الأنباء: لبنان إلى قمة الدوحة واجتماعات نيويورك لتعزيز موقفه من الاعتداءات الإسرائيلية

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 15 25|09:09AM :نشر بتاريخ

تتزاحم الملفات اللبنانية وتتقاطع عند مفهوم واحد، تقوية الدولة. فالملفات التي تعمل الحكومة على إنجازها تصب في النهاية عند هذه المسألة، وبالتالي سيعيد إتمامها الثقة داخليا وخارجيا. والى ملف السلاح وحصريته ثمة ملفات ملحة تبدأ بالموازنة ولا تنتهي عند استكمال الاصلاحات المطلوبة. غير أن الملف المتقدم دائما هو مطالبة الدول المعنية بالضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها في اتفاق وقف الأعمال العدائية لاسيما الانسحاب من الاراضي التي احتلتها في حربها المستمرة على لبنان. وسيكون هذا الموضوع في صلب مشاركة رئيس الجمهورية جوزاف عون في القمة العربية - الإسلامية الطارئة في قطر اليوم، وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر.
القمة العربية - الإسلامية ستستحوذ على المتابعة وترقب ما سيصدر عنها، وما إذا كان بيانها سيكون بحجم الهجوم الاسرائيلي الارهابي على العاصمة القطرية، وكذلك بحجم حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
أما بما يتعلق بمشاركة رئيس الجمهورية في الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقائه كلمة لبنان فيها، فستكون للرئيس عون لقاءات على هامش أعمالها  مع رؤساء دول بدون استبعاد أن تتوج بلقاء بين عون والرئيس الاميركي دونالد ترامب. 
والى ذلك، وستكون لرئيس الجمهورية مشاركة في الاجتماع الموسع الذي دعت إليه فرنسا والسعودية حول حل الدولتين ووقف حرب الابادة التي تشنها اسرائيل على غزة والتي باتت تنذر بتحول خطير بعد تصميم تل أبيب على طرد الفلسطينيين من قطاع غزة. 
مصادر مواكبة لتحضيرات سفر رئيس الجمهورية إلى قطر ونيويورك توقعت في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، نجاح هاتين الزيارتين إلى حد بعيد، باعتبار أن تحرك الرئيس عون الخارجي هذه المرة ينطلق من ارضية صلبة ومن آفاق تفاؤلية كبيرة، على عكس الزيارات السابقة التي قام بها عون التي شملت عدداُ من الدول العربية والأجنبية. وأشارت إلى أن مشاركته في قمة الدوحة وفي اجتماعات نيويورك تأتي بعد ترحيب مجلس الوزراء بخطة الجيش المتعلقة بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية. وبعد بدء تنفيذ الجيش اللبناني المرحلة الثالثة من عملية استلام السلاح الفلسطيني من المخيمات وخاصة من مخيم عين الحلوة. فهذان الاستحقاقان برأي المصادر أعطيا الرئيس عون قوة دفع جديدة لمطالبة المجتمع الدولي دعم لبنان ، وهي لم تكن متوفرة في العشرة أشهر الماضية رغم الوعود التي أطلقت في تلك الفترة بمساعدة لبنان والتي لم يصل منها شيئاً إلى الآن.
 المصادر توقعت أن يكون للرئيس عون مشاركة فاعلة في قمة الدوحة حيث يلقي خلالها كلمة يذّكر فيها الدول العربية بوعودها لجهة مساعدة لبنان في عملية النهوض ودعم الجيش التي سبق أن وعدت بها عقب انتخابه في كانون الثاني الماضي. ولم تستبعد المصادر أن تعجل هذه الدعوة بعقد مؤتمر لدعم لبنان في الرياض الذي أعلن عنه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان أثناء زيارته قبل يومين. 
اما بما يخص مشاركة عون في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد وجدت فيها المصادر بأنها تأتي في وقت حساس يمر به لبنان على أكثر من صعيد، بعد إقرار مجلس الوزراء مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة وما تبعه من خطوات عملية في اتجاه إعادة بناء المؤسسات الرسمية وتعزيز حضور الدولة، في ظل الاهتمام الدولي والإقليمي بهذا الملف. وما يشكله من عنصر استقرار أو توتر في المنطقة. المصادر املت من اللقاء المرتقب بين الرئيس عون والرئيس الاميركي دونالد ترامب إذا ما تم بحسب ما أكد عليه الموفدان الأميركيان توم برّاك ومورغان اورتاغوس فيكون لبنان قد استعاد موقعه الدولي في الأمم المتحدة بما يضمن عدم استهدافه من قبل إسرائيل انسحابها من الأراضي التي تحتلها. 
دعم الجيش قمة الأولويات
المصادر قدرت ان يكون موضوع دعم الجيش وزيادة عديده الطبق الرئيس في محادثات عون وترامب. لان من الواضح ان الادارة الأميركية تبدي اهتماما واضحاً بلبنان، من خلال الجهود التي تبذل من قبل برّاك واورتاغوس. المصادر لفتت إلى أن كلمة عون في الأمم المتحدة ستتضمن شرحاً وافياً للخروقات اليومية التي تمارسها إسرائيل ضد لبنان واستمرار احتلالها خمس نقاط استراتيجية حالت حتى تاريخه من تطبيق القرار 1701 وانتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني كما نص عليه اتفاق وقف التوتر في جنوب لبنان. المصادر رأت أن لبنان أمام فرصة ثمينة جدا إذا ما عرف فريق الرئيس عون الدبلوماسي ومستشاريه الاستفادة منها. والاهم ان تدخل محادثات عون في عمق الأزمة اللبنانية وتشخيصها بما يحقق التفافاً عربياً ودولياً تجاه لبنان. وهذه اللقاءات برأي المصادر قد تساعد أيضا في دراسات مالية واقتصادية من شأنها أن تصب في خدمة لبنان ومساعدته في ورشة النهوض الاقتصادي الى جانب بسط سيادة الدولة على كل أراضيها في الجنوب وعلى طول الحدود مع سورية.
محلياً، توقفت مصادر مطلعة عند الاحتفالات التي اقيمت هذه السنة بمناسبة ذكرى اغتيال بشير الجميل وما جرى فيها من استعراض لتلك المرحلة وما رافقها من تطورات سياسية وامنية  ورأت في اتصال مع "الأنباء" الإلكترونية أن من حق كل فريق سياسي ان يحتفل بتكريم شهدائه بالطريقة التي تناسبه. لكن ليس من حقه ابداً  قلب الحقائق وتزويرها ومحاولات ذر الرماد في العقول لصالح هذا الفريق أو ذاك . فالمؤامرة على لبنان كبيرة وما زالت مستمرة ولو بأوجه جديدة. لكن من غير المسموح  التذاكي على الناس واللعب بعقولهم وطمس حقائق مدوية. فما جرى في تلك الفترة موثق بالصوت والصورة وأي تحريف أو تزوير للحقيقة سيرتد سلبا على هؤلاء. وهذه القاعدة لا تبني وطناً.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية