الديار: الدوحة تكشف الوهم... لا صدقية للتطمينات الأميركية

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 11 25|08:28AM :نشر بتاريخ

بعد حصول الهجوم الاسرائيلي على قادة حماس في الدوحة، دخلت المنطقة مرحلة إقليمية جديدة يمكن وصفها بمرحلة «الهيمنة الاسرائيلية» بالقوة، بمعنى ان نظاما اقليميا جديدا نشأ ويتم تثبيته في الشرق الاوسط «الجديد»، وفقا لمصلحة «تل ابيب».

هذا الواقع لا يتأثر بوجود بنيامين نتنياهو في رئاسة الحكومة «الإسرائيلية» أو دونالد ترامب في البيت الأبيض، بل يبدو أنه أصبح نهجًا ثابتًا إلى أجل غير مسمّى. والأخطر أنّ المفروض اليوم يشمل جميع دول المنطقة بلا استثناء: الدول التي ما زالت في حالة عداء مع «إسرائيل»، كما تلك التي سارعت إلى التطبيع ووقّعت اتفاقات أبراهام. وعليه، فإن سيادة وأمن الدول العربية وغير العربية في الشرق الأوسط باتا عرضة للاستباحة أمام قوة إسرائيلية لا تعترف بخطوط حمراء، بعدما أصبحت تمسك بقبضة من حديد بمفاتيح المنطقة ومستقبلها.

اسرائيل تهدف الى الانفراد بدور اقليمي لها في المنطقة دون سواها

وفي سياق متصل، رأت اوساط سياسية في حديثها لـ «الديار»، انه رغم كل التنديد العربي والاوروبي، وان كان كلاما بكلام لبعض الدول الى جانب تصريح الرئيس الاميركي ترامب بان ادارته تأخرت في ابلاغ السلطات القطرية بالهجوم الاسرائيلي، وفي الوقت ذاته قوله انه غير سعيد بهذا الهجوم، يدخل ضمن مسرح كوميدي مأسوي، الا ان الامر المؤكد هو ظهور اولى ملامح المخطط «الاسرائيلي» المرسوم للمنطقة. بيد ان «اسرائيل» لا تنفذ اعتداءاتها صدفة ولتصفية قادة حماس كما تدعي، بل كل هجماتها العسكرية تكمن ضمن خطة مدروسة واهداف واضحة لها. فـ «تل ابيب»، من خلال هجومها على الدوحة، ارادت ارسال اشارات واضحة لتركيا ولمصر وللمملكة العربية السعودية، هذه الدول الاقليمية المهمة والقوية، بهدف ممارسة الترهيب كي ينفرد «الاسرائيلي» في الدور الاقليمي.

تبادل الادوار بين واشنطن و«تل ابيب»

من جهتها، بدأت الاوساط الديبلوماسية العربية بالتحدث عن تبادل الادوار والاقنعة بين واشنطن وتل ابيب بعد العدوان الاسرائيلي على الدوحة. يبدو ان الانطباع العام في دول مجلس التعاون الخليجي ان تلك الضربة التي احدثت صدمة لدى هذه الدول، كشفت ان كل المنطقة العربية، وبتغطية اميركية، مكشوفة لـ «اسرائيل» دون ان يقتنع امير قطر الشيخ تميم بن حمد الثاني بالتبرير الذي نشره الرئيس ترامب على منصة اكس حول التأخر في ابلاغ الدوحة بالهجوم الاسرائيلي. ويسأل قادة دول الخليج :»كيف اعاد الرئيس الاميركي الطائرات «الاسرائيلية» المتجهة الى ايران في اليوم الاخير من حرب ال 12 يوما، ولم يأمر ترامب رئيس حكومة «اسرائيل»باعادة الطائرات «الاسرائيلية» المتجهة الى الدوحة، الا اذا كان الهدف الذي وافقت عليه واشنطن هو القضاء الكلي على قيادة حماس تمهيدا لترحيل سكان غزة وبعدما يبدو ان هذا الاتجاه يتحول الى حقيقة على الارض.

لا تغيير في الموقف السعودي

وفي نطاق متصل، قال مصدر خليجي لـ«الديار» ان الضربة الاسرائيلية في قلب الخليج لم تحدث اي تغيير في الموقف السعودي المتشدد حيال المسألة اللبنانية، حيث سينقل الامير يزيد بن فرحان الى المسؤولين اللبنانيين اصرار المملكة على بندي حصر السلاح بيد الدولة، وعلى اصلاح المؤسسات. ويضيف المصدر ان السعودية التي ابلغت قطر بوضع كل امكاناتها تحت تصرفها، لا ترغب في وجود اي اثر لحركة حماس او لاي جهة مرتبطة بجماعة الاخوان المسلمين على ارض الخليج.

ويشير المصدر الخليجي ان كلا من عمان والقاهرة تبدي تخوفها الشديد من اعتزام حكومة نتنياهو ترحيل سكان غزة، على ان يعقب ذلك ترحيل سكان الضفة الغربية، ما ينعكس بصورة خطرة على البلدين. وبعدما بات مؤكدا ان مصر والاردن، وهما دولتان حليفتان للولايات المتحدة الاميركية، قد ابلغتا قصر اليمامة بانهما لا يثقان باي كلام يصدر عن الرئيس الاميركي دونالد ترامب حيال مسألة الترحيل التي باتت على الابواب، مع رهانهما على دور سعودي في واشنطن على معالجة هذه المسألة، وبعدما بدا ان كل المساعي التي بذلت خلال الاشهر الماضية لايجاد اتفاق لوقف النار في غزة كانت كالدوران الديبلوماسي داخل حلقة مفرغة.

ذهول لبناني: لا صدقية لأي تطمينات اميركية

احدثت الغارة الاسرائيلية على العاصمة القطرية نوعا من الذهول عند مراجع عليا في الدولة، بعدما اتضح ان كل اراضي المنطقة مفتوحة امام سياسات اسرائيل المجنونة. في حين ان اجواء الثنائي الشيعي رأت في تلك الغارة تأكيدا لتشكيك حزب الله بشكل خاص في صدقية اي تطمينات او ضمانات اميركية، والى حد الاشارة الى التواطؤ الكامل بين واشنطن وتل ابيب حول كل ما يجري في غزة ولبنان وسوريا.

اما ردات الفعل على جلسة مجلس الوزراء في 5 ايلول الجاري، فأدت الى الحد من التشنجات الداخلية، ان على المستوى السياسي، او على المستوى الطائفي، ليشير خبراء عسكريون الى ان الخطة التي وضعها الجيش اللبناني لتنفيذ قرار الحكومة في 5 أب المنصرم، اخذت في الاعتبار الواقع اللبناني بكل ابعاده، كما المقتضيات الخاصة بالتنفيذ وكذلك «البرمجة الزمنية» لهذا التنفيذ، وبالصورة التي يتم معها تفادي اي صدام داخلي ايا كان نوعه مع التوقف عند المرحلة الاولى جنوب الليطاني، وهي المرحلة التي يمكن ان تعتبر اختبارا لنيات العدو الاسرائيلي.

اطلاق امهز؟

في غضون ذلك، افيد بأن مفاوضات جارية أسفرت عن إطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية-الروسية إليزابيث تسوركوف المختطفة من قبل حزب الله العراقي منذ العام 2023، وذلك مقابل اطلاق عدد من الاسرى العراقيين المحتجزين لدى إسرائيل. وبحسب المعلومات، يجري الكلام على احتمال شمول الصفقة القبطان البحري عماد أمهز الذي اختطفته عملية كوماندوز إسرائيلية في البترون في أواخر عام 2024، إضافة إلى 5 معتقلين إضافيين، بينهم إيرانيون.

كلام قاسم

وسط هذا المشهد دعا الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، في كلمة خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، الى « الوحدة الوطنية، وان لا مجال لأي نقاش خارج استراتيجية الأمن الوطني وهي الطريق الوحيد للحل»، وقال: «أميركا لا تبخل بإعطاء لبنان إلى إسرائيل ونحن لن نرضخ للضغوط مهما بلغت ولن نستسلم أبدًا». واكد ان «استمرار المقاومة ضرورة للجميع وأدعوكم لنبني وطننا معًا ونكون شركاء موحدين ضد أعدائنا».

وقال: «لدى أميركا والعدو هدف واحد وهو تجريد لبنان من قوته ليصبح لقمةً سائغة أمام مشروع إسرائيل الكبرى»، متابعاً «الغرب لا يأبه بلبنان بل يأبه بإسرائيل، ولكن بالنسبة لنا لبنان هو أرضنا ومستقبلنا ومستقبل أجبالنا ولن نرضخ للضغوط الداخلية والخارجية مهما بلغت ولن نستسلم أبدًا ولن نتخلى عن قوة لبنان».وشدد على أن «هناك عوامل عديدة كبحت تنفيذ الحكومة للقرار الصادر في جلستي 5 و 7 وآب اللتين كانتا غير ميثاقيتين وكان يراد منهما أخذ البلد نحو المجهول».

وتوجه الى الداخل اللبناني بالقول «انتظروا حتى نعالج المشكلة الخارجية وبعدها نناقش باستراتيجية أمن وطني»، لافتاً الى أن «بعض من في الداخل للأسف يعمل على الايقاع الإسرائيلي وأنا أنصحهم بأن يكونوا شركاء في الداخل وألا يبرروا للعدو».

مؤتمر دعم

على الصعيد الاقتصادي، وعشية وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في الساعات المقبلة حيث سيستقبله الرئيس نبيه بري في العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم، أفيد ان «مؤتمر دعم بعنوان «بيروت 1» سيعقد في لبنان في 18 و19 تشرين الأول مع الدول الصديقة لجذب الاستثمارات والمساعدات».

واشارت مصادر مطلعة الى ان حماسة رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الاقتصاد عامر البساط، واجهتها، دعوات من قبل الهيئات الاقتصادية التي «تمنت» التريث في الدعوة للمؤتمر في انتظار جلاء الصورة الدولية، وتأمينا لحشد اكبر.

لجنة المال

وفي وقت حصر السلاح وايضا الاصلاحات الاقتصادية ضروريان لتشجيع المستثمرين، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان، ودرست اقتراح القانون المتعلق بتعديل فِقرة في قانون منح المتضررين إعفاءات، تعديل بعض أحكام مواد من قانون النقد والتسليف وإنشاء المصرف المركزي، فتح اعتماد إضافي لزوم معاشات التقاعد في القطاع العام، واعتبار العناصر الفارة من قوى الأمن الداخلي منذ العام 2019 بحكم المطرودين من الخدمة مع التنازل عن كامل حقوقهم العسكرية والمالية.

متى تنتهي الازمات المصطنعة؟

في الداخل، كشفت مصادر سياسية لـ «الديار» ان قضية الاستمرار في اصطناع الازمات لدى وصول اي باخرة تنقل الفيول الى معامل الكهرباء، مع التلويح الدائم بالعتمة الشاملة في البلاد واذا كانت وزارة الطاقة قد امرت بتفريغ الباخرة «hawk3» بعد الاشكالات التي اثيرت حولها، فإن الاصوات بدأت ترتفع مطالبة بوقف التواطؤ بين بعض الجهات الرسمية ومافيا المحروقات من جهة ومافيا المولدات من جهة اخرى.

مكافحة المخدرات

على صعيد آخر، وفي توقيت لافت عشية زيارة الموفد الملكي السعودي، استقبل الرئيس عون في بعبدا، وزير الداخلية العميد أحمد الحجار الذي قال بعد اللقاء «وضعنا فخامة الرئيس في أجواء العمليات الأخيرة لمكافحة التهريب». أضاف «أثنى رئيس الجمهورية على الجهد الكبير الذي تقوم به الشرطة القضائية ومكتب مكافحة المخدرات، وما يحققونه من إنجازات مهمة في ضبط كميات من المخدرات والممنوعات». وأكد أن «التعاون كامل ومستمر مع الدول العربية، ولا سيما المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، ومع مختلف الدول الصديقة في موضوع مكافحة المخدرات والممنوعات».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الديار