الرفاعي: البقاء في القصور ومعالجة المشاكل عن بعد خطيئة
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Aug 15 25|12:20PM :نشر بتاريخ
أشار مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي في خطبة الجمعة، إلى أنه "منذ عام 2022، توفي أكثر من 40 موقوفاً في سجن رومية بسبب الإهمال الطبي وتدهور الأوضاع الصحية، منهم السوري الأخير الذي فارق الحياة رغم نقله للمستشفى... الحكومة ترفض مشاريع تخفيف الاكتظاظ، والأموال المخصصة لتحسين السجون لم تُصرف".
ودعا وزير العدل إلى "زيارة السجناء في رومية لتقدير الواقع بنفسه قبل اتخاذ أي قرار. البقاء في القصور ومعالجة المشاكل عن بعد خطيئة، والسؤال: لو كان أولادكم في السجون، هل ستكون قراراتكم هكذا؟!".
وأردف: "قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا...﴾، فالشهداء أحياء عند ربهم، أكرمهم الله بالجنة ونعيمها. الشهيد هو من بذل نفسه خالصة لله دفاعًا عن دينه وأرضه وعرضه، وسمّي شهيدًا لشهادة الله وملائكته له بالجنة، ولما يراه من كرامة عند موته. الشهادة اصطفاء من الله، وهي صفقة رابحة ثمنها الجنة. للشهيد ست خصال: مغفرة الذنوب، رؤية مقعده من الجنة، النجاة من عذاب القبر، الأمن من الفزع الأكبر، التاج والشفاعة، وتمني العودة للقتال لما يرى من النعيم".
وتابع: "ارتقى الصحفي أنس الشريف شهيدًا مع رفاقه برصاص الاحتلال، لتنكشف أكاذيب حماية الصحافة وحقوق الإنسان. رحل كما رحل موكب الشهداء عبر التاريخ، من حمزة وجعفر إلى أحمد ياسين، تاركًا لنا العز والفخر، ووعد الله بالنصر أو الشهادة".
ورأى أن "غزّة لم تعد هي المحتاجة إلى الشفقة، بل هي من تفيض عزًّا لتستر عار أمة متفرّجة. تدفع ثمن الكرامة بدمائها لتبقى واقفة، بينما جيرانها يبحثون عن رضا الجلّاد".
وأضاف: "أعيذك بالله أن تبقى مؤمناً بشعاراتهم المزوّقة عن حقوق الطفل والمرأة، وقد رأيت أطفال غزة يُنتشلون أشلاء ونساءها تتطاير أجسادهنّ بلا أنين منهم. دموعهم دموع تماسيح، وقضاياهم انتقائية؛ يرفعون رايات الحرية فقط حين تتوافق مع أهوائهم، أما نحن فموتانا أرقام، ونساؤنا مصانع "إرهاب" بنظرهم".
وحذّر "أعيذك بالله أن تثق بعد بمؤسساتهم الدولية؛ فمجلس الأمن، والأمم المتحدة، ومحكمة العدل، ليست إلا مسارح لتقنين ظلمهم. يرفعون الفيتو حيث يشاؤون، يعبدون قوانينهم إذا نفعَتهم، ويطوونها إذا مستنا، ويمنحون القتلة جوائز سلام وأيديهم تقطر من دمائنا. أعيذك بالله أن تنخدع بحرية التعبير التي يتغنون بها؛ فهي تمثال أجوف. يقمعون الاعتصامات في جامعاتهم، يطردون المخالفين من وظائفهم، يجرّونهم إلى المحاكم، ويحذفون أصواتنا من منصاتهم، ثم يحدثونك عن الديمقراطية وكأنها هبة السماء لهم وحدهم".
وختم الرفاعي: "أعيذك بالله أن تظن أن ما يجري عبثي أو صدفة؛ فما أن اشتعلت غزة حتى صمتت فجأة أسطوانة كورونا، وخفتت حملات الشذوذ. المعلّم واحد، والبرنامج مؤجل، وسيعود بعد الحرب ليكمل سمفونيته المشروخة".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا