الديار: لبنان يتبلّغ اول احاطة امنية ــ سياسية بعد «شرم الشيخ»
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 28 25|09:23AM :نشر بتاريخ
بعد ايام من بدء قوات الاحتلال الاسرائيلي موجة من الغارات العنيفة، وارتفاع منسوب استباحة دماء اللبنانيين في الجنوب والبقاع، باغتيال ممنهج عبر المسيرات، 10 شهداء خلال 72 ساعة، يتلقى المسؤولون اللبنانيون اليوم، اولى الاحاطات السياسية - الامنية لمرحلة ما بعد وقف النار في غزة، ومؤتمر شرم شيخ، وانعكاساته المفترضة على الساحة اللبنانية، مع وصول المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس الى لبنان آتيةً من «اسرائيل» حيث كانت في الساعات الماضية على الحدود مع لبنان، وشاركت بحسب الاعلام الاسرائيلي في الاشراف مع وزير الحرب اسرائيل كاتس على عملية اغتيال احد المقاومين في البقاع. الاحاطة الثانية، مصرية، مع ترقب وصول رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد اليوم، الذي التقى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الاسبوع الماضي، في زيارة استكشافية، تحمل عنوان «جس النبض» والبحث في سبل تحريك الملف اللبناني لدرء مخاطر احتمالات التصعيد الاسرائيلي حيث يتولى الاعلام العبري موجة «تهويل» جديدة بالحرب، وقد حرصت مصادر اميركية بالامس على التخفيف من وقعها عبر تسريب معلومات تنفي صحة التهديد باندلاعها، معتبرة التأويلات حول رسائل بهذا المعني تحملها اورتاغوس بانها مختلقة ولا اساس لها من الصحة.!
وبانتظار معرفة طبيعة المشهد المقبل، وما اذا كانت «رسائل» اورتاغوس حقيقة او للتضليل، يشتد «الكباش» الانتخابي مع ارتفاع حدة السجالات السياسية حول قانون الانتخاب، في ظل اشتباك سياسي مفتوح، وتبادل «حرب» زيارات الوفود النيابية الى المقرات الرسمية، من المتوقع ان يتعرض الفريق المعارض لانعقاد الجلسة التشريعية اليوم لانتكاسة مع تامين «تكتل الاعتدال الوطني» للنصاب، بينما تدخل الحكومة حلبة الصراع مع ادارج مشروع قانون وزير الخارجية لتعديل القانون على جدول اعمال جلسة يوم الاربعاء، علما ان دخول مجلس النواب قريبا في جلسات مفتوحة لمناقشة الموازنة تمنع عرض اي مشروع او اقتراح قانون خارج هذا الاطار، ما يجعل احتمالات «القوطبة» على صلاحيات رئيس مجلس النواب نبيه بري شبه مستحيلة.
تغيير «قواعد العمل»
ووفق مصادر دبلوماسية، بحثت اورتاغوس في «اسرائيل» «تغيير قواعد العمل» على الساحة اللبنانية، دون ان تتضح طبيعة السياسة المستقبلية، لكن المؤكد انها ستحمل معها زعما اسرائيليا بتراجع الجيش اللبناني عن القيام بإجراءات جدية لنزع سلاح حزب الله، وهي ستركز في محادثاتها على تفعيل عمل المؤسسة العسكرية، مع دعوة لمنع الحزب من اعادة بناء نفسه والتسلح من جديد، وهو الامر الذي سيعمل عليه السفير ميشال عيسى فور تسلم مهامه. وستكرر اورتاغوس «لازمة» ان واشنطن لن تستطيع «كبح جماح» «اسرائيل» وكل الاحتمالات واردة..في المقابل فان رئيس الجمهورية يريد معرفة ما اذا هناك شريك اسرائيلي جدي مستعد للتفاوض، او ان العرض المطروح على «الطاولة « لا يزال نفذوا ما عليكم ولا ضمانات، ولا تراجع عن فرض الشروط تحت «النيران».
«تهويل» إسرائيلي بالحرب
وقد غادرت اورتاغوس «اسرائيل» على وقع تهويل اعلامي -امني بالتصعيد على الحدود الشمالية، حيث خرج احد الجنرالات في قيادة منطقة الشمال الجيش للحديث عن استعداد لايام قتالية عديدة لمنع ما زعم انه نجاح حزب الله في اعادة تنظيم نفسه، مؤكدا ان الجيش الاسرائيلي لن يتراجع هذه المرة قبل تقويض كامل قدرات الحزب. وقد كشفت وسائل الاعلام عن تقارير امنية تدعي ان عددا من المستوطنات معرضة للخطر المباشر من حزب الله الذي يستعد، بحسب الاستخبارات الاسرائيلية، لخوض حرب تكتيكية على الحدود قد يبدأها بهجوم مفاجىء. هذا التقييم، لم يمنع الانقسام داخل «اسرائيل» حيث دعا بعض الضباط السابقين الى عدم ارتكاب الاخطاء مجددا، والاكتفاء بتكثيف القصف على لبنان، لان الجيش بعملياته راهنا قادر على انهاء المهمة، ولا يحتاج الامر الى مناورة برية محفوفة بالمخاطر. في المقابل دعا آخرون، الى ضرورة البدء بمواجهة حاسمة لان حرب الاستنزاف لن تكون في مصلحة «اسرائيل».
زيارة رجل «الظل»
في هذا الوقت، تقصدت القاهرة الاعلان عن زيارة مدير مخابراتها حسن رشاد الى بيروت، لان حضوره لا يحمل اي صفقة او تسوية تسعى السلطات المصرية الى عرضها على الجانب اللبناني، والا لكانت حصلت الزيارة بسرية، تتناسب اصلا مع دور المبعوث المصري الذي يعمل عادة في «الظل»، كما انه لا يحمل معه اي رسالة تهديد او انذار من قبل «اسرائيل»، لا تقبل مصر لعب هذا الدور، كي لا تتحمل عبء النتائج لاحقا. ولهذا تندرج هذه الزيارة التي قد لا تكون الاخيرة، في سياق محاولة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للاستفادة من زخم وقف النار في غزة، ودور مصر في نجاحه، ومؤتمر شرم الشيخ، لمحاولة كسر الجمود على الساحة اللبنانية واخراج لبنان من دائرة الخطر الإسرائيلي الجامح، والذي تخشى منه السلطات المصرية العارفة بشكل دقيق لما يدور في عقل رئيس حكومة «اسرائيل بنيامين نتانياهو واعضاء حكومته المتطرفة.
لا تجاوب اميركي مع قطر
ويمكن الجزم، ان الحراك المصري جاء بعد ادراك القاهرة ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب لا يضع الملف اللبناني ضمن اولوياته، وعلم في هذا السياق، ان محاولة امير قطر ورئيس الوزراء القطري فتح باب النقاش حيال الوضع اللبناني على هامش توقفه للتزود بالوقود في الدوحة، لم تقدم اي جديد، ووفق مصادر دبلوماسية لم يكن وفريق عمله مستعدين للنقاش، بل عاد وكرر المقاربة الاميركية التي تتحدث عن موعد راس السنة كي تؤكد الدولة اللبنانية التزامها بنزع سلاح حزب الله. وهو ما ابلغه القطريون للمسؤولين اللبنانيين، وما سبق وتبلغته القاهرة من ترامب خلال حضوره قمة شرم الشيخ. ولهذا ياتي التحرك المصري في سياق ايجاد ثغرة في الجدار لمحاولة وضع الملف اللبناني على طاولة التفاوض في ظل اصرار الإسرائيليين على محاولة فرض الاملاءات «بالنار».
ماذا يحمل رشاد؟
ويفترض ان ينقل رشاد الى رئيس الجمهورية جوزاف عون، «رسالة» من الرئيس السيسي تتضمن تقييما للوضع في المنطقة ولبنان بعد اتفاق وقف النار في غزة. في ظل مؤشرات مقلقة حيال التصعيد الاسرائيلي. وينتظر ان يسمع منه الترجمة العملية لاستعداد لبنان للدخول في مفاوضات لاجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية. وسيقدم شرحا عما يمكن ان تقوم به مصر بهذا الخصوص. علما ان القاهرة تقوم باتصالات بعيدة عن الاضواء تشمل عدة دول في الاقليم، لمحاولة ايجاد موقف عربي جامع يساعد في تجنيب الساحة اللبنانية اي مغامرات اسرائيلية جديدة، وسيبلغ الرئيس عون دعم بلاده مقاربته الموضوعية لعملية التفاوض المقترحة التي تحتاج الى المزيد من التفصيل التي يامل ان يكون عنها مدير الاستخبارات الصورة الكاملة قبل تسويقها وعرضها على الجانب الآخر.
اسئلة لبنانية للضيف المصري؟
من جهته سيكون امام الضيف المصري اسئلة من قبل الرئيس حول جدول اعمال التفاوض ومن الواضح ان «اسرائيل» لا تريد مفاوضات بل الى فرض اتفاق من جانب واحد، في محاولة لفرض شروط الاستسلام على لبنان، والوصول إلى ما هو أبعد من تطبيق القرار 1701، مستفيدة من تغطية اميركية غير مسبوقة للموقف الاسرائيلي، بينما المطلوب التزام اميركي بالضمانات السابقة والانتقال الى بلورة صيغة جديدة تحتاج الى ضامن، والا فلن تبصر النور لان بنيامين نتانياهو يريد فرض اتفاق امني من جانب واحد،ومنطقة عازلة خالية من السكان، اضافة الى تنسيق امني مباشر تحت غطاء لجنة «الميكانيزم» لتوسيع ما تسميه منطقة امنية خالية من اي سلاح ثقيل تمتد حتى نهر الأولي في صيدا، مع تدخل في تحديد تسليح الجيش اللبناني الذي سيسمح له فقط باسلحة «غير مؤذية». وهذه شروط «اذعان» لا يمكن للبنان ان يقبل بها سواء تحت الضغط او بدونه.
ترهيب لا ترغيب
والسؤال المطروح اليوم، هل سيحمل الضيف المصري اي نوع من الترغيب مقابل بالترهيب الاميركي؟ واذا كانت واشنطن ترفض تقديم اي ضمانات مقابل «حصرية السلاح»، هل تملك القاهرة ما يمكن ان تقدمه؟ لا يبدو ذلك، بحسب اوساط مطلعة. وبالانتظار، سيكون امام الرئيس عون تثبيت «الخطوط الحمراء» اللبنانية التي لا يمكن التنازل عنها،مع الاستعداد للتفاوض لحل كل القضايا العالقة بما يؤمن الحد الادنى من المصالح الوطنية، مع الاخذ بعين الاعتبار موازين القوى الراهنة. وعشية الزيارة، التقى السفير المصري علاء موسى رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة واضعا اياهما في طبيعة تحرك رئيس المخابرات المصرية، متمنيا ان تكون لدى الجهة اللبنانية اجوبة واضحة ازاء بعض الاستفسارات المصرية حول ملفات حساسة ترتبط باحتمال التفاوض مع «اسرائيل».
هل يستفيد عون من معادلات قاسم؟
وفي سياق متصل، تؤكد مصادر مقربة من حزب الله، ان الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم منح رئيس الجمهورية ورقة تفاوض ايجابية مع الزائر المصري، بعدما قدم قراءة واقعية لدور سلاح المقاومة، دفاعي لا هجومي، وقوله انه لا رغبة بالحرب لكن لا توجد اي نية للاستسلام، وما تملكه المقاومة من قدرات لن تستخدمها الا اذا ما اختارت «اسرائيل» توسيع عدوانها. ما الذي تعنيه هذه المعادلة؟ بشكل واضح، اراد الشيخ قاسم ايصال «رسالة» واقعية تفيد بانه لا دور اقليميا لهذا السلاح بعد اليوم، وما تم التوقيع عليه في اتفاق وقف النار من قبل الدولة التي تبنت ما تفاوض عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري،تلتزم به المقاومة، وهو محطة اساسية لبناء استقرار امني على الحدود اذا التزمت «اسرائيل» بمندرجاته. ولا حاجة للتفاوض على ما هو ابعد من ذلك لتثبيت معادلة الامن مقابل الامن، اما اي عرض للتفاوض غير المحدد الشكل فليس المشكلة الاساسية راهنا لان التجربة اثبتت وجود طريق غير مباشرة وفاعلة افضت الى نتائج مثمرة، تثبيت الحدود البحرية، اما المشكلة فتبقى حول المضمون.
الاعتداءات الاسرائيلية
ميدانيا، شنت مسيّرة معادية، غارة استهدفت محيط منشرة خشب في بلدة البياض بقضاء صور، حيث استشهد الشابان الشقيقان حسن وحسين سليمان، في الغارة. وكذلك حلق الطيران الحربي المسير الاسرائيلي على علو منخفض جدا فوق قرى قضاء الزهراني. وفي محاولة لتبرير الاعتداء على قوات «اليونيفيل»، زعم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على «أكس»: ان هذه القوات اسقطت مسيرة درون تابعة للجيش الاسرائيلي في منطقة كفركلا في جنوب لبنان خلال نشاط روتيني لجمع المعلومات والاستطلاع وذلك رغم عدم تشكيله أي تهديد عليها. واقر انه بعد إسقاط الدرون ألقت قواته قنبلة يدوية على المنطقة التي شهدت إسقاط الدرون. ولم يتم استهداف قوات «اليونيفيل».
«الكباش» الانتخابي
انتخابيا، المواجهة السياسية على اشدها، وبعد ان أكد نواب «القوات اللبنانية» و»الكتائب» والنواب ميشال معوض وفؤاد مخزومي ونعمت افرام وعدد من نواب «التغيير»مقاطعتهم الجلسة التشريعية اليوم، والتي تم توزيع جدول اعمالها دون ان تلحظ مشروع القانون الذي يتيح للمغتربين التصويت لـ128 نائبا، يبدو النصاب مؤمنا بعد اعلان مصادر تكتل «الاعتدال الوطني» حضور الجلسة، كونه لا يتبنى المقاطعة كنهج في العمل التشريعي. وفيما تدخل الحكومة حلبة الصراع يوم الاربعاء مع وضع مشروع وزير الخارجية على جدول الاعمال، هاجم رئيس «القوات» سمير جعجع الرئيس بري من جديد، وقال في بيان انه «ليس مفهوماً ولا مقبولاً ما يقوم به... ودعا جميع النواب، من مختلف الانتماءات السياسية، إلى عدم حضور الجلسة اليوم تعبيرا عن الاستياء العام من الطريقة التي يدير بها شؤون المجلس.في المقابل، زار وفد نيابي، ضم نوابا من كتلة «الوفاء للمقاومة» وكتلة «التنمية والتحرير» والنائب جهاد الصمد، الرئيس عون، وشرحوا موقفهم من التمسك بالقانون الحالي لان» هناك شرائح لا يمكن ان تمارس دورها، ما يعطّل أهم مبدأ وهو تكافؤ الفرص، وعلم ان الرئيس شدد امام الوفد ان ما يهمه، هو ان تحصل الانتخابات في مواعيدها، دون الدخول في تفاصيل اخرى..
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا