البناء: الفلسطينيون يبهرون العالم: مئات الآلاف عائدون مشياً إلى غزة مع شارة النصر
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 11 25|09:01AM :نشر بتاريخ
كان المشهد مهيباً مع رؤية العالم لمئات آلاف الفلسطينيين يعودون سيراً على الأقدام الى مدينة غزة وهم يرفعون شارة النصر، ويتحدثون بمعنويات مرتفعة عن تضحياتهم، مدركين أهمية إسقاط مخطط التهجير الذي كان يستهدفهم، والأطفال يقولون قبل الكبار انّ التضحيات كانت غالية لكن الوطن أغلى، بينما كانت عناصر الأمن الفلسطيني التابع لحكومة غزة تحت قيادة قوات القسام يوفر الأمن في المناطق التي انسحب منها الاحتلال، تمهيداً لبدء عملية تجميع الأسرى الأحياء والبحث عن الأسرى الذين قتلتهم غارات وقذائف جيش الاحتلال، وجيش الاحتلال المنسحب يترك وراءه العملاء الذين حاولوا تشكيل عصابات سرقة المساعدات، والذين يواجهون غضب الشعب والمقاومة بعدما تركوا لمصيرهم أسوة بما يفعله الاحتلال مع عملائه كل مرة.
الاتفاق الذي أنجز منه وقف إطلاق النار وبدء الانسحاب التدريجي لقوات الاحتلال من قطاع غزة، ينتظر الخطوة الأهمّ وهي تبادل الأسرى التموقع يوم الاثنين، بينما يصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة يوم الأحد، ضمن زيارة سوف تشمل القاهرة حيث يدعو قمة تضمّ زعماء الدول العربية والإسلامية الشريكة في خطة إنهاء الحرب إضافة لزعماء الدول الأوروبية، لبدء التحضير للمرحلة الثانية من الخطة، وفيها تشكيل حكومة تكنوقراط محلية لتأمين الخدمات والأمن في غزة، وتشكيل قوة رقابة دولية لوقف إطلاق النار، وانتشار قوة شرطة فلسطينية قامت مصر بإعدادها وتدريبها، وتتضمّن الزيارة إلقاء كلمة أمام الكنيست لمساعدة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على تجاوز القطوع الصعب الذي ينتظره مع نهاية الحرب دون تحقيق ايّ من أهدفها.
الفشل الإسرائيلي في تحقيق أهداف ترامب تحوّل الى فشل شخصي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي أخذ الإسرائيليين الى الحرب الثانية مع انقلابه على اتفاق كانون الثاني 2025، معلناً خطة التهجير بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليقبل اتفاقاً يعلن فشل خطط التهجير، وبعدما وعد باستعادة الأسرى بالقوة يعود لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين ومنهم من يثير الإفراج عنه أسئلة صارخة بوجه مزاعم النصر الذي يتحدث عنه نتنياهو، بينما نزع سلاح المقاومة كما يقول نتنياهو لم يتحقق ولم يتمّ الاتفاق عليه، وهو يهدّد بأنه سوف يحقق هذا الهدف بالقوة ما لم يتحقق بالطرق السياسية معترفاً بأنّ الاتفاق الحالي الخاص بالمرحلة الأولى لم يحقق الأهداف التي تعهّد بها وتسبّب لأجلها بعزلة “إسرائيل” وخسارة عدد من الأسرى الأحياء الذين قتلتهم الحرب، إضافة لما لحق الجيش من ضعف وتراجع وتآكل.
وفيما انشغل لبنان الرسمي بزيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الى لبنان في زيارة هي الأولى من نوعها منذ سقوط النظام السابق في سورية وتسلم النظام الإنتقالي الجديد، برز الى الواجهة الإنجاز الأمني الذي حققه جهاز للأمن العام اللبناني بإحباط مخطط خلية مرتبطة بالموساد الإسرائيلي لتنفيذ أعمال إرهابية في الضاحية الجنوبية، حيث أعلنت المديرية العامة للأمن العام عن تفكيك شبكة تعمل لصالح العدو «الإسرائيلي» كانت تحضر لأعمال إرهابية من تفجيرات واغتيالات في الداخل اللبناني وتوقيف بعض أعضائها، وذلك ضمن إطار مكافحتها لشبكات التجسّس. وكشفت المديرية أنّه «بنتيجة التحقيقات، أقرّ أحد الموقوفين بمسؤولية هذه الشبكة عن تنفيذ اغتيالات سابقة طالت مسؤولين حزبيين في الجماعة الإسلامية»، وعلى أثر ذلك، قامت المديرية العامة للأمن العام بإجراء عملية تتبع عملانية، أمنية وفنية دقيقة، أسفرت عن مداهمات في عدد من المناطق اللبنانية أسهمت في إحداها قوة من الجيش اللبناني ومديرية المخابرات، وتم ضبط عدد من الآليات والتجهيزات المستعملة وتوقيف عدد من المتورطين أبرزهم:
– اللبناني/ البرازيلي م. ص
– الفلسطيني إ. ع
– اللبناني ع. ش
– اللبناني أ. غ
وأكّدت المديرية أنّه “سيتمّ الإعلان عن تفاصيل وملابسات القضيّة بعد اكتمال التحقيقات الجارية تحت إشراف الجهات المختصة”.
وعلمت “البناء” أنّ تفكيك الشبكة الإرهابية هو جهد مشترك بين أمن المقاومة والأجهزة الأمنية اللبنانية، لا سيما الأمن العام ومخابرات الجيش اللبناني.
ولفتت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أنّ تفكيك هذه الشبكة يؤكد بأن لبنان لا يزال هدفاً للعدوانية الإسرائيلية وللإرهاب لضرب المقاومة والأمن في لبنان، لاستكمال الحرب العسكرية المستمرة منذ عامين ولم تتوقف حتى الآن”، وأشارت المصادر الى أن “إسرائيل” تركز بعدوانها على بيئة المقاومة أكان في الجنوب وداخل الشريط الحدودي بشكل خاص لإفراغ المنطقة من الأهالي ومنع عودتهم وإعادة الإعمار، لأنها تريد جنوب الليطاني منطقة عازلة ضمن مشروعها الذي تحدث عنه لمسؤولون الإسرائيليون، ولذلك تريد استهداف بيئة المقاومة أمنياً عبر عمليات إرهابية في الضاحية الجنوبية وخلال إحياء ذكرى استشهاد السيد نصرالله والقادة، لتوجيه ضربة أمنية ومعنوية كبيرة لحزب الله وجمهوره الذي يتمسك بخيار المقاومة رغم كل التضحيات والظروف القاسية، كما تريد “إسرائيل” توجيه رسالة لحزب الله أنه لم يعد لديه مكان خارج الاستهداف، ولجمهور المقاومة بأن الضاحية الجنوبية لم تعد آمنة، وحذرت المصادر من وسائل وأدوات أخرى قد يستخدمها العدو لضرب الأمن في الضاحية ولبنان بشكل عام للضغط على حزب الله والحكومة اللبنانية بموضوع سلاح حزب الله.
وشدد عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض الى “أن الدولة اللبنانية، لا تستنفر أدواتها الدبلوماسية وقدراتها السياسية، ولا تدير موقفها التفاوضي، بالمستوى الذي يرقى إلى التصدي الجدي للأعمال العدائية الإسرائيلية”.وأضاف: “كيف تفسر لنا السلطة، هذا الغياب التام لوزارة الخارجية، حيث البعثات اللبنانية، في المحافل الدولية عاطلة عن العمل، فلا شكاوى ولا إتصالات ولا بيانات ولا ضغوطات تستعين بصداقات لبنان وعلاقاته الدولية، بل إن وزير الخارجية نفسه، يتحرك على موجة أخرى، تبرّر عبر مواقفه وتحركاته ما يتعرّض له اللبنانيون، وأما وزير العدل، فينصبّ جهده على تحقيق الإطباق الحزبي على الأجهزة القضائية، وملاقاة الإستهدافات الخارجية، بإستهدافات داخلية، ترمي الى نزع الحقوق المدنية عن مواطنين لبنانيين، متجاوزاً الدستور والقوانين والأصول والقواعد التي تحمي وتنظم هذه الحقوق”. وشدّد على أن “إنزلاق وزير العدل الى هذا المستوى من تجاوز العدل والقانون، يثير أعلى درجات القلق، ويشكل مؤشراً جديّاً وخطيراً على تعثر مسار بناء دولة القانون والمؤسسات”.
بدوره، أشار الرّئيس السّابق للحزب “التقدّمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، في تصريح، إلى أنّ “إلغاء المجلس الأعلى السّوري- اللّبناني خطوة متقدّمة على طريق العلاقات الطّبيعيّة بن لبنان وسورية، لكن متى ستطالب بعض الأصوات السّياديّة في لبنان بالانسحاب الإسرائيلي الكامل، والالتزام باتفاق الهدنة”، مؤكّداً أنّ “تحميل المقاومة كلّ تبعات العدوّان، تزوير للتاريخ وإهانة لشهداء المقاومة”.
وكان وزير خارجية سورية أسعد الشيباني جال على المسؤولين واستثنى رئيس مجلس النواب نبيه بري من جدول زياراته، وأشارت مصادر “البناء” الى أنّ الشيباني لم يطلب موعداً من عين التينة للقاء بري ولم تُعرف الأسباب.
وقبيل وصول الشيباني الى بيروت، تبلغت وزارة الخارجيّة اللبنانيّة عبر السفارة السوريّة في لبنان، قرار تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني السوري وحصر كلّ أنواع المراسلات بين البلدين بالطرق الرسميّة الدبلوماسيّة.
وأبلغ رئيس الجمهورية وزير الخارجية السورية خلال استقباله مع وزير العدل والوفد المرافق، انّ لبنان يتطلع الى تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتفعيل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بما يحقق الاستقرار في كل من لبنان وسورية.
واعتبر الرئيس عون انّ تعميق العلاقات الثنائية وتطويرها يتمّ من خلال تأليف لجان مشتركة تبحث في كلّ الملفات العالقة، واهمّها الاتفاقيات المعقودة بين البلدين والتي تحتاج حتماً الى إعادة ودرس وتقييم. وأشار الى انّ القرار السوري بتعليق العمل في المجلس الأعلى اللبناني – السوري يستوجب تفعيل العلاقات الديبلوماسية. “وننتظر في هذا الإطار تعيين سفير سوري جديد في لبنان لمتابعة كل المسائل من خلال السفارتين اللبنانية والسورية في كل من دمشق وبيروت.”
ولفت الرئيس عون الى انّ الوضع على الحدود اللبنانية -السورية بات أفضل من السابق، وانّ المسائل التي تستوجب المعالجة كما اتفقنا عليها مع الرئيس السوري أحمد الشرع خلال لقاءين سابقين في القاهرة والدوحة أبرزها موضوع الحدود البرية والبحرية، وخط الغاز، ومسألة الموقوفين. وسنعمل على درس كلّ هذه القضايا انطلاقا من المصلحة المشتركة”. وقال: “المنطقة شبعت حروبا وهدراً للمقدرات التي ينبغي ان تستثمر حتى تعيش شعوبنا بكرامة بعدما دفعت الكثير من العذاب وعدم الاستقرار.”
وكان الشيباني جدد التأكيد على سيادة لبنان والحرص على إقامة علاقات متينة قائمة على الاحترام والتعاون.
وعن موضوع النازحين السوريين قال: نحن نشكر لبنان وشعبه على هذا الكرم وهذه الإستضافة. ونتوقع بعد زوال السبب الذي كان دفع الناس الى الهجرة والنزوح ان يتمّ حلّ هذا الموضوع تدريجاً. هناك خطط نناقشها اليوم بدعم دولي لكي تكون هناك عودة كريمة ومستدامة، وتعالج الوضع ما بعد الحرب في سورية من خلال البنى التحتية وإعادة الإعمار وغير ذلك.
وكان عناصر الأمن السوري حاولوا الدخول إلى المطار بأسلحتهم لاستقبال شيباني، إلا أنّ القوى الأمنية اللبنانية منعت ذلك. وعند نزول الشيباني من الطائرة، كان يرافقه حرس مسلحون مُنعوا بدورهم من دخول المطار، وتم إيقاف موكب الوزير لنحو ربع ساعة للتأكد من مطابقة الأسلحة مع التراخيص الممنوحة عبر وزارة الخارجية، أما عند المغادرة، فشهد المطار فوضى جديدة بعد اعتداء أحد عناصر أمن الشيباني على عنصر من قوى الأمن الداخلي. ووفق المعلوات فإنّ وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، تدخل قائلاً لعناصر الأمن الداخلي: “رح تنزعوا علاقتنا بالسوريين، ما صدّقنا إجوا على لبنان”.
على صعيد آخر، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني حيث تمّ التشديد على سبل “ترسيخ الاستقرار في المنطقة والعالم بعيدا من الحروب المدمرة، وضرورة أن يستعيد لبنان عافيته ودوره الريادي كأرض لقاءٍ وسلام ووطن اخوّة وعيش مشترك”. وتم التطرق في خلال اللقاء الى مبادرة وقف إطلاق النار في غزة، فكان تأكيد لأهمية “أن تنتهي لغة الحرب والقتل والدمار التي أنهكت الشرق وأفقرت الشعوب، وضرورة ان يبقى لبنان البلد المحايد والوطن الجميل المتنوّع كحديقةٍ من الأزهار، تُغنيه اختلافاته وتُبهجه وحدته، فإن فُقد هذا التنوّع المتوازن فقد الوطن ذاته”.
وأكد السفير أماني، في حديث عبر “LBCI” أنّ “مستقبل إسرائيل مظلم جداً طالما الاحتلال الاسرائيلي مستمر”، مشيرا الى أنّ “مجموعات فلسطنية مقاومة اخرى قد تظهر، والمقاومة لا تقتصر على السلاح والإرادة مهمة وبإمكانها طرد الإحتلال”. وشدّد على أنه “لا يملك معلومات دقيقة حول ما إذا كان حزب الله سيستخدم سلاحه في مواجهة إسرائيل من جديد”، قائلا “الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يقول إنّ حزب الله مستعد لمواجهة أي حرب أو هجوم ونحن لا نعلم شيئا عن السلاح في يدهم”. ولفت الى أن أكثر “المتضررين من الحرب كانوا من الجنوب والشيعة وأن المال الإيراني جاء من الشعب الإيراني وأن ايران هنا لمساعدة الشعب اللبناني”، مضيفا “الشعب الايراني أرسل مساعدات الى اللبنانيين منها 60 مليون دولار ومنها نفط والحكومة اللبنانية ترفض قبولها لكونها تحت العقوبات في حين أن الأميركيين وعدوا بمساعدة لبنان منذ 3 سنوات ولم يفوا بوعدهم”.
الى ذلك، خرجت طرابلس بكلّ أطيافها وفاعلياتها أمس لاستقبال حاشد للمناضلة المحررة د. لينا الطبال التي سجنها كيان الاحتلال بعد مشاركتها في أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة.
وفي ساحة عبد الحميد كرامي، تجمع حشد كبير من الأهالي في مشهد وطني مهيب، للتعبير عن التأييد للمناضلة الطبال التي أصبحت رمزاً للنضال والتضامن في لبنان وفلسطين.
وخلال كلمة لها أمام الجموع، عبّرت المناضلة الطبال عن دعمها للمقاومة ووجهت التحية للقادة الشهداء، وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، وأكدت الطبال أنّ “المقاومة هي خيار استراتيجي لمواجهة التهديدات الصهيونية”.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا