افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 16 25|07:53AM :نشر بتاريخ

"النهار":

على رغم معالم الانحسار النسبي للملفات الداخلية عن صدارة المشهد اللبناني، الذي بدا مستغرقاً في مراقبة ومتابعة "الحدث الغزاوي" وتقصّي ما يمكن أن يتركه من تاثيرات وتداعيات مباشرة على الواقع اللبناني، تعود الأولويات الداخلية الأكثر إلحاحاً إلى الواجهة مع معالم مشاورات بين أهل الحكم ستمليها طبيعة التحديات المتزاحمة. وإذ يقوم رئيس الحكومة نواف سلام اليوم بجولة في مدينة صيدا ستحضر فيها ملفات الإنماء والإعمار كما لن تغيب عنها استحقاقات السياسة، لخّصت أوساط وثيقة الصلة بالدوائر الرئاسية أبرز الاستحقاقات التي ستشغل الرؤساء والمعنيين في الفترة الطالعة بثلاثة ملفات، هي: الاستعداد اللبناني الذي لا بد منه لكل احتمالات الواقع الإقليمي الجديد خصوصاً في ظل ما أوحاه كلام رئيس الجمهورية جوزف عون قبل أيام عن موضوع التفاوض وعدم معاكسة لبنان لمسار المفاوضات، علماً أن هذا الاستحقاق لا ينفصل عن المخاوف المستمرة من استمرار التصعيد الإسرائيلي المنهجي سواء بالوتيرة الجارية حالياً أم بوتيرة أشد خطورة، واستعجال بت وحسم الخلاف المستحكم داخلياً ونيابياً حول موضوع قانون الانتخاب منعاً لأي مفاجآت سلبية من شأنها التاثير على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وكذلك بت الملفات المالية التي لا تحتمل تاجيلاً وفي مقدمها الموازنة وإنجاز قانون الفجوة المالية في ظل ما سيعود به الوفد اللبناني إلى الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي في واشنطن من معطيات وأجواء لا تبدو بمجملها موحية بالتفاؤل.
وإذ يتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تزخيماً في وتيرة المشاورات بين أهل الحكم، أشارت مصادر سياسية مُطلعة إلى أن حركة اتصالات تجري بين بعبدا والسرايا الحكومية وعين التينة، تتركز على إمكان عقد لقاء يجمع الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام، يُخصص للبحث في ملف التفاوض الذي أثاره رئيس الجمهورية في كلمته منذ يومين. وقالت المصادر إن ملفاً على هذا المستوى من الأهمية لا بدّ من أن يكون موضع تشاور بين الرؤساء ليحددوا خريطة طريق موحّدة تسير البلاد في هديها، مشيرة إلى أن الحركة هذه ستتكثف في الأيام القليلة المقبلة لتواكب التحولات الاقليمية ومسار التسويات الذي انضمت إليه غزة، والذي لا يمكن أن يبقى لبنان خارجه كما قال الرئيس عون.
كما أن الدولة اللبنانية كما الكنيسة المسيحية ستنشغل بقوة بالاستعدادات لبرنامج زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان في نهاية تشرين الثاني المقبل. وفي هذا السياق، رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ البابا لاوون الرابع عشر يزور لبنان في أواخر تشرين الثاني في "زمن السلام"، على وقع مساعي التهدئة في المنطقة، وسيحمل إلى اللبنانيين رسالة "رجاء".
وقال الراعي في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، أمس في بكركي، إنّ البابا لاوون الرابع عشر "سيحمل في زيارته إلى لبنان السلام والرجاء".
أضاف: "أخذ البابا على عاتقه السلام وبرنامجه السلام. يأتي في ظرف توقفت فيه الحرب في غزة… ونعيش في لبنان وقفاً لإطلاق النار، رغم أن ثمة خروقات تحصل، أي أنه يأتينا في زمن السلام"، مشدّداً على أنّ "العناية الإلهية مهّدت له هذا الطريق ليصل في أفضل وقت وفي أجمل وقت".
وفي السياق، اعتبر الراعي أنّ "زيارة البابا ستذكّر جميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، بمسؤوليتهم في الحفاظ على لبنان كقيمة بحدّ ذاته".
وتابع: "قيمة لبنان في أن تحافظ كل فئة من فئاته على دورها وهويتها، العيش المشترك يعني أن للمسيحي هويته وللمسلم هويته. البابا لا يأتي ليقول اتركوا هويتكم بل عيشوا هويتكم"، موضحاً أنّ "هذا هو مفهوم لبنان لدى الفاتيكان، هكذا يفهمونه بتعدديته الثقافية والدينية".
في غضون ذلك، عقد قبل ظهر أمس اجتماع للجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقورة، للمرة الأولى منذ اجتماع 7 أيلول الماضي، الذي شاركت فيه المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، فيما حضر اجتماع البارحة للمرة الأولى، الرئيس الجديد للجنة، الذي سيخلف مايكل ليني، ضمن آلية أميركية تقضي بتغيير رئيس اللجنة كل ستة أشهر.
وفي أول اطلالة له على الوضع اللبناني قبيل التحاقه بمنصبه في بيروت، حضر السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى احتفالاً أقامته السفارة اللبنانية في واشنطن على شرف الوفد اللبناني المشارك في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في اجتماعات الخريف، والذي حضره ديبلوماسيون ورجال أعمال وفعاليات من الاغتراب اللبناني. وتحدث السفير ميشال عيسى، الذي أقسم اليمين يوم الثلاثاء في وزارة الخارجية الأميركية، وقال: "إن عودتي الآن ممثلاً للولايات المتحدة، البلد الذي فتح ذراعه لي ومنحني كل فرص النجاح، هو أحد أعظم شرف في حياتي. أنا ممتن للغاية للرئيس دونالد ترامب لمنحي هذه الفرصة التاريخية لخدمة الشعب الأميركي والمساعدة في دعم رؤية تجديدية وتقدمية للبنان. أملي والتزامي هو أن يساعد وجودي في لبنان في توجيه جميع اللبنانيين نحو مسار منطقي ووحيد نحو طريق الوحدة والاستقرار والتقدم. لأن جعل لبنان عظيمًا مرة أخرى ليس حلمًا، بل سيتطلب الأمر منا جميعًا، من داخل لبنان ومن خارجه، أن نعمل معًا بشجاعة وعقلانية وإيمان مشترك بإمكانيات البلد".
إلى ذلك، حضرت قضية المفقودين والمخفيين في كلمة رئيس الجمهورية جوزف عون أمس خلال حفل قسم أعضاء الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين اليمين أمامه في قصر بعبدا، فأكد أن "لبنان الجديد سوف يبنى على العدالة والحقيقة"، وأن قضية المفقودين والمخفيين قسراً "تتجاوز الانتماءات السياسية والطائفية، وبالتالي فإن الحق مقدس لكل عائلة في معرفة الحقيقة عن مصير أبنائها المفقودين"، داعياً جميع الأطراف المعنيين إلى التعاون والمساعدة وكسر جدار الصمت للمساهمة في كشف الحقيقة مهما كانت قاسية". وأكد أن الدولة سوف تؤمن كل ما من شأنه تسهيل مهمة الهيئة التزاماً بالقانون الذي أنشأها، وجعلها هيئة مستقلة ولها ضمانات في عملها، فضلاً عن التزام لبنان بموجب الاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان، وانطلاقاً من المهام الملقاة على عاتقها لا سيما لجهة الكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسراً وجمع المعلومات والوثائق وإنشاء قاعدة بيانات شاملة، والتعاون مع الجهات المعنية محلياً ودولياً، ودعم العائلات نفسياً واجتماعياً وقانونياً.
أما الجديد البارز الذي سجل في مسالة قانون الانتخاب، فتمثل في تطور ينتظر أن يترك ترددات واسعة، إذ بادرت وزارة الخارجية والمغتربين إلى إرسال مشروع قانونٍ معجّل إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وطلبت إدراجه على جدول أعمال أول جلسة للحكومة. وتضمّن مشروع القانون طلب إلغاء المادتين 112 و122 من قانون الانتخاب المتعلقتين باقتراع المغتربين اللبنانيين واللتين تحصران تمثيلهم بست مقاعد مخصصة للاغتراب. وتضمّن مشروع قانون وزارة الخارجية إلغاء المادتين والسماح للبنانيين المقيمين في الخارج باختيار ممثليهم الـ128 في مجلس النواب بحسب دوائر قيدهم. وأفادت الوزارة أن خطوتها جاءت بعد تلقيها في الأسابيع الأخيرة عدداً من العرائض والرسائل، من عددٍ كبير من أبناء الجاليات اللبنانية حول العالم (برلين، ستوكهولم، أوتاوا، مونتريال، واشنطن، نيويورك، أبوجا، مدريد، لندن، ملبورن وباريس) يطالبون فيها بإلغاء المادتين المذكورتين ومنحهم حق الاقتراع بحسب دوائر قيدهم في لبنان.

 

 

 

 

 

"الأخبار":

"القوات اللبنانية" تنتقل إلى "الخطة ب"، لتعديل قانون الانتخابات، بعد إقفال بري باب الهيئة العامة. لكن دون نجاحها عوائق، أهمها انشغال البرلمان بمناقشة الموازنة
أقفل رئيس مجلس النواب نبيه بري الباب على تعديل قانون الانتخاب، قبل التوافق في اللجنة الفرعية المُكلّفة بذلك، فانتقلت "القوات اللبنانية" إلى "الخطة ب" التي تقوم على إحالة مشروع قانون التعديل من مجلس الوزراء إلى مجلس النواب.
هكذا، ومن دون تنسيق مع أي جهة، تقدّم وزير الخارجية والمغتربين، يوسف رجّي، بمشروع قانون إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، طالباً عرضه بسرعة لإقراره وإحالته إلى البرلمان.
مشروع القانون
يتضمن المشروع ثلاث موادّ رئيسية: الأولى، إلغاء المادة 84 من القانون التي تتعلق بالبطاقة الممغنطة والمادة 112 التي تتحدّث عن تخصيص ستة مقاعد إضافية في مجلس النواب لغير المقيمين، وإلغاء الفقرة الأولى من المادة 118 حول الاقتراع في الخارج على أساس النظام النسبي ودائرة انتخابية واحدة قبل 15 يوماً على الأكثر من موعد الانتخابات في لبنان، إلى جانب إلغاء المادتين 121 و122 اللتين تحدّدان آلية ملء الشغور في مقاعد الاغتراب وتخفيض ستة مقاعد من عدد أعضاء مجلس النواب، لإضافة ستة مكانها لغير المقيمين.
في المادة الثانية، طلب رجّي تعديل المادة 111 من قانون الانتخاب ليصبح بإمكان المغتربين الاقتراع وفق المادة 98 شأنهم شأن كل الناخبين. وفي المادة الثالثة، طلب تعديل الفقرة الأخيرة من المادة 113 التي تنص على تحديد يوم 20 من شهر تشرين الثاني المهلة الأخيرة لتسجيل المغتربين تحت طائلة سقوط حق الاقتراع في الخارج، لتصبح "المهلة المعطاة للتسجيل في نهاية كانون الثاني من السنة التي تجري فيها الانتخابات"، استثنائياً ولمرة واحدة.
سلام غير مقتنع
ويبدو جلياً أن وزير الخارجية يدرك جيداً ضيق المهل المتبقّية لتسجيل المغتربين والتي لا تتجاوز الشهر الواحد، وسط ضياع الدولة بأكملها بشأن مصير الانتخابات في الاغتراب، ما انعكس سلباً على وضع الناخبين في الخارج المتردّدين في تسجيل أسمائهم، من دون معرفة آلية الاقتراع، لحسم خيارهم سواء بالاقتراع للمقاعد الستة أو لـ 128.
لذا، قرّرت معراب زيادة الضغط السياسي لنيل مبتغاها وهو إعادة تكرار سيناريو الانتخابات السابقة، أي اقتراع المغتربين في السفارات والقنصليات للمقاعد الـ 128، لعلمها المُسبق أن أصوات المغتربين في الخارج ستصبّ في مصلحتها ومصلحة خصوم حزب الله، بما يُعزّز فرص الفوز بمقاعد شيعية.
وعلمت "الأخبار" أن رجّي استند إلى هذه الحجة لإقناع رئيس الحكومة نواف سلام بمشروع القانون، مؤكداً قدرة "القوات" على الفوز بالمقعد الشيعي في جبيل ومقعد آخر في بعبدا، بناءً على حسابات دقيقة وتوزيع للأصوات منظّم ومنسّق بين كل القوى. إلّا أن سلام لا يزال متمسّكاً بعدم صلاحية الحكومة بالبحث في موضوع تعديل قانون الانتخابات، على اعتبار أنها مسؤولية تشريعية منوطة بمجلس النواب.
الأسباب الموجبة
وهذا ما أثار سخط رجّي خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، إذ أصرّ على مناقشة تعديل قانون الانتخاب من خارج جدول الأعمال بهدف إحراج سلام وباقي الوزراء، غير أن رئيس الحكومة رفض الانصياع لطلبه من منطلق عدم وروده على الجدول.
حينها هدّد رجّي بالخروج والتصريح أمام الصحافيين بأن سلام يرفض اقتراع المغتربين، فما كان من رئيس الحكومة إلّا أن رفع صوته في وجه وزير الخارجية، طالباً منه التوقّف عن القيام بعراضات فارغة وسلوك الأطر القانونية.
يومها، التزم رجّي الصمت، لكنه عاد وأرسل مشروع قانون تعديل قانون الانتخاب الذي يتضمّن في الأسباب الموجبة له، التقرير النهائي للجنة الوزارية الموكلة دراسة قدرة الحكومة على تطبيق القانون الانتخابي، ولا سيما المواد موضوع الإشكال.
والتقرير كان قد خَلُصَ إلى تعذّر استحداث الدائرة 16 الخاصة بالمغتربين، "ما يحرم هؤلاء من ممارسة حقهم في المشاركة أسوة بسواهم من اللبنانيين". لذا، ومن منطلق "المحافظة على حق المغترب في الاقتراع والمشاركة واحتراماً لمبدأ المساواة وخطاب القسم والبيان الوزاري"، طلب رجّي أن توافق الحكومة على مشروع القانون المُعجّل وترسله إلى مجلس النواب.
معراب تريد كرسي بري!
غير أن خطة "القوات" الموازية تواجه عوائق، ولا سيما مع تمسّك بري بعدم تعديل القانون ولو بحرف واحد، وتحوّل المجلس إلى مناقشة الموازنة (حصراً) بعد إحالتها من رئيس الجمهورية جوزيف عون في الثاني من الشهر الجاري.
ومن المتوقّع أن يستغرق النقاش في الموازنة ما لا يقل عن شهرين أو أكثر، ما يضع تصويت المغتربين على المحك، ولا سيما مع ضرورة دعوة الهيئات الناخبة قبل ثلاثة أشهر على الأقل من موعد الانتخابات، أي في شباط 2026. وهو ما يجعل الأمر مستحيلاً، إذ إن دراسة الموازنة يُفترض أن تستمر حتى نهاية العام الجاري، مع احتمال تمديد النقاش واستفحال أزمة عدم ورود بند لإعادة الإعمار فيها.
الأكيد، أن تعديل قانون الانتخاب سيكون عنوان المعركة السياسية الأشرس بين بري و"القوات"، خصوصاً أن أجندة معراب لا تقف عند الرغبة بتسجيل نقطة على "الثنائي الشيعي"، عبر خرق أحد مقاعده النيابية، بل تمتدّ إلى كرسي بري نفسه.

 

 

 

 

 

"الجمهورية":

التطوّرات الإقليمية الأخيرة التي بدأت مراحلها التنفيذية في اتفاق غزة، فرضت نفسها بنداً رئيسياً في مداولات الصالونات والمجالس السياسية، والجامع بينها الحذر من أيّ معوّقات قد تطرأ في طريق هذا الاتفاق، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات وارتدادات، خصوصاً في ظلّ التهديدات الإسرائيلية بإعادة فتح "باب جهنم" ما لم يُحسَم تسليم سلاح حركة "حماس"، فيما لوحظ التركيز بشكل مكثّف على جبهة لبنان، التي تُجمع تقديرات المحلّلين على أنّه سيكون المحطة الثانية بعد غزة. وتلوح في أفقه وجهتان متناقضتان، الأولى أن يوضَع على مسار التسوية السياسية، وخصوصاً أنّ وضعه الداخلي بات مؤاتياً لذلك، والثانية أنّ يوضَع على خط النار الإسرائيلية من جديد، إذ إنّ الاحتمالات مفتوحة، تعزّزها السيناريوهات الحربية والتهويلات التي تُضَخ عبر منصة X (تويتر سابقاً) وتصعيد من الداخل والخارج.
بري: إلى لبنان درّ
سياسياً، جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيده عبر "الجمهورية"، على أنّ "الانتخابات النيابية ستجري في موعدها. ولا توجد أي موانع تحول دون إجرائها".
ورداً على سؤال حول تصويت المغتربين، أوضح: "لدينا قانون انتخابي نافذ، وستجري الانتخابات على أساسه، ما يعني أنّ عمليات الإقتراع ستحصل في لبنان، ومَن يُريد أن يشارك في الإقتراع وينتخب، يستطيع أن يأتي إلى لبنان وينتخب في لبنان".
وحول التطوّرات الأخيرة في غزة، لم يتوسّع بري في التحليل حول الاحتفالية التي رافقت وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، مكتفياً بالقول: "إنّ ثمة أمراً كبيراً قد حصل. بعدما نُفِّذت المرحلة الأولى من اتفاق غزة، فإنّه لا يُعبّر عن اطمئنان، بل يقارب المراحل التالية من هذا الاتفاق بحذر شديد".
وماذا عن لبنان بعد اتفاق غزة؟ أكّد بري أنّه "ليس قلقاً، ويُخالف ما يُنثر في الأجواء من سيناريوهات وتهويلات تُطلَق من غير مصدر، وتُنذِر بتصعيد وحصول حرب على جبهة لبنان"، لافتاً إلى أنّ كلّ التقديرات تشي بأنّ عنوان المرحلة بعد الاتفاق في قطاع غزة هو "إلى لبنان درّْ"، هذه الفرضية هي الأقرب إلى الواقع، "لكن لا توجد معطيات حول ما يمكن أن يُطرح في هذا المسار".
في سياق جنوبي متصل، استمرّت الإعتداءات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية، وأفيد عن تفجيرات نفّذها الجيش الإسرائيلي في بلدة ميس الجبل، وغارة جوية على بلدة وادي جيلو، في وقت عقدت لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقورة، اجتماعاً للمرّة الأولى منذ اجتماع 7 أيلول الماضي، في حضور الرئيس الجديد للجنة، الذي سيخلف مايكل ليني، ضمن آلية أميركية تقضي بتغيير رئيس اللجنة كل 6 أشهر.
وكان الرئيس بري قد استبق الاجتماع بالقول: "الجنوب الآن على موعد مع اجتماع هيئة الرقابة في الخامس عشر من الشهر الجاري". وسأل: "ما الذي يمنعها من التدخّل لدى إسرائيل لتوقف اعتداءاتها وخروقاتها؟ وهل سينتهي بلا أي نتيجة، على غرار اجتماعاتها السابقة؟ وماذا ستقول في ردّها على البيانات الصادرة عن قيادة قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" بتحميل إسرائيل مسؤولية خرق الاتفاق وعدم الإلتزام به، بخلاف "حزب الله" الذي لم يُطلق رصاصة واحدة فور سريان مفعول الاتفاق"؟. كما سبق له أن أكّد في أكثر من مناسبة على ما مفاده، بأنّ "الأولوية هي لوقف العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف لبنان كلّه، وأنّ لبنان اتخذ ما يمكن اتخاذه من قرارات وخطوات تعكس التزامه الكلّي باتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701، والجيش مولج بالوضع في الجنوب، ويقوم بمهامه على أكمل وجه بالتعاون والتنسيق مع قوات "اليونيفيل"، وإسرائيل بشهادة الجميع تُشكّل العائق أمام إكمال انتشار الجيش جنوب الليطاني، وتواصل اعتداءاتها، في ظل انكفاء واضح من قِبل رعاة الاتفاق وكذلك لجنة الإشراف على تنفيذه، عن القيام بالدور المطلوب منهما لوضع حدّ للتفلّت الإسرائيلي وحمل إسرائيل على الإلتزام بالاتفاق".
التسوية موجودة
وفي موازاة كلام بري هذا، تؤكّد مصادر موثوقة لـ"الجمهورية"، أنّ الاحتمال الأقرب إلى الواقع بعد اتفاق غزة، هو أن يتوجّه الأميركيّون مباشرةً نحو لبنان، لإطلاق ما يسمّونه مسار الحلّ السياسي وترسيخ الهدوء على جانبَي الحدود الجنوبية، كاشفة عن إشارات ديبلوماسية غربية وردت إلى مراجع مسؤولة، تفيد بتحضيرات لإطلاق مفاوضات في المدى المنظور، لكن من دون أن توضح المصادر "شكل المفاوضات، وما إذا كانت ذات طابع أمني أو سياسي أو أمني وسياسي معاً".
واللافت في هذا السياق، ما أكّد عليه مرجع كبير لـ"الجمهورية"، لجهة رفض لبنان المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، أو إعطاء أي مفاوضات قد تحصل أيّ بُعد سياسي، وما طرحه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، عكس من جهة الموقف اللبناني الجامع، بأنّ لبنان لا يُريد الحرب، وحدّد من جهة ثانية ما يمكن للبنان أن يقبل به على هذا الصعيد، أي مفاوضات على غرار مفاوضات ترسيم الحدود البحرية التي رعاها الأميركيّون عبر آموس هوكشتاين، تحقق الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق الأسرى اللبنانيِّين، وتمكين أبناء القرى والبلدات اللبنانية المدمّرة جراء العدوان الإسرائيلي من إعادة إعمارها.
وفي رأي المرجع الكبير عينه، فإنّ مسار الاتفاق على جبهة لبنان لا تعتريه صعوبات كمثل الصعوبات والتعقيدات التي اعترت وتعتري مسار الاتفاق في غزة، لأنّ ثلاثة أرباع الطريق منجزة، ولسنا في حاجة إلى تسوية جديدة، إذ لدينا تسوية قائمة محدّدة مندرجاتها في اتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن في 27 تشرين الثاني من العام الماضي، وكذلك في القرار الدولي 1701. ولبنان بشهادة كل العالم، ومعهم قيادة "اليونيفيل" ولجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق، التزم بالكامل بكل تفاصيلها، والجيش اللبناني يقوم بمهامه كاملة بالتنسيق والتعاون مع قوات "اليونيفيل" جنوب الليطاني وفق منطوق القرار 1701، ولبنان على مستوياته الرسمية جميعها يؤكّد أنّه لا يُريد الحرب، بل ترسيخ الأمن والاستقرار، والرئيس عون حدّد في كلامه الأخير أنّ مكمن المشكلة هو لدى إسرائيل وليست لدى لبنان، ما يعني أنّ اتفاق 27 تشرين والقرار 1701 ملتزَمٌ بهما من طرف واحد هو لبنان، وليس المطلوب إلّا إلزام إسرائيل بصورة جدّية بمندرجات القرار الدولي، واتفاق وقف عدوانها على لبنان، واستباحتها المتمادية لأجوائه بـ"قناصات مسيّرة" لاغتيال المواطنين. والأميركيّون، وعلى غرار ما فعلوه لفرض اتفاق غزة، يملكون بالتأكيد قدرة الضغط والإلزام على إسرائيل".
تقدير غربي
وحول ما جرى في غزة والاحتفالية الحاشدة التي واكبته، في تجمّع عدد كبير من القادة العرب والأجانب الذين تقدّمهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شرم الشيخ، نُقِل عن معنيِّين بحركة الاتصالات الخارجية مع لبنان، عن مسؤول غربي رفيع قوله: "إنّ تحوّلاً كبيراً تشهده منطقة الشرق الأوسط، يؤسّس لتغييرات جوهرية لن تتأخّر في الظهور".
ووفق ما يُنقل عن المسؤول الغربي، فإنّه "يستبعد احتمالات الحرب والتصعيد على جبهة لبنان"، معتبراً أنّ "الفرصة متاحة حالياً، وبصورة جدّية، لإطلاق مسار سياسي نحو تسوية تُشكّل مصلحة لكلّ الأطراف". وفي تقديره "أنّ "حصرية السلاح" بيَد الدولة التي أكّد عليها الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية، أصبحت بعد التطوّرات التي شهدها ملف قطاع غزة، هدفاً قابلاً للتنفيذ أكثر من أي وقت، وستُنفّذ بالتأكيد وسيُسحب سلاح "حزب الله"، ولاسيما أنّ الظروف باتت مؤاتية لذلك، ليس بوصف سحب هذا السلاح هدفاً لأكثرية اللبنانيِّين فحسب، بل هو هدف دولي، وتضعه واشنطن في رأس قائمة أولوياتها وأهدافها".
وإشارة الرئيس ترامب إلى دعم مهمّة الرئيس اللبناني لنزع سلاح "حزب الله"، ينبغي التعامل معها بحجمها، ومقاربتها بجدّية مطلقة، بالأخص من قِبل "حزب الله". وخصوصاً أنّ الأميركيِّين جادون في هذه المسألة، ويعتبرون أنّ سحب سلاح الحزب سيحصل في نهاية المطاف، بمعزل عن الطريقة التي سيتمّ فيها ذلك، أكان بالتفاهم أو غير ذلك. وإشارة الرئيس ترامب هذه تتسمّ بصفة الاستعجال، ولا تفسح مجالاً للتباطؤ أو التراخي لوقت طويل".
أي معادلة؟
وفيما بدا كلام الرئيس الأميركي وكأنّه يفترض أنّ "حزب الله" انتهى كقوّة عسكرية، وأنّه تعرّض ومحوره إلى هزيمة، أفقدته قدرة الاستمرار، ومجاراة القواعد والمعادلات الجديدة التي تُرسَم في المنطقة، ولبنان من ضمنها، أكّدت مصادر قريبة من "حزب الله" رداً على سؤال لـ"الجمهورية"، "إنّنا ندرك حجم الضغوطات التي تُمارس علينا من كل الجهات داخلياً وإقليمياً ودولياً، وموقفنا ثابت ومعروف، سلاح المقاومة خط أحمر، وسبق لنا أن أكّدنا أنّ هذا السلاح بالنسبة إلينا يُعادل الروح، ولن نتخلّى عن أرواحنا وسنواجه أي محاولة بقوّة غير مسبوقة أياً كان مصدرها".
عون: حق المعرفة
رئاسياً، أكّد الرئيس عون أمام زواره، أنّ "لبنان الجديد سيُبنى على العدالة والحقيقة"، لافتاً إلى أنّ "قضية المفقودين والمخفيِّين قسراً تتجاوز الانتماءات السياسية والطائفية، وبالتالي فإنّ الحق مقدّس لكل عائلة في معرفة الحقيقة عن مصير أبنائها المفقودين"، داعياً "جميع الأطراف المعنيين إلى التعاون".
الخارجية وتصويت المغتربين
على الصعيد الانتخابات وفي موازاة الصعوبات التي تواجه المحاولة التي يقودها حزب "القوات اللبنانية" بالشراكة مع مجموعة من النوّاب المصنّفين سياديِّين وتغييريِّين، لتمرير اقتراح قانون معجّل مكرّر يمنح المغتربين حق انتخاب كل أعضاء المجلس النيابي، بدا أنّ تلك الجهات غيّرت تكتيكها، عبر محاولة تمرير هذا الأمر من الباب الحكومي.
وتبدّت هذه المحاولة في الإعلان أمس، عن أنّ وزارة الخارجية المحسوب وزيرها يوسف رجي على "القوات"، أرسلت إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء قبل يومَين مشروع قانون معجّل بذات مضمون الاقتراح النيابي المذكور، يرمي إلى الغاء المادتَين 112 و122 من قانون الانتخابات المتعلقَين باقتراع المغتربين، اللتَين تحصران تمثيلهم بـ6 مقاعد مخصّصة للاغتراب، والسماح للبنانيِّين المقيمين في الخارج باختيار ممثليهم الـ128 في مجلس النواب بحسب دوائر قيدهم. وبرّرت الخارجية خطوتها هذه بأنّها تأتي بعد تلقّيها في الأسابيع الأخيرة عدداً من العرائض والرسائل، من عددٍ كبير من أبناء الجاليات اللبنانية حول العالم (برلين، ستوكهولم، أوتاوا، مونتريال، واشنطن، نيويورك، أبوجا، مدريد، لندن، ملبورن وباريس...) يطالبون فيها بإلغاء المادتَين المذكورتَين ومنحهم حق الاقتراع بحسب دوائر قيدهم في لبنان.
تقدير إيراني
إلى ذلك، برز ما أورده موقع Tehran Times الإيراني، إذ لاحظ أنّه "كلّما اقتربت إسرائيل من الهدنة مع أحد الأطراف، وجّهت سلاحها نحو طرف جديد. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو التقارب بين الرؤيتَين الأميركية والإسرائيلية بشأن لبنان".
وبحسب الموقع، فإنّ "مرحلة ما بعد غزة ليست سلاماً، بل هي مرحلة انتقالية، ولبنان الآن بين نارَين: نار التصعيد الإسرائيلي، ونيران الخيارات الداخلية الضيّقة، ويواجه خيارَين صعبَين: إمّا الإنخراط في مشروع تسوية إقليمية مشروطة، وربما باهظة التكلفة، أو الاستعداد لمواجهة عسكرية قد تندلع في أي لحظة، بحجة ردع "حزب الله". والمرحلة المقبلة ستكون مفصلية في تحديد مسار البلاد لعقود مقبلة".

 

 

 

 

 

"الديار":

بدأت وتيرة الانشغال بالانتخابات النيابية المقرّرة في الربيع المقبل تتصاعد يوماً بعد يوم وتأخذ طابعاً حادّاً، بعدما ظهر أنّ المسألة باتت تربط بين الصراع السياسي والصراع الانتخابي، الذي كان يأخذ شكل المنافسة الانتخابية العادية. أمّا الآن فالشعار هو "من يُلغي الآخر" على الساحة السياسية، وليس فقط في ساحة النجمة، مع أنّ الرياح التي تهبّ على المنطقة تتجاوز بكثير اللعبة الداخلية التي لا تأثير لها قطعاً على مسار هذه الرياح.
وبينما لا يزال السجال يدور مكانه بالنسبة لتمثيل المغتربين اللبنانيين، بوجود تباين حاد في وجهات النظر، علمت "الديار" أنّ الذين يراهنون على المال الخليجي، وتحديداً المال السعودي، في تمويل "الحملات المجنونة"، سيواجهون صدمة حقيقية مع ورود معلومات موثوقة بأنّ الرياض ستقف على مسافة واحدة من كلّ الأطراف، باعتبار أنّ الأوضاع الحالية والمرتقبة في المنطقة لا تتحمّل أيّ انفجار سياسي أو طائفي على الساحة اللبنانية.
في غضون ذلك، تُعقد الاجتماعات السنوية للبنان مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، حيث قال خبير سابق في صندوق النقد الدولي لـ"الديار" إنّ تعامل الصندوق مع الحكومة اللبنانية يأخذ أبعاداً سياسية، وبخلفيات سياسية، لم يمارسها الصندوق إلّا مع البلدان التي تُعتبر "مارقة" في المعجم السياسي الأميركي. ملاحظاً أنّ ما يجري من جدل، سواء حول الإصلاحات المالية ومنها إعادة هيكلة المصارف اللبنانية ومعالجة الفجوة المالية، يعكس اتجاهاً واحداً، وهو إبقاء لبنان داخل الدوامة بانتظار أن تعطي واشنطن الضوء الأخضر لصندوق النقد. وهذا الأمر لم يحصل حتى اللحظة، ولن يحصل قبل أن يتأكّد الإسرائيليون من إزالة حزب الله من الخارطة السياسية اللبنانية.
بموازاة ذلك، سلّم لبنان اللوائح كاملة إلى الجانب السوري، مفصّلة بجميع الموقوفين والمحكومين في السجون اللبنانية، موزّعين وفقاً للتقسيمات التي وضعتها وزارة العدل والأجهزة الأمنية اللبنانية. وحول مسألة المتهمين السوريين بجرائم الإرهاب، يُجرى الحديث عن حلٍّ وسط يقضي بمحاكمتهم في لبنان على أن يقضوا فترة المحكومية في السجون السورية.
السجال حول اقتراع المغتربين وإلغاء المادة 112
بالعودة إلى الانتخابات النيابية، وبعد أن قدّم وزير الخارجية مشروع قانون معجّلا يطلب فيه إلغاء المادتين 112 و122 من قانون الانتخاب المتعلّقتين باقتراع المغتربين اللبنانيين واللتين تحصران تمثيلهما بستة مقاعد مخصّصة للاغتراب، أشارت "القوات اللبنانية" إلى أنّها اقترحت إلغاء المادة 112 سابقاً عن طريق جلسة تشريعية لمجلس النواب، إنّما ذلك لم يحصل، أو الذهاب إلى الحكومة لإلغاء هذه المادة، وبذلك يصبح المجلس النيابي مُلزماً بخيار تصويت المغتربين اللبنانيين لـ128 نائباً.
وفي هذا الصدد، أكّدت "القوات اللبنانية" أنّها ماضية في معركة تمكين المغتربين من المشاركة في انتخاب 128 نائباً.
ماكرون ودعم لبنان
في المقابل، إذا تمكّن الرئيس إيمانويل ماكرون من عقد المؤتمرين الخاصين بلبنان: الأوّل لدعم الجيش اللبناني بمهامه البالغة الحساسية والأهمية في ظلّ وضع مالي معقّد، ولا منفذ له حتى الآن، والثاني للنهوض بالبلاد وإعادة الإعمار فيها، فماذا يمكن أن تكون نتيجة هذين المؤتمرين إذا كانت المليارات العربية ستذهب لإعادة إعمار غزة لتغدو الأخيرة "ريفيرا الشرق الأوسط"، دون ذكر للبنان، وفقاً لما أكّد عليه الرئيس الأميركي أمام الكنيست؟
أمّا لبنان فلم يحصد من المؤتمرات السابقة سوى الملامات، بعدما لوحظ أنّ أوساطاً فرنسية مسؤولة تتوجّس بأنّ هناك قراراً إسرائيلياً، بامتدادات دولية، بإبقاء لبنان يتقلّب بأزماته السياسية والمالية دون حلّ قريب أو بعيد.
ترامب قدّم كلّ شيء لإسرائيل ولا شيء للبنان
في سياقٍ متّصل، لاحظت أوساط سياسية لبنانية بعيدة عن التأجيج السياسي والطائفي أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدّم في خطابه الثلاثاء الماضي أمام الكنيست، الذي رأت فيه صحيفة "يسرائيل هيوم" "الثلاثاء العظيم"، كلّ شيء لـ"إسرائيل"، ولا شيء للبنان. كما فتح ترامب لإسرائيل أبواب المنطقة، لا سيّما أبواب البلدان العربية الثرية، دون أن يفتح أمام لبنان سوى الباب الذي يمكن أن يؤدّي إلى حربٍ أهلية، إذا لم تُعالج الأمور بالحوار والتفاهم، إذ إنّ مسألة سلاح حزب الله ليست بالطارئة، كون هذا السلاح في نظر الحزب مسألة وجودية إذا ما أُخذت بالاعتبار نوعية وهوية الإعصار الذي يضرب المنطقة الآن.
خزائن العرب لمن؟
يُضاف إلى ذلك فتح الرئيس الأميركي خزائن الدول العربية أمام إعادة إعمار غزة، في حين أنّ كلّ هذه الخزائن ما زالت مقفلة أمام لبنان، حيث إنّ إعادة إعمار الجنوب باتت عاملاً أساسياً في إعادة بناء الدولة، إذ لا يمكن ترك مئات آلاف اللبنانيين خارج بلداتهم وأرضهم، حتى إنّ الإسرائيليين يمنعون نصب خيمة وسط أيّ بلدة من تلك البلدات الجنوبية التي تعرّضت للدمار الشامل.
مأزق السلاح وعدم تسهيل ترامب لمهمة الرئيس عون
أمّا النقطة الأكثر حساسية التي تشير إليها هذه الأوساط السياسية اللبنانية فهي أنّ ترامب، الذي أشاد بالرئيس جوزيف عون معتبراً "أنّ أشياء جيدة جداً تحصل في لبنان"، لم يقدّم أيّ ورقة أو أيّ تسهيل لعون لمساعدته على تفعيل الحوار مع قيادة حزب الله حول السلاح، كأن يدعو نتنياهو إلى الانسحاب من التلال الخمس التي لا معنى عسكرياً أو استراتيجياً لتواجد القوات الإسرائيلية فيها سوى الضغط على الدولة اللبنانية، أو وقف الاغتيالات التي تنفّذها "إسرائيل" في لبنان، وأيضاً الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف مناطق لبنانية.
ذلك أنّ تأليف اللجنة الدولية لمراقبة وقف إطلاق النار ("الميكانيزم")، التي لم تلتزم بها "إسرائيل" يوماً، كانت خطوة شكلية لمراقبة وقف النار من جهة واحدة، بعدما لم تُطلق من الجانب اللبناني رصاصة واحدة منذ إعلان الاتفاق على وقف الأعمال العدائية في 27 تشرين الثاني عام 2024.
وترى الأوساط أنّ ترامب وضع الرئيس عون أمام مأزق حقيقي، بعدما حصر مهمّته في مسألة "نزع سلاح" حزب الله، من دون أن يقدّم بالمقابل أي ضمانات تكبح السياسات العدوانية التي يواصلها الائتلاف الحاكم في "إسرائيل" ضد الحزب، إلى حدّ السعي لإلغاء وجوده وتهديد بيئته الحاضنة بوضعها على حدّ السكين.

 

 

 

 

 

"نداء الوطن":

قفز قانون الانتخابات النيابية مجددًا إلى واجهة الاهتمامات بعدما حرّكه بشكلٍ كبير وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي من خلال مشروع القانون المعجل من وزارة الخارجية لإلغاء المادتين 112 و122 في القانون.
وزارة الخارجية والمغتربين أرسلت يوم الإثنين الماضي مشروع القانون إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وطلبت إدراجه على جدول أعمال أول جلسة للحكومة. وتضمن مشروع القانون طلب إلغاء المادتين 112و122 من قانون الانتخاب المتعلقتين باقتراع المغتربين اللبنانيين واللتين تحصران تمثيلهم بستة مقاعد مخصصة للاغتراب. وتضمن مشروع القانون إلغاء المادتين والسماح للبنانيين المقيمين في الخارج باختيار ممثليهم الـ 128 في مجلس النواب بحسب دوائر قيدهم.
وجاءت خطوة وزارة الخارجية بعد تلقيها في الأسابيع الأخيرة عددًا من العرائض والرسائل، من عددٍ كبير من أبناء الجاليات اللبنانية حول العالم، من برلين، ستوكهولم، أوتاوا، مونتريال، واشنطن، نيويورك، أبوجا، مدريد، لندن، ملبورن وباريس وغيرها، يطالبون فيها بإلغاء المادتين المذكورتين ومنحهم حق الاقتراع بحسب دوائر قيدهم في لبنان. وكان لافتًا جدًا أن من بين العواصم التي وردت منها عرائض ورسائل برلين حيث الثقل الاغترابي لمغتربين يناصرون حركة "أمل".
وعلمت "نداء الوطن" أن مشروع القانون المعجل أرسلة الوزير رجي إلى كل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.
سلام في بعبدا غدًا 
وفي المعلومات التي حصلت عليها "نداء الوطن" فإن رئيس الحكومة سيزور بعبدا غدًا الجمعة بعدما كان في باريس، وسيتركز اللقاء على التطورات الحاصلة في المنطقة بعد اتفاق غزة وكيف سيتعامل لبنان مع الواقع الجديد. وسيضع عون وسلام رؤية للمرحلة المقبلة إذ لا يمكن للبنان البقاء خارج خريطة المنطقة الجديدة، لذلك سيكون هناك تنسيق مكثف واستثنائي للعمل الوزاري ومتابعة لجلستي 5 و7 آب، فما حصل في غزة سيكون له ارتدادات على لبنان والمنطقة.
ومن المتوقع وضع تصور سيكون بمثابة خطة عمل للمرحلة المقبلة وهذه الخطة تشمل كيفية التعامل مع ملفات الداخل، لكن الأهم العمل على مواكبة الملفات الكبرى كحصر السلاح وما بعد اتفاق غزة.
لجنة الميكانيزم
وأمس، اجتمعت لجنة "الميكانيزم" في ظل أجواء سياسية عادية. حضر اجتماع أمس للمرة الأولى، الرئيس الجديد للجنة، الذي سيخلف مايكل ليني، ضمن آلية أميركية تقضي بتغيير رئيس اللجنة كل ستة أشهر.
عون يولي اهتمامًا بملف الموقوفين والمخفيين
بالتوازي، تحظى قضية المفقودين والمخفيين قسرًا باهتمام بالغ من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وقد حضرت خلال قَسَم أعضاء "الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرًا" اليمين أمامه فأعلن أن هذه القضية تتجاوز الانتماءات السياسية والطائفية، وبالتالي فإن الحق مقدس لكل عائلة في معرفة الحقيقة، وتابع الرئيس عون: "من هنا دقة مهمتكم وصعوبتها في آن لأن مرور عقود من الزمن يجعلها معقدة أكثر فأكثر. لذلك لا بد من تأكيد ضرورة تعاون جميع الأطراف معكم وكسر جدار الصمت للمساهمة في كشف الحقيقة مهما كانت قاسية".
وأكد الرئيس عون أن "الدولة سوف تؤمن كل ما من شأنه تسهيل مهمة الهيئة التزامًا بالقانون الذي انشأها، وجعلها هيئة مستقلة ولها ضمانات في عملها، فضلًا عن التزام لبنان بموجب الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وانطلاقًا من المهام الملقاة على عاتقها لا سيما لجهة الكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرًا وجمع المعلومات والوثائق وإنشاء قاعدة بيانات شاملة، والتعاون مع الجهات المعنية محليًا ودوليًا ودعم العائلات نفسيًا واجتماعيًا وقانونيًا".
واعتبر الرئيس عون أن "أهمية عمل الهيئة تكمن في ارتباط قضية المفقودين بمسار المصالحة والسلم الأهلي والتأكيد أن معرفة الحقيقة هي خطوة أساسية نحو بناء الثقة وعدم تكرار الماضي الأليم".
الرئيس سلام وأوضاع الموقوفين والسجون
كما ترأس رئيس مجلس الوزراء اجتماعًا في السراي الحكومي، حضره وزير الدفاع الوطني ميشال منسى، وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وزير العدل عادل نصار، النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي جمال الحجار، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي كلود غانم، رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي أيمن عويدات، القاضي المشرف على مديرية السجون في وزارة العدل القاضي رجا أبي نادر، رئيس المحكمة العسكرية العميد وسيم فياض، قائد الدرك العميد جان عواد، رئيس فرع السجون العقيد اسماعيل أيوبي والعقيد طارق مكنا خصص الاجتماع للبحث في أوضاع السجناء، من محكومين وموقوفين، في السجون والنظارات كافة.
وأطلع القضاة الرئيس سلام والمجتمعين على "الأجواء الإيجابية التي تسود الدوائر القضائية في قصور العدل عقب التشكيلات الأخيرة، والتي يتوقع أن تسهم في تسريع وتيرة المحاكمات، وتطبيق أحكام المادة 108 من قانون أصول المحاكمات الجزائية المتعلقة بالحد الأقصى لمدة التوقيف، والبت في طلبات إخلاء السبيل".
كما أكد الوزراء المشاركون "مواكبة الأجهزة الأمنية المعنية للإجراءات القضائية، بما يسهم في تخفيف الاكتظاظ داخل السجون وتحسين أوضاع السجناء".
حملة مشبوهة على وزارة الخارجية
وبرزت في المشهد الحملة على وزارة الخارجية والتي تتصاعد، في كل مرة يحقق الوزير نجاحًا، إحدى صحف الممانعة نشرت أمس مقالًا تناول عمل سفارة لبنان في أوتاوا، وتضمّن العديد من المغالطات، ما استدعى ردًا أوضح أن ما ورد في المقال حول أداء الموظفين والعاملين في سفارة لبنان في أوتاوا عارٍ من الصحة وينطوي على معلومات غير دقيقة. وتشهد الجالية اللبنانية في كندا على مهنية البعثة اللبنانية، وعلى رأسها القائم بالأعمال علي الديراني، وحِرصها الدائم على متابعة جميع الخدمات القنصلية وسائر الشؤون المتصلة بأبناء الجالية.
وأوضحت الوزارة أنّ السفير الجديد بشير طوق، لم يلتحق بعد بمركز عمله في أوتاوا، ولا يزال يمارس مهامه الرسمية في مركزه الحالي إلى حين استكمال الإجراءات الإدارية اللازمة.
وردًا على الأخبار الملفقة حول توتر في العلاقة بين وزير الخارجية يوسف رجي وسفيرة لبنان في واشنطن ندى حمادة معوض كتبت الأخيرة على صفحتها على "تويتر" ما يلي: "قرأت بعض الشائعات التي تتحدث عن توتر مزعوم بيني وبين معالي وزير الخارجية، السيد يوسف رجي. وأودّ أن أوضح بشكل قاطع أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
لقد كانت زيارتنا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ناجحة للغاية، حيث عمل الوفد اللبناني بكامل أعضائه بروحٍ منسجمة وهدفٍ واحدٍ مشترك: تمثيل وطننا بفخر على الساحة الدولية.
يشرّفني العمل إلى جانب الوزير يوسف رجي، الذي يواصل بتفانيه وشجاعته تعزيز صوت وطننا في الخارج".
قضية هانيبال القذافي
قضائيًا، رد مصدر قضائي عبر "نداء الوطن" على ما نُشر من كتاب موجه إلى مجلس القضاء الأعلى من قبل وكلاء هانيبال معمر القذافي، فسأل: أليس مجرد التوجه للمجلس استقدامًا للتدخل في عمل القضاء؟
وتابع المصدر: في أرقى دول العالم هذا التصرف غير مقبول بأي وجه من الوجوه، سواء أكان وجهًا أجنبيًا أو وطنيًا، ويفترض به قراءة النصوص القانونية جيدًا.

 

 

 

 

 

"اللواء":

في وقت تتجه فيه الانظار الى مجريات تطبيق خطة ترامب لإنهاء حرب غزة، ووضع القطاع على طريق السلام وما يتبع، كان الوضع في الجنوب تحت مرمى الغارات الاسرائيلية والضربات العدوانية، وانتهاك قرار وقف العمليات العدائية الذي شكل لجنة لمراقبة وقف النار، اجتمعت في الناقورة، وهو الاول من 7 ايلول لمعالجة الاعتداءات الاسرائيلية في ضوء قرار الجيش اللبناني تنفيذ خطة حصر السلاح جنوب الليطاني.
وسط ذلك، تجري اتصالات لعقد اجتماع رئاسي ثلاثي لبحث مسألة التفاوض، بالشق التقني الأمني لمعالجة الوضع.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة الأسبوع المقبل وعلى جدول اعماله برنامج حافل، ابرز ما فيه انجاز مشروع قانون الفجوة المالية. ونُقل عن وزير الاقتصاد عامر البساط قوله ان المجلس سيوافق قبل نهاية الشهر على قانون الفجوة المالية، قبل ارساله الى البرلمان.
وتحدثت معلومات عن ان وزير الخارجية يوسف رجي، سيقدم مشروع قانون لمجلس الوزراء لالغاء المقاعد الستة، وليحوَّل الى مجلس النواب بصيغة المعجل المكرر لالغاء مادتين في قانون الانتخاب مما يسمح للبنانيين المقيمين في الخارج باختيار ممثليهم الـ128 بحسب دوائر قيدهم.
اجتماع السراي
وفي السراي الكبير، عقد الرئيس نواف سلام اجتماعاً حضره الوزراء ميشال منسى وعادل نصار واحمد الحجار، والمدعي العام التمييزي جمال الحجار، ومدير عام قوى الامن الداخلي رائد عبد االله، والقضاة المعنيين بالمحاكمات والسجون.
وخصص الاجتماع لبحث اوضاع السجون وتسريع المحاكمات وتطبيق المادة 108 من قانون اصول المحاكمات الجزائية المتعلقة بالحد الاقصى لمدة التوقيف.
في هذا الخضم، ما زال كلام الرئيس جوزاف عون حول الاستعداد للمشاركة في مسار التسوية السلمية في المنطقة مدار اهتمام ومتابعة،وترددت معلومات عن اتصالات تجري بين الرؤساء الثلاثة لترتيب اجتماع يبحث في هذا الموضوع، لكن معلومات "اللواء المؤكدة" تفيد انه على الاقل سيحصل لقاء ثنائي يوم الجمعة بين الرئيسين عون والرئيس نواف سلام.بينما اوفد الرئيس عون مستشاره العميد اندريه رحال الى الرئيس نبيه بري امس الاول، لشرح خلفيات موقف الرئيس عون من موضوع المفاوضات والتسويات في المنطقة.
وقال الوزير السابق مروان شربل لـ "اللواء" بعد لقاء مع الرئيس عون والبحث في كلامه حول مسألة التفاوض غير المباشر مع الكيان الاسرائيلي لحل المواضيع العالقة: انه استشف ان  التفاوض سيتم كما حصل في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل الذي تم برعاية أميركية واممية، لكن اي تفاوض امني لن يتم قبل تنفيذ اسرائيل مندرجات ورقة الموفد الاميركي توم براك بالانسحاب من النقاط المحتلة وتحرير الاسرى اللبنانيين ووقف الاعتداءات، وقبل ذلك لا تفاوض، ونعتقد ان الاميركي سيشجع على حصول ذلك لكن بعد الانتهاء من المرحلة الثانية لإتفاق وقف الحرب في غزة والبحث في تسليم سلاح حركة حماس الذي وضع على طاولة المفاوضات. 
واوضح الوزير شربل ان اسرائيل تريد تفاوضا شاملا مع لبنان على كل المسائل بما فيها اتفاق سلام، لكن هذا الاتفاق من المبكر الكلام عنه، والاولوية الان للإنسحاب وتحرير الاسرى ووقف الاعتداءات. 
وعن مفاوضات الحدود البرية لاحقا؟ قال شربل: الحدود البرية اللبنانية في الجنوب مرسّمة وجرى تثبيتها رسمياً ودولياً لكن اسرائيل لاتعترف بذلك وسياتي وقت البحث فيها لاحقاً.
وفي سياق متابعة الوضع الجنوبي، عُقد قبل ظهر امس، اجتماع للجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقورة، للمرة الأولى منذ اجتماع 7 أيلول الماضي، الذي شاركت فيه وقتها المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، فيما حضر اجتماع الأمس للمرة الأولى الرئيس الاميركي الجديد للجنة الجنرال جوزيف ر. كليرفيلد  الذي خلف الجنرال مايكل ليني ضمن آلية أميركية تقضي بتغيير رئيس اللجنة كل ستة أشهر.وسط معلومات غير رسمية ان الجنرال الجديد سيقوم بتفعيل عمل اللجنة لتخفيف التوتر في الجنوب في ظل اجواء التهدئة الاقليمية تمهيداً لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي بالتوازي مع عملية جمع السلاح في الجنوب.
وسبق ان أبلغت أورتاغوس المعنيين، أنّها أجّلت زيارتها إلى لبنان لترؤس لجنة "الميكانيزم"، بسبب الإقفال الحكومي في بلادها، وستحدّد الموعد لاحقًا بعد حل المشكلة.
وافادت المعلومات ان الجانب اللبناني في اللجنة اثار تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية ولا سيما العدوان على مناطق مدنية في المصيلح، وسجل ادانته للعدوان مشددا على انه خرق سافر لقرار وقف اطق النار. كما عرض ما قام به الجيش جنوبي نهر الليطاني من ازالة كل المظاهر والمواقع العسكرية. وقد برر مندوب جيش الاحتلال بأن ما تقوم به هو في اطار الدفاع عن النفس!... كما اثار ممثل قوات اليونيفيل الاعتداء الاسرائيلي الذي استهدف مركزا لها في كفر كلا واسفر عن جرح جندي، معتبرا انه انتهاك لاتاق وقف الاعمال العدائية.
وخلال الاجتماع عرض الوفد اللبناني ما قام به الجيش اللبناني من اجراءات جنوب الليطاني، وبرَّر الوفد الاسرائيلي الغارات على الجنوب بأنها "دفاع عن النفس" في ظل استمرار نشاط حزب االله.
وادان الوفد اللبناني الاعتداءات الاسرائيلية التي تستهدف المدنيين والاراضي اللبنانية.
والى ذلك، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل رئيس اللجنة العسكرية التقنية من أجل لبنان (MTC4L)  اللواء انريكو فونتانا مع وفد مرافق، وتناول البحث سبل التعاون لتطوير قدرات الجيش لمواجهة التحديات الراهنة.
مفاجأة انتخاب المغتربين
وفي تطوريتعلق بإنتخاب المغتربين،  اعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، انها ارسلت في الثالث عشر من تشرين الأول الجاري، مشروع قانونٍ معجّل إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وطلبت إدراجه على جدول أعمال أول جلسة للحكومة. وتضمن مشروع القانون طلب إلغاء المادتين 112و122 من قانون الانتخاب المتعلقتين باقتراع المغتربين اللبنانيين واللتين تحصران تمثيلهم بست مقاعد مخصصة للاغتراب. وتضمن مشروع قانون وزارة الخارجية إلغاء المادتين والسماح للبنانيين المقيمين في الخارج باختيار ممثليهم الـ128 في مجلس النواب بحسب دوائر قيدهم.
وقالت: تأتي خطوة وزارة الخارجية، بعد تلقيها في الأسابيع الأخيرة عددا من العرائض والرسائل، من عددٍ كبير من أبناء الجاليات اللبنانية حول العالم ( برلين، ستوكهولم، اوتاوا، مونتريال، واشنطن، نيويورك، أبوجا، مدريد، لندن، ملبورن وباريس...) يطالبون فيها بإلغاء المادتين المذكورتين ومنحهم حق الاقتراع بحسب دوائر قيدهم في لبنان.
ولم يتضح من نص المشروع ما اذا كان القصد ان ينتخب المغتربون نوابهم في الخارج اوفي لبنان.بل اكتفى بطلب إلغاء المادتين 112و122 من قانون الانتخاب المتعلقتين باقتراع المغتربين اللبنانيين واللتين تحصران تمثيلهم بست مقاعد، مايعني ان القرار سيكون بيد الهيئة العامة لمجلس النواب اذا تم اقرار المشروع في جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل وليس هذا الاسبوع، ومن ثم إدراجه على جدول اعمال اول جلسة تشريعية.
وعلم ان الوزير رجي تشاور في اعداد مشروع القانون مع الرئيس سلام وارسل نسخاً منه الى الرئيسين عون وبري.
الصدي يبحث في الأردن
وفي سياق العمل الحكومي،  زار وزير الطاقة والمياه جو الصدّي عمّان حيث التقى نظيره الأردني وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، وتركّز البحث على استجرار الطاقة وواقع خط الغاز العربي إلى لبنان، في إطار تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
وأكد الخرابشة خلال اللقاء، عمق العلاقات التاريخية بين الأردن ولبنان، مشيرًا إلى التوجيهات الملكية السامية بتمتين التعاون الاقتصادي بين البلدين، والى جاهزية الأردن لتزويد لبنان بجزء من احتياجاته من الطاقة الكهربائية فور اكتمال جاهزية الأطراف الأخرى ذات العلاقة، لافتاً إلى أن خطوط الربط من جهة الأردن جاهزة بالكامل.
جابر يأمل بـ"هدنة"
في واشنطن، أعرب وزير المال ياسين جابر عن تقدير لبنان للجهود الدولية المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا أمله في أن تمتد هذه الجهود لتحقيق هدنة دائمة في لبنان تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار.  وفي احتفال اقامته السفارة اللبنانية في واشنطن على شرف الوفد اللبناني المشارك في اجتماعات صندوق النقد اوالبنك الدوليين في اجتماعات الخريف، حضره دبلوماسيون ورجال اعمال وفعاليات من الاغتراب اللبناني، وجّه جابر شكرًا خاصًا للولايات المتحدة على دعمها الثابت للجيش اللبناني، الذي يشكّل حارس السيادة وعماد ثقة اللبنانيين بدولتهم، على حدّ تعبيره. وتناول جابر  الخطوات الإصلاحية التي يقوم بها لبنان، مستعرضًا أبرز الخطوات التي قامت بها الحكومة في الأشهر الأخيرة، من أعادة بناء منظومة الحوكمة بتعيين هيئات رقابية تضمن الشفافية والمساءلة، الى إقرار قانون استقلال القضاء، وهو أكثر من مجرد إصلاح قانوني، بل خطوة لاستعادة العدالة، كما قامت بفتح الباب لإعادة هيكلة النظام المصرفي عبر قوانين مالية جريئة، وإطلاق مسار التحوّل الرقمي لتقريب الدولة من المواطن، وتثبيت قواعد الانضباط المالي ما يمكن من بناء اقتصاد أقوى أمام الأزمات.
وفي اطار محادثات الوفد اللبناني المشارك باجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فقد عقد النائب ابراهيم كنعان اجتماعا مع بعثة صندوق النقد الى لبنان برئاسة ارنستو راميريز وجرى خلال اللقاء تأكيد ضرورة معالجة الفجوة المالية على خلفية استرداد الودائع، كعامل أساسي لاستعادة الثقة. كما تم بحث واقع المالية والإصلاحية، ومشروع موازنة 2026 وشموليتها، والتي ستبدأ لجنة المال والموازنة دراستها قريباً. كما التقى كنعان في البيت الابيض  المساعد الخاص للرئيس الأميركي ومدير الشرق الأوسط واين وول والمستشار الخاص لنائب الرئيس الأميركي وسام حسنين.
قصف وإرهاب
ميدانياً، شن الطيران الإسرائيلي المسير المعادي عصر امس، غارة استهدفت سيارة رابيد على طريق العاصي بين  بلدتي كفرا وصديقين ادت الى اصابة مواطن بجروح. وقد هرعت سيارات الإسعاف الى المكان المستهدف، ثم  نفذ العدو غارة ثانية استهدفت بلدة صديقين في أرض مفتوحة. 
وعلى الرغم من تمكن الراكب من النجاة في الغارة الأولى، وتوجهه نحو المرتفعات، إلا أن المسيرة أطلقت لاحقا صاروخين وأصابته.
من جهة ثانية تم العثور على "درون" إسرائيليّة في بلدة عيتا الشعب قضاء بنت جبيل بعد سقوطها قبل أيّام.
ونفّذ جيش العدو تفجيرا كبيرا قرابة الساعة الخامسة فجراً، في حي الكساير عند أطراف بلدة ميس الجبل. كما قام بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من الموقع المستحدث في تلة الحمامص عند أطراف بلدة الخيام.
وأطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي أعيرة نارية في الهواء فوق المزارعين في بلدة عيترون، بجنوب لبنان. ولليوم الثاني على التوالي، يستمر أهالي بلدتي عيترون ويارون بقطاف الزيتون في الحقول المجاورة للحدود، بمواكبة الجيش اللبناني واليونيفيل.  كما خرقت جرافة معادية الحدود في منطقة غاصونة شرق بلدة بليدا جنوبي لبنان، وقامت بأعمال تجريف داخل الاراضي اللبنانية.
وأُفيد بأن الطيران المسيّر المعادي حلّق صباحاً فوق بيروت وضواحيها ومن ثم في اجواء مناطق الجنوب.
وكان قد صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن "الغارة الإسرائيلية على سيارة في بلدة وادي جيلو، أدت إلى إصابة شخص بجروح.

 

 

 

 

 

 "الأنباء" الالكترونية:

بدا واضحاً أنّ منطقة الشرق الأوسط أمام مرحلة جديدة بعد  إتفاق شرم الشيخ بين حماس واسرائيل الذي تم برعاية شخصية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحضوره ومشاركة ممثلين عن عشرين دولة. هذا الاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ منذ صباح الاثنين الفائت ما زالت تردداته تشغل العالم بأسره بحيث تبقى العبرة في تنفيد البنود المتفق عليها بين الطرفين حماس واسرائيل التي يبدو انها لم تطبق حسب مرسوم لها. فالعقدة  بحسب ما أشارت إليها مصادر متابعة في اتصال مع "الأنباء الالكترونية" ما زالت عالقة عند نقطة تسليم جثامين الرهائن الذين قتلوا جراء القصف الاسرائيلي الكثيف، وما خلفه من دمار هائل لدرجة حالت حتى الساعة دون معرفة أماكن وجودهم بسبب كثافة الأبنية المدمرة التي سويت بالأرض. وبانتظار تسوية هذه العقبة، فقد عادت اسرائيل إلى ممارسة اسلوبها المعهود، بالتهديد بقصف غزة من جديد. وهو الأسلوب نفسه الذي تعتمده في لبنان منذ إتفاق وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني من السنة الماضية. 

وفي موقف مؤيد للتهديد الاسرائيلي أشارت المصادر إلى ان الإدارة الأميركية دعت حماس الى الانسحاب من غزة وتسليم السلاح دون ابطاء، لأن الدول المعنية بتشكيل القوة الدولية التي ستتولى ضبط الوضع في غزة سوف تباشر مهامها مطلع الشهر المقبل. وبذلك تكون حماس خلال هذه المدة قد نفذت كل الشروط المطلوبة منها بما فيها تسليم جثث الرهائن ال 29 .

رسالة دعم جنبلاطية للجيش

وبعد الزيارة التي قاما بها الى بعبدا والاعلان عن تأييدهما للجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية لترسيخ الامن والاستقرار في لبنان، التقى الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط امس الاربعاء في اليرزة قائد الجيش العماد رودولف هيكل عبرا خلالها عن دعمهما وتقديرهما لدور الجيش والمؤسسة العسكرية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان.

مواقف داعمة لعون

محلياً، وفيما لم يصدر عن حزب الله حتى الآن أي تعليق بما خص اتفاق شرم الشيخ، حتى باعلان الرئيس ترامب من الكنيست الاسرائيلي دعمه للرئيس عون بسحب سلاح حزب الله. ما تزال أصداء المواقف التي اعلنها رئيس الجممهورية من أن لبنان لا يمكن ان يكون خارج التسويات في المنطقة وتشديده على حصرية السلاح بيد الدولة وأن لبنان كان وسيبقى جسر تواصل بين الشرق والغرب. هذه المواقف التي لم يصدر حزب الله أي تعليق حيالها ما زالت تحظى باجماع كافة القوى السياسية في لبنان دون استثناء في الوقت الذي ترصد فيه بيروت بقلق المستجدات الجديدة ومواقف الدول المعنية بها.  

انسحاب اسرائيل شرط لأي اتفاق
في الوقت الذي تلوح فيه اصداء السلام الزاحف الى المنطقة  انطلاقاً من بوابة غزة. تبقى العين على لبنان. وهل سيتمكن هذا البلد الذي يحمل وزر 50 سنة من الحروب ومن مصادرة قرار الدولة على مدى العقود الخمس الماضية وفرض واقع جديد من قبل سلطات الأمر الواقع التي ما زالت تتحكم بقراره حتى الساعة. كيف يستطيع بقواه الذاتية ان يكبح جماح الساعين لإضعافه وأحكام قبضتهم عليه بهذه السرعة. مصادر مطلعة أشارت إلى أن الرئيس عون رمى الكرة في ملعب الدول الراغبة في السلام في المنطقة وبالتحديد الدول التي وقعت على اتفاق شرم الشيخ. باعتبار انسحاب اسرائيل من النقاط التي تحتلها ووقف تعدياتها اليومية للسيادة اللبنانية هو المدخل للتفاوض على غرار المفاوضات التي جرت في العام الماضي وأدت إلى اتفاق وقف اطلاق النار ومفاوضات ترسيم الحدود البحرية.

وتعتبر المصادر أن لا مانع من استئناف المفاوضات في الناقورة برعاية دولية كما هو الحال باجتماعات "الميكانيزم" التي تعقد في الناقورة شهرياً وبشكل دوري، مستغربة كيف أن إدارة الرئيس ترامب وافقت على إعادة تكليف حماس بالأمن في غزة إلى حين تشكيل القوة الدولية التي ستتولى حفظ الأمن بعد انسحاب حماس من غزة وتسليم سلاحها. وبالمقابل تريد من لبنان سحب سلاح حزب الله بالقوة. وتشترط عليه بالمقابل عدم تقديم المساعدات للجيش وللقطاعات الاقتصادية والمالية قبل سحب السلاح. وتدرك هذه الدول جيداً مخاطر استخدام القوة في بلد معقد ومحكوم بالطائفية والمذهبية مثل لبنان.

 المصادر قالت اذا كان الرئيس ترامب يرغب باعطاء ايران فرصة للدخول بمفاوضات السلام بالرغم من كل ما فعلته في المنطقة. فلماذا يشترط على لبنان سحب السلاح قبل ان يطلب من اسرائيل ان تنسحب من جنوب لبنان. 

فالتسويات برأي المصادر لا تفرض بالقوة. فكما ان ترامب خص لبنان أثناء القائه خطابه من الكنيست. تترقب المصادر وصول السفير الأميركي الجديد اللبناني الأصل ميشال عيسى إلى بيروت قريبا لتسلم مهامه الجديدة. وكان عيسى قد وعد بمساعدة لبنان الذي لم يغادر قلبه كما قال. فإذا كانت المواقف الدولية تشي بأن لبنان تحت المجهر الدولي وأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد في اتصاله مع الرئيس عون استعداد فرنسا لعقد مؤتمرين لمساعدة لبنان قبل نهاية السنة تعتبر المصادر أن مسألة انسحاب اسرائيل من الجنوب تسهل كثيراً حصرية السلاح بيد الدولة. 

اجتماع "الميكانيزم" بغياب اورتاغوس 

الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس التي كان من المقرر ان تزور لبنان السبت الماضي للمشاركة في اجتماع "الميكانيزم" لم تحضر كما كان متوقعاً بسبب اجراءات سفر الأميركيين إلى الخارج في هذه الفترة غابت عن اجتماع اللجنة التي انعقدت بحضور رئيس اللجنة الجديد وممثلين عن لبنان واسرائيل.

 

 

 

 

 

"البناء":

قالت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إنها أتمّت تسليم 10 جثث لقتلى أسرى كانت تعلم أماكن وجودهم وتستطيع الوصول إليهم، وأنه مع إنجاز هذا التسليم فإن أي خطوة لاحقة سوف تطال جثث قتلى أسرى موجودين تحت ركام الأبنية وأنقاض ما دمرته الحرب الإسرائيلية، لا يمكن معرفة أماكنهم والوصول إليهم إلا بتجهيزات ومعدات غير متوافرة في قطاع غزة، بينما أكد مسؤولون أميركيون وأمميون كلام المقاومة، وسجل تراجع في النبرة الإسرائيلية في الحديث عن الموضوع.

بالتوازي ارتفع الحديث عن اليوم التالي للحرب، بعدما أظهرت المشاهد الآتية من قطاع غزة انتشار مقاتلي وشرطة حركة حماس وحكومتها، في مدن القطاع وأحياء مدنه، وتولي بلديات معروفة بولائها لحماس وإدارات المستشفيات والمياه والكهرباء والطرقات المسؤوليات المدنية في معالجة آثار الحرب والدمار والخراب، حيث انتشرت مقالات وتعليقات داخل كيان الاحتلال وفي الصحف الأميركية تتحدّث بتهكم وسخرية عن إعلان النصر الأميركي الإسرائيلي في الحرب، متسائلة أين تهديدات نتنياهو بعدم وقف الحرب قبل الاطمئنان أن لا دور لحماس في اليوم التالي للحرب، بينما كل اليوم التالي يبدو لحماس؟ وجاءت عمليات حماس التي استهدفت الجماعات التي رعاها الاحتلال وقامت بالسطو على قوافل المساعدات وحاولت فرض سيطرتها على أحياء في مدينة غزة، وبعدما حسمت لمعركة لصالح حماس خلال ساعات، وظهور صور لإعدامات نفذتها حماس بحق العملاء، لتقطع الشك باليقين وتثير حملة تشكيك بصدق خطاب النصر لكل من ترامب ونتنياهو، اضطر ترامب للالتفاف على تصريح سبق وأيد فيه حضور حماس وبسط سيطرتها مدعياً أن الأمر نسّق معه، ليقول إنه سوف يحقق في ما جرى، لكن كل ذلك لا يغيّر من حقيقة أن حماس بسطت سيطرتها، وأن لا أحد يملك بديلاً واضحاً، وأن أي بدائل تحتاج إلى التفاوض مع حماس من جهة، وتحتاج إلى وقت من جهة موازية، والأمران الوقت والتفاوض يعملان لصالح حماس.

فصائل المقاومة ومجلس العشائر أعلنا تأييد إجراءات حماس، باعتبارها ضرورة أمنية وإنسانية كي يستطيع الناس العيش في المدينة المدمرة المحرومة من كل مقومات العيش، كي لا يحولها اللصوص والقتلة والعملاء إلى ما هو أسوأ.

في لبنان أرسل وزير الخارجية القواتي مسودة مشروع قانون لتعديل قواعد انتخابات المغتربين وفقاً لما طالبت به القوات، ووجه رسالته إلى مجلس الوزراء الذي لن ينعقد هذا الأسبوع، علماً أن مهل تسجيل المقربين للمشاركة في الانتخابات في الاغتراب قد بدأت وفقاً للقانون المعمول به وهي تمتدّ من 2 تشرين الأول إلى 20 تشرين الثاني، وقالت مصادر نيابية إنه بات على وزارة الخارجية القيام بواجباتها بالإعداد للانتخابات وفقاً للقانون الحالي، وكان ممكناً لها التقدّم بما قدّمته أمس، قبل بدء مهل تطبيق القانون، وكان هذا ممكناً خلال شهور مضت.

لايزال كلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن المفاوضات مع إسرائيل محل اهتمام الأوساط السياسية، في ضوء الإشادة التي تلقاها عون من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه في الكنيست الإسرائيلي.

ووفق معلومات «البناء» فإن مشاورات تجري بين المقار الرئاسية عبر مستشارين وموفدين، لتحديد استراتيجية تفاوضية وخارطة طريق للتعامل مع ملف التفاوض اللبناني – الإسرائيلي على الحدود البرية، علماً أن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة مرسمة وتحتاج الى تثبيت، والمطلوب التفاوض غير المباشر مع إسرائيل عبر الأميركيين للضغط على الحكومة الإسرائيلية للانسحاب من التلال الخمس وكل النقاط المستحدثة بعد الحرب الأخيرة ومن الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا ووقف الإعتداءات والخروقات واستعادة الأسرى.

ونقل زوار بعبدا لـ«البناء» أن رئيس الجمهورية ينتظر الموفدين الأميركيين لزيارة لبنان لإحياء ملف التفاوض غير المباشر على كل الملفات لا سيما الانسحاب الإسرائيلي ووقف الخروقات وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بما فيه حصرية السلاح بيد الدولة التي أنجز لبنان جزءاً كبيراً منه في جنوب الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في 80 في المئة من جنوب الليطاني وما يعيق استكمال انتشاره هو الاحتلال الإسرائيلي. ووفق الزوار فإن رئيس الجمهورية لن يسمح بأن يؤدي الإنقسام السياسي حول السلاح الى فوضى او فتنة داخلية، ويؤكد بأن الحوار بين مكونات الوطن لا سيما مع حزب الله هو السبيل الوحيد لحل مسألة السلاح.

وبعد غياب طويل، اجتمعت لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقورة، للمرة الأولى منذ اجتماع 7 أيلول الماضي، الذي شاركت فيه المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، فيما حضر اجتماع أمس للمرة الأولى، الرئيس الجديد للجنة، الذي سيخلف مايكل ليني، ضمن آلية أميركية تقضي بتغيير رئيس اللجنة كل ستة أشهر.

ولفتت أوساط نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» الى أن كل الضجيج والصخب حول تسليم المقاومة في لبنان لسلاحها بعد قبول حركة حماس اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، هو ادّعاءات وإشاعات كاذبة، فلا حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ستسلم سلاحها، ولا حزب الله في لبنان سيسلم مسدساً واحداً، ولا نقاش في ملف السلاح مع الدولة بشكل عملي وتنفيذي قبل الانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات وإعادة الأسرى. ولفتت الى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الجنوب والخروقات والاعتداءات على الجنوب، سيعيد التوتر على الحدود ما قد يؤدي الى حرب جديدة، أو على الأقل إبقاء المنطقة الحدودية على حافة التفجير في أي لحظة.

وواصل الاحتلال اعتداءاته على الجنوب، فأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة أن «غارة العدو الإسرائيلي على طريق صديقين كفرا أدت إلى إصابة مواطن بجروح».

ونفّذ جيش الإحتلال تفجيراً كبيراً في حي الكساير عند أطراف بلدة ميس الجبل. كما قام بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من الموقع المستحدث في تلة الحمامص عند أطراف بلدة الخيام. ولاحقا، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن «الغارة الإسرائيلية على بلدة وادي جيلو، أدت إلى إصابة شخص بجروح».

في المواقف، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان « لبنان الجديد سوف يبنى على العدالة والحقيقة، وان قضية المفقودين والمخفيين قسرا تتجاوز الانتماءات السياسية والطائفية، وبالتالي فان الحق مقدس لكل عائلة في معرفة الحقيقة عن مصير أبنائها المفقودين»، داعيا جميع الافرقاء المعنيين الى «التعاون والمساعدة وكسر جدار الصمت للمساهمة في كشف الحقيقة مهما كانت قاسية».

وشدد الرئيس عون على ان «الدولة سوف تؤمن كل ما من شأنه تسهيل مهمة الهيئة التزاما بالقانون الذي انشأها، وجعلها هيئة مستقلة ولها ضمانات في عملها، فضلا عن التزام لبنان بموجب الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان، وانطلاقا من المهام الملقاة على عاتقها لاسيما لجهة الكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا وجمع المعلومات والوثائق وانشاء قاعدة بيانات شاملة، والتعاون مع الجهات المعنية محليا ودوليا ودعم العائلات نفسيا واجتماعيا وقانونيا».

بدوره، رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أن البابا لاوون الرابع عشر يزور لبنان في أواخر الشهر المقبل في «زمن السلام»، على وقع مساعي التهدئة في المنطقة، وسيحمل الى اللبنانيين رسالة «رجاء». وأوضح الراعي في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، إن البابا لاوون الرابع عشر «سيحمل في زيارته الى لبنان السلام والرجاء». وأضاف «أخذ البابا على عاتقه السلام وبرنامجه السلام. يأتي في ظرف توقفت فيه الحرب في غزة، ونعيش في لبنان وقفا لإطلاق النار، رغم أن ثمة خروقات تحصل، أي أنه يأتينا في زمن السلام». وتابع «العناية الالهية مهّدت له هذا الطريق ليصل في أفضل وقت وفي أجمل وقت». واردف الراعي «أعتقد أنه سيركّز في هذه الزيارة على السلام، وسيطلب من لبنان أن يواصل طريقه نحو السلام»، وتابع «يكفي لبنان حرباً منذ العام 1975 حتى اليوم، يكفيه حربا وقتلا ودمارا وحرب اسرائيل الأخيرة مع حزب الله».

قضائياً، أحال النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الشكوى رقم 2511/2025 المقدمة من حسن عادل بزي ضد قيادة «حزب اللبنانيون الجدد» بجرائم المواد 274 و288 و295 و317 من قانون العقوبات وذلك الى المباحث الجنائية المركزية نظراً لخطورة الجرائم المقترفة وارتباطها بمحاباة ومحاكاة إسرائيل.

وفي خطوة إلتفافية على رئاسة مجلس النواب، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين ارسالها في الثالث عشر من تشرين الأول مشروع قانونٍ معجّل إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وطلبت إدراجه على جدول أعمال أول جلسة للحكومة. وتضمن مشروع القانون طلب إلغاء المادتين 112 و122 من قانون الانتخاب المتعلقتين باقتراع المغتربين اللبنانيين واللتين تحصران تمثيلهم بستة مقاعد مخصصة للاغتراب.

 

 

 

 

 

"الشرق":

على خطي الانخراط في بوتقة التسويات التي تنسج في المنطقة بخيوط حوارية ووجوب انضمام لبنان اليها عبر التفاوض، كما اعلن رئيس الجمهورية جوزاف عون، وملف حصر السلاح بيد الدولة وتبايناته، وما بينهما قانون الانتخاب والتجاذبات المحيطة باقتراع المغتربين، وقد شهدت جديدا من وزارة الخارجية امس، يمضي المشهد السياسي الداخلي وسط ترقب للمسار الذي سترسو عليه الاوضاع في لبنان بعد مؤتمر شرم الشيخ واتفاق غزة.
على هذا الخط، كشفت مصادر سياسية مُطلعة لـ"المركزية" عن حركة اتصالات تجري بين الرئاسات الثلاث، بعبدا والسراي الحكومي وعين التينة، تتركز على امكان عقد لقاء يجمع الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام، يُخصص للبحث في ملف التفاوض الذي اثاره رئيس الجمهورية في كلمته منذ يومين. وقالت المصادر ان ملفاً على هذا المستوى من الاهمية لا بدّ الا ان يكون موضع تشاور بين الرؤساء ليحددوا خريطة طريق موحدة تسير البلاد في هديها، مشيرة الى ان الحركة هذه ستتكثف في الايام القليلة المقبلة لتواكب التحولات الاقليمية ومسار التسويات الذي انضمت اليه غزة ، والذي لا يمكن ان يبقى لبنان خارجه كما قال الرئيس عون.
التفاوض
في هذا المجال، اعلن الوزير السابق مروان شربل انه بحث مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مسألة التفاوض لحل المواضيع الأساسية على غرار ما حصل في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل الذي تم برعاية أميركية واممية، وقال هذا الموقف يؤسس في رأيي لمرحلة جديدة من العمل لتكريس السيادة الوطنية على كل الأراضي اللبنانية، مؤكدا ان لموقف الرئيس عون وقع إيجابي. واعلن شربل ان الاجتماع مع الرئيس عون كان مثمرا تطرقنا خلاله الى عمل مؤسسات الدولة عموما، ولاسيما عمل الهيئات الرقابية التي يجب ان تلعب دورا أساسيا في انتظام عمل الوزارات والإدارات الرسمية والمؤسسات العامة. كما تطرقنا الى الوضع الأمني في البلاد.
في الناقورة
الى ذلك، وعلى وقع دعم دولي مستمر لقرار الدولة اللبنانية حصر السلاح، عقد امس اجتماع للجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقورة، للمرة الأولى منذ اجتماع 7 أيلول الماضي، الذي شاركت فيه المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، فيما يحضر اجتماع اليوم للمرة الأولى، الرئيس الجديد للجنة، الذي سيخلف مايكل ليني، ضمن آلية أميركية تقضي بتغيير رئيس اللجنة كل ستة أشهر.
تفجيرات
ميدانيا، نفّذ الجيش الإسرائيلي تفجيرا كبيرا فجرا امس، في حي الكساير عند أطراف بلدة ميس الجبل. كما قام بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من الموقع المستحدث في تلة الحمامص عند أطراف بلدة الخيام. ولاحقا، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن "الغارة الإسرائيلية على بلدة وادي جيلو، أدت إلى إصابة شخص بجروح".
الامساك بمسار الدولة
ليس بعيدا من ملف السلاح، شدّد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب أنطوان حبشي على أن المطلوب اليوم من السلطة التنفيذية لاسيما من رئيس الجمهورية والحكومة الإمساك بمسار الدولة وحفظ لبنان بمنأى عن كل التحوّلات الإقليمية، داعيا الدولة اللبنانية أن تمسك بسيادتها بيدها وهذا الأمر قد تم إقراره في الخامس من آب. وأضاف: لا بد من الذهاب باتجاه تنفيذه. حبشي وفي حديث اذاعي، رأى أنّ "ما يحصل من تطوّرات في المحيط العربي يفرض على لبنان أن يقرأ المتغيرات بعمق لأنها متغيرات جوهرية"، لكنّه شدّد على وجوب أن تكون قراراته بيده من خلال استعادة السيادة".
منحها ذريعة
بدوره، كتب النائب وضاح الصادق عبر منصة "أكس": "يعطي الحزبُ إسرائيل ما لم تحلمْ به في تاريخها: حرب إسناد منحتها ذريعةً لضربِ لبنان، وإمعان في تقويضٌ وإضعافٌ الدولة ومؤسّساتها، وهذا أكثرُ ممّا يحلمُ به الإسرائيليّون، وتحويلُ صراعٍ تاريخيّ عربيّ مع دولة محتلة إلى احتكار عقائديّ يعتبرُ كلَّ مَن هو خارجَه عميلًا، ثم بعد نهايةِ المحورِ يصر الحزب على ان يُقدَّمُ لبنانُ على طبق من ذهبٍ بعدما اختُزل الصراعُ بصخرةٍ وجمعيّةٍ وتظاهرةِ درّاجاتٍ واستفزازٍ لمعظمِ شرائحِ المجتمعِ اللبناني. قوة إسرائيلُ الخارقة التي ظهرت بها، يعززها أداء وممارسات مَن يدّعون خصومتَها، لتظهر دولة قويّة تحمي، وتفاوض، وتنتصر".
الخارجية تتحرك
سياسيا، قانون الانتخاب يعود الى الواجهة. اليوم، لفت اعلان وزارة الخارجية والمغتربين ارسالها في الثالث عشر من تشرين الأول مشروع قانونٍ معجّل إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وطلبت إدراجه على جدول أعمال أول جلسة للحكومة. وتضمن مشروع القانون طلب إلغاء المادتين 112 و122 من قانون الانتخاب المتعلقتين باقتراع المغتربين اللبنانيين واللتين تحصران تمثيلهم بست مقاعد مخصصة للاغتراب. وتضمن مشروع قانون وزارة الخارجية إلغاء المادتين والسماح للبنانيين المقيمين في الخارج باختيار ممثليهم الـ128 في مجلس النواب بحسب دوائر قيدهم. وتأتي خطوة وزارة الخارجية بعد تلقيها في الأسابيع الأخيرة عددا من العرائض والرسائل، من عددٍ كبير من أبناء الجاليات اللبنانية حول العالم (برلين، ستوكهولم، اوتاوا، مونتريال، واشنطن، نيويورك، أبوجا، مدريد، لندن، ملبورن وباريس…) يطالبون فيها بإلغاء المادتين المذكورتين ومنحهم حق الاقتراع بحسب دوائر قيدهم في لبنان.

 

 

 

 

 

 "الشرق الأوسط":

عقدت لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، اجتماعاً الأربعاء في رأس الناقورة في جنوب لبنان، حيث حضر للمرة الأولى، رئيس اللجنة الجديد الذي خلف مايكل ليني، ضمن الآلية الأميركية التي تقضي بتغيير الرئيس كل ستة أشهر.
ويأتي هذا الاجتماع بعد أكثر من شهر على الاجتماع الأخير في 7 سبتمبر (أيلول) الماضي الذي عقد بحضور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس.
وبينما لم يصدر بيان رسمي عن الاجتماع، فقد وصفته مصادر مطلعة بـ"الروتيني"، مشيرة إلى أنه تم خلاله "عرض التقرير الأول الذي سبق أن عرضه قائد الجيش العماد رودولف هيكل أمام الحكومة الأسبوع الماضي".
ارتياح عون
وفي حين من المتوقع أن يعقد لقاء في الساعات المقبلة بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام للبحث في آخر التطورات وكيفية انعكاس اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على لبنان، بحسب ما تقول مصادر وزارية لـ"الشرق الأوسط"، يبدي الرئيس عون ارتياحه لمسار الأمور حتى الساعة، و"يبدو مطمئناً لعدم عودة الحرب الإسرائيلية وفق معطيات داخلية وخارجية"، بحسب ما نقل عنه الوزير السابق مروان شربل الذي التقاه الأربعاء.
ويقول شربل لـ"الشرق الأوسط": "من الواضح أن موقف الرئيس عون الذي تحدث فيه عن عدم قدرة لبنان أن يعاكس المسار الذي بدأ في المنطقة بدّل في المزاج اللبناني كما نظرة الخارج إلى لبنان"، مضيفاً: "مع العلم أن الرئيس عون لا يزال ملتزماً بما سبق أن أعلنه في اليوم الأول لانتخابه، وهو على قناعة بأن الأمور تسلك طريقها الصحيح وإن أخذت بعض الوقت".
مسار التفاوض
وعن مسار التفاوض الذي تحدث عنه الرئيس عون قبل يومين، قال شربل: "بعد اتفاق غزة بدأت الأمور تأخذ مساراً مختلفاً، وكلام الرئيس عون حول التفاوض لحلّ الأمور العالقة يعكس هذا الأمر"، مضيفاً: "لكن مما لا شك فيه أن هذا المسار يحتاج إلى بعض الوقت، والمطلوب أولاً وقف الانتهاكات الإسرائيلية ليبنى على الشيء مقتضاه، وليتم البحث بآلية التفاوض".
وأعلن شربل بعد اللقاء أنه بحث مع الرئيس عون مسألة التفاوض لحل المواضيع الأساسية، على غرار ما حصل في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل الذي تم برعاية أميركية وأممية، وقال: "هذا الموقف يؤسس في رأيي لمرحلة جديدة من العمل لتكريس السيادة الوطنية على كل الأراضي اللبنانية".
إضعاف الدولة
ومع تمسّك "حزب الله" بموقفه الرافض لتسليم السلاح، اعتبر النائب وضاح الصادق أن "(حزب الله) يعطي إسرائيل ما لم تحلمْ به في تاريخها".
وأضاف عبر حسابه على منصة "إكس": "حرب إسناد منحتها ذريعة لضربِ لبنان، وإمعان في تقويضٌ وإضعافٌ الدولة ومؤسّساتها، وهذا أكثرُ مما يحلمُ به الإسرائيليّون، وتحويلُ صراعٍ تاريخي عربي مع دولة محتلة إلى احتكار عقائدي يعتبرُ كلَّ مَن هو خارجَه عميلاً، ثم بعد نهاية المحورِ يصر الحزب على أن يُقدَّمُ لبنانُ على طبق من ذهبٍ بعدما اختُزل الصراعُ بصخرة وجمعيّة ومظاهرة دراجاتٍ واستفزازٍ لمعظمِ شرائحِ المجتمعِ اللبناني. قوة إسرائيلُ الخارقة التي ظهرت بها، يعززها أداء وممارسات مَن يدّعون خصومتَها، لتظهر دولة قويّة تحمي، وتفاوض، وتنتصر".
مسار الدولة
من جهته، شدّد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان حبشي على أن المطلوب اليوم من السلطة التنفيذية، لا سيما من رئيس الجمهورية والحكومة، الإمساك بمسار الدولة وحفظ لبنان بمنأى عن كل التحوّلات الإقليمية، داعياً الدولة اللبنانية إلى أن تمسك بسيادتها بيدها، وهذا الأمر قد تم إقراره في الخامس من أغسطس (آب). وأضاف: "لا بد من الذهاب باتجاه تنفيذه".
ورأى حبشي في حديث إذاعي أنّ "ما يحصل من تطوّرات في المحيط العربي يفرض على لبنان أن يقرأ المتغيرات بعمق لأنها متغيرات جوهرية"، مشدداً على وجوب أن تكون قراراته بيده من خلال استعادة السيادة.
"حزب الله"
ورغم استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمس نقاط في جنوب لبنان وتواصل الانتهاكات، اعتبر عضو كتلة "حزب الله" النائب حسن عز الدين أن "الشهداء والمجاهدين في معركة أولي البأس وبفضل صمودهم، منعوا العدو من أن يقتحم لبنان ويحتل أرضاً لبنانية".
ولفت عز الدين إلى أن "العدو الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، زاد من عدوانه على لبنان، ظناً منه أنه بالضغط السياسي والاقتصادي واستهداف المصالح التي يعتاش من ورائها المواطنون، يستطيع أن يمنع الأهالي من العودة إلى القرى الحدودية، وبالتالي يكون قد حقق بحسب اعتقاده أحد الأهداف المتمثّلة بمنع البناء والإعمار، ولكن هذا لن يغيّر في معادلة الصمود والعودة شيئاً على الإطلاق".
واعتبر أن ما تقوم به الحكومة حيال الاعتداءات الإسرائيلية غير كاف "لأن الحكومة مطالبة بحماية شعبها وناسها، وبتنفيذ الإجراءات التي تمنع هذا العدو من التمادي في غيّه وقتله وإجرامه ومطالبة بإعادة الإعمار، وهي تستطيع توظيف دبلوماسيتها لدى أصدقاء لبنان وحلفائه الدوليين والإقليميين للضغط على العدو".
وجدد التمسك بسلاح "حزب الله" قائلاً: "رغم الضوضاء والتسويق الذي يحصل، لا سيما ما شهدناه في شرم الشيخ والكنيست الإسرائيلي من الطريقة المتجبرة والمستكبرة التي تعاطى بها (ترمب) مع الحاضرين، فإن سلاح المقاومة الوطني والمستقل، سيبقى لحماية لبنان والدفاع عنه".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية