افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 28 أغسطس 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 28 25|07:55AM :نشر بتاريخ

"النهار":

بدا المشهد الداخلي غداة الجولة التي قام بها الوفد الأميركي الموسّع في بيروت على المسؤولين اللبنانيين، مشدوداً للغاية بل مربكاً نظراً إلى بقاء الأمور عالقة تماماً عند نتيجة حصرية تتمثل في ربط كل المسار المقبل للبنان والدعم الخارجي لإعادة الإعمار بعملية حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية. وإذا كان الوفد الأميركي أفصح بكل الوضوح اللازم عن تقديم أولوية التزام لبنان بحصرية السلاح واستباقها لإنهاء إسرائيل احتلالها للنقاط اللبنانية الحدودية الخمس، ناهيك عن تكرار الكلام عن "المنطقة الاقتصادية" في الجنوب، فإن أي تفسير لم يصدر لترحيل متجدّد للخطوات المرتقبة بين لبنان وسوريا، بما أثار مزيداً من الغبار والغموض حول مجمل الترتيبات التي وردت في ورقة الموفد الأميركي توم برّاك، والتي أدخل عليها الجانب اللبناني تعديلاته ومطالبه. ولذا باتت الأنظار مشدودة إلى موعد مفصلي جديد هو الثاني من ايلول المقبل أي موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء مبدئياً للإطلاع على الخطة التي أعدتها قيادة الجيش لتنفيذ قرار مجلس الوزراء المتصل بحصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية. وسيكون إقرار الخطة، في حال حصوله في الموعد المحدد مبدئياً، بمثابة استحقاق – مفتاح للمرحلة التالية المهمة والأساسية بعد إصدار مجلس الوزراء لقرار حصرية السلاح، إذ يُتوقع أن تنجم عن إقرار الخطة العسكرية نتائج بارزة لجهة تزخيم المساعدات الأميركية والغربية والخليجية للجيش اللبناني أولاً، ومن ثم بدء تحريك مشاريع الدعم الخارجي لعملية إعادة الإعمار في لبنان.

وبدا لافتاً أن المبعوث الأميركي توم برّاك قصر جولته التي كانت مقررة على مناطق حدودية في الجنوب أمس على زيارة مرجعيون، حيث ألغى زيارته إلى صور والخيام بفعل الاحتجاجات بعدما نفّذ عدد من أهالي بلدة الخيام تجمعاً احتجاجياً، رفعوا خلاله صور ضحايا الحرب، معبرين عن استنكارهم لما وصفوه بـ"السياسات المنحازة" للولايات المتحدة. وكان برّاك وصل صباحاً إلى ثكنة فرنسوا الحاج في مرجعيون على متن طوافة، وانتشر الجيش اللبناني في المنطقة وعند المدخل الشمالي لمدينة الخيام لمواكبة زيارته إلى المنطقة، وسط الدعوات للتظاهر احتجاجاً على الزيارة. وكان يفترض أن تقوده الجولة إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل. وتزامن ذلك مع معلومات أفادت بأن الجيش اللبناني أكد للوفد الأميركي إنهاء 85 في المئة من مهماته في جنوب الليطاني.

ومضى "حزب الله" في تصعيد مواقفه، فأصدر المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل بياناً حمل فيه على مواقف الوفد الأميركي وعاد إلى التهويل والتهديد بالفتنة، إذ هاجم رئيس الحكومة واعتبر "أنَّ ادّعاء بعض المعنيين في البلد، وخصوصاً من هم على رأس السلطة التنفيذية، أنَّ ما يقومون به هو ‏تطبيق لإتفاق الطائف، هو خطأ فادح وشبهة كبيرة وإن أخوف ما نخافهُ هو جر البلد إلى حربٍ أهلية، ‏جاء اتفاق الطائف لوأدها بعد معاناة طويلة ألمّت باللبنانيين". وخلص إلى مطالبة رئيس الجمهورية بالعمل على ما وصفه "بوضع حد للانبطاحة السياسية لقرارات الحكومة وإبعاد المؤسسة الوطنية الشريفة، الجيش اللبناني، عن الفتنة الداخلية التي تهدد الأمن والاستقرار".

ووسط هذه الأجواء، ظلّ التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" عالقاً، إذ لم يدع مجلس الأمن الدولي بعد لجلسة بت التمديد للقوة على رغم أن المهلة النهائية للتمديد من عدمه يفترض أن تنتهي قبل 31 آب الحالي. ومع ذلك، أفادت مراسلة "النهار" في باريس أن العاصمة الفرنسية تتوقع التجديد لليونيفيل رغم كل ما يدور من تشكيك حول المطالبة الأميركية بتعديل مهمتها لجهة جعل تحركها أقوى. فباريس ترى أن الأولوية تتمثل في بقاء مهمة اليونيفيل كما هي على أن تحصل على تأييد بالإجماع في مجلس الأمن، ليس فقط من فرنسا والولايات المتحدة، بل أيضاً من روسيا والصين وباقي الشركاء الذين لديهم التوجه نفسه. أما بالنسبة للمطلب الأميركي بالتجديد للقوة لسنة واحدة فقط، فترى باريس أن هذا الأمر يتكرر كل عام منذ انشاء اليونيفيل في عام 1978، وقد تم التجديد لها كل سنة. فقوة اليونيفيل هي موضوع جدل دائم مع الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب أن الاخيرة تعتبر اليونيفيل ضعيفة أو لسبب آخر، أما باريس، فترى ضرورة التمسك بمهمة اليونيفيل على الأقل حتى استكمال ترسيم الخط الأزرق وتهدئة الأمور عندما تشتعل. وباريس مقتنعة بأنها ستجد عناصر تتكيف مع إبقاء مهمة اليونيفيل وتأخذ في الاعتبار آلية وقف اطلاق النار الثلاثية والوضع السياسي، وأن الأمر الحساس هو دعم الجيش اللبناني.

في الملف السوري- اللبناني، وفيما أفيد أن الوفد السوري ألغى زيارته إلى بيروت اليوم الخميس ولم يتم تحديد موعد آخر للزيارة، قال نائب رئيس الوزراء طارق متري: لم يحدّد أي موعد مع الوفد السوري من الأساس وبالتالي لم يلغ ولم يؤجل. في غضون ذلك، اعتصم اهالي الموقوفين الإسلاميين في رومية مطالبين بتسوية أوضاع ابنائهم.

وعلى صعيد العلاقات اللبنانية- المصرية، أشاد الرئيس المِصريّ عبد الفتاح السيسي بالخطوات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية خلال الأشهر الماضية لإعادة انتظام مؤسسات الدولة وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية. وأكّد خلال استقباله رئيس الوزراء نواف سلام أمس، "دعم مِصر الكامل لجهود الدولة اللبنانية في استعادة الاستقرار، والانطلاق في مسيرة التعافي الاقتصاديّ وإعادة الإعمار"، وشدد على "ضرورة مواصلة قيام الدولة اللبنانية بكل ما يلزم من جهد لضمان عدم المساس باستقرار لبنان وسلامته الداخلية ووحدته الوطنية".

وأعرب الرئيس سلام بدوره عن بالغ شكره وتقديره للرئيس المصري على "الدعم الكبير الذي تقدمه مصر للبنان، والذي يعكس عمق الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين". واستعرض أولويات حكومته خلال المرحلة المقبلة، وفي مقدمتها تعزيز علاقات التعاون والتكامل مع الدول العربية، وعلى رأسها مصر. ولفت إلى الجهود الجارية لعقد الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة بين مصر ولبنان، والمقرر انعقادها في القاهرة في وقت لاحق من العام الجاري.

والتقى الرئيس سلام وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي أكد أن زيارة سلام تشكل "خطوة مهمة لتعزيز مسار العلاقات الثنائية"، مجدداً "تأكيد دعم مصر الثابت للبنان، خصوصاً في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة"، داعيا "المجتمع الدولي إلى تكثيف الدعم لجهود إعادة الإعمار في لبنان". وأشار إلى "استعداد مصر الكامل لتقديم خبراتها، استناداً إلى ما تتمتع به الشركات المصرية من كفاءة في مجال التشييد والبناء.

على صعيد داخلي آخر، تقدم أمس كل من النواب: إلياس الخوري، أشرف ريفي، كميل شمعون وجورج عقيص والنائب السابق إدي أبي اللمع ورئيس حركة "التغيير" المحامي إيلي محفوض، إلى المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار، في قصر العدل في بيروت، بشكوى جزائية سجلت في قلم النيابة العامة التمييزية في حق الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم وكل من يظهره التحقيق فاعلا، شريكاً، متدخلاً أم محرضاً، على خلفية تصريحات وصفوها بـ"أنها تحمل تهديداً بالحرب والفتنة والانقلاب على قرارات السلطة الدستورية".

 

 

 

 

 

"الأخبار":

بات لبنان عند مفترق طرق حاسم سيحدّد ملامح المرحلة المقبلة بين فريق المقاومة وفريق الوصاية الأميركية - السعودية. وأصبح واضحاً في اليومين الماضيين أنّ لبنان وُضع أمام معضلة مفتوحة في ظلّ الهجمة الأميركية - الإسرائيلية، قد تؤدّي إلى فوضى شاملة، في وقت تفيد معلومات بأنّ ثنائي حزب الله وحركة أمل، في ظلّ الخنوع التام للسلطة اللبنانية، اتّخذ القرار بالنزول إلى الشارع بدءاً من أيلول المقبل، عبر تحرّكات تصاعدية، نقابية وطلابية وعمّالية، تأخذ في الاعتبار درجة تفاعل الحكومة مع العناوين والمطالب التي سترفعها التحرّكات، والتي سيكون التراجع عن القرارات المتعلّقة بالسلاح أساسها.

فالإصرار الإسرائيلي، المدعوم أميركياً، على نزع سلاح المقاومة، قبل حتى البحث في مسألة انسحاب العدو من النقاط التي احتلّها في الجنوب بعد وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، أفرز إشكالية عميقة في التعاطي مع الواقع الراهن. هذه الإشكالية عبّر عنها رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي أبدى إحباطه من نتائج زيارة الوفد الأميركي إلى بيروت، ومن غياب أي ردّ إسرائيلي على سياسة «الخطوة بخطوة» التي تبنّاها الموفد الأميركي توم برّاك، قبل أن يتبنّى - ومعه أعضاء الوفد - المطلب الإسرائيلي بنزع سلاح حزب الله قبل أي نقاش حول أي انسحاب من الأراضي اللبنانية أو وقف الاعتداءات المستمرّة.

وأكّد برّي أنّ الوفد الأميركي «لم يأتِ بأي شيء من إسرائيل»، ما أعاد الأمور إلى دائرة التعقيد مجدّداً. وإذ رفض الخوض في مسار المرحلة المقبلة، اكتفى بالتشديد على أنّ «الأمور ليست سهلة». وعن جلسة الحكومة المقرّرة في 2 أيلول المقبل، للبحث في خطّة الجيش لسحب سلاح حزب الله، علّق برّي بالقول: «كل أمر يؤدّي إلى خلاف في البلد مُستنكَر».

وفي ظلّ هذه الأجواء، لم تكن البلاد بحاجة إلى أكثر من تصريحات برّي، التي جاءت بالقدر الكافي من الوضوح لإقفال جردة المحادثات مع الوفد الأميركي. فقد أكّد ما تسرّب مسبقاً عن أنّ لقاءات الوفد الذي ضمّ توم برّاك ومورغان أورتاغوس وليندسي غراهام، لم تكن مريحة. إذ تجاهل الوفد بالكامل الضمانات التي يطالب بها لبنان، خلافاً لما كان قد أوحى به برّاك سابقاً عن استعداده للضغط في اتجاه تحصيل خطوة إسرائيلية مقابلة.

برّاك يلغي زيارته الجنوبية

وكان من المقرّر أمس، أن يستكمل برّاك جولته على المقرّات الرسمية بجولة في الجنوب، لكنه أُجبر على الانتظار ساعتين تقريباً، في ثكنة مرجعيون، قبل أن يقرّر إلغاءها. إذ كان من المفترض بعد إنهائه اجتماعه مع ضباط الجيش اللبناني، أن يتوجّه بموكبه إلى بلدة الخيام، قبل أن ينتقل منها بطوّافة عسكرية إلى مدينة صور. غير أنّ الأنباء المتلاحقة عن التحرّكات الشعبية الرافضة لزيارته، دفعته إلى العودة مباشرة إلى بيروت على متن الطوّافة التي أقلّته صباحاً.

ومنذ أن كشفت «الأخبار» عن نيّة برّاك القيام بزيارة تفقّدية للخيام المنكوبة وأخرى «سياحية - ترفيهية» لصور، سارع الأهالي والناشطون إلى الدعوة للتجمهر فيهما رفضاً للزيارة. ففي ساحة الخيام، وعلى مقربة من الركام، ارتفعت صور الشهداء، فيما أطلقت الأمهات صرخاتهن بوجه «وقاحة برّاك وأسياده الذين قتلوا أبناءنا ودمّروا بيوتنا، ثم يأتون اليوم للتفرّج على جرائمهم». وفي صور، لم يمنع إبلاغ منظّمي الزيارة بلدية المدينة بإلغائها، «تجمّع شباب صور» وعدداً من أهالي الشهداء وجرحى «البيجر»، من تنظيم الوقفة الاحتجاجية التي دعوا إليها أمام سراي صور، مقابل المطعم الذي كان من المقرّر أن يتناول فيه برّاك غداءه.

تحرّك الأهالي شكّل عامل إنقاذ للجيش اللبناني من حرج الصدام المباشر، مع الإشارة إلى أنه فرض انتشاراً واسعاً من الزهراني باتّجاه مرجعيون شرقاً وصولاً إلى صور جنوباً، في إطار خطّةٍ لتأمين تنقّل الموفد الأميركي بسياراته، تحت حراسة عسكرية مشدّدة.

استياء سوري من لبنان

وبينما لم يكن الوسط السياسي اللبناني قد استوعب بعد مفاجأة «ضيوفه» الأميركيين، باغته الجار السوري بقرار إلغاء زيارة الوفد القضائي - الأمني السوري إلى بيروت، والتي كانت مقرّرة اليوم للبحث في ملف السجناء السوريين في السجون اللبنانية، ووضع آلية تسمح بإعادتهم أو على الأقلّ، القسم الأكبر منهم إلى سوريا. غير أنّ مطّلعين أكّدوا أنّ «الزيارة تأجّلت ولم تُلغَ نهائياً».

وفيما تضاربت المعلومات حول خلفيات التأجيل أو الإلغاء، إلا أنّ الثابت، بحسب مصادر معنيّة، هو وجود استياء سوري من ضعف تجاوب السلطات اللبنانية مع مطالب دمشق في هذا الملف، الذي توليه القيادة السورية أهمّية قصوى. وذهبت بعض الأوساط إلى حدّ اتّهام جهات سياسية وقضائية لبنانية بعرقلة التعاون مع الطلبات السورية.

وعلمت «الأخبار» أنّ نائب رئيس الحكومة طارق متري كان مكلّفاً بمتابعة تفاصيل الزيارة مع الجانب السوري، فيما لم يحدّد وزير العدل عادل نصار أي موعد رسمي لاجتماع مع الوفد، واكتفى بتكليف فريق قضائي للتنسيق.

وأكّدت مصادر وزارية أنّ «لبنان لا يزال يرفض حتى الآن تسوية أوضاع جميع السجناء، ولا سيّما المتورّطين في عمليات خطف وقتل جنود الجيش اللبناني وعناصر قوى الأمن»، مشيرة إلى أنّ هذا الموقف مدعوم أميركياً، بينما يعتبره السوريون شرطاً أساسياً لإعادة تطبيع العلاقات مع لبنان، وهو مطلب يحظى بدعم سعودي أيضاً.

وبحسب مصادر متابعة، فإنّ المسؤولين السوريين يتعرّضون إلى ضغوط من السجناء أنفسهم الذين يتواصلون معهم باستمرار، ويعاتبونهم بالقول إنهم خاضوا معارك ودفعوا أثماناً باهظة، وليس من المنطقي أن يظلّوا في السجون بعد الانتصارات التي حقّقها فريقهم في سوريا. يذكر أنّ دمشق وضعت لائحة تضمّ نحو 350 اسماً تطالب باستعادتهم، من بينهم أحمد الأسير.

إلى ذلك، نفّذ العشرات من أهالي الموقوفين الإسلاميّين، وبينهم سوريون، اعتصاماً أمام سجن رومية المركزي، جدّدوا عبره مطالبتهم بتحسين أوضاع السجناء والإسراع في إقرار قانون العفو العام.

كما أشادت «المبادرة اللبنانية للعفو العام» بالأنباء المتداولة عن نيّة رئيس الحكومة نواف سلام الشروع في إعداد مسوّدة قانون استثنائي لمعالجة أزمة السجون، بالتنسيق مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي.

 

 

 

 

 

 "الجمهورية":

لم يَعُد هناك أيّ مجال للشك في أنّ مشروع الحلّ الذي طرحه الموفد الأميركي توم برّاك وصرف جهداً ووقتاً وكمّاً كبيراً من والوعود ومفردات الإغراء والترهيب والتودّد لمكوّنات البلد الطائفية والمذهبية، والتغزّل بالرؤساء والسياسيِّين والثناء عليهم لتسويقه، قد سقط بالضربة الإسرائيلية القاضية. والسؤال الذي يطرح نفسه إزاء ذلك: ماذا بعد هذا السقوط؟

الخامسة حاسمة

الزيارة الخامسة لبرّاك كانت الحاسمة في نسف ورقته من أساسها، بدأ مشروع الحلّ أميركياً، الموفد الأميركي نفسه أشاع مناخات تفاؤلية أوحى من خلالها أنّ مشروعه صلب وفي طريقه إلى النفاذ الحتمي بوصفه يُشكّل مصلحة لكل الأطراف، فكما هو مطلب لبناني هو أيضاً مطلب إسرائيلي، وبالتالي لا موانع أو عوائق في طريقه. لكن قد يكون هذا الكلام نابعاً من مبالغة في التفاؤل والتقدير سقط فيها الموفد الأميركي، أو أنّه جزء من لعبة تعمية وتخدير مارسها، وخصوصاً أنّ هذا المشروع انتهى إلى تبنٍّ أميركي لشرط إسرائيلي أهمل كلّ مندرجات ورقة برّاك وركّز على أمر وحيد، أي نزع سلاح «حزب الله» كإجراء مطلوب تنفيذه سريعاً من قِبل الحكومة اللبنانيّة، قبل أن تفكّر إسرائيل بخطوة مقابلة. وأكثر من ذلك، رافقت إسرائيل محادثات الوفد الأميركي الموسّع في بيروت بالإعلان على لسان وزير دفاعها يسرائيل كاتس، عن أنّها «لن توقف اعتداءاتها، ولن تتحرّك من جنوب لبنان».

مرحلة الاحتمالات المفتوحة

بمعزل عمّا إذا كان الجانب اللبناني غافلاً عن هذه النهاية أو متجاهلاً لها أو لم ينتبه لها، مع أنّها كانت متوقعة أصلاً، وحذّرت مستويات سياسية معارضة من الوقوع في فخّها، فإنّ المسلّم به، بحسب مصدر رفيع لـ«الجمهورية»، هو «أنّ تبنّي واشنطن للموقف الإسرائيلي عقّد مشروع الحلّ الذي طرحته عبر موفدها، بل إنّ الأمور جراء ذلك، عادت إلى مرحلة ما قبل طرح برّاك لورقته، التي يصح وصفها بـ»مرحلة الاحتمالات المفتوحة»، التي يُخشى أن تعتريها صعوبات وضغوطات على غير صعيد سياسي وغير وسياسي، وخصوصاً أنّ ما بدا جلياً في ختام الزيارة الخامسة لبرّاك هي محاولة ضغط كبير على لبنان، للتسليم بالأمر الواقع الذي يُريدونه، وحشره في زاوية «نفّذ لا وتعترِض»، من دون الأخذ في الاعتبار ما قد يترتب على ذلك من تداعيات».

إحباط

فلبنان، الذي سارعت حكومته إلى الموافقة على الورقة الأميركية، عوّل على نجاح مهمّة الموفد الأميركي في انتزاع موافقة إسرائيل على هذه الورقة، وحملها على الإلتزام باتفاق وقف العمليات العدائية والإنسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب وإطلاق الأسرى، تؤكّد مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية»، أنّه مُنيَ بخيبة كبرى، وكافة مستوياته الرسمية والسياسية، أصابها الإحباط، وكثير من الأسئلة طُرِحَت على الوفد الأميركي حول موجبات الطلب من لبنان الإقدام على خطوات إضافية، في وقتٍ لم تلتزم إسرائيل فيه بوقف العمليات العدائية بل تستمر فيها، وتواصل احتلالها للأراضي اللبنانية وتحتجر الأسرى اللبنانيِّين. وأحد المسؤولين عبّر أمام الوفد الأميركي عن امتعاض واضح شديد، بقوله ما مفاده «إنّ لبنان قام بما هو مطلوب منه وقدم كلّ شيء، ولم يحصل على شيء في المقابل. ومقابل ذلك لم يبدر عن الوفد الأميركي سوى التشديد على أمر وحيد هو «نزع» سلاح «حزب الله»، وفق خطة يضعها الجيش اللبناني».

بري: «ماكو تقدّم»

لم يكن رئيس مجلس النواب نبيه بري مرتاحاً لأجواء محادثاته مع الوفد الأميركي، ولخّصها بقوله لـ«الجمهورية»: «ماكو تقدّم. إنّ الأمور ليست سهلة، وتنحى إلى التعقيد» (كل التطوّرات الأخيرة وما يُحوط بها، سيُحدِّد الرئيس بري الموقف الثابت منها، في إطلالته المتلفزة الأحد المقبل في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقَيه).

وتؤكّد مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، أنّ «أجواء اللقاء بين بري والوفد لم تكن مريحة، خلافاً للأجواء الجيدة جداً التي سادت اللقاء السابق، فما حمله الموفد الأميركي من إسرائيل جاء معاكِساً لما سبق ووعد به برّاك في اللقاء السابق في 18 آب، إذ وعد بإيجابيات فعاد بسلبيات، والمفاجئ في الأمر هو التراجع عن فكرة «خطوة مقابل خطوة»، مع أنّ هذه الفكرة هي من عنديات برّاك، على أساسها بنى تفاؤلاً كبيراً ووعد بأنْ يعود بما سمّاه خبراً طيِّباً من إسرائيل، لكن ما حصل هو العكس تماماً، وجاؤوا من إسرائيل بإصرار على سحب السلاح قبل البحث في أي خطوة إسرائيلية مقابلة لجهة الإنسحاب ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى».

وتشير المعلومات إلى أنّ الرئيس بري قدّم عرضاً مستفيضاً حول الوضع بصورة عامة، مستعرضاً يوميات العدوان وما تمارسه إسرائيل من اعتداءات واغتيالات ومنع الأهالي من إعادة إعمار قراهم المدمّرة، وكذلك منع الجيش من استكمال انتشاره في منطقة جنوب الليطاني. مشدّداً على «الثوابت التي نتمسك بها، لجهة الإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار وإلزام إسرائيل بوقف عملياتها العدوانية والإنسحاب من النقاط التي تحتلها وإطلاق الأسرى». كما أكّد التمسك بالقرار 1701 وتطبيقه بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، مع الإصرار على بقاء قوات «اليونيفيل»، مستغرباً الطروحات لإنهاء مهمّتها. وكان بري قد استغرب في تصريح سابق الطرح الأميركي إنهاء وجود هذه القوات في جنوب لبنان.

«سبق وقمنا بخطوات»

وفي سياق «الخطوة مقابل خطوة»، يؤكّد مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، أنّ «المطلوب وقف العدوان بصورة كاملة والإلتزام بوقف إطلاق النار وبالقرار 1701، لا أكثر ولا أقل».

وأضاف: «برّاك تمسّك بهذه المقولة واعتبرها مسهّلة للحل الذي يطرحه، لكن ثبت بالملموس، أنّهم ليسوا جادّين حتى في هذه المسألة، بدليل تبنّيهم الموقف الإسرائيلي بالكامل. ولنسلّم أنّ هذه المقولة قابلة للسريان، فلا تُطلب من الجانب اللبناني بل من إسرائيل، فمن جانبنا قد نفّذناها مسبقاً وقمنا بأكثر من خطوة، سواء في خطوة التزامنا الكلي بالقرار 1701، وباتفاق وقف إطلاق النار، إذ لم نقم بأي خرق لهذا الاتفاق ولم تُطلَق من جانبنا أي رصاصة، أو في خطوة انسحاب «حزب الله» من جنوب الليطاني ونشر الجيش في المنطقة. فيما لم تقم إسرائيل بأي خطوة مقابلة، فعليها يجب أن يضغطوا وليس على لبنان».

ولفت المسؤول عينه إلى أنّ «موضوع المنطقة الاقتصادية في الجنوب التي أعلن عنها الرئيس الأميركي، كان في صلب محادثات الوفد الأميركي، ولعلّه البند الأكثر خطورة، إذ ينطوي على إغراء في الشكل، إنّما في جوهره ينطوي على مخاطر كبرى، إذ يُشكّل عنوان المنطقة الاقتصادية، إسماً حركياً لـ«حزام أمني» لا تُخفي إسرائيل نيّتها في إنشائه، بعمق كيلومترات خالية من السكان، ما يعني ذلك تهجيراً جماعياً للقرى الجنوبية».

ماذا بعد؟

في هذه الأجواء يبرز السؤال: ماذا بعد، وإلى أين من هنا؟

رمى الوفد الأميركي بكرة سحب سلاح «حزب الله» في ملعب الحكومة اللبنانية، قبل أقل من أسبوع من انتهاء المهلة المحدّدة للجيش اللبناني لإعداد خطة سحب السلاح، بالتالي العين على جلسة مجلس الوزراء المقرّر عقدها خلال الأسبوع الأول من شهر أيلول المقبل للبحث في هذه الخطة.

إزاء ذلك، يؤكّد مصدر مسؤول أنّ الحكومة اللبنانية، ومع التبنّي الأميركي للشرط الإسرائيلي باتت في موقف لا تُحسَد عليه، ومحرَجة في كيفية مقاربة الأمور والانتقال إلى المرحلة التالية بعد قرارَيها بسحب السلاح والورقة الأميركية، وهي في ما تبدو مرحلة محفوفة بالتعقيدات والاحتمالات المجهولة، ويلقي في الأجواء الحكومية مجموعة من الأسئلة:

• كيف لها أن تبادر إلى سحب السلاح، فيما إسرائيل تواصل اعتداءاتها واحتلالها للأراضي اللبنانية وحجز الأسرى، ولم تسلّف لبنان أي مقابل من قبل إسرائيل لأي خطوة أقدمت عليها الحكومة؟

• في ظلّ الواقع المنقسم على ذاته داخلياً، هل تستطيع الحكومة أن تستجيب للرغبة الأميركية التي تدفع نحو التعجيل بسحب سلاح «حزب الله»، وتمضي في هذه الخطة بمعزل عمّا قد يترتب عليها من تداعيات؟

• هل تستطيع أن تتجاهل الرغبة الأميركية، بالتالي هل تمتلك قدرة تحمّل عواقب معاكسةِ الإرادة الأميركية؟

• هل تستطيع أن تنفّذ قرار سحب سلاح الحزب، وهل تمتلك قدرة احتواء تداعياته؟ وقبل ذلك هل تستطيع أن تُلزِم «حزب الله» بتسليم سلاحه، وكيف؟

• لا أحد يُريد الصدام الداخلي، فإن قرّرت الحكومة إدخال قرار سحب السلاح حيّز التنفيذ، فكيف سيتمّ هذا التنفيذ، هل بالتراضي، وهذا التراضي مستحيل ربطاً برفض «حزب الله» التخلّي عن سلاحه؟ وهل بالقوة، وهل القوة متوفّرة أصلاً؟ وإن كانت ضغوط أو رغبات قد نجحت في الدفع نحو سحب السلاح بالقوّة، فهل ثمة مَن يقدّر علامَ سيفتح ذلك، وكيف وإلى أين سيتدحرج؟

• قبل كل ذلك، ماذا لو جاء قرار الجيش بأنّه مع تنفيذ مهمّته من حيث المبدأ، شرط عدم الصدام مع أي طرف؟

جولة ناقصة

إلى ذلك، قام الموفد الأميركي توم برّاك بزيارة إلى منطقة الجنوب، بقصد تفقّد المكان الذي يمكن أن تُقام عليه المنطقة الإقتصادية باسم الرئيس دونالد ترامب بالقرب من خط الحدود. ووصل برّاك إلى ثكنة مرجعيون على متن طوّافة، في ظل انتشار للجيش اللبناني في المنطقة وعند المدخل الشمالي لمدينة الخيام. وترافقت هذه الزيارة مع احتجاجات شعبية، إذ نفّذ أهالي بلدة الخيام تجمّعاً احتجاجياً على الزيارة، رفعوا خلاله صور شهداء الحرب، ومندّدين بما وصفوها «السياسات المنحازة» للولايات المتحدة، وإزاء ذلك، ألغى برّاك زيارته إلى الخيام ومدينة صور.

سلام يلتقي السيسي

سياسياً، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الرئاسة في مدينة العلمين أمس، رئيس الحكومة نواف سلام على رأس وفد وزاري.

وعرض الرئيس سلام، خلال اللقاء، أولويات عمل الحكومة في المرحلة المقبلة، سواء على صعيد الإصلاحات الإقتصادية الجارية أو لجهة استكمال مسار بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، مضيفاً أنّ لبنان يتطلّع إلى تعزيز علاقات التعاون والتكامل مع الدول العربية كافة. وأكّد ضرورة قيام الدول الشقيقة والصديقة بالضغط لتأمين وقف إسرائيل لاعتداءاتها على لبنان وانسحابها الكامل من الجنوب، مشدّداً على وجوب دعم المجتمع الدولي لمؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدّمها الجيش، لتمكينه من أداء مهامه الوطنية. كما دعا إلى توحيد الجهود العربية في مواجهة التحدّيات التي تطال الأمن القومي العربي، ولا سيّما في ظل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى»، واستمرار الحكومة الإسرائيلية في تدمير قطاع غزة وتجويع أهله، في خرق واضح للشرعية الدولية والقانون الدولي.

بدوره، أشاد الرئيس السيسي «بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة اللبنانية خلال الأشهر الماضية لإعادة انتظام مؤسسات الدولة وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية». كما أكّد دعم مصر الكامل لجهود الدولة اللبنانية في استعادة الاستقرار والانطلاق في مسيرة التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار، مشدّداً على ضرورة مواصلة كل ما يلزم لضمان عدم المساس باستقرار لبنان ووحدته الوطنية.

وأشار المتحدث الرسمي، السفير محمد الشناوي، إلى «استمرار الاتصالات المصرية المكثفة مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، بهدف التأكيد على ضمان استقرار لبنان، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان، والتذكير بأهمية دعم المجتمع الدولي لمؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدّمتها الجيش، لتمكينه من أداء المهام الوطنية الموكلة إليه.

عيد الأمن العام الـ80

أحيت المديرية العامة للأمن العام الذكرى الثمانين لتأسيسها في احتفال أقيم في مركزها الرئيسي بالمتحف، برعاية وزير الداخلية العميد أحمد الحجار وحضوره، إلى جانب المدير العام اللواء حسن شقير وكبار الضباط.

في كلمته، أكد شقير أن المؤسسة راكمت خلال ثمانية عقود مسيرة من العمل الدؤوب والتضحية والالتزام بالقانون والدستور، مشيراً إلى الثقة التي حظيت بها من رئيس الجمهورية وأركان الدولة. وحيّا وزير الداخلية على دعمه ورؤيته، مؤكداً أن الأمن العام واجه التحديات الأمنية والاقتصادية والاعتداءات الإسرائيلية بثبات، ونجح في حماية السلم الأهلي، وضبط الحدود، وإدارة ملف النزوح السوري بما يحفظ السيادة والحقوق الإنسانية. وختم مجدداً العهد بمواصلة الرسالة الوطنية، موجهًا تحية للشهداء والجرحى وللعسكريين الساهرين على أمن لبنان وكرامة مواطنيه.

 

 

 

 

 

"الديار":

أطاح أهالي الجنوب اللبناني برنامج عمل المبعوث الاميركي توم براك والوفد المرافق له، بمنعهم اياه من الدخول الى بلداتهم من خلال تجمعات وتظاهرات نظموها، ما أدى الى اقتصار جولته على ثكنة فرنسوا الحاج العسكرية في مرجعيون والتي كان قد وصلها على متن طوافة.

احتجاجات في الخيام وصور

اذ نفّذ عدد من أهالي بلدة الخيام تجمعاً احتجاجياً، رفعوا خلاله صور شهدائهم، رفضاً لزيارة المبعوث الأميركي توم براك إلى المنطقة، معبّرين عن استنكارهم لما وصفوه بـ«السياسات المنحازة» الى الولايات المتحدة. كذلك نددوا بالاساءة التي وجهها براك للإعلاميين اللبنانيين في قصر بعبدا، ورفعوا شعارات ولافتات استخدموا فيها ضده التعابير التي استخدمها متوجها للاعلاميين.

ولم تقتصر التحركات على بلدة الخيام، اذ نظّم مواطنون في مدينة صور وقفة احتجاجية أمام سرايا صور الحكومية، قرب ميناء الصيادين، رفضًا لزيارة براك إلى المنطقة. ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها: «إسرائيل شر مطلق» و«أميركا الشيطان الأكبر»، كما رددوا هتافات تندد بالسياسات الأميركية والإسرائيلية، وألقيت كلمات خلال الوقفة عبّرت عن رفض الزيارة للجنوب، وخصوصًا لصور.

وتزامن ذلك مع إجراءات أمنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني، سواء في الخيام او في صور، حيث رفعت اعلام حزب الله وحركة «أمل» وصور الشهداء.

الوضع «سيىء»

يأتي ذلك بالتوازي مع تبلور نتائج سلبية لزيارة الوفد الاميركي الى بيروت، وهو ما عبّر عنه صراحة رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حديث صحافي قائلا:»أتونا بعكس ما وعدونا» واصفا الوضع بـ «السيىء».

وبحسب المعلومات، يُطل بري بكلمة متلفزة يوم الأحد المقبل في ذكرى تغييب الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه. وتشير مصادر مطلعة في حديث لـ «الديار» الى انه «ستكون له مواقف حاسمة خلال هذه المناسبة ترسم ملامح المرحلة المقبلة، وبخاصة ان هذه الاطلالة تأتي قبل يومين من موعد جلسة مجلس الوزراء المقرر ان تبحث خطة الجيش لحصرية السلاح».

وأوضحت مصادر حكومية ان «موعد الجلسة لا يزال محددا في الثاني من ايلول» لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان «الخطة محاطة بالكثير من السرية ولن يتم اطلاع أحد عليها قبل موعد الجلسة».

وبحسب المصادر المطلعة، فان ابرز ما يمكن استخلاصه من زيارة الوفد الاميركي الى بيروت انها «اطاحت استراتيجية الخطوة مقابل الخطوة بعد فشل مساعي براك في إقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانسحاب ولو من نقطة واحدة من النقاط المحتلة، بعد اقرار الحكومة حصرية السلاح او حتى بالالتزام بالورقة الاميركية التي تقول بوحوب وقف الخروقات والاعتداءات بالتوازي مع قرار الحكومة اللبنانية». وتضيف المصادر: «قالها الوفد بأكثر من طريقة، ان اسرائيل لن تنسحب من النقاط المحتلة قبل نزع سلاح حزب الله، ما يعني الاطاحة بكل بنود الورقة وبكل التفاهمات التي تمت ويحرر الحكومة اللبنانية من مواصلة تنفيذ ما ورد في هذه الورقة».

ورقة الشارع

وتشير المصادر الى ان «الثنائي الشيعي» سيحدد خطواته المقبلة تبعا للقرارات التي ستتخذها الحكومة في جلسة الثاني من ايلول، مع استبعاد ان تكون هناك دعوة لتظاهرات واعتصامات بالتوازي مع انعقاد الجلسة التي سيشارك بها وزراء «الثنائي»، مضيفة:»هناك وجهتا نظر في صفوف «الثنائي»، الاولى تقول انه آن اوان استخدام ورقة الشارع المضبوط، لان الحكمة والوعي اللذين تنتهجهما قيادة الثنائي يقرأهما البعض كنوع من الضعف، فيما الوجهة الثانية الغالبة تقول بعدم استخدام هذه الورقة في المرحلة الحالية، لان الامور قد تنجرف فجأة الى ما لا تحمد عقباه نتيجة دخول طابور خامس على الخط».

الكرة في ملعب عون؟

في هذا الوقت، رمى المعاون السياسي للأمين العام ‏لحزب الله الحاج حسين الخليل الكرة في ملعب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون داعيا اياه لـ «وضع حدّ لهذه الانبطاحة السياسية لقرارات الحكومة اللبنانية، ‏وإبعاد المؤسسة الوطنية الشريفة، وهي الجيش اللبناني، عن الفتنة الداخلية التي تُهدد الأمن والاستقرار”، معبرا عن أمله، في تعليق له الأربعاء على زيارة الوفد الأميركي إلى بيروت، في «إعادة النظر، شكلًا ومضمونًا، في التعاطي مع ما يحمله الموفدون الدوليون والإقليميون من ‏توجهات تُهدد أمن البلد وسلمه الأهلي وتنتقص من حريته وسيادته”. واضاف:»أخوف ما نخافه هو جر البلد إلى حرب أهلية، ‏جاء اتفاق الطائف لوأدها بعد معاناة طويلة ألمّت باللبنانيين».

تأجيل زيارة الوفد السوري

وبما ينسحم مع الجو السلبي الطاغي على المرحلة، أفيد يوم أمس الاربعاء عن تأجيل الوفد القضائي الأمني السوري زيارته إلى بيروت، التي كانت مقررة اليوم الخميس للبحث في الملفات العالقة بين البلدين، وعلى رأسها ملف السجناء السوريين، كما التحضير لزيارة يقوم بها وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني الى لبنان.

وقالت مصادر مطلعة ان «ما ادى الى تأجيل الزيارة التي طال انتظارها، هو عدم اعطائه مواعيد من قبل الوزراء المعنيين وتوكيل ممثلين عنهم بمقابلته، وبخاصة وزير العدل، بحيث ان الطرف السوري يولي اهمية استثنائية لملف السجناء السوريين، وكان يريد بته مع الوزير اللبناني كي يأتي الوزير السوري لاحقا ليوقع اتفاقا يتم للتوصل اليه». واضافت المصادر:»يبدو ان الشرخ كبير جدا بين لبنان وسوريا في مقاربة هذا الملف، في ظل اصرار دمشق على تسلم كل المحكومين ايا كانت القضايا التي حوكموا بها، ورفض الطرف اللبناني القاطع بتسليم المتهمين بالارهاب وبقتل عناصر في الجيش اللبناني».

 

 

 

 

 

"نداء الوطن":

خمسة أيام تفصلنا عن الثاني من أيلول المقبل، موعد جلسة مجلس الوزراء التي ستناقش خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة.

السباق يبدو على أشده بين سعي الدولة للوصول إلى هذا الاستحقاق الذي يُكمِل قرارات جلستي مجلس الوزراء في 5 و 7 آب، وبين سعي "حزب الله" للوصول إلى الجلسة من دون القدرة على اتخاذ أي قرار من خلال التهويل على الجيش.

وأول المؤشرات جاء بعد "الإنزال" الأميركي أول من أمس، هجوم مضاد على ثلاثة محاور، محور ميداني قادته "سريَّة الأهالي" في "حزب الله" لمنع الموفد الأميركي توم براك من زيارة الخيام وصور والناقورة، ورفع المشاركون في الغارة أعلام "حزب الله" وعبروا عن استنكارهم للجولة، ومحوران سياسيان قادهما رئيس مجلس النواب نبيه بري والمعاون السياسي للأمين العام لـ "حزب الله" الحاج حسين خليل الذي تحدث بعد يومين على موقف الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، وكأن كلام قاسم لم يفِ بالمطلوب.

معاون قاسم يتحدث للمرة الأولى منذ الحرب وبعد قاسم مباشرة

وفي تصريح شديد اللهجة، هاجم خليل الحكومة من خلال اعتباره أن "سلطات الوصاية الأميركية ‏والإقليمية والتي تتحرك في هذا البلد بالعلن والخفاء، استطاعت أن تجرّ الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ "القرارات الخطيئة" ‏كخطوة أولى نحو مسار متكامل من الاستسلام والخضوع الكاملين.‏

خليل لم يسمِّ خطة الجيش باسمها بل اعتبر أن أي تحرك للجيش هو "زج الجيش الوطني للوقوف بوجه أهله وشعبه والإيقاع بينه وبين ‏المقاومة، وما هي إلّا محاولة دنيئة لِهدم ركنين أساسيين في بنيان هذا البلد وهما الجيش والمقاومة. وإننا في ‏الوقت الذي نُدين فيه هذا الحراك الدنيء، نُكرّر على مسامع المسؤولين الرسميين في لبنان التنبُّه من الوقوع ‏في مثل هذه الأفخاخ القاتلة".‏

خليل بلغ تصعيده حدًا وصف فيه القرارات الحكومية بأنها "انبطاحات سياسية"، داعيًا إلى ‏"إبعاد المؤسسة الوطنية الشريفة وهي الجيش اللبناني عن الفتنة الداخلية التي تُهدد الأمن والاستقرار، كما ‏العمل على إعادة النظر بالشكل والمضمون في التعاطي مع ما يحمله الموفدون الدوليون والإقليميون من ‏توجهات تُهدد أمن البلد وسلمه الأهلي وتنتقص من حريته وسيادته".

بري: "الأمور ليست سهلة"

الغارة السياسية الثانية أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعتبر في حديث إلى "الشرق الأوسط" أن الوفد الأميركي "لم يأتِ بأي شيء من إسرائيل، وبالتالي ذهبت الأمور نحو التعقيد مجددًا".

وإذ رفض بري الكلام عن المرحلة المقبلة في ضوء هذا التعقيد الجديد، اكتفى بالتشديد على أن الأمور "ليست سهلة". وقال بري ردًا على سؤال عن الاجتماع الحكومي المقرر في الثاني من أيلول المقبل: "إن كل أمر يؤدي إلى خلاف في البلد مستنكَر".

مصادر سياسية توقفت عند كلام الرئيس بري عن الوفد الأميركي ورأت فيه "تشكيكًا" بهذا الموقف، وهي المرة الأولى التي يصل فيها الرئيس بري إلى التشكيك، وفسرت هذه المصادر موقف بري بأنه يعكس حال الحرج من "حزب الله" والتباين معه.

وفي سياق الحركة الأميركية، علمت "نداء الوطن" أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي زارت اسرائيل، بعد لبنان، لتضع القيادة الإسرائيلية في أجواء المحادثات مع الجانب اللبناني، قد تُبلِّغ الجواب الإسرائيلي للبنان عبر السفارة الأميركية في عوكر، لكن كل التقديرات تدل على أن الجواب الإسرائيلي لن يكون نهائيًا بانتظار خطة الجيش وإقرارها في مجلس الوزراء، ومدى قدرة لبنان على الالتزام بما أقره، أو سيقره في الثاني من أيلول.

"حزب الله" يحاول إغراء حلفائه

داخليًا وفي محاولة لترميم موقعه السياسي المتراجع، علمت "نداء الوطن" أن "حزب الله" وبعد جولة على الحلفاء السابقين الذين أيدوا قرارات الحكومة بحصر السلاح، أرسل رسائل إلى عدد من النواب المستقلين وبعض الوسطيين، وطلب منهم الوقوف على الحياد وعدم الانجرار وراء مواقف رئيسي الجمهورية والحكومة و"القوات اللبنانية" في شأن السلاح، ووعدهم بدعمهم ماليًا بعد أن تصل إليه الأموال وكذلك سياسيًا وانتخابيًا عبر تجيير أصوات لهم من قوميين وبعثيين ويساريين، وبعض العونيين الذين يستطيع تحريكهم بغض النظر عن قرار قيادتهم.

وأكد "الحزب" لهؤلاء النواب أن لا يذهبوا بعيدًا في المراهنة على الموقف العربي والأميركي لأن "الحزب" سيقلب المعادلة بفعل الدعم الإيراني وأن سيناريو 2006 سيتكرر. وتضيف معلومات "نداء الوطن" أن جواب معظم النواب جاء سلبيًا حيث أكدوا دعمهم مسار الحكومة بحصر السلاح وتأييدهم منطق الدولة بغض النظر عن المواقف الخارجية، رافضين كل إغراءات "الحزب".

الرئيس عون وإنجازات الأمن العام

وبمناسبة الذكرى الـ 80 لتأسيس الأمن العام، اعتبر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن ما حققه الأمن العام من إنجازات على مختلف الصعد، لا سيما تأمين سلامة المسافرين وتنظيم الحركة في المطارات والموانئ والمعابر الحدودية وتنظيم رحلات العودة للنازحين السوريين، يشكل مصدر فخر لكل لبناني غيور على وطنه".

سلام يلتقي السيسي

وكان لرئيس مجلس الوزراء نواف سلام أمس يوم مصري توّجه بلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. الرئيس سلام أكد "ضرورة قيام الدول الشقيقة والصديقة بالضغط لتأمين وقف إسرائيل اعتداءاتها على لبنان وانسحابها الكامل من الجنوب"، مشددًا على "وجوب دعم المجتمع الدولي لمؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدمها الجيش، لتمكينه من أداء مهامه الوطنية". ودعا إلى "توحيد الجهود العربية في مواجهة التحديات التي تطال الأمن القومي العربي، ولا سيما في ظل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"، واستمرار الحكومة الإسرائيلية في تدمير قطاع غزة وتجويع أهله، في خرق واضح للشرعية الدولية والقانون الدولي".

من جهته، رحب السيسي بسلام في زيارته الأولى إلى مصر منذ توليه رئاسة الحكومة، مشيدًا بـ "الخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة اللبنانية لإعادة انتظام مؤسسات الدولة وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية". وأكد الرئيس المصري دعم بلاده "الكامل لجهود الدولة اللبنانية في استعادة الاستقرار والانطلاق في مسيرة التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار"، مشددًا على "ضرورة مواصلة كل ما يلزم لضمان عدم المساس باستقرار لبنان ووحدته الوطنية".

الادعاء على بوشيكيان

قضائيًا، شهد الملف المتعلق بالوزير والنائب السابق جورج بوشيكيان تطورًا لافتًا، بعد أن أحال النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، ملف التحقيقات الأولية التي أجراها مع بوشيكيان على النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي سامي صادر الذي ادعى على بوشيكيان بجناية الرشوة والإثراء غير المشروع، وذلك بعد رفع الحصانة النيابية عنه.

ويشتبه ببوشيكيان انه مارس الابتزاز والتهديد على أصحاب معامل وقبض منهم أموالًا طائلة مقابل منحهم تراخيص للعمل.

وكان القاضي الحجار استأخر اتخاذ إجراء في حق بوشيكيان، الموجود في كندا، بناء لطلب وكيله القانوني الذي أبلغ النائب العام التمييزي باستعداد موكله للعودة إلى لبنان والمثول أمام القضاء، إلا أنه بقي يماطل ما استدعى الادعاء عليه والشروع في ملاحقته.

 

 

 

 

 

"اللواء":

أيام قليلة فاصلة عن جلسة مجلس الوزراء، التي يُنتظر أن تخرج بقرارات جديدة ذات صلة بجدولة زمنية لحصر السلاح، وتكريس القرارات السابقة من زاوية التزام لبنان بقرار وقف النار الذي تم التوصل اليه في 27 ت2 2024، وهو الامر الذي شدّد الرئيس جوزف عون الالتزام به، وكذلك الرئيس نواف سلام، الذي طلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان «تضغط الدول الشقيقة والصديقة لتأمين وقف اسرائيل اعتداءاتها على لبنان وانسحابها الكامل من الجنوب، ودعم الجيش اللبناني لتمكينه من القيام بأداء مهامه الوطنية.

في هذا الوقت، كان الموفد الاميركي توم براك يطّلع على الوضع جنوبي الليطاني عن كثب، عبر لقاء عقده مع ضباط من الجيش اللبناني ومخابراته في ثكنة مرجعيون، من دون ان يتمكن من القيام بجولة كان من الممكن ان تقوده الى الخيام التي شهدت معارك شرسة بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حزب االله، والتي شهدت دماراً غير مسبوق، فضلاً عن زيارة مدينة صور، وصولاً الى منطقة البياضة والناقورة، بسبب التظاهرات التي نظمها مناصرو الحزب في الخيام وصور وغيرها رفضاً لجولة براك، الذي ما إن علم «بالاحتجاجات الشعبية» حتى الغى جولته.

وكانت الاحتجاجات رفعت صور الشهداء، ونددت بما وصفه المنظمون «بالسياسات المنحازة» للولايات المتحدة.

في ثكنة مرجعيون

فقد وصل براك صباح أمس، وعلى متن طوافة عسكرية الى ثكنة فرانسوا الحاج في مرجعيون، وعقد اجتماعاً مع ضباط الجيش اللبناني والمخابرات في حضور قائد قطاع جنوب الليطاني العميد نيكولاس ثابت، وتطرق الكلام الى بحث ملفات عسكرية وميدانية في خلال الساعتين وربع الساعة.

وخلال الاجتماع، اكد براك على ضرورة إنهاء حزب االله، وطلب الاستماع الى وجهة نظر الجيش، ومطالبه لعرضها على الكونغرس الاميركي.

مناقشات التمديد لليونفيل تتواصل

وفي ماخص التمديد لليونيفل وحسب المعلومات التي وصلت الى بيروت من نيويورك وحصلت عليها «اللواء» فإن المناقشات تدور حول مشروع التجديد لليونيفيل سنة، يصار خلالها الى تقييم عملها وفعاليتها ويجري خلالها تخفيض عديدها او يصار الى اعطاء مهلة اضافية قد تمتد سنة اضافية.

محادثات سلام مع السيسي

وفي القاهرة، اجرى الرئيس سلام محادثات شملت الرئيس السيسي، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ووزير الخارجية بدر عبد العاطي، فضلاً عن وزراء الطاقة والثقافة ونظرائهما اللبنانيين غسان سلامة وجو صدى وسفير البلدين علي الحلبي سفير لبنان وعلاء موسى موسى السفير المصري في بيروت.

واكد الرئيس المصري على دعم مصر الكامل لجهود الدولة في لبنان باستعادة الاستقرار، والانطلاق في مسيرة التعافي الاقتصادي واعادة الاعمار، مشدداً على ضرورة مواصلة كل ما يلزم لضمان عدم المساس باستقرار لبنان ووحدته الوطنية.

وخلال اللقاء مع مدبولي، اعرب رئيس الحكومة المصرية عن استعداد الدولة المصرية، إلى جانب شركات القطاع الخاص، لتقديم المساعدة في عملية إعادة الإعمار، فضلًا عن تقديم الدعم اللوجستي اللازم للجيش اللبناني لتمكينه من بسط سلطته على كامل الأراضي والحدود اللبنانية. كما شدّد على أهمية استقرار سوريا ووحدة أراضيها باعتبارها ركيزة من ركائز الاستقرار الإقليمي.

من جهته، أعرب رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام عن تقدير لبنان العميق لمصر، معتبرًا أنّ مصر كانت وما زالت سندًا أساسيًا للبنان في أحلك الظروف. وأكد أن المنطقة تمرّ اليوم بتحديات كبرى، غير أنّها تتيح أيضًا فرصًا واعدة يجب البناء عليها عبر شراكات عربية فاعلة. كما لفت إلى أنّ القضية الفلسطينية باتت تحظى بُعدًا حقوقيًا عالميًا، في ظل تزايد عدد الدول، ولا سيما الأوروبية منها، التي تعترف بدولة فلسطين، مشددًا على أنّ هذه التطورات تتطلب توحيد الموقف العربي في مواجهة السياسات الإسرائيلية الأخيرة.

وفي الشأن الثنائي، أعلن الجانبان الاتفاق على عقد الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة المصرية – اللبنانية في القاهرة مطلع تشرين الثاني المقبل، على أن يتم التحضير لها عبر استكمال الوزراء اللبنانيين ملفاتهم قبل منتصف تشرين الأول، لتكون الدورة مناسبة لتوقيع مجموعة من الاتفاقيات المهمة في مجالات عدة. كما جرى التطرق إلى سبل تسهيل عملية التصدير من لبنان إلى مصر.

ووجه وزير الطاقة دعوة رسمية لنظيره المصري لزيارة لبنان، بعدما اتفقا على متابعة البحث بالتعاون في مجالات الغاز والكهرباء في مؤتمر ميلانو الدولي للطاقة.

طريق مسدود

في الشأن المتصل بوقف الاعتداءات وفقاً لقرار وقف النار بموجب القرار 1701 اندفعت الامور مجدداً نحو الطريق المسدود لتطبيق التعهدات من الجانب الاسرائيلي لتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من النقاط المحتلة في الجنوب والتي ارتفع عددها الى ثمانية، بما يوحي بفشل زيارة الوفد الاميركي الى بيروت في تحقيق النتائج المرجوة، لا سيما بعد منع الموفد الاميركي توم براك من القيام بجولة في القرى الحدودية، ما دفع مصادر متابعة عن قرب للتطورات بالقول لـ «اللواء»: ان المرحلة المقبلة ستكون صعبة وقد تشهد تصعيداً خطيراً ما لم تعد مورغان اورتاغوس الموجودة في اسرائيل بأفكار او خطوات جديدة تُطمئن لبنان مختلفة عمّا حمله الوفد الاميركي الى بيروت خلال اليومين الماضيين.

اضافت المصادر: لذلك فالمرحلة المقبلة بحاجة الى جهد اضافي لمعالجة الفجوات، والاتصالات الرسمية لا سيما من رئيس الجمهورية قائمة من دون الاعلان بهدف الوصول الى نتائج ايجابية. هذا عدا عن ان التجديد للقوات الدولية اليونيفيل سيتم وفق المصادر لمدة عام لكن مع مهلة اضافية تمتد نحو ستة اشهر لتتمكن من التحضير خلالها لإنهاء مهمتها والانسحاب من الجنوب، وهو امر يعني استمرار الوضع على حاله من تعقيد وتصعيد ايضا اذا لم يتم التوصل الى حل يقضي بإلزام اسرائيل تنفيذ المطلوب منها خلال هذه الفترة.

وافادت المعلومات ان تصريح السيناتور الجمهوري ليندسي غراهم التصعيدي اطاح بما كان يمكن ان يتوافر من ايجابيات بحيث انه كان واضحا وصريحاً جداً وفجّاً في طرح وتبني مطالب وشروط كيان الاحتلال على لبنان بإنهاء جمع سلاح حزب الله واقامة منطقة عازلة على الحدود قبل اي كلام مع الاسرائيلي عن خطوات مقابل خطوات لبنان، خلافا لما قاله براك واورتاغوس عن تزامن الخطوات خطوة مقابل خطوة.

وفي السياق افيد ان التواصل سيعود بين حزب الله والرئيس جوزاف عون ربما الاسبوع المقبل، لمناقشة تفاصيل ماحمله الوفد الاميركي، لا سيما لجهة ما ابلغه الوفد الى الرئيس حول اقامة منطقة اقتصادية عازلة خالية من السكان في المنطقة الحدودية، وكيفية التعامل مع هذا الطرح.

والى ذلك، أفادت قناة «العربية» نقلًا عن مصدر، بأن «الجيش اللبناني أطلع الوفد الأميركي على مناطق توسعت فيها إسرائيل بالجنوب». واشار المصدر الى ان «الجيش اللبناني أكد للوفد الأميركي إنهاء 85 في المئة من مهامه بجنوب الليطاني.»

وظهرت التعقيدات بعد الكلام الذي نُقل عن الرئيس نبيه بري امس، من «إحباطه من نتائج زيارة الوفد الأميركي إلى لبنان، وإن الأميركيين أتونا بعكس ما وعدونا به، فمواقف الموفد توم براك مع أعضاء الوفد الآخرين أتت معاكسة، لجهة التأكيد على خطوة سحب سلاح حزب الله قبل البحث بأي خطوة إسرائيلية مقابلة للانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات التي تقوم بها في لبنان. وقال الرئيس بري إن الوفد الأميركي لم يأتِ بأي شيء من إسرائيل، وبالتالي ذهبت الأمور نحو التعقيد مجدداً.

كما نقل عن بري مساء امس ان السبل ضاقت به في التفاوض مع الاميركيين بعدما رفعوا شروطهم.

وجاء كلام المعاون السياسي للأمين العام ‏لحزب الله الحاج حسين الخليل تعليقاً على الأحداث الأخيرة في لبنان، وزيارة الوفد الأميركي إلى بيروت، ليزيد من التعقيدات، حيث قال في بيان: لقد بات واضحاً من سلوك الإدارة الأميركية المتتالي أنها تريد القضاء على كل مقوّمات الصمود والدفاع ‏التي يتمتع بها لبنان، وتحويله إلى مستعمرة أميركية – إسرائيلية تنحو به نحو ما يُسمى مسار التطبيع ‏والاستسلام وصولاً إلى الإتفاقات الإبراهيمية، ولقد استطاعت بكل أسف وعبر سلطات الوصاية الأميركية ‏والإقليمية والتي تتحرك في هذا البلد بالعلن والخفاء أن تجرّ الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ القرارات الخطيئة ‏كخطوة أولى نحو مسار متكامل من الإستسلام والخضوع الكاملين.‏

وقال: لا زلنا نأمل من القيّمين والحريصين على استقلال وأمان هذا البلد وعلى ‏رأسهم فخامة رئيس الجمهورية، العمل على وضع حدٍ لهذه الإنبطاحة السياسية لقرارات الحكومة اللبنانية ‏وإبعاد المؤسسة الوطنية الشريفة وهي الجيش اللبناني عن الفتنة الداخلية التي تُهدد الأمن والإستقرار، كما ‏العمل على إعادة النظر بالشكل والمضمون في التعاطي مع ما يحمله الموفدون الدوليون والإقليميون من ‏توجهات تُهدد أمن البلد وسلمه الأهلي وتنتقص من حريته وسيادته.‏

وبث الاعلام الحربي في «حزب االله» شريط فيديو جديد ظهر فيه الشيخ نعيم قاسم بالزي العسكري خلال مناورة عسكرية للحزب، وقد ارفق الفيديو بكلمات من الخطاب الاخير لقاسم الذي شدد فيه على ان الحزب لن يسلم سلاحه.

إلغاء جولة براك الجنوبية

وترافق هذا الانسداد السياسي مع الغاء جولة جنوبية للموفد الاميركي براك، حيث توجَّه الى الجنوب صباحاً في جولة جنوب الليطاني تقوده الى الحدود بين لبنان واسرائيل بين صوروالناقورة والبياضة ومدينة الخيام ، «لرؤية المكان الذي يمكن ان تقام فيه المنطقة الاقتصادية باسم الرئيس ترامب»،حسبماذكرت «اللواء» في عددها امس.

ووصل براك الى ثكنة فرنسوا الحاج في مرجعيون على متن طوافة عسكرية وإنتشر الجيش اللبناني في المنطقة وعند المدخل الشمالي لمدينة الخيام لمواكبة زيارته الى المنطقة، وسط الدعوات من اهالي القرى الجنوبية للتظاهر احتجاجاً على الزيارة.

وفعلا نفّذ عدد الاهالي في مدينة صور ومن بلدة الخيام تجمعات احتجاجية، رفعوا خلالها صور شهدائهم واعلام حزب الله ولافتات ضد اميركا وسط اناشيد المقاومة، رفضاً لزيارة براك إلى المنطقة، معبّرين عن «استنكارهم للسياسات المنحازة للولايات المتحدة». وتحت وطاة الاحتجاجات الشعبية الغى براك زيارته الى الخيام ومدينة صور وجوارها.

وفي التفاصيل، فإن بلدية صور تبلّغت رسمياً بإلغاء زيارة براك التي كانت مقررة ظهرا.وبحسب المعلومات، بعد انتظار لنحو ساعتين في ثكنة مرجعيون لاستطلاع الظروف الأمنية، قرر براك قطع زيارته الى الجنوب وعدم استكمالها نحو الخيام وصور واستقل الطائرة المروحية عائدا الى بيروت.

ودفع هذا التحرك الشعبي الى التساؤل عن امكانية تنفيذ الكلام الاميركي عن اقامة منطقة اقتصادية خالية من السكان في قرى الحدود الجنوبية، او الدفع نحو استبدال قوات اليونيفيل اذا تم انهاء مهمتها بعد التجديد لها سنة بقوات عسكرية دولية مشتركة بقيادة اميركية.؟

لا موعد لزيارة الوفد السوري

على صعيد آخر، وبعد تردد معلومات ان الوفد الوزاري السوري ألغى زيارته بيروت اليوم الخميس من دون تحديد موعد آخر للزيارة، اوضح نائب رئيس الحكومة رئيس اللجنة الوزارية المكلفة التواصل مع سوريا طارق متري: انه لم يحدّد أي موعد مع الوفد السوري من الأساس وبالتالي لم يُلغَ ولم يؤجّل.

وقبل ذلك، كتب متري على منصة «إكس»: جوابا على اسئلة الاعلاميات والاعلاميين: لم يتحدد بعد موعد الاجتماع اللبناني-السوري.

هذا واعيد امس نشرمقطع من حديث رئيس السلطة السورية الجديدة احمد الشرع للوفد الاعلامي العربي وقال فيه: أن هناك ضغوطا في لبنان، واخشى من انفجار الوضع داخليا ما قد يؤدي لكارثة، لبنان يحتاج إلى عملية جراحية حساسة جدا، ويجب أن يخرج من أزمته بشكل يشعر فيه الجميع أنه فائز.

وأكد أنه «يجب تناسي الناحية الطائفية عند الحديث عن النهضة الاقتصادية في لبنان، فالانقسام السياسي لا يبني دولة، والانقسام الطائفي لا يؤدي إلى التقدم إلى الأمام».

شكوى ضد قاسم

على صعيد آخر، تقدم كل من النواب: إلياس الخوري، أشرف ريفي،كميل شمعون وجورج عقيص والنائب السابق إدي ابي اللمع ورئيس حركة «التغيير» المحامي إيلي محفوض، إلى المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار، في قصر العدل في بيروت، بشكوى جزائية سجلت في قلم النيابة العامة التمييزية في حق الأمين العام لـ«حزب االله» الشيخ نعيم قاسم وكل من يظهره التحقيق فاعلاً، شريكاً، متدخلاً أم محرضاً، على خلفية تصريحات وصفوها بـ«أنها تحمل تهديدا بالحرب والفتنة والانقلاب على قرارات السلطة الدستورية.

إدِّعاء على بوشكيان

وقضائياً ايضاً، احال النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، ملف التحقيقات الاولية التي اجراها مع وزير الصناعة السابق جورج بوشكيان الى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي سامي صادر، وبناءً لاشارة الحجار، ادعى صادر على بوشكيان بجناية «الرشوة والإثراء غير المشروع»، وذلك بعد رفع الحصانة النيابةي عنه.

الوضع الميداني

ميدانياً، نفذت قوات الاحتلال تفجيراً في بلدة كفركلا فجر أمس، كما توغلت اربع آليات صغيرة معادية داخل الاراضي اللبنانية في اطراف بلدة عيتا الشعب.

 

 

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

مع انتهاء زيارة الموفد الاميركي توم برّاك والوفد الاميركي المرافق، والتي لم تحمل نتائج مبشّرة يبنى عليها للمرحلة المُقبلة. في ظلّ الغموض الذي طغى على جولة الوفد ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، حيث أن الأمور لا زالت تراوح مكانها وفق ما تشير إليه المعطيات والأجواء السياسية عامة.

وفي السياق، أشارت مصادر مطلعة إلى أن خطة برّاك كانت تقضي ان يصادق مجلس الوزراء على الخطة التي قد يعتمدها الجيش لتنفيذ حصرية السلاح بيد الدولة، مقابل إعلان إسرائيل عن انسحابها التكتيكي من النقاط الخمس التي تحتلها في جنوب لبنان، فأتى الرفض الاسرائيلي لهذه الخطوة متوازياً مع رفض حزب الله لها، ما يستدعي تغييراً في الاستراتيجية الدبلوماسية التي قد يعتمدها برّاك مستقبلاً مع المسؤولين اللبنانيين والاسرائيليين.

هذه التطورات دفعت الرئيس نبيه بري للاعلان عن إحباطه من نتائج زيارة برّاك، حيث قال إن الأميركيين أتونا بعكس ما كنا وعدنا به، في اشارة الى ما كان يتوقع من رد الاميركيين على سياسة الخطوة خطوة التي تمسك بها الموفد الاميركي في تصريحاته. إلّا أن موافقته مع اعضاء الوفد الاميركي أتت معاكسة لجهة التأكيد على خطوة سحب سلاح حزب الله قبل البحث بأي خطوة اسرائيلية مقابلة لجهة الانسحاب من الاراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات التي تقوم بها في لبنان.

وعليه، فإن الموفد الأميركي لم يأت بأي جديد من اسرائيل، وبذلك فإن الأمور ذاهبة نحو التعقيد مجدداً.

مصير خطة الجيش 

ومع اقتراب موعد طرح خطة الجيش لناحية حصر السلاح، أشارت مصادر امنية إلى أن نعي الرئيس بري لزيارة برّاك بعد عودته من  اسرائيل يعني ان الامور عادت الى نقطة الصفر، معربة عن خشيتها من تكثيف اسرائيل لضرباتها ضد حزب الله في الفترة المقبلة، خصوصاً بعد تشديد الحزب على رفضه تسليم السلاح والحديث عن إعادة انتشار لعناصره في منطقة جنوب الليطاني. 

المصادر لم تستبعد في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أن يلجأ حزب الله الى العمليات السرية ضد الجيش الاسرائيلي المتمركز  في النقاط الخمس التي يحتلها في الجنوب، ما قد يؤدي إلى إعلان اسرائيل حرب جديدة ضد لبنان قد تتخطى مناطق سيطرة حزب الله لتصيب البنى التحتية في المدن اللبنانية.

وفي السياق، توقفت المصادر عند التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، وتأكيده ان لا علاقة لايران بسلاح حزب الله وهو يخصه لوحده واتخاذه المواقف المناسبة بشأنه، حيث ربطت ما بين تصريحات عراقجي والمواقف التي أعلن عنها علي لاريجاني في زيارته الاخيرة للبنان.

وكانت مصادر مطلعة قد اكدت بدورها، أن خطة تسليم سلاح حزب الله التي سيتم تقديمها للحكومة الاسبوع المقبل قد جرى التفاهم بشأنها بين جهة قيادية وجهة حزبية على ان تقسم الخطة الى عدة مراحل، على أن تخصص المرحلة الاولى لمنطقة جنوب الليطاني حيث تنفذ الحكومة ما ورد في القرار 1701 تنفيذاً كاملاً من دون اعتراض من قبل الحزب، اما المرحلة الثانية فقد تم الاتفاق بين الجهتين بأن تستكمل من خلال الحوار وتحت سقف عدم التصادم .

سلاح المخيمات

إلى ذلك، كشفت المصادر الامنية أن عملية سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات قد تبدأ يوم الخميس المقبل، وتشمل مخيمي البص والرشيدية، مؤكدةً ان لا علاقة لاقالة اللواء الفلسطيني في حركة فتح حسن سالم ابوعلي وترحيله الى رام الله وتعيين اللواء محسن الحلاق خلفاً له اي علاقة بتسليم السلاح، إذ أشارت المصادر إلى ان وراء الترحيل اسباب مسلكية تتعلق به شخصياً.

التمديد لليونيفل

على خط مواز، لا يزال التمديد لليونيفيل موضع أخذ ورد. وفي الإطار، كشفت مصادر دبلوماسية ان التمديد لقوات الطوارىء الدولية لمدة سنة فقط أصبح بحكم الواقع اذا لم يطرأ أي جديد، وقد اتفق المندوب الفرنسي ونظيره الاميركي على التمديد لمدة سنة اعتباراً من أول شهر ايلول المقبل على أن تبدأ عملية الانسحاب من لبنان في حزيران من العام المقبل.

 

 

 

 

 

"البناء":

أراد المبعوث الرئاسي الأميركي الأول ستيف ويتكوف تكحيلها فأعماها، بعدما صرّح إثر انتهاء اجتماعات شارك فيها في البيت الأبيض برئاسة الرئيس دونالد ترامب بأن الحل في غزة سوف يكون مع نهاية العام، كاشفاً أن ترامب عملياً منح التغطية التي طلبها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لما يزيد عن المدة التي أعلن نتنياهو أنه يحتاجها للحسم، وبدلاً من شهرين منح ترامب لنتنياهو أربعة شهور لحسم حرب التجويع والإبادة في غزة، بينما يشك الكثيرون داخل الكيان بقدرة نتنياهو على مواصلة الحرب طيلة هذه المدة من جهة، وبقدرته على حسمها من جهة أخرى، حيث الجيش يعاني التفكك والعجز عن استقطاب مزيد من الجنود والضباط سواء عبر التطويع أو التجنيد أو استدعاء الاحتياط، والجبهة الداخلية تنفجر بوجه نتنياهو وقرار الحرب، ويوماً بعد يوم تزداد حالة الانفكاك من حول نتنياهو وخيار الحرب. وبالتوازي فإن الأهداف المعلنة للحرب من قبل نتنياهو توحّد الجبهة الداخلية في غزة مع المقاومة، خصوصاً نزع سلاح المقاومة، وتهجير السكان، واشتراط وقف الحرب بتحقيقها، ما يجعل صمود المقاومة محمياً من الناس، بينما الأهداف المطلوب تحقيقها عسكرياً وهي الإفراج عن الأسرى والقضاء على المقاومة فتبدو مستحيلة التحقيق معاً، حيث المزيد من الحرب يعرّض المزيد من الأسرى للموت.

في لبنان كشفت مصادر سياسية تابعت زيارة المبعوث الأميركي توماس برّاك والوفد الكبير الذي رافقه، خصوصاً السيناتور ليندسي غراهام، التي فشلت في الحصول على موافقة رئيس الجمهورية على الصيغة التي جاء بها الوفد من لقائه مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهي أن على لبنان إنهاء نزع سلاح المقاومة وبعدها ترى «إسرائيل» ما تستطيعه بتقنين ضرباتها وتموضع قواتها، فخرج برّاك يبتكر صيغة تربط وضع خطة إسرائيلية موازية لخطة الجيش اللبناني، وهو ما نفاه الإسرائيليون علناً باعتبار كل الخطط على الورق لا تعنيهم، وأنهم بعدما يجدوا أن الجيش قام بنزع السلاح يبحثون ما يمكنهم فعله، وإن لم يفعل فهم سوف يفعلون أقصى ما يستطيعون على مستوى تصعيد العمليات، وبينما اضطر برّاك إلى الهروب من غضب الجنوبيين الذي تجمّعوا لملاقاته في صور والخيام، بعدما لاحقته لعنة غضب الإعلاميين بعد قلة الأدب التي خاطبهم بها أول أمس، كانت معاونته مورغان أورتاغوس تستعرض أمام السياسيين والإعلاميين وتسألهم عن رأيهم بزينتها وتبرّجها وقصة شعرها ولون أظافرها.

على جبهة قوى المقاومة كان كلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري وصف فيه الوضع بالمزيد من التعقيد، لأن لا شيء إيجابي حمله برّاك معه، بينما حذر المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل من خطورة إسناد الحكومة لمهمة سحب السلاح إلى الجيش طلباً للفتنة تهدّد الوضع في لبنان، داعياً رئيس الجمهورية لعمل إنقاذي يعيد الأمور إلى نصاب السياسة.

وأبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري إحباطه من نتائج زيارة الوفد الأميركي إلى لبنان، وقال في حديث صحافي «إن الأميركيين أتونا بعكس ما وعدونا به»، في إشارة إلى ما كان يُتوقع من ردّ إسرائيلي على سياسة «الخطوة بخطوة» التي تمسك بها الموفد الأميركي توم برّاك في تصريحاته، ولكن مواقفه مع أعضاء الوفد الآخرين أتت معاكسة، لجهة التأكيد على خطوة سحب سلاح «حزب الله» قبل البحث بأي خطوة إسرائيلية مقابلة لجهة الانسحاب من الأراضي اللبنانية، ووقف الاعتداءات التي تقوم بها في لبنان. وأكد بري أن الوفد الأميركي «لم يأتِ بأي شيء من «إسرائيل»، وبالتالي ذهبت الأمور نحو التعقيد مجدداً».

وإذ رفض بري الكلام عن المرحلة المقبلة في ضوء هذا التعقيد الجديد، اكتفى بالتشديد على أن الأمور «ليست سهلة». وقال برّي رداً على سؤال عن الاجتماع الحكومي المقرر في الثاني من أيلول المقبل الذي سيبحث في خطة الجيش لسحب سلاح «حزب الله» «إن كل أمر يؤدي إلى خلاف في البلد مستنكَر».

وأفادت مصادر إعلامية أنّ الرئيس نبيه بري قال للمقربين منه إنه ضاقت به السبل في التفاوض مع الأميركيين الذين رفعوا شروط التفاوض في زيارتهم الأخيرة. وذكرت أنه بعدما تظهّرت نتائج زيارة الوفد الأميركي سيبدأ الثنائي الأسبوع المقبل بسلسلة احتجاجات شعبيّة لم تتحدّد طبيعتها بعد.

ولفت رئيس لجنة الدفاع والأمن النيابية النائب جهاد الصمد الى أنّ الحكومة تُنفّذ أجندة تُفرض عليها وهي لا تملك خطة عمل واضحة، وأوضح أن «الحكومة تُقارب بعض المواضيع بطريقة غير ميثاقية لا تراعي صيغة العيش المشترك التي بُني لبنان على أساسها، وعندما تلتزم الحكومة بأجندة خارجية تأخذ البلد إلى أماكن لا تحمد عقباها»، وشدد على أن «الحكومة تلقت إملاءات واستجابت لها لكن العبرة تبقى في تنفيذ القرارات، واستعادة السيادة تبدأ بزوال الاحتلال ومنع استباحة الأجواء برًّا وبحرًا وجوًّا وطالما أنّ هناك احتلالًا هناك مقاومة».

وبعدما تبلغ لبنان الردّ الإسرائيلي عبر الموفد الأميركي بربط أي خطوة إسرائيلية بنزع سلاح حزب الله ومن دون ضمانات أميركية، تتجه الأنظار الى موقف الحكومة اللبنانية إزاء مسار حصرية السلاح بيد الدولة وخطة الجيش المرتقب أن يعرضها في جلسة مجلس الوزراء المرتقبة في الثاني من أيلول، ووفق معلومات «البناء» فإن الجلسة قائمة في موعدها حتى الساعة، فيما ستُلقي مواقف الرئيس بري أمس بثقلها على موقف رئيسَي الجمهورية والحكومة بعد تراجع الأميركيين عن وعودهم، كما قال رئيس المجلس، فيما سبق لرئيس الجمهورية وقال إن تنفيذ الورقة الأميركية يحتاج الى موافقة ثلاثة أطراف لبنان وإسرائيل وسورية، فيما اعترف توم برّاك بأنّ لبنان قدّم خطوات ومطلوب من «إسرائيل» خطوة مقابلة، وبالتالي رفض الاحتلال الإسرائيلي للورقة الأميركية يعني أن الحكومة بحلّ من أمرها، ما يطرح السؤال لماذا يُصرّ رئيس الحكومة على الاستمرار بمسار قراري حكومته في 5 و7 آب بحصرية السلاح بيد الدولة طالما أن «إسرائيل» رفضت أي خطوات مقابلة؟

ولفتت المصادر لـ»البناء» إلى اتصالات ولقاءات بين قائد الجيش وكل من الرئيس بري وحزب الله، لكن الخطة في عهدته ولسنا طرفاً في وضعها ولا تنفيذها، لكن بما يعنينا فإن حزب الله اتخذ قراره الحاسم والنهائي على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم بأن نزع السلاح يوازي نزع الأرواح وبالتالي سندافع عن السلاح بكل قدراتنا مهما طال الزمن والأثمان وبالتالي نخشى من أن تعمد الحكومة وتدفع الضغوط الخارجية بزجّ الجيش في المواجهة مع المقاومة ما يضعنا أمام ثلاثة خيارات خطيرة: الأول رفض الجيش التنفيذ ما سيعرضه إلى ضغوط ووقف التمويل كما هدّد السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، أو دفع الجيش للاصطدام مع المقاومة والأهالي، أو تهديد وحدة المؤسسة العسكرية»، وتضيف المصادر: «موقف الرئيس برّي واضح لجهة رفض تنفيذ قرارات مجلس الوزراء قبل التزام «إسرائيل» بكامل مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني العام الماضي». وشدّدت المصادر على أن قرارات الحكومة تأخذ البلد إلى الهاوية فهل تجرؤ بالعدول عن قراراتها وهي لم تجرؤ على اتخاذ موقف من تصريحات برّاك «الحيوانيّة» تجاه الصحافيين المعتمدين في قصر بعبدا؟ ولفتت المصادر إلى أن رئيس الجمهورية يتحمل مسؤولية وطنية كبرى كرئيس للبلاد ووحدة أراضيها وشعبها وسيادتها حيال أي تداعيات ستحصل على الأرض تهدّد السلم الأهلي والوحدة الوطنية ووحدة الجيش وتشرّع الباب أمام عدوان إسرائيلي واسع ضد لبنان.

وتترقب الأوساط السياسية الخطة التي سيضعها الجيش اللبناني ويعرضها على مجلس الوزراء في جلسته المقبلة، ووفق مصادر الثنائي الوطني حركة أمل وحزب الله فإننا نثق بوطنية الجيش اللبناني وبحكمة قائد الجيش.

ونقلت قناة «العربية» عن مصدر، بأنّ «الجيش اللبناني أطلع الوفد الأميركي على مناطق توسّعت فيها «إسرائيل» بالجنوب». وأشار المصدر الى انّ «الجيش اللبناني أكد للوفد الأميركي إنهاء 85 في المئة من مهامه بجنوب الليطاني.»

وكان أهالي الجنوب منعوا المبعوث الأميركي توم برّاك من دخول مدينتي صور والخيام بعد وصوله إلى مرجعيون، فألغى زيارته إلى صور والخيام بفعل الاحتجاجات الشعبية، بعد أن نفّذ عدد من أهالي بلدة الخيام تجمعاً احتجاجياً، رفعوا خلاله صوَر ضحايا الحرب، معبّرين عن استنكارهم للسياسات المنحازة للولايات المتحدة.

وكان برّاك وصل إلى ثكنة فرنسوا الحاج في مرجعيون على متن طوافة، وانتشر الجيش اللبناني في المنطقة وعند المدخل الشمالي لمدينة الخيام لمواكبة زيارته إلى المنطقة، وسط الدعوات للتظاهر احتجاجاً على الزيارة. وكان يفترض أن تقوده الجولة إلى الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، لرؤية المكان الذي يمكن أن تقام فيه «المنطقة الاقتصادية باسم الرئيس ترامب».

إلى ذلك، أكد المعاون السياسيّ للأمين العام ‏لحزب الله الحاج حسين الخليل أن الإدارة الأميركية تريد القضاء على كلّ مقوّمات الصمود والدفاع ‏التي يتمتع بها لبنان، ورأى أن الإملاءات الأميركية الوقحة والمهينة، التي تمثّلت في تصريحات أعضاء الوفد الأميركي المشؤوم الهادفة إلى نزع سلاح حزب الله كمقدّمة لأي أمن ‏واستقرار مزعومين ما هي إلاَّ تنصُّل واضحٌ وفاضح من اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته أميركا وفرنسا.

ولفت إلى أن «الإملاءات الأميركية الوقحة والمهينة، والتي تمثّلت في تصريحات أعضاء الوفد الأميركي المشؤوم ‏في الإعلام وأمام المسؤولين الرسميين اللبنانيين، والهادفة إلى نزع سلاح حزب الله كمقدّمة لأي أمن ‏واستقرار مزعومين ما هي إلاَّ تنصُّل واضحٌ وفاضح من الاتفاق الذي رعته أميركا وفرنسا في تشرين ‏‏2024، والقاضي في بنوده الأولى والصريحة إلى وقف الأعمال العدائيّة، ووقف جميع الإعتداءات ‏الإسرائيلية براً وبحراً وجواً وبدون أي لبس».

وقال «الإدارة الأميركية التي أرسلت رسلها إلى بيروت بدءاً ‏بأورتاغوس ثم توم برّاك بأوراقه الأولى والثانية والثالثة، ثم أتبعته بوفد موسَّع ضم أعضاءً في الكونغرس ‏والإدارة، أرادت أن تغسل يديها بالكامل من كل تعهداتها السابقة وضماناتها الصريحة والتزاماتها بالضغط ‏على «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها اليومية والانسحاب من المناطق المحتلة من لبنان، كما جاءت متناقضة لكل ‏ما التزم به الموفدون الأميركيون إياهم مؤخراً أمام الرؤساء الثلاثة من وعود كاذبة».‏

وأكد الخليل أن «دفع الأميركيين باتجاه زج الجيش اللبناني الوطني للوقوف بوجه أهله وشعبه والإيقاع بينه وبين ‏المقاومة ما هي إلّا محاولة دنيئة لِهدم ركنين أساسيين في بنيان هذا البلد وهما الجيش والمقاومة. وإننا في ‏الوقت الذي نُدين به هذا الحراك الدنيء، نُكرّر على مسامع المسؤولين الرسميين في لبنان التنبُّه من الوقوع ‏في مثل هذه الفخاخ القاتلة».‏

وأعلن أنّه «إزاء ما يحصل، لا زلنا نأمل من القيّمين والحريصين على استقلال وأمان هذا البلد وعلى ‏رأسهم فخامة رئيس الجمهورية، العمل على وضع حدٍ لهذه الانبطاحة السياسية لقرارات الحكومة اللبنانية ‏وإبعاد المؤسسة الوطنية الشريفة وهي الجيش اللبناني عن الفتنة الداخلية التي تُهدد الأمن والاستقرار، كما ‏العمل على إعادة النظر بالشكل والمضمون في التعاطي مع ما يحمله الموفدون الدوليّون والإقليميّون من ‏توجّهات تُهدد أمن البلد وسلمه الأهلي وتنتقص من حريته وسيادته.

بدوره، اعتبر المفتيّ الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان على أنّ «الغارة الدبلوماسية الأميركية بالأمس داست صميم الكرامة الوطنية وكشفت البلد عن نكبة سياديّة لا سابق لها».

وأكد أن «اللحظة للتلاقي لا الخنق وسط عجز تنفيذيّ وموت حكوميّ يهدّد البلد برمّته، ولا حلّ ينهض بهذا البلد دون تحرير السياسة الحكومية من الخارج، وللمرة الألف نؤكد على أننا عائلة وطنية وشراكة تاريخية ولا قيام لهذا البلد بلا ميثاقيته التي تعكس حقوق مكوناته التأسيسية، ولبنان اليوم بقلب كارثة سياسية تهدّد السلم الأهلي والتكوين الوطني ولا بد من إنقاذ وطني، والإنقاذ الوطني المطلوب برسم الرئيس جوزاف عون بحكم موقعه الدستوري، والشجاعة مطلوبة جداً، ولا خيار لنا إلا لبنان».

وأشاد الرئيس المِصريّ عبد الفتاح السيسي خلال استقباله رئيس الوزراء نواف سلام، إلى أن «استمرار الاتصالات المصرية المكثفة مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، بهدف التأكيد على ضمان استقرار لبنان، والانسحاب الإسرائيليّ الكامل من جنوب لبنان، والتذكير بأهمية دعم المجتمع الدولي لمؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدمتها الجيش، لتمكينه من أداء المهام الوطنية الموكلة إليه.

وفيما أفيد أنّ الوفد السوري ألغى زيارته بيروت اليوم ولم يتم تحديد موعد آخر للزيارة، قال نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري: «لم يحدّد أي موعد مع الوفد السوري من الأساس وبالتالي لم يلغ ولم يؤجل. في غضون ذلك، اعتصم أهالي الموقوفين الإسلاميين في رومية مطالبين بتسوية أوضاع أبنائهم».

إلى ذلك، أفادت مصادر لـ «التلفزيون العربي»، بأن مجلس الأمن يتبنّى صباح اليوم مشروع قرار تمديد ولاية اليونيفيل في لبنان.

 

 

 

 

 

"الشرق":

تحت وطأة المواقف الاميركية الواضحة، وأوضحها على الاطلاق ما قاله اول امس السيناتور الأميركي ليندسي غراهام ومفاده ان اسرائيل لن تنسحب من جنوب لبنان قبل نزع سلاح حزب الله، بقيت الساحة الداخلية امس، خصوصا ان مفاعيلها امتدت جنوباً فقطعت طريق زيارة المبعوث الأميركي توم برّاك في اتجاه مدينتي صور والخيام لتقتصر على مرجعيون، بعدما استنفر الاهالي للتصدي للزيارة وابلاغ رسائل احتجاجية للوفد الاميركي ازاء مواقفه الداعمة لاسرائيل.

الانظار بقيت شاخصة اذاً الى مفاعيل الجولة الاميركية على القيادات والمسؤولين والمواقف التي تخللتها، وقد لقيت اصداء سلبية في عين التينة.

بري محبط

في السياق، أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري إحباطه من نتائج زيارة الوفد الأميركي إلى لبنان، قائلاً في حديث صحافي إن الأميركيين “أتونا بعكس ما وعدونا به”، في إشارة إلى ما كان يُتوقع من رد إسرائيلي على سياسة “الخطوة بخطوة” التي تمسك بها الموفد الأميركي توم براك في تصريحاته، ولكن مواقفه – مع أعضاء الوفد الآخرين- أتت معاكسة، لجهة التأكيد على خطوة سحب سلاح “حزب الله” قبل البحث بأي خطوة إسرائيلية مقابلة لجهة الانسحاب من الأراضي اللبنانية، ووقف الاعتداءات التي تقوم بها في لبنان. وقال الرئيس بري إن الوفد الأميركي “لم يأتِ بأي شيء من إسرائيل، وبالتالي ذهبت الأمور نحو التعقيد مجدداً”. وإذ رفض بري الكلام عن المرحلة المقبلة في ضوء هذا التعقيد الجديد، اكتفى بالتشديد على أن الأمور “ليست سهلة”. وقال بري رداً على سؤال عن الاجتماع الحكومي المقرر في الثاني من أيلول المقبل الذي سيبحث في خطة الجيش لسحب سلاح “حزب الله”: “إن كل أمر يؤدي إلى خلاف في البلد مستنكَر”.

الغاء الجولة

في الموازاة، جال المبعوث الأميركي توم براك امس صباحاً في مرجعيون الا انه الغى زيارته إلى صور والخيام بفعل الاحتجاجات الشعبية، بعد ان نفّذ عدد من أهالي بلدة الخيام تجمعاً احتجاجياً، رفعوا خلاله صور ضحايا الحرب، معبرين عن استنكارهم لما وصفوه بـ”السياسات المنحازة” للولايات المتحدة. وكان برّاك وصل صباحا الى ثكنة فرنسوا الحاج في مرجعيون على متن طوافة، وانتشر الجيش اللبناني في المنطقة وعند المدخل الشمالي لمدينة الخيام لمواكبة زيارته الى المنطقة، وسط الدعوات للتظاهر احتجاجاً على الزيارة. وكان يفترض ان تقوده الجولة الى الحدود بين لبنان واسرائيل، لرؤية المكان الذي يمكن ان تقام فيه “المنطقة الاقتصادية باسم الرئيس ترامب”.

الاهم القرار السياسي

من جانبه، أشار نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني الى انه “بحسب الخطة التي وضعتها الحكومة اللبنانية، فإن بعد إقرارها بـ15 يوماً يتوقّف “حزب الله” عن التنقل بين مواقعه العسكرية وتتوقّف إسرائيل عن الضربات في الأراضي اللبنانية، والمواقف الأخيرة لمسؤوليها افادت بأنهم سيتوقفون تدريجياً عن الضربات مقابل التزام “الحزب” بالخطوات المطلوبة منه”. أضاف في مداخلة تلفزيونية “بعدها ننتقل الى خطوة مقابل خطوة من نشر الجيش اللبناني على الحدود والأراضي اللبنانبة وتسليم السلاح الى الانسحاب الإسرائيلي من المواقع اللبنانية. الأهم ان الحكومة اللبنانية اتخذت قراراً سياسياً بموضوع سلاح “الحزب” وستستتبعه بخطوات تنفيذية ميدانية يعرضها الجيش على الحكومة للبدء بتنفيذها”. كما لفت الى أن “اليوم الكلام هو بين الحكومة اللبنانية من خلال الوسيط الأميركي والحكومة الإسرائيلية و”حزب الله” أصبح عاملاً في الموضوع لا عنصراً مفاوضاً”.

الغاء الزيارة؟

وسط هذه الاجواء، وفيما أفيد أن الوفد السوري ألغى زيارته بيروت يوم الخميس ولم يتم تحديد موعد آخر للزيارة، قال الوزير طارق متري: لم يحدّد أي موعد مع الوفد السوري من الأساس وبالتالي لم يلغ ولم يؤجل. في الغضون، اعتصم اهالي الموقوفين الاسلاميين في رومية مطالبين بتسوية اوضاع ابنائهم.

شكوى ضد قاسم

على صعيد آخر، تقدم كل من النواب: إلياس الخوري، أشرف ريفي ، كميل شمعون وجورج عقيص والنائب السابق إدي ابي اللمع ورئيس حركة “التغيير” المحامي إيلي محفوض، إلى المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار، في قصر العدل في بيروت، بشكوى جزائية سجلت في قلم النيابة العامة التمييزية في حق الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم وكل من يظهره التحقيق فاعلا، شريكاً، متدخلاً أم محرضاً، على خلفية تصريحات وصفوها بـ”أنها تحمل تهديدا بالحرب والفتنة والانقلاب على قرارات السلطة الدستورية.

ادعاء على بوشكيان

قضائياً ايضاً، أحال النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، ملف التحقيقات الأولية التي أجراها مع وزير الصناعة السابق جورج بوشكيان الى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي سامي صادر. وبناء لإشارة القاضي الحجار، ادعى صادر على بوشكيان بجناية الرشوة والإثراء غير المشروع، وذلك بعد رفع الحصانة النيابية عنه.

 

 

 

 

 

"الشرق الأوسط":

دخل لبنان مرحلة انتظار جديدة ترقباً لتطوُّر الأوضاع، في أعقاب ما بدا وكأنه انتكاسة للوساطة الأميركية مع إسرائيل، بعد فشل المفاوضين الأميركيين في الحصول على تعهّدات واضحة تسهل الإجراءات اللبنانية الهادفة إلى نزع سلاح «حزب الله»، فيما تردد أن نائبة الموفد الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، عادت إلى إسرائيل، برفقة عضو الكونغرس، ليندسي غراهام، لإجراء المزيد من الاتصالات، في أعقاب ردة الفعل اللبنانية على ما حمله الوفد الأميركي من مطالبة إسرائيلية بسحب سلاح الحزب قبل أي بحث آخر.

وأبدى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري إحباطه من نتائج زيارة الوفد الأميركي إلى لبنان، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن الأميركيين «أتونا بعكس ما وعدونا به»، في إشارة إلى ما كان يُتوقع من رد إسرائيلي على سياسة «الخطوة بخطوة» التي تمسَّك بها الموفد الأميركي، توم براك، في تصريحاته، ولكن مواقفه - مع أعضاء الوفد الآخرين - أتت معاكسة، لجهة التأكيد على خطوة سحب سلاح «حزب الله»، قبل البحث بأي خطوة إسرائيلية مقابلة لجهة الانسحاب من الأراضي اللبنانية، ووقف الاعتداءات التي تقوم بها في لبنان.

وقال الرئيس بري إن الوفد الأميركي «لم يأتِ بأي شيء من إسرائيل، وبالتالي ذهبت الأمور نحو التعقيد مجدداً».

وإذ رفض بري الكلام عن المرحلة المقبلة في ضوء هذا التعقيد الجديد، اكتفى بالتشديد على أن الأمور «ليست سهلة». وقال بري رداً على سؤال عن الاجتماع الحكومي المقرر في الثاني من سبتمبر (أيلول) المقبل الذي سيبحث في خطة الجيش لسحب سلاح «حزب الله»: «إن كل أمر يؤدي إلى خلاف في البلد مستنكَر».

وقال مصدر لبناني واسع الاطلاع إن جلسة الحكومة اللبنانية المقررة يوم الثلاثاء المقبل للنظر، في خطة الجيش اللبناني لسحب السلاح، لا تزال في موعدها «حتى الساعة». لكنه لم يستبعد تأجيلها لوقت قصير، إذا تعقدت الأمور داخلياً. وأوضح المصدر أن ثمة اتصالات تجري للخروج من وضعية التأزم التي عبرت عنها تصريحات الرئيس بري لـ«الشرق الأوسط»، إلى وضعية تعيد إحياء «الحوار المثمر» مع الأميركيين وحلفاء لبنان الآخرين لرسم خريطة طريق تخرج الوضع من عنق الزجاجة.

«حزب الله» يدعو الحكومة لـ«تصحيح الخطيئة»

وفي أول موقف لـ«حزب الله»، قال المعاون السياسي للأمين العام للحزب، حسين الخليل، إنه «لقد بات واضحاً من سلوك الإدارة الأميركية المتتالي أنها تريد القضاء على كل مقوّمات الصمود والدفاع التي يتمتع بها لبنان، وتحويله إلى مستعمرة أميركية - إسرائيلية تنحو به نحو ما يُسمى مسار التطبيع والاستسلام وصولاً إلى الاتفاقات الإبراهيمية»، مبدياً أسفه أنها «استطاعت أن تجر الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ القرارات (الخطيئة) كخطوة أولى نحو مسار متكامل من الاستسلام والخضوع الكاملين».

ورأى في بيان أن «دفع الأميركيين باتجاه زج الجيش اللبناني الوطني للوقوف بوجه أهله وشعبه والإيقاع بينه وبين المقاومة ما هي إلَّا محاولة دنيئة لهدم ركنين أساسيين في بنيان هذا البلد، وهما الجيش والمقاومة»، منبهاً المسؤولين الرسميين في لبنان «من الوقوع في مثل هذه الأفخاخ القاتلة»، مبدياً خشيته من «جر البلد إلى حربٍ أهلية، جاء (اتفاق الطائف) لوأدها بعد معاناة طويلة ألَمَّت باللبنانيين». وختم قائلاً: «ما زلنا نأمل من القيمين والحريصين على استقلال وأمان هذا البلد، وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية، العمل على وضع حدٍ لهذه الانبطاحة السياسية لقرارات الحكومة اللبنانية وإبعاد المؤسسة الوطنية الشريفة، وهي الجيش اللبناني، عن الفتنة الداخلية التي تُهدد الأمن والاستقرار، كما العمل على إعادة النظر بالشكل والمضمون في التعاطي، مع ما يحمله الموفدون الدوليون والإقليميون من توجهات تُهدد أمن البلد وسلمه الأهلي وتنتقص من حريته وسيادته».

براك يلغي زيارة إلى الحدود اللبنانية الجنوبية

ويوم الأربعاء، ألغى الموفد الأميركي، توم براك، زيارة كانت مقررة إلى الحدود اللبنانية، في إطار جولة في جنوب لبنان، عقب احتجاج نفذه عدد من أهالي المنطقة على زيارته، مكتفياً بالاستماع إلى قائد منطقة جنوب الليطاني، العميد نقولا تابت، الذي شرح للوفد الأميركي «الخطوات التي يقوم بها الجيش اللبناني والممارسات الإسرائيلية في المنطقة التي تعيق استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الدولية اللبنانية».

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن براك وصل إلى ثكنة تابعة للجيش اللبناني في بلدة مرجعيون الجنوبية بطائرة مروحية، وسط تعزيزات عسكرية. وأضافت لاحقاً أن براك ألغى زيارة كانت مقررة لبلدة الخيام المجاورة التي تعرضت لقصف إسرائيلي خلال الحرب الأخيرة مع «حزب الله»، ولمدينة صور الساحلية.

وظهرت صور ومشاهد لمناصرين لـ«حزب الله» يحملون أعلامه ويرفعون صوراً لعناصره قُتلوا في غارات إسرائيلية، يتظاهرون ضد زيارة براك ويقطعون الطرقات، معربين عن «إدانتهم» لما وصفوه بـ«السياسات المنحازة» للولايات المتحدة، بعدما كان الجيش اللبناني انتشر في المنطقة، وعند المدخل الشمالي لمدينة الخيام، لمواكبة زيارة المبعوث الأميركي، وسط دعوات للتظاهر احتجاجاً على الزيارة. وداس بعض المتظاهرين رسماً على الإسفلت لــ«نجمة داود»، وقربهم عبارة «أميركا الشيطان الأكبر» بالعربية، وعبارة «براك حيوان» بالإنجليزية، بحسب ما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

في موازاة ذلك، تستمر الانتهاكات الإسرائيلية في جنوب لبنان حيث دوى انفجار قوي فجراً، ناجم عن تفجير نفذه الجيش الإسرائيلي داخل بلدة كفركلا، وسُمِعت أصداؤه في بلدات قضاء مرجعيون.

كما ألقت مسيّرة إسرائيلية منشورات فوق عدد من البلدات منها بلدة العديسة وكفركلا حذّرت فيها «مسؤولي القرى المرتبطين بـ(حزب الله)»، ودعت المواطنين إلى «الابتعاد عنهم لأنهم هدف لها».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية