية. ولذلك لم يثق اي طرف بالآخر. لم يكن هناك ضامن امني فعلي، بل كانت هناك آلية لا تملك القدرة على تصحيح الخلل عند حدوثه. ولذلك فإن انعدام الثقة بين اسرائيل وحزب الله والجيش اللبناني وكل الاطراف المعنية، لم يسمح بتشكيل ارضية مشتركة لأن الجميع كانوا في عجلة من امرهم لإنجاز اتفاق، لدرجة ان العناوين العريضة للاتفاق لم تكن كافية لتغطية تفاصيل ما حدث فعلياً. وما تقوم به حكومتكم الآن هو ملء تلك التفاصيل" .
اضاف: "ما قمنا به هو الرجوع الى الماضي واستخلاص الدروس. ما هي هذه الدروس؟ لدينا اتفاق الطائف الذي عدت اليه شخصياً وقرأته بنداً بنداً وهو تقريباً مشابه لما يحصل اليوم وتماما لما نتحدث عنه اليوم. لقد تكرر الامر مجدداً وبالمكونات ذاتها تقريبا. فقد كان هناك اتفاق لوقف الاعمال العدائية، فلماذا لم ينجح؟ فلنستفد من الدروس مجدداً . نحن الآن نأخذ جميع هذه الدروس بالاعتبار، لكن السبب الحقيقي الذي يجعلني مؤمناً بإمكانية تحقيق ذلك في هذه المرحلة بالذات هو ما يحدث من حولنا. لم تكن لدينا في الماضي الفرص التي نملكها اليوم. وانا اعتقد بأن اسرائيل تريد السلام مع لبنان، ولكن التحدي يكمن في كيفية الوصول الى تحقيق ذلك. حزب الله هو حزب سياسي، لكنه ايضاً يمتلك جانباً عسكرياً. وهو يحتاج لان يرى ان هناك مستقبلاً له، وان الطريق المطروح ليس مفروضاً ضده فقط، بل هناك نقطة تقاطع بين السلام والازدهار يمكن ان تشمله ايضاً .
وأعتقد ان الرغبة التي تنبثق من عناوين الاتفاق المشتركة هي كل ذلك بالضبط.، ولم يكن هناك اي ضامن امني ولا اعتقد ان انهيار ذلك الاتفاق يعني انهيار رغبة جميع الاطراف في التوصل الى اتفاق. وعلى مستوى المنطقة، إن ما يحدث في ايران ، وفي اسرائيل وما يحدث في سوريا ... فسوريا تتقدم بسرعة هائلة. من كان ليتخيل ذلك؟ أليس كذلك؟.
سئل: هل هناك من ربط بين ما يحصل مع "حزب الله" والمفاوضات مع ايران؟
اجاب: "لا رابط بتاتاً بين المسألتين، الرابط في ما نقوم به هنا هو انتم، وليست مشكلتنا ما يحصل مع ايران. المشكلة هي انكم غير قادرين على الاتفاق في ما بينكم، فنأخذ كل الطوائف الـ18 لتقولوا اي طائفة هي الاولى" .
سئل: هل هناك وقت محدد لالتزام لبنان؟
اجاب: "ليست بحاجة الى لبنان للالتزام، بل الاسراع على الاتفاق على ما يريده، وعندها كأميركيين، يمكننا التقدم بالموضوع، وقد اتى معنا ابرز وجوه مجلس الشيوخ في العلاقات الخارجية.
ان الجواب على كل هذه الاسئلة والقطع التي يجب تركيبها (Puzzle) هو في يد الحكومة اللبنانية وهو امر معقد، وهناك اجزاء كثيرة من هذه القطع، وحتى الوصول الى اجماع حولها لا يمكن للولايات المتحدة للتقدم في هذه المسألة وهذا هو كل ما نحاول القيام به في هذه المنطقة".
سئل: ما الفرق بين المقاربة الاميركية والرد اللبناني؟
اجاب: "هناك 15 نقطة تشمل كل الامور، والرد اللبناني كان على قدر كبير من المسؤولية، هناك بعض الامور التي اغفلناها، واخرى يرى الجانب اللبناني انه يجب ان تكون مختلفة بعض الشيء عما طلبناه. لكن في المجمل، فإن ما يحصل هو جزء للوصول الى قرار مبني على اساس دبلوماسي، وعلى اساس مطالب صندوق النقد الدولي، وعلى اساس مجلس الوزراء، وكيفية الجمع بين هذه الامور، واعادة الحياة الى الجنوب، وطرح التعاطي مع اسرائيل حول هذه المواضيع، وكيفية جعل الجميع يخففون من حدتهم والقول اننا سنثق بالالية التي ستراقب هذه المسائل، كيفية المراقبة والقيام بها" .
سئل: من سيتدخل اذا لم تنجح الحكومة في التعامل مع سلاح "حزب الله"؟
اجاب: "هل حزب الله حزب سياسي في لبنان؟ فلماذا تظنون ان اميركا او فرنسا او بريطانيا سيأتون الى لبنان لحل حزب سياسي في دولة سيادية؟ انها مشكلتكم وعليكم انتم حلها" .
سئل: ما الذي سيقدمه الاسرائيليون في المقابل للبنان؟
اجاب: "اعتقد ان البلدين يحاولان القيام بالامر نفسه، مفهوم التخفيف من التوتر والحدية ووقف الاعمال العدائية وان يخطوا نحو السلام. واشعر بالفعل ان الاسرائيليين لا يريدون حرباً مع لبنان، فهم ليسوا طفيليين، ولا رغبة لديهم في السيطرة على لبنان، ويحترمون الثقافة المشرقية التي يتشاطرها الجميع، وكان الامر بمثابة كابوس للطرفين والجميع قد تعب من هذا الامر. وهناك فرصة بفضل رئيس الولايات المتحدة من خلال اللحظة البطولية التي قام بها من اجل اسرائيل وما فعله مع ايران. ان اسرائيل هي في لحظة تستمع فيها الى ما الدورالذي يمكن ان تقوم به لاظهار للعالم انها صبورة، ولديها مصلحة في ان يكون جوارنا هادئاً واعتقد انهم صادقون بذلك، وان هذا ما يحصل. ولكن المشكلة مختلفة بعض الشيء، لماذا سوريا مذهلة؟ لانها انتقلت من الفوضى الشاملة في لحظة ما الى الامل في وقوف العالم اجمع خلفها وبداية الاعمار، وبدأت من الصفر. وهذا الامر الصعب في لبنان، لانه لا ينطلق من الصفر. فكيف يمكن للبنان ان يتخلف، لا يمكن حصول ذلك، وسوريا ليست طفيلية كذلك، فهي تحاول اعادة اعمار نفسها ولا تملك المسائل التي تملكونها هنا".
سئل: ما صحة قرب التوصل الى اتفاق بين سوريا واسرائيل؟
اجاب: "الحوار قد بدأ بين سوريا واسرائيل، كما يجب ان يحصل من جديد من قبل لبنان، ولن نتوقف عند ما كان عليه الامر في العام 1967 او 74 او 93 او 82 او القرار الاممي 1707، كل هذه الامور لم تعد على هذا القدر من الاهمية. الكل يسارع من اجل محاولة الحصول على تفاهم، على وقف للاعمال العدائية، من خلال الموافقة على اتفاق التخفيف من الحدة والتوتر.
وهذا ما يحصل بالوتيرة التي تحصل فيها الامور في سوريا، من بلد كان على خلاف مع اسرائيل- كما هو الحال مع لبنان في الجنوب- لذلك، هذا ما احثكم على القيام به حالياً، هو تخطي مشاكل الماضي، فكلكم عانيتم بشكل كاف، وكل العائلات قد تأثرت بالمجازر التي حصلت في الجانبين. حان الوقت لانهاء ذلك، ولكن لا يمكن لاميركا ان تعالج ما يحصل في الداخل، يمكنها المساعدة من الخارج، ولكن عليكم كلكم ان تتمتعوا بالروح الطيبة والسخية للقيام بهذا الامر".
سئل: ما هي التعديلات التي تمت اضافتها على الرد اللبناني؟
اجاب: "التعديلات هي في الصفحات السبع التي قرأتها الآن، وبعد ان طالعناها، تباحثنا في شأنها، وسيصلكم الجواب من خلال السفيرة الاميركية".
سئل: هل لا يزال لدى لبنان الوقت للحاق بالتغييرات الحاصلة في المنطقة؟
اجاب: "لاصارحك القول، هناك امور اخرى يجب علي القيام بها في حياتي، ولكن الرئيس ترامب يعتقد ان لبنان لا يزال المفتاح للمنطقة، لؤلؤة المتوسط، وقد شرّفني بهذه المسؤولية، ليس كدبلوماسي بل كممثل للحكومة. وقد ارسلنا الرئيس ترامب للقول إنه اذا اراد لبنان ان يقوم بذلك، فهو جاهز، لذلك ارسل ايضاً الكونغرس، فالنظام الاميركي عادة ما يضع الحكومة في طرف والكونغرس في طرف آخر، ولكن الكونغرس هنا اليوم مع الحكومة، لذلك فإن الفرصة متاحة الآن، ويمكنكم ان تكونوا قياديين. انظروا حولكم، كنا سويسرا الشرق الاوسط، الى ان فوتنا الفرصة، وسبقتنا دبي التي كانت متخلفة عن ابو ظبي، فاستغلت دبي المشاكل بين اللبنانيين لتأمين الامن للوافدين اليها. ان الشرط الاول لتأمين التمويل، اكان من خلال قرارات المصارف، او المصرف المركزي، او الهوة بين المصارف، كل ذلك لا جدوى منه اذا لم يكن هناك امن، لا احد سيأتي الى هنا اذا كان هناك مشاكل داخلية، مهما كانت ظروف الحياة جميلة في لبنان، المطلوب منكم التعامل مع الامر، وهناك رئيس للولايات المتحدة يرغب في تحقيق هذا الامر، ورأيتم ما فعله، وهو خرج عبر التلفزيون الوطني للقول انه يدعم لبنان، وهو شجاع بحق الا انه لا يملك الصبر الطويل. وانا، مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، جادون في التعامل مع هذا المسار، ولكن الامر يحتاج اليكم جميعاً لوضع "لبنان اولاً".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا