البناء: رسائل ترامب ونتنياهو للخليج وتركيا… واتفاق إيران ووكالة الطاقة برعاية مصر
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 11 25|09:02AM :نشر بتاريخ
تجزم مصادر دبلوماسيّة بأن كلّ الكلام الأميركيّ لمجاملة قطر ودول الخليج وتركيا حول عدم المشاركة في الغارات الإسرائيلية على الدوحة، لم يجد آذاناً صاغية لدى من وصلهم هذا الكلام من قادة الدول الصديقة لواشنطن التي شعرت بالصدمة مع حدوث هذا الاستهداف الإسرائيلي لدولة معتمدة أميركياً لإدارة الوساطات والمفاوضات وتستضيف اكبر القواعد الأميركية في المنطقة وأهمها، وتقول المصادر إن العرب والأتراك شعروا أنهم استهدفوا بغارة الدوحة، وإن كل رهان على ضمانة تمثلها علاقاتهم بأميركا أمام التوحش والتغول الإسرائيلي مجرد وهم وسراب، بعدما تيقن الجميع من أن الحديث عن مبادرة للرئيس ترامب لوقف الحرب على غزة كان مجرد فخ تمّ نصبه لاستدراج قادة فريق التفاوض في حركة حماس وعلى رأسهم خليل الحية إلى الدوحة، لتقديمه هدفاً سهلاً للغارات الإسرائيلية، وهذا لا يلغيه فشل الغارات في تحقيق أهدافها. وعندما تبلغ واشنطن هذا المدى في تقديم الخدمات للعمليات الإسرائيلية الإجرامية مستخدمة العملية التفاوضية وأصدقائها من العرب، لإلحاق الأذى بهؤلاء الأصدقاء فإنه من الغباء مواصلة الرهان على هذه الصداقة كبوليصة تأمين بوجه الحديث الإسرائيلي المعلن عن «إسرائيل» الكبرى، لكن السؤال الصعب يبقى بلا جواب، وهو هل يجرؤ العرب والأتراك على اتخاذ موقف مستقل عن واشنطن دفاعاً عن وجودهم وما تبقى لهم من أمن قومي عربي وإسلامي؟
في لبنان، تحدّث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فأعلن الوقوف مع قطر بوجه العدوان الإسرائيلي الذي اعتبره ترجمة لمشروع «إسرائيل» الكبرى، وقال قاسم إنه في مواجهة هذا المشروع التوسعيّ المرتفع السقوف ليس للعرب من مصدر قوة إلا المقاومة لقطع الطريق على رئيس حكومة الاحتلال بتوسيع رقعة حروبه لتشمل دولاً عربية كبرى وتركيا، وأضاف أن المقاومة التي تعلم أنها تحمي الدول العربية من حروب «إسرائيل» المفتوحة، لا تطلب ثمناً لذلك ولا انفتاحاً عليها أو دعماً لها، بل تكتفي بأن لا يتطوّع العرب لتقديم المساندة لـ»إسرائيل» في حروبها، والكفّ عن النظر لقوى المقاومة كعدو و»إسرائيل» كصديق، والمقاومة تكتفي بتوقف الحكومات العربية عن التآمر عليها والضغط لمحاصرة سلاحها، وختم قاسم بالتحدّث عن اجتماعات الحكومة خلال شهر من جلسة 5 آب إلى جلسة 5 أيلول، وقد عرف هذا الشهر احتقانات وتصعيداً سياسياً وإعلامياً، قال قاسم إنه أصبح وراءنا وإن لبنان تجاوز منطقة الخطر.
في لبنان وفي مقر نقابة الصحافة أعلنت «شبكة كلنا غزة كلنا فلسطين»، عن تنظيم إضراب عالمي عن الطعام يشمل مئة دولة وعشرة آلاف مشارك نصرة لغزة ورسالة قوة لأهلها الشجعان، وأعلن رئيس تحرير «البناء» وعضو تنسيقيّة الشبكة ناصر قنديل عن تأسيس الشبكة لتنسيقيات تقوم على التحضير للإضراب في أوروبا والوطن العربيّ والأميركتين وأستراليا، وتحدّث منسق لبنان هاني سليمان عن مغزى تحديد موعد الإضراب في 16 أيلول ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا معلناً عن مجموعة أنشطة لإحياء المناسبة، كنموذج متكرّر لحروب الإبادة التي يستهدف بها الاحتلال الشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948، بينما ربط ممثل اللقاء الإعلامي الوطني الكاتب روني ألفا بين رسالة السيد المسيح والتضامن مع غزة، ألقى نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله الوزير السابق محمود قماطي كلمة المقاومة منوّهاً بذكرى تأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية جمول في هذه الأيام عام 1982، معتبراً أن سقوط غزة يعني سقوط جدار حماية المنطقة ودولها وكياناتها أمام مشروع «إسرائيل» الكبرى، مشيداً بمبادرة الشبكة والقيّمين عليها.
اعتبر الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنْ «لا مجال لأي نقاش في السلاح خارج استراتيجية الأمن الوطني، وهي الطريق الوحيد للحل».
وأوضح خلال المهرجان المركزي الذي أقامه الحزب إحياءً لذكرى ولادة النبي الأكرم محمد وحفيده الإمام جعفر الصادق في الضاحية الجنوبية، أن «أولوية الحكومة الآن أن تحقق السيادة عبر إخراج «إسرائيل»، وهذا يجب أن يكون قضية مركزية قبل كل شيء»، وسأل: «كيف للحكومة أن ترفع رأسها والعدوان «الإسرائيلي» وصل إلى الهرمل؟ ولماذا تريد الاستغناء عن قوة لبنان ولا بديل لديها للدفاع عن لبنان؟».
وشدّد على أنّ «الوساطة الأميركية متواطئة في العدوان على لبنان مع «إسرائيل»، ولا تبخل بإعطاء لبنان إلى «إسرائيل»، وأشار إلى أنّ «أميركا تراجعت عن التزامها تجاه لبنان، وبات الأمر نزع سلاح الحزب قبل تقديم أي خطوة من العدو، سواء بالسلم أو بالتدخل العسكري»، موضحاً أنّ «لدى أميركا والعدو هدفاً واحداً وهو تجريد لبنان من قوته، ليصبح لقمةً سائغة أمام مشروع «إسرائيل الكبرى».
وقال: «الغرب لا يأبه بلبنان بل يأبه بـ»إسرائيل»، ولكن بالنسبة لنا، لبنان هو أرضنا ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا، ولن نرضخ للضغوط مهما بلغت ولن نستسلم أبداً»، لافتاً إلى أنّ «نهضة لبنان تتمثل في تحقيق السيادة بطرد العدو ومنع الوصاية العربية الأميركية، وأن ينتظم عمل الدولة ومؤسساتها والبدء بإعادة الإعمار، وأن تكون هناك مواجهة للفساد الذي أدى للانهيار السابق».
وأضاف قاسم: «جلستا الحكومة في 5 و7 آب كانتا غير ميثاقيّتَين، وكان يُراد منهما أخذ البلد نحو المجهول»، مشيراً إلى أنّ «هناك عوامل عدة كبحت تنفيذ الحكومة للقرار الصادر في جلستَي 5 و7 وآب».
ودعا إلى «الوحدة الوطنية»، مشدداً على أنْ «لا مجال لأي نقاش خارج استراتيجية الأمن الوطني، وهي الطريق الوحيد للحل»، وتابع: «هناك مشكلة داخلية ببعض الأشخاص الذين يريدون تسليم السلاح، ومشكلة خارجية بالعدوان «الإسرائيلي» المستمر»، مشيراً إلى أنّ «بعض من في الداخل يستقوي بـ»إسرائيل» ويحامي عنها».
وتابع: «إننا نقول للداخل أن ينتظروا حتى نعالج المشكلة الخارجية، وبعدها نناقش في استراتيجية أمن وطني»، مشيراً إلى أنّ «بعض مَن في الداخل ــ مع الأسف ــ يعمل على الإيقاع «الإسرائيلي»»، ناصحاً هؤلاء «بأن يكونوا شركاء في الداخل، وأن لا يبرروا للعدو»، وقال: «ندعوكم لأن نبني وطننا معاً، وأن نكون شركاء موحّدين ضد أعدائنا وهذه مسؤوليتنا جميعاً»، وسأل: هل الميكانيزم موجودة فقط للإبلاغ عن «أماكن وجود سلاح حزب الله، ولا تقف عند الاعتداءات «الإسرائيلية»؟»، مؤكداً أنّ «استمرار المقاومة ضرورة للجميع، وهي قوة لبنان».
وعن موقف حزب الله من العدوان الأخير الذي تعرّضت له قطر قال: «إننا إلى جانب قطر، ونعتبر أنه اعتديَ عليها»، مؤكداً «أننا إلى جانب المقاومة الفلسطينية»، وقال: «العدوان «الإسرائيلي» على قطر جزء من مشروع «إسرائيل الكبرى».
ولفت إلى أنّ «العدو طوال سنتين يعمل على المسير في مشروع «إسرائيل الكبرى» خطوة بخطوة في غزة والضفة، وضرب قطر يأتي ضمن هذا المشروع من النيل إلى الفرات»، مضيفاً: «تبيّن أنّ الذي يؤخر المشروع «الإسرائيلي» هي المقاومة وعدم استسلامها في فلسطين ولبنان والمنطقة».
وسأل قاسم: «لماذا لا تدعمون المقاومة مالياً أو إعلامياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو في المحافل الدولية؟»، وتابع: «إذا أزال العدو المقاومة، ولن يستطيع ذلك، فسيكون دوركم التالي»، وقال: «على الأقل لا تطعنوا المقاومة في ظهرها ولا تقفوا إلى جانب «إسرائيل»».
ولفتت مصادر سياسية لـ»البناء» إلى أنّ الحكومة في جلسة الجمعة الماضي أعادت تصويب المسار العام التي تنتهجه الدولة حيال سلاح المقاومة، وذلك عبر إعادة ربط التزام لبنان بالقرارين في 5 و7 آب بالانسحاب الإسرائيلي ووقف العدوان وبناء استراتيجية الأمن الوطني وتعزيز إمكانات الجيش، وبالتالي العودة إلى مرحلة ما قبل اتخاذ القرارين وإحياء مذكرة التعديلات اللبنانية على الورقة الأميركية، حيث جرى ربط نزاع بين المكونات اللبنانية على ملف سلاح المقاومة وتأجيل نتائج الخلاف السياسي على الأرض إلى أواخر العام الحالي بالحد الأدنى. وبيّنت المصادر أنّ انفراج العلاقات بين الرؤساء بادرة إيجابية وحصّن الموقف الرسمي اللبناني أمام الاستباحة الإسرائيلية ومحاولة هضم حقوق لبنان في أرضه ومائه وجوّه. وشدّدت المصادر على أنّ «الجانب الإسرائيلي أطاح بفرص الحلّ وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ويستمرّ باحتلاله وعدوانه على لبنان من دون رادع»، فكيف يطالب البعض بنزع السلاح فيما «إسرائيل» تتمادى بعدوانها على لبنان وتستبيح دول المنطقة من غزة إلى الضفة الغربية إلى سورية وصولاً إلى قطر أمس الأول. وتخوفت المصادر من خطوة إسرائيلية تصعيدية تجاه لبنان في إطار ما يحصل في المنطقة، وذلك عبر توسيع الغارات الجوية وعمليات اغتيالات وتقدم بري على طول الشريط الحدودي.
وبحسب ما تشير أجواء دبلوماسية لـ»البناء» فإن موفدين ورسائل وصلت إلى بعض المسؤولين اللبنانيين مفادها بأن التصعيد الإسرائيليّ سيستمر وسيتصاعد خلال المرحلة المقبلة ضد أهداف عدة في لبنان تابعة لحزب الله. ولفتت إلى أن حكومة نتنياهو في مأزق داخليّ وخارجيّ ويريد نتنياهو وفريقه الوزاري الحاكم المزيد من الحروب وتوسيعها واستمرارها بدعم أميركي واضح للإسراع بدفع المشروع الإسرائيليّ الكبير إلى التطبيق، في ظل تخطي الضربات كافة الخطوط الحمر ليطال حلفاء استراتيجيين للولايات المتحدة في المنطقة، ما يعني أننا دخلنا في مرحلة جديدة في المنطقة برمّتها سيكون التصعيد وتزخيم الحروب عنوانها الرئيسي.
إلى ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة نائب رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانيّة حميد رضا حاجي بابائي والوفد البرلمانيّ المرافق، بحضور السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني. وقال بابائي بعد اللقاء: «الشعب اللبناني العزيز الذي يحتفظ بتاريخ ثقافي وحضاري وسياسي يعود إلى مئات السنين لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يسمح بأي قوة خارجية أن تتدخل في شؤونه وأن تملي عليه إرادتها، ولا شك في أن الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات والإملاءات التي كانت تُفرض على هذا البلد الشقيق هذا الزمن قد ولّى». وتابع: «ونحن نعتقد تماماً أن التطورات الآتية سوف تُثبت قطعاً بأن السياسات الإملائيّة التي تفرض إرادتها على الآخرين والأحادية قد انتهت والعالم يسير اليوم إلى حالة متوازنة القوى، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل ما أوتيت من قوة تدافع عن نفسها أولاً وتدافع عن المقاومة ثانياً وتقف بصورة معاندة أمام كل المحاولات الإملائية من قبل الآخرين».
وعشيّة وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت في الساعات المقبلة حيث سيستقبله الرئيس نبيه بري صباح اليوم، أفيد أن «مؤتمر دعم بعنوان «بيروت 1» سيُعقد في لبنان في 18 و19 تشرين الأول مع الدول الصديقة لجذب الاستثمارات والمساعدات».
وفي سياق ذلك أشار رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى أنه «حان الوقت الآن للدول الشقيقة والصديقة من أجل أن تتخذ خطوات ملموسة في دعم الجيش»، موضحاً أنه «على تواصل مع الفرنسيّين من أجل عقد مؤتمر «الإعمار والتعافي»، وسيزور الموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان لبنان لهذا الغرض. ونحن نعدّ لمؤتمر استثماريّ كبير في بيروت في الأول من كانون الأول المقبل»، ولفت سلام إلى أن «هناك جواً جديداً بعد جلستي الحكومة في 5 آب و5 أيلول، يسمح بأن يتحرك هذان المؤتمران. إذا استمرّ هذا الجو، فهناك استثمارات جديدة ستتشجع للمجيء إلى لبنان».
وعلمت «البناء» أنّ اللجنة العسكرية المكلفة إعداد استراتيجية الأمن الوطني والاستراتيجية الدفاعية والمؤلفة من ضباط متقاعدين، أنهت مشروع استراتيجيتي الدفاع والأمن الوطني خلال اجتماعها أمس، على أن ترفع مسودة استراتيجية الأمن والدفاع إلى مكتب رئيس الجمهورية لقراءتها ودراستها.
ميدانياً، سقطت محلقة إسرائيلية في بلدة العديسة عمل الجيش اللبناني على الكشف عليها وسحبها إلى أحد مراكزه.
في المواقف لفت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمام مجلس الشورى السعودي، إلى أنّ «المملكة أخذت مواقفَ محورية ونفذت مبادرات متعددة، بدءاً من النجاح في رفع العقوبات الدولية عن سورية الشقيقة، ومساندة جهودها لضمان وحدة أراضيها وإعادة بناء اقتصادها. ونأمل أن يتحقق الاستقرار في لبنان واليمن والسودان».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا