البناء: ترامب ونتنياهو لتقييم مشهد ما بعد حرب إيران وفتح باب هدنة غزة وفرص تطبيع
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 08 25|08:49AM :نشر بتاريخ
الفوضى الدولية التي سببتها الهيمنة الأميركية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً على طاولة قمة البريكس في البرازيل، والفوضى الإقليمية التي سببتها الحرب الأميركية الإسرائيلية على إيران بعد سلسة حروب فاشلة على غزة واليمن ولبنان، على طاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفي الكيان ارتباك وذهول أمام مشهد الفوضى العسكرية التي تجسّدت بضربات يمنية نوعية تمثلت بإطلاق 11 صاروخاً نحو عمق الكيان و8 مسيرات، وحرق وإغراق سفينة وإصابة ثانية، من السفن التي لم تلتزم تحذيرات اليمن بمنع التوجّه نحو موانئ كيان الاحتلال، أما في بيت حانون فالفوضى القاتلة كانت ما أصاب لواء ناحال تحت ضربات المقاومة وكمائنها المركبة، وقد احترقت أربع آليات وقتل خمسة جنود وأصيب 26 آخرون بجروح وجروح بعضهم خطيرة، وفقا لوسائل إعلام عبرية.
في ريو دي جينيرو استغراب لتهديدات ترامب بمعاقبة من ينضوي تحت لواء بريكس والرئيس البرازيلي يردّ، لسنا بحاجة إلى إمبراطور عالمي بل إلى نظام عالمي يحكمه الاحترام المتبادل لحقوق الدول وخياراتها، وفي واشنطن اعتراف بمأزق احتواء إيران ومأزق المضي بالتصعيد ضدها، مقابل تفكير جدّي بالتقاط فرصة تهدئة في غزة تخفف من الضغوط التي تواجهها حكومة الكيان في ملف الأسرى، والضغوط التي تعيش تحت وطأتها حكومات الغرب أمام شوارعها بسبب دعمها لجرائم الكيان، أما في بيروت فقد تسلّم المبعوث الأميركي توماس باراك رد الدولة اللبنانية وناقش الموقف الموحد للرؤساء، معبرا عن رضاه عن الرد وارتياحه لما سمعه من الرؤساء، وجوهر الموقف يقوم على قاعدة أن البحث بمستقبل سلاح المقاومة يتم في حوار وطني متفق عليه، لكن الخطوة المطلوبة لإطلاق هذا الحوار تقع على عاتق كيان الاحتلال بتنفيذ موجباته وفق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، وقيام الجانب الأميركي بتفعيل الضمانات التي قدّمها للبنان لإلزام الاحتلال بالتنفيذ.
المنطقة تنتظر انتهاء زيارة نتنياهو لواشنطن، بعدما شهدت حروباً قاسية ومخادعة كانت تعقب كل زيارة يقوم بها نتنياهو إلى واشنطن، وخشية من أن يكون كلام التهدئة والتفاوض مجرد غطاء لقرار حرب قادمة.
أشار الأمين العام لـ»حزب الله» الشّيخ نعيم قاسم، في ختام مراسم يوم العاشر من محرّم، إلى «أنّنا في لبنان نُواجه العدو الإسرائيلي للدفاع عن بلدنا ومقاومتنا، وهذا الدفاع سيستمر، ولو اجتمعت الدنيا بأسرها من أولها إلى آخرها، لأننا نُؤمن أن التحرير واجب، ولو طال الزمن، وكثرت التضحيات»، متسائلًا: «كيف تُريدوننا ألا نقف بهذه الصلابة، والعدو الإسرائيلي لا زال يعتدي، لا زال يحتل النقاط الخمس، ولا زال يدخل إلى الأراضي ويقتل؟ قَتل في النبطية، وقَتل في خلدة، وقَتل في أماكن مختلفة، وقصف وروّع الأهالي والسكان والأطفال».
وأكّد الشّيخ قاسم أنّ «هذا عدوان لا يمكن أن نُسلّم له، وفي رقبتنا أمانة الشهداء والجرحى والأسرى، أمانتكم أنتم أيها العوائل الذين قدمتم في كل المجالات من دون استثناء، أنتم بيرق الحرية، أنتم إشعاع نور التحرير، أنتم الذين حملتمونا مسؤولية أن نكون معكم، وأن نُتابع معكم، وسنحمي ما ضحى الجمع لأجله».
وأضاف قاسم: «لا يُقال لنا: ليّنوا مواقفكم، بل يُقال للعدوان: توقف. لا يُقال لنا: اتركوا السلاح، بل يجب على أولئك الذين يتفرّجون أو يُضيّقون علينا أن ينضموا إلى منظومة الدفاع برعاية الدولة التي عليها أن تتصدّى بكل الوسائل إن لم تنفع الدبلوماسية»، مشدّدًا على أنّ «استباحة العدوان والقتل والجرائم الإسرائيلية الأميركية يجب أن تتوقف».
وأشار إلى أنّ «إسرائيل» هي المشكلة وليست المقاومة. المقاومة هي حلٌ من الحلول، وبقاء «إسرائيل» أزمة حقيقية يجب أن نُواجهها»، موضحًا «أنّنا أمام مرحلتين متتاليتين: المرحلة الأولى الاتفاق، والمرحلة الثانية تطبيق القرار 1701. موقفنا أننا مع الانتهاء من المرحلة الأولى. أولًا، يجب على «إسرائيل» أن تُطبق الاتفاق: أن تنسحب من الأراضي المحتلة، أن تُوقف عدوانها، أن تُوقف طيرانها، أن تُعيد الأسرى، أن يبدأ الإعمار».
وأكّد أنّه «عندما تتحقق مفردات الاتفاق والمرحلة الأولى، نحن حاضرون للمرحلة الثانية، حاضرون لِنناقش الأمن الوطني والاستراتيجية الدفاعية، حاضرون لِنرى كيف يكون بلدنا قويًا في الاقتصاد والعسكر والأمن والسياسة وبناء الدولة. نحن حاضرون لكل شيء، ولدينا من المرونة ما يكفي من أجل أن نتراضى، ومن أجل أن نتوافق. لكن اتركونا وحدنا. نحن نتفق ونُعطي النتيجة، لا تعنينا معادلة أميركا و»إسرائيل» التي تُهدد بالقتل أو الاستسلام».
وأردف قاسم: «حاليًا اليوم توجد معادلة يقولون لنا: إما أن نقتلكم، وإما أن تستسلموا. هذه المعادلة سخيفة بالنسبة لنا، قطعناها منذ زمن، وخلصنا منها منذ زمن. نحن لدينا معادلة ثانية، هي التي نسير بها: حقوقنا أو باطلهم»، مركّزًا على «أنّنا متمسكون بِحقوقنا، وإذا استلزم من أجل تحقيق حقوقنا أن نُستشهد أو أن نَنتصر، فنحن حاضرون لإحدى الحُسنيين، لكن لا يوجد محلّ للاستسلام. لا تُناقشوا إمكاناتنا، ولا تُناقشوا قدرتنا، ولا تُناقشوا عواطفنا ومشاعرنا».
وأعلن باسم «حزب الله»، «أننا مستعدّون للخيارين: مستعدّون للسلم وبناء البلد، وبذل أقصى الطاقة والتعاون بما التزمنا به، ومن أجل النهضة والاستقرار. ونحن جزء لا يتجزأ من سلام لبنان، وبناء لبنان، وعزّة لبنان. كما أننا مستعدّون للمواجهة والدفاع»، جازمًا «أنّنا قومٌ لا نُهزم ولا نخضع، نحن قومٌ لن نتخلّى عن بلدنا وأرضنا، لن نتخلّى عن كرامتنا، لن نتخلّى عن حقوقنا، سندافع بلغ ما بلغت هذه التضحيات».
وذكر أنّه «يكفينا شرفًا وسعادة وتوفيقًا أننا في حزب الله وحركة أمل على قلب واحد، في كل بيت، وفي كل شارع، ومع كل بندقية، وفي كل مواجهة. يكفينا أننا في بيئتنا، سواء كان الناس من المتديّنين أو غير المتديّنين، هم بيئة واحدة تحت ظلّ المقاومة. يُشرّفنا أن لنا أنصارًا من المكوّنات الأخرى أيضًا، يُشكّلون رديفًا مهمًّا وأساسيًا».
وتابع قاسم: «يقولون: ولماذا تحتاجون إلى الصواريخ؟»، متسائلًا: «كيف نُواجه «إسرائيل» وهي تعتدي علينا، إذا ما كان معنا؟ من الذي يمنع «إسرائيل» من أن تدخل إلى القرى وتقوم بإنزالات وتقتل الشباب والنساء والأطفال في داخل بيوتهم، لو لم تكن هناك مقاومة عندها قدرات معيّنة تستطيع أن تُدافع بالحدّ الأدنى؟ هل يمكن أن نقبل بأن نتخلّى عن قدرة دفاعنا؟ نحن لا نقبل أن نعيش في لبنان في سجن كبير، بل في بلدٍ حرّ وعزيز وسيّد ومقاوم. وهذا هو الشرف الذي نعمل لأجله».
وانشغل لبنان الرسميّ بزيارة السفير الأميركيّ في تركيا الموفد الخاص إلى لبنان وسورية توماس باراك، حيث جال على المقار الرئاسية وبحث الورقة الأميركية وناقش الرد اللبناني عليها.
ووفق مصادر متابعة للقاءات باراك، فإن الأجواء ليست سلبية كما سوقت بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية، لكنها ليست إيجابية بالكامل، حيث توافقت المواقف في النقطتين الأولى أي الإصلاحات والثالثة أي العلاقات مع سورية، لكن لم يحصل توافق كامل في ملف سلاح حزب الله، لكن الأهم وفق المصادر هو وحدة الموقف اللبناني الذي تمّ إبلاغه للموفد الأميركي، حيث تسلم في بعبدا حلاً متكاملاً لمسألة السلاح يتطابق مع الشرح المسهب الذي سمعه في عين التينة وفي السراي الحكومي، الى جانب تأكيد الموقف اللبناني على أن أي حل يجب أن يبدأ بالانسحاب الإسرائيلي من كامل الجنوب وتطبيق التزامات «إسرائيل» وفق القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار بعدما طبق لبنان كل موجباته والتزاماته لا سيما في جنوب الليطاني. كما شددت المصادر على أن الموفد الأميركي أبدى تفهماً للموقف اللبناني بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والخروقات للقرارات الدولية وعدم تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان. ولفتت المصادر الى أن المباحثات فتحت ثغرات في جدار الأزمة بين لبنان و»إسرائيل» وفرصة للتوصل الى حل دبلوماسي وسلمي للنزاع الحدودي وللتهديد الأمني والعسكري المتبادل بين «إسرائيل» وحزب الله.
وبما يخالف ما سوقته مصادر إعلامية وسياسية عن أجواء سلبية للزيارة وتلويح توم باراك بخيارات صعبة أمام لبنان بحال لم يلتزم بالشروط الأميركية، نفت المصادر هذه المعلومات، مشيرة الى أن السفير الأميركي باراك لم ينقل للمرجعيات تهديدات بعودة الحرب الى لبنان بحال فشلت المفاوضات، بل تمنى على لبنان اقتناص الفرصة في المنطقة للانخراط بالمتغيرات الجديدة ومشاريع السلام والاندماج الاقتصادي التي يريد الرئيس الأميركي ترامب تطبيقها في المنطقة، مشدداً على أن الورقة الأميركية والتشاور مع لبنان بشأنها للتوصل الى حلول مقبولة هي مفتاح الحل وتجنب التصعيد العسكري وعودة الحرب.
وبعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في بعبدا، أعلنت رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عون سلّم السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، أفكاراً لبنانيّة لحلٍّ شامل خلال الاجتماع في قصر بعبدا.
وكان براك التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري والوفد المرافق بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي علي حمدان، وتناول اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة، تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية. واعتبر بري أن الاجتماع كان جيداً وبناءً آخذاً بحرص كبير مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين كافة وكذلك مطالب حزب الله.
بدوره، أعرب الموفد الأميركي عن امتنانه للرد اللبناني ووصفه بأنه غنيّ بالأفكار، مؤكداً تسلّم الرد وأنه سيتم التعمق في تفاصيله بهدف التوصل إلى تسوية.
وأشار باراك، بعد لقائه الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا، إلى أن لبنان والمنطقة يمرّان بفترة حرجة، مشدداً على أن الولايات المتحدة تعمل على صياغة خطة للمستقبل في لبنان تتطلّب حواراً مستمراً.
كما أكد براك التزام الرئيس الأميركي بالمساهمة في بناء السلم والازدهار في لبنان، معرباً عن رضاه عن الردّ اللبناني وجاهزيته للعمل سوياً لوضع خطة مستقبلية تحقق الاستقرار. واضاف: «لا نملي على لبنان ما يجب عمله بخصوص حزب الله، وعلى لبنان أن يتعامل مع الحزب وليس الولايات المتحدة»، مؤكداً أن «»إسرائيل» تريد السلام مع لبنان وكيفية تحقيق ذلك هو التحدي».
وأكد أن «ليس على لبنان الالتزام بأي جدول زمني خصوصاً أنه يريد صيغة حول ما يريد تحقيقه. ونحن هنا للمساعدة، والمشكلة في لبنان ليست إيران بل عجز اللبنانيين عن الاتفاق في ما بينهم».
وتابع: «الآلية المعتمدة بين «إسرائيل» وحزب الله والجيش اللبناني لم تنجح، والرد اللبناني على الورقة الأميركية كان مسؤولاً جداً».
ووفق معلومات «البناء» فإن المباحثات لم تنتهِ ولا يمكن القول إنّها فشلت ولا نجحت، بل تحتاج الى المزيد من النقاش في التفاصيل وآليات تطبيقية وعملية لبنود الورقة ولكل مرحلة من مراحل التنفيذ لاحقاً، وبالتالي لن يعلن فشل المفاوضات بحال اصطدمت المفاوضات بجدار الشروط، ولن يتم الانتقال الى الخيار العسكري قبل استنفاد كل الفرصة الدبلوماسية، وبخاصة أن الموقف اللبناني موحد إزاء الورقة الأميركية، والرؤساء الثلاثة متمسكون بأن تبدأ «إسرائيل» الخطوة الأولى والثانية لإثبات حسن النوايا وعلى أرض الواقع التزامها بأي حل، على أن يتلقف لبنان الخطوة ويتقدم خطوة الى الأمام وصولاً الى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب ووقف الخروقات ووضع جدول زمني لإعادة الإعمار مع ضمانات دولية بالبدء عملياً بالإعمار، وفي الخطوة الأخيرة يتفق حزب الله مع رئيس الجمهورية على مصير السلاح وكيفية وضعه تحت إمرة الدولة وفق صيغة يتفق عليها بين حزب الله والجيش اللبناني بإشراف رئيس الجمهورية. لكن المعلومات تحذر من أن مسار المفاوضات لن تكون على «البارد» بل على الحامي أي بمواكبة التصعيد العسكري الإسرائيلي للضغط على لبنان وحزب الله لتقديم تنازلات وتسريع تنفيذ المطالب الأميركية.
وأشاد رئيس الحكومة، نوّاف سلام، بمواقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، قائلًا إنّه «لا يزال يلتزم باتفاق الطائف وبترتيبات «وقف العمليّات العدائية» الذي توصّلت إليه الحكومة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والذي عاد البيان الوزاري إلى التأكيد عليه».
وخلال مؤتمر صحافي عقب لقائه المبعوث الأميركي توماس باراك في السرايا الحكومية، وردًّا على سؤال بشأن قول الشيخ قاسم «لن نسلّم السلاح»، أجاب رئيس الحكومة بالقول: «البيان صوّت عليه جميع نواب حزب الله، وهو يتضمّن ما ذكَرتُه في كلامي». وأضاف سلام: «لا أعتقد أنّ الشيخ نعيم قاسم قرّر الخروج عن المسلَّمات التي ذكرتها».
من جهة أخرى، اعتبر سلام أنّ «الورقة التي تقدم بها السفير باراك تتضمّن مجموعة مقترحات لتنفيذ اتفاق ترتيبات «وقف العمليات العدائية» الذي توصّلنا إليه في تشرين الثاني الماضي»، موضحًا أنّ «هذه الترتيبات تقوم على مبدأ الخطوات المتلازمة»، وليس أنْ تنسحب «إسرائيل» وبعد ذلك نتكلم عن موضوع حصرية السلاح؟ أو إذا لم تحصل حصرية السلاح لا تنسحب «إسرائيل؟»»، مستدركًا بقوله: «العمليّة ليست بهذا الشكل، هناك خطوات متلازمة على فترات، وسُئِلت في مجلس الوزراء السابق واليوم أسمع كلامًا عن أنّ مجلس الوزراء لم يجتمع ويجب أنْ يتم بحث الموضوع في مجلس الوزراء».
وتابع: «أنا أوضحت أنّ بَحْثَنا مع السفير طوم باراك منطلق من المسلّمات اللبنانية التي أكّدنا عليها في البيان الوزاري ونالت الحكومة على أساسها الثقة. أولًا: ضرورة الانسحاب «الإسرائيلي» الكامل من جميع الأراضي اللبنانية. ثانيًا: وقف شامل للعمليات العدائية»، مشدّدًا على أنّه «لا يمكن القبول ببقاء الطائرات المسيّرة «الإسرائيلية» في الأجواء، ووقف كامل للعمليات العدائية. ثالثًا: المباشرة بإعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى».
واستبق رئيس حزب «القوات اللبنانية سمير جعجع، رد الرؤساء على الورقة باعتبار الرد مهما كان مخالفة للدستور، وذلك لممارسة الضغط السياسي على الموقف اللبناني بعدما أغاظته وحدة هذا الموقف في مواجهة الشروط الإسرائيلية في الورقة الأميركية، بقوله: «الردّ الذي سيعطيه اليوم الرئيس جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام للموفد الأميركي توم باراك هو ردّ غير دستوري وغير قانوني أو حتّى رسمي».
في غضون ذلك، واصل العدو الإسرائيلي خروقاته لوقف إطلاق النار وللسيادة اللبنانية وضمنًا للقرار الدولي الرقم 1701، وشن سلسلة اعتداءات جديدة توزعت على مناطق جنوبية متعددة وأسفرت عن ارتقاء شهيدين أحدهما في بلدة دير كيفا قضاء صور والآخر في بيت ليف بقضاء بنت جبيل، فضلًا عن خسائر مادية متنوعة.
وبدأت الاعتداءات الصهيونية مساء الأحد، حيث شن سلسلة غارات على عدد من القرى الجنوبية تهدف الى تصعيد الضغط العسكري لضرورات التفاوض قبيل وصول المبعوث الأميركي الى لبنان. وعاود العدو اعتداءاته عندما ألقت طائرة ُمسيّرة «إسرائيلية»، قنبلة صوتية بالقرب من مركب صيد قبالة شاطئ رأس الناقورة.
وفي اعتداء مماثل ألقت طائرة مُسيّرة صهيونية قنبلة صوتية في محيط أحد المنازل المدمرة عند أطراف بلدة الضهيرة، قبل أن تعاود لاحقًا إلقاء قنبلة ثانية في البلدة نفسها، بهدف ترويع أبناء البلدة.
كما أقدمت قوات الاحتلال على إلقاء قنبلة حارقة في حرج بلدة شيحين، ما أدى إلى اندلاع النيران في المنطقة الحرجية. وألقت محلقة «إسرائيلية» قنبلة صوتية بالقرب من أحد المنازل في أطراف بلدة كفركلا الحدودية في الجنوب، بهدف ترويع الأهالي.
وشنّت طائرة مُسيّرة للعدو الصهيوني غارة جوية على سيارة مدنية من نوع رابيد، في بلدة دير كيفا في قضاء صور بالجنوب، ما أدى إلى ارتقاء مواطن لبناني، وتدمير واحتراق سيارته.
وفي وقت لاحق أغارت المُسيّرات الصهيونية على دراجة نارية بصاروخين في بلدة بيت ليف بقضاء بنت جبيل في الجنوب، ما أدّى إلى ارتقاء شهيد كان على متن الدراجة.
كذلك، شقت جرافات الاحتلال خلال ساعات الفجر طريقًا ترابية بطول 200 متر داخل الأراضي اللبنانية في بلدة كفركلا الحدودية، انطلاقًا من الجدار المحاذي للسياج الحدودي باتجاه الطريق المؤدي إلى محطة شلهوب.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا