النفط في 2025: بين استقرار الأسواق وتصاعد الأزمات الجيوسياسية

الرئيسية اقتصاد / Ecco Watan

الكاتب : ميلاد رفقة
Jul 27 25|15:11PM :نشر بتاريخ

في عام 2025، لا يزال النفط يحتلّ موقعًا محوريًا في الاقتصاد العالمي، رغم تسارع الاستثمار في مصادر الطاقة البديلة. وبينما تحاول الدول الكبرى تحقيق تحوّل طاقوي تدريجي، ما زالت السوق النفطية مرآة للأزمات الجيوسياسية، ومحرّكًا رئيسيًا في مسارات النمو أو الانكماش الاقتصادي حول العالم.

أسعار النفط: تذبذب تحت السيطرة

شهدت أسعار النفط في الربع الأول من 2025 تذبذبًا محدودًا بين 75 و85 دولارًا للبرميل، نتيجة التوازن النسبي بين العرض والطلب، مع تدخلات منسّقة من تحالف "أوبك+" بهدف الحفاظ على مستويات سعرية تضمن الإيرادات من دون التسبب بركود عالمي.

ورغم القلق من تباطؤ الاقتصاد الصيني، إلا أن ارتفاع الطلب من الهند ودول جنوب شرق آسيا ساهم في تثبيت الطلب العالمي عند حدود 101 مليون برميل يوميًا وفقًا لتقرير IEA – أبريل 2025.

 الجغرافيا السياسية والنفط

عام 2025 لم يخلُ من التوترات النفطية. فقد تصاعد التوتر في مضيق هرمز، وهددت الأوضاع في البحر الأحمر استقرار إمدادات النفط من الخليج نحو أوروبا وآسيا. كما أدى استمرار العقوبات الغربية على روسيا إلى استمرار تدفق نفطها نحو الصين والهند بأسعار منخفضة، مما أوجد توازنات جديدة في السوق.

وفي المقابل، تواصل الولايات المتحدة تعزيز صادراتها من النفط الصخري، مما يمنحها مزيدًا من النفوذ الاقتصادي والجيوسياسي في الأسواق.

الانتقال الطاقوي: الحديث مستمر… والاستهلاك كذلك

رغم الطفرة في استثمارات الطاقة الشمسية والرياح، ما يزال النفط يشكّل حوالي 30% من مزيج الطاقة العالمي. ووفقًا لتقرير "بي بي 2025"، فإن العالم لن يستغني عن النفط قبل 2045، خصوصًا في قطاعات الطيران، والنقل البحري، والصناعات الثقيلة.

لبنان والنفط: الآمال قائمة

في لبنان، لا تزال الآمال معلّقة على نتائج أعمال التنقيب في البلوك رقم 9 جنوبًا، التي بدأت في أواخر 2023 بقيادة شركة "توتال إنيرجيز" الفرنسية بالشراكة مع "إيني" و"قطر للطاقة". وقد أعلنت الشركة في تقرير أولي في مايو 2025 أنها تحتاج إلى مزيد من التحليل قبل تأكيد وجود كميات تجارية من الغاز أو النفط.

لكن الأهم يبقى في كيفية إدارة هذه الثروة في حال تحققت، إذ يتطلب الأمر قانونًا شفافًا للصندوق السيادي، ونظاماً رقابياً مستقلاً، حتى لا تتحول الثروة المرتقبة إلى أداة جديدة للفساد السياسي.

خاتمة

النفط في عام 2025 لا يزال حاكمًا أساسياً في السياسة والاقتصاد العالمي، رغم الحديث الكثيف عن "الانتقال الأخضر". وما لم يتحقق استقرار جيوسياسي، وتنويع حقيقي في مصادر الطاقة، سيبقى العالم رهينًا لـ"الذهب الأسود"، لعقد آخر على الأقل.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan