البناء: نتنياهو غير معنيّ بمشروع الاتفاق حول غزة بل بالمضي في تدميرها وتهجيرها

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 20 25|08:59AM :نشر بتاريخ

بينما تدور في الكواليس الأميركية والإسرائيلية مباحثات حول مشروع اتفاق وافقت عليه حركة حماس لوقف الحرب في قطاع غزة، قام وزير الحرب في حكومة الكيان يسرائيل كاتس ورئيس أركان جيش الاحتلال آيال زامير بتصديق خطط احتلال غزة، وقال رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو إنه غير معنيّ بالبحث عن صفقة جزئيّة وإن لا مكان لحل لا يتضمّن إنهاء حركة حماس ونزع سلاحها، بينما كان لافتاً صدور بيان عن المكتب الأبيض عن دراسة مشروع اتفاق غزة بخلاف ما أوحت به تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن منح التفويض لنتنياهو للمضي قدماً في الحرب، فيما لفت الانتباه الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين حكومة الاحتلال ومنظمي التظاهرات المقرّرة في كل جغرافية فلسطين المحتلة يوم الأحد المقبل طلباً لاتفاق في غزة، ينهي الحرب ويطلق سراح الأسرى، يقضي بتعليق الحراك المقرّر بانتظار ما سيجري على مسار التفاوض، خصوصاً أن نقاشاً في الحكومة سوف يجري حول الاتفاق يوم الخميس.

في باريس التقى وزير الخارجيّة في الحكومة السورية الانتقالية أسعد الشيباني مع وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة بنيامين نتنياهو رون ديرمر، لمناقشة التعاون بين الحكومتين بينما كانت مجموعات استيطانية تعبر الأراضي السوريّة وتنصب خيماً وتضع الحجر الأساس لأول مستوطنة صهيونية في الأراضي السورية.

في لبنان تسبّب الحديث التلفزيوني للبطريرك بشارة الراعي الذي تناول فيه المقاومة باتهامات طعنت بانتمائها للبنان، ووصف فيه مواقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بالمزايدة، بردّات فعل عنيفة كان أهمها ما قاله المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي اعتبر أن المقاومة قدّمت آلاف الشهداء لتحرير الأرض اللبنانية المحتلة من كيان غاصب مجرم تلكأت الدولة عن القيام بواجبها لمواجهته، وأن قرار الحكومة الأخير بتجريد المقاومة من سلاحها هو مجلبة للعار والخزي، وأن اللبنانيين مسلمين ومسيحيين في عين المقاومة وقادتها سواء، وأن هذه المقاومة انتصرت وسوف تنتصر مجدداً.

تعكس زيارة المبعوث الأميركي توم باراك إلى بيروت، ومن ثم انتقاله إلى تل أبيب، مرحلة دقيقة من التفاوض غير المعلن بين واشنطن وتل أبيب من جهة، والدولة اللبنانيّة بمكوّناتها الأساسيّة من جهة أخرى. فلقاء باراك مع قائد الجيش ورئيس الجمهوريّة جوزاف عون لم يكن مجرّد زيارة بروتوكوليّة، بل حمل رسائل واضحة: واشنطن تدرك حساسيّة البيئة الشيعيّة بعد الأزمات السياسيّة الأخيرة، وتحاول طمأنتها عبر التمسك بوقف إطلاق النار والانسحاب التدريجي لـ»إسرائيل» من الأراضي اللبنانيّة المحتلّة، وهو ما يُقرأ كإشارة مباشرة إلى حزب الله.

وبرز موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ثبّت خطوط التفاوض اللبنانية: لا تهدئة من دون التزام إسرائيلي بوقف العدوان والانسحاب الكامل. وقبول باراك بهذه المعادلة يكشف أنّ واشنطن تسعى إلى ضبط الإيقاع الإسرائيلي وربما دفعه نحو تنازلات محدودة، منعاً لانفجار أوسع يهدّد بتقويض أي مسار سياسي أو تفاوضي.

وتشير المعلومات إلى أن قائد الجيش يعمل بحذر استثنائيّ. فهو يحاول حماية المؤسّسة العسكريّة من الانخراط في الاصطفافات السياسيّة والطائفيّة، ويعتمد نهج إعداد خطة أمنية ترفع إلى مجلس الوزراء فقط بعد ضمان غطاء سياسيّ جامع، بما يجنب الجيش استنزافاً داخلياً. هذه المقاربة تمنحه رصيداً إضافياً كضامن للاستقرار وسط مشهد سياسي مأزوم.

وترى أوساط قريبة من حزب الله أنّ وحدة الموقف اللبنانيّ تشكّل ورقة قوّة تفاوضيّة، وأنّ أيّ نقاش حول مستقبل سلاح المقاومة لا يمكن أن يبدأ قبل تحقيق ثلاثة شروط: وقف العدوان، انسحاب «إسرائيل»، والشروع في إعادة الإعمار. هذه الشروط، وفق رؤية الحزب، تمهّد لبحث أوسع في إطار استراتيجيّة الأمن الوطني، لا في إطار ضغوط ظرفيّة أو إملاءات خارجيّة.

هذا وأبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجنرال Diodato Abagnara خلال استقباله له في قصر بعبدا، أن لبنان متمسّك ببقاء القوات الدولية في الجنوب في المدة التي يتطلبها تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته واستكمال انتشار الجيش اللبنانيّ حتى الحدود الدوليّة.

وأكد الرئيس عون أن لبنان بدأ اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، والدول الشقيقة والصديقة لتأمين التمديد لـــ «اليونيفيل» نظراً لحاجة لبنان إليها من جهة، ولضرورة المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب ومواكبة تمركز الجيش بعد قرار الحكومة زيادة القوى اللبنانية العاملة في الجنوب الى 10 آلاف عسكري، وهذا أمر يتطلب تعاوناً مع «اليونيفيل» التي تقوم بواجباتها كاملة وتنتشر في بلدات ومواقع عدة لها أهميتها في الحفاظ على الأمن في الجنوب، وبالتالي فإن أي تحديد زمني لانتداب «اليونيفيل» مغاير للحاجة الفعلية إليها سوف يؤثر سلباً على الوضع في الجنوب الذي لا يزال يعاني من احتلال «إسرائيل» لمساحات من أراضيه.

وفيما اكد الرئيس عون أهمية التعاون القائم بين الجيش «واليونيفيل»، فإنه نوّه خصوصاً بالعلاقات بين القوات الدولية وأهالي البلدات والقرى الجنوبية الذين يلقون كل اهتمام ورعاية صحية واجتماعية وتربوية من القوات المشاركة في «اليونيفيل».

وكانت أفادت وسائل إعلام العدو بأن وزير الخارجية جدعون ساعر وجّه رسالة رسمية إلى نظيره الأميركي ماركو روبيو طالبه فيها بوقف عمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان. وقال ساعر لروبيو في رسالته إنه كان من المفترض أن تكون «اليونيفيل» مؤقتة منذ البداية وهي قد فشلت في مهمتها الأساسية بمنع تموضع حزب الله جنوب نهر الليطاني. وقالت «أ ف ب» من جهتها إن «مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا للتمديد لليونيفيل يتضمّن فقرة حول عزم مجلس الأمن العمل لانسحاب هذه القوة الأممية لتصبح الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان».

وكان مجلس الأمن الدوليّ بدأ الإثنين مناقشة مشروع قرار قدّمته فرنسا، لتمديد ولاية قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) لمدة عام واحد، تمهيدًا لانسحابها تدريجيًا.

في إطار زيارته الرسمية إلى العاصمة الأردنيّة عمّان، استقبل الملك عبدالله الثاني رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، وأكد «دعم الأردن الكامل للبنان في تعزيز أمنه والحفاظ على سيادته»، بحسب بيان للديوان الملكي الهاشمي.

وأشار الملك عبدالله خلال اللقاء بحضور ولي العهد الأمير الحسين ورئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، إلى «أهمية توسيع التعاون بين الأردن ولبنان في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية»، مشدّداً على «إدامة التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق الاستقرار الإقليمي».

وناقش الجانبان اللبناني والأردني في الشأن السوري، إذ اعتبر الملك عبدالله أنّ «أمن سورية واستقرارها أولوية مشتركة»، لافتاً إلى «دعم الأردن لجهود الأشقاء السوريين في الحفاظ على استقرار بلدهم وسيادته وسلامة مواطنيه».

والتقى سلام نظيره الأردني جعفر حسان الذي ذكر أن «الاحتلال الإسرائيلي واستمراره للأراضي اللبنانية أمرٌ مدان»، مشددًا على «ضرورة إتمام اتفاقية وقف إطلاق النار بالكامل ووقف الاعتداءات المستمرة على الأراضي اللبنانية».

أما رئيس الحكومة فوصف العلاقات اللبنانية – الأردنية بأنها استراتيجية، مجدداً الشكر للملك عبدالله الثاني والحكومة الأردنية على الدعم المتواصل للبنان في مختلف الميادين خاصة دعم الجيش اللبناني، ومساندة لبنان في المحافل الدولية لا سيما للضغط على «إسرائيل» كي تنسحب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها ولوقف اعتداءاتها اليومية.

وقد شرح الرئيس سلام الجهود التي قامت بها الحكومة منذ تشكيلها في سبيل إعادة تفعيل مؤسسات الدولة عن طريق الإصلاحات، ولتعزيز الامن والسيادة والاستقرار.

هذا وشدد سلام على أنّ لبنان يقف صفاً واحداً مع سائر الدول العربية والإسلامية في رفضه القاطع لتصريحات رئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو بشأن ما يُسمّى «إسرائيل الكبرى».

وأكّد أنّ هذه التصريحات تشكّل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

كما أعلن رئيس الحكومة نواف سلام أنه من غير الممكن لحكومته التراجع عن مهلة تطبيق حصرية السلاح بيد القوى الشرعية في الدولة.

وأكد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، اليوم أن انسحاب «إسرائيل» من لبنان سيسهل نزع سلاح حزب الله، مشيراً إلى أن هناك إجماعاً لبنانياً حاسماً على تنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله، وأن قرار الحكومة اللبنانية واضح بحصر كل سلاح غير قانوني.

وقال: «كلام الأمين العام لحزب الله مزايدة ولا وجود لحرب أهليّة»، مشيراً إلى أن «المطلوب من حزب الله تسليم سلاحه للدولة اللبنانية. كما تابع «المقاومة ليست خضوعا لإملاءات إيران»، مبيناً أن حزب الله كان مخترقا داخلياً وجرّد المقاومة من مفهومها الحقيقي، حسب تعبيره.

كذلك، وجّه الراعي رسالة إلى حزب الله قائلاً «رسالتي إلى حزب الله.. أعلن ولاءك النهائيّ للبنان».

وأشار وزير المالية ياسين جابر إلى أن «بعد توقيع القرض مع البنك الدولي وإقراره في المجلس النيابي سيكون هناك صندوق متوفر فيه حوالي 335 مليون دولار للبدء بإعادة إعمار البنى التحتية في المناطق المتضررة».

وكشف أن «هناك حوالي 500 مبنى في الضاحية الجنوبية متصدّع وتكلفة ترميمها تقريباً 60 مليون دولار».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء