خاص ايكو وطن :مؤتمر للذكاء الإصطناعي في طرابلس  وتأكيد من المشاركين لموقعنا بضرورة مواكبة التطور

الرئيسية تكنولوجيا / Ecco Watan

الكاتب : روعة الرفاعي
Jul 23 25|18:07PM :نشر بتاريخ

لم يعد الذكاء الاصطناعي ترفاً معرفياً أو خياراً تقنياً إضافياً، بل أصبح ضرورة ملحّة لأي مجتمع يسعى للحاق بركب التطور العلمي والتكنولوجي. وفي زمن التحولات الرقمية السريعة، تبرز الحاجة إلى توطين مفاهيم الذكاء الاصطناعي في القطاعات كافة، من التعليم إلى الاقتصاد، مروراً بالإعلام، وصولاً إلى الحوكمة وصناعة القرار.
من هنا، جاء مؤتمر *AI in Lebanon* والذي إستضافته غرفة التجارة والصناعة والزراعة ليشكّل نقلة نوعية في تعاطي لبنان، وطرابلس تحديداً، مع هذا الملف الحيوي. إذ يشكّل تنظيم المؤتمر في طرابلس محطة بالغة الأهمية، في مدينة لطالما عانت من التهميش لكنها اليوم تسعى إلى إعادة التموقع كمركز للابتكار والانفتاح الرقمي.
المشاركون في المؤتمر من خبراء وباحثين وأكاديميين وناشطين ركّزوا على أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة لمكافحة البطالة، والحد من هجرة الأدمغة، وتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدين ضرورة إدماجه في المناهج التربوية، والسياسات العامة، والتشريعات المستقبلية.

طرابلس اليوم أمام فرصة لتكون منصة حقيقية لتطبيق الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية، تجعل من المدينة مثالاً على قدرة المناطق المهمشة على التحول إلى عناوين للحداثة والتقدم.


*الدكتور نادر الغزال: الذكاء الاصطناعي فرصة حقيقية للنهوض رغم الأزمات*

أكد رئيس المجلس الأفريقي-الآسيوي للذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، الدكتور نادر الغزال، في حديث لموقع "إيكو وطن"، أنّ مؤتمر "AI in Lebanon" يأتي استكمالاً لسلسلة نجاحات سُجّلت خلال نسختين سابقتين من المؤتمر في دبي، قائلاً: "بدأنا AI in Dubai على مدى عامين، وحققنا نجاحاً كبيراً، لذلك كان لا بد من نقله إلى لبنان، حيث انطلق من بيروت بنجاح كبير، ثم إلى غرفة طرابلس".

وشدّد الغزال على أن هدف المؤتمر ليس فقط تعريف الناس بالذكاء الاصطناعي، بل توعيتهم على المستوى الشخصي حول كيفية الاستفادة منه لتطوير الذات وتحقيق الاستقلال العملي، مضيفاً: "لم يعد ضرورياً انتظار الفرص من الخارج، الكثير من شبابنا اليوم يعملون مع شركات عالمية وهم موجودون في لبنان ويحققون أرباحاً بفضل الذكاء الاصطناعي، حتى في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها".

وعن دور الدولة، قال: "لا شك أن للدولة دوراً أساسياً من حيث التشريع والتعليم، وهي الجهة المخوّلة توفير البنية التحتية الأساسية، من قوانين ومدارس وتجهيزات. لكن في المقابل، كل شخص يحمل هاتفاً ذكياً يستطيع الدخول إلى عالم الذكاء الاصطناعي شرط توفر شبكة إنترنت قوية، وهذا ما يفترض أن توفره الدولة أيضاً".

*منال عبد الصمد: الذكاء الاصطناعي فرصة وطنية تتطلب تعاوناً شاملاً*

أكدت الوزيرة السابقة والخبيرة المالية والضريبية منال عبد الصمد، في تصريح لـ"إيكو وطن"، أن "لبنان أمام فرصة كبيرة في ظل الانفتاح المتزايد على الذكاء الاصطناعي وطرحه الواسع على المستوى المحلي"، مشيرة إلى أن "الثورة الرقمية تتطلب دائماً حضوراً إنسانياً قادراً على مواكبتها".

وأضافت: "الأنظمة الرقمية لن تنجح إذا لم تعتمد على عقول قادرة على التماشي معها، وبالتالي نحن بحاجة إلى تضافر الجهود والتعاون بين مختلف القطاعات"، مشددة على أن "الذكاء الاصطناعي ليس مشروع جهة واحدة، بل هو ملكية تشاركية بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني".
وختمت عبد الصمد بالقول: "لقد بدأنا السير في هذا المسار، لكن علينا أن نواصل العمل بخطى ثابتة، وألا نسمح للقطار بأن يسبقنا، لأن من يتأخر في هذه الثورة سيفقد الكثير من الفرص".


*الدكتورة جمانة الشهال تدمري: مؤتمر الذكاء الاصطناعي خطوة نحو الحد من هجرة الأدمغة*

أعربت رئيسة جمعية تراث طرابلس لبنان، الدكتورة جمانة الشهال تدمري، في حديث خاص لموقع "إيكو وطن"، عن سعادتها بالمشاركة في مؤتمر الذكاء الاصطناعي في طرابلس، واصفة إياه بـ"القيمة الثقافية والعلمية المهمة التي تحتضنها المدينة".

وقالت تدمري: "تكمن أهمية هذا المؤتمر في تشجيع الشباب على استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، مما يفتح أمامهم آفاقاً جديدة ويحدّ من ظاهرة هجرة الأدمغة. فاليوم، بات بإمكان أي شخص، أينما وجد، أن يعمل ويبتكر ويحقق طموحاته الإنمائية والتنموية من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي".

وتابعت: "من النقاط البارزة أيضاً هو دخول الذكاء الاصطناعي إلى المناهج التربوية الرسمية، الأمر الذي يُعد خطوة متقدمة، رغم التحديات المتعلقة بضعف الإمكانات التكنولوجية لدى بعض الفئات".

وأشارت إلى أن الجمعية تعمل من خلال برنامج "تراثي تراثك" في المدارس والجامعات، وتعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي لتسهيل العمل وتحقيق أهدافها التوعوية والتعليمية.

وختمت تدمري قائلة: "هذا المؤتمر مهم لأنه لا يكتفي بعرض الجانب النظري، بل يشدد على توظيف الذكاء الاصطناعي لإيجاد حلول لمشكلاتنا اليومية، مثل أزمة النفايات والنظافة وغيرها. علينا أن نستثمر هذه الثورة التكنولوجية لنلحق بركب الدول المتقدمة".

*الدكتورة سالي حمود: الذكاء الاصطناعي بدأ من اللغة... ويجب حوكمته لحماية الإنسان*

قالت الدكتورة سالي حمود، أستاذة الذكاء الاصطناعي في الإعلام والاتصال، في تصريح خاص لـ"إيكو وطن":  
"قصتي مع الذكاء الاصطناعي انطلقت من شغفي باللغة العربية، إذ إن تطور هذا المجال بدأ من قدرته على تحليل ومعالجة لغاتنا الطبيعية. ومن خلال أنشطتنا اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي، تطور الذكاء الاصطناعي بشكل كبير".

وأضافت: "للأسف، كثيرون لا يدركون أهمية هذا المجال. الذكاء الاصطناعي ليس تقنية واحدة، بل هو منظومة متكاملة من العوامل تعمل بتناغم. ومع تسارع تطوره، لم يعد التركيز فقط على كيفية عمله، بل على تطبيقاته العملية وعلى ضرورة وضع أطر قانونية وأخلاقية واضحة لتنظيم استخدامه".

وشددت حمود على أن "حوكمة الذكاء الاصطناعي باتت أولوية، فهي تضمن حماية المستخدم، والمنتِج، وتحمي مستقبل البشرية ككل"، مؤكدة أن "شباب لبنان يبدعون في هذا المجال، وينجزون مشاريع تصدَّر إلى الخارج، ما يدل على الإمكانات الكبيرة الكامنة فيهم".

*البلوغر عمر قصقص: نحتاج تشريعات تنظّم استخدام الذكاء الاصطناعي وتواكب التطور*

أكّد البلوغر اللبناني عمر قصقص في حديثه لـ"إيكو وطن"، أن الذكاء الاصطناعي كأي تطور تكنولوجي يحمل جوانب إيجابية وأخرى سلبية، مشدداً على أن "الاستفادة القصوى منه تتطلب إطاراً تشريعياً واضحاً ينظم استخدامه ويمنع الانزلاق نحو مخاطره، كما هو الحال في معظم دول العالم المتقدمة".

وأشار إلى أن المؤتمرات المتخصصة، كـ"AI in Lebanon"، تساهم في تسليط الضوء على لبنان من زاوية إيجابية، وتُظهر أنه جزء من قلب الثورة التكنولوجية العالمية، رغم التحديات.

ونصح قصقص الشباب اللبناني بالتوجّه نحو التخصصات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، قائلاً: "العالم بحاجة ماسة إلى مهندسين قادرين على حماية البيانات والسيرفرات، والفرص في هذا المجال كبيرة ومتنامية".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan