الصين تُضيّق الفجوة مع أميركا كأكبر شريك تجاري لألمانيا

الرئيسية اقتصاد / Ecco Watan

الكاتب : المحرر الاقتصادي
Aug 09 25|00:35AM :نشر بتاريخ

أظهرت بيانات أولية من مكتب الإحصاء الألماني أن الصين اقتربت من تجاوز الولايات المتحدة بوصفها أكبر شريك تجاري لألمانيا في النصف الأول من عام 2025، حيث انخفضت الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة وسط زيادة الرسوم الجمركية.

وبلغ إجمالي الواردات والصادرات الألمانية مع الولايات المتحدة نحو 125 مليار يورو (145 مليار دولار) من يناير (كانون الثاني) إلى يونيو (حزيران)، بينما بلغ حجم التجارة مع الصين 122.8 مليار يورو، وفقاً لحسابات «رويترز».

وقال فينسنت ستامر، الخبير الاقتصادي في «كومرتس بنك»: «على الرغم من أن الولايات المتحدة تمكنت من الدفاع عن مكانتها بوصفها أهم شريك تجاري لألمانيا، فإن الفارق ضئيل للغاية بين ألمانيا والصين».

وتجاوزت الولايات المتحدة الصين بوصفها أكبر شريك تجاري لألمانيا في عام 2024، منهيةً بذلك سلسلةً من ثماني سنواتٍ من هذا التباهي. وجاء هذا التحول في الوقت الذي سعت فيه ألمانيا إلى تقليل اعتمادها على الصين، حيث أشارت برلين إلى خلافاتها السياسية واتهمت بكين بممارساتٍ غير عادلة.

ومع ذلك، شهدت ديناميكيات التجارة تحولاً جديداً في عام 2025 مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وتجديد الرسوم الجمركية. وقد حددت اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في يوليو (تموز) الرسوم الجمركية بنسبة 15 في المائة على معظم المنتجات.

وصرح يورغن ماتيس، رئيس قسم السياسة الاقتصادية الدولية في معهد كولونيا للأبحاث الاقتصادية: «مع مرور العام، من المرجح أن تستمر الخسائر في الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة، بل وتزداد حدتها».

وانخفضت الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة بنسبة 3.9 في المائة لتصل إلى 77.6 مليار يورو في النصف الأول مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.

ويتوقع «كومرتس بنك» أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة إلى إبطاء صادرات ألمانيا إلى الولايات المتحدة بنسبة تتراوح بين 20 و25 في المائة خلال العامين المقبلين. وصرح ستامر قائلاً: «نتيجةً لذلك؛ من المرجح أن تستعيد الصين صدارة شركاء ألمانيا التجاريين خلال العام».

ارتفاع حاد في الواردات الصينية

وارتفعت الواردات من الصين بنسبة 10.7 في المائة على أساس سنوي في النصف الأول، لتصل إلى 81.4 مليار يورو. وقال ستامر: «يبدو أن الشركات والمستهلكين الألمان يجدون صعوبة في استبدال البضائع الصينية».

وقال كارستن برزيسكي، الرئيس العالمي للاقتصاد الكلي في بنك «آي إن جي»، إن هذا الارتفاع قد يشير إلى أن الصين بدأت في إعادة توجيه تجارتها من الولايات المتحدة إلى أوروبا؛ ما أدى إلى إغراق السوق الألمانية والأوروبية بسلع أرخص.

وقال ماتيس إن الانخفاض الكبير في قيمة اليوان مقابل اليورو يجعل الواردات الصينية أرخص أيضاً. انخفضت الصادرات الألمانية إلى الصين بنسبة 14.2 في المائة لتصل إلى 41.4 مليار يورو، حيث يعاني المصدرون في ظل تزايد المنافسة من المصنّعين الصينيين. وأدى الانخفاض الحاد في الصادرات إلى الصين، مقترناً بارتفاع الواردات، إلى عجز تجاري قياسي بلغ 40 مليار يورو، وهو ثاني أكبر عجز تجاري بعد عام 2022.

وقال ماتيس: «كل هذه التطورات تُلحِق الضرر بالاقتصاد الألماني وتُفاقم الأزمة الصناعية».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الشرق الاوسط