الفوعاني:حين نهض شباب الجنوب في وجه العدوان كانوا يدافعون عن قداسة العيش

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Nov 28 25|22:13PM :نشر بتاريخ

أقام مكتب الشباب والرياضة في حركة "أمل"- إقليم البقاع، لقاءً موسّعًا جمع حشودًا طلابية وشبابية من مختلف القرى والبلدات، بحضور رئيس الهيئة التنفيذية في الحركة الدكتور مصطفى الفوعاني، مسؤول الشباب والرياضة المركزي الدكتور علي ياسين، مسؤول إقليم البقاع أسعد جعفر، وأعضاء من قيادة الإقليم.

واستهل اللقاء مسؤول الشباب والرياضة في إقليم البقاع الدكتور أيمن زعيتر، مشددا على "الدور الريادي للشباب في حركة أمل، ودورهم التاريخي في صناعة الوعي الجهادي وفي بناء الدولة العادلة"، ومنوها بدور الشباب في البقاع "لاضطلاعهم بدور شبابي رائد لبناء لبنان".

ياسين 

وبدوره أكد ياسين على "ثوابت الحركة الوطنية، والاستعداد للانتخابات الطلابية في شهر شباط المقبل، والعمل ضمن الماكينات الانتخابية للحركة في كل لبنان، من خلال لجان الشؤون الانتخابية والمعلوماتية والتخطيط والتدريب ما يعكس حيوية هذا القطاع في إتتاج الحياة الوطنية".

 الفوعاني 

وتحدث الفوعاني لافتا إلى أن "حركة أمل آمنت منذ اللحظة الأولى بأن الشباب ليسوا مجرّد فئة عمرية، بل هم مخزون الحركة، وعمود ارتكاز الوطن، واليد الأمينة التي حملت الراية التي رفعها الإمام موسى الصدر يوم أعلن مشروع بناء الدولة العادلة. هذه الراية بقيت خفّاقة بيد دولة الرئيس نبيه بري، من يوم القسم في بعلبك، إلى عين البنية، إلى كل محطة صمود، حيث ثبتت أفواج المقاومة اللبنانية شبابًا متوثبين لصناعة لبنان النهائي لجميع أبنائه".

وتوقّف الفوعاني عند الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على لبنان، فقال: "سعى العدو عبر هذا العدوان إلى كسر إرادة اللبنانيين، وإلى فرض معادلات جديدة تُسقط سيادة الدولة وتعيد الوطن إلى مربّع الضعف والتبعية. ولكن لبنان لم ينحنِ، ولم يتراجع، لأن الوطن ليس مجرد رقعة جغرافية تُقاس بالكيلومترات، بل هو فكرة ووجود ورسالة. هو الوطن النهائي كما أراده الإمام موسى الصدر، الوطن الذي تُصنع حدوده بالإرادة، وتُصان كرامته بالإيمان، ويقف أبناؤه صفًا واحدًا حين تُستباح أرضه أو يُمسّ أمنه".

واستحضر الفوعاني رؤية الإمام الصدر التي أكّدت أن "لبنان ليس وطنًا عابرًا ولا محطة عابرة في تاريخ المنطقة، بل صيغة نهائية وراسخة حدّدها التاريخ وكرّستها الجغرافيا وصنعتها إرادة الإنسان. صيغة تُترجمها حياة مشتركة وعيش واحد، وتُتوّج بقدرة اللبنانيين على تحويل اختلافهم إلى مصدر غنى لا إلى بوابة فتنة". 

وقال: "حين نهض شباب الجنوب في وجه العدوان، لم يكونوا يدافعون عن منازلهم فقط ولا عن حدود مرسومة على الخرائط، بل كانوا يمارسون فعل الإيمان بلبنان الذي رآه الإمام وطنًا نهائيًا للعيش الكريم. كانوا يدافعون عن فكرة... عن قداسة العيش... عن الإنسان الذي أراده الإمام محور الدولة وهدفها الأول".

واعتبر أن "دماء الشهداء ليست حدثًا عابرًا في الذاكرة، بل هي التجسيد العملي لفكرة لبنان النهائي. فمن يفتدي وطنه بروحه يعلن بصمته أن لبنان لا يُقسَّم ولا يُساوَم عليه ولا يُباع في أسواق السياسة. واستعاد كيف وقف مجاهدو حركة أمل، كتفًا إلى كتف مع المقاومة والجيش والشعب، يرسمون معادلة الصمود التي أفشلت مخططات العدو ومنعت أي محاولة لفرض وقائع جديدة على حساب كرامة الوطن".

واعتبر أن "الرئيس بري لم يكن يومًا مجرّد شاهد على الأحداث، بل كان دائمًا صانعًا لها، يتحرك من موقع القوة السياسية والوطنية، ويخوض التفاوض بثبات وإصرار، دفاعًا عن كل حبة تراب في هذا الوطن. كما جسَّد الرئيس بري مدرسة الإمام الصدر في الحوار، مدرسة تؤمن بأن الحوار فوق السلاح، وأن التفاهم فوق الصراخ، وأن الوحدة فوق الجدران الفاصلة... بهذه الروحية واجه الرئيس بري العدوان، وأصرّ على أن لبنان لا يُدار إلا بالحكمة، ولا يُحمى إلا بالإرادة الصلبة. وقد أثبت أن الحوار ليس ضعفًا بل قوة، وأنّ حماية الوطن ليست شعارًا بل ممارسة عملية وشجاعة وطنية".

وأشار إلى أن "الدولة تُبنى حين يُرفع الظلم عن المواطن، وحين يُوزّع الإنماء بالعدل، وحين يقف الجميع متساوين أمام القانون"، مؤكدا أن "مكتب الشباب والرياضة في حركة أمل يجسّد هذه الرؤية في كل نشاط، لأنه يؤمن بأن الشباب هم الأقدر على تحويل الأفكار الإصلاحية إلى واقع ملموس".

وتطرق الفوعاني إلى رؤية الإمام الصدر بشأن الدولة المدنية، معتبرًا أنّها "ليست شعارًا يُرفع في المناسبات، ولا ترفًا فكريًا، بل هي الضمانة الفعلية لوجود لبنان النهائي. الدولة المدنية تكسر الأسوار الطائفية، وتعيد المواطن إلى قلب الحياة الوطنية، وتمنع تحويل الطوائف إلى غيتوهات سياسية مغلقة. وأكد أن حركة أمل، منذ تأسيسها، حملت مشروع الدولة المدنية وتسعى لترسيخه في وجدان الشباب، وهذا ما يفعله دولة الرئيس نبيه بري".

وشدد على "قناعة الإمام الصدر بأن لبنان لا يعيش بالقوة وحدها، بل بالحوار والتفاهم. القوة وحدها لا تصنع وطنًا، بل يصنعه العقل والحكمة واليد التي تمتد إلى الآخر. ومن هنا، سار الرئيس نبيه بري على هذا النهج، فحوّل الحوار إلى ثقافة وطنية ومنبر دائم لتثبيت السلم الأهلي في أصعب الظروف".

ودعا الشباب إلى "الانخراط الفاعل في العملية الانتخابية، معتبرًا أن مشاركتهم في اللجان الانتخابية التي شكّلتها حركة أمل ليست ولاءً حزبيًا فحسب، بل تأكيدًا لموقعهم الطبيعي كشركاء في صناعة القرار الوطني، فالشباب ليسوا جمهورًا انتخابيًا يمرّ في موسم عابر، بل صُنّاع الدولة، ويشكلون الامتداد الحقيقي لفكر الإمام الصدر الذي رأى في الشباب قوة التغيير وركنًا من أركان الوطن النهائي".

وأشار الى ان "حركة أمل اطلفت لجانها الانتخابية في كل لبنان وفي الاغتراب وانها على أتم الجهوزية لخوض هذا الاستحقاق الوطني".

وختم : "إن البقاع، كما الجنوب وبيروت وكل لبنان، سيبقى منارة للصمود الوطني، ومختبرًا حيًّا لفكر الإمام الصدر ونهج دولة الرئيس بري في بناء دولة عادلة، مدنية، قادرة، تصان فيها كرامة الإنسان، ويُحفظ فيها لبنان وطنًا نهائيًا، يُبنى بالعدالة، ويعيش بالحوار، وتحميه المقاومة والإرادة الصلبة لأبنائه".

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan