باسيل:مصلحة الانتشار أهم من مصلحتنا السياسية والانتخابية

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Oct 18 25|14:12PM :نشر بتاريخ

شدد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في كلمة القاها خلال عشاء أقامته هيئة بلجيكا في بروكسيل على "أننا خضنا معركة حقيقية لنعطيكم الحقوق وأقررناها بالبرلمان اللبناني سنة 2017 واليوم"، مضيفاً: "قبل بضعة أشهر من الاستحقاق الانتخابي هناك من يريد الغاء هذا القانون وحذف هذه المقاعد ويترككم أمام سؤال وحيد: ماذا نفعل في أيار المقبل؟". 

وتابع: "هناك أسئلة من نوع هل نسجل اسماءنا أم لا ؟ هل نقوم بالانتخاب في لبنان أو ننتخب بالقنصلية، ماذا يجب أن نفعل؟ كل ذلك يحدث في الوقت الذي اعطيناكم فيه كل الخيارات لتقوموا بما تريدون بحسب القانون"، موضحا "من يريد الانتخاب في لبنان يمكنه ان ينتخب النائب الذي يمثله بدائرته والذي يريد ان ينتخب في الانتشار النائب الذي يمثله ببلده يمكنه ان يتسجل وينتخب في الانتشار".

وقال: "بدأوا بالكذب عليكم ليقولوا لكم بأننا نحرمكم من حقوقكم بالإنتخاب، ونحن نقول لكم اننا نعطيكم الحق بالتمثيل المباشر أكان بدائرتكم في لبنان أو بدائرتكم في الانتشار ونعطيكم الحق بالانتخاب وبالترشّح".

وأضاف: "عندما قالوا إننا نمنع عنكم الحصول على حقوقكم ذهبنا الى النهاية وقلنا إننا مع ان يختار اللبناني بالبلد المقيم اذا كان يريد أن يصوت لنائبه في الانتشار فليصوت أو إذا أراد التصويت من البلد المقيم فيه للنائب في دائرته في لبنان فليفعل ذلك".

وقال: "مصلحة الانتشار أهم من مصلحتنا السياسية والانتخابية وعندما أقررنا القانون في العام 2017 كنا ندرك أننا لا نملك الاكثرية في الانتشار، لكن اقررنا هذا القانون لنعطيكم حقكم لأنّ من يعتبر أن مصلحة البلد هي أهم من مصلحته هو الذي يكون يستحق أن يعمل لبلده وليس لشخصه ولنفسه ولبلده ولحزبه الذي يستفيد عندما يكبر البلد، ولكن عندما يصغر البلد ويضمحل  يذهب معه".

أضاف: "أتينا لنتحدث معكم بالحقيقة لكنهم يضعونكم في هذا الوضع الحرج إذ تم فتح باب التسجيل والى اليوم لا تعرفون ماذا تفعلون لتمارسوا حقكم. لا بل يقدمون القوانين ليلغوا حقوقكم بمعارك ناضلنا من أجلها وكنتم وراء المطالبة بهذه الحقوق".

وأردف: "حق اللبناني بالانتخاب في الخارج هو جزء من مشاركته بالحياة العامة بلبنان، واعطاء اللبنانيين في الخارج الحق بالتصويت والترشح والذي سعينا الى أن يحصل الانتشار عليهما لا يكفيان، ومن هنا أهمية الاكمال بمسار اعطاء اللبنانيين في الخارج حقوقهم من خلال كتلة نيابية تمثلهم بالبرلمان اللبناني، ومن هنا كانت فكرة حصول اللبنانيين بالخارج على تمثيل مباشر والذي حققناه للمرة الأولى بتاريخ لبنان بالقانون الذي اقريناه سنة 2017 وبانتخابات اجريت لأول مرة في 2018 واستطعتم المشاركة فيها من الخارج".

وأوضح باسيل: "لم تكونوا محرومين كلبنانيين منذ أكثر من عشر سنوات من ممارسة حقكم الانتخابي حين تعودون الى لبنان بل كنتم محرومين من ممارستها من خارج لبنان، ولهذا سعينا بالمرحلة الثانية للمحافظة على هذا الحق بالمشاركة في الإنتخابات، وأيضاً عبر تمثيل مباشر فيكون لديكم نائب يمثلكم في القارة التي تتواجدون فيها".

وشدد على "أننا أعطيناكم الحق بالترشح عن الدوائر التي أنتم مقيمون فيها"، مضيفا: "هل سمعتم عن وجود كتلة نيابية تقدمت بقانون للانتشار اللبناني؟"

وأضاف: "في الماضي قمنا بجمع اللبنانيين عبر LDE  ولهذا قررنا ان نعيد اطلاقها بمؤتمر سيعقد  في التاسع والعشرين والثلاثين من  كانون الأول لنطلق من جديد هذا المسار. الجميع يشكو اليوم من أسعار تذاكر الطيران وهذه سرقة من السرقات التي يتعرض لها الشعب اللبناني المنتشر لأنه ليس من الطبيعي أن يكون ثمن تذكرة الطيران من بروكسيل الى بيروت أغلى بثلاث مرات من ثمن التذكرة من بروكسيل الى القاهرة وعلى دمشق أو غيره، لأن الطائرة هي نفسها والادارة نفسها والفيول نفسه".

ولفت الى أن "هذا مثل ولو كان لديكم نواب للانتشار لما اضطررنا نحن للحديث بهذا الموضوع ولكان لديكم كتلة من ستة نواب ينتمون لكل الأحزاب، وهكذا يكون المجلس النيابي برمته يطالب بتخفيض ثمن تذكرة السفر الذي يوصلكم الى لبنان لأنه بسبب الأسعار أصبحتم محرومين من الذهاب الى لبنان أنتم وعائلاتكم، وهذا مثل بسيط عما يمكن أن يفعله نواب الانتشار".

وتابع باسيل: "تخيلوا أن اللبنانيين الذين هاجروا في أواخر 1800 أو في أوائل 1900 وفقدوا جنسيتهم وباعتبار ان البعض لم يعودوا لبنانيين اضطررنا لأن نقر قانوناً يعطيهم الحق بإستعادة الجنسية، وقسم منهم استعاد جنسيته وبالتالي هؤلاء مواطنون لبنانيون فقدوا جنسيتهم لكن السلطة اللبنانية لا تقوم باعادتها لهم".

وقال: "تخيلوا اليوم أن يفقد أولادكم بعد خمسين عاماً الجنسية اللبنانية للاسباب نفسها و لربما لأن أحدهم اضطر الى الهجرة الى بلد ما والسفارة بعيدة أو أن أحدا لم يقم أهله بتسجيله ومرت السنين ولم يقم بالتسجّل"، مضيفا "تخيلوا أن الاثني عشرة مليون لبناني المتواجدين في الخارج ولا يملكون الجنسية اللبنانية يضاف اليهم اللبنانيون المتواجدون في الداخل الذين يغادرون لبنان ليحل مكانهم أشخاص من جنسيات أخرى تحديدا من سوريا وفلسطين، فبقدر ما نريد أن نعيش كجيران وأن تنتصر قضيتهم بقدر أننا لن نفضلهم على المواطن اللبناني".

واعتبر باسيل أنه "من الطبيعي أن نهتمّ بالحفاظ على الهويّة اللبنانية، بالحفاظ على اللبنانيين بلبنان، ولهذا لا يمكن أن نزور أي بلد خارج لبنان ألا ونتحدث مع المسؤولين في تلك البلدان عن قضية الهوية اللبنانية، وهذا ما حصل في لقاءاتنا  التي عقدناها مع المسؤولين الاوروبيين الذين التقيناهم لأنه عندما نفقد هويتنا نفقد أنفسنا ووطننا". 

وشدد على ان "الوطن ليس فقط الارض بل الشعب أيضا"، مضيفا "عندما نخسر الشعب الذي يهاجر نكون نخسر الوطن وأنفسنا، ولهذا لبنان بخطر كبير وهذا هو الخطر الأكبر لأن الحرب قد تكون صعبة ولكن يمكن معالجة آثارها والأزمة الاقتصادية أيضاً، ولكن الهوية والثقافة والحضارة والتراث هذه كلها عندما نفقدها تفقد المقومات الاساسية لشعب مرتبط بأرضه".

وأوضح باسيل: "هذا الخطر الكبير الذي ننبه منه ولهذا أدركت أهمية الانتشار اللبناني عندما كنت وزيراً للخارجية".

وقال: "عملنا لربط لبنان المنتشر بلبنان المقيم، فهل تكفيكم سفارة واحدة للبنان في بلجيكا أو في أي بلد آخر في الاغتراب"، متسائلا "أي سفير يمكنه أن يغطي بلدا واسعا فيه مليون ونصف لبناني؟ وأي قنصل يمكنه أن يفعل ذلك إذا لم يكن هناك في كل ولاية ومدينة قنصل لتتمكنوا من اجراء المعاملات التي أصلا يجب أن تقوموا بها وأنتم في المنزل".

وأكد باسيل أن "كل هذه الامور تقوم بها وزارة الخارجية المهتمة بشؤون الانتشار أو كتلة نيابية من خلالها يقرّ وتفرض على الوزير والوزارة لأي حزب انتمى أن هذه الخطة الوطنية للإهتمام بالانتشار اللبناني وليست القصة على "مزاج" الوزير أو الحزب الذي ينتمي اليه". 

وشدد على أن "شؤون الناس واهتماماتها لا تتعلق بالمزاج السياسي لشخص لنقيل القنصل الذي لا ينتمي سياسيا الينا أو الملحقين الاقتصاديين كذلك، وكأن طريقة التعاطي مع الناس التي تخدم الدولة أصبحت كالتعاطي بملف الكهرباء". 

وقال: "تم ايقاف العمل بالمعامل أو السدود أو حتى ايقاف العمل بالطريق فقط لأن حزبا سياسياً هو الذي فعل ذلك فحرمتم أيها اللبنانيون من الكهرباء أو المياه اذ أصبح هناك حزب ضد السدود"، لافتا الى أن "ما هو محزن أكثر أننا نلتقي هنا وبلدنا يُقصف وكتل النار تشتعل فيه وهذا لا يخص جزءاً من لبنان أو شعب لبنان فعندما تُضرب بقعة من لبنان يكون كل لبنان يُضرب وتنتهك سيادته".

وأضاف: "لا يمكن أن نكون متفرجين أمام مشهد ضرب جزء من الشعب سواء اختلفنا معه بالسياسة أو اتفقنا ولكن سنعيش معه ولا يُمكن أن يقتل ونحن نصفّق، لأنه غدا اذا تم المس بنا هل نريده أن يصفق أو نريده أن يقف الى جانبنا لنكون متضامنين؟ ومن هنا أهمية انه لم يسجّل في تاريخ التيار الوطني الحر أنه وقف الى جانب أجنبي ضدّ لبنان، فدائماً سنتفق الى جانب اللبناني ولو كان مخطئاً ضدّ الاجنبي الذي يمكن أن يكون سوريا أو اسرائيلياً من دون أن اشبههما ببعضهما إذ ندرك جيداً من هو العدو ومن هو الجار".

وتطرق باسيل الى موضوع 17 تشرين، مشيرا الى "أننا اردنا ان يكون هذا اليوم لاصلاح لبنان، وما ظهر أنه كان يوما استُشهد فيه لبنان واستشهد معه كل اللبنانيين الذين "طارت أموالهم" وانكشفت الحقيقة عندما اصبح الاتهام موجهاً من دول من الخارج تجاه قسم من شعبنا ليحصل ما حصل في لبنان وندخل بالازمة".

واضاف: "الى اليوم بعد ست سنوات لم نستطع الخروج منها في ظل عدم وجود ارادة سياسية للاصلاح المالي والاقتصادي في لبنان، و لأن 128 نائبا يتقاضون أموالهم من الشعب اللبناني لم يقروا قانونا لايقاف تهريب الاموال الى الخارج".

وقال باسيل: "ان القضاء البلجيكي وضع يده على أملاك سارق لبنان الاول رياض سلامة والقضاء اللبناني الى اليوم لم يضع يده على املاكه بل يخرجه بكفالة 14 مليون دولار ولا أحد يعرف مصدرها"، مشددا على أن "السرقة الكبيرة تحصل عندما لا يكون هناك محاسبة لمن سرقوا البلد والبلد يتدهور لأننا لا نحاسب".

ولفت الى "أننا تعودنا أن نلتقي فيكم عندما كنا في وزارة الخارجية وكانت لنا محطات عدة في بلجيكا والمرة الأخيرة كانت عندما حضرت الى هنا في العام 2018، سبع سنوات كانت طويلة".  وقال: "لديكم انتماء أساسي للبنان ولديكم وفاء للوطن الذي استضافكم، اليوم رأينا في السفارة التنوع اللبناني الذي يجمع اللبنانيين بكل طوائفه، وهذا لبنان الذي نحبه ونريد المحافظة عليه ويتمثل بالسفير اللبناني في بلجيكا وليد أبي حيدر الذي يمثل لبنان أفضل تمثيل".

وأضاف باسيل: "أشعر بالفرح كلما قمت بزيارة بلد للقاء اللبنانيين فيه، ومهما قلنا فلبنان يعيش اليوم من خلالكم والاكيد لم يبقَ لو لم يحافظ على وجودهم فيه ليكون هناك أرض وعليها شعب، ولبنان لم يكن ليستمر لا اقتصاديا ولا عاطفيا لولا مساعدة الانتشار".

كلمات المتحدثين

كذلك ألقيت خلال العشاء الذي شارك فيه منسق قطاع الانتشار نديم الجرداق وأعضاء من الهيئة، كلمات لكل من منسق بلجيكا نبيل بدر الذي رحب بباسيل، مؤكدا أن "اللقاء اليوم هو ترجمة للتنسيق والتواصل بين التياريين بالانتشار وبلبنان".

وأضاف: "من بلجيكا نؤكد أن رسالتنا هي الوحدة والتعاون بين بعضنا على مختلف انتماءاتنا والخلافات الموجودة في لبنان نتخطاها في الغربة ونساعد بعضنا لننجح كجالية لبنانية في الخارج".

أيضا تحدثت منسقة أوروبا جودي عبد النور، وأشارت الى أن "ذكرى 13 تشرين لم تكن ببعيدة ونضالنا لن يتوقف لأنهم أنفسهم الذين صنعوا 13 تشرين بالداخل لازالوا يكملونها بأٍساليب مختلفة وتبدلت من قصف عسكري الى استهداف سياسي لنا".

جولة باسيل

هذا ويقوم باسيل بجولة في أوروبا يرافقه فيها نائب رئيس التيار لشؤون العلاقات مع الاحزاب الخارجية ناجي حايك.

وكان بدأ جولته الاوروبية من بلجيكا حيث عقد لقاء مع رئيس مجموعة الأديان المسيحية في الشرق الأوسط تيري مارياني، تلاه لقاء  رئيس حزب الحركة الإصلاحية في بلجيكا جورج لوبس.

بعدها، شارك رئيس التيار في مأدبة غداء جمعته بعدد من المسؤولين الأوروبيين، حيث شدّد في حديثه على أهمية معالجة القضايا التي تمسّ الهوية اللبنانية والوجود اللبناني، وفي طليعتها قضية النازحين السوريين.

كما التقى باسيل مجموعةً من أبناء الجالية اللبنانية في مقر إقامة السفير اللبناني في بلجيكا وليد ابو حيدر ، قبل أن يشارك في العشاء السنوي لهيئة  بلجيكا في التيار الوطني الحر.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan