افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 29 25|08:16AM :نشر بتاريخ
"النهار":
أن يمضي اللبنانيون، متوافدين إلى كنيسة رقاد السيدة العذراء في المحيدثة بكفيا أو متسمرين أمام الشاشات، سبع ساعات موصولة في حضرة فيروز المكلومة الثكلى يرمقون حزنها المهيب الصامت، فهذه كانت آخر النهايات الخارقة أيضاً التي لم يشأ زياد الرحباني إلا أن يتوّج فيها يوم وداعه الأخير. أمام هذا اليوم 28 تموز 2025 الذي شكّل محطة حزن هائلة في فقد ووداع زياد الرحباني، بدأ لبنان برمته غارقاً في تسونامي تعاطف غير مسبوقة إلا يوم وداع تاريخي أقيم للعبقري الكبير عاصي الرحباني نفسه ولو اختلفت مراسم الوداع أمس. بذلك تحوّل يوم وداع زياد بحق إلى "يوم الأيقونتين" الوالدة المفجوعة والإبن الراحل عندما لم تشأ السيدة فيروز إلا أن تقوى على مصابها بحضور كامل طوال سبع ساعات في الكنيسة وصالون التعازي، ما شكّل حدثاً كبيراً بذاته ،وهي التي لم يشاهدها اللبنانيون وافتقدوا رؤيتها منذ سنوات طويلة، ولو أن أيقونتها الصوتية تعيش في يومياتهم ووجدانهم أكثر من أي حضور آسر آخر. بدأ يوماً استثنائيا بكل المعايير يوم وداع زياد الرحباني والتأثر الجارف برؤية السيدة فيروز مجللة بحزنها الصامت. ولكأن لبنان كله، ولو لم توثق اللحظات على امتداد المناطق اللبنانية وحصرت ما بين الحمراء وانطلياس والمحيدثة، غرق في حدث تعاطف معه إلى حدود تتجاوز كل الانقسامات واليوميات والأزمات والملفات السياسية، خصوصاً وأن دورة العقم السياسي التي تجرجر البلاد ذيولها جعلت من الحدث الحزين يدوي أضعافاً مضاعفة في صفوف اللبنانيين قاطبة. ولعل المفارقة المذهلة التي اكتشفت تمثّلت في أن جنازة زياد في كنيسة رقاد السيدة العذراء في بكفيا كانت في المكان نفسه الذي أقام فيه مسرحيته الأولى "سهرية" في ساحة الكنيسة في مثل يوم جنازته بالذات قبل 51 عاماً عام 1974، وذلك بعد عرضها عام 1973 في سينما أورلي في الحمرا في بيروت.
وقلّد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام الذي حضر بصفته وممثلا رئيس الجمهورية جوزف عون، الراحل الكبير وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، تكريمًا لمسيرته الفنية والوطنية الفريدة.
وعبر الرئيس سلام عن عمق تأثره لفقد زياد، وقال: "قرّر السيّد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون منح الفقيد الغالي وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، وقد كلّفني – فتشرّفت – أن أُسلّمه اليوم إلى العائلة الكريمة".
كما ألقى راعي ابرشية جبل لبنان للروم الارثوذكس المطران سلوان موسى الذي رأس الصلاة كلمة عن زياد.
بالعودة إلى المعترك السياسي تفاقمت حالة الشكوك والمخاوف من مرحلة تصعيدية مقبلة عقب التطورات السلبية التي لاحت مؤشراتها في رفع الموفد الأميركي توم برّاك نبرته حيال الحكومة اللبنانية. وفيما لم تتأكد المعطيات التي تحدثت عن مسعى لعقد جلسة لمجلس الوزراء تبحث ملف حصرية السلاح بيد الدولة، تحدثت في المقابل معلومات عن أن ملامح السعي إلى اتفاق بين أركان السلطة وبرّاك، لم تسقط تماماً، إذ يجري العمل حالياً على أن يبقى هذا الاتفاق مقدمة وشرطاً لتطبيق ورقة برّاك، على نحو يتم الربط بينهما ويؤدي إلى إلزامية التطبيق، لأن ما تم التوصل إليه بين برّاك ورئيس مجلس النواب نبيه بري تحديداً يعكس قدرة وقابلية لبنان على الالتزام ليس كلامياً وإنما بالفعل. واعتبر كلام براك الأخير موجهاً إلى الحكومة لعدم تطبيقها القرارات التي التزمت بها في بيانها الوزاري. من هنا، يجري التداول في إمكان إصدار موقف أو بيان عن مجلس الوزراء خصوصاً بعدما بات واضحاً لأهل السلطة أن السيناريوهات البديلة لاتفاق مع برّاك تنذر بتجدد الحرب.
وقد استرعى اهتمام الأوساط اللبنانية أمس قرار كويتي شمل "حزب الله" وجمعية "القرض الحسن" و3 أفراد من الجنسيات اللبنانية والتونسية والصومالية، اتخذته لجنة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الصادرة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التابعة لوزارة الخارجية الكويتية، وقضى بإدراج "منظمة حزب الله" وجمعية "القرض الحسن" التابعة له والتي توصف بأنها "بنك" الحزب، و3 أفراد من الجنسيات اللبنانية والتونسية والصومالية، ضمن اللائحة التنفيذية للعقوبات وتجميد الأموال والموارد الاقتصادية.
أما على الصعيد الداخلي، فكان التطور البارز أمس إعلان رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان إقرار قانون إصلاح المصارف في لجنة المال والموازنة بعد جلسة دامت 6 ساعات. وأكد كنعان بعد الجلسة أنه "لن تتم التضحية بأموال المودعين ولا المحاسبة، فالكل يعلم كيف هدر المال وكيف توزّع ذلك بين الحكومة ومصرف لبنان والمصارف". وأشار إلى أنه تم تأكيد استقلالية الهيئة المصرفية العليا عن السلطة السياسية وعن المصارف"، معلناً أنه سيتمثّل فيها". واستمرت الجلسة 6 ساعات لإنجاز القانون بصورته الأخيرة. وأعاد كنعان التذكير، بتوصية لجنة المال إلى رئيس مجلس النواب، وتتضمّن توصية الحكومة بضرورة الإسراع في إحالة مشروع القانون المتعلّق بالفجوة المالية والانتظام المالي، ليصار إلى درسه واقراره بالتوازي مع مشروع القانون قيد الدرس حالياً في اللجنة الرامي إلى إصلاح أوضاع المصارف وإعادة تنظيمها "وهو ما لم تقم به الحكومة حتى اليوم، والذي هو الأساس في تحديد المسؤوليات بين الدولة ومصرف لبنان والمصارف ويعالج مسألة الودائع بشكل أو بآخر لاستردادها بعد تحديد الفجوة المالية وإمكانية التمويل".
ويعيد قانون إصلاح المصارف تشكيل دور المصارف، وترتيب أوضاعها وحوكمتها، بما يتوافق مع المعايير الحديثة للصناعة المصرفية، وما تطلبه المنظمات والمؤسسات الدولية ذات الصلة، وفي مقدمها صندوق النقد الدولي. ويؤكد وعد الدولة والحكومة في المحافظة على الودائع ومنع التمييز في الحقوق بين مودع وآخر. ويفترض أن يدرج هذا المشروع الإصلاحي المهم كأحد البنود الرئيسية على جدول أعمال الجلسة التشريعية التي سيدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري هذا الأسبوع.
"الأخبار":
سار الموكب بين الناس، وساروا هم خلفه تصفيقاً وغناءً وبكاءً، ورمَوا الورود والأرُز للحبيب المسجّى في النعش. لقد كانت تلك لحظة توّجت زياد الرحباني ملك الساحة ع بياض
كلهم أتوا. بكل تناقضاتهم، من الحمرا إلى بكفيا. أتوا من خلف آلاتهم، من مسرحهم، من صحفهم، ومن حياتهم اليومية، طلاباً وموظفين، وأناساً عاديين أحبّوا زياد الرحباني حتى الدمع الأخير.
لم يثنِهم أنّ يوم الإثنين، ظلّ يوم عملٍ عاديّاً ولم يُعلن يوم حداد رسميّاً كما طالبوا على منصات التواصل. ورغم بقاء السير قائماً في الحمرا، استطاع زياد أن يقفل السير مرةً أخرى في الشارع. اجتمع محبّوه والسمة المشتركة: الوجوم حدّ الاختناق.
• وردة وتحية
بدأ التجمّع أمام «مستشفى خوري» في الحمرا قرابة الساعة السابعة صباحاً، بعدما قرّر رفاق زياد الالتقاء لإلقاء التحية عليه قبل انطلاق الموكب إلى «كنيسة رقاد السيدة» في المحيدثة في بكفيا. منهم مَن قام بترديد أغانيه، والأغلبية بكت لسماع مقطع من أغانيه.
تشقّ الأسيرة المحرّرة سهى بشارة طريقها بين الحشود أمام «مستشفى خوري» في الحمرا، حاملةً باقة من الورد الأحمر، وتوزّعها على الحضور. أتى طارق تميم أيضاً، وربيع الزهر، وأحمد قعبور، وزياد سحاب، وندى أبو فرحات، وطبعاً رفيق دربه أحمد مدلج.
بعد قرابة الساعة ونصف الساعة، علا التصفيق والبكاء، فقد خرج الحبيب في النعش، ليودّع محبّيه. لم يتمكّن ابن عمّه غدي الرحباني من حبس دموعه وهو جالس في السيارة الأمامية التي تنقل النعش.
وبعد تحية لزياد أمام المستشفى، سار الموكب بين الناس، وسار الناس خلفه تصفيقاً وغناءً وبكاءً، ورمَوا الورود عليه، قبل أن يتّجه بعيداً، نحو بكفيا. أثناء المسار، توقّف لدقائق في ساحة انطلياس حيث تُليت الصلاة لروحه، وأكمل طريقه صعوداً.
• لافتات وداعيّة على طول الطريق
من انطلياس إلى مزرعة يشوع وبكفيا، رُفعت لافتات حملت صور زياد كُتب عليها «بلا ولا شي» و«أنا صار لازم ودّعكم». وصعوداً نحو المحيدثة، قطعت القوى الأمنية الطريق باتجاه الكنيسة، والمسار الباقي سيراً على الأقدام. عند قرابة الساعة الحادية عشرة والنصف، وصل موكب غامض، تقدّمته سيارة يقودها النائب إلياس بوصعب. تترجّل منها الفنانة جوليا بطرس، ثم يحاول بوصعب ركن السيارة عند مدخل باب الكنيسة، ليلتمّ الناس حولها، كأنّ حدسهم قادهم إلى فيروز.
وفجأة، يصدح صوت «ممنوع التصوير، السّت فيروز ما بدها تصوير»، وكأنّ قرار المنع أشبه بنداء لمن لا يعرف أنّ سيدتنا قد وصلت. احتشدت الكاميرات، ورُفعت الهواتف عالياً لالتقاط مشهد لأم زياد.
ترجّلت ريما ثم فيروز وتوجّهتا إلى داخل الكنيسة حيث وُضع نعش زياد. جلست فيروز أمام بكرها لتبكيه بصمت، ثم عادت ودخلت صالة العزاء، وجلست في الزاوية صامتةً وهادئة لساعات، لتواسي وتُواسى بزياد.
ومن قلب سكونها وحزنها، بدأت استعراضات المزايدين في حبّ زياد، وسط تعجّب واستغراب الحاضرين. جلست ريما على يمين والدتها، وجنبها جلست هدى حداد، وزوجة رئيس مجلس النواب رندة بري على يمينها، وتوسّط أبناء منصور صفّ العائلة، فيما جلس غسان الرحباني قرب ريما.
في آخر الصف، جلس أمين عام «الحزب الشيوعي اللبناني» حنا غريب، ومعه عدد من قدامى الحزب. وحضر أيضاً عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي.
• التناقض في حب زياد
بدأ توافد المعزّين من كل تناقضاتهم نجوماً وفنانين وممثّلين ومخرجين ومبدعين: وصل مرسيل خليفة وشقيقه أنطوان وشربل روحانا، ثم وصل الشاعر الكبير طلال حيدر، ورافقه خليفة إلى صالة العزاء.
وأتى خالد الهبر ونجله ريان، والفنان المصري حازم شاهين، ولينا خوري وكارول سماحة، وجورج شلهوب وجوزف عازار ونجله كارلوس، والليدي مادونا، ومايا دياب، وهيفا وهبي، وراغب علامة، وعاصي الحلاني، ومحمد إسكندر، ونجوى كرم، ومحمد الدايخ وشقيقه حسين، وحسين قاووق، ونادر الأتات، وريتا حايك، ونزار فرنسيس، وجورج نعمة، وماجدة الرومي، ورندة كعدي وغيرهم.
كما حضر سياسيون، من السيدة الأولى نعمت عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ووزير الإعلام بول مرقص والثقافة غسان سلامة، ورئيس حزب «الكتائب» السابق أمين الجميّل، ورئيس «حركة الشعب» نجاح واكيم، ورئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل شمعون.
في وقت تنافس فيه النجوم للحديث عن زياد، اكتفى أصدقاؤه بتعزية بعضهم، ورفضوا الحديث علناً. وكانت كارمن لبس، وصلت بهدوء، اقتربت من النعش وقدّمت القبلة الأخيرة لحبيب العمر، وعادت لتجلس بهدوء وحزن. أما الأخت مارانا سعد، فقد طلبت من الربّ أن يكافئه على كلّ ما قدّمه لهذا الوطن، وللفن والمدرسة اللبنانية.
جمع زياد هذه التناقضات في مشهد يعكس الإجماع حوله. لكن لو كان زياد بيننا وشاهد مراسم وداعه لقال «شو هالعجقة هي» على حدّ تعبير صديقته الصحافية ضحى شمس التي وصفت زياد بأنّه كان مرجعاً في أي عمل تقوم به. وقالت إنهما كانا صديقي لعب، فهو كان يحب اللعب معهم وفيهم، لتتحول أي لحظة جدّية إلى نكتة وضحكة. والعمل معه كان صعباً وجميلاً، لأنه يحبّ الكمال ولا يحبّ الإهمال، ويغضب إن لم يقدّم أحدهم أفضل ما لديه.
أتى خبر موت زياد كالصاعقة على الممثّلة رندة كعدي، التي وصفته بضمير الوطن. ورغم أنها شاهدت كل أعماله، فهو أيضاً شاهد كل مسرحياتها، لكنهما لم يجتمعا في عملٍ واحد، وانهمرت بالبكاء متمنّيةً «يا ريتك تضل».
وفجأة يظهر بين الحضور عاصي زياد الرحباني، الذي أتى خصّيصاً من دبي. ربما يشكّل حضوره مفاجأة، لكن ما كُتب في الإعلام عن مشاكل البيوت، لا يعكس حقيقة أعمق، بين أبٍ وابنه، ولو فقدا رابط الدم. وكان عاصي قد نعى زياد على صفحته على فايسبوك أمس بمقولة لجبران خليل جبران: «المحبّة لا تعطي إلا ذاتها، ولا تأخذ إلا من ذاتها. لا تملك شيئاً، ولا تريد أن يملكها أحد، لأنّ المحبة مكتفية بالمحبة».
• سأدفن ابني لوحدي
يجمع الحضور على حبّ زياد وعلى عتبهم على غيابه. والكل يلتفت ليسأل عن فيروز. وصفها بعضهم بالـ«قديسة».
دفنت بالأمس ثاني أولادها، بعدما دفنت ليال في العام 1988. يومها رتّلت «أنا الأم الحزينة»، لكن بالأمس لم تهمس بكلمة.
زياد ليس بكرها فقط، بل هو امتداد والده الراحل عاصي الرحباني، هو الذي صنع صورة فيروز الفنّية الجديدة. هو الذي جعلها تضحك على المسرح وتغنّي للبوسطة، وجعلها تقول «بس هو هي».
عند الساعة الرابعة عصراً، بدأت صلاة الجنازة، وعند قرابة الخامسة والنصف، خرج نعش زياد، ليُلقي محبّوه التحية الأخيرة عليه. ورقص الزياد بين أيديهم، وصفّقوا له، ودخل إلى سيارة نقلته، وحيداً، إلى مثواه الأخير. إذ إنّ قرار فيروز كان واضحاً: «سأدفن زياد لوحدي» حيث المقبرة التي بنتها قرب منزلها في شويّا في قضاء المتن.
• المثوى الأخير
في بكفيا، وُلد عاصي الرحباني عام 1923، وتلاه شقيقه منصور عام 1925. عمل والدهما شرطياً في البلدة، وتلقّى الأخوان دراستهما الأولى في مدارس البلدة، وتكوّنا ثقافياً ضمن مناخٍ محافظ إلى حدّ ما، يجمع بين القيم المسيحية والعائلية والروحية.
لم تكن بكفيا مجرّد مكان للنشأة، بل بيئة اجتماعية وثقافية أثّرت بعمق في المخزون البصري واللغوي والموسيقي لدى الأخوين. العديد من الصور التي حضرت لاحقاً في مسرحيات الرحابنة، مثل الجبال، الساحة، المختار، الفتاة القروية، الغابة، الكنيسة، الجنازات، الأعراس، كلّها تعود في أساسها إلى المشاهد اليومية في بكفيا.
تمرّد زياد الرحباني على هذا المخزون، وقرّر انتماءه وحياته، بمعظم تفاصيلها خارج سياج الرحابنة، وانطلق في الدنيا، وخاض تجارب جعلته «أسطورتنا».
ورغم أنّ إرث العائلة بقي في بكفيا، في أعالي المتن، حتى بعد وفاة عاصي عام 1986، خصوصاً كمقرّ عائلي، إلا أنّ زياد اليساري ما كان له هذا الارتباط، بل بنى قطيعة مع الطابع اليميني الذي طغى على المنطقة. لكن بعد رحيله، خسر سلطته على نفسه، وقرّرت العائلة أنّ هذا اليوم لها، ليعود زياد إلى عائلته وجذورها، وتتحوّل بكفيا أمس إلى مثوى زياد الأخير.
"الجمهورية":
ودّع لبنان أمس، الفنان الكبير زياد الرحباني، في مشهد مهيب، وأجواء حزن شديد تشارك فيه أصدقاؤه، ومحبّوه، وفنانون، وسياسيّون، وإعلاميّون، ورفاق دربه، مع والدته السيّدة فيروز، في الوداع الأخير لشخص حفر في ذاكرة اللبنانيِّين جمال اللحن، وروعة الموسيقى، وكلاماً ذكياً، وعِبر لا تُنسى.
رحلة الوداع، انطلقت من منطقة الحمرا في بيروت، حيث احتشد محبّوه منذ الصباح في انتظار خروج جثمان الراحل من المستشفى حيث كان يرقد، واستقبلوه بنثر الورود، وبالزغاريد والهتافات لزياد، ورافقوه في جولة في شوارع بيروت، وتجمهرت جموع الناس على جانبَي الطريق لإلقاء نظرة الوداع على الجثمان وهو يغادرها للمرّة الأخيرة ويسلك طريقه إلى مسقط رأسه المحيدثة (بكفيا)، حيث احتُفل بالصلاة لراحة نفسه بعد الظهر في كنيسة رقاد السيدة - المحيدثة، بمشاركة جمهور غفير من المواطنين والأصدقاء والمحبّين، والسياسيّين والرسميّين، الذين تقاطروا إلى الكنيسة لتقديم واجب العزاء للسيدة فيروز وأفراد العائلة.
فيروز بكت ابنها وودعته، وكما كانت ترتل في جمعة الآلام من كل عام، رتّلت له وحيدة في اثنَين الألم والوداع. لتلي ذلك مراسم الجنازة التي ما أن انتهت حتى حانت لحظة الوداع الأخير، وحُمِل زياد الرحباني إلى مثواه وَوُورِي جثمانه وسط قرع الأجراس والتصفيق والهتافات والزغاريد.
المشهد السياسي
سياسياً، طبقة سميكة من الضباب تحجب الأفق اللبناني، وما يُخبّئه الآتي من الأيام من تطوّرات. واللبنانيّون في هذا الغموض يتجاذبهم قلق شديد، من انعدام عوامل الإطمئنان، وضعف احتمالات الحلّ السياسي المقبول لما باتت تسمّى «أزمة السلاح»، ويفاقم منسوب القلق والمخاوف، الضخّ المتواصل والمريب عبر مواقع التواصل والقنوات والفضائيات وغرف التنجيم والتبصير، باستحضار أجواء الحرب وإرعاب اللبنانيِّين بالحديث عن احتمالات خطيرة وسيناريوهات مرعبة تلوح في الأفق.
حلّ «أزمة السلاح»، وفق ما تقترحه الورقة الأميركية وما تفرّع عنها من ردود وردود مضادة، وصولاً إلى الردّ اللبناني الأخير على الردّ الأميركي الذي جرى إبلاغه إلى الموفد الأميركي توم برّاك، وكما تقول مصادر واسعة الإطّلاع لـ«الجمهورية»، إنّّه «ما زال متعثراً، ولم يتقدّم قيد أنملة، عن العقدة المستعصية التي تلازمه منذ طرح الورقة الأميركية في صيغتها الأولى، لأنّ الزيارات الثلاث للموفد الأميركي وما رافقها من ترغيب وليونة في الخطاب وأيضاً من تخويف وترهيب، لم تتمكّن من تحقيق خرق إيجابي في جدار الأزمة، وما زالت هذه الأزمة تراوح في حلبة الصدام بين رغبة واشنطن التي تدفع إلى السحب الفوري لسلاح «حزب الله» في كلّ لبنان ولا شيء غير ذلك، وبين الحزب الذي يرفض بشكل قاطع التخلّي عن سلاحه».
تقاذف الكرة
الوقائع المتصلة بنقاشات الورقة الأميركية والردود عليها تؤشر إلى أنّ أزمة السلاح - وبين التعجيل بسحب السلاح وبين الإصرار على التمسك به - متموضعة على ضفّتَي التصلّب المتبادل، على ما يقول معنيّون بهذه النقاشات لـ«الجمهورية»، ويقرأون في ما يسمّونها «لعبة تقاذف الكرة» عبر الردود والردود المضادة والطروحات المتعاكسة المستمرة منذ اللحظة الأولى التي قدّم فيها توم برّاك مشروع الحل الأميركي، مراوحة سلبية توسّع هوة الخلافات وتسدّ طاقات الإنفراج وتفتح باب التشاؤم على مصراعَيه.
مداخلات
معلومات «الجمهورية» من مصادر رفيعة، تُفيد بضغط متزايد على الجانب اللبناني، وقرار متخذ بإبقاء الكرة في ملعب اللبنانيّين، إذ ما إنْ يُقدّم ردُ لبناني حتى يُقابل بردّ سريع وجاهز ينسفه بالإصرار على تحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية اتخاذ القرار بسحب سلاح «حزب الله» في كلّ لبنان، وهو ما تعكسه المواقف المتتالية للموفد الأميركي وما تحمّله من ترغيب وترهيب.
وبحسب المصادر الرفيعة فإنّه «في موازاة الموقف اللبناني الذي يؤكّد على آلية للحل بتأكيد الالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي وضمان عدم تكراره والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة وتحرير الأسرى، وتحاكي حصر السلاح بيد الدولة ومعالجته بما يحفظ أمن لبنان واستقراره وسلمه الأهلي، تتموضع إلى جانب الموقف الأميركي مداخلات منها ما هي داخلية، ومنها ما هي خارجية وعربية على وجه الخصوص، تحرّض على رفض أي مبرّرات واعتبارات، وعلى عدم القبول بغير سحب سلاح «حزب الله» بالكامل. ومع الأسف كان لهذه المداخلات تأثيرها في إفشال احتمالات الاتفاق».
وتوضح المصادر عينها «أنّ المحادثات المباشرة مع الموفد الأميركي كانت تجري بصورة مريحة، وفي كثير من الأحيان كنّا نتفق معه على بعض التفاصيل، (الواردة في متن الردّ اللبناني)، لكن عندما نخرج من الإجتماعات سرعان ما يتغيّر الكلام وتعود الأمور إلى الوراء، وتلعب المداخلات لعبتها التعطيلية، وتتمخّض عنها تسريبات في منتهى الصراحة والوضوح، من قبيل أنّه لا يمكن للبنان وأصدقاء لبنان أن يتعايشوا مع سلاح «حزب الله» ومع بقائه في يدّ هذه المجموعة، وأنّ على لبنان ألّا يفوّت فرصة النهوض، حيث لا حل على الإطلاق ولا إعمار ولا اقتصاد ولا انتعاش قبل سحب سلاح الحزب نهائياً ورفع يده عن لبنان، واللبنانيّون بالتالي أمام خيار وحيد وهو أن يحسموا أمرهم ويقولوا لا كبيرة في وجه سلاح الحزب».
وأخطر ما في هذه التسريبات، تضيف المصادر «هو القول بأنّ لبنان وفي حال عدم الاستجابة لمطلب سحب السلاح وفق ما هو مطروح في مشروع الحل، قد يتعرّض لحصار رهيب اقتصادي وغير اقتصادي، وأنّ إسرائيل قد تلجأ إلى تصعيد كبير، سواء بعملية عسكرية واسعة ضدّ الحزب أو توسيع دائرة الاستهدافات والاغتيالات التي تنفّذها، فلا تبقى محصورة في منطقة الجنوب بل قد تتعداها وبصورة مكثفة إلى مناطق أخرى في العمق اللبناني. ومثل هذا الكلام جاءه سفير بارز أمام زواره من سياسيِّين وغير سياسيِّين، بعدما تلقّى برّاك الردّ اللبناني الأخير على الردّ الأميركي».
«يُريدون تجريدنا»
إلى ذلك، لا يُلحظ ارتياح في عين التينة لمسار الأمور، إلّا أنّ مصادرها تؤكّد أنّ باب النقاش ليس مقفلاً، وقنوات الإتصال مفتوحة في غير اتجاه، للدفع في اتجاه حلّ يراعي مصلحة لبنان ويحفظ سيادته وأمنه واستقراره. فيما لوحظ في موازاة ذلك تصلّب واضح من قبل «حزب الله»، الذي أكّد عبر مستوياته السياسية والنيابية أنّه ليس معنياً بالورقة الأميركية، وأنّه لن يتخلّى عن سلاحه، والأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم سيكرّر التأكيد على هذا الأمر في إطلالته غداً في ذكرى القيادي فؤاد شكر. وذلك زيادة على ما يُقال في أوساط الحزب «يُريدون سحب السلاح ليقتلونا، أنّهم يطلبون منا الاستسلام، وإن نمكّنهم من استباحة لبنان وجعله مجرّداً من أي قوة تمكنه من ردّ أي عدوان محتمل سواء من الإسرائيليِّين أو غيرهم، وهذا ما لن يحصل على الإطلاق وتحت أي ظرف، وليقل توم برّاك ما يقوله وليفعل ما يريد».
«كلنا مقاومة!»
وفي سياق متصل، أكّد مصدر سياسي مؤيّد لسحب السلاح لـ«الجمهورية»، أنّنا نتفهّم هواجس «حزب الله»، لكن هناك وطناً مهدّداً، وأمامه فرصة لأن ينهض من جديد، توجّب على «حزب الله» أن يراعي مصلحة لبنان، ولا يكون عقبة أمام نهوضه. ويبادر إلى تسليم السلاح إلى الجيش اللبناني الذي يجمع عليها كل اللبنانيّين بمَن فيهم «حزب الله» على أنّه يشكّل عنوان الأمان لكل اللبنانيِّين. وفي ظل أي عدوان أياً كان مصدره، يكون اللبنانيّون جميعهم مقاومة ويداً واحدة خلف الجيش في تصدّيه للعدوان».
وبحسب المصدر السياسي عينه، فإنّ «تسليم السلاح، هو الحلّ الأسلم للبنان، وهو ما أكّدنا عليه لجميع الأطراف في لبنان، وخصوصاً أنّ الأجواء الدولية لا تبعث على الإرتياح، وآخر ما تلقيناه من الفرنسيِّين وغيرهم، معطيات جدّية عن مصاعب تلوح في الأفق اللبناني، مصحوبة بنصائح ملحّة وعاجلة تستوجب العمل الفوري من قبل القيادات والمستويات المسؤولة في لبنان، واتخاذ قرار بسحب سلاح «حزب الله» بصورة عاجلة، لتلافي هذه المصاعب، سواء أكانت اقتصادية أو مالية أو اجتماعية، أو أمنية، في ظلّ طغيان الحديث عن احتمالات الحرب والتصعيد».
إجراء كويتي
على صعيد متصل بـ«حزب الله»، أدرجت الكويت الحزب وجمعية القرض الحسن ضمن لائحة العقوبات وتجميد الأموال.
وأعلنت وزارة الخارجية الكويتية أنّه «في قرار شمل «حزب الله»، أنّ لجنة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الصادرة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التابعة لوزارة الخارجية الكويتية، اتخذت قراراً الاثنين (أمس)، بإدراج منظمة «حزب الله» و«جمعية القرض الحسن» التابعة له والتي توصف بأنّها «بنك» الحزب، و3 أفراد من الجنسيات اللبنانية والتونسية والصومالية، ضمن اللائحة التنفيذية للعقوبات وتجميد الأموال والموارد الاقتصادية».
وشمل الإدراج كلاً من: منظمة «حزب الله». ع. م. م. لبناني الجنسية، مواليد 18/5/1966. أ. ف. م. ق. تونسي الجنسية، مواليد 5/10/1991. ع. م. صومالي الجنسية، - مواليد ما بين 1950/1953، جمعية القرض الحسن - مقرّها في الجمهورية اللبنانية. وطلبت اللجنة من كافة الشركات والمؤسسات المالية في الكويت، اتخاذ ما يلزم بتنفيذ قرار الإدراج وذلك بحسب ما نصت عليه المواد (21-22-23) من اللائحة التنفيذية الخاصة باللجنة.
جلسة تشريعية
على صعيد داخلي آخر، يُرجّح أن يعقد مجلس النواب بعد غد الخميس جلسة تشريعية لإقرار بندين على جانب كبير من الأهمية، يتعلّق الأول باستقلالية القضاء، بما يحصن السلطة القضائية من المداخلات السياسية، ويتعلّق الثاني بإصلاح القطاع المصرفي (إعادة هيكلة المصارف)، الذي أقرّته لجنة المال والموازنة بصيغته النهائية في جلستها التي عقدتها في المجلس أمس.
وتحضيراً لهذه الجلسة، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اجتماع لهيئة مكتب مجلس النواب ظهر اليوم الثلاثاء. وأكّد بري رداً على سؤال لـ«الجمهورية» أنّ الجلسة التشريعية المقبلة تُعدّ من أهم الجلسات، كونها ستدرس وتقرّ بندَين مهمَّين جداً، ويندرجان في صميم العملية الإصلاحية.
ولفت بري إلى أنّه بإقرار القانونَين المتعلقَين بإعادة هيكلة المصارف واستقلالية القضاء، يكون المجلس النيابي قد أدّى قسطه وقام بما عليه في المجال الإصلاحي، وفي هذه الحالة تصبح الكرة في ملعب السلطة التنفيذية التي عليها أن تضع الآلية التطبيقية بصورة عاجلة لهذَين القانونَين، كما لسائر القوانين الإصلاحية التي سبق وأقرّها المجلس الينابي.
على أنّ المهام الأساسية المنوطة بالمجلس النيابي في الفترة المتبقية من ولايته (10 أشهر)، تتلخّص، بإقرار موازنة العام 2026، وإقرار تعديلات على قانون الانتخابات النيابية، انتخاب أعضاء المجلس الدستوري، ولاسيما بعد اقتراب ولاية المجلس الحالي من الانتهاء. إلى جانب استكمال عمل لجنة التحقيق البرلمانية في ملف الفساد في وزارة الاتصالات.
"الديار":
ودع «شعب» زياد الرحباني «العنيد» اسطورته التي لا تموت بفناء الجسد، وصفقوا له وبكوه في شارع الحمرا، الذي احب قبل ان يصل جثمانه الى الكنيسة في بكفيا لتستقبله الايقونة فيروز المكلومة بفاجعة فقدان الابن، فبكته بصمت. مشى وراء نعشه المسيحي والمسلم، المؤمن والملحد، والمثقف، وعامة الناس، كل تناقضات البلد اجتمعت حوله. مَن كان يمثله بافكاره السياسية حزن عليه بصدق، ومن كان يتناقض معه «ركب» الموجة مدعيا الفقدان. اما الدولة الحاضرة في الجنازات، والغائبة عن رعاية المثقفين المبدعين وهم احياء، فلم تجد نفسها معنية باعلان الحداد، واكتفت بمنحه وسام الارز الوطني.
رحل زياد الرحباني تاركا وطنا هشا معلقا على «تغريدة»، فالبلد المنقسم على نفسه، لا يزال مشغولا بتفسير تعليقات المبعوث الاميركي توم براك على منصة «اكس». واذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد ابدى استغرابه امام زواره من مضمون هذه «التغريدة»، بعدما اوحى براك بايجابية كبيرة خلال لقائهما الاخير، فان رئيس الحكومة نواف سلام سارع الى تلقف الموقف بسلبية، وتحرك على نحو «متوتر» مستعجلا عقد جلسة للحكومة لبحث ملف السلاح، الا ان المعلومات تشير الى عدم وجود حماسة في بعبدا، لمثل هذه الخطوة في ظل الانقسامات الراهنة، وكذلك لم يبد بري موقفا ايجابيا من الطرح، مفضلا التريث وعدم الذهاب الى خطوات قد تعقّد الامور.
سلام «مستعجل»
وكان سلام قد حمل معه من باريس» رسائل» واضحة الى «عين التينة»، تشير الى انه لا مساعدات قبل حل ملف السلاح واستكمال الاصلاحات، وحاول الضغط من خلال هذه الاجواء لتسريع التوافق على انعقاد جلسة حكومية، وليس عقدها قبل حصول تفاهمات سياسية، كما تقول اوساط مطلعة، التي لفتت الى ان سلام يعرف تداعيات هكذا خطوة، من دون حصول تفاهم على سيناريو ومخرجات الجلسة المفترضة.
لكنه يبدو مستعجلا على عقدها، خوفا من ارتفاع نسق الضغوط الاميركية على الحكومة، التي توجه اليها براك بانتقاد مباشر في تغريدته، حينما قال»أنّ «مصداقية الحكومة اللّبنانيّة تستند الى قدرتها في التوفيق بين المبادئ والتطبيق. وكما قال قادتها مرارا وتكرارا، من الضروري أنّ تحتكر الدولة وحدها السلاح. وما دام حزب الله لا يزال يحتفظ بالسلاح، فلن تكون الكلمات كافية»...
اولويات حزب الله وموقف بري
وفيما يعتبر حزب الله انه يجب ان تعمل الحكومة وفق اولويات مختلفة، تبدأ بالسعي لسحب قوات الاحتلال والزامها على احترام وقف النار، فان بري ابلغ سلام انه يجب ألّا تتم معالجة الملف بتسرع.
وكان بري سبق وابلغ براك ان حزب الله يتعامل بمرونة مطلقة، وارسل اكثر من اشارة ايجابية، حيث التزم بوقف النار، ولم يتدخل بالحرب «الاسرائيلية» على ايران، وهو جزء من السلطة التنفيذية، ولديه قوة وازنة في مجلس النواب. والآن المطلوب خطوات من الطرف الآخر، وقد اوحى براك بتفهم لهذه السردية، ووعد برد قريب ايجابي، ولهذا كانت تغريدة مفاجئة بالنسبة للرئيس بري.
واقعية في بعبدا... ولجنة مشتركة
وفي بعبدا، تشير الاجواء الى تعامل واقعي مع المرحلة الدقيقة، حيث لا يزال الرئيس جوزاف عون يصر على عدم نقل «المشكل» الى الداخل اللبناني، والتعامل بحكمة مع الملف كيلا ينفجر على نحو سلبي في الداخل. ولهذا لا يزال على تواصله مع حزب الله والحوار مستمر، وان كان بطيئا ربطا بالتطورات الاخيرة في سوريا، حيث يتم التعامل مع الاحداث بواقعية، وتتم النقاشات بعيدا عن المواقف الجامدة.
ووفق المعلومات، تم تشكيل لجنة تضم بعض الضباط المتقاعدين، وعددًا من المستشارين، وشخصيات مقربة من حزب الله، لوضع مسوّدة او تصور لاستراتيجية الدفاع الوطني، على ان تكون جاهزة للنقاش مع اطراف اخرى عندما تصبح الاجواء الداخلية مهيئة لبحث ملف السلاح على المستوى الوطني.
لا منطقة عازلة
وكان سلام عقد لقاء بعيدا عن الاعلام مع الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ،الذي جاء مستطلعا الاجواء في باريس. ووفق المعلومات، استغرب رئيس الحكومة الكلام عن اجواء سلبية في باريس، ووصف اللقاء مع ماكرون بانه كان ايجابيا، مجددا ثقته بان التجديد «لليونيفيل» سيتم نهاية شهر آب.
اما بالنسبة لمسار التطورات، فاشار سلام الى ان لا شيء نهائي والامور مفتوحة على كل الاحتمالات، نافيا ان يكون قد سمع عن مطالب فرنسية او اميركية حول انشاء منطقة عازلة جنوبا.
تهويل وضغوط...!
وفي هذا السياق، بدأت «الماكينة» الاعلامية والسياسية المحسوبة على واشنطن، بضخ معلومات تفيد بان زيارة براك شكّلت الفرصة الاخيرة لاثبات جدية لبنان الرسمي في تعاطيه مع الملف، ووضع خطة لجمع السلاح بصورة نهائية ضمن مهلة زمنية محددة، وأنه نقل رسالة من ادارته حددت 4 اشهر لرئيس مجلس النواب نبيه بري، لحسم ملف جمع السلاح واحتكاره من قبل الشرعية، والا فإن الوساطة الاميركية ستنتهي، ومعها افق الحل الديبلوماسي، مفسحاً في المجال للسخونة والتفجير، في ظل ما قاله برّاك نفسه في شأن عدم وجود ضمانات من «اسرائيل» التي تحدد الوقت في ما يتصل بمهلة نزع السلاح.
ودون نسب المعلومات الى اي مصدر محدد، تقول تلك الاوساط، ان «اسرائيل» رفضت الملاحظات والشروط التي طرحها الرئيس بري، وتتعامل مع حزب الله انه خسر الحرب، وعليه الالتزام بالشروط لا التفاوض حولها. ولهذا فان الكلام عن انسحاب جيش العدو من الأراضي التي يحتلها في الجنوب كمقدمة لتجاوب حزب الله مع مسار حصر السلاح، طرح غير مقبول اميركيا و «اسرائيليا»، ولذا من المتوقع ان يكون الرد الاميركي سلبيا.
«العين» على العراق
وفي هذا السياق، «العين» على العراق الذي يقف أمام تَحَد جديد، يشبه الى حد ما التحدي اللبناني الراهن، في ظل الضغوط الاميركية الكبيرة لمنع تمرير مشروع قانون جديد، ينص على إعادة تنظيم بنية هيئة الحشد الشعبي، من خلال إنشاء أكاديمية عسكرية خاصة لتدريب العناصر، وتحديد شروط جديدة للانتساب والرتب، بينها تحديد عمر المتقدمين بين 18 و35 عاما، ومنح درجات وظيفية مباشرة للحاصلين على شهادات في الاختصاصات الأمنية والعسكرية.
ويُعد مشروع القانون الجديد تعديلا لقانون هيئة الحشد الشعبي رقم 40 لسنة 2016، ويهدف إلى دمج الحشد الشعبي ضمن المنظومة العسكرية الرسمية، مع منحه صلاحيات تنظيمية وأمنية واسعة.
صدامات داخلية
ويمنح المشروع الحشد الشعبي استقلالا ماليّا من خلال تخصيصات من الموازنة العامة والتبرعات، ويستثنيها من قانون الخدمة والتقاعد العسكري، الأمر الذي تخشى الولايات المتحدة الأميركية من أن يمنح الحشد الشعبي العراقي مزيدا من النفوذ، وتفكيك ارتباطه بالقوات المسلحة العراقية.
وفيما عبّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن مخاوف بلاده بشأن مشروع قانون هيئة الحشد الشعبي الذي ما يزال قيد المناقشة في البرلمان، ومن غير المعلوم كيف ستتعامل الحكومة العراقية مع مشروع قانون الحشد، بعد التحذير الأميركي الصريح الرافض للقانون، وسط مخاوف من صدامات داخلية، إذا أصرّت الكتل الشيعية على تمرير القانون... وقد يكون العراق راهنا النموذج الذي ينظر اليه المسؤولون اللبنانيون الذين يراقبون بحذر مآلات الامور، كي تتم الاستفادة من التجربة العراقية؟!
الاعتداءات «الاسرائيلية»
وفي استمرار للخرق السيادة اللبنانية، قامت قوات الاحتلال بتمشيط بالاسلحة الرشاشة من موقع الراهب في اتجاه اطراف بلدة عيتا الشعب. كما سجل تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتّجاه بلدتيْ رامية ويارون،
كما استهدفت مسيرة معادية عصر امس، دراجة نارية في منطقة البركة في مدينة بنت جبيل، وافيد عن سقوط جريح حالته حرجة جراء الغارة.
دريان في كليمونصو
وفي اطار استمرار الاتصالات السياسية لتبريد الاجواء بعد الاحداث في السويداء، وانعكاسها توترا في بعض المناطق اللبنانية، استقبل الرئيس السابق للحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط في كليمنصو، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. وشارك في اللقاء رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» طلال أرسلان ومفتو المناطق اللبنانية.
وبعد اللقاء، أكد دريان أن «اللقاء كان وديا وتشاوريا وسيبقى مستمرا إن شاء الله»، وقال: «الله يديم الوفاق بيننا وبين وليد بك على الدوام». وفي بيان مشترك بعد اللقاء، تم الاعلان عن رفض اي محاولات لاثارة الفتنة، واعتبروا ان الفتنة وما تشهده السويداء مدان...
اجتماع امني في الرياض
على صعيد متصل، وفي دلالة على اهتمام سعودي واضح في تفعيل مستوى العلاقات اللبنانية- السورية وكبح جماح اي تصعيد، عقد اجتماع امني لبناني – سوري في السعودية حضره مدير المخابرات طوني قهوجي، ونظيره السوري حسين سلامة، في حضور امني وسياسي سعودي، وشارك في اللقاء مسؤول الملف اللبناني يزيد بن فرحان، حيث تم البحث في ملف الحدود، ومنع انعكاس التوترات في السويداء على لبنان، وتم الاتفاق على استمرار التنسيق برعاية سعودية مباشرة.
مأتم زياد «ورهبة» فيروز
تحول مأتم زياد الرحباني الى الحدث بالامس، حيث ووري في الثرى في المحيدثة- بكفيا. وقد انطلق موكب النعش منذ الصباح من الحمرا، حيث انطلق فنيا وعاش آخر ايامه، الى بكفيا، مرورا بأنطلياس حيث ترعرع، بمواكبة شعبية كبيرة.
اما في الكنيسة فكان لحضور والدته السيدة فيروز رهبة منقطعة النظير، فبكت بصمت وأبكت الحاضرين. وتوافدت الشخصيات السياسية والفنية ومحبو زياد لتقديم التعازي برحيله الى العائلة. ومن ابرز الحاضرين رئيس الحكومة نواف سلام، الذي سلم العائلة باسم رئيس الجمهورية، وسام الارز الوطني من رتبة كومندور. كما حضر نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب ممثلاً الرئيس نبيه بري، عقيلة رئيس الجمهورية السيدة نعمت عون ، السيدة رندة بري وعدد كبير من الوزراء والنواب، ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة.
تصفيق وزغاريد
والى كنيسة رقاد السيدة العذراء في بكفيا،عاد زياد ليبقى هناك. تاركا وراءه بلدا منقسما على ذاته، وهو الذي جمع في مماته من لم يتمكن من جمعهم في حياته. سياسيون من كل الاطياف وفنانون واناس من محبيه حضروا جميعاً للوداع الاخير.
وكان محبو زياد تجمعوا بالمئات أمام مدخل مستشفى فؤاد خوري في الحمرا، في أجواء من الحزن الشديد، ترافقت مع ترداد أغان وأعمال فنية، لحنها الراحل. وعند خروج الجثمان، علا التصفيق الحاد والزغاريد والهتافات باسم زياد، بمشاركة خالة الراحل هدى حداد، وأبناء أعمامه، بالإضافة الى الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، فيما أدى عدد من كهنة المحيدثة، الصلاة على جثمانه في داخل المستشفى.
بعدها شق موكب التشييع طريقه بصعوبة في شارع الحمرا الرئيسي، وسط رفع أعلام الحزب الشيوعي اللبناني والأعلام الفلسطينية، بمشاركة النائبين ابراهيم الموسوي وعلي فياض، بالاضافة الى عدد كبير من الفنانين ورفاق درب الراحل، فيما احتشد المواطنون على جانبي الطريق، ونثروا الورود على الموكب، لإلقاء النظرة الأخيرة على زياد، مع بث أغاني فيروز التي لحنها الراحل.
اصلاح المصارف
ماليا، اقرت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان قانون اصلاح المصارف بعد جلسة استمرت 6 ساعات، في حضور وزير المال ياسين جابر ووزير الاقتصاد عامر البساط، وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد. وقال كنعان بعد انتهاء الجلسة:» لن تتم التضحية بأموال المودعين ولا المحاسبة، فالكل يعلم كيف هدر المال وكيف توزّع ذلك بين الحكومة ومصرف لبنان والمصارف».
واشار الى انه «تم تأكيد استقلالية الهيئة المصرفية العليا عن السلطة السياسية وعن المصارف «، معلنا انه سيتمثّل فيها. واشار الى «ان لا تمييز بين المودعين، وما يطبّق على مودع يطبّق على الآخر، وما من مودع أهم من الآخر، فكلّهم لهم حقوق. وسيحضر المشروع الإصلاحي الهام كأحد البنود الرئيسية على جدول أعمال الجلسة التشريعية التي سيدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري هذا الأسبوع».
وكان كنعان قد صرّح في الأيام الماضية «ان المشروع تضمّن اجراءات كثيرة تحمي حقوق المودعين، منها ربط تنفيذ قانون اصلاح المصارف بقانون استرداد الودائع، الذي اصبح مطلبا دولياً».
"نداء الوطن":
ودّع لبنان زياد الرحباني في مأتم رسمي وشعبي مهيب حيث منح رئيس الحكومة نواف سلام الراحل باسم رئيس الجمهورية جوزاف عون "وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور".
سياسيًا، حركت أمس تغريدة المبعوث الأميركي توم برَّاك، في عطلة نهاية الأسبوع المنصرم ركود مياه بركة الحكم. وأدّت هذه التغريدة، كما يفعل إلقاء الحجر في المياه الراكدة، إلى إحداث دوائر حملت معها إلى سطح الأحداث الداخلية التباين على مستوى السلطة التنفيذية في ما يتعلق بكيفية التعامل مع ملف سلاح "حزب الله".
وبشأن ملف سلاح "الحزب"، أكد وزير الصناعة جو عيسى الخوري "عزم وزراء "القوات اللبنانية" على طرح ملف احتكار الدولة للسلاح خلال الجلسة الحكومية المقبلة"، مشيرًا إلى أنهم "أجروا اتصالات مع عدد من الوزراء الذين أبدوا تجاوبهم مع هذا الطرح".
وقال في حديث لـ MTV، إن "الموفد الأميركي توم براك قدم آلية زمنية تمتد لـ 120 يومًا، تطلب من إسرائيل و"حزب الله" تنفيذ خطوات محددة، على أن تضمن الولايات المتحدة التزام الجانب الإسرائيلي، فيما تتولى الحكومة اللبنانية متابعة الشق المتعلق بـ "حزب الله" عبر الجيش اللبناني".
ولفت إلى أن "الاستقالة غير مطروحة"، مشددًا على أن "الإجماع ليس ضروريًا لاتخاذ قرار في ملف السلاح، بل تكفي أكثرية وازنة تدعو المجلس الأعلى للدفاع إلى وضع خطة زمنية واضحة لتسليم سلاح المنظمات المسلحة غير الشرعية".
رئيس الجمهورية يمسك بملف السلاح
وفي سياق متصل، علمت "نداء الوطن" من أوساط سياسية مواكبة لملف سلاح "حزب الله" أن رئيس الجمهورية "ما زال يضع ملف السلاح بين يديه وليس هناك استعداد لديه لوضع الملف على طاولة مجلس الوزراء، علمًا أن الرئيس عون قد تلقى نصيحة بوضع الملف على طاولة مجلس الوزراء ما يشكل مخرجًا حتى لرئيس الجمهورية بعدما حاول ولم يفلح في معالجته ما يقتضي الرجوع إلى مجلس الوزراء". ورأت الأوساط أن الاحتمال بوصول ملف سلاح "الحزب" إلى جلسة لمجلس الوزراء ما زال مدار تساؤلات وسط آمال في أن تتحقق هذه الخطوة كي يحال الملف إلى المجلس الأعلى للدفاع من أجل التنفيذ.
واعتبرت أن مواقف "حزب الله" المتمسكة بالسلاح ما زالت ترخي بثقلها على موقف الحكم. وسألت: "إلى أي حد سيدفع الضغط الأميركي في اتجاه بت ملف سلاح الحزب؟" وقالت:"فلننتظر ونرَ".
وبدأت تفاعلات تغريدة الموفد الرئاسي الأميركي من خلال المواقف التي صدرت على لسان زوار رئيس مجلس الوزراء أمس. فقد أعلن النائب أشرف ريفي بعد لقاء السراي: "لمست لديه تفكيرًا جديًا بتطبيق مبدأ بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية، ابتداءً من العاصمة بيروت وخلال فترة وجيزة، إنها فرصة تاريخية للوطن لبسط سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، خصوصًا أن هناك مطالبة عربية وأميركية وداخلية بذلك، وخرجت مطمئنًا إلى أنه فعلًا هناك تفكير جدي لوضع برنامج عمل زمني وجغرافي لتطبيق هذا المبدأ الدستوري الوطني الكبير".
بدوره صرّح النائب أحمد الخير بعد لقائه رئيس الحكومة: "عرضنا آخر المستجدات لا سيما الموضوع المتعلق بحصرية السلاح وسيادة الدولة على كامل أراضيها، والمواقف الأخيرة التي تصدر عن الدول الخارجية تجاه لبنان...ولقد أكد الرئيس سلام أن هذا الأمر لا لبس فيه وهذا القرار متخذ على مستوى مجلس الوزراء ولكن يجب العمل على آليات لتنفيذ هذا القرار".
برّاك يرفع عن واشنطن مسؤولية ما سيحدث
وكانت تغريدة برّاك على منصة "إكس" قالت "إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة".
وشرحت أوساط دبلوماسية لـ "نداء الوطن" خلفيات تغريدة برّاك فقالت إن الأخير "وجّه رسالة واضحة المعالم لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فقال لهما علينا التمييز بين المبدأ والممارسة. مواقفكما المبدئية جيدة ولا شك عندما تتحدثون عن احتكار الدولة للسلاح وعن قرار الحرب بيد الدولة وعن بسط سيادة الدولة على جميع أراضيها .هذا كلام مبدئي في مكانه الصحيح. ولكن إذا كان هذا الكلام المبدئي لم يقترن بممارسة فعلية على أرض الواقع يصبح بلا مفعول".
وسألت الأوساط نفسها: "لماذا قال براك ما قاله؟" وأجابت: "أتى كلام الموفد الرئاسي لرفع المسؤولية عن نفسه وليقول للحكم اللبناني إنكم تتحملون مسؤولية عدم اتخاذ القرار. ونحن كولايات متحدة أميركية لسنا راضين عما تقومون به. إننا راضون عن مواقفكم ولكننا لسنا راضين على عدم ممارستكم الأفعال. ولم تعد المواقف المبدئية تكفي. باختصار إن واشنطن رفعت المسؤولية عما سيحصل في القادم من الأيام. وسيكون المتضرر من عدم إقدام الحكم اللبناني هو الدولة والشعب والمستفيد هو "حزب الله ".
مفتي الجمهورية يزور جنبلاط و"حزب الله" يزور وهّاب
من جهة ثانية، استقبل الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، في كليمنصو، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. وشارك في اللقاء رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان ومفتو المناطق اللبنانية.
بعد اللقاء، أكد دريان أن "اللقاء كان وديًا وتشاوريًا وسيبقى مستمرًا إن شاء الله"، وقال: "الله يديم الوفاق بيننا وبين وليد بك على الدوام".
وصدر بيان مشترك بعد اللقاء أكد "الوحدة الوطنية والإسلامية لمواجهة كل من يريد شرًا بلبنان وسوريا الشقيقة، ورفض أي محاولات لإثارة الفتنة"، وتم التشديد على "سيادة لبنان وحريته وعروبته واستقلاله وتعاونه مع كل الدول العربية الشقيقة ومع الدول الصديقة المحبة للبنان وشعبه ودوره الحضاري في المنطقة".
في المقابل، استقبل رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب وفدًا من قيادة "حزب الله"، ضم نائب رئيس المجلس السياسي في "الحزب" محمود قماطي، النائب أمين شري، وعددًا من مسؤولي الحزب.
قتيل و4 جرحى في غارة إسرائيلية على بنت جبيل
ميدانيًا، استهدفت مسيرة إسرائيلية عصر أمس، دراجة نارية في منطقة البركة في مدينة بنت جبيل. وأفادت طوارئ وزارة الصحة أن الغارة أدت إلى سقوط قتيل وإصابة أربعة مواطنين بجروح.
وسجل أمس أيضّا تحليق لمسيرة إسرائيلية في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية على علو منخفض.
مدير أمن الدولة في الناقورة
وقام المدير العام لأمن الدولة اللواء الركن إدكار لاوندس بزيارة إلى مقر قيادة قوات الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل" في الناقورة، حيث جرى استقباله بمراسم رسمية. وخلال اللقاء، قدّم قائد "اليونيفيل" إلى المدير العام راية الأمم المتحدة عربون تقدير للتعاون القائم بين الجانبين.
وفي ختام الزيارة، دوّن اللواء الركن لاوندس كلمة في السجل الذهبي، ثمّن فيها "جهود قوات الطوارئ الدولية وتضحياتها في سبيل تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب اللبناني وبالتنسيق القائم بين الطرفين".
الجيش يوقف أفراد خلية إرهابية
وفي سياق أمني متصل، صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "تواصل مديرية المخابرات عمليات الرصد والملاحقة الأمنية للتنظيمات الإرهابية، وفي هذا السياق أوقفت المواطنين (ن.ا.) و(ع.غ.) و(ي.ت.) والسوري (ع.ح.) والعراقي (ع.غ.) لتأليفهم خلية إرهابية. وبعد التحقيق أُحيل الموقوفون على القضاء المختص".
"اللواء":
يشتد الضغط الداخلي على مسألة احتكار الدولة للسلاح، واستلام السلاح غير الشرعي، من المنظمات والجهات بما في ذلك حزب الله، الذي لا يزال يعاند إزاء هذه المسألة، وإن بدا أكثر في ظروف افضل، على استعداد لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية الموعودة.
ويتزامن هذا الضغط مع انتظار الموفد الاميركي توم براك لإحداث توازن في الخطوات، خلال الاشهر الاربعة المقترحة، بخطوات من الحزب تضمنها الحكومة وخطوات اسرائيلية تتصل بوقف العمليات العدائية، من قتل وتحليق مسيَّرات، واحتلال اراضٍ، والاحتفاظ بالاسرى في سجونه.
وسط ذلك يجري الرئيس جوزف عون محادثات في الجزائر مع الرئيس الجزائري تبون تتناول العلاقات الثنائية والمصالح ذات الاهتمام المشترك.
وبانتظار عودته، يمكن ان تكون الاجواء نضجت لعقد جلسة لمجلس الوزراء، يتقدم على جدول اعمالها موضوع حصرية السلاح.
وسط هذا الترقب والانتظار، للرد الاميركي والاسرائيلي على رد لبنان حول ملفي السلاح والاصلاحات ومعلومات عن ان رئيس الحكومة يدرس امكانية عقد جلسة لمجلس الوزراء لبحث الملف، طغى حدث تشييع الفنان الكبير زياد الرحباني امس، على الاهتمام الرسمي والشعبي والاعلامي، منذ نقل جثماته صباحاً من مستشفى خوري في الحمرا الى كنيسة رقاد السيدة مريم في المحيدثة قرب بكفيا حيث ووري زياد في الثرى. فيما تركز الاهتمام على ترقب حركة المجلس النيابي هذا الاسبوع والجلسة التشريعية المرتقبة، وترقب زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون الى الجزائر اليوم وما سينتج عنها من دعم للبنان، بعدما سبقه امس الوفد الاداري والاعلامي حسبما ذكرت مصادر القصر الجمهوري.
وقد انطلق موكب نعش زياد منذ الصباح من الحمرا حيث انطلق فنياً وعاش آخر ايامه، الى بكفيا، مرورا بأنطلياس حيث ترعرع، بمواكبة شعبية كبيرة. اما في الكنيسة فظهرت والدته السيدة فيروز والقت النظرة الاخيرة على جثمان فقيدها فبكت وأبكت ناظريها، بينما توافدت الشخصيات السياسية والفنية ومحبو زياد لتقديم التعازي برحيله الى العائلة. ومن ابرز الحاضرين رئيس الحكومة نواف سلام ممثلا رئيس الجمهورية، نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب ممثلاً الرئيس نبيه بري،عقيلة رئيس الجمهورية السيدة نعمت عون ، السيدة رندة بري وعدد كبير من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والفنية والاعلامية.
واقيم القداس والجناز والصلاة لروحه عند الرابعة عصراً،وترأسه راعي ابرشية جبل لبنان للروم الارثوذوكس المطران سلوان موسى، يعاونه لفيف من الكهنة. والقى سلام بعد الجنّاز كلمة مما قال فيها: أتكلم حيث تختنق الكلمات وأقف بخشوع امام الأم الحزينة والعائلة ولبنان شريكاً في هذا الحزن. زياد المبدع العبقري كنت صرخة جيلنا الصادقة الملتزمة قضايا الانسان والوطن وقلت ما لم يجرؤ الكثيرون على قوله. اما بالنسبة لبكرا شو؟ فستبقى صوت الجمال والتمرد وصوت الحق والحقيقة حين يصير السكوت خيانة.
واعلن سلام منح رئيس الجمهورية الفقيد وسام الارز الوطني من رتبة كومندور.وسلم الوسام لعائلة الفقيد.
تحضير لجلسة تشريعية
وفي الوقائع اليومية السياسية، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، هيئة مكتب المجلس إلى إجتماع في الأولى من بعد ظهر اليوم الثلثاء،.للبحث في عقد جلسة تشريعية لإستكمال بحث واقرار بعض المشاريع الاصلاحية واقتراحات القوانين المنجزة في اللجان النيابية.مع ترجيح عقد جلسة تشريعية يوم الخميس المقبل.
كما دعا لجان المال والموازنة ، الإدارة والعدل ، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات ، الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، الإقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط ، الإعلام والإتصالات الى جلسة مشتركه في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الاربعاء الواقع فيه 30 تموز الحالي، وذلك لدرس جدول الأعمال التالي :
• مشروع القانون المعجل الوارد المرسوم رقم 602 الرامي الى تعديل القانون رقم 48 تاريخ 7- 9 -2017 المتعلق بتنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص .
• إقتراح القانون الرامي الى إخضاع المتعاقدين في وزارة الاعلام لشرعة التقاعد.
• إقتراح قانون يجيز لبلدية بيروت الترخيص بإنتاج الطاقة.
واقرت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان قانون اصلاح المصارف بعد جلسة استمرت 6 ساعات، في حضور وزير المال ياسين جابر ووزير الاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد. وقال كنعان بعد انتهاء الجلسة:«لن تتم التضحية بأموال المودعين ولا المحاسبة فالكل يعلم كيف هدر المال وكيف توزّع ذلك بين الحكومة ومصرف لبنان والمصارف». واشار الى انه تم تأكيد استقلالية الهيئة المصرفية العليا عن السلطة السياسية وعن المصارف»، معلنا انه سيتمثّل فيها». واشار الى ان لا تمييز بين المودعين وما يطبّق على مودع يطبّق على الآخر وما من مودع أهم من الآخر فكلّهم لهم حقوق.
وسيحضر المشروع الإصلاحي الهام كأحد البنود الرئيسية على جدول أعمال الجلسة التشريعية التي سيدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري هذا الأسبوع. وكان كنعان قد صرّح في الأيام الماضية «ان المشروع تضمّن اجراءات كثيرة تحمي حقوق المودعين منها ربط تنفيذ قانون اصلاح المصارف بقانون استرداد الودائع الذي اصبح مطلبا دولياً».
وأوضح أن «المشروع وفق ما انتهت اليه اللجنة الفرعية ذهب الى اعتماد استقلالية قرارات الهيئة المصرفية العليا عن السلطة السياسية والمصارف بحيث تكون قراراتها موضوعية وحيادية وتعود لمصلحة استعادة الثقة بالقطاع المصرفي».
وزير قواتي لطرح احتكار السلاح في مجلس الوزراء
وبانتظار عقد جلسة لمجلس الوزراء، هذ الاسبوع، اعلن وزير الصناعة جو عيسى الخوري مساء امس، انه في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، سنطرح ملف احتكار الدولة للسلاح، ونتواصل مع الوزراء، مشيراً الى انه حان الوقت لوضع سيناريو واقعي يقوم على فرضية ان «حزب الله» لن يسلم سلاحه واتخذ القرار المناسب على مستوى الدولة.
وقال: الاستقالة غير مطروحة، والاجماع ليس ضرورياً لاتخاذ قرار في ملف السلاح، بل تكفي اكثرية وازنة تدعو المجلس الاعلى للدفاع لوضع خطة امنية واضحة لتسليم سلاح المنظمات المسلحة غير الشرعية.
وفي المواقف النيابية، كتب عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم على منصة «إكس»: الجمود الذي يتكلّم عنه برّاك اصعب بكثير على الشعب اللبناني من الحرب.انه جمود اقتصادي واصلاحي، وعزل للبنان عن المجتمع الدولي، وانهيار اكبر في مستوى الحياة في لبنان.انه حرب على لبنان من دون تكلفة على اسرائيل. المشكل الاساسي ان المعني بأمر السلاح لا يأبه للشعب، والمسؤول لا يُبادر.
سلام.. لا لبس: الى ذلك، التقى رئيس الحكومة نواف سلام في السراي النائب احمد الخير الذي قال بعد اللقاء «عرضنا اخر المستجدات لا سيما الموضوع المتعلق بحصرية السلاح وسيادة الدولة على كامل أراضيها، والمواقف الاخيرة التي تصدر عن الدول الخارجية تجاه لبنان، واكدنا لدولة الرئيس ان اليوم هناك تعويل كبير من اللبنانيين على موقف الحكومة تجاه هذا الامر، في النهاية لبنان لا يستطيع ان يتنفس الا من خلال الرئة العربية والدولية، نحن نحتاج الى دعم المجتمعين الدولي والعربي الذين يطالبون لبنان بتطبيق احد بالبنود الاساسية في اتفاق الطائف والتي هي بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصرية السلاح.
دريان في كليمنصو
والتقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في دارته في بيروت، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي المناطق اللبنانية، في حضور رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان وأعضاء من كتلة «اللقاء الديمقراطي» ومسؤولين من الحزب الديمقراطي، بعد اللقاء، أكد دريان أن «اللقاء كان وديا وتشاوريا وسيبقى مستمرا إن شاء الله»، وقال: «الله يديم الوفاق بيننا وبين وليد بك على الدوام».
واكد المجتمعون في بيان مشترك، على «الوحدة الوطنية والإسلامية لمواجهة كل من يريد شرا بلبنان وسوريا الشقيقة، ورفض اي محاولات لاثارة الفتنة، وان ما تشهده السويداء من أحداث دموية بين الإخوة السوريين مدان ومرفوض». وعبروا عن اسفهم وحزنهم على «الشهداء الذين سقطوا في هذه الاحداث الأليمة»، ودعوا «كل القوى اللبنانية ان تعمل على تحصين لبنان دولة وشعبا ومؤسسات والعمل سويا لاستنهاض الدولة لتقوم بدورها المحتضن لجميع أبنائها، والوقوف صفا واحدا للتصدي للعدوان الصهيوني الذي يستهدف لبنان وسوريا معا واكثر من بلد عربي، لتحقيق أهدافه العدوانية ومشاريعه المذهبية والطائفية والعرقية التي لا تخدم إلا أعداء بلادنا ومجتمعاتنا وامتنا العربية والإسلامية» .
وأبدى المجتمعون ارتياحهم «للمواقف الوطنية والحكيمة التي صدرت عن كافة الأطراف اللبنانية التي دعت الى وحدة الشعب السوري ودرء الفتنة والحفاظ على وحدة سوريا، كحرصها على لبنان شعبا ودولة ومؤسسات».
وتم التشديد على»سيادة لبنان وحريته وعروبته واستقلاله وتعاونه مع كل الدول العربية الشقيقة ومع الدول الصديقة المحبة للبنان وشعبه ودوره الحضاري في المنطقة».
وفي الاجراءات ضد حزب الله، حظرت الكويت التعامل مع «حزب الله» وجمعية القرض الحسن، وشخص لبناني هو (ع.م).
وعقد في الرياض اجتماع تنسيق لبناني - سوري امني، لحصر ذيول نار ما حدث في السويداء، وعدم امتداده الى لبنان.
شهيد واعتداءات
وعلى ارض الجنوب، استمر الاحتلال الاسرائيلي في ملاحقة اهالي الجنوب في قراهم متتبعاً تحركاتهم ، حيث أغار الطيران المسيّر على دراجة نارية في مدينة بنت جبيل ما اسفر عن سقوط جريح بحالة خطرة يدعى هيثم ادريس من بنت جبيل، لكنه أرتقى لاحقا شهيدأ متاثرا بجراحه.
وقبل ذلك، وثّق شاب من كفركلا، فيديو لقيام طائرة «درون» إسرائيليّة بتتبعه، خلال ممارسته للرياضة، وأثناء زيارته لضريح شقيقه الشهيد في البلدة.
وقامت قوات الاحتلال الاسرائيلية بتمشيط بالاسلحة الرشاشة من موقع الراهب في اتجاه اطراف بلدة عيتا الشعب.وتمشيط بالأسلحة الرشاشة باتّجاه بلدتيّ رامية ويارون
اما الطيران الاسرائيلي المسيّر فقد حلق على مستوى منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية وصولا لمناطق الجبل في عاليه والشوف، كما حلق فوق مناطق بعلبك وبعض قرى البقاع.
وسجّل بعد ظهر أمس تحليق للطيران المسيّر فوق منطقة الجديدة - الفنار على مستوى منخفض كما فوق الضاحية الجنوبية.
"الأنباء" الالكترونية:
في إطار الجهود السياسية والروحية لمنع تمدد أي تداعيات لأحداث السويداء الأليمة على لبنان، ورفض كافة أشكال إثارة الفتن، أُطلق بالأمس موقف جامع من دارة الرئيس وليد جنبلاط في كليمنصو.
حيث إستقبل جنبلاط مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي المناطق اللبنانية، بحضور رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان وأعضاء من كتلة اللقاء الديمقراطي ومسؤولين من الحزب الديمقراطي اللبناني.
هذا اللقاء الهام وما صدر عنه من موقف موحّد، بتوقيته ومضمونه، يقطع الطريق أمام كل مَن يريد زرع بذور الشرخ والشرذمة بين أبناء الوطن الواحد. وفي تصريح مقتضب بعد اللقاء، قال المفتي دريان أن "اللقاء ودي وتشاوري وسيبقى مستمرًا ان شاء الله و"الله يديم الوفاق بيننا وبين وليد بك على طول".
وإذ يشكل البيان المشترك الصادر عن المجتمعين، جرعة مناعة وتحصين وتأكيد الوحدة الوطنية والإسلامية في لبنان، يدعو الى "مواجهة كل من يريد شرًا بلبنان وسورية الشقيقة ورفض اي محاولات لإثارة الفتنة"، وفق البيان.
كما دان ورفض المجتمعون "ما تشهده السويداء من أحداث دموية بين الأخوة السوريين"، وعبّروا عن "أسفهم وحزنهم على الشهداء الذين سقطوا في هذه الأحداث الأليمة، ودعوا كل القوى اللبنانية ان تعمل على تحصين لبنان دولة وشعبًا ومؤسسات، والعمل سويًا لاستنهاض الدولة لتقوم بدورها المحتضن لجميع أبنائها".
وتضمن البيان دعوة لـ"الوقوف صفًا واحدًا، للتصدّي للعدوان الصهيوني الذي يستهدف لبنان وسورية معًا، وأكثر من بلد عربي، لتحقيق أهدافه العدوانية ومشاريعه المذهبية والطائفية والعرقية التي لا تخدم إلا أعداء بلادنا ومجتمعاتنا وامتنا العربية والإسلامية".
وأشار البيان الى أن المجتمعين أبدوا "ارتياحهم للمواقف الوطنية والحكيمة التي صدرت عن كافة الأطراف اللبنانية التي دعت الى وحدة الشعب السوري ودرء الفتنة والحفاظ على وحدة سوريا، كحرصها على لبنان شعبا ودولة ومؤسسات".
كذلك "تم التشديد على سيادة لبنان وحريته وعروبته واستقلاله وتعاونه مع كل الدول العربية الشقيقة ومع الدول الصديقة المحبة للبنان وشعبه ودوره الحضاري في المنطقة".
الغريب: ليس صراعاً بين الدروز والسنّة
وفي حديث الى جريدة "الأنباء" الإلكترونية، لفت الوزير السابق صالح الغريب، الذي كان مشاركاً في اللقاء، الى أن "الهدف من اللقاء تأكيد أهمية الوحدة الوطنية في لبنان، وهو مطلب الجميع، وتحييد لبنان عن تداعيات ما يحصل في سوريا، لتخفيف الاحتقان الحاصل"، وأيضًا "للقول، في مكان ما، أننا لا نرضى تصوير الأمر وكأنه فتنة أو صراع ما بين الدروز وأخواننا السنّة على الإطلاق". "هذا الشيء لم يكن ولن يكون"، يضيف الغريب.
وشدد الغريب على أن "الدروز ليسوا قومية مستقلة، هم قومية عربية صرف، عربٌ أقحاح، قوميتهم واضحة، هكذا أتوا الى هذه البلاد واستوطنوا الجبال والشواطئ دفاعًا عن الثغور الإسلامية"، مؤكدًا أن "الدروز لم يكونوا يومًا مع المشاريع الاستعمارية الإسرائيلية التقسيمية في هذه المنطقة، إذ كانوا على الدوام في صلب المشاريع الوطنية، ورواد وأبطال حركات التحرر والاستقلال في كل البلدان التي وجدوا فيها، خصوصًا في سورية ولبنان".
ولفت الغريب الى أن الحزب الديمقراطي اللبناني، كما الجميع، يدين ويستنكر "كل التجاوزات التي حصلت في جبل العرب، لكن لا نعتبرها بين السنّة والدروز، ونعتبر أن ثمة فصائل أجنبية متطرفة تسيء الى سورية والى أهل السنة والى الإسلام المعتدل، كما تسيء الى أهل الجبل وكل الأقليات في سوريا".
ولفت الغريب الى أن على الدولة في سورية أن تجري تحقيقاً شفافاً حول ما حصل من تجاوزات، إذا كانت ترغب في أن تكون دولة جامعة وحاضنة لجميع أبنائها بكل مكوناتها، أيضًا عليها أن تباشر بفتح حوار صادق، ومباشر مع كل أبناء شعبها وتطمئنهم، ويكونوا جزءًا فاعلاً في صيغة الحكم الجديدة، إذا كانوا يرغبون في أن تكون سورية دولة واحدة موحدة، وهذا ما نتمناه لسوريا، على حد تعبيره
قواص: إجتماعات تنسيقية متواصلة
أما المسؤول الاعلامي في دار الفتوى خالد قواص، فأكد أن "الاجتماع كان وديًّا وواضحًا وصريحاً، وتم تبادل العديد من الأفكار البناءة بين الجهتين التي تحمي لبنان من أي فتنة".
وكشف أن "الاجتماعات ستكون متواصلة وتنسيقية، لتعزيز هذا التعاون وترسيخ مفهوم الوحدة الإسلامية والوطنية التي هي أساس لأي عمل مستقبلي"، وأيضًا لتوطيد هذه العلاقة، القديمة والمتجذرة التاريخية بين دار الفتوى والمختارة.
وأشار الى أن المفتي دريان أثنى على "المواقف الكبيرة والتاريخية" للرئيس وليد جنبلاط، "التي تجمع كل اللبنانيين وتوحّدهم، ولمّ شملهم، خصوصًا في هذه الظروف المصيرية، التي يمر بها لبنان والمنطقة، والتأكيد على أن كل عمل يفرّق هو من إنتاج العدو الإسرائيلي المتربص شراَ بلبنان وبالبلدان العربية".
لبنان يوّدع زياد!
ودّع لبنان أمس علمًا من أعلامه، الفنان زياد الرحباني، في مأتم وطني جامع يليق بمن حمل قضايا الشعب اللبناني، وشكلت أعماله الفنية الذاكرة الجماعية المشتركة بين الأجيال في تاريخ لبنان المعاصر.
والدته نهاد حداد، السيدة فيروز، شاركت في وداعه. صلّت له وألقت النظرة الأخيرة، بصمت الصابرة ورجاء المؤمنة. كما تقاطر المحبون الى الكنيسة لمشاركة عائلة الرحباني بمصابهم الجلل. "بلا ولا شي" أحب اللبنانيون زياد، وعبّروا له عن محبتهم، وحزنهم لفراقه جسداً، لا إرثاً ثقافيًا، واجتماعيًا ورسالة إنسانية.
فمن أمام مستشفى خوري في الحمرا كان اللقاء الأول مع نعش زياد الذي شق الجموع بصعوبة الى كنيسة "رقاد السيدة" في المحيدثة – بكفيا، حيث أقيمت الصلاة لراحة نفسه، بحضور سياسي وفني وثقافي والعائلة والأصدقاء والمحبين، تقدمهم رئيس مجلس الوزراء الرئيس نواف سلام، والسيدة الأولى نعمت عون.
هذا ومنح رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون، زياد الرحباني "وسام الأرز" الوطني من رتبة "كومندور"، تكريمًا لمسيرته الفنية والوطنية الفريدة. وسلّم الرئيس سلام الوسام الى العائلة، وأشار في كلمته الى أن زياد الرحباني كان "صرخة جيلنا الصادقة، الملتزمة قضايا الإنسان والوطن، وقد قلتَ ما لم يجرؤ الكثيرون منّا على قوله"، على حد تعبيره.
لبنان.. أبيض أو أسود
ودّع لبنان زياد الرحباني، وأزماته ومعضلاته السياسية ما زالت تنتظر الحلول واستجابة بعض الأطراف اللبنانية الى ما يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين، باحترام السيادة اللبنانية وسلطة الدولة، بالإضافة الى تقديم مصلحة اللبنانيين على أي خيار آخر، خارجي أو فئوي.
وفي هذا الإطار، اعتبرت مصادر عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية أن لبنان أمام مفترق طرق، إما النهوض أو البقاء في كبوة الأزمات السياسية والاقتصادية ومراوحة ملف إعادة الإعمار مكانه"، مشيرة الى أن ذلك يعتمد على وصول ملف سلاح حزب الله الى خواتيمه، ويجب أن يكون في سلّم أولويات الدولة اللبنانية، فلا يمكن أن نغفل أن أي تخلٍّ للمجتمعين الدولي والعربي عن لبنان لم ولن يكون في مصلحة لبنان.
وأشارت المصادر الى أن "الرسالة الأميركية التي عبّر عنها الموفد الأميركي الخاص توماس برّاك واضحة، ولا تحتاج الى تفسير أو اجتهاد، حان وقت العمل والتنفيذ، فالتصريحات لم تعد كافية".
وبالمقابل، لفتت المصادر الى أن الدولة اللبنانية العميقة تُكثف اتصالاتها لخلق هامش من التطمينات للخارج، بمضيها في تنفيذ ما إلتزمت به، وما أعلن عنه رئيس الجمهورية اللبنانية مؤخرًا يعكس ذلك، وتحديدًا التواصل المباشر مع حزب الله، لحل مسألة السلاح خارج إطار الدولة، والتي تسير ببطء لكنها تتقدم، ولمس تجاوبًا مع بعض الأفكار المطروحة.
الى ذلك، ففي الوقت الذي يحاول رئيس الجمهورية والحكومة تعميق قنوات انفتاح مع الخارج والسعي الى أن يعيد لبنان الى صلب الاهتمام الدولي، وفي الوقت الذي نشهد فيه تسونامي دعم اقتصادي الى سوريا، تسأل المصادر: "هل يستطيع الحزب تحمل أي تداعيات لإصراره على إبقاء السلاح الثقيل بحوزته، وما سيستفيد منه في ظل هذا الواقع الإقليمي، وهل سيُبقي نفسه ورقة ضغط إيرانية على الساحة الإقليمية؟". وشددت المصادر على أن لا خيار الا بالدولة ومؤسسات الدولة فوق أي اعتبار، مع التشديد على الحفاظ وحماية الثوابت الوطنية.
"البناء":
ظهر الارتباك سمة مشتركة لسلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتصريحاته، وسلوك وتصريحات حليفه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث تقلبت مواقف ترامب من حرب التجويع في غزة بين الإنكار والاعتراف وبين تحميل المسؤولية لحركة حماس ونقلها إلى مسؤولية حكومة الاحتلال، وكذلك بين رفض العودة للحرب على إيران والتلويح بهذه العودة، بينما نتنياهو الذي أنكر دائماً وجود حرب تجويع على سكان غزة يتحدّث عن ترتيبات لوقف النار في مناطق معينة من قطاع غزة وأوقات محددة، لتسهيل وصول المساعدات وفتح الطريق لإسقاطها جواً وعبور عدد من الشاحنات براً، وقد بدت هذه التقلبات تعبيراً عن الشعور بالضيق مع حجم الضغط العالميّ والإعلاميّ لمشاهد الموت جوعاً في غزة ومخاطر اتساع الكارثة الإنسانيّة فيها من جهة، وفشل الحرب في كسر إرادة شعب غزة ومقاومتها، والطريق المسدود للمزيد والتهديد بفتح أبواب جحيم مفتوحة أصلاً على غزة، ووفقاً لمصادر على صلة بملف التفاوض أن لا طريق أمام واشنطن وتل أبيب سوى الذهاب إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ويفتح طريق استعادة الأسرى.
بالتوازي كانت نيويورك تشهد أول اجتماع على مستوى مشاركة واسع النطاق، بقيادة سعوديّة فرنسيّة تحت عنوان حل الدولتين، كتعبير عن إدراك أن جوهر ما يجري في المنطقة هو من ثمرات تعطيل الحل السياسي الذي ينهي الصراع بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وفي طليعتها حقه ببناء دولته المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتعطيل ليس إسرائيلياً فقط، وليست طريقه توسيع الاستيطان وحسب، بل إن موقف واشنطن الداعم للحروب الإسرائيلية وسياسة التوسع الاستيطاني والسعي لفرض التطبيع دون إعادة الأراضي المحتلة يشكل السبب الرئيسي لتقويض العملية السياسية، وبقدر ما كان مهماً ما أعلنته فرنسا عن أهمية تعميم حالة الاعتراف بدولة فلسطين كان مهماً ما أعلنته السعودية عن استحالة سيرها بالتطبيع مع كيان الاحتلال قبل أن يبصر حل الدولتين النور، بينما فضلت واشنطن المعنيّ الأول بالخطابين الفرنسي والسعودي إلى التقليل من أهمية موقف فرنسا وتجاهل ما قالته السعودية والاكتفاء بالقول إن توقيت المؤتمر لا يخدم مساعي وقف الحرب في غزة.
في لبنان شيع الآلاف الفنان المبدع والمحبوب زياد الرحباني من شارع الحمراء في بيروت إلى مكان الوداع في بكفيا، وغلب الحزن الصادق وجوه المشاركين، الذين تحلقوا بذهول حول والدته السيدة فيروز يتلون فروض الخشوع والتعاطف والحب، كانت فيروز تتجلّى بحزنها وسواد اللباس أرزة لبنانية صامتة في حال حداد تتلو باسم اللبنانيين آخر ألحان الوداع لزياد الذي لن يغادر الذاكرة وقد امتلأت به كلمات وألحان وأداء وطرافة.
وفيما بقي لبنان في حالة انتظار وترقب وأثيرت دوامة الرد والرد المقابل وتبادل الأوراق الدبلوماسية بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، برز الى الواجهة تصريح المبعوث الأميركي توم برّاك المشكك بمصداقية الدولة بشأن السلاح وتحريض الحكومة اللبنانية لتنفيذ مهمة نزع السلاح ولو بالقوة! وهو دعوة للصدام بين حزب الله والجيش اللبناني والحرب الأهلية، وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء» التي حذرت من أن هذه الدعوات الأميركية دعوة لتفجير الداخل اللبناني، وتساءلت المصادر كيف يشكك المبعوث الأميركي بمصداقية الدولة اللبنانية ويدعوها للصدام مع مكون لبناني تحت عنوان حصرية السلاح فيما «إسرائيل» لم تنفذ أياً من التزاماتها في القرار 1701 ولا في تفاهم وقف إطلاق النار وتستمر بعدوانها وعربدتها، مقابل تنفيذ لبنان كامل مندرجات القرار 1701 واتفاق 27 تشرين، ما يعني أن الأميركيّين إذا كانوا جادّين بالتوصل إلى حل دبلوماسيّ للأزمة، فعليهم الضغط على إسرائيل للانسحاب ووقف الخروقات وإعادة الأسرى ثم تطرح الدولة مصير السلاح مع حزب الله عبر الحوار لا القوة، في إطار مقاربة وطنية لجهة كيفية حماية لبنان واستراتيجية الأمن الوطني ومن ضمنها استراتيجية دفاعية ركيزتها الأولى تسليح الجيش اللبناني وتمكينه من الدفاع عن لبنان.
وعلمت «البناء» أن الاتصالات لم تنقطع بين المسؤولين اللبنانيين والمبعوث الأميركي منذ مغادرته لبنان، وذلك للرد على استيضاحات الأميركيين في بعض النقاط ولنقل الرد الإسرائيلي على الطرح اللبناني الأخير، كما علمت أن الأجواء الإسرائيلية حيال الرد اللبناني غير مشجعة وهي ترى أن موازين القوى تغيّرت لمصلحتها ولن تنسحب من النقاط الخمس من دون ثمن مقابل يضمن أمنها الاستراتيجي أو أنها ستبقى في هذه النقاط كجزء مع حرية حركة جوية وبرية وأمنية لضمان أمنها القومي على الجبهة الشمالية مع لبنان. والثمن الأهم الذي تطلبه «إسرائيل» إخلاء كامل منطقة جنوب الليطاني من السلاح والمقاتلين ونزع الحزب سلامحه الثقيل الذي يشكل خطراً على «إسرائيل» إلى جانب موافقة لبنانية على حرية حركة أمنية في كامل لبنان وعسكرية في منطقة جنوب الليطاني.
وبناء على هذه القراءة يُستبعد نجاح مهمة براك الدبلوماسية وبالتالي الاستمرار بعمليّة شراء الوقت والخداع والعمليات العسكرية والأمنية الإسرائيلية حتى نضوج الوضع السوري والمشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة.
وكشفت مصادر دبلوماسيّة لقناة «الجديد»، عن «تواصل بين الموفد الأميركيّ توم براك والموفد السّعودي يزيد بن فرحان بعد انتهاء زيارة الموفد الأميركي إلى لبنان، وجرى التوافق على موقف مشترك برفض تدوير الزّوايا، وضرورة التزام لبنان بتنفيذ المطالب الدّوليّة بحصر السّلاح وتنفيذ الإصلاحات». وأشارت إلى أنّ «عدّة دوائر دبلوماسيّة تعبّر عن استيائها من السّلطة اللّبنانيّة مجتمعةً، ممّا تعتبره «تباطؤًا» في تنفيذ المطالب الدّوليّة».
الى ذلك، انطلقت من جديد حملة التهويل والتهديد بحرب إسرائيلية شاملة على لبنان لنزع سلاح حزب الله بحال لم تتمكن الدولة من تنفيذ هذه المهمة، وذلك عبر غرفة عملية إعلامية سياسية تقودها شخصيات سياسية وحزبية وإعلامية مناوئة للمقاومة.
ووفق معلومات «البناء» فإن براك طلب ممن التقاهم في زيارته الأخيرة تزخيم الهجوم السياسي والإعلامي على حزب الله لمواكبة الضغط العسكري والأمني الإسرائيلي والضغط الدبلوماسي الأميركي على الدولة، وذلك للدفع باتجاه وضع سلاح الحزب على طاولة مجلس الوزراء جدياً واتخاذ قرار حاسم بتسليمه ضمن جدول زمني واضح ومحدّد بمهل.
ووفق المعلومات أيضاً فإن الحملة الإعلامية والسياسية الداخلية لن توفر رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب لممارسة المزيد من الضغط على الرئيسين باتجاه حصرية السلاح.
وانتقد النائب السابق سيزار المعلوف حزب القوات اللبنانية من دون أن يسمّيها، وذلك بسبب موقفها المشكك برئيس الجمهورية ودعوة «القوات» الدولة الى نزع السلاح بالقوة، وقال المعلوف: «غريب أمر هؤلاء السياسيين، الذين يهاجمون رئيس الجمهورية جوزاف عون، لأنه يمنع جرّ لبنان إلى حرب أهلية». متسائلا: «كيف لنائب، ينتمي لحزب وكتلة سياسية مسيحية، أن يصوّب على رئاسة الجمهورية؟ هل يدركون معنى دعوة الرئيس عون إلى اتخاذ قرارات المواجهة الداخلية؟ أين مصلحة المسيحيين تحديداً، واللبنانيين عموماً بتلك المواجهة؟».
وفيما أشارت معلومات «البناء» الى أن الموقف الرسمي اللبناني لم يتغير ولن يقدم أي تنازلات على حساب المصلحة الوطنيّة وتشديده على أن مفتاح الحل فقط هو الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف العدوان وإطلاق الأسرى وأن الرئيس بري منفتح على الحل كما رئيس الجمهورية لكن لا يمكن تنفيذ الورقة الأميركية وفق المعروض علينا لأن ذلك سيفرط بالحقوق اللبنانية ومن دون ضمانات للانسحاب الإسرائيلي، وهذا لا يقبل به أي لبناني. أكدت أوساط فريق المقاومة لـ»البناء» الى أن المقاومة منفتحة وتحاول الدولة في أي مقاربة تخدم المصلحة الوطنية، لكنها لن تقبل بحث مصير السلاح قبل الزام «إسرائيل» بتطبيق القرارات الدولية لا سيما الانسحاب الكامل من الجنوب ووقف كافة أشكال العدوان وإطلاق سراح الأسرى، مضيفة أن التهديد بالحرب لن ينفع لأن المقاومة أهل الحرب والمواجهة إن فرضت على لبنان وأهل السلم وفق مقاربة وطنية تحمي لبنان.
ميدانياً واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب، واستهدف بمسيّرة درّاجة ناريّة في مدينة بنت جبيل، وأعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة العامّة التابع لوزارة الصّحة العامّة، في بيان، أنّ غارة العدو الإسرائيلي أدت إلى سقوط شهيد وإصابة أربعة مواطنين بجروح.
وعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى تمشيط بالاسلحة الرشاشة من موقع الراهب في اتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب. كما سجل تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتّجاه بلدتي رامية ويارون.
أمنياً أيضاً، أعلنت قيادة الجيش في بيان، أنّ «توقيف مديرية المخابرات المواطنين (ن. ا.) و(ع. غ.) و(ي. ت.) والسّوري (ع. ح.) والعراقي (ع. غ.)، لتأليفهم خليّةً إرهابيّة»، مشيرةً إلى أنّ «بعد التحقيق، أُحيل الموقوفون على القضاء المختص».
سياسياً، استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في دارته في بيروت، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي المناطق اللبنانية، بحضور رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان وأعضاء من كتلة «اللقاء الديمقراطي» ومسؤولين من الحزب «الديمقراطي اللبناني».
وأكد المجتمعون في بيان مشترك، على «الوحدة الوطنية والإسلامية لمواجهة كل مَن يريد شراً بلبنان وسورية الشقيقة، ورفض أي محاولات لإثارة الفتنة، وأن ما تشهده السويداء من أحداث دمويّة بين الإخوة السوريين مدان ومرفوض».
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، هيئة مكتب المجلس إلى اجتماع اليوم في عين التينة على أن يحضر المشروع الإصلاحي الهام كأحد البنود الرئيسية على جدول أعمال الجلسة.
وأقرّت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب إبراهيم كنعان قانون إصلاح المصارف بعد جلسة استمرت 6 ساعات، بحضور وزير المال ياسين جابر ووزير الاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد. وقال كنعان بعد انتهاء الجلسة: «لن تتم التضحية بأموال المودعين ولا المحاسبة، فالكل يعلم كيف هدر المال وكيف توزّع ذلك بين الحكومة ومصرف لبنان والمصارف». وأشار الى انه تم «تأكيد استقلالية الهيئة المصرفية العليا عن السلطة السياسية وعن المصارف»، معلناً أنه «سيتمثّل فيها». واشار الى ان لا تمييز بين المودعين وما يطبّق على مودع يطبّق على الآخر وما من مودع أهم من الآخر فكلّهم لهم حقوق.
على صعيد آخر، خطف المشهد السياسي والإعلامي والشعبي وقائع تأبين الفنان زياد الرحباني من الحمرا الى المحيدثة حيث ووري في الثرى، وقد انطلق موكب النعش منذ صباح الأمس من الحمرا مروراً بأنطلياس حيث راقته مواكبة شعبية كبيرة. أما في الكنيسة فظهرت والدته السيدة فيروز لتدفن فلذة كبدها فبكت وأبكت ناظريها، كما كانت ترتل في جمعة الآلام من كل عام، بينما توافدت الشخصيات السياسية والفنية ومحبو زياد لتقديم التعازي برحيله الى العائلة. ومن أبرز الحاضرين رئيس الحكومة نواف سلام، نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب ممثلاً الرئيس نبيه بري، عقيلة رئيس الجمهورية السيدة نعمت عون، السيدة رندة بري وعدد كبير من الوزراء والنواب ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة.
وكان محبّو زياد تجمّعوا بالمئات أمام مدخل مستشفى فؤاد خوري في الحمرا، في أجواء من الحزن الشديد، ترافقت مع ترداد أغانٍ وأعمال فنية، لحنها الراحل. وعند خروج الجثمان، علا التصفيق الحاد والزغاريد والهتافات باسم زياد، بمشاركة خالة الراحل، هدى حداد، وأبناء أعمامه، بالإضافة الى الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، فيما أدّى عدد من كهنة المحيدثة، الصلاة على جثمانه في داخل المستشفى. بعدها شقّ موكب التشييع، طريقه بصعوبة، في شارع الحمرا الرئيسيّ، وسط رفع أعلام الحزب الشيوعي اللبناني والأعلام الفلسطينية، بمشاركة النائبين إبراهيم الموسوي وعلي فياض، بالإضافة الى عدد كبير من الفنانين ورفاق درب الراحل، فيما احتشد المواطنون على جانبي الطريق، ونثروا الورود على الموكب، لإلقاء النظرة الأخيرة على زياد، مع بث أغاني فيروز التي لحنها الراحل.
"الشرق":
لم يسجل اي حدث سياسي بالامس وساد الجمود والترقب للرد الاميركي على ورقة لبنان والذي تدل كل المؤشرات على انه سلبي. وفي وقت دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، هيئة مكتب المجلس إلى إجتماع في الأولى من بعد ظهر اليوم الثلاثاء، وكانت الاولويات اقتصادية اليوم.
في السياق، اقرت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان قانون اصلاح المصارف بعد جلسة استمرت 6 ساعات، ، في حضور وزير المال ياسين جابر ووزير الاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد. وقال كنعان بعد انتهاء الجلسة: “لن تتم التضحية بأموال المودعين ولا المحاسبة فالكل يعلم كيف هدر المال وكيف توزّع ذلك بين الحكومة ومصرف لبنان والمصارف”. واشار الى انه تم تأكيد استقلالية الهيئة المصرفية العليا عن السلطة السياسية وعن المصارف “، معلنا انه سيتمثّل فيها”. واشار الى ان لا تمييز بين المودعين وما يطبّق على مودع يطبّق على الآخر وما من مودع أهم من الآخر فكلّهم لهم حقوق.
وسيحضر المشروع الإصلاحي الهام كأحد البنود الرئيسية على جدول أعمال الجلسة التشريعية التي سيدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري هذا الأسبوع. وكان كنعان قد صرّح في الأيام الماضية “ان المشروع تضمّن اجراءات كثيرة تحمي حقوق المودعين منها ربط تنفيذ قانون اصلاح المصارف بقانون استرداد الودائع الذي اصبح مطلبا دولياً”. وأوضح أن “المشروع وفق ما انتهت اليه اللجنة الفرعية ذهب الى اعتماد استقلالية قرارات الهيئة المصرفية العليا عن السلطة السياسية والمصارف بحيث تكون قراراتها موضوعية وحيادية وتعود لمصلحة استعادة الثقة بالقطاع المصرفي”.
القرار الكويتي
وقي شأن مالي آخر ، وفي قرار شمل حزب الله وجمعية «القرض الحسن» و3 أفراد من الجنسيات اللبنانية والتونسية والصومالية، اتخذت لجنة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الصادرة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التابعة لوزارة الخارجية الكويتية، قراراً اليوم الإثنين، بإدراج «منظمة حزب الله» وجمعية «القرض الحسن» التابعة له والتي توصف بأنها «بنك» الحزب، و3 أفراد من الجنسيات اللبنانية والتونسية والصومالية، ضمن اللائحة التنفيذية للعقوبات وتجميد الأموال والموارد الاقتصادية. وشمل الإدراج كلاً من:
– منظمة حزب الله
– ع م م – لبناني الجنسية – مواليد
18 / 5 / 1966
– أ ف م ق – تونسي الجنسية – مواليد 5 / 10 / 1991
– ع م – صومالي الجنسية – مواليد ما بين 1950 / 1953
– جمعية القرض الحسن – مقرها في الجمهورية اللبنانية
وطلبت اللجنة من كافة الشركات والمؤسسات المالية في الكويت، اتخاذ ما يلزم بتنفيذ قرار الإدراج وذلك حسب ما نصت عليه المواد (21 – 22 -23) من اللائحة التنفيذية الخاصة باللجنة.
لا مبادرة؟
على صعيد آخر، تحذيرات الموفد الاميركي توم براك للبنان الدولة واستعجاله في تغريدة، امس، الحكومة حصر السلاح، تتفاعل. في هذا الاطار، كتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم على منصة “إكس”: الجمود الذي يتكلّم عنه برّاك اصعب بكثير على الشعب اللبناني من الحرب.انه جمود اقتصادي واصلاحي، وعزل للبنان عن المجتمع الدولي، وانهيار اكبر في مستوى الحياة في لبنان.انه حرب على لبنان من دون تكلفة على اسرائيل. المشكل الاساسي ان المعني بأمر السلاح لا يأبه للشعب، والمسؤول لا يُبادر.
سلام.. لا لبس
الى ذلك، التقى رئيس الحكومة نواف سلام في السراي النائب احمد الخير الذي قال بعد اللقاء “عرضنا اخر المستجدات لا سيما الموضوع المتعلق بحصرية السلاح وسيادة الدولة على كامل أراضيها، والمواقف الاخيرة التي تصدر عن الدول الخارجية تجاه لبنان، واكدنا لدولة الرئيس ان اليوم هناك تعويل كبير من اللبنانيين على موقف الحكومة تجاه هذا الامر، في النهاية لبنان لا يستطيع ان يتنفس الا من خلال الرئة العربية والدولية، نحن نحتاج الى دعم المجتمعين الدولي والعربي الذين يطالبون لبنان بتطبيق احد بالبنود الاساسية في اتفاق الطائف والتي هي بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصرية السلاح، واعتقد ان المرحلة المقبلة ستحمل شيئا مختلفا بالتعاطي مع هذا الملف بعد عملية التفاوض الاخيرة ووصولها الى نتائج شبه مخيبة لامال اللبنانيين”. اضاف: “لقد اكد الرئيس سلام أن هذا الامر لا لبس فيه وهذا القرار متخذ على مستوى مجلس الوزراء ولكن يجب العمل على آليات لتنفيذ هذا القرار”.
تمشيط
ميدانيا، قامت القوات الاسرائيلية بتمشيط بالاسلحة الرشاشة من موقع الراهب في اتجاه اطراف بلدة عيتا الشعب. كما سجل تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتّجاه بلدتيّ رامية ويارون.
عاصفة قضائية؟
قضائيا، أشارت معلومات صحافية الى أن الأسابيع المقبلة ستشهد تطورات قضائية لافتة، تشمل تقديم عدد من الإخبارات في ملفات حساسة ومتنوعة، بعضها يطال شخصيات لطالما كانت خارج دائرة المساءلة العلنية. المعطيات تشير إلى أن استدعاءات قضائية وُضعت على السكة، وقد تطال وجوهاً معروفة في السياسة والإدارة والمال، وسط أجواء من الترقب والحذر. وافادت أن هذه الإجراءات لن تمر مرور الكرام، خصوصًا أن بعض الملفات باتت على طاولة قضاة معروفين بصرامتهم. المرحلة المقبلة حبلى بالمفاجآت… وما كان يُعتبر “محرّمًا” بدأ يُفتح على مصراعيه.
"الشرق الأوسط":
حذر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من الاستمرار في «التمايل يميناً ويساراً» وعدم حل مسألة سلاح «حزب الله» الذي يرى أنه بات «بلا فائدة في حماية لبنان ولا يجلب إليه سوى الضرر والخراب»، معتبراً أن لبنان أمام خيارين أولهما اتخاذ قرار حكومي بحل التنظيمات العسكرية والأمنية، أو مواجهة صيف ساخن، أو في أحسن الأحوال صيف سيئ».
بدايةً، يجيب جعجع في حوار مع «الشرق الأوسط» عن السؤال الأكثر تداولاً في لبنان، وهو ماذا ينتظر لبنان من صيف قد يكون ساخناً في ظل الكلام عن انتهاء المهلة الأميركية في الأول من أغسطس (آب) لبدء عملية حصر السلاح بيد الدولة؟ قائلاً إنه لا يعرف على وجه اليقين ما إذا كان الصيف القادم «ساخناً بالمعنى التقليدي، أي حصول حرب إسرائيلية واسعة، أو تصعيد عسكري أوسع... لكن الأكيد أننا إذا بقينا هكذا سنكون أمام صيف سيئ».
ويضيف: «اتفاق وقف النار الذي وقّعه لبنان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 يشمل حصر كل السلاح في يد أجهزة الدولة. كانت لدينا مهلة 120 يوماً لتنفيذه. الاتفاق حدد حصراً الأجهزة التي يمكن أن تحمل الأسلحة بدءاً من الجيش وصولاً إلى الحرس البلدي. البعض يتناسي هذا الجانب ويتحدث عن تعديات إسرائيل وبقاء جيشها في النقاط السبع (المحتلة في جنوب لبنان) وغيرها، وهذا تحصيل حاصل. نحن لا نستطيع اليوم بقوانا الذاتية الاستقواء على هذا العدو. لكن يمكننا أن نجمع نقاط القوة التي تساعدنا في ذلك. لقد رأينا إلى أين أوصلتنا الشعارات والخطابات».
ويتابع: «الآن ترى العالم كله يضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، بينما لا نسمع كلمة واحدة عمّا تفعله في لبنان. علينا أن نجمع نقاط القوة للاستقواء على إسرائيل، ونحن لدينا نقاط قوة خارجية تبدأ بعلاقاتنا مع دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وصولاً إلى دول الغرب وعلى رأسها أميركا، لنستطيع من خلالها وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وأن نُخرج إسرائيل من أرضنا ونعود إلى الوضع الطبيعي في لبنان».
ويأخذ جعجع على المسؤولين اللبنانيين «رماديتهم» في التعاطي مع هذا الملف الشائك والخطير. ويقول: «نحن نتلهّى طوال الوقت بالحديث عن إسرائيل لكننا لا نقوم بما يجب علينا فعله، وبالتالي نضيع كل الفرص على أنفسنا».
ويعترض بشدة على «المنطق» القائل بأن الذهاب نحو نزع سلاح الحزب من دون موافقته يؤدي إلى خطر الحرب الأهلية، قائلاً: «أنا أعارض كلياً هذا المنطق. فبعد كل الذي حصل لم نتصرف بمنطق الدولة، ولن يتغير شيء في لبنان. أنا أرفض هذا الكلام جملةً وتفصيلاً. رئيس الجمهورية (جوزيف عون) انتُخب بأغلبية كبيرة، والحكومة الحالية نالت الثقة مرتين من مجلس النواب المنتخب شرعياً. هذه السلطات عليها أن ترى ما يجب فعله لا أن تتذرع بأمور مثل هذه».
ويقول جعجع: «المطلوب أن يجتمع مجلس الوزراء الآن، وأن يتخذ قراراً بحل كل التنظيمات المسلحة العسكرية والأمنية في البلد في مهلة شهر أو اثنين أو أربعة أشهر، ويكلّف الجيش اللبناني بتنفيذ هذا القرار».
ويضيف: «يجب أن نبدأ من مكان. فليس المطلوب من الجيش اللبناني القيام بحملة عسكرية على الضاحية الجنوبية، بل المطلوب أن تظهر الدولة بعض الهيبة. فبعد أن تتخذ الحكومة قراراً مماثلاً تبدأ عملية توقيف لكل مخالف تباعاً وإحالة هؤلاء إلى المحاكمة».
تغميس خارج الصحن
مقاربة أخرى يرفضها جعجع بشدة أكبر من غيرها، وهي الكلام عن تسليم السلاح الثقيل للحزب والإبقاء على الخفيف. ويقول: «سلاح (حزب الله) الخفيف والثقيل والأثقل لم يعد يخيف إسرائيل. لا داعي أن نضحك على أنفسنا. الكلام الآن ليس عن السلاح المعدني. هناك تنظيم مسلح في دولة يفترض أن تكون مستقلة وصاحبة قرارها. كيف يمكن للعالم كله أن يأخذك على محمل الجد، وأنت لا تفعل؟ القرار السيادي والاستراتيجي، كلها أمور من اختصاص الدولة، وهي من يجب أن يكون قادراً على إعطاء الإجابات حوله».
ويضيف: «لن نستطيع أن نكمل على هذا المنوال بأن نطرح الأمور على رئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس بري يتحدث إلى (حزب الله) ثم يتحدث إلينا، وهكذا دواليك. هذا معناه أن السلطة ليست بكاملها عند الدولة، وأن الأمور مقسمة بين قسم في الدولة وقسم خارجها، وبالتالي لا يعود ثمة مَن يعترف بنا كدولة».
صداقات لبنان في خطر
ويُحذر جعجع من المسّ بالصداقات «التي استجمعناها مجدداً بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة». ويقول: «هؤلاء الأصدقاء يقولون لنا بالفم الملآن وبالإعلام كما في الغرف المغلقة، إن الوضع لا يمكن أن يستمر على هذه الحال». ويضيف: «نحن أمام خطر أن يدير لنا أصدقاء لبنان ظهورهم، بدءاً من دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية مروراً بالولايات المتحدة ومعها أوروبا هذه المرة».
ويشير إلى أن «فرنسا وعدت بمؤتمر لمساعدة لبنان لكنها لم تحدد موعداً له بعد بسبب الرفض الأميركي، كما أن المؤتمر المقرر في الخريف قد لا يُعقد أيضاً بسبب أن الخارج بدأ يمل منا، ومن هذا الوضع غير الواضح وغير السليم ووضع الدولة واللادولة».
«حراتيق» حزب الله
ويسأل جعجع: «لماذا يتمسك حزب الله بهذه «الحراتيق» (تعبير لبناني عن الأشياء غير ذات الفائدة) التي معه؟ولماذا يتمسك بوجود تنظيم عسكري بالتوازي مع التنظيم العسكري للدولة؟ وأن يكون لديه تنظيم أمن آخر موازٍ لتنظيمات الدولة الأمنية؟».
ويردّ على الكلام أن هذا السلاح هو للدفاع عن لبنان، ويقول: «الكلام عن أن هذا السلاح للدفاع عن لبنان هو كلام فارغ، فأين دفاعه؟». ويرى أن الحزب «يحاول أن يحافظ على تركيبة عسكرية وأمنية لا يوجد لديها أي تأثير على الدفاع عن لبنان إلا تأثيرات سلبية».
ويؤكد جعجع أن «المطالبة بنزع سلاح الحزب وحل تنظيماته العسكرية والأمنية ليس مطلباً دولياً بقدر ما هو مطلب لبناني ينص عليه خطاب القسم وبيان الحكومة الوزاري واتفاق الطائف. علينا أن نتخذ قراراً؛ هل نريد أن نكون دولة كاملة الأوصاف أم لا؟ اللبنانيون يتركون بلادهم لأن أي مجتمع لا توجد فيه دولة لا أفق له».
طبخة بحص رسمية
ويأخذ جعجع على المسؤولين اللبنانيين «تمايلهم يميناً ويساراً». ويقول: «نحن على تواصل مع الحكومة بشكل دائم ولغاية أمس، والأجوبة تكون دائماً برّاك قادم، وبرّاك ذاهب، والرئيس بري حاول... وهذا كله لم أصدقه يوماً... أنا أعرف منذ البداية أن كل ما يحصل هو طبخة بحص».
ويضيف: «لا تستطيع أن تعطي أحداً يمتلك حتى ولو عصا، خياراً بتسليمها لك، على العكس يجب أن تقول له: سلمها وإلا... الدول لديها منطق. لدينا مسؤولون شرعيون؛ رئيس جمهورية مسؤول شرعي، ورئيس الحكومة (نواف سلام)، كذلك الحكومة جرى اختيارها، وهؤلاء عليهم أن يقرروا، لا أن يذهبوا إلى الرئيس بري وهو يذهب إلى (حزب الله). السلطة لا تستجدي أحداً. يمكنها كحد أقصى أن تقوم ببعض الاتصالات وتجس النبض ليوم أو اثنين، لا أن تبقى السلطة بكاملها بانتظار رأي من خارجها. على المسؤولين أن يتخذوا القرارات التي يمليها عليهم ضميرهم وخطاب القسم والبيان الوزاري».
ضغط لحسم الأمور
ما خياراتكم؟ يجيب جعجع بتحفظ: «سنكمل ضغوطنا السياسية. هناك تواصل مستمر مع رئيس الحكومة من جهة ومع رئيس الجمهورية من جهة أخرى، ونقول لهما لن ننتظر كثيراً. الكل بات يدرك أن هذه نهاية المطاف. فما الذي نفعله؟ هل نبقى متفرجين على بلدنا ينهار فيما الضربات الإسرائيلية تزداد وشبابنا يهاجر؟ نحن نكثف اتصالاتنا مع معظم القوى السياسية الممثلة في الحكومة من أجل إصدار قرار بحظر كل التنظيمات العسكرية المسلحة والأمنية».
ويرفض جعجع «بقاء الوضع على ما هو عليه»، معرباً عن خشيته من أن يؤدي بالحد الأدنى، إلى وقف التمويل عن القوات الدولية في جنوب لبنان، أو وقف التمويل للجيش اللبناني.
ويردف:«في الوقت نفسه هناك مشاريع عربية في سوريا أقلها بعشرة مليارات دولار، فيما نحن هنا ننتظر الرئيس بري ورحلات (الموفد الأميركي توماس) براك».
ويكرر جعجع رفضه قصر نقاش هذا الملف الحيوي على بعض المسؤولين من دون عرضه على الحكومة، ساخراً من الذين يقولون إن المفاوضات الدولية من اختصاص رئيس الجمهورية، ومؤكداً أن هذا الأمر «في صلب مسؤوليات الحكومة بعد أن وافق لبنان على وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من نوفمبر 2024، وبالتالي هنا مخالفة دستورية تحصل».
ضرر من الغرب والشرق
ويكرر جعجع أن التنظيم العسكري للحزب لا فائدة منه ولا يُنتِج إلا الضرر. ويقول: «كان هذا الضرر جهة إسرائيل والغرب، والآن أصبح من الشرق وسوريا. وبالتالي لا بد من السؤال عن أسباب التريث في معالجة هذا الوضع الشاذ». ويضيف: «في سوريا يتم كل يوم تقريباً اكتشاف خلايا معظمها يزودها (حزب الله) بالسلاح، فكيف سيكون موقف السلطات السورية الجديدة؟».
حملات تخويف من سوريا
ويقلل جعجع من تأثير «حملات التخويف التي تحصل في لبنان مما يجري في سوريا».
ويقول: «نحن نحكم على الأشياء كما نراها ولا نحكم على النيات، ما الذي حصل حتى الآن يثير المخاوف من السلطات السورية الجديدة؟».
ويتابع: «لن نستطيع أن نحكم على السلطة السورية الجديدة انطلاقاً من آيديولوجيتها السابقة. منذ وصول أحمد الشرع لرئاسة الجمهورية وحتى الآن لم تسر العلاقات مع لبنان كما هو لازم، لكننا على الأقل لم نشهد أي شر منهم».
ويضيف جعجع عامل استقرار ثانياً «وهو الأهم». ويقول: «هناك ثلاث دول مؤثرة جداً في الواقع السوري هي: المملكة العربية السعودية وتركيا والولايات المتحدة، فهل هذه الدول الثلاث ولأسباب مختلفة ترغب في استقرار لبنان أم لا؟». ويخلص إلى أن عملية «التخويف» سببها أن «(حزب الله) ومحور الممانعة يريدون جمع كل الأوراق الممكنة للتمسك بالسلاح».
أما المخاوف من أن ينعكس التطور الجديد في سوريا تطرفاً في لبنان، فهذا أيضاً «أمر مردود» عليه، حسب جعجع الذي يقول إنه «في عز الأزمة سابقاً، وفي ظل وجود (داعش) لم يحصل تطرُّف، فهل سيحصل الآن؟».
ويضيف: «الشعب اللبناني وسُنة لبنان بطبيعتهم معتدلون، وأكبر دليل أن ما حصل في الماضي لم يظهر معه التطرف ولن يحصل في المستقبل، كما أن الأجهزة الأمنية اللبنانية ساهرة وتتولى ضبط الوضع وقمع أي محاولة قبل حصولها».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا