افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 18 25|08:15AM :نشر بتاريخ

"النهار":

تشكل الفترة الممتدة من اليوم وبدايات ايلول المقبل استحقاقاً ضاغطاً اضافياً، لا يقلّ حساسية وجدية عن فترة الأسبوعين السابقين اللذين اتخذ خلالهما مجلس الوزراء في جلستي 5 آب و7 منه، قرارين مفصليين يتعلقان بحصرية السلاح في يد الدولة، والموافقة على أهداف ورقة الموفد الاميركي توم براك. ذلك انه سيترتب على السلطة اللبنانية مقاربة مهلتين متعاقبتين لا تفصل بينهما الا أيام، الاولى ما بين 21 و23 آب، اذ من المقرر ان يبتّ مجلس الامن الدولي في هذا الموعد، موضوع التجديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) قبل انتهاء ولايتها في نهاية آب وسط معطيات شديدة الإرباك بحيث لم تحسم بعد وجهة الخيار المنتظر مع تنامي المخاوف من عدم مرور قرار التجديد ما لم يتم تعديل صلاحيات اليونيفيل التي لم تعد توافق عليها الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل. والمهلة الثانية تتصل بإنجاز قيادة الجيش اللبناني الخطة التنفيذية لحصرية السلاح في يد الدولة إنفاذاً لقرار مجلس الوزراء الذي كلف القيادة تقديم هذه الخطة قبل نهاية آب الحالي، على ان تلحظ إنجاز تنفيذ حصرية السلاح قبل نهاية السنة. لذا وفي ظل هذين الاستحقاقين المتلازمين والضاغطين، يفترض ان تهمّش "عاصفة" التهويل والتهديد التي أثارها الخطاب الاخير للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، مع ان ردود الفعل عليه لم تنقطع وتوالت لليوم الثالث من مختلف الاتجاهات في انعكاس لحالة العزلة المتسعة حيال موقف الحزب. وستتركز الانظار اليوم على الزيارة الرابعة التي سيقوم بها الموفد الاميركي توم براك ونائبة المبعوث الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت والتي لا تزال تعنى بملف لبنان ضمن مهماتها مع البعثة الاميركية في الامم المتحدة في زيارة تحمل في طياتها أفكاراً جديدة حول خطة حصر السلاح بيد السلطة الشرعية كما في ملف التجديد لليونيفيل. وفي المعطيات المتوافرة عشية زيارة براك واورتاغوس لبيروت، ان محادثاتهما مع المسؤولين اللبنانيين ستتسم بالطابع الاكثرأ من المرات السابقة، لأنها ستتركز على الجوانب التنفيذية لورقة براك التي أقرت الحكومة اللبنانية أهدافها بما ترك ارتياحاً واسعاً لدى الجانب الاميركي، وعزز ايضاً القدرة المبدئية لدى الجانب اللبناني الرسمي للطلب من الموفد الاميركي تنفيذ التزامات وتعهدات من شأنها تعزيز قدرات الشرعية اللبنانية والجيش اللبناني في تنفيذ قرار حصرية السلاح وان في تحرير النقاط والمواقع التي تحتلها اسرائيل في الجنوب وإلزامها وقف انتهاكاتها لاتفاق وقف الاعمال العدائية. واما في ما يتعلق باستحقاق التجديد لليونيفيل فان المعطيات التي تبلغها الجانب اللبناني حتى الساعة لم تعكس التوصل الى صيغة نهائية بعد نتيجة المشاورات التي كانت جارية بين فرنسا والولايات المتحدة الاميركية. وقبل ايام قليلة من موعد حسم هذا الأمر، يرجح ان يكون التمديد في حال إقراره، وكما يتوقعه الفرنسيون لمرة أخيرة من دون الجزم بما اذا كان لسنة او اقل، الا في حال توافرت معطيات تسمح بتوسيع تفويض اليونيفيل الى شمال الليطاني وتعزيز صلاحياتها "الردعية" وهو أمر مستبعد لعوامل عدة.

في غضون ذلك برز التأكيد المتجدد لرئيس الجمهورية جوزف عون من "أن رسالة لبنان واضحة، وهي عدم تدخل إيران في الشؤون اللبنانية". وقال عون في مقابلة مع قناة "العربية" إنه أبلغ الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، "أن العلاقات بين البلدين يجب أن تكون قائمة على الاحترام، وعدم التدخل بشؤون الآخر". وشدد على ان "حصر سلاح حزب الله قرار لبناني ولا يعني ايران". ولفت الى "ان لبنان كان امام خيارين اما الموافقة على الورقة الاميركية وإما العزلة. وان الورقة الاميركية تحولت الى لبنانية بعد إضافة ملاحظاتنا وتضمنت الانسحاب الاسرائيلي وانعاش الاقتصاد. ولا تصبح الورقة نافذة قبل موافقة الدول المعنية عليها، وأكدنا على مبدأ "خطوة مقابل خطوة". واعلن انه مستعد لاي نقاش تحت سقف الدولة اللبنانية.

ورغم تصاعد عاصفة الردود الرافضة للتهديدات التي اطلقها الشيخ نعيم قاسم، مضى نواب "حزب الله" في الحملات الحادة التخوينية ضد الحكومة، فاعتبر النائب علي فياض أن "قرارات الحكومة كشفت لبنان، وجعلته يقف في العراء وان إستراتيجية التفاوض للسلطة اللبنانية باتت فارغة وهزيلة، وقدمت أداءً غبياً، عندما رمت أوراقها بالمجان ودون أي مقابل، سوى الوعود الفارغة والرهانات البائسة، وبالمحصلة، أراحت قرارات الحكومة اللبنانية الإسرائيلي، ووسعت هامش ذرائعه في تصعيد الأعمال العدائية والإغتيالات اليومية وتعليق إنسحابه من الأراضي اللبنانية المحتلة على شروط غير قابلة للتطبيق، مما يعني تأييد إحتلاله بقرارات لبنانية وإلى أمدٍ غير معلوم".

كما انتقد النائب حسين الحاج حسن أداء الحكومة متهماً إياها "بتنفيذ إملاءات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك، الذي هدد بحرب أهلية في لبنان"، معتبرا أن "الحكومة لم تحترم الميثاقية عندما واصلت جلساتها بعد انسحاب الوزراء الشيعة".

اما في الردود على مواقف الحزب فبرز موقف امس للرئيس ميشال سليمان لفت فيه الى انه "بعد حرب تموز 2006، وفي مثل هذا اليوم( امس) في 17 آب، انتشر الجيش اللبناني في الجنوب بعد غيابٍ تجاوز العقدين، لتنفيذ القرار الدولي 1701 لكن حزب الله لم يلتزم بموجبات القرار، بل عمد إلى تكديس السلاح في الجنوب والبقاع، وفي الضاحية وغيرها تحت شعار "التحرير". غير أن هذه الترسانة، حين استُخدمت في حرب الإسناد في 8 تشرين الأول، لم تحقق النتيجة الموعودة، بل جلبت القتل والدمار، وأسقطت هيبة الدولة وفكرة الردع التي احيطت بالمقاومة كما "بمحور الممانعة" بأسره". وقال : "كفى. لم يعد مقبولاً أن تُهزم الإرادة الوطنية الجامعة، التي تجلّت في قرار مجلس الوزراء بأكثريته الساحقة، لتنتصر مكانها إرادة الخارج وأطراف "محور الممانعة" وشعار "وحدة الساحات" التي لم يتبقَّ منها سوى الساحة اللبنانية. إن مسار حصر السلاح لم يعد خياراً مؤجلاً، بل هو اليوم أولوية تتقدّم على الخبز والإعمار والإصلاح".

ويشار في السياق الى ان من الردود اللافتة على قاسم توجيه النائب أشرف ريفي تحذيراً حاد اللهجة قال فيه "أحذّرك من خيار مجنون ستدفع ثمنه واي تهديد للسلم الأهلي سيُقابل بردّ واضح"، مشدداً على أن "الشارع ليس حكراً على أحد وسنواجهك إذا اضطررنا للدفاع عن أنفسنا، ونحن قادرون على ذلك".

حملة تضامن درزية واسعة مع جنبلاط

برزت أمس حملة تضامن واسعة درزية واسعة في لبنان مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط رداً على حملة "تخوين" طاولته من جهات في السويداء السورية. واصدرت مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان بيانا تضمن موقفاً لشيخ العقل الشيخ سامي ابي المنى "بعد التشاور مع معظم المشايخ الأعيان الثقات في البلاد". واكد ابي المنى ان "الهوية ليست سلعة للبيع أو للمقايضة، وجبل العرب، كما جبل لبنان، غنيٌّ بتاريخه وتراثه الوطني، ولن يقبل بغير الإسلام ديناً، وبغير التوحيد مسلكاً ومنهجاً، وبغير العروبة انتماءً وعمقاً وسنداً، وتلك هي حقيقة المعروفيين الأوفياء ووصية الأجداد الشرفاء، وهذه هي مواقفنا ومواقف الزعيم وليد بك جنبلاط الثابتة منذ البداية، لم ولن تتغير، وهي أبعد ما تكون عن خيانة التاريخ والهوية، كما تجهد بعض الأصوات المضلِّلة أو المضلَّلة لتصويرها عن جهلٍ متمادٍ أو حقدٍ دفين، وقد أضاع بعضها البوصلة وخان التاريخ والهوية".

 

 

 

 

 

"الأخبار":

في ظلّ خضوع السلطة الحاكمة لتأثير الوصاية السعودية - الأميركية التي تحشد كامل أدواتها الهجومية، وصل إلى بيروت مساء أمس الموفد الأميركي توم برّاك، على أن تنضم إليه قريباً نائبة مسؤول الشؤون الخاصة بالشرق الأوسط مورغان أورتاغوس. ويأتي ذلك في سياق مواصلة الضغط بعد قرار الحكومة بشأن خطة حصر السلاح، وسط معلومات تؤكد أن الموفدَيْن الأميركيَّيْن يحملان إملاءات جديدة تتعلق بالآلية التنفيذية للقرارات، مدعومَيْن بغطاء إضافي من الأمير السعودي يزيد بن فرحان.

وتتقاطع المؤشرات على أنّ لبنان دخل مرحلة بالغة الخطورة، خصوصاً مع تمادي سلطة الوصاية في الانقلاب على التزاماتها الداخلية، وفي طليعتها موقف رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي سبق أن شدّد على أنّ ملف السلاح شأن لبناني لا يُعالج إلا بالحوار. والأخطر أنّ السلطة تبدو مستعدّة للتماهي الكامل مع المشروع الأميركي - السعودي - الإسرائيلي، ولو على حساب الاستقرار الداخلي، من دون أي اعتبار للتوازنات القائمة أو لحقائق الميدان، ولا حتى لمستقبل المؤسسة العسكرية التي قد تُدفع إلى الانفجار إذا ما أصرّت الحكومة على زجّها في مواجهة مع المقاومة.

وإلى جانب التهويل الأميركي والسعودي، خرج رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أمس بتصريحات جدّد فيها رفض الالتزام بوقف إطلاق النار، قائلاً إن «عملياتنا في الجنوب تجري وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار»!

وتأتي زيارة برّاك وأورتاغوس إلى بيروت قبل أيام من موعد التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب، وقبيل أقلّ من أسبوعين من التاريخ المُحدّد لعرض الجيش خطته التنفيذية لحصر السلاح.

وبحسب مطّلعين، فإن «برّاك وأورتاغوس سيشدّدان أمام أركان السلطة على وجوب الانتقال فوراً إلى خطوات عملانية، وتحويل قرارات الحكومة إلى أفعال، وعدم السماح بأي مناورة». في المقابل، كشفت مصادر بارزة أن ابن فرحان قد يحطّ في بيروت بالتزامن مع زيارة برّاك وأورتاغوس أو بعدهما بأيام، «وسط إصرار على إبقاء رئيسَي الحكومة والجمهورية تحت الضغط ومن دون فسحة للتنفّس».

وأشارت المصادر إلى أن الأميركيين «سيبلغون قائد الجيش العماد رودولف هيكل رسالة واضحة مفادها أن عليه تنفيذ القرار السياسي الصادر عن الحكومة من دون أي تردّد، وعدم الاحتماء بذريعة الحفاظ على الاستقرار». وأضافت أن «الجانبيْن الأميركي والسعودي سيؤكدان للبنان أن مطالبه بشأن وقف العدوان والانسحاب ستبقى معلّقة إلى أن يلتزم بخطوات ملموسة في ملف حصر السلاح». وخلصت المصادر إلى أن جوهر الرسالة الأميركية - السعودية يتمثّل بالقول للبنان إن «تحقيق مطالبه لن يتم إلا بعد إنجازه المطلوب منه أولاً».

ووسط أجواء التصعيد، استنفر الإعلام السعودي من خلال تنظيم مقابلات مع مسؤولين لبنانيين لتظهير مواقف عدائية ضد إيران. ومن بين هؤلاء رئيس الحكومة نواف سلام الذي قال في حديث إلى صحيفة «الشرق الأوسط» إن «الدولة اللبنانية استعادت قرار الحرب والسلم»، مؤكداً أن قرار لبنان اليوم يُتخذ «في بيروت، في مجلس الوزراء، وليس في أي مكان آخر، ولا يُملى علينا لا من طهران ولا من واشنطن».

وفي مقابلة مع قناة «العربية»، شدّد رئيس الجمهورية على أن «رسالة لبنان واضحة وهي رفض تدخل إيران في الشؤون اللبنانية»، مضيفاً أن «سلاح حزب الله هو قرار لبناني ولا يعني إيران»، معتبراً أن «لبنان كان أمام خيارين: إما القبول بالورقة الأميركية أو العزلة». أمّا رئيس مجلس النواب نبيه بري، فاختار القناة نفسها ليشير إلى وجود توتر في العلاقات بين الرئاسات، مؤكداً في الوقت نفسه أنه «لا يمكن تطبيق أي قرار بشأن حزب الله طالما إسرائيل ترفض تنفيذ التزاماتها». وأوضح بري أن «حزب الله لم يطلق رصاصة واحدة منذ وقف إطلاق النار، فيما تواصل إسرائيل اعتداءاتها»، مشدّداً على أنه «لا خوف من حرب أهلية أو أي تهديد للسلم الداخلي».

 

 

 

 

 

"الجمهورية":

وصل الموفد الأميركي توم برّاك مساء أمس إلى مطار رفيق الحريري الدولي، ترافقه نائبته مورغان أورتاغوس، مشحونان بضغط أميركي بعدم التراجع عن نزع سلاح «حزب الله»، فيما يفترض أن يحملا معهما رداً إسرائيلياً على ورقة المقترحات الأميركية وملاحظات لبنان عليها، والتي في ضوئها اتخذ مجلس الوزراء قراره بحصرية السلاح بيد الدولة وفق جدول زمني. ومن المتوقع أن تتطرّق محادثاتهما مع المسؤولين اللبنانيين إلى موضوع تجديد انتداب قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب خصوصاً لسنة جديدة، حيت انّ ولايتها الحالية تنتهي في 31 من الجاري، وستبدأ الاجتماعات حولها في الأمم المتحدة اليوم تمهيداً للتصويت عليها في مجلس الأمن الدولي الاسبوع المقبل، في ظل انقسام دولي في الموقف بين داعٍ إلى تحويلها قوة رادعة او إنهاء مهماتها، وآخر داعٍ إلى إبقائها على ما عليه.

بعدما كان مقرّراً وصوله اليوم، فاجأ الموفد برّاك الجميع بوصوله مساء أمس إلى مطار رفيق الحريري الدولي، حيث استقبله نائب مدير المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية القنصل رودريغ خوري.

وفيما يُنتظر أن يكون برّاك قد حمل معه الردّ الإسرائيلي على الورقة الأميركية التي وضع لبنان ملاحظاته عليها، نُسب إلى مصادر أميركية مطلعة قولها بعد وصوله، إنّ زيارته لبنان ترافقه مساعدته مورغان أورتاغوس «لا تأتي في سياق بروتوكولي، بل على وقع تسريبات كشفت أنّ واشنطن رفعت منسوب الضغط على لبنان إلى الحدّ الأقصى».

وذكرت هذه المصادر، أنّ برّاك وأورتاغوس قد شاركا في سلسلة اجتماعات سياسية ديبلوماسية وعسكرية عُقدت في باريس، قبل توجههما إلى بيروت، وعشية انعقاد جلسة في نيويورك اليوم مخصصة لملف التمديد لقوات «اليونيفيل» العاملة في الحنوب، وذلك قبل التصويت النهائي الأسبوع المقبل.

وقالت المصادر الأميركية، إنّ برّاك وأورتاغوس يجسّدان خطة واحدة بأسلوبين مختلفين داخل الإدارة: الأوّل أكثر ليونة، والثانية بخطاب صارم، موضحة «أنّ حضورهما المشترك اليوم هو رسالة مفادها أنّ واشنطن تريد الجمع بين الضغط والترغيب». وأكّدت أنّ زيارتهما للبنان «تأتي ردّاً مباشراً على زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، للتأكيد أنّ القرار في لبنان لا يُصاغ في طهران».

وأشارت مصادر أميركية أخرى، إلى أنّ «واشنطن تعمّدت برمجة الزيارة بعد أيّام من زيارة لاريجاني لبيروت، كإشارة واضحة إلى أنّ لبنان ساحة تنافس نفوذ مفتوحة، وأنّ واشنطن لن تترك فراغاً لإيران». وأوضحت انّ «هدف الزيارة مزدوج؛ الأوّل هو الضغط على الحكومة اللبنانية لوضع خطة واضحة بآلية التنفيذ، وعلى الدولة أن تطلب من القوات الدولية مؤازرة الجيش اللبناني، استناداً إلى الفقرة 12 من القرار 1701، وعلى كل الأراضي اللبنانية إذا دعت الحاجة، مع دعم قرارات مجلس الوزارء الأخيرة في الوقت نفسه. والثاني، التأكيد أنّ ملف قوات «اليونيفيل» وتجديد ولايتها سيبقى تحت عين واشنطن، ولن يُترك للمساومة بين طهران وبيروت».

تجنّب الانفجار

وإلى ذلك، وفي خضم الخلاف الداخلي الذي يبدو متفاقماً حول حصرية السلاح، والذي تسعى القوى السياسية إلى حصره بما يجنّب البلد انفجاراً سياسياً وأمنياً مريعاً، ثمة مخاوف من الخطر الداهم من وراء الحدود.

وحذّرت مصادر ديبلوماسية عبر «الجمهورية» من استغلال إسرائيل الثغرة الداخلية لتنفيذ مغامرة عسكرية لا ضدّ الحزب وحده، بل ضد مصالح الدولة اللبنانية عموماً، سعياً إلى الضغط عليها من أجل حسم الخيارات. ويمكن أن تبدأ هذه المغامرة في الجنوب لكنها تتمدّد لتشمل مناطق لبنانية عدة، كما كان الأمر في خلال حرب الـ11 شهراً. ويزيد من المخاوف تلويح إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، بالوقوف في مواجهة التمديد الروتيني لقوات الطوارئ العاملة في الجنوب. وتجزم المصادر بأن لا فرص حقيقية لاستمرار عمل هذه القوات بالشروط التي سادت على مدى عقود، لأنّ واشنطن ترغب فعلاً في تبديل الدور الذي تؤديه، ليكون أكثر فاعلية وأوسع انتشاراً، على رغم الاعتراضات اللبنانية الرسمية.

الموافقة او العزلة

وقبيل وصول برّاك، قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن الورقة الأميركية التي كان نقلها اليه في زياراته السابقة «انّ لبنان وضع ملاحظاته عليها وأضحت ورقة لبنانية، وهي لا تصبح نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا وإسرائيل عليها. والامر الثاني الذي اكّدنا عليه، هو مبدأ «خطوة مقابل خطوة»، فإذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتمّ تنفيذ الخطوة المقابلة لها».

ولفت عون في هذا المجال إلى انّه كان امام خيار من اثنين «اما أن أوافق على الورقة وأقول للعالم إنني قمت بواجبي وعليكم الآن أن تقوموا انتم بواجبكم في الحصول على موافقة إسرائيل عليها، وإما لا أوافق، وعندها سترفع إسرائيل وتيرة اعتداءاتها، وسيصبح لبنان معزولاً اقتصادياً، ولا أحد منا في إمكانه الردّ على الاعتداءات. وإذا كان لدى أي كان خيار ثالث يمكن ان يؤدي إلى تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الأسرى وترسيم الحدود وإنعاش الاقتصاد، فليتفضل ويطرحه». وقال: «وافقنا على الورقة الأميركية ودور واشنطن هو جلب موافقة إسرائيل، وأمامنا خيار واضح: إما الموافقة والمضي قدماً، أو الدخول في عزلة سياسية واقتصادية أشد». وأضاف: «لبنان لم يتلق تهديدات مباشرة، لكن الأميركيين أوضحوا أنّ لبنان سيخرج من أجندتهم إن رفض الورقة».

واعتبر عون «انّ سلاح «حزب الله» شأن داخلي، والمؤسسات الدستورية هي المعنية بمعالجة هذا الموضوع، ولا اعتقد انّ أحداً في الدولة اللبنانية على مساحة الوطن، لديه مشكلة مع حصر السلاح».

وشدّد على انّ همّه «ليس المحاور ولا نقل لبنان من محور إلى آخر، بل ان يعود لبنان ويفك عزلته ويحقق الأمن والازدهار والاستقرار». وقال: «ليس لديّ طموح سياسي او انتخابي، وليس لديّ حزب لأحمل همّه، بل لديّ همّ لبنان، ولديّ احتلال في الجنوب اريد ان انتهي منه، كما الانتهاء من ترسيم الحدود مع سوريا، لا آخذ البلد من محور إلى آخر». واكّد انّ «الطائفة الشيعية موجودة في لبنان وهي فاعلة في الحياة السياسية وفي الحياة البرلمانية و«ما حدا في يشيلا من مطرح ما هي»، ولكن للأسف البعض ولأهداف سياسية وانتخابية يحاول تخويف اللبناني من الآخر».

ونوّه عون بالردّ الرسمي السوري على الملاحظات اللبنانية على الورقة الأميركية، مؤكّداً «انّ العلاقة موجودة مع سوريا والتنسيق قائم على المستوى الأمني والعسكري»، شاكراً السعودية على جهودها للتنسيق بين البلدين، ومشيراً إلى انّ لبنان في انتظار موفد سوري لتفعيل العلاقات. وقال: «لقد بدأ لبنان بالعودة إلى ما يريده منه العالم العربي. وكما كانوا يقولون قبلاً من انّ لبنان هو شرفة العرب، فإنّ لبنان سيعود شرفة العرب، بمساعدة العرب».

وثمّن عون جهود السعودية، قائلاً: «لا نفرّط في علاقتنا مع السعودية التي تعود إلى عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، ونحن نعوّل كثيرًا على دورها في إنعاش الوضع في لبنان، لأنّها كانت وما زالت شقيقة كبرى للبنان». وكشف أنّه قال لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: «لا أريد هبات، بل أريد استثمارات، فلبنان بلدكم الآخر، ولدينا قطاعات كثيرة متاحة للاستثمار». وأشاد أيضًا بدور الرياض في إنهاء الفراغ الرئاسي ودعم استقرار لبنان.

بري والحوار

ومن جهته، رئيس مجلس النواب نبيه بري قال في مقابلة مع قناة «العربية»، إنّه يدعو إلى حوار وطني في شأن قرار حصر السلاح بيد الدولة، «لكن ليس بالطريقة المطروحة حاليًا». وأوضح أنّه سيلتقي المبعوث الأميركي برّاك للاستماع إلى رؤيته في شأن كيفية نزع سلاح «حزب الله». لكنه شدّد في الوقت نفسه على أنّه «ليس لديّ أي شيء أطرحه عليه، لأنّ الموضوع يخصّ المؤسسات الدستورية اللبنانية وأطراف الحوار الوطني». وقال: «لا يمكن تطبيق أي قرار في شأن سلاح «حزب الله» طالما أنّ إسرائيل ترفض تنفيذ التزاماتها الدولية، وتواصل خرق السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً». وأكّد أنّ «لا خوف من حرب أهلية أو أي تهديد للسلم الداخلي، فالوضع في لبنان اليوم محكوم بالتوازنات والحرص المشترك على الاستقرار»، مشدّداً على أنّ اللبنانيين رغم خلافاتهم السياسية، لا يريدون العودة إلى تجربة الحرب الأهلية.

خطيرة ومعقّدة

وعلى صعيد موقف «حزب الله» قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض خلال احتفال تأبيني في ضاحية بيروت الجنوبية، إنّ لبنان يمرّ في «مرحلة حرجة وخطيرة ومعقّدة، ينظر إليها اللبنانيون بكثير من القلق»، عازياً السبب إلى «الاستهدافات المتواصلة التي يتعرّض لها البلد بإدارة أميركية ـ إسرائيلية، وبالتعاون مع قوى أخرى تعمل في الاتجاه ذاته».

وأضاف إنّ «سياسات السلطة اللبنانية وقراراتها في شأن حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة شكّلت خطأً جسيماً يخدم الأهداف الأميركية ـ الإسرائيلية، وأدخلت البلاد في مسار أكثر خطورة وتعقيداً». وأشار إلى أنّ «السلطة تراجعت عن أولوية الانسحاب الإسرائيلي ووقف الأعمال العدائية، وهو حقها القانوني بموجب القرار 1701 وتفاهم وقف إطلاق النار»، معتبراً أنّ هذا التراجع «أفقد لبنان ضمانته الأساسية، في ظل غياب أي ضمانات دولية موثوقة، وأضعف الموقف التفاوضي الرسمي بعدما رمت الحكومة أوراقها مجاناً مقابل وعود فارغة». وأضاف أنّ «قرارات الحكومة اللبنانية أراحت إسرائيل ووسّعت هامش ذرائعها لتصعيد الاعتداءات والاغتيالات اليومية، وربطت الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشروط غير قابلة للتطبيق، ما يعني عملياً تأييد الاحتلال بقرارات لبنانية».

وحذّر فياض من أنّ «الإسرائيلي يصعّد عدوانه من دون أي مؤشر إلى استعداده للانسحاب أو وقف الأعمال العدائية، بل يتحدث مسؤولوه عن أحزمة أمنية في جنوب سوريا وجنوب لبنان غير مستعدين للتخلّي عنها قريباً، وصولاً إلى ما يطرحه نتنياهو عن «إسرائيل الكبرى»، بما يضع لبنان والمنطقة أمام تحدّيات شديدة الخطورة». وأكّد أنّ «إسرائيل تعلن صراحة أنّ لبنان وفلسطين وسوريا ومناطق أخرى ستبقى مسرحاً دائماً لعملياتها الأمنية تحت عنوان «إزالة تهديد محتمل»، وهو مبرر فضفاض يحوّل حياة شعوب المنطقة إلى جحيم»، مشدّداً على أنّ «لا خيار أمام اللبنانيين سوى التمسك بأولوية الانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات، وعدم التفريط بحق الدفاع عن النفس». واشار إلى أنّ «حزب الله، منذ التفاهم على وقف إطلاق النار، حرص على تقديم أداء مرن وإيجابي يراعي خصوصية الوضع اللبناني ويفتح الطريق أمام السلطة لمعالجة الملفات، لكن هذه الأخيرة اختارت الخضوع للإملاءات الخارجية والشروط الإسرائيلية، وهو مسار بالغ الخطورة على لبنان».

 

 

 

 

 

"الديار":

يحُط المبعوثان الاميركيان توم براك ومورغان اورتاغوس اليوم الاثنين في بيروت في زيارة ستكون حاسمة لملفين، الاول تحديد مصير الورقة الاميركية التي وافق عليها مجلس الوزراء مطلع الشهر الحالي بعد ابلاغه بالرد الاسرائيلي عليها. اما الملف الثاني فهو مصير القوات الدولية «اليونيفيل» والذي سيُبت التجديد لها في جلسة يعقدها مجلس الامن الدولي نهاية آب الحالي.

وكشفت مصادر رسمية لـ«الديار» أن «لبنان ينتظر ما سيحمله المبعوثان الاميركيان وهو يترقب بشكل اساسي ما اذا كانا سيوصلان موافقة اسرائيلية - سورية على السير بالورقة الاميركية باعتبار ان التزام لبنان وحيدا بها ورفض الطرفين الآخرين المعنيين بها تنفيذ مضامينها يجعلها ساقطة حكما». وأوضحت المصادر ان «رئيس الجمهورية كما رئيس الحكومة سيشددان امام الضيفين الاميركيين على ان لبنان نفّذ ما هو مطلوب منه لجهة اتخاذ قرار حكومي بحصرية السلاح ووكّل قيادة الجيش بوضع خطة تنفيذية وحدد مهلا زمنية لذلك، وبالتالي آن الاوان ان تنفذ بالمقابل اسرائيل ولو جزءا مما هو مطلوب منها سواء لجهة وقف الخروقات، أو الانسحاب من الاراضي المحتلة وتحرير الاسرى»، لافتة الى انه خلاف ذلك سيكون من الصعب على لبنان مواصلة القيام وحيدا بالخطوات المطلوبة منه».

مواقف عون

وفي حديث تلفزيوني، أوضح الرئيس عون ان الورقة الأميركية التي حملها براك، وضع لبنان ملاحظاته عليها واضحت ورقة لبنانية، «وهي لا تصبح نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا وإسرائيل عليها. والامر الثاني الذي اكدنا عليه، هو مبدأ «خطوة مقابل خطوة»، فإذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتم تنفيذ الخطوة المقابلة لها».

ولفت في هذا المجال الى انه كان امام خيار من اثنين: «اما أن أوافق على الورقة وأقول للعالم أنني قمت بواجبي وعليكم الآن أن تقوموا انتم بواجبكم في الحصول على موافقة إسرائيل عليها، وإما لا أوافق، وعندئذ سترفع إسرائيل وتيرة اعتداءاتها، وسيصبح لبنان معزولا اقتصاديا، ولا احد منا بامكانه الرد على الاعتداءات. واذا كان لدى أي كان خيار ثالث يمكن ان يؤدي الى تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الاسرى وترسيم الحدود وانعاش الاقتصاد، فليتفضل ويطرحه.»

مصير «اليونيفل»

وعلمت «الديار» ان مرافقة اورتاغوس لبراك سببها الاساسي انها الممسكة راهنا من الجانب الاميركي بملف التجديد لقوات اليونيفل. وفي هذا الاطار، شددت المصادر الرسمية اللبنانية على ان «لبنان سيؤكد لها اصراره على التجديد للقوات الدولية وفق القواعد المعمول بها راهنا ومن دون توسيع صلاحياتها، من منطلق ان دورها اساسي راهنا في مساعدة ومساندة الجيش لتطبيق المطلوب منه جنوبي الليطاني كما استلام مهمة التنسيق مع اسرائيل التي لا تزال تحتل قسما من اراضيه، هذا عدا المهام الاجتماعية والانسانية التي تقوم بها في منطقة لا تزال منكوبة وتحتاج الى الكثير للنهوض من جديد».

وليس واضحا حتى الساعة ما اذا كانت واشنطن ستوافق على طلب لبنان التجديد لهذه القوات والمحافظة على عديدها دون شروط خاصة، في ظل الضغوط الاسرائيلية لانهاء مهام «اليونيفل».

حزب الله: المرحلة خطرة

ولا يبدو حزب الله متفائلا كثيرا بما سيحمله المبعوثان الاميركيان وبأداء السلطة اللبنانية. اذ رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، أن «المرحلة التي يمر بها لبنان، هي مرحلة حرجة وخطرة ومعقّدة»، معتبرا خلال احتفال تأبيني، أن «السلطة اللبنانية وقعت في خطأ جسيم، وأوقعت معها البلد في حالة خطرة وأكثر تعقيداً، وتنطوي على احتمالات أكثر سلبية، عندما تراجعت عن أولوية الإنسحاب الإسرائيلي ووقف الأعمال العدائية». واذ شدد على أن «قرارات الحكومة كشفت لبنان، وجعلته يقف في العراء، ونسفت الأساس الذي تستند إليه قوة الموقف التفاوضي اللبناني الرسمي»، أكد فياض أن « حزب الله حرص منذ تفاهم وقف إطلاق النار أن يقدِّم أداء مرناً وإيجابياً آخذاً بعين الاعتبار، خصوصية الوضع اللبناني وضروراته، وأن يفتح الطريق أمام السلطة اللبنانية لمسار المعالجة، ولكن يبدو أن هذه السلطة، اختارت الرضوخ لمسار الفرض والإملاء من قبل الخارج والاستسلام للشروط الإسرائيلية، وهذا مسار مكلف وخطر على المستويات كافة».

ضوء في النفق؟

وفي ظل الضبابية والسواد المحيط بالوضع العام، كان لافتا في عطلة نهاية الاسبوع خروج وكالة «ستاندرد أند بورز» لرفع التصنيف الائتماني للدين المحلي اللبناني بالعملة المحلية إلى CCC مع نظرة مستقبلية «مستقرة».

ويعتبر الخبير المالي الدكتور محمود جباعي ان ما حصل في هذا المجال «خطوة جيدة، لكن وجودنا تحت خانة الـC يعني اننا لا نزال في خطر»، لافتا في حديث لـ«الديار» الى ان قرار رفع التصنيف ارتكز على «نجاح الحكومة والمصرف المركزي بالحفاظ على الاستقرار النقدي طوال عامين ونصف كما بالايفاء بالتزاماتها بالليرة اللبنانية، ما يعطي نظرة مستقبلية شبه مستقرة للعملة المحلية، وبالتحديد خلال الاشهر الـ12 المقبلة».

ويضيف جباعي:»اما ابقاؤنا بتصنيف SD بالعملة الاجنبية، فمرده لكون لبنان لم يفاوض بعد بشكل واضح حملة اليوروبند ولم يقم بجدولة ديونه الخارجية «.

ضغوط داخلية على نتنياهو

اما على خط الحرب في غزة، فقد عاد الشارع الاسرائيلي ليضغط على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لوقف الحرب وإبرام اتفاق لإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع.

وخرج مئات المتظاهرين، الأحد، إلى الشوارع في كل أنحاء فلسطين المحتلة وأغلقوا طرقاً رئيسية في المدن، من بينها الطريق السريع الذي يربط تل أبيب بالقدس، وأشعلوا إطارات سيارات، ما تسبب باختناقات مرورية.

ودعا المتظاهرون و «منتدى عائلات الرهائن والمحتجزين» إلى إضراب شامل في كل أنحاء الدولة العبرية مطالبين الحكومة بالتراجع عن قرارها الأخير بتوسيع عملياتها العسكرية في مدينة غزة.

من جهته، اعتبر نتنياهو أن «من يدعو اليوم لإنهاء الحرب دون التخلص من حماس يعزز موقفها ويبعد تحرير الأسرى ويضمن تكرار 7 أكتوبر»، مشددا على ان «السيطرة لأمنية المستمرة على قطاع غزة هي أحد شروطنا لإنهاء الحرب والتي ترفضها حماس»، مضيفاً «نحن مصرون على نزع سلاح حماس وسننزع سلاح القطاع على المدى الطويل من خلال العمل ضد أي محاولة للتسلح».

وعن الوضع في لبنان، قال:»عملنا في لبنان يتم وفق اتفاق وقف إطلاق النار وسنستهدف أي خرق للاتفاق من قبل حزب الله».

مصير الحرب الروسية - الاوكرانية

في هذا الوقت، تتجه الانظار اليوم الى واشنطن حيث يُعقد اجتماع بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي يرافقه عدد من القادة الاوروبيين وأبرزهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

واعلن ترامب عشية اللقاء أن «هناك تطوراً كبيراً بشأن حرب روسيا وأوكرانيا»، مضيفا:»ترقبوا الأخبار»، فيما أعلنت رئيسة «المفوضية الأوروبية»، الأحد، أن قادة أوروبيين سيرافقون زيلنسكي إلى واشنطن، الاثنين، للقاء ترمب، فيما أفاد مكتب الرئاسة الفرنسية في بيان، أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيتوجه إلى واشنطن مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى جانب قادة أوروبيين آخرين اليوم الاثنين. وأضاف البيان أن الزعماء سيواصلون «العمل المنسق بين الأوروبيين والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى سلام عادل ودائم يحفظ المصالح المهمة لأوكرانيا وأمن أوروبا».

في وقت تحدثت وكالة «إنترفاكس» للأنباء الاحد عن احباط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي هجوماً أوكرانياً بطائرة مسيرة على محطة سمولينسك للطاقة النووية.

 

 

 

 

 

"نداء الوطن":

يعيش لبنان في هذه الأيام في "زحمة وثائق": الوثيقة التي قدمها الموفد الأميركي توم براك للحكومة اللبنانية التي أقرت أهدافها بعد "لبننتها"، وفق ما يقول رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام.

وثيقة الاتصال التي عممتها قيادة الجيش والتي حذرت فيها من محاولات عبر الحدود السورية مع لبنان لاختطاف جنود لبنانيين لمبادلتهم بموقوفين سوريين، وفي انتظار تبلور الوثائق بدأت المواعيد تزدحم مع وصول براك ومورغان أورتاغوس مساء إلى بيروت، وعلمت "نداء الوطن" أن براك وأورتاغوس التقيا إلى مائدة العشاء عددًا من الشخصيات في دارة أحد رجال الأعمال في الأشرفيه. جدول مواعيد براك وأورتاغوس يبدأ عند الثامنة والنصف من صباح اليوم في قصر بعبدا بلقاء مع رئيس الجمهورية.

الرئيس عون يوجِّه رسائل عبر "العربية"

وعشية اللقاء، وجه الرئيس عون سلسلة رسائل، وفي مقابلة مع قناة "العربية" سئل الرئيس عون: ماذا قلتم لعلي لاريجاني في خلال لقائكم به، بعد التصريحات الإيرانية التي اعتُبرت أنها تمس بسيادة لبنان؟

أجاب: كنت واضحًا معه. قلت إذا كنتم ترغبون بصداقة لبنان، فأهلًا وسهلًا بكم، ولكن يجب أن تكون مرتكزة على الاحترام المتبادل. ذكّرته بزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان في الرابع من حزيران الماضي، حيث تكلمت معه عن أسس العلاقات بين أي بلدين، والتي تقوم على أربع ركائز: الشفافية، الصراحة، الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الآخرين. كنت واضحًا بالقول إن ايران هي دولة صديقة، ولكن على قاعدة الاحترام المتبادل وحفظ السيادة. ويجب عليها أن تكون صديقة لكافة مكونات المجتمع اللبناني وليس لفئة واحدة. هذا هو مختصر ما تكلمنا به. المساعدة تكون استنادًا للاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة اللبنانية.

سئل: عندما تشير التصريحات الإيرانية إلى أن سلاح المقاومة قضية مركزية، ولا يمكن المس به، ومن المعلوم أن هذا السلاح يقع ضمن العقيدة الإيرانية في السياسة الخارجية، ماذا يعني لكم هذا الحديث اليوم؟

قال: "لا أحكم على النوايا وأنا رجل دولة جئت لأبني بلدًا، ليس لدي حسابات انتخابية أو حزب أو تطلعات سياسية لاحقة".

الرئيس عون وصف ورقة براك بأنها خريطة طريق لتنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار، ووضعنا ملاحظاتنا عليها، فأضحت بذلك ورقة لبنانية وليس أميركية، وأجرينا إضافات عليها، أهمها تحت بند ملاحظات، وهو التالي: لا تصبح هذه الاتفاقية نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا وإسرائيل عليها. وهناك أيضا إضافات أخرى ضمن بند ملاحظات أيضًا، والأمر الثاني الذي أكدنا عليه هو مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، إذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتم تنفيذ الخطوة المقابلة لها. والورقة في حد ذاتها، تحتوي على 4 مواضيع أساسية: اولًا الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الأسرى وتثبيت الحدود ووقف الاعتداءات على لبنان، ثانيًا إنعاش الاقتصاد اللبناني، ثالثًا إعادة الإعمار، ورابعًا ترسيم الحدود مع سوريا.

وسئل: هل فعلًا تلقيتم تحذيرات عبر الطرف الأميركي تحمل تهديدًا بضرب لبنان، إذا لم يتم إقرار هذه الورقة؟

أجاب: لم نتلق أي تهديد، ما قاله الأميركيون هو أنكم إذا أردتم تنفيذ الورقة فأهلًا وسهلًا، وإذا لم تريدوا تنفيذها، فلن يبقى لبنان في دائرة اهتماماتنا.

سئل: في موضوع المحادثات مع "الحزب" هل هو منفتح اليوم على موضوع تسليم السلاح؟

فأجاب: أنا منفتح على أن أبحث أي موضوع تحت سقف الدولة، ومن يرغب فاهلًا وسهلًا به.

سئل: حتى وإن كانت هناك فتوى إيرانية تحرّم تسليم السلاح؟

فأجاب هذا الأمر يعود لهم.

الرئيس بري: لا خوف من حرب أهلية

وفي موقف لا يخلو من النبرة العالية، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ "العربية: "سأسمع من المبعوث الأميركي رؤيته بشأن كيفية نزع سلاح حزب الله، لكن ليس لدي أي شيء أطرحه عليه، ولا يمكن تطبيق أي قرار بشأن الحزب طالما إسرائيل ترفض تنفيذ التزاماتها".

وأشار بري إلى أن "حزب الله لم يطلق أي رصاصة منذ وقف النار لكن إسرائيل مستمرة في ضرباتها". وتابع: "لا خوف من حرب أهلية أو أي تهديد للسلم الداخلي".

سلام يبق البحصة

وفي ما يشبه "بق البحصة"، وجَّه الرئيس نواف سلام انتقادات إلى "حزب الله" وإلى السياسة الإيرانية في لبنان، من دون أن يسميهما. قال لـ "الشرق الأوسط": "بعد سنة 2000، للأسف، جلسنا سنوات نناقش، هل يذهب الجيش إلى الجنوب أم لا؟ ما القضية التي يمكن أن يُختلف عليها إذا نزل الجيش إلى أرضه في الجنوب لحماية أهلنا؟ قيل: لا نريد ذلك. صار هناك تشكيك بالجيش. كانت هذه إحدى الفرص التي ضيَّعناها. كما حصل مع قرار الحرب والسلم. هل يمكن أن نأخذ قرارًا بزج لبنان في ما سميت حرب الإسناد؟ أكيد لا يمكن أن نفعل ذلك. نحن خارج هذا الأمر. قرار الحرب والسلم اليوم يعود إلى الدولة اللبنانية. صارت هناك محاولات لإطلاق صواريخ في الأشهر الأخيرة. فورًا تم التحري والقبض على مطلقي الصواريخ ومنعهم. نحن نتخذ القرار في شأن متى ندخل الحرب ومتى لا ندخل فيها. هذا القرار استعادته الدولة. قرار الحرب والسلم يمكنني أن أؤكد لك أننا استعدناه. هذا لا يعني أنه ليس هناك سلاح خارج عن سلطة الدولة. نحن يهمنا أن يصير هذا السلاح كله تحت سلطة الدولة".

وتابع: "استخدام تعبيرات فيها تشاوُف، على غرار القول إن هناك أربع عواصم عربية تسيطر عليها طهران. أعتقد أن هذا زمن ولّى. قرار لبنان اليوم يؤخذ في بيروت، في مجلس الوزراء، وليس في أي مكان آخر. لا يملَى علينا لا من طهران ولا من واشنطن".

وثيقة الاتصال حقيقية

وأمس، انشغلت الأوساط بوثيقة الاتصال الصادرة عن قيادة الجيش والتي تبيَّن أنها صحيحة وفيها أن عناصر متطرفة في الأراضي السورية الملاصقة للحدود مع لبنان، تخطط لخطف عناصر من الجيش في البقاع والشمال، بهدف مبادلتهم بموقوفين إسلاميين في السجون اللبنانية.

وكانت انتشرت فيديوات على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها أشخاص سوريون يطالبون بالإفراج عن موقوفين في سجن رومية ويهددون بخطف عسكريين من الجيش اللبناني لمبادلتهم بهم.

الرسوم على المحروقات راجعة

ماليًا، كشف وزير المال ياسين جابر في حديث لـ "نداء الوطن" أن الرسوم على المحروقات راجعة، انطلاقًا من أن المنحة للعسكريين ستستمر من دون عجز في الموازنة وحتى من دون الاقتراض مجددًا، من خلال العودة إلى الرسوم، ولكن كيف ذلك؟ جابر يبدو متفائلًا جدًا بأن المراجعة التي تمّ التقدّم بها إلى مجلس شورى الدولة عبر هيئة القضايا، ستؤدي مجددًا إلى إقرار الرسم الإضافي على المحروقات، لأن الملف الذي تم تقديمه متماسك، ويستند إلى واقع لا يمكن دحضه، وهو حق السلطة التنفيذية في التشريع الجمركي، إذ لا يحتاج الأمر إلى مشروع قانون يُرسل إلى مجلس النواب. وانطلاقًا من هذا الواقع القانوني، يعتبر جابر أن القرار سيصدر لمصلحة إعادة العمل في الرسوم. وبالتالي، ستُحل مشكلة تمويل المنحة.

 

 

 

 

 

"اللواء":

لا كبيرة، نهضت بوجه المنظومة المتكاملة لخطاب الأمين العام لحزب االله الشيخ نعيم قاسم السبت الماضي: فالرئيس نواف سلام، وهو المعني بالأول بما تضمنه الخطاب من سياقات غير مسبوقة، فاعتبر ان ما قيل في حق الحكومة والسلم الأهلي، هو كلام مرفوض، وحرام أن يقال.

وتناولت المواقف الحزبية والسياسية، وحتى الوزارية، لتعتبر ان الخطاب تهديد للشرعية اللبنانية، والبلد لم يعد بامكانه الاحتمال، لدرجة ان وزير العدل عادل نصار اعتبر ان سلاح حزب االله لم يعد شرعياً.

وسط ذلك، وصل الموفد الأميركي توم براك يرافقه الدبلوماسية مورغن اورتاغوس، الى بيروت، على ان يلتقي قرابة الثامنة والنصف صباح اليوم الاثنين رئيس الجمهورية جوزف عون، ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم رئيس الحكومة نواف سلام قرابة الواحدة ظهراً، لنقل الرد الاسرائيلي على تعديلات لبنان على الورقة الاميركية المتعلقة بحصرية السلاح وبنود اخرى اصلاحية. وسط معلومات رئاسية مفادها ان لبنان لم يعد لديه ما يقوله لبراك بعد تعديلاته على الورقة الاميركية.

ووفق المعلومات ستكون مع برّاك اورتاغوس مساعدة مندوبة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، حيث ستكون لها مداخلات ونقاشات مع المسؤولين اللبنانيين حول الاتصالات الجارية في اروقة المنظمة الدولية بخصوص صيغة قرار التجديد للقوات الدولية- يونيفيل- في جنوب لبنان، والمنتظر ان يصدر في الاسبوع الاخير من شهر آب الحالي بين 22 و25 منه.

وتشير الأوساط إلى أن ورقة براك الثانية تراجعت عن التزامات أساسية كانت واردة في الورقة الأولى، لا سيما ضمان وقف النار وانسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة، ومن دون ذلك، قد تلاقي مبادرة الرئيس نبيه بري لإقناع الحزب بالموافقة على الورقة الاميركية من دون ضمانات دولية واضحة تقتضي تعديل ورقة برّاك. لذلك ينتظر لبنان من الطرف الأميركي أن يترجم التزامه السياسي بالضغط على الجانب الإسرائيلي لبدء اتخاذ خطوات تنفيذية ولو تدريجية للانسحاب من النقاط المحتلة ووقف الاعتداءات والخروقات الجوية والبرية.

وسيتم البحث مع برّاك في كيفية تنفيذ اسرائيل وسوريا التزاماتهما بعدما حدد لبنان ما يمكن ان يقوم به وباشر فعلا تطبيق بعده مثل نشر الجيش في الجنوب ومداهمة مراكز ومواقع حزب االله جنوبي نهر الليطاني ومصادرة الاسلحة الموجودة فيها.

وسط مزاعم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل ان عمليات جيش الاحتلال في لبنان، هي وفقا لاتفاق وقف اطلاق النار، و«نحن نواجه بالنيران اي طرق او محاولة تسلح من قبل حزب االله» على حد زعمه.

وذكرت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان برّاك سيُطلع المسؤولين اللبنانيين على التطورات المتعلقة بورقته والرد اللبناني عليها، وأن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون سيؤكد بدوره لبرّاك على استئناف مجلس الوزراء مناقشة هذه الورقة وأهدافها.

ولم تستبعد ان يشيد الموفد الأميركي بخطوة الحكومة الأخيرة حول البت بمبدأ حصرية السلاح.

الى ذلك رأت هذه المصادر ان العمل جار من اجل تنفيس الإحتقان جراء إقرار الحكومة حصرية السلاح بيد الدولة ولفتت الى ان لا عودة عن هذا القرار وان مجلس الوزراء ينتظر خطة الجيش اللبناني بشأن هذا الملف لدرسها واقرارها.

يشار الى ان برّاك اجرى محادثات في باريس الخميس الماضي مع مسؤولة الشرق الاوسط في الرئاسة الفرنسية (Anne claire Le Genche) حول سوريا ولبنان.

وحسب مصدر دبلوماسي فإن الاجتماعات لم تصل بعد الى تفاهم حول التجديد لوحدات الامم المتحدة العاملة في الجنوب.

وأوضح الرئيس جوزف عون حول الورقة الاميركية التي حملها المبعوث الأميركي براّك، ان لبنان وضع ملاحظاته عليها واضحت ورقة لبنانية، وانها «لا تصبح نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا وإسرائيل عليها. والامر الثاني الذي اكدنا عليه، هو مبدأ «خطوة مقابل خطوة»، فإذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتم تنفيذ الخطوة المقابلة لها».

ولفت في هذا المجال الى انه كان امام خيار من اثنين: «إما أن أوافق على الورقة وأقول للعالم أنني قمت بواجبي وعليكم الآن أن تقوموا انتم بواجبكم في الحصول على موافقة إسرائيل عليها، وإما لا أوافق، وعندها سترفع إسرائيل وتيرة اعتداءاتها، وسيصبح لبنان معزولا اقتصاديا، ولا احد منا بامكانه الرد على الاعتداءات. واذا كان لدى أي كان خيار ثالث يمكن ان يؤدي الى تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الاسرى وترسيم الحدود وانعاش الاقتصاد، فليتفضل ويطرحه.»

وذكر الرئيس عون ان سلاح حزب االله شأن داخلي، والمؤسسات الدستورية هي المعنية بمعالجة هذا الموضوع، و«لا اعتقد ان أحداً في الدولة اللبنانية على مساحة الوطن، لديه مشكلة مع حصر السلاح.»

وشدد الرئيس عون على ان همّه ليس المحاور ولا نقل لبنان من محور الى آخر، بل ان يعود لبنان ويفك عزلته ويحقق الامن والازدهار والاستقرار. وقال: ليس لدي طموح سياسي او انتخابي وليس لديّ حزب لأحمل همّه بل لدي همّ لبنان، ولدي احتلال في الجنوب اريد ان انتهي منه، كما الانتهاء من ترسيم الحدود مع سوريا، لا آخذ البلد من محور الى آخر».

وعن ايران قال الرئيس عون لـ «العربية» «ايران دولة صديقة، ولكن على قاعدة الاحترام المتبادل وحفظ السيادة، ويجب عليها ان تكون صديقة لكافة مكونات المجتمع اللبناني وليس لفئة واحدة»، مشددا على ان لبنان لا يتدخل في شؤون اي دولة ولكنه لا يسمح بتدخل اي دولة في شؤونه.

وأردف: كان لدي خيار من اثنين، اما الموافقة على الورقة ومطالبة العالم بالحصول على موافقة إسرائيل، أو عدم الموافقة ورفع وتيرة الاعتداءات وعزل لبنان اقتصاديا.

واوضح عون: اننا لم نتلقَّ أي تهديد لو رفضنا الورقة الأميركية وكل ما قاله الأميركيون «بتمشوا بالورقة أهلا وسهلا واذا ما بتمشوا بالورقة فلن يبقى لبنان في دائرة اهتماماتنا».

ووصف علاقته بالرئيس بري بالممتازة، مؤكدا على رفض التوطين للفلسطينيين، لانه شأن ميثاقي.

سلام: اعتمدنا «النسخة الملبننة»

وقطع الرئيس سلام الشك عندما اكد ان الورقة التي سلمت الى الوزراء «النسخة الملبننة». واضاف: «نحن في مجلس الوزراء اعتمدنا اهدافا في هذه الورقة التي لا اعتقد ان هناك لبنانيين وطنيين اثنين يمكن ان يكون لديهما خلاف حولها».

وقال الرئيس ان لـ «العربية»: لا يمكن تطبيق أي قرار بشأن حزب االله طالما إسرائيل ترفض تنفيذ التزاماتها وتفاهمات وقف النار، مشيرا الى ان حزب االله لم يطلق أي رصاصة منذ وقف النار لكن إسرائيل مستمرة في ضرباتها. ولفت الى ان «لا خوف من حرب أهلية أو أي تهديد للسلم الداخلي».

وأضاف أنه سيستقبل المبعوث الأميركي توم برّاك وسيستمع لرؤيته بشأن كيفية نزع سلاح حزب االله لكنه لن يطرح عليه أي شيء، وانه قرار الحكومة حصر السلاح، مؤكدا أنه لا يمكن تنفيذه بالطريقة المطروحة.

مواقف الحزب

بالمقابل، اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي، في تصريح أمس، أن الحزب منفتح على الحوار ويتعاطى بإيجابية مع مختلف الطروحات، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن «نزع سلاح المقاومة» أمر غير مطروح، قائلاً: «نتفق على حصر السلاح بيد الدولة، لكن نزع السلاح أمر مختلف تمامًا».

كما رأى رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل النائب حسين الحاج حسن أن الخطر الأساسي على لبنان يأتي من الولايات المتحدة وإسرائيل، وليس من أي طرف لبناني داخلي. وأعرب عن استغرابه من أداء الدولة اللبنانية، التي لم تسعَ، على حد قوله، «إلى تحرير الأسرى أو وقف العدوان، أو حتى مطالبة حليفتها أميركا بالالتزام بالاتفاقيات».

كذلك رأى أى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض ان «السلطة اللبنانية وقعت في خطأ جسيم، وأوقعت معها البلد في حالة خطيرة وأكثر تعقيداً، وتنطوي على احتمالات أكثر سلبية، عندما تراجعت عن أولوية الانسحاب الإسرائيلي ووقف الأعمال العدائية، علماً أن هذا الشرط هو حقها القانوني بحسب القرار ١٧٠١ وتفاهم وقف إطلاق النار، وهذا المطلب أو الشرط، إنما يشكل الضمانة الأساسية والجوهرية عملياً، في ظل غياب الضمانات الأخرى، وفي ظل انهيار مصداقية كل الضمانات والوعود التي تضمنها التفاهم أو التي أطلقتها الدول الضامنة». وقال: إن قرارات الحكومة كشفت لبنان، وجعلته يقف في العراء، ونسفت الأساس الذي تستند إليه قوة الموقف التفاوضي اللبناني الرسمي».

وكان الشيخ قاسم قال في اربعينية الإمام الحسين ان قرار الحكومة اللبنانية في 5 آب يجرد المقاومة وشعب المقاومة ولبنان من السلاح الدفاعي اثناء العدوان. هذا القرار الحكومي يعني تسهيل قتل المقاومين واهلهم، وطردهم من ارضهم وبيوتهم. كان على الحكومة ان تبسط سلطتها بطرد اسرائيل اولاً. كان على الحكومة ان تعمل على حصرية السلاح بمنع الاسرائيلي ان يكون متواجداً او ان يكون سلاحه متواجدا على الارض. لكن هذه الحكومة تنفذ الامر الاميركي الاسرائيلي بإنهاء المقاومة، ولو ادى ذلك الى حرب اهلية وفتنة داخلية، لا حياة للبنان اذا كنتم تقفون في المقلب الآخر، وتحاولون مواجهتنا والقضاء علينا لا يمكن ان يبنى لبنان، الا بكل مقوماته. واما ان يبقى وتبقى معاً، واما على الدنيا السلام.

وحول التجديد لليونيفيل، فحسب المعلومات فإن الجانب الأميركي الآن لديه اقتراح يتضمن رفض التجديد بالصيغة الحالية، واقتراح الجانب الاميركي ان يكون التجديد لمرة اخيرة هذه السنة في مقابل توسيع انتشار الجيش اللبناني، لأنه يعتبر ان اليونيفيل لم تنجز مهمتها كما يفترض بمنع تحويل جنوب لبنان الى ساحة مواجهة عسكرية كبيرة ضد الكيان الاسرائيلي، وأيضا توسيع صلاحياتها خلال هذه السنة لتشمل العمل في شمال نهرالليطاني بعدما باتت منطقة جنوبي النهر خالية من السلاح، وتعزيز قدراتها ومهامها بحيث تشمل مداهمة المواقع والمخازن المشتبه بوجود اسلحة فيها، على ان يشمل دورها المعابر والمنافذ الحدودية كافة لمنع دخول السلاح الى حزب االله، لتحقيق الهدف النهائي هو إنهاء العمليات العسكرية ضد إسرائيل بشكل تام وصولاً الى ترسيم الحدود في شكل كامل ونهائي لاحقا.

لكن بالمقابل، وحسب قول مصادر رسمية لـ «اللواء»، ثمة دول عديدة، وأبرزها فرنسا تعمل وتضغط بالتواصل مع الجانب الاميركي للتجديد لقوات «اليونيفيل» بالصيغة الحالية او بتعديلات بسيطة مقبولة من لبنان لتبقى في الجنوب، لذلك ثمة تقديرات بتراجع الادارة الاميركية والكيان الاسرائيلي عن شروطهما اذا ما لمسا توجهاً لبنانياً جدّياً لتنفيذ المطلوب عبر إجراءات عملية لبسط سيادة الدولة على كامل الجنوب ومناطق اخرى. لكن حسب مصادراخرى، فإنّ تنفيذ المطلوب من لبنان يبقى مرتبطاً بشروط حزب االله حول التزام اسرائيل، وبقدرة الجيش اللبناني على وضع خطة مرنة بما يكفي لتكون مقبولة من الحزب اولاً ومعه أهل الجنوب، بما يسمح بعودة اهالي القرى الحدودية وبدء اعادة بناء منازلهم ومزارعهم ومصادر عيشهم.

المصادر الرسمية اكدت لـ«اللواء» ان التجديد لليونيفيل سيتم لكن لم نعرف بعد ما هي الصيغة التي يتضمنها قرار التجديد، علما ان مندوب لبنان الجديد في الامم المتحدة السفير احمد عرفة لم يتسلم مهامه بعد من سلفه السفير هادي هاشم، وقد يتم التسلّم والتسليم خلال اليومين المقبلين ليبدأ اتصالاته بالمراجع المعنية في المنظمة الدولية لشرح مطلب لبنان من ظروف التجديد، وهو زار قبل ايام رئيس الحكومة نواف سلام وقائد الجيش العماد رودولف هيكل لمناقشة المواضيع المتعلقة بكامل وضع الجنوب لمعرفة التوجهات الرسمية.

هيكل في زبقين

تفقد قائد الجيش العماد رودولف هيكل موقع انفجار مخزن الأسلحة والذخائر في وادي زبقين - صور، وعاين آثار الانفجار واطّلع على ظروف الحادثة، ثم انتقل إلى قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة، حيث قدم التعازي بالعسكريين الشهداء من عداد اللواء، وأكد أنه «لا خيار أمام الجيش سوى الاستمرار في أداء واجبه في ظل الاعتداءات المتكررة من جانب العدو الإسرائيلي، لأن صون الوطن مهمة مقدسة تهون في سبيلها التضحيات» .

بعدها قدم العماد هيكل التعازي لعائلات العسكريين الشهداء في بلدتَي دبعال - صور والبيسارية - صيدا، ومنطقة الشويفات - العمروسية، مثمنًا تضحياتهم واندفاعهم في أداء الواجب، ولافتًا إلى أن قيادة الجيش ستبقى وفية لهم ولعائلاتهم.

تجمُّع أبناء البلدات الحدودية

ومن النبطيةً افاد مراسل اللواء سامر وهبي أنه اعلن في النبطية تأسيس «تجمع ابناء البلدات الجنوبية الحدودية» والذي يهدف الى المطالبة بالعودة والامان والاعمار والدعم للاهالي العائدين والنازحين.

وتلا منسق التجمع المهندس طارق مزرعاني بيان التأسيس بحضور شخصيات وفاعليات من البلدات الحدودية ، وقال : نحن نرفض كل ما يُشاع عن مناطق عازلة خالية من السكان فلهذه الارض اصحاب لن يتخلوا عنها..وهناك عشرات الآلاف من النازحين ما زالوا مشردين في انحاء البلاد ومنهم ما زال نازحاً في المدارس..

لذلك نحن نطالب ونناشد الجهة التي بدأت بدفع تعويضات للمتضررين ان تستأنف عملها، ونطالب ونناشد الدولة وكل المعنيين.باعتبار ان المناطق هذه منكوبة والبدء بدفع تعويضات، وانشاء صندوق خاص لتمويل المتطلبات، ودفع ما لا يقل عن 300 دولار في الشهر لكل اسرة كبدل ايجار.

وعلى الأرض، لم تتوقف انتهاكات الاحتلال، فحلقت مسيّرات إسرائيلية في أجواء مدينة بعلبك ومنطقتها على علو منخفض، وفي أجواء بلدات النبطية وبنت جبيل.

واستهدفت مسيّرة إسرائيلية جرافة في بلدة عيترون يوم السبت،كما ألقت مسيّرة قنبلة صوتية بالقرب من مزارعين في كفركلا، وألقت محلّقة قنبلة صوتية على بلدة راميا من دون وقوع اصابات.

وسجل تحليق لطائرة استطلاع من دون طيار وعلى علو منخفض فوق منطقة راشيا.

وحلقت مـسيّرة على علو منخفض فوق المحمودية والعيشية والجرمق وحـبوش وشـوكين وعبـا وجباع وكفرفيلا ومزرعة البياضة وبصليا في النبطية و فوق منطقة مرجعيون و فوق مجرى نهر رومين ، الخريبة، حومين وادي بنعفول وعنقون.

 

 

 

 

 

 "الأنباء" الالكترونية:

كما هو عار رفع علم العدو الاسرائيلي في قلب جبل العرب، فإن تخوين وليد جنبلاط هو عار أيضا. وإذا كانت حملة تخوين جنبلاط لاسيما أن من تفوّه به متظاهرون مدفوعون من غرفة عمليات تدار من الداخل الاسرائيلي. حملة الشجب والاستنكار الواسعة التي صدرت من اقصى لبنان إلى أقصاه ومن مختلف أطياف المجتمع أكدت مجددا صوابية خياراته، ومدى الالتفاف الشعبي والوطني حول مواقفه الوطنية والعروبية، ومدى الاحترام الذي يكنه الوطنيون الشرفاء لتاريخه المشرّف الذي لن يتمكن متآمرون من هنا وجهلة من هناك من تلطيخه. وإذا كان ليس بغريب أن يخوّن وليد جنبلاط من صغار باعوا انفسهم الدنيئة الى اعداء الأمة كما باعوها من قبل لنظام البعث المجرم، فإن الغريب والمستهجن هو أن يبقى البعض متخليا عن مسؤولياته في الوقوف بوجه قلة تحاول أخذ دروز سوريا الى مكان لطالما رفضوه .

عون 

تترقّب الأوساط السياسية اللبنانية ما سيحمله الموفد الأميركي توم برّاك، الذي وصل مساء أمس إلى بيروت.

وقبيل وصوله أكد الرئيس جوزيف عون، في مقابلة مع قناتي "العربية" و"الحدث" أن الورقة الأميركية التي قدمها برّاك "تضمنت الانسحاب الإسرائيلي وإنعاش اقتصاد" لبنان. وأوضح أن "لبنان كان أمام خيارين إما الموافقة على الورقة الأميركية أو العزلة"، إلا أنه استطرد قائلاً: "لم نتلقَّ أي تهديد لتطبيق بنود المقترح الأميركي". وتابع: "ننتظر أن تأتي واشنطن بموافقة إسرائيل على ورقة توم برّاك". 

ورحّب عون "بكل من يريد مساعدة لبنان دون التدخل بشؤوننا". كما شكر "جهود المملكة العربية السعودية على مساعدتها لبنان"، وأكد السعي "لتحسين العلاقة مع سوريا وترسيم الحدود برعاية السعودية".

بري

من جهته، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري للعربية والحدث إنه سيدعو إلى حوار بشأن قرار الحكومة حصر السلاح، مؤكدا أنه لا يمكن تنفيذه بالطريقة المطروحة. وأضاف أنه سيستقبل المبعوث الأميركي توم برّاك وسيستمع لرؤيته بشأن كيفية نزع سلاح حزب الله لكنه لن يطرح عليه أي شيء.

وقال بري إنه لا يمكن تطبيق أي قرار بشأن حزب الله طالما إسرائيل ترفض تنفيذ التزاماتها وتفاهمات وقف النار.

 

 

 

 

 

"البناء":

امتلأت عناوين الصحف الغربية وشاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي في تظهير عدم التناسب بين حفاوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضيفه الروسي الرئيس فلاديمير بوتين، وبين ما حصل عليه ترامب من بوتين، بعدما فشل في الحصول على موافقة بوتين على وقف النار وقيام ترامب بتبنّي الرؤية الروسية بالذهاب إلى حل شامل كشرط لوقف النار، وصيغة الحل الشامل التي أبلغها ترامب لـ حلفائه الأوروبيين والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، تقوم على مقايضة تنازل أوكرانيا لصالح روسيا عن منطقة الدونباس شرق أوكرانيا إضافة إلى شبه جزيرة القرم، مقابل وقف الحرب، شرط التزام أوكرانيا الحياد وعدم الانضمام إلى حلف الناتو أو أي تحالف عسكري والتخلي عن بناء جيش قويّ يملك أسلحة يمكن أن تشكل تهديداً أمنياً لروسيا. وبالتوازي لا تمانع روسيا مع نيل أوكرانيا ضمانات لأمنها يمكن مناقشتها مع روسيا. وهذه الصيغة التي أثارت الذعر بين قادة أوروبا ولدى الرئيس الأوكراني، بدت قدراً يشكل تحدّيه مغامرة انتحارية بمواصلة الحرب دون غطاء ودعم أميركا، ما يجعل نهايتها هزيمة حتميّة مدوّية تفتح أبواب أوروبا أمام روسيا، ويفترض أن يبدأ اليوم قادة أوروبيون يرافقون زيلينسكي إلى البيت الأبيض مناقشات مع الرئيس ترامب من داخل رؤية ترامب لتحسين شروطها من بوابة الضمانات الأمنية والتطلع للحصول على فرصة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا تحت شعار الضمانات.

في المنطقة تزامن الإعلان عن بدء التمهيد لخطة الحرب الموسّعة لاحتلال مدينة غزة وتهجير مليون فلسطيني إلى الخيم في جنوب القطاع تمهيداً لترحيلهم إلى الخارج، مع إقرارها من المستوى العسكري تمهيداً لإقرارها من المستوى السياسي وإعداد عدّتها لجهة حشد العديد اللازم من القوات لتنفيذها، بينما بدأ تدمير حي الزيتون وأبنيته السكنية منذ أمس، وقد شكلت هذه الخطة الحافز الأبرز لتصاعد حركة الاحتجاج التي تشهدها شوارع الكيان تحت عنوان استعادة الأسرى ووقف الحرب، وكان بلوغ رقم المتظاهرين المليون متظاهر حدثاً فريداً في تاريخ الكيان، مع مؤشرات يتداولها المنظمون حول تصاعد هذا الرقم إلى أضعاف خلال الأيام الفاصلة عن بدء تنفيذ الخطة مطلع شهر أيلول القادم، وسط تسريبات عن دعم ضمنيّ من القيادات الأمنية والعسكرية للحراك الاحتجاجي وانضمام القطاعات الاقتصادية والعمالية والبلدية إليه تباعاً حتى فرض الشلل التام على الحياة في الكيان مع بدء تنفيذ الخطة، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويعيد الأسرى قبل ذلك الموعد.

في لبنان، يبدأ المبعوث الأميركي توماس باراك ومعاونته مورغان أورتاغوس جولة زيارات للقاء المسؤولين اللبنانيين، بعدما أقرّت الحكومة ورقة باراك، بانتظار ما سوف يحمله من جواب حكومة كيان الاحتلال التي سبقت زيارة باراك بالإعلان عن عدم نيّتها وقف الاعتداءات أو الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة حتى يتم تنفيذ نزع سلاح المقاومة، بينما نصّت ورقة باراك على أن وقف الاعتداءات يتمّ بمجرد إقرار الحكومة لجدول زمني لنزع السلاح، وهو ما روّجت له الحكومة باعتباره عذراً لها في قبول الورقة، التي قال رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إن إقرارها جنّب لبنان العزلة ومنحه فرصة القول ها نحن نفذنا فلينفذ الإسرائيليون، لكن الإسرائيليين لن ينفذوا وباراك لن يتسامح مع عدم مواصلة تنفيذ الجدول الزمني ومنح إسرائيل الفرصة، فماذا سوف يقول لبنان؟ وهل تجرؤ الحكومة على القول إن إقرار الجدول الزمني بحصر السلاح خلال 120 يوماً لن يبدأ سريان المهلة عليه إلا مع التزام «إسرائيل» بوقف الاعتداءات والانتهاكات؟ في هذا المناخ دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى حوار بشأن قرار حصر السلاح بيد الدولة وليس بالطريقة المطروحة، مؤكداً بأن لا خوف من حرب أهلية أو أي تهديد للسلم الداخلي، وأوضح بري، سأسمع من المبعوث الأميركي توم باراك رؤيته بشأن كيفية نزع سلاح حزب الله، وتابع «ليس لديّ أي شيء أطرحه على المبعوث الأميركي». وأكد بأنه لا يمكن تطبيق أي قرار بشأن حزب الله طالما «إسرائيل» ترفض تنفيذ التزاماتها، موضحاً بأن حزب الله لم يطلق أي رصاصة منذ وقف النار، لكن «إسرائيل» مستمرة في ضرباتها.

وصل الموفد الأميركي توم باراك مساء أمس، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، واستقبله نائب مدير المراسم في وزارة الخارجية القنصل رودريغ خوري. وسيكون لباراك اليوم لقاءات تبدأ صباحاً في قصر بعبدا، حيث سيلتقي رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ويجري معه محادثات حول ما يحمله لا سيما الرد الإسرائيلي على الورقة اللبنانية.

وسيلتقي باراك بعدها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم ينتقل بعد ذلك إلى السراي الحكومي حيث سيلتقي رئيس الحكومة نواف سلام.

وكشفت مصادر أميركية أنّ زيارة الموفدين الأميركيين توم باراك ومورغان أورتاغوس إلى بيروت، تأتي على وقع تسريبات كشفت أنّ واشنطن رفعت منسوب الضغط على لبنان إلى الحدّ الأقصى وكان باراك وأورتاغوس قد شاركا في سلسلة اجتماعات سياسية دبلوماسية وعسكرية عُقدت في باريس، قبل توجّههما إلى بيروت، وعشية انعقاد جلسة مخصصة لليونيفيل في نيويورك يوم الاثنين قبل التصويت النهائي الأسبوع المقبل. وتهدف الزيارة الى الضغط على الحكومة اللبنانية لوضع خطة واضحة بآلية التنفيذ، وعلى الدولة أن تطلب من القوات الدولية مؤازرة الجيش اللبناني، استناداً إلى الفقرة 12 من القرار 1701، وعلى كامل الأراضي اللبنانية إذا دعت الحاجة، مع دعم قرارات مجلس الوزارء الأخيرة في الوقت نفسه، وتأكيد أنّ ملف اليونيفيل وتجديد ولايته سيبقى تحت عين واشنطن.

وتقول مصادر سياسية لـ«البناء» إن التحرك الأميركي ليس تفصيلاً عابراً، بل جزء من مقاربة شاملة تريد واشنطن فرضها على لبنان. فإيفاد شخصيّات مثل باراك وأورتاغوس، مع ما يرافق ذلك من اجتماعات في باريس ونيويورك، يؤكد أن الملف اللبناني لم يعد محصوراً ببيروت وحدها، بل بات جزءاً من طاولة دولية أوسع. فواشنطن تستثمر في ورقة اليونيفيل والقرار 1701 كي توسّع حضورها العسكري -الدولي في الجنوب، بما يترجم عملياً تقليص حركة حزب الله وإضعاف نفوذه الميداني، وفرض شراكة بين الجيش اللبناني والقوات الدولية، تجعل أي عمل مقاوم تحت أعين ورقابة المجتمع الدولي وربط أي مساعدات اقتصادية أو سياسية للبنان بمدى التزامه بالورقة الأميركيّة. فهذا الضغط، بحسب المصادر، يتم تغليفه بلغة المساعدة، لكنه في الجوهر أداة لإعادة رسم ميزان القوى.

وأشار رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون إلى أن «سلاح حزب الله والمقاومة هو شأن داخلي لبناني، واتفاق الطائف واضح بملف حصرية السلاح، ولا أحد في لبنان لديه مشكلة مع حصر السلاح». وأوضح عون وفي مقابلة مع قناة «العربية» بأن «الورقة الأميركية هي خريطة طريق لاتفاق وقف إطلاق النار في العام 2024، وحصل عليها لاحقاً بعض الإضافات.. ولا تصبح هذه الورقة نافذة قبل موافقة الأطراف الثلاثة، سورية ولبنان وإسرائيل». وإذ أشار عون إلى أن «الورقة تضمّنت الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الأسرى وإنعاش اقتصادنا، وإعادة الإعمار وترسيم الحدود مع سورية»، أكد بأنه لا أحد سيأتي للدفاع عن لبنان إذا دخلنا في حروب لا تنتهي، ونحن نثمن موقف سورية من ورقة المبعوث الأميركي».

واعتبر عون بأن «الورقة الأميركية تحولت إلى لبنانية بعد إضافة ملاحظاتنا»، وذكر بأن «التعاون الاقتصادي مع سورية يندرج ضمن مواقفها من ورقة المبعوث الأميركي توم باراك»، موضحاً بأن «لبنان كان أمام خيارين إما الموافقة على الورقة الأميركية أو العزلة». وأكد أننا «لم نتلقَّ أي تهديد لتطبيق بنود المقترح الأميركي، إلا أن أميركا قالت إن لبنان سيخرج من أجندتها إذا رفضنا ورقة باراك». ورأى بأن عدم الموافقة على ورقة باراك يعني الاستمرار في الحرب مع «إسرائيل»».

في ما يتعلق بالعلاقة بين لبنان وإيران قال عون «أبلغت مسؤول الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، أن علاقة إيران معنا قائمة على الاحترام المتبادل»، وأكد بأن «إيران دولة صديقة، ولكن على قاعدة حفظ سيادتنا، ويجب على إيران أن تكون صديقة لكافة الأفرقاء اللبنانيين، والمساعدة يجب أن تكون قائمة على عدم تدخّل بالشؤون اللبنانية».

وحول علاقته برئيس مجلس النواب نبيه بري، قال: «علاقتي برئيس مجلس النواب نبيه بري أكثر من ممتازة، ونحن منفتحون على نقاش أي موضوع فقط تحت سقف الدولة، وأولوياتي تحقيق أمن واستقرار البلاد، ونحن نرحّب بكل مَن يريد مساعدة لبنان دون التدخل بشؤوننا».

وتابع عون: «نحاول تجنيب البلاد أي صراعات داخلية وخارجية لأنها أنهكتنا، والطائفة الشيعية مكوّن أساسي وفاعل في بلدنا، ولا أساس للتخويف لأي طائفة في البلد».

وفي ما يتعلق بالسعودية، شكر عون «جهود المملكة العربية السعودية على مساعدتها لبنان»، وتابع «نسعى لتحسين العلاقة مع سورية وترسيم الحدود برعاية السعودية»، موضحاً بأن «العلاقة مع سورية موجودة، ونحن بانتظار موفد رسميّ لتنظيم العلاقات بين الجانبين، مع العلم بأن التنسيق الأمني موجود مع دمشق».

وفي ما خصّ السلام مع «إسرائيل»، أشار عون إلى أننا ننطلق في لبنان من القمة العربية في بيروت في العام 2002، واليوم نحن من ضمن الإجماع العربي والسلام العادل وإعادة الحقوق لأصحابها، ولبنان سيكون في قطار السلام العربي». مؤكداً بأن الاتصالات مع «إسرائيل» هي حصراً عبر أميركا وفرنسا ولا طرف ثالث فيها. وشدّد على أن أي حديث عن حوار بين لبنان و»إسرائيل» مجرد خيال لدى البعض.

وأكد عون بأن لبنان على خريطة ازدهار اقتصادي من خلال الإصلاحات التي تمت، و»لا غطاء على أحد والقضاء يعمل بجدّية لمحاربة الفساد»، موضحاً بأننا «نرفض رفضاً قاطعاً مسألة توطين الفلسطينيين، والحرب بين إيران و»إسرائيل» والاعتبارات الفلسطينية أخّرتا نزع سلاح المخيمات». وذكر بأن قرار نزع السلاح من المخيمات اتخذ من قبل السلطة الفلسطينية.

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى «حوار بشأن قرار حصر السلاح بيد الدولة وليس بالطريقة المطروحة»، مؤكداً بأنه «لا خوف من حرب أهلية أو أي تهديد للسلم الداخلي».

وأوضح بري في حديث لقناة «العربية»: «سأسمع من المبعوث الأميركي توم باراك رؤيته بشأن كيفية نزع سلاح حزب الله»، وتابع «ليس لدي أي شيء أطرحه على المبعوث الأميركي». وأكد بري بأنه «لا يمكن تطبيق أي قرار بشأن حزب الله طالما «إسرائيل» ترفض تنفيذ التزاماتها»، موضحاً بأن «حزب الله لم يطلق أي رصاصة منذ وقف النار، لكن «إسرائيل» مستمرة في ضرباتها».

اعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب رائد برو أنّ القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية خلال الجلسة الأخيرة «يمثّل استسلامًا للعدو وتجريدًا للبنان من أهم نقاط قوته». وأضاف: «رفضُنا لهذا القرار واستعدادُنا للذهاب إلى أي سيناريو يرتكزان على تجربتنا مع هذا العدو، الذي يواصل انتهاكاته اليومية ضاربًا بعرض الحائط أبسط القوانين الدولية التي يراهن عليها البعض كضامن للاستقرار». وفنّد برو ما يُعرف بـ«ورقة باراك»، مشيرًا إلى أنّها «تخاطب الجانب اللبناني بلغة الفرض والإخضاع والذل، بينما تستخدم مع الجانب الإسرائيلي لغة التمني والتسويف»، مؤكّدًا أنّ «هذا القرار غير السيادي اعتبرناه غير موجود، من أجل دفع الذل عن لبنان وشعبه بكل مكوّناته».

وحذّر النائب برو من أنّ «العدو قد يستثمر في توفّر نية الدولة لتنفيذ ما يريده»، متسائلًا: «إذا نفّذ العدو ما يلمّح به من نيات عدوانية تجاه لبنان، فما هو موقف الدولة اللبنانية؟ ما سيحصل سيكون وصمة عار على وجه الدولة التي تتعاطى بخفّة وقليل من الحرص».

وقال رئيس حكومة العدو الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو «أريد أن أُؤكّد أنّ عملياتنا في لبنان هي وفقاً لاتّفاق وقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أنّه «نحن نواجه بالنيران أي خرق أو محاولة تسلّح من قبل حزب الله». في سياق متصل، وفي ما يتعلق بسلاح بحزب الله، كان تصريح لافت لوزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، الذي أشار إلى أنه «لا يمكن سحب سلاح حزب الله في لبنان إلا بالحوار»، مضيفاً «ولا يمكن سحب سلاح الحشد الشعبي العراقي بالقوة».

وأعلنت قيادة الجيش في بيان أن «بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية يتناقل أخبارًا مفادها أن القوات الجوية في الجيش اللبناني تخرق الأجواء السورية بهدف رصد تحرّكات عسكرية من الجانب السوري في مناطق حدوديّة، وسط تهديدات أطلقتها مجموعات سورية مسلحة بالدخول إلى لبنان وتنفيذ عمليات أمنية»، موضحة أنّه «لا صحة إطلاقًا لهذه الأخبار، وأن الوحدات العسكرية تراقب الوضع عند الحدود وتتخذ الإجراءات اللازمة لضبط الحدود وحمايتها، علمًا أن التواصل والتنسيق مستمران مع السلطات السورية لمتابعة أي تطورات».

وأكدت قيادة الجيش «ضرورة التحلّي بالمسؤولية، وتوخي الدقة في نشر أي خبر من هذا النوع لما قد يسببه من تداعيات، والعودة إلى بيانات الجيش الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة».

وكانت وسائل إعلاميّة ومواقع تواصل، نشرت خبراً حول تنفيذ طائرة تابعة لسلاح الجو اللبناني، عملية تحليق عند الحدود اللبنانية – السورية في البقاع، وذلك بهدف رصد تحركات عسكريّة لمسلحين يمكثون داخل الأراضي السورية. وجاء ذلك بعدما تمّ تداوله عن تهديدات أطلقتها عصابات مسلحة بالدخول إلى لبنان وتخطيطها لعمليات خطف تطال عناصر من الجيش لمُبادلتهم بسجناء في سجن رومية.

على خط آخر، أعلنت وكالة التصنيف الائتماني العالمية «ستاندرد أند بورز» (S&P) عن رفع التصنيف الائتماني طويل الأجل للدين المحلي اللبناني بالعملة المحلية من CC إلى CCC، وتعديل النظرة المستقبلية outlook من «سلبية» إلى «مستقرة». في المقابل، أبقت الوكالة على تصنيف الدين بالعملة الأجنبية عند مستوى «تخلف انتقائي» (Selected Default). وأشارت «ستاندرد أند بورز» إلى أن التصنيف ما زال مقيداً بالمخاطر الأمنية المستمرة، وضعف معدلات النمو الاقتصادي في ظل عدم الاستقرار، والاحتياجات القائمة في ما خصّ تمويل إعادة الإعمار، فضلاً عن الاستحقاقات السياسية المقبلة، ولا سيما الانتخابات النيابية، التي ربما قد تمهّل إقرار بعض الإصلاحات الضرورية للنهوض باقتصاد فعّال يسمح باستقطاب روؤس الأموال والاستثمارات. ورأت الوكالة أن السير بتنفيذ إعادة هيكلة القطاع المصرفي من خلال إقرار قانون الفجوة الماليةGap Law)) وإعادة استرجاع الودائع، والتوصّل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وإعادة هيكلة محفظة اليوروبوندز، من شأنه أن يفتح آفاقاً إيجابيّة أمام لبنان، ويمهّد لرفع تصنيفه.

 

 

 

 

 

"الشرق":

في وقت تترقّب الأوساط السياسية اللبنانية زيارة الموفد الأميركي توم براك، ونائبة المبعوث الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت في زيارة تحمل في طياتها أفكاراً جديدة حول خطة حصر السلاح بيد السلطة الشرعية. أكد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في مقابلة مطوّلة مع قناتي “العربية” و”الحدث”، أنّ إيران دولة صديقة للبنان على قاعدة الاحترام المتبادل وحفظ السيادة، مشدداً على أنّ لبنان لا يسمح لنفسه بالتدخل في شؤون أي دولة، كما لا يقبل التدخل في شؤونه الداخلية.

وتطرّق الرئيس عون إلى ملف سلاح حزب الله، معتبرًا أنّه “شأن داخلي”، وأنّ المؤسسات الدستورية هي المعنية حصراً بمعالجة هذا الموضوع، وقال: “لا أعتقد أن أحداً على مساحة الوطن لديه مشكلة مع مبدأ حصر السلاح بيد الدولة، فهذا ما نصّ عليه اتفاق الطائف بوضوح”.

وفي ما يتعلق بالمبادرة الأميركية، أوضح عون أنّ لبنان “وضع ملاحظاته على الورقة الأميركية فباتت ورقة لبنانية”، مشيراً إلى أنّها لا تصبح نافذة قبل موافقة الدول المعنية عليها. وأضاف: “أكدنا على مبدأ خطوة مقابل خطوة، وأمامي خياران: إما الموافقة على الورقة والمطالبة بموافقة إسرائيل عبر المجتمع الدولي، أو عدم الموافقة، وهو ما قد يؤدي إلى رفع وتيرة الاعتداءات وعزل لبنان اقتصادياً”.

وشدد على أنّه لم يتلقَ أي تهديد مباشر في حال رفض الورقة، لكنه كشف أنّ الجانب الأميركي أبلغه بأنّ لبنان سيُستبعد من أجندته إذا لم يوافق على المقترح. وأكد قائلاً: “أنا رجل دولة جئت لأبني بلداً، ليست لدي حسابات انتخابية أو حزبية أو تطلعات سياسية لاحقة. أولويتي تحقيق الأمن والاستقرار”.

وتوقف الرئيس عون عند الوضع الداخلي، قائلاً: “همّي أن يعود لبنان ويفك عزلته ويحقق الأمن والازدهار، لأنه من دون استقرار سياسي وأمني لا يمكن تحقيق أي انتعاش اقتصادي”. وأشاد بالدعم العربي قائلاً: “نرحّب بكل من يريد مساعدة لبنان من دون التدخل في شؤوننا، ونشكر المملكة العربية السعودية على جهودها ومساندتها الدائمة”.

وعن العلاقة مع سوريا، شدّد على أنّ “التنسيق الأمني والعسكري موجود ومستمر”، مضيفاً أنّ لبنان “بانتظار أي موفد سوري لتفعيل العلاقة بشكل رسمي”، مثمناً الموقف السوري الداعم للملاحظات اللبنانية على الورقة الأميركية، ومؤكداً السعي إلى تحسين العلاقة مع دمشق وترسيم الحدود برعاية سعودية.

كما تناول مسألة التهويل من الفتنة الداخلية، فقال: “تخويف اللبنانيين من بعضهم مجرد كلام غير مبرر. الجيش موجود على الحدود وفي الداخل، والجميع متفق على مبدأ تحييد لبنان، وهذا ما يحصّنه ويقوّيه في مواجهة التحديات”. وأكد في ختام المقابلة: “أنا منفتح على مناقشة أي موضوع تحت سقف الدولة اللبنانية ومؤسساتها”.

ردود بالجملة

من جهة ثانية، وغداة كلام امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم التصعيدي الذي عكس كلمة سر ايرانية حملها لاريجاني، بضرورة الذهاب حتى النهاية في معركة “حماية السلاح”، والرد السريع لرئيس الحكومة نواف سلام الذي اعتبر ما قيل في حق الحكومة والسلم الاهلي، كلاما مرفوضا و”حراما”، تواصلت المواقف الشاجبة والمدينة لخطاب الامين العام للحزب.

في السياق، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في بيان “ان خطاب الشيخ نعيم قاسم،، هو خطاب مرفوض بالمقاييس كلها، إذ يشكّل تهديدًا مباشرًا للحكومة اللبنانية بالدرجة الأولى، وللأكثرية النيابية التي منحت هذه الحكومة الثقة بالدرجة الثانية، وللمؤسسات الدستورية كافة في لبنان، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. وهو تهديد مباشر أيضًا لكل لبناني حر”.

10% تأخذ 90%!

ووسط مطالبات بمحاكمة قاسم على كلامه التهديدي، قال عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش ان “هناك شرعية في لبنان وهناك من يتمرد على هذه الشرعية، وقاسم هدد من خلال خطابه الاخير الشرعية اللبنانية واللبنانيين والبلد الامر الذي لم يعد يحتمل، والجدير بالذكر أن هذا التصعيد أتى بعد زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني.” وفي حديث تلفزيوني، أكد أن سلاح حزب الله لم يمنع إسرائيل من التدمير ولم يحمِ قياداته إنما أتى بالويلات الى لبنان، لافتًا الى أن قاسم يهدد اليوم اللبنانيين بحرب وباستعمال سلاحه ضدهم وبالتالي سلاح حزب الله لم يعد ضد إسرائيل”. وتابع “حزب الله أتى بالاحتلال الاسرائيلي الى لبنان بعد حرب الاسناد، لذلك يجب تنفيذ القرار الحكومي بالتزامن مع التحرك الدبلوماسي لايقاف الخروقات الاسرائيلية اليومية، حزب الله ليس أكبر من الدولة وأمامه فرصة ليساهم في بناء لبنان الجديد”. وختم “هناك دولة في لبنان وهناك فرصة حقيقية لبناء بلد على مستوى طموحات الناس لذلك لا يمكننا تطيير الفرصة من أجل أجندة إيرانية إقليمية، فاليوم 10% تأخذ 90% من اللبنانيين الى الدمار أما تهديد الحزب فمرفوض ومردود”.

 

 

 

 

 

"الشرق الأوسط":

تعيش الحدود اللبنانية ـ السورية هاجس انفجار أمني، في ظلّ معلومات عن استنفار عسكري على الجانبين.

وما عزّز القلق على الجانب اللبناني، تداول وسائل إعلام لبنانية وثيقة اتصال مصدرها قيادة الجيش، تفيد بأنه في العاشر من شهر أغسطس (آب) الحالي «توافرت معلومات عن قيام عناصر أصولية متطرفة متمركزة داخل الأراضي السورية المحاذية للحدود اللبنانية، بالتخطيط لخطف عناصر من الجيش اللبناني في منطقتَي البقاع والشمال بهدف مبادلتهم بموقوفين إسلاميين في السجون اللبنانية».

صورة وثيقة الاتصال التي تداولتها وسائل إعلام لبنانية

وكشفت الوثيقة، التي أكدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» صحتها، أنه «جرى الطلب من وحدات الجيش وفروع الاستخبارات اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر وتعزيز الحرس خصوصاً في الليل، والإفادة عن أي تحركات مشبوهة على الجانبين السوري واللبناني».

تنسيق مستمرّ

ورافق الكشف عن وثيقة الاتصال ترويج لمعلومات تحدثت عن اختراق سلاح الجوّ اللبناني الأجواء السورية بهدف رصد تحركات مشبوهة وإثارة التوتر مع الجانب السوري. لكن مديرية التوجيه في قيادة الجيش سارعت إلى دحض الحديث عن اختراق الأجواء السورية، وقالت في بيان: «يتناقل بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية أخباراً مفادها أن القوات الجوية في الجيش اللبناني تخرق الأجواء السورية بهدف رصد تحركات عسكرية من الجانب السوري في مناطق حدودية، وسط تهديدات أطلقتها مجموعات سورية مسلحة بالدخول إلى لبنان وتنفيذ عمليات أمنية».

وأكدت قيادة الجيش أنه «لا صحة إطلاقاً لهذه الأخبار، وأن الوحدات العسكرية تراقب الوضع عند الحدود وتتخذ الإجراءات اللازمة لضبطها وحمايتها، علماً أن التواصل والتنسيق مستمران مع السلطات السورية لمتابعة أي تطورات».

ودعت إلى «ضرورة التحلي بالمسؤولية، وتوخي الدقة في نشر أي خبر من هذا النوع؛ لما قد يسببه من تداعيات، والعودة إلى بيانات الجيش الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة».

«حزب الله» مستفيد

ورفض المدير العام السابق للأمن الداخلي النائب اللواء أشرف ريفي، ما يشاع عن تهديد أمني مصدره الحدود السورية، معتبراً أن «(حزب الله) هو المستفيد الأول من هذه الشائعات المضللة، ليبرر الاحتفاظ بسلاحه».

ولفت ريفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «(حزب الله) يتبنّى الرواية الإسرائيلية التي تتحدث عن ضمّ سوريا أجزاء من لبنان مقابل تخليها عن الجولان لإسرائيل»، معتبراً أن الحزب «صاحب مصلحة في تبنّي مزاعم التهديد الآتي من الشرق، لتخويف المسيحيين ومكونات أخرى وإقناعهم ببقاء سلاحه بحجة مواجهة الخطر الداهم من سوريا».

وذكّر ريفي بأن «النظام السوري الجديد واضح جداً في خطابه، وأعلن صراحة أنه يعترف بلبنان كدولة مستقلّة، ومستعدّ لترسيم الحدود وضبطها ومنع أي اختراق من جانبه يهدد أمن لبنان واللبنانيين».

جهوزية تامّة

ورفعت وحدات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية المنتشرة على الحدود مع سوريا، جهوزيتها واستنفارها، خصوصاً بعد الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء السورية، وولّدت حالة من الشحن النفسي والتعبئة، والدعوات لإرسال مقاتلين من لبنان إلى سوريا لدعم هذا الطرف أو ذاك.

واعتبر مصدر أمني لبناني أن «الحذر موجود حيال وقوع حوادث أمنية مع سوريا، لكن هناك تضخيماً لما يجري على الحدود». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش اللبناني «في حالة جهوزية تامة ويعزز إجراءاته عبر تسيير دوريات وتفعيل نقاط المراقبة على الحدود الشرقية والشمالية لمنع أي اختراق من الجهتين»، مشيراً إلى «وجود تواصل مستمر بشكل يومي لدى هيئة الأركان المشتركة لمعالجة أي إشكال يحصل، وبشكل فوري».

انتشار أمني وعسكري

حالة التوتر على الجانب اللبناني يقابلها واقع مماثل في المقلب السوري، وذلك منذ سقوط نظام بشار الأسد والإعلان عن فرار العشرات من قادته إلى لبنان، واتهام الإدارة السورية الجديدة لـ«حزب الله» بإيواء هؤلاء المسؤولين والانخراط معهم في أحداث الساحل ومحاولة الانقلاب الفاشلة، وكذلك إعلان جهات لبنانية، ومنها الوزير السابق وئام وهّاب، عن إنشاء قوات عسكرية وإرسالها للقتال في السويداء، مقابل تخوّف لبناني من أن تنسحب أحداث السويداء على لبنان، وهو ما استدعى استنفاراً لدى الحزب وعشائر منطقة البقاع. واعترف المصدر الأمني بـ«وجود انتشار أمني وعسكري من الجهة السورية، سواء لمقاتلين من (هيئة تحرير الشام) أو الأمن العام السوري، لكن ثمة خشية من وجود مقاتلين أجانب بينهم، وهذا ما يستدعي تفعيل التنسيق مع الجانب السوري لمعالجة أي خلل قد يقع».

وقال المصدر: «لا مشكلة مع القوات السورية التي تلتزم بأوامر قيادتها، لكن الخشية من وجود مقاتلين أجانب لا يلتزمون بتعليمات القيادة السورية، وأثبتت بعض الأحداث في الداخل السوري أنهم يتصرفون وفق أهوائهم». ولم يخفِ المصدر الأمني أن هناك «حالة من التنبّه والاستنفار للهيئات المحليّة التي تراقب أي تحرك على الجانب الآخر».

شدّ العصب الشيعي

وشهدت الحدود اللبنانية - السورية اشتباكات مسلّحة في أواخر شهر يونيو (حزيران) الماضي، أوقعت قتلى وجرحى بين الطرفين، وتمكن مقاتلو «هيئة تحرير الشام» من دخول بلدة حوش السيد علي في البقاع اللبناني وطرد مقاتلي «حزب الله» منها، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويجبر القوات السورية على الانسحاب، ولا تزال هذه الحوادث ماثلة لدى أبناء القرى الحدودية الذين يخشون تكرارها في أي وقت، في ظلّ معلومات غير مؤكدة عن إعادة تحريك مجموعات تابعة لماهر الأسد، والتنسيق بينها وبين «حزب الله» للدخول في مواجهة مع الجيش السوري.

ورأى الخبير الأمني والعسكري العميد خليل الحلو، أن «الظروف القائمة حالياً لا تؤشر لأي استعداد سوري لفتح جبهة مع لبنان؛ لأن اهتمام وانشغال الدولة السورية ينصب على معالجة الأوضاع الداخلية، ومنع التوترات، واحتواء ما جرى في السويداء، والانخراط في مرحلة الإعمار وجلب الاستثمارات، خصوصاً بعد رفع العقوبات الأميركية عنها، ودخول المستثمرين السعوديين إلى سوريا». وشدد الحلو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «استنفار (حزب الله) وتحذيره من خطر داهم من الجانب السوري، هو محاولة لشدّ العصب لدى الطائفة الشيعية، والردّ على الضغوط الداخلية والخارجية المرتبطة بتسليم سلاحه للدولة، وللقول إن بقاء هذا السلاح ضرورة للتصدي للخطر القادم من سوريا». وقال: «كل الدراسات والمعطيات لا توحي بوجود خطر أو انفجار أمني على الحدود الشرقية والشمالية، كما أن التصعيد لا يصبّ الآن في مصلحة الحزب؛ لذلك كل ما يجري التجييش له والتحذير منه يندرج في سياق الدعاية التي تعيد تعويم الحزب والحاجة إلى سلاحه في الداخل».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية