باسيل في قداس "١٣ تشرين": نريد حماية لبنان الكيان ولا تهدروا أي عنصر قوّة سدى

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Oct 11 25|22:48PM :نشر بتاريخ

أقامَ "التيار الوطني الحرّ" قداساً لراحة أنفس شهداء "13 تشرين" في "فوروم دو بيروت"، ترأسه المطران الياس نصار ممثلاً البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وعاونه لفيف من الآباء. وشارك فيه الرئيس العماد ميشال عون وعددٌ كبير من الفاعليات السياسية والحزبية ونواب ووزراء حاليون وسابقون ونواب تكتل "لبنان القوي"، ممثلون عن رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ورئيس المجلس الاسلامي العلوي وشيخ العقل، ممثلون عن الطوائف المسيحية، ممثلون عن قيادة الجيش والقيادات الأمنية، نقباء المحررين والصيادلة والمهندسين جوزف القصيفي وجو سلوم وفادي حنا، نقيب المحامين ممثلاً بالمحامي لبيب حرفوش، رؤساء بلديات واتحادات، مجموعات من الضباط والعسكريين المتقاعدين و"أنصار" الجيش وأهالي شهداء ١٣ تشرين وكوادر "التيار" ومناصروه، وشخصيات إعلامية وفنية وتربوية.

 

نصار

وخلال القداس أشار المطران نصار في العظة الى أن "شهداء ١٣ تشرين هم شهداء الجيش وبعض المدنيين، إنهم شهداء كل لبنان، فهم ليسوا شهداء حزب او منطقة او دين او طائفة بل شهداء الوطن"، وقال: "قدم هؤلاء الشهداء حياتهم دفاعاً عن قضية، فالعسكريون منهم التزموا بشعار حرية وتضحية ووفاء، وان استشهادهم ما كان إلا نتيجة حب للبنان حيث تصح فيهم كلمة ما من حب أعظم من هذا ان ينزل الانسان عن أحبائه".

 

أضاف: "لقد كان شهداء ١٣ تشرين رموزاً للتضحية وقد اختاروا أن يقفوا في وجه الطغيان وان يطالبوا بالحرية والسيادة والاستقلال، وتحت هذا العنوان خاضوا المعارك. لم يكن شهداء ١٣ تشرين مجرد أفراد يمكن نسيانهم بسهولة فقد استشهدوا لأنهم آمنوا بوطنهم وتاقوا لأن يكون لبنان دولة مستقلة، وفي ذكرى استشهادهم يجب ان نتذكر اننا في لبنان بحاجة الى التضامن وطي صفحة الخلافات لنواجه التحديات وعلينا ان نتفاعل ايجابا مع سلطاتنا الدستورية والعمل مع المؤسسات الوطنية والدفع بالعجلة الاقتصادية ليعود لبنان منارة، شهداء ١٣ تشرين ماتوا ليحيا لبنان وتضحياتهم تجب ان تكون مرحلة جديدة لرفض هيمنة الدول علينا ويعطينا الشهداء درسا في الأمل في اصلاح لبنان".

 

باسيل

بعد القداس، ألقى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل كلمة أشار فيها الى أن "13  تشرين كانت البداية وليست النهاية ومنها ولد التيار الوطني الحر وأصبح محطة بمسيرة عودة الوطن للوطن". وقال: "نكون أوفياء للشهداء عندما لا نتخلّى عن لبنان الذي أرادوه فنكرمهم ببرنامج يجسد تضحياتهم، وأهمّ ركائزه تحييد لبنان عن صراعات الخارج وحصر حماية شعبه وارضه وحدوده وثرواته بجيشه الوطني، وكما نحن ابناء المقاومة اللبنانية فنحن ايضاً ابناء السلام اللبناني، ولكن لا يوجد سلام من دون حقوق وعدالة".

 

وتحدث عن ركائز أخرى أبرزها "مواجهة اي مشروع يمسّ بوحدة لبنان، يقسّم او يقتطع اجزاء منه، اعتماد اللامركزية الموسّعة والصندوق الائتماني لتحقيق الانماء الشامل والخدمات للناس، اجراء الاصلاحات المالية والاقتصادية وإعادة الأموال المنهوبة للمودعين، ومحاربة الفساد الذي  نخر الدولة،  بناء علاقات حسن جوار مع سوريا على اساس الندية والاحترام المتبادل وتأمين المصالح المشتركة من دون التنازل عن الحرية والسيادة والاستقلال".

 

وأضاف باسيل: "هناك ايضا الحفاظ على الهوية اللبنانية ورفض توطين الفلسطينيين وعودة فورية للنازحين السوريين أي بعكس القرار الذي اتخذته الحكومة منذ يومين بتسجيل الطلاب السوريين في المدارس الرسمية من دون اي اوراق ثبوتية، وتطوير النظام انطلاقاً من الطائف بحسن تطبيقه ومعالجة ثغراته وتثبيت الشراكة المتناصفة في دولة قويّة ورؤساء أقوياء ليتمكنوا من اتخاذ القرار الصائب".

 

واعتبر أن "شهداء لبنان هم كل شخص استشهد من اجل لبنان والقضية المؤمن بها، بهذا المعنى كمال جنبلاط وطوني فرنجية وبشير الجميل ورشيد كرامي والمفتي حسن خالد ورينيه معوض وداني شمعون ورفيق الحريري وجبران تويني وبيار الجميل وايلي حبيقة وجميع الشهداء هم شهداؤنا والسيد حسن نصر الله شهيدنا أيضاً".

 

ورأى أن "تحرير لبنان من الاحتلال السوري كان جزءاً من الوفاء لشهداء الجيش اللبناني"، معتبراً أن "الأهم هو أن شهداء 13 تشرين كانوا أساس قضية تحرير لبنان وولادة التيار الوطني الحر وقد ولد نتيجة ايمانه بقضيته وليس مولوداً من سلطة ولا كان هدفه السلطة". وشدد على أن "روح التيار كانت أقوى من السياسة"، مضيفاً: "ربما الناس تعبت من النضال ولكن نحن لم نتعب من الكرامة ولن نتعب، وقضية الحفاظ على لبنان الكيان لن تنتهي، وما زلنا عالقين بحرب اسرائيلية، وعدم استقرار سوري يهدّدنا، وبانقسام داخلي يعطّل حلولنا وما نريده هو وطن يحمي ويحضن".

 

وتوجه الى الشهداء بالقول: "أنا لا أتحدث عنكم بل معكم لأننا لن نقبل أن يصبح دمكم مجرد ذكرى ولا تحصل صفقة على حسابكم وتحديدا الشهداء الضباط أمثال جورج بوصعب وبيار البشعلاني وسامر طانيوس وغيرهم، وسنربي الاجيال القادمة على القيم التي استشهدتم لأجلها وسنكمل الطريق ولن ننسى أو نخون".

 

وتطرق الى موضوع الجيش، لافتاً الى أنها "المؤسسة الوحيدة الصامدة في هذا البلد". وأكد أن "الجيش هو الحصن المنيع الذي يحمي لبنان، قد يتعب ولكن لن يزول"، قائلاً: "علمتمونا أن الشرف هو عرق وتعب ودم، وفي 13 تشرين كان الشعب معكم ولكن لم يكن لديكم الغطاء الا ضميركم ورحمة الله، اليوم العالم والدول كلها تقف الى جانبكم ولكن يبقى الشعب هو ضمانتكم تحمونه ويحميكم".

 

وتوجّه الى أمهات الشهداء، اللواتي "حملن الوجع بصمت وصمدن"، لافتاً الى أننا "صمدنا في الحرب لأن العائلة بقيت صامدة ولهذا نحن مع الدور الريادي للمرأة في الحياة العامة".

 

وللشباب قال: "أدرك مدى تعبكم وضياعكم ولا تدعوا الغربة تكون قدركم والاحباط يكون هويتكم، ناضلنا ليبقى لبنان وانتم يجب أن تناضلوا ليعيش ويزدهر. لا تنتظروا من أحد الفرصة، احصلوا عليها بارادتكم، انتم جيل 13 تشرين الجديد وستنتصرون".

 

كما دعا رجال الدين الى أن يكونوا "صوت الضمير ليبقى لبنان محمياً بصلواتهم"، مشيراً الى أن "وطننا بحاجة الى ايمان حقيقي فارفعوا صلواتكم لأجله ولتنتصر الحقيقة وليسقط الظلم". وشدد على أن "رجل الدين ليس لطائفة فقط انما لكل المؤمنين ورجل الدين المسلم يجب أن يدافع عن صلاحيات رئيس الجمهورية عندما تمسّ، ورجل الدين المسيحي يجب أن يدافع عن صلاحيّات رئيس الحكومة عندما تمسّ".

 

وقال: "اننا في التيار لم نقبل أن يمسّ بصلاحيّات رئيس الجمهورية ولن نقبل أن يمسّ بصلاحيّات رئيس الحكومة، رئيس حكومتنا ليس صهيونياً انما هو لبناني كما ان رئيس جمهوريّتنا لبناني، ولو اختلفنا مع الاثنين".

 

ودعا الاعلاميين ايضا الى أن يكونوا "صوت الناس والحقيقة وليس صدى السلطة والمال"، وقال: "لهذا OTV بانطلاقتها الجديدة في بداية العام لن تتحدث الا بالحقيقة وستكون لكل لبنان ولو أن لديها خطاً سياسياً".

 

والى المنتشرين توجه باسيل قائلاً: "ادرك أن الغربة ليست خياراً وانتم لستم خارج الوطن أنتم امتداده لكلّ العالم ولهذا قدمنا لكم جزءاً من حقوقكم بالجنسية وبالانتخاب، ولا زال لدينا الكثير لنقدمه لكم ومسيرة حقوقكم يجب ألا تتوقف وهي بحاجة الى كتلة نواب من الانتشار لتؤمن الاستمرارية وليس على هوا وزير".

 

أضاف: "أعطيناكم حقوقكم وليس نحن من يأخذها منكم لأن هناك من يحاول تصوير الموضوع بهذا الشكل واليوم اقدم مبادرة لحل مشكلة تصويت المنتشرين ولتكتشفوا الحقيقة. فبدل أن يقوموا بمعركة لينزعوا مقاعد الانتشار كان يجب أن يقوموا بمعركة الحفاظ عليها ليعطوكم الخيار وتنتخبوا من الخارج نوابكم في لبنان او في الانتشار".

 

وتابع: "انا خائف من ان تخسروا حق الانتخاب وان يطيّروا الانتخابات بالكامل، من هنا وحتى لا نخسر نواب الانتشار- لأن هذا انجاز استراتيجي لكل المنتشرين وللمسيحيين- نحن مستعدّون لإعطاء الخيار للمنتشر لينتخب من الخارج اما نائبا في دائرته بالانتشار وامّا نائباً في دائرته بلبنان. وحتّى لا يتم الطعن بالقانون دستورياً لأن المقيمين ليس لديهم هذا الخيار، مستعدون للقبول بأن يكون للمقيمين بالتوازي الخيار بانتخاب نائب في دائرتهم او نائب من الانتشار".

 

وأكد "تستحقون هذه الخطوة ولأني اريد ان اكشف لكم نواياهم ولأن لبنان ليس نقطة على الخريطة، لبنان فكرة ورسالة وانتم حفظتموه في العالم كله. لا أفهم كيف يمكن لحكومة ان تقول ان القانون لا يطبّق في حين أن القانون واضح، ووصوتكم اساسي ومصيري، تسجّلوا وصوّتوا كيفما أردتم ولكن إقترعوا".

 

كذلك توجه الى السياسيين، بالقول: "الكرسي لا تدوم ولكن الكرامة تدوم، والسلطة التي تبنى على الخوف تسقط بالخوف والسياسي الذي يكذب ويظلم يُحكم عليه في النهاية بوعي الناس". وشدد باسيل على أنّ "السيادة ليست شعاراً بل هي فعل إيمان. ربما يظنون أن الزمن يمحو أفعالهم وان الجيل الجديد لا يعرف أعمالهم ويظنون أن صمت الناس هو ضعف، لكن هذا الصمت يمكن أن يتحول الى وعي والوعي يكبر في قلوب الناس ويصنع التغيير ولا نريده أن ينفجر ويؤدي إلى حرب". ورأى أن "لبنان يحتاج الى رجال دولة لديهم ضمير وليس رجال سلطة، انتم المجموعون في الحكومة وكنتم كلكم ضدنا في 13 تشرين 1990". ودعاهم الى أن "نخرج من 13 تشرين 1990 المنتهك للسيادة، 17 تشرين 2019 المنتهك لودائع الناس، و7 تشرين 2023 المنتهك لحماية لبنان، لندخل معاً الى 22 تشرين رمز الوحدة والاستقلال".

 

وقال: "نحن المسيحيين بالكاد نحافظ على وجودنا ودورنا، وكلّنا كلبنانيين بالكاد نحافظ على بلدنا، تعالوا نقف كلّنا مع بعضنا لنحمي بعضنا. نريد حماية لبنان الكيان واذا كان جزءاً من شبكة الحماية مصدره من الخارج فليكن ضمن احترام السيادة. لكن، لا تهدروا السلاح ولا أي قوّة سدى، أمنوا بها التحييد، ضمانة امميّة، نهوضا وإعمارا وازدهارا، اتفاقية دفاع استراتيجي من اميركا، ولكن لا تهدروا اي عنصر قوّة لدينا سدى من دون مقابل، وأقلّ شي ممكن أمّنوا عودة النازحين واللاجئين".

 

وخاطب باسيل اللبنانيين بالقول: "تعالوا نحول وجعنا الى قوّة ونوحّد صفوفنا قبل أن يفرض علينا مصير لا نريده". وأشار الى أن "لبنان اليوم يتعاملون معه على انّه مهزوم ومحتلّ، والخارج يعطيه اوامر كما حصل بعد 13 تشرين ١٩٩٠. لا نريد سلطة خاضعة، نريد أن نكون مع بعضنا بوجه اي وصاية اجنبية أياً يكن شكلها".

 

وأكد "أننا في ذكرى 13 تشرين، نمدّ أيدينا لبعضنا لأن لبنان لا يبنى الاّ بالشراكة تحت سقف الشرعية وقوانينها"، معتبراً أن "جيشنا مقاومتنا، تعالوا كلّنا نمدّه بعناصر القوّة اللازمة ليدافع عنا بوجه الاحتلال والارهاب وليكون هو المقاومة الجامعة لنا كلّنا". وشدد على أن "قضية الشهداء بناء دولة حرّة سيّدة مستقلّة، وليس كنتونات على قياس البعض، معنى الاستشهاد أن يكون لدينا دولة وكيان على قياسنا كلّنا".

 

كما لفت الى أن "مشروعنا الـ 10452 كلم²، لا هو من المدفون لكفرشيما ولا هو من الجنوب للبقاع، ولا لسوريا الكبرى ولا لإسرائيل الكبرى على حسابنا"، مضيفاً: "في 13 تشرين 90 لزّمونا لدولة سوريا، اليوم لمن يريدون تلّزيمنا اذا استمرينا هكذا؟ يجب أن نوحّد البندقية تحت سلطة الجيش والدولة، ويجب ان ننسج ورقة لبنانية جامعة، هي وحدها تخلّصنا، ومن فتح معابر للجيش السوري بالـ 90 وفتح معابر للنازحين السوريين بالـ 2011، يجب أن نقفل كل المعابر التي تؤمن الأذى للبنان، معاً يمكننا أن نفتح للبنان معابر الخير".

 

وختاماً توجه الى الرئيس ميشال عون بالقول: "جنرال انت قطعت عهدا للشهداء انّك لا تتركهم، وانا عهدي لك ولرفاقي في التيار أن اكمل عهدك واكون بخدمة القضيّة وانذر حياتي لها مع كل اوجاعها وآمالها، انت علّمتنا وعلّمت اللبنانيين والمسيحيين ماذا تعني الكتلة الكبيرة والقوية ونحن علينا أن نحافظ عليها، ليبقى لبنان القوي".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan