البناء: ترامب يروّض أوروبا وأوكرانيا بعد التفاهم مع بوتين: الضمانات أهم من الأراضي

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 19 25|08:29AM :نشر بتاريخ

 نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بترويض الرؤوس الأوروبية والأوكرانية الحامية، التي وصفت ما جرى في قمة ألاسكا الأميركية الروسية باستسلام ترامب أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد تخليه عن مطلب وقف إطلاق النار الذي تعهّد به للأوروبيين، وموافقته على مطالبة أوكرانيا بالتنازل عن منطقة الدونباس لصالح روسيا إضافة إلى شبه جزيرة القرم كشرط لإنهاء الحرب، وبالرغم من عدم صدور تصريحات أوروبية أو أوكرانية تعلن الموافقة على التنازل عن الأراضي لصالح روسيا، فقد كان واضحاً أن التركيز على الضمانات الأمنيّة في الخطابات الأوروبية والأوكرانية يهدف لإخفاء فضيحة الموافقة على الاستسلام لروسيا بقبول شروطها، وكان لافتاً الدخول في تفاصيل الضمانات الأمنية لأوكرانيا على قاعدة شرط بوتين بعدم انضمامها إلى حلف الناتو، بانتظار معرفة حدود الضمانات التي يوافق عليها بوتين، خصوصاً مع حديث بعض القادة الأوروبيين عن نشر قوات في أوكرانيا، بينما أعلن الرئيس ترامب أنه بدأ بالإعداد لقمة ثلاثية تجمعه بالرئيس بوتين والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الذي ظهر مثل خروف العيد على مائدة البيت الأبيض، يحيط به قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا ومفوّضة السياسة الخارجية الأوروبية.

في المنطقة أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المضي بخطة الحرب الموسّعة على قطاع غزة، بينما أعلن في القاهرة عن موافقة حركة حماس والفصائل الفلسطينية على مسودة اتفاق قدّمها الوسيطان المصري والقطري، ووفقاً لمصادر فلسطينية متابعة فإن موقف حماس يستند إلى مخاطبة الداخل الإسرائيلي الغاضب على مواصلة الحرب وخطة توسيعها، ومخاطبة الخارج الأوروبي الغاضب أيضاً من خطط الحرب وجرائم الإبادة والتجويع، ومخاطبة الشعب الفلسطيني قبل كل شيء بإثبات استعدادها للتعامل بإيجابية مع أي فرصة لوقف الحرب، خصوصاً مع مستوى التصعيد الذي يرافق جولات القصف التدميريّ الإسرائيلي في أحياء مدينة غزة، وتقول المصادر الفلسطينية إن الجميع بمن فيهم نتنياهو ينتظر موقف واشنطن.

في لبنان ختم المبعوث الأميركي توماس باراك لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين بالعودة إلى وصفة رئيس مجلس النواب التي قامت على مطالبة «إسرائيل» بوقف الاعتداءات والانسحاب من التلال الخمس ليتسنى الحديث مع قيادة حزب الله حول مرحلة ثانية من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بعدما اختبر باراك ومن خلفه واشنطن الفرضيّة التي تقول إن إقرار خطة نزع السلاح مع جدول زمني لذلك سوف تنتج مناخاً ضاغطاً على حزب الله يُجبره على خلفية التزامه بتفادي الصدام مع الدولة والجيش وتجنب الانزلاق إلى حرب أهلية للبدء بالتفاوض على مستقبل سلاحه، لكن تورط الحكومة بصيغة جدول زمني لنزع السلاح، وما ترتب عليه من انسحاب وزراء الطائفة الشيعية من جلسة الحكومة، ومن تصعيد سياسي توّجه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بالقول إن الحزب الذي لا يريد الحرب الأهليّة ولا التصادم مع الدولة والجيش سوف يقاتل بطريقة كربلائيّة دفاعاً عن سلاحه، فيما وصلت الرسائل الإيرانية التي حملتها زيارة الدكتور علي لاريجاني إلى بيروت لجهة التحذير من المخاطرة بحرب إسرائيلية أو التلويح بتحريك الحدود السوري عسكرياً ضد بيئة المقاومة، حيث الحدود تحرك الحدود والحروب تستجلب الحروب.

وانشغل لبنان الرسميّ بزيارة الموفد الأميركي توم باراك ترافقه المبعوثة السابقة مورغان أورتاغوس، وسط أجواء إيجابية عمّمها باراك والإعلام الذي يدور في الفلك الأميركي ـ السعودي حول احتمال إحراز تقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وفق معلومات «البناء»، لا سيما قول باراك إن لبنان قام بما عليه بمسألة حصرية السلاح وعلى «إسرائيل» تقديم خطوة مقابلة، حيث أظهرت مواقف باراك تراجعه خطوة إلى الوراء وأقل حدة في المواقف من الزيارة السابقة عزتها مصادر سياسية إلى جملة تطورات أبرزها المواقف السياسية لحزب الله وحركة أمل والقوى الحليفة ضد الحكومة والعهد وموقف الجيش اللبناني الرافض لزجّه في مواجهة مع مكوّنات داخليّة، وردة فعل وبيئة المقاومة في الشارع على قرارات مجلس الوزراء ضد سلاح المقاومة، ورسائل التصعيد التي حملتها زيارة المسؤول الإيراني علي لاريجاني، وخطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الأخير، وموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قاطع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووصف قرارات مجلس الوزراء بالانقلاب.

غير أنّ أوساطاً سياسية لفتت لـ«البناء» إلى أنه «لا يمكن الركون الى المواقف الأميركية أو التطمينات لأنّ المواقف الأميركية والوساطات لطالما اتسمت بالخداع كأداة للحرب مارستها في محطات سابقة مهّدت للإسرائيلي بشن حروب خاطفة ومفاجآت أمنية مثل اغتيال القيادي في المقاومة السيد فؤاد شكر والقيادي الفلسطيني إسماعيل هنية والسيد حسن نصرالله، وبالتالي قد يكون بعض الإيجابية الظاهرة في كلام باراك بهدف الخداع، أو التغطية على قرارات الحكومة وتحصينها من هجمات الأخصام وإقناع رئيس الحكومة والعهد بالبقاء على قرارات الحكومة وعدم التراجع والسير نحو التطبيق وتقديم المزيد من التنازلات مقابل عدم تطبيق «إسرائيل» أيّ خطوة مقابلة»، وحذرت الأوساط من فخ أميركي دبلوماسي جديد قد يأخذ البلد إلى فتنة أو يمهّد لعدوان إسرائيلي عسكري واسع على لبنان، أو بالحدّ الأدنى توسيع العمليات العسكرية الجوية واغتيالات لقيادات في المقاومة اللبنانية والفلسطينية.

وفي سياق ذلك حذر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن المسؤولين اللبنانيين «أن لا ينخدعوا بكلام توم باراك»، وتابع: «على اللبنانيين أن يزيدوا من الوحدة الوطنيّة بدلًا من الاستجابة للضغوط الأميركية».

ووفق معلومات «البناء» فقد كان اللقاء بين الوفد الأميركي والرئيس بري صريحاً وشفافاً ومباشراً ودخل في تفاصيل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وقد سأل برّي الموفد الأميركي عن «الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية، إلى الحدود المعترف بها دولياً»، مؤكداً أن هذا هو مدخل الاستقرار في لبنان، وأي حلول أخرى ستأخذ البلد إلى الفوضى؛ وهذا ما يرفضه الأميركيون والدول العربية والمجتمع الدولي.

وأفادت مصادر صحافية بأنّ «الموفدين الأميركيين توم باراك ومورغان أورتاغوس سيعودان إلى لبنان في زيارة جديدة نهاية هذا الشهر».

وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للموفد باراك خلال لقائه في بعبدا، أنه بعد الموقف اللبناني المعلن حيال الورقة التي تم الاتفاق عليها، فإن المطلوب الآن من الأطراف الأخرى الالتزام بمضمون ورقة الإعلان المشتركة، كما أنّ المطلوب المزيد من الدعم للجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دولياً لإطلاق ورشة إعادة الإعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الإسرائيلية.

وكان الموفد الأميركي استهلّ اللقاء بتهنئة الرئيس عون على الإنجاز الذي حققته الحكومة اللبنانيّة، فشكره الرئيس عون معتبراً أن موقف الحكومة اللبنانية تعبير عن إيمان المسؤولين اللبنانيين بما يخدم مصلحة لبنان وجميع مواطنيه لأن الهدف هو حماية لبنان.

وبدوره قال باراك: نزع سلاح حزب الله فإنّ الهدف من وراء ذلك هو في الواقع لمصلحة الشيعة وليس ضدهم.

وعن رفض حزب الله للقرار قال باراك: سيكونون قد فقدوا فرصة، ولكني أعتقد أنّ الأمر هو سياق عملي. وعندما نتحدث عن التنفيذ ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أننا نبدأ مباحثات طويلة، وحزب الله جزء من الطائفة الشيعية ويجب أن يعلموا ما هو الخيار الأفضل من الخيار الموجود.

ومن بعبدا، انتقل باراك وأورتاغوس والوفد المرافق لهما إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. الرئيس بري سأل الموفد الأميركي عن الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب «إسرائيل» من الأراضي اللبنانية إلى الحدود المعترف بها دولياً، مؤكداً أنّ ذلك هو مدخل الاستقرار في لبنان وفرصة للبدء بورشة إعادة الإعمار تمهيداً لعودة الأهالي إلى بلداتهم، بالإضافة إلى تأمين مقومات الدعم للجيش اللبناني.

بدوره اكتفى الموفد الأميركي بعد اللقاء بالقول: بحثنا وناقشنا ما يهمّ الجميع كيف نصل إلى الازدهار في لبنان في الجنوب والشمال وكافة أنحاء لبنان ولكل اللبنانيين. وختم: لقائي اليوم مع الرئيس بري كان مع شخصية حاذقة لديه تاريخ مذهل ونحن نتحرك بالاتجاه الصحيح.

بدوره أكّد رئيس الحكومة بعد لقائه باراك في السراي أنّ القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء إنما انطلقت من المصلحة الوطنية العليا، مشدّداً على وجوب قيام الجانب الأميركي بمسؤوليته في الضغط على «إسرائيل» لوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى. كما شدّد رئيس الحكومة على أولوية دعم قدرات القوات المسلحة اللبنانية وتعزيزها، مالاً وعتاداً، بما يمكّنها من أداء المهام المطلوبة منها. وأكّد، في السياق نفسه، أهمية التجديد لقوات اليونيفيل نظرًا لدورها في ترسيخ الاستقرار ومساندة الجيش في بسط سلطة الدولة في الجنوب. من جهة أخرى، دعا رئيس الحكومة إلى إعلان التزام دولي واضح بعقد مؤتمر لدعم إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في لبنان. كما تناول البحث المستجدات في سورية، حيث شدّد رئيس الحكومة على أهمية الحفاظ على وحدتها وتعزيز الاستقرار فيها.

كما استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل الوفد الأميركي في مكتبه في اليرزة، وتناول البحث الأوضاع العامة والتطورات في لبنان والمنطقة.

إلى ذلك قال مصدر سياسي «إسرائيلي»، رداً على باراك وفق قناة «العربية»: «لا نيّة لـ«إسرائيل» الاحتفاظ بالأراضي اللبنانية. «إسرائيل» ستقوم بدورها عندما يتخذ لبنان خطوات فعليّة. والانسحاب من النقاط الخمس سيتمّ بموجب آلية منسقة مع لجنة اتفاق وقف النار».

إلى ذلك واصل رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع، تحريض الجيش على المقاومة، وقال «أتمنى تجاوب «حزب الله» مع قرار حصر السلاح وألا تُضطر الدولة لاستخدام القوة».

أمنياً، أعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة العامّة التابع لوزارة الصّحة العامّة، في بيان، أنّ «قنبلةً ألقاها العدو الإسرائيليّ من مسيّرة على بلدة الخيام ـ قضاء مرجعيون، أدّت إلى إصابة أربعة أشخاص من الجنسيّة السّوريّة بجروح».

على صعيد آخر أفادت مصادر لـABC أن «وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وافق على خطة لإنهاء عمل قوات اليونيفيل». وقالت المصادر إن «إدارة ترامب ترى أن الإنفاق على اليونيفيل غير فعّال». أضافت: «الدول الأوروبية تعارض إنهاء دعم قوات اليونيفيل وستدعم تمديد عملها».

وأفادت معلومات صحافية انّ «المشاورات لا تزال جارية في الأمم المتحدة بشأن تجديد ولاية قوات اليونيفيل فيما يرجّح أن توافق الولايات المتحدة على التمديد لليونيفيل وهناك اقتراح أميركي يقوم على تقليص عدد اليونيفيل تدريجيًا وبطريقة مسؤولة».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء