افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 04 25|09:21AM :نشر بتاريخ

 "النهار":

لعل حصول "الحدث" المفاجئ غداة زيارة استثنائية الطابع للبابا لاوون الرابع عشر، أفعمت الآمال الكبيرة في نفوس اللبنانيين، اكسبه دلالات استثنائية أيضاً ذهبت بمعظم اللبنانيين إلى التفاؤل بإمكان إزاحة حجر الخوف من حرب جديدة عن صدورهم. ولكن مع ذلك، فإن الاختبار الطارئ لا يزال في بداية رحلته بما يوجب البقاء على درجة عالية من الحذر بدليل أن اسرائيل لم تتاخر في إطلاق اجتهاداتها وتفسيراتها الخاصة لتوسيع مستوى المفاوضين في لجنة الميكانيزم بإضافة موفدّين مدنيين صارا رئيسي الوفدين الأمنيين اللبناني والإسرائيلي.

يمكن القول بعد اليوم الديبلوماسي المفاجئ أن لبنان خطا بقوة، عبر قرار مفاجئ استثنائي اتخذه رئيس الجمهورية جوزف عون وتشاور حياله مع رئيسي مجلس النواب والحكومة، كما كثّف التنسيق حياله مع واشنطن، في اتجاه محاولة متقدمة جداً لاحتواء أو تطويق أو منع، تفجّر سيل التهديدات الإسرائيلية بحرب واسعة على "حزب الله" ولبنان، من خلال تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيساً ديبلوماسياً مدنياً للوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة الميكانيزم. المفاجأة أخذت مداها الاقصى لجملة أسباب، أولها موافقة الفريقين، لبنان وإسرائيل على رفع مستوى التفاوض داخل اللجنة، ولو أنه لا يرقى واقعياً إلى مستوى مفاوضات ديبلوماسية – سياسية مباشرة من شأنها أن تفضي إلى اتفاق ذي طابع تطبيعي. فالطابع الأمني صار مطعّماً بطابع ديبلوماسي، الأمر الذي لا يمكن تجاهل اثره الضمني والعلني الفعال، خصوصاً أن لبنان تعمّد التاكيد أنه فعل ذلك بالتنسيق الاستباقي المباشر مع الراعي الكبير لمجمل هذه العملية أي الولايات المتحدة الأميركية. الاعتبار الآخر لأهمية الحدث أن رئيس الجمهورية نجح في اختيار شخصية مرموقة ومجربة وتعتبر من رموز الخط السيادي الصلب. إذ أن السفير السابق في الولايات المتحدة سيمون كرم معروف بخبرته وبطول باعه في الديبلوماسية والتعامل الخبير مع الأميركيين كما في العمل السياسي خصوصاً إبان حقبة عمله ضمن لقاء قرنة شهوان وثورة 14 آذار، واختياره أحدث ارتياحاً واسعاً واقترن بطبيعة الحال بتوافق الرؤساء الثلاثة. وثمة سبب ثالث أضفى أهمية على الخطوة تمثل في معطيات تتوقع أن يسرّع لبنان خطواته الميدانية في جنوب الليطاني وإطلاق إشارة عملية إلى الانتقال إلى شماله، بما قد يساعد محاولاته لاحتواء الخطر المتصاعد من اقتراب موعد تنفيذ التهديدات بالضربات الإسرائيلية الواسعة.

ولفت في بيان رئاسة الجمهورية عن تعيين كرم أنه عزا الإجراء إلى "التجاوب مع المساعي المشكورة من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية، التي تتولى رئاسة "اللجنة التقنية العسكرية للبنان"، المنشأة بموجب "إعلان وقف الأعمال العدائية"، تاريخ 27 تشرين الثاني 2024"، وأضاف: "وبعد الإطلاع من قبل الجانب الأميركي، على موافقة الطرف الإسرائيلي ضمّ عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة المذكورة، وبعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، قرر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، تكليف السفير السابق المحامي سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات اللجنة نفسها".

وقد شارك كرم للمرة الاولى في اجتماع الميكانيزم الذي عقد في الناقورة في العاشرة صباحاً بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس. وبعد الاجتماع أصدرت السفارة الأميركية بياناً أفادت فيه أن "كبار المسؤولين اجتمعوا في الدورة الرابعة عشرة للجنة الميكانيزم في الناقورة لتقييم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان. ودعمًا لسلام دائم وازدهار مشترك للجانبين، انضم السفير اللبناني السابق سيمون كرم، والمدير الأول للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي، أوري ريسنيك، من إسرائيل، إلى المستشارة مورغان أورتاغوس في الاجتماع كمشاركين مدنيين. ويعكس انضمامهما التزام الآلية بتسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع. رحبت جميع الأطراف بالمشاركة الإضافية باعتبارها خطوة مهمة نحو ضمان أن يرتكز عمل الآلية الخماسية على حوار مدني وعسكري دائم. وتتطلع اللجنة إلى العمل بشكل وثيق مع السفير كرم والدكتور ريسنيك في الجلسات المقبلة، وإلى دمج توصياتهما مع استمرار الآلية في تعزيز السلام الدائم على طول الحدود".

ونُقل عن مصدر لبناني مطلع أن المسؤولين اللبنانيين خرجوا بانطباع بأنّه سيتمّ إعطاء فرصة للجيش للقيام بعمله وأن اجتماع البارحة سيتم تطويره ويُبنى عليه. وأشار إلى أن الأجواء كانت إيجابية بحضور مدني من لبنان وإسرائيل للمرّة الأولى، وبقي الاجتماع ضمن الأطر المعتادة سابقاً. وكشف أنه لم يتم التطرق في اجتماع الميكانيزم إلى تفتيش الممتلكات الخاصة، وخلا من أجواء التهويل التي قيل إنّ أورتاغوس سمعتها في إسرائيل.

أما من الجانب الإسرائيلي، فكشف اولاً مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو صباحاً أن "نتنياهو سيرسل ممثلاً إلى اجتماع مع مسؤولين حكوميين في لبنان". وذهب إلى القول إن "إرسال ممثل عن نتنياهو للاجتماع مع مسؤولين لبنانيين محاولة أولية لإرساء أساس للعلاقة والتعاون الاقتصادي مع لبنان".

وبعد الاجتماع أشارت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية إلى "مباحثات مباشرة هي الأولى منذ عقود جرت بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين لبنانيين". وأضافت: "الاجتماع الإسرائيلي اللبناني هو محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين البلدين".

وفي السياق ذاته، أشار وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي إلى أن "إسرائيل تريد التفاهم مع "الجيران" إذا نجحت الحكومة اللبنانية في القضاء على "حزب الله" وأرادت إقامة علاقات اقتصادية معنا". وقال: "سندرس إقامة علاقات اقتصادية مع لبنان بشكل إيجابي لكن الأولوية هي التأكد من إزالة التهديد الأمني".

غير أن رئيس الحكومة نواف سلام سارع إلى الاشارة إلى أن "نتنياهو ذهب بعيداً في توصيفه خطوتنا بضم ديبلوماسي لبناني سابق إلى اللجنة". وأضاف: لسنا في صدد مفاوضات سلام مع إسرائيل والتطبيع مرتبط بعملية السلام. وأعلن "أننا لن نسمح بمغامرات تقودنا إلى حرب جديدة ويجب استخلاص العبر من تجربة نصرة غزة"، مشيراً إلى أن "خطوة ضم ديبلوماسي لبناني سابق إلى اللجنة محصنة سياسيًا وتحظى بمظلة وطنية". وقال: "وصلتنا رسائل إسرائيلية عن تصعيد محتمل لكنه غير مرتبط بمهل زمنية". وأكد أن "سلاح حزب الله لم يردع إسرائيل ولم يحمِ لبنان، والدولة استعادت قرار الحرب والسلم وعلى الحزب تسليم سلاحه". ومساءً أكد في تصريحات إضافية أن "المحادثات الاقتصادية ستكون جزءاً من عملية تطبيع مع إسرائيل والتي يجب أن تتبع اتفاقية سلام". وأوضح أنه "إذا التزمت الدولتان بخطة السلام العربية لعام 2000، فسيتبع ذلك التطبيع لكننا ما زلنا بعيدين". وشدّد على أنه إذا لم تنسحب إسرائيل من المناطق التي تحتلها، فإن المرحلة الأولى من حصر السلاح في يد الدولة لن تكتمل، وأمل في أن تساعد مشاركة المدنيين في الآلية على تهدئة التوتر.

 

 

 

 

 

"الأخبار":

تتمسّك مصر بفتح معبر رفح بالاتجاهين، فيما دشّنت إسرائيل مناورة جديدة هدفها فرض خروج أحادي للفلسطينيين، بخلاف ما تضمّنه اتفاق وقف إطلاق النار، والذي أكد على فتح معبر رفح بالاتجاهين

أوعز المستوى السياسي الإسرائيلي، أمس، بفتح معبر رفح في اتجاه واحد فحسب، وذلك لخروج الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر. وكان اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع في شرم الشيخ، نصّ على فتح المعبر في الاتجاهين والسماح بدخول الفلسطينيين إلى القطاع وخروجهم منه عبره، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تمانع تطبيق هذا البند، في حين تتمسّك مصر بتشغيل المعبر في الاتجاهين، وليس في اتجاه الخروج من القطاع فقط.

ونقلت «القناة 12» العبرية عن مصدر إسرائيلي قوله إن «إسرائيل ستفتح المعابر لخروج الغزيّين، وإذا كانت مصر ترفض استقبالهم فهذه مشكلتها»، فيما لم يشِر بيان وزارة الخارجية الأميركية إلى خلاف ذلك، إذ جاء فيه أن «إعادة فتح معبر رفح هي ثمرة التنسيق القوي والفعّال داخل مركز التنسيق المدني العسكري الذي تتولّى الولايات المتحدة قيادته». وستتيح هذه الخطوة، بحسب الخارجية الأميركية، «للأهالي الأكثر تضرّراً في غزة الحصول على الرعاية الطبية خارج القطاع، ما يُعدّ دليلاً آخر على فعالية خطة الرئيس ترامب».

في المقابل، شدّد رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» المصرية، ضياء رشوان، على أن «معبر رفح يجب أن يُفتح في الاتجاهين وفقاً للبند 12 من خطة ترامب»، مؤكّداً أن «التهجير من قطاع غزة خط أحمر لمصر وهذا لم يتغيّر». وأضاف رشوان أن «المناورات الإسرائيلية لن تؤثّر على الموقف المصري بشأن معبر رفح، ولن تنسّق مصر أبداً لخروج الفلسطينيين من غزة، ولا صحة لما يجري تداوله إسرائيلياً عن التنسيق مع مصر لإخراج الفلسطينيين من غزة».

ترفض مصر فتح معبر رفح في اتجاه واحد فقط

ووفق مسؤول مصري تحدّث إلى «الأخبار»، فإن القاهرة، وإن لم تبدِ موقفاً عالي السقف من عمليات نقل السكان التي تتم عبر المطارات الإسرائيلية، إلا أنها «لن تتراجع عن رفضها أي محاولات لنقل الفلسطينيين من داخل قطاع غزة». وكانت شدّدت مصر، مراراً، على أن «الخروج من القطاع لأسباب إنسانية مرتبطة بتلقّي العلاج، لا يعني استقبالاً دائماً للمرضى ومرافقيهم». وفي أعقاب الخطوة الإسرائيلية أمس، جرت اتصالات على خط القاهرة - واشنطن - تل أبيب، طالبت فيها الأولى بـ«التوقف عن تسريب معلومات غير صحيحة ومحاولة الالتفاف على ما جرى التوصل إليه في اتفاق وقف إطلاق النار».

وفي سياق متصل، أفاد مسؤول مصري، «الأخبار»، بأن «القاهرة نقلت إلى واشنطن تصاعد استياء فصائل المقاومة من استمرار إخلال إسرائيل بالاتفاق وبنوده، رغم التزام الفصائل به، وبذل جنود مُضنية في سبيل تسليم كلّ جثث الأسرى»، مضيفاً أن «مصر أرسلت إشارات مفادها احتمال خروج هذا الغضب عن السيطرة بشكل يهدّد الاتفاق». وتعزّزت هذه الأجواء عقب الاتصالات التي أجراها مسؤولون في المخابرات المصرية مع نظرائهم القطريين والأتراك، أمس، بشكل عاجل إثر اشتباكات رفح، حيث شدّد هؤلاء جميعاً للأميركيين على «ضرورة منع إسرائيل من استخدام الاشتباكات كذريعة لتنفيذ عمليات عسكرية داخل القطاع». وأكّدت رسائل الوسطاء إلى الأميركيين، أن «ما حدث في رفح هو نتاج عدم التعامل السليم مع قضية مقاومي الأنفاق، ورفض إسرائيل كل المقترحات بهذا الخصوص».

 

 

 

 

 

"الجمهورية":

كثيرةٌ هي التأويلات والتفسيرات التي أحاطت ضمّ مدنيِّين إلى لجنة «الميكانيزم»، وذهب بعضها إلى حدّ افتراض أنّ هذا الإجراء يُشكّل خطوة أولى تمهيدية لمفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل، تفضي إلى تطبيع. وما زاد من حدّتها، ما بدت أنّها محاولة متعمّدة من قِبل إسرائيل، لإثارة التباسات حولها، تجلّت في مزامنة اجتماع لجنة «الميكانيزم» بالتحليق المكثّف للطيران التجسسي على علو منخفض في الأجواء اللبنانية، وخصوصاً فوق بيروت والضاحية الجنوبية، وبالإعلان المريب، أو الإعلان غير المعتاد من قِبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنّه وجّه بإيفاد ممثل عن مجلس الأمن القومي، للمشاركة في لقاء مع جهات حكومية واقتصادية لبنانية، واصفاً ذلك بأنّه «محاولة أولية لبلورة أساس للعلاقات والتعاون الاقتصادي بين الجانبَين». فيما قال وزير الصناعة الإسرائيلي، إنّ «إسرائيل تريد التفاهم مع «الجيران» إذا نجحت الحكومة اللبنانية في القضاء على «حزب الله»، وأرادت إقامة علاقات اقتصادية معنا»، مضيفاً: «سندرس إقامة علاقات اقتصادية مع لبنان بشكل إيجابي، لكنّ الأولوية هي التأكّد من إزالة التهديد الأمني».

خلف الكواليس

السؤال الأساس الذي فرض نفسه في الساعات الأخيرة: ماذا بعد تطعيم لجنة «الميكانيزم» بمدنيِّين؟ فبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ «تطعيم لجنة «الميكانيزم» بمدنيِّين، جاء نتيجة حراك مكثف ومباحثات في الكواليس السياسية والديبلوماسية، وكان لواشنطن فيه الدور الأساس في دفع الأمور في هذا الاتجاه».

وكشف مصدر مطلع لـ«الجمهورية»، بأنّ «هذه الخطوة تكتسي أهمّية بالغة في هذا التوقيت بالذات، كونها تُشكّل من جهة محاولة لقطع الطريق على احتمالات التصعيد الإسرائيلي ضدّ لبنان، التي تصاعدت وتيرتها بشكل مكثف ومخيف في الآونة الأخيرة، وتعكس من جهة ثانية رغبة واشنطن بعدم تدحرج الأمور إلى تصعيد على جبهة لبنان، وبإعطاء فرصة للمسار السياسي».

مطلب لبنان

وأكّد مصدر رسمي لـ«الجمهورية»، أنّ «هذا التطوّر الذي تجلّى بإشراك مدنيِّين في لجنة «الميكانيزم»، يستجيب بصورة واضحة للمبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حول التفاوض لوقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما خلف الحدود الدولية وتسلّم الجيش اللبناني كامل منطقة جنوب الليطاني، ويناقض بصورة واضحة أيضاً المطلب الإسرائيلي الذي تكرّر أكثر من مرّة، بتجاوز لجنة «الميكانيزم» والدخول في مفاوضات سياسية مباشرة مع لبنان وعلى مستوى الوزراء، وهو ما رفضه لبنان بشكل قاطع»، مؤكّداً على أنّ «الأولوية هي للالتزام الكامل باتفاق وقف الأعمال العدائية وتنفيذ مندرجات القرار 1701 بالتنسيق والتعاون الكاملَين بين الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس وإطلاق الأسرى». ولفت المصدر إلى «أنّ هذه الخطوة، التي تجلّت بإلحاق السفير سيمون كرم بوفد لبنان في لجنة «الميكانيزم»، ليست أحادية الجانب، بل هي مؤيّدة من كلّ مستويات الدولة». مشيرةً إلى معطيات تؤكّد أنّ «حزب الله» لا يعارض هذا المنحى.

وأضاف المصدر: «إنّ لبنان، ومن خلال هذه الخطوة، يُقدّم دليلاً إضافياً على أنّه بكل مستوياته ليس راغباً في التصعيد أو الحرب، بل إنّ أولويّتة هي تأكيد السريان الحقيقي والصارم لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن في 27 تشرين الثاني من العام الماضي، ووقف العدوان والإنسحاب الإسرائيلي وتمكين الجيش اللبناني من تسلّم كامل منطقة جنوب الليطاني، وذلك خلافاً للتوجّه الحربي الذي تنتهجه إسرائيل باعتداءاتها اليومية على المناطق اللبنانية، التي لا تُخفي سعيها إلى فرض وقائع وقواعد أمنية جديدة في المنطقة الجنوبية المحاذية لخط الحدود الدولية».

واستغرب المصدر ما ذهبت إليه بعض الأصوات من تشكيك بخطوة ضمّ مدنيِّين إلى الوفد اللبناني، وتصويرهم الأمر وكأنّه تنازل من قِبل لبنان وهرولة للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، موضّحاً: «لا يوجد أي تنازل من قِبل لبنان، كما لا توجد أي مفاوضات سياسية، بل مفاوضات غير مباشرة. ثم إنّها ليست المرّة الأولى التي تستعين فيها وفود التفاوض بمدنيِّين، بل إنّ مثل هذا الأمر جرى خلال المفاوضات غير المباشرة التي انتهت إلى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية، حين استعين بخبراء مدنيِّين في القانون الدولي وقانون البحار». يُشار في هذا السياق إلى أنّ لجنة «الميكانيزم» التي يرأسها جنرال أميركي، تضمّ أعضاء عسكريِّين فرنسيِّين ولبنانيِّين وإسرائيليِّين ومن الأمم المتحدة. والمفاوضات التي تجري خلالها تقنية - أمنية غير مباشرة، والمباحثات بين الوفدَين اللبناني والإسرائيلي تجري عبر الأميركيِّين والأمم المتحدة، أي أنّها شبيهة بما هو معتمد في مفاوضات اللجنة العسكرية الثلاثية التي تضمّ لبنان وإسرائيل والأمم المتحدة، التي كانت تنسق بين الجانبَين على المستوى العسكري لفترة طويلة.

قلقٌ من إسرائيل

لكن، على رغم من هذا التطوّر، إلّا «أنّ الخشية تبقى دائماً ممّا تبيّته إسرائيل»، على حدٍّ تعبير مرجع كبير، مؤكّداً لـ«الجمهورية» على أنّ «تطعيم لجنة «الميكانيزم» بمدنيِّين، فرصة لتفعيل مهمّتها أكثر، ولاسيما لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وهذا بالنسبة إلى لبنان لا يعني بشكل من الأشكال الدخول في مفاوضات مباشرة».

وسُئل المرجع؛ ماذا لو حاولت إسرائيل أن ترفع من وتيرة اعتداءاتها لجرّ لبنان إلى مفاوضات مباشرة؟ فردّ: «هذا الاحتمال قائم، وليس مستبعداً على الإطلاق، فإسرائيل لا تريد فقط دفع لبنان إلى مفاوضات مباشرة، بل أبعد من ذلك بكثير، وصولاً إلى إخضاع لبنان لوقائع وقواعد سياسية وغير سياسية». مضيفاً: «على رغم من كل الأجواء التصعيدية التي راجت في الإعلام من هنا وهناك، فما زِلتُ على اعتقادي بأنّ التصعيد الواسع أمر مستبعد، وخلافاً لكل ما يُقال ويُروّج من مصادر مختلفة لا أعتقد أنّ الأميركيِّين في هذا الوارد».

تحذير ديبلوماسي

إلى ذلك، أعرب مصدر ديبلوماسي غربي عن ارتياحه لانعقاد لجنة «الميكانيزم» بحلّتها الجديدة، «آملاً أن تؤسس لمسار سياسي ينهي الوضع الشاذ القائم». واعتبر أنّ «توسيع مهمّة «الميكانيزم»، مؤشر جيّد، يبعث على الأمل في إمكان وضع قطار الحل السياسي على السكة، بما يفضي إلى تفاهمات تنزع فتيل التصعيد وتفتح باباً واسعاً لترسيخ الأمن والإستقرار على جانبَي الحدود». وأضاف المصدر لـ«الجمهورية»: «إنّنا نرى أنّ الوقت قد حان ليدخل لبنان في انفراج، فهذا البلد يعيش حرباً منذ ما يزيد عن سنة، ولا نرى مصلحة في استمرارها لأي طرف. ومن هنا دعوتنا المتجدّدة لكل الأطراف لوقف إطلاق النار، والشروع في حوار هادف وهادىء ومسؤول، باعتباره الطريق نحو الحل».

ولفت الديبلوماسي الغربي إلى جهود تُبذَل على أكثر من خط خارجي لتخفيف حدّة التوتر في لبنان، ونزع فتيل أي تصعيد محتمل»، مشدّداً على «الأهمية البالغة لإطلاق حوار وطني بين مختلف القوى اللبنانية».

وأكّد رداً على سؤال: «أنّ سلاح «حزب الله» يُشكِّل المعضلة الأساسية، وأعتقد أنّه آن الأوان ليُعالَج هذا الأمر بصورة حاسمة ونهائية، وموقف «حزب الله» لجهة إصراره على التمسك بسلاحه لا يُشجِّع ولا يطمئن ويُشكِّل عامل قلق، كذلك الأمر بالنسبة إلى تهديد المسؤولين الإسرائيليِّين الذين يتحدّثون عن مرحلة ضغوط مكثفة على لبنان لتفكيك البنية العسكرية لـ»حزب الله».

إجتماع «الميكانيزم»

وكانت لجنة «الميكانيزم» قد اجتمعت في رأس الناقورة، بمشاركة عضو مدني للمرّة الأولى كرئيس للوفد اللبناني، هو السفير السابق سيمون كرم، إلى جانب ضباط من الجيش اللبناني بقيادة قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن نيكولاس تابت وحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، بالإضافة إلى الممثلَين الفرنسي والأميركي، والجانب الإسرائيلي الذي انضمّ إليه يوري رسنيك من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وبمشاركة قوات «اليونيفيل». وأفيد بعد الاجتماع أنّ «الأجواء إيجابية، وأنّ المسؤولين اللبنانيِّين خرجوا بانطباع بأنّه سيُعطى فرصة للجيش للقيام بعمله، وأنّ اجتماع الأمس سيُطوَّر ويُبنى عليه. ولم يتطرّق إلى تفتيش الممتلكات الخاصة، كما خلا من أجواء التهويل التي قيل إنّ أورتاغوس سمعتها في إسرائيل».

وأشار بيان للسفارة الأميركية في لبنان، إلى «أنّ كبار المسؤولين عقدوا الاجتماع الرابع عشر للجنة التقنية العسكرية للبنان (الميكانيزم) في الناقورة لتقييم الجهود الجارية للتوصّل إلى ترتيب دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان».

ولفتت السفارة، إلى أنّه «دعماً للسلام الدائم والإزدهار المشترك لكلا الجانبَين، انضمّ السفير اللبناني السابق سيمون كرم والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك إلى المستشارة مورغان أورتاغوس في اجتماع اليوم (أمس) كمشاركين مدنيِّين. ويعكس انضمامهما التزام «الميكانيزم» تسهيل المناقشات السياسية والعسكرية، بهدف تحقيق الأمن والإستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضرّرة من النزاع».

وذكرت أنّ «جميع الجهات رحّبت بالمشاركة الإضافية، باعتبارها خطوة مهمّة نحو ضمان أن يكون عمل «الميكانيزم» مرتكزاً على حوار مدني مستدام بالإضافة إلى الحوار العسكري».

وأكّدت أنّ «اللجنة تتطلّع إلى العمل بشكل وثيق مع السفير كرم ورسنيك في الجلسات المقبلة، وإلى دمج توصياتهما، فيما تواصل «الميكانيزم» تعزيز السلام الدائم على طول الحدود».

وأشارت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدرسيان، تعليقاً على اجتماع «الميكانيزم»، إلى أنّ «اجتماع اليوم (أمس) في لبنان هو محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان». وأضافت: «لا شك أنّ هذا الاجتماع المباشر بين إسرائيل ولبنان قد تمّ نتيجة لجهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتغيير وجه الشرق الأوسط».

مكتب نتنياهو

وجاء في بيان لمكتب نتنياهو، أنّه «بتوجيه منه وكجزء من الحوار الأمني الجاري بين الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان، عقد نائب رئيس قسم السياسات الخارجية في مجلس الأمن القومي صباح اليوم (أمس) اجتماعاً في الناقورة مع مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون لبنان، السيدة مورغان أورتاغوس، ومع ممثلين لبنانيّين مدنيين ذوي صلة». وأضاف: «عُقد الاجتماع بأجواء إيجابية، وتمّ الاتفاق على بلورة أفكار لتعزيز تعاون اقتصادي محتمل بين إسرائيل ولبنان». وقد أوضحت إسرائيل أنّ نزع سلاح «حزب الله» مطلوب دون أي صلة بتعزيز التعاون في الشأن الاقتصادي، واتفق الطرفان على مواصلة الحوار».

بيان الرئاسة

وفيما أوفد رئيس الجمهورية مستشاره العميد أندريه حداد للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، أصدرت رئاسة الجمهورية بياناً أوضحت فيه أنّ الرئيس عون قرر بالتنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ورئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، تكليف السفير السابق المحامي سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات اللجنة نفسها».

إلى ذلك، قال الرئيس نواف سلام للـ«الجزيرة» «وصلتنا رسائل إسرائيلية عن تصعيد محتمل لكنّه غير مرتبط بمهل زمنية، والموفدون الذين زاروا بيروت قيّموا أنّ الوضع خطير وقابل للتصعيد». وأكّد أنّ «سلاح «حزب الله» لم يردع إسرائيل ولم يحمِ لبنان، والدولة استعادت قرار الحرب والسلم وعلى الحزب تسليم سلاحه. على «حزب الله» تسليم سلاحه».

المر يزور القائد

على صعيد سياسي آخر، قام النائب ميشال المرّ بزيارة أمس، إلى قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في وزارة الدفاع – اليرزة، حيث جرى بحث الأوضاع الأمنية والاستحقاقات الوطنية في ظل المرحلة الدقيقة التي تمرّ فيها البلاد.

وتناول اللقاء دور الجيش في الحفاظ على الاستقرار، والتحدّيات التي تواجه المؤسسة العسكرية على الحدود وفي الداخل، بالإضافة إلى البحث في خطة الجيش الموضوعة لتنفيذ قرار الحكومة المتعلّق بحصرية السلاح بيد الدولة، وتطبيقه بما يضمَن الأمن ويؤكّد سيادة المؤسسات الشرعية.

وبعد اللقاء، أكّد النائب المرّ: «أنّ دعم الجيش وقائده ليس خياراً سياسياً بل هو واجب وطني وأخلاقي. نحن نُقدِّر ما يقوم به الجيش يومياً من مهمات متعدّدة على الحدود وفي الداخل، لحماية اللبنانيِّين، ونرى في قيادة العماد هيكل صمّام أمان في هذه الظروف القاسية والحساسة جداً. لذلك، فإنّ الالتفاف حول المؤسسة العسكرية ضرورة لحماية البلد ومنع أي اهتزاز أمني أو سياسي».

وأضاف المرّ: «إنّ المطلوب اليوم هو تعزيز إمكانيات الجيش وتأمين الدعم الكامل له، ليبقى الضامن الأول للاستقرار، خصوصاً في ظل التحدّيات التي تفرضها التطوّرات الداخلية والإقليمية».

وختم مؤكّداً أنّ «الجيش يبقى المؤسسة التي يلتقي اللبنانيّون حولها، وعلى الجميع تحييدها عن التجاذبات السياسية، لأنّها عنصر وحدة لا يمكن التفريط به».

 

 

 

 

 

"الديار":

أثار قرار لبنان الرسمي تعيين ‏السفير السابق سيمون كرم ‏رئيسا للوفد اللبناني في لجنة الميكانيزم زوبعة كبيرة، باعتبار أن المفاوضات غير المباشرة مع العدو والتي كانت تتخذ حصرا بُعدا عسكرياً- تقنياً توسعت لتشمل الشق السياسي بخطوة كبيرة وغير مسبوقة منذ العام 1983.

‏وفيما اعتبر البعض أن ما يحصل «خطوة تنازلية» جديدة من قبل لبنان الرسمي في ظل غياب أي مبادرة إسرائيلية لتنفيذ تعهدات تل أبيب في إطار اتفاق وقف النار، بدا آخرون مبتهجين بالقرار لاعتبارهم أنه السبيل الوحيد للتقدم بملف تحرير الأرض ووقف الخروقات واستعادة الأسرى، في ظل موازين القوى الراهنة.

وقالت مصادر سياسية معنية بالملف لـ «الديار» إنه «وبعكس ما يروج له البعض، فما حصل هو نجاح للبنان الرسمي بفرض رؤيته للتفاوض مع اسرائيل، باعتبار أن الأخيرة كانت تدفع إلى تفاوض سياسي مباشر من خارج لجنة الميكانيزم، فعادت ووافقت على ما وافق عليه لبنان»، لافتة الى أن «ما حصل يفترض أن يجمّد قرار التصعيد الاسرائيلي أقله لفترة زمنية محددة، وهو ما دفع «الثنائي الشيعي» إلى الموافقة عليه».

ورغم مرور خطوة رفع مستوى التمثيل في «الميكانيزم» بسلاسة سياسية، فإنها لم تَخْلُ من التحفّظ. فالرئيس نبيه بري سجّل ملاحظات واضحة على اختيار السفير سيمون كرم، أمّا حزب الله، فتعاطى مع الخطوة بكثير من الحذر؛ فالحزب لا يرفض التفاوض غير المباشر بالمبدأ، لكنه رأى في رفع مستوى التمثيل تنازلاً قدّمته الدولة من دون الحصول على أي مقابل.

ويفترض أن تكون لأمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمة حاسمة في هذا المجال في اطلالة له يوم غد الجمعة.

بيان الرئاسة

وصباح الأربعاء، أعلنت رئاسة الجمهورية أن رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وبعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، قرر تكليف السفير السابق المحامي سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة «الميكانيزم»، «التزاماً بقسمه الدستوري، وعملاً بصلاحياته الدستورية، من أجل الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا، وتجاوباً مع المساعي المشكورة من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية، التي تتولى رئاسة «اللجنة التقنية العسكرية للبنان»، المنشأة بموجب «إعلان وقف الأعمال العدائية»، تاريخ 27 تشرين الثاني 2024، وبعد الاطلاع من قبل الجانب الأميركي، على موافقة الطرف الاسرائيلي ضمّ عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة المذكورة».

مفاوضات فوق عسكرية

وأعلن سلام، في حديث لـ «الجزيرة» استعداد لبنان لـ«مفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل»، معتبرا أن «ضم ديبلوماسي لبناني سابق إلى لجنة، محصن سياسيا ويحظى بمظلة وطنية»، مؤكداً أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ذهب بعيدا في توصيفه لهذه الخطوة».

وأوضح سلام «أننا لسنا بصدد مفاوضات سلام مع إسرائيل والتطبيع مرتبط بعملية السلام»، مشدداً على أننا «لن نسمح بمغامرات تقودنا إلى حرب جديدة ويجب استخلاص العبر من تجربة نصرة غزة».

واعتبر أن «سلاح حزب الله لم يردع إسرائيل ولم يحم لبنان والدولة استعادت قرار الحرب والسلم»، مضيفاً «على حزب الله تسليم سلاحه، وهذا من أهم عناوين مشاركته في مشروع بناء الدولة». ولفت الى أن «تقييم الموفدين الذين زاروا بيروت أن الوضع خطِر وقابل للتصعيد»، مضيفاً «وصلتنا رسائل إسرائيلية عن تصعيد محتمل، لكنه غير مرتبط بمهل زمنية».

وسارعت اسرائيل إلى تحميل الخطوة أكثر مما تحتمل. فأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن «رئيس الوزراء قرر إيفاد فريق إسرائيلي للقاء مع مسؤولين حكوميين لبنانيين»، معتبرًا أن «تكليف وفد لقاء مسؤولين لبنانيين محاولة أولى لترسيخ أسس العلاقات الاقتصادية بين الطرفين».

بيان السفارة الأميركية

من جهتها، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت عقد كبار المسؤولين الاجتماع الرابع عشر للجنة التقنية العسكرية للبنان ( الميكانيزم ) في الثالث من شهر كانون الأول الجاري في الناقورة، لتقييم الجهود الجارية للتوصل إلى ترتيب دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان.

ولفتت السفارة الى أنه «دعمًا للسلام الدائم والازدهار المشترك لكلا الجانبين، انضم السفير اللبناني السابق سيمون كرم والمدير الاعلى للسياسة الخارجية في مجلس الامن القومي الاسرائيلي الدكتور يوري رسنيك إلى المستشارة مورغان أورتاغوس في الاجتماع كمشاركين مدنيين»، معتبرة أن ذلك «يعكس التزام الميكانيزم تسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الامن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع». وأضافت: «رحّبت جميع الأطراف بالمشاركة الإضافية باعتبارها خطوة مهمة نحو ضمان أن يكون عمل الميكانيزم مرتكزا على حوار مدني مستدام، بالإضافة الى الحوار العسكري».

وجاء في بيان السفارة أيضا أن «اللجنة تتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع السفير كرم والدكتور رسنيك في الجلسات المقبلة والى دمج توصياتهما، فيما تواصل الميكانيزم تعزيز السلام الدائم على طول الحدود».

أقصى درجات المرونة

أما وزير الإعلام بول مرقص، فرأى في حديث صحفي، أن «لبنان أصبح أكثر فاعلية بموجب تعيين السفير سيمون كرم»، معتبرا أن «هذه الخطوة تأتي إنفاذاً لخطاب رئيس الجمهورية في عيد الاستقلال، وأبرز نقاطه تعيين ممثل لرئاسة اللجنة».

وتحدث مرقص عن أن «وجود مدني على رأس الوفد اللبناني في الميكانيزم، له رمزية ودلالات كبرى ويفعّل المبادرة الرئاسية». وأضاف: «ما حصل هو أقصى درجات المرونة ضمن اطار السيادة والحقوق الوطنية».

جلسة الحكومة

وتعقد الحكومة اليوم جلسة وزارية أبرز ما على جدول أعمالها عرض قائد الجيش لتقرير القيادة الثالث حول تطبيق قرار حصرية السلاح جنوبي الليطاني. وبحسب معلومات «الديار»، فإن «العماد رودولف هيكل سيؤكد خلال مطالعته التزامه بمهلة نهاية العام لحصر السلاح جنوب النهر، على أن تتم معالجة السلاح المصادر خلال مهلة شهرين او ٣، مع تشديده على أن لبنان يكون قد نفذ التزاماته مقابل مواصلة اسرائيل احتلال أراض لبنانية وخرقها شبه اليومي للسيادة اللبنانية».

 

 

 

 

 

"نداء الوطن":

عشية عيد البربارة، ارتدى لبنان الرسمي وشاح القرار السيادي، في خطوة جريئة لإسقاط أقنعة "الممانعة" المزيّفة عن وجهه الحقيقي، ومحاولة طارئة لإبعاد شبح الحرب الذي يخيّم فوق البلاد. كما يبدو أن "النِعَم" التي حملها البابا لاوون الرابع عشر خلال زيارته، أرخت بظلالها على المشهد اللبناني. إذ سجّلت الدولة علامة فارقة في سجلّ التفاوض، عبر قاطرة "الميكانيزم"، بتعيين السفير السابق سيمون كرم رئيسًا للوفد اللبناني. نقلة نوعية قرأها مراقبون على أنها محاولة جديّة لكسر الانسداد السياسي والدبلوماسي، الناتج عن تمسّك "حزب الله" بسلاحه من جهة، وإصرار إسرائيل على نزعه بالقوة إذا لم تُبادر الحكومة اللبنانية إلى تحمّل مسؤولياتها من جهة أخرى.
سفير السيادة  
وعلمت "نداء الوطن" أن طرح تعيين شخصية سياسية في رئاسة الوفد اللبناني إلى لجنة "الميكانيزم" وُضع على نار حامية منذ أكثر من شهرين، حيث خضعت اللائحة الأولية لجوجلة دقيقة قبل أن يستقرّ الرأي على السفير كرم. وذلك بعد حسابات دقيقة أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، مستندًا بوضوح إلى المادة 52 من الدستور. وقد حرص على أن يُحاط هذا القرار بمظلّة سياسية وطنية، فسبقه بمشاورات مع رئيسي مجلس النواب نبيه برّي والحكومة نواف سلام، لتأمين غطاء جامع يجنب الداخل سجالات إضافية حول هوية رئيس الوفد.
واستند الخيار إلى جملة معايير، أبرزها خلفيته السيادية الراسخة، ومسيرته الدبلوماسية والأكاديمية التي تضاهي نظيره الإسرائيلي أوري رزنيك، إضافة إلى خبرته التفاوضية ومعرفته العميقة بالمقاربات الأميركية، فضلًا عن مشاركته في وفد لبنان إلى مفاوضات مدريد بين العرب وإسرائيل (1991)، وهي التجربة التي تُعدّ من أبرز محطاته الدبلوماسية، وتمنحه أفضلية في إدارة نقاشات حساسة تتداخل فيها السياسة بالقانون الدولي وميزان القوى.
في هذا السياق، اعتبرت مصادر أميركية أن تعيين كرم يمثل خطوة إيجابية من جانب الدولة اللبنانية، تعكس وعيًا بخطورة المرحلة ودقة التوقيت. لكنها، في المقابل، شدّدت على أن واشنطن، تراقب ترجمة هذا المسار بموقف عملي واضح في ما خصّ نزع سلاح "حزب الله"، الذي يبقى العقبة الأساسية أمام تثبيت الاستقرار وتجنب الانفجار.
كما أن نقل رئاسة الوفد اللبناني من المستوى العسكري إلى السياسي، يحمل دلالات سياسية ودبلوماسية وقانونية واضحة، بما يعزز قدرة الدولة اللبنانية على تثبيت حقوقها، من النقاط المتنازع عليها على الخط الأزرق والنقاط المحتلّة، إلى قضية الأسرى والمحتجزين، مرورًا بانعكاسات التفاوض السوري - الإسرائيلي على الواقع اللبناني.
من الاكتفاء إلى المبادرة
وقد رأت الجهات المعنية أن الظرف بات مناسبًا للانتقال إلى مقاربة تعطي الدولة موقع المبادرة لا موقع الاكتفاء بالمتابعة، خصوصًا أن تركيبة اللجنة أصبحت تسمح بإدخال عناصر سياسية ودبلوماسية إلى النقاش، بعد أن كان الطابع العسكري هو المهيمن طوال المرحلة السابقة.
وتكشف المعلومات أيضًا أن حضور كرم في اجتماع الناقورة أمس، يشكّل بداية مرحلة جديدة داخل اللجنة، تتراجع فيها المقاربة العسكرية لحساب قراءة سياسية معمّقة تستند إلى الدستور والسيادة والقانون الدولي وخبرة التفاوض. وتؤكد الأوساط المتابعة أن الدولة اللبنانية أرادت إرسال رسالة بأن حماية المصالح العليا لا تتم فقط عبر الأمن على الأرض، بل أيضًا عبر السياسة على الطاولة، وأن تعديل تركيبة الوفد يعكس انتقالًا واعيًا نحو إدارة متوازنة لواحد من أهم الملفات المتصلة بالهدوء جنوبًا. وتخلص المعطيات إلى أن انضمام كرم سيمنح الوفد اللبناني قدرة أكبر على التأثير، ويكرّس حضور الدولة داخل اللجنة كطرف فاعل يسعى إلى استثمار اللحظة الدولية لإعادة تنظيم قواعد الاشتباك السياسي - الدبلوماسي بما يخدم السيادة اللبنانية واستقرار الحدود.
أما على جبهة "الممانعة"، فرغم أن خطوة تعيين السفير سيمون كرم أُدرجت في خانة تعزيز الموقع التفاوضي اللبناني، فإن وقعها كان أشبه بـ "الصاعقة" داخل أوساط "حزب الله". إذ اعتبر "الحزب"، عبر قناته التلفزيونية، أن الدولة ذهبت منفردة في هذا القرار، وعليها أن تتحمّل تبعاته، واضعًا التعيين في خانة التنازلات المجانية، معتبرًا أن الأيام المقبلة ستكذب الوعود والعهود، وستكشف أن واشنطن لا تملك نية حقيقية لحماية لبنان أو حفظ مصالحه. ومن المتوقع أن يكون التعيين مادة نقاشية دسمة على طاولة مجلس الوزراء اليوم بين مؤيّد ومعارض.
مباشر - غير مباشر
بالعودة إلى انعقاد لجنة "الميكانيزم" أمس، وبعد إعلان المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بيدروسيان، أن "الاجتماع المباشر" بين لبنان وإسرائيل يُعدّ "تطورًا تاريخيًا" ونتاجًا لجهود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتغيير وجه الشرق الأوسط، علمت "نداء الوطن" أن الجلسة لم تخرج عن الإطار التقليدي، إذ عُقدت بالصيغة غير المباشرة المعتمدة سابقًا، وسط أجواء اتسمت بالإيجابية، وتركّزت على العموميات وتحضير الأرضية لتفاوض أكثر هدوءًا.
ووفق المعلومات، شددت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس على أهمية خفض التوتر وضبط الإيقاع الميداني، مشيرة إلى أن على الجيش اللبناني تكثيف انتشاره وتحركاته، بما يُسرّع في ضبط السلاح خارج الشرعية، لتفادي أي تصعيد وشيك.
بدوره، تحدّث السفير سيمون كرم عن الأوضاع الحدودية، لا سيما في الجنوب، مؤكدًا نية لبنان في الحفاظ على التهدئة وتجنب الحرب. وقدّم الوفد اللبناني عرضًا مفصّلًا عن الخروقات الإسرائيلية والغارات المتكررة. أما الجانب الإسرائيلي، فركّز على ملف نزع سلاح "حزب الله"، محذرًا من استمرار الحزب في إعادة بناء منظومته العسكرية، في خرق واضح للتفاهمات السابقة. وتم الاتفاق على عقد الجولة المقبلة من المحادثات بعد 15 يومًا.
في المقابل، أشار مكتب نتنياهو إلى أن اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، جرى في "أجواء إيجابية"، كاشفًا عن توافق مبدئي على صياغة أفكار تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. لكن المكتب شدّد في المقابل على أن إسرائيل وضعت شرطًا واضحًا لا يمكن تجاوزه: نزع سلاح "حزب الله" كأولوية مطلقة، بغض النظر عن أي مسارات تعاون اقتصادي مقترحة. كما أفاد بأن الطرفين اتفقا على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة ومتابعة الاجتماعات في المرحلة المقبلة. وكان وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي نير بركات قد لفت إلى أن "إسرائيل منفتحة على التفاهم مع جيرانها، في حال نجحت الحكومة اللبنانية في القضاء على "حزب الله" وأبدت رغبة جدية في إقامة علاقات اقتصادية"، مضيفًا: "سندرس الأمر بإيجابية، لكن الأولوية تبقى إزالة التهديد الأمني أولًا".

 

 

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

بعد النجاح الذي حققته زيارة البابا لاوُن الرابع عشر إلى لبنان بالمقاييس كافة، وهو ما كان الرئيس وليد جنبلاط قد عبّر عنه على موقع "اكس" بقوله: "لقد نجح الحبر الأعظم البابا لاوُن الرابع عشر في تأكيده على أسس الحوار والمحبة بعيداً عن رسل الشؤم والتنظير والحرب من كل حدب وصوب"، أتى انعقاد اجتماع لجنة "الميكانيزم" في الناقورة أمس الأربعاء بحضور شخصيتين مدنيتين عن الجانب اللبناني السفير السابق سيمون كرم وعن الجانب الاسرائيلي اوري ريسنيك، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس ليضفي جدية على معالجة النقاط الخلافية بين لبنان وإسرائيل، وهو ما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري أكده منذ شهر تقريباً بأن المفاوضات مع إسرائيل لن تتم إلا من خلال "الميكانيزم"، وأن لا مانع لديه من إضافة شخصية مدنية أو أكثر إلى جانب ممثل قيادة الجيش في اللجنة.

مصادر مطلعة كشفت عبر "الأنباء الالكترونية" أن تسمية السفير السابق سيمون كرم لترؤس وفد لبنان في لجنة "الميكانيزم" لم يكن وليد الصدفة، بل جرى التداول باسمه بين الرؤساء الثلاثة منذ إعلان لبنان رفضه المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وأن الموافقة على تطعيم "الميكانيزم" بشخصيات مدنية لبنانية وإسرائيلية استغرقت وقتاً كما تطلبت المزيد من الضغط الأميركي على اسرائيل للقبول به، وتخلي إسرائيل عن فكرة الضغط العسكري على لبنان للقبول بالتفاوض معها وهو ما عملت عليه الادارة الأميركية في الأسابيع الماضية. 
ولم تستبعد المصادر أن يكون الفاتيكان وفرنسا قد لعبا دوراً مؤثراً في هذا التحول في الموقف الاسرائيلي، خصوصاً وأن البابا لاوُن الرابع عشر لم يعلق على المذكرة التي قدمها له "حزب الله" لكنه دعاه إلى التخلي عن سلاحه.

المصادر توقعت أن يكون "حزب الله" أكثر ليونة بعد توسيع "الميكانيزم" بناءً على اقتراح الرئيس بري، الذي شدد على أن تخرج مفاوضات "الميكانيزم" من إطارها العسكري إلى العمل السياسي لتصبح قادرة على حل كل النقاط الخلافية ومنها انسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة والشروع في عملية الترسيم البري، وأن يكون عمل هذه اللجنة بعد توسيعها شبيهاً بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وهو ما ساعد على تأمين موافقة رئيسي الجمهورية والحكومة، ومسارعة الرئيس جوزاف عون إلى تسمية السفير سيمون كرم.

أجواء إيجابية

المصادر المطلعة أكدت أن أجواء الاجتماع في الناقورة كانت ايجابية، وأنه بقي ضمن الأطر المعتادة سابقاً، مضيفة أن المسؤولين اللبنانيين خرجوا بانطباع أنه سيتم اعطاء الجيش فرصة للقيام بعمله، وأن اجتماع الأمس سيتم تطويره ويبنى عليه، ولم يتم التطرق في الاجتماع الى مطالبة الجيش بتفتيش الممتلكات الخاصة، مؤكدة أن السبيل الوحيد لتجنب التصعيد يتمثل في مواصلة الجيش اللبناني عمله ودوره في ضبط الأمن على الأرض. 
وقد علمت "الأنباء" أن الاجتماع المقبل للجنة سيكون في ١٩ كانون الأول الجاري.
فيما شددت المصادر على وضع جدول زمني لسحب السلاح من شمال نهر الليطاني وعلى الأراضي اللبنانية كافة، في إطار مسار يهدف الى تخفيف التوتر ومنع الانزلاق الى مواجهة عسكرية واسعة، مشيرة إلى أن "حزب الله" لن يعترض هذه المرة على توجه حصر السلاح الى منطقة شمال الليطاني طالما أن ذلك يجنب لبنان حرباً شاملة ويخدم مصلحته في الحفاظ على الاستقرار الداخلي.

سلام
إلى ذلك، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام "أننا مستعدون لمفاوضات فوق العسكرية مع اسرائيل، لكن نتنياهو ذهب بعيداً في توصيفه خطوتنا بضم دبلوماسي لبناني سابق الى اللجنة". 
ورأى أن قرار ضم دبلوماسي لبناني سابق الى اللجنة محصن سياسياً ويحظى بمظلة وطنية.
غير أن رئيس الحكومة أكّد "أننا لسنا بصدد مفاوضات مع اسرائيل، فالتطبيع مرتبط بعملية السلام"، كاشفاً تبلغ لبنان رسائل اسرائيلية عن تصعيد محتمل لكنه غير مرتبط بمهل زمنية. ودعا "حزب الله" الى تسليم سلاحه، وهذا من أهم عناوين مشاركته في إعادة بناء الدولة لأن سلاح الحزب لم يردع اسرائيل ولم يحمِ لبنان.

السفارة الأميركية
بعد اجتماع لجنة "الميكانيزم"، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت أن الاجتماع ناقش التقدم المحقق نحو التوصل الى اتفاق دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان في اطار دعم السلام الدائم  والازدهار المشترك. 
وقالت: "شارك في الاجتماع كل من السفير اللبناني السابق سيمون كرم، والمدير الأول للسياسة الخارجية في الأمن القومي الاسرائيلي اوري  ريسنيك الى جاب المستشارة مورغان اورتاغوس بصفة مدنيين في اجتماع الميكانيزم. ويأتي انضمامهما ليؤكد التزام الآلية بتعزيز الحوارين السياسي والعسكري، والسعي الى تحقيق الأمن والاستقرار لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع. وقد رحبت مختلف الأطراف بهذه المشاركة باعتبارها خطوة أساسية نحو ترسيخ التواصل المدني والعسكري داخل اللجنة الخماسية. وتتطلع اللجنة الى مواصلة العمل مع السفير كرم والدكتور ريسنيك في الجلسات المقبلة، والى الاستفادة من توصياتهما، فيما تواصل الآلية جهودها لترسيخ السلام الدائم على طول الحدود".

 

 

 

 

 

 "اللواء":

في تطور، يعوَّل عليه لأن يشكل درءاً لمخاطر التصعيد الاسرائيلي، شارك السفير اللبناني السابق في واشنطن سيمون كرم الى جانب المدير الاعلى للسياسة الخارجية في مجلس الامن الاسرائيلي يوري رسنيك عن الجانب الاسرائيلي في اجتماع «الميكانيزم» في الناقورة برئاسة موفدة الرئيس دونالد ترامب السفيرة مورغن اورتاغوس، في خطوة وصفتها السفارة الاميركية في بيروت بـ«المهمة» لضمان ان يكون عمل الميكانيزم مرتكزاً على حوار مدني مستدام بالاضافة الى الحوار العسكري. وقالت ان انضمام موظفين مدنيين يعكس «التزام الميكانيزم تسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الامن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع».
وقالت اوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان تكليف السفير كرم في لجنة وقف اطلاق النار جاء بعد سلسلة مشاورات خاضها الرئيس جوزاف عون الذي وعلى الرغم من متابعته زيارة الحبر الأعظم كان يجري مع رئيس الحكومة مجموعة إتصالات في سياق العمل على تجنيب لبنان اي تصعيد محتمل الى جانب العمل على موضوع التفاوض.
ولفتت الأوساط الى ان تعيين ديبلوماسي او مدني في هذه اللجنة كان مطلبا أميركيا كما ان لبنان اراد منذ فترة تزخيم عمل لجنة الميكانيزم.
وقالت ان رئيس الجمهورية قد يتطرق الى هذا الامر في مجلس الوزراء اليوم الخميس، ومن المتعارف عليه ان تقرير الجيش في تطبيق خطة حصرية السلاح هو من ابرز مواضيع الجلسة حيث سيستمع المجلس الى شرح من قائد الجيش العماد رودولف هيكل بشأن هذه الخطة وأبرز مراحلها.
ووصفت مصادر غربية بأن اجتماع الميكانيزم امس كان ممتازاً، موضحة ان القسم الاول من الاجتماع خُصِّص للممثلين العسكريين، واقتصر القسم الثاني على الممثلين المدنيين فقط.
ولفت الى انه في الاجتماع الثاني، جرت مناقشة مباشرة بين الجانبين الاسرائيلي واللبناني، بحضور اورتاغوس، وتناول البحث نزع سلاح حزب لله والغارات الاسرائيلية على لبنان، كما خُصِّص حيِّزٌ واسعٌ للشق الاقتصادي ولا سيما امكان التعاون الاقتصادي بين لبنان واسرائيل في الجنوب، كخطوة لبناء الثقة بين الجانبين.
موقف حزب لله
الخطوة الرئاسية بتعيين مدني على رأس الوفد اللبناني المفاوض لم ترقَ لحزب لله، من زاوية التحفظ على اسم السفير كرم، ومن جهة ان اسرائيل ما تزال تمارس عدوانها ضد لبنان ولم تنسحب من النقاط الخمس ولا اعادة للاسرى بعد.
ومع ذلك، وفقاً لمصادر على صلة بالثنائي الشيعي، فإن الحزب ترك الباب مفتوحاً امام الرئيس نبيه بري للسير في ما يراه مناسباً، تاركاً حرية التصرف واتخاذ القرار المناسب.
ونُقل عن مصادر مطلعة ان طهران ابلغت موفد الرئيس بري النائب علي حسن خليل انها «لا تمانع التفاوض المباشر بين لبنان والعدو الاسرائيلي»، مضيفة: الموافقة او الرفض امر متروك للحزب ولحركة امل، ولا دخل لنا بما تتفقان عليه.
سلام: السلاح لم يردع اسرائيل والتطبيع مرتبط بالسلام
واعتبر الرئيس نواف سلام ان نتنياهو ذهب بعيداً في توصيفه لخطوة تعيين سفير سابق رئيساً للوفد اللبناني في الميكانيزم.
وقال الرئيس سلام لبنان ليس بصدد مفاوضات سلام مع اسرائيل والتطبيع مرتبط بعملية السلام.
وقال الرئيس سلام: أن خطوة ضم دبلوماسي لبناني سابق إلى اللجنة، محصنة سياسيًا وتحظى بمظلة وطنية. ومستعدون لمفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل. ولسنا بصدد مفاوضات سلام مع إسرائيل والتطبيع مرتبط بعملية السلام.
 ورأى سلام «أن سلاح الحزب لم يردع إسرائيل ولم يحمِ لبنان، والدولة استعادت قرار الحرب والسلم، ولن نسمح بمغامرات تقودنا إلى حرب جديدة، ويجب استخلاص العبر من تجربة نصرة غزة»، كاشفاً عن تلقي رسائل تهديد اسرائيلية من دون تحديد مهل زمنية.
وفي حديث لاحق للصحافيين وفق ما نُقل عنه، أشار الرئيس سلام إلى أنّ «لبنان منفتح على أن تتحقّق قوات أميركية وفرنسية من المخاوف في شأن مستودعات أسلحة حزب لله المتبقية في الجنوب».
وأضاف: إذا لم تنسحب إسرائيل من المناطق التي لا تزال تحتلها، فإنّ المرحلة الأولى من حصر السلاح في يد الدولة لن تكتمل، كاشفاً أنّ «لبنان سيناقش بدائل قوات اليونيفيل مع أعضاء مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع». 
كما قال: إذا التزمنا بخطة السلام العربية لعام 2002 فسيتبعها التطبيع، لكننا لم نصل إلى ذلك بعد، وآمل أن تساعد مشاركة المدنيين في الآلية على تهدئة التوتر. وردًّا على سؤال عما إذا كان لبنان قد فكّر في إقامة علاقات مع إسرائيل قبل حل الدولتين، قال سلام: لبنان سيلتزم بمبادرة السلام العربية. وإن المحادثات الاقتصادية ستكون جزءًا من أي عملية تطبيع مع إسرائيل، والتي يجب أن تتبع اتفاقية سلام.كذلك، رحّب سلام بعرض مصر «المساعدة في خفض التوتر بين لبنان وإسرائيل».
خطوة مهمة
وتمثَّل الحدث امس بإعلان رئاسة الجمهورية تسمية السفير السابق في واشنطن سيمون كرم ممثلا دبلوماسيا للبنان في اللجنة، وهو قرار ربما يكون من نتائج الاتصالات التي جرت خلال الاسبايع الماضية حول موضوع التفاوض المباشر ونتائج زيارة البابا الذي دعا الى الحوار بدل السلاح.وهو ما رأى فيه كيان الاحتلال انها اول مفاوضات مباشرة من عقود مع لبنان، وذهب الى حد طلب التوصل الى علاقات اقتصادية مع لبنان «بعد القضاء على حزب لله».
وجاء في بيان عن رئاسة الجمهورية ان تعيين السفير كرم، جاء «بعدالتشاور مع الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، وتجاوباً مع المساعي المشكورة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية، التي تتولى رئاسة اللجنة التقنية العسكرية للبنان، المنشأة بموجب إعلان وقف الأعمال العدائية، وبعد الإطلاع من الجانب الأميركي، على موافقة الطرف الاسرائيلي ضمّ عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة المذكورة». بالمقابل كانت قد تمت تسمية اسرائيل لعضو مجلس الامن القومي يوري رسنيك، لتبدأ مرحلة جديدة سياسية وامنية بين لبنان وكيان الاحتلال يؤمل ان لا تكون تحت ضغط النار والسياسة توصلاً لتوافق جديد على تنفيذ وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701. وهو ما اشار اليه بيان للسفارة الاميركية عن الاجتماع.لكن المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية قالت انها: مباحثات مباشرة هي الأولى منذ عقود جرت بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين لبنانيين. 
وسبق قرار تعيين كرم اجتماع بين الرئيس بري مع مستشار الرئيس عون العميد أندريه رحال، حيث تم عرض للاوضاع العامة والمستجدات.
وفي السياق، افيد بأن التقرير الرابع للجيش بشأن حصر السلاح بجنوب الليطاني سيكون في مطلع 2026 ولبنان نسق مع أميركا بشأن تكليف مدني لرئاسة وفد التفاوض مع إسرائيل.
وفيما افيد ان حركة امل طلبت من مسؤوليها ومناصريها عدم التعليق على تعيين كرم، وأن موقف حزب لله من تعيينه سيعلنه الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم يوم الجمعة، تم تناقل دعوات من انصار حزب لله على وسائل التواصل الاجتماعي للتظاهر ضد قرار رئيس الجمهورية تعيين كرم وسجلت مسيرة دراجات نارية احتجاجاً، من دون ان تصدر اي دعوة من الحزب نفسه.
وبينما كانت خطوة تعيين كرم محط ترحيب سياسي من قوى مسيحية بشكل خاص وبعض نواب التغيير، صدر عن عضو كتلة الوفاء للمقاومة رئيس حركة «النصر عمل» النائب ملحم الحجيري بيان تعليقاً على تكليف السفير كرم قال فيه: حكمٌ مطواع ذليل ينفذ الإملاءات سمعاً وطاعة، أمام سلطة الوصاية الأميركية المستبدة المهيمنة، شريكة العدو في قتل شعبنا..
عقدت لجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية - الميكانيزم اجتماعاً صباح امس، في رأس الناقورة، بحضور مستشارة اللجنة الاميركية مورغان أورتاغوس، وممثل لبنان السفير سيمون كرم وضباط من الجيش اللبناني بقيادة قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن نيكولاس تابت، والممثلَين الفرنسي والأميركي، والجانب الإسرائيلي ممثلا بـ يوري رسنيك من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وبمشاركة قوات اليونيفيل.
انتهى الاجتماع قرابة الثانية عشرة والنصف ظهراً، وركّز الجانب اللبناني في الاجتماع على الخروق الإسرائيلية لاتفاق وقف الأعمال العدائية وتنفيذ القرار 1701.
وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية مطلعة على اجتماعات اللجنة ان اجواء الاجتماع كانت «جيدة جداً هذه المرة ومن دون تهويل وتهديد، ويمكن أن يتم اتخاذ خطوات اضافية، وأن ثمة فرصة اضافية ستعطى للجيش لإستكمال مهمته في جمع السلاح وانهاء كل المظاهر المسلحة جنوبي نهر الليطاني ولم يتم التطرق الى طلب الاحتلال تفتيش المنازل والممتلكات الخاصة. وتمت الاشادة بالعميد نقولا تابت على ما قام به لتنفيذ مهمة الجيش».
وافادت المعلومات: أن لبنان نسق مع أميركا بشأن تكليف مدني لرئاسة وفد التفاوض مع إسرائيل. وأن التقرير الرابع للجيش بشأن حصر السلاح جنوبي الليطاني سيكون في مطلع 2026.
ولاحقاً، صدر عن السفارة الأميركية بيان افاد بالاتي: «اجتمع كبار المسؤولين في الدورة الرابعة عشرة للجنة الميكانيزم في الناقورة لتقييم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان.ودعمًا لسلام دائم وازدهار مشترك للجانبين، انضم السفير اللبناني السابق سيمون كرم، والمدير الأول للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي يوري رسنيك من إسرائيل، إلى المستشارة مورغان أورتاغوس في الإجتماع كمشاركين مدنيين. ويعكس انضمامهما التزام الآلية بتسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع.رحبت جميع الأطراف بالمشاركة الإضافية باعتبارها خطوة مهمة نحو ضمان أن يرتكز عمل الآلية الخماسية على حوار مدني وعسكري دائم. وتتطلع اللجنة إلى العمل بشكل وثيق مع السفير كرم والدكتور رسنيك في الجلسات المقبلة، وإلى دمج توصياتهما مع استمرار الآلية في تعزيز السلام الدائم على طول الحدود.
 وذكر مصدر أميركي لقناة «الحدث»: أن تعيين لبنان ممثلاً مدنياً بالميكانيزم أحرج تل أبيب أمام واشنطن والمجتمع الدولي. وان الإدارة الأميركية تتجه نحو زيادة الضغط على نتنياهو في ما خص ملف لبنان..موضحا ان «عدم رفض إعلان نتنياهو إرسال موفد إلى بيروت يوحي بأجواء إيجابية لبنانية».
وكانت معلومات صحافية اشارت الى ان «خطوة تعيين كرم تساعد الأميركيين في الضغط على نتنياهو لتهدئة الأمور في هذه المرحلة، بانتظار المسار الذي ستأخذه المفاوضات. وبعد إجتماع الميكانيزم غادرت أورتاغوس إلى الأردن لتعود إلى بيروت في عداد وفد سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن والذي يزور لبنان في ٥ و٦ الشهر الحالي..
وحسب مكتب نتنياهو فإن المحادثات المباشرة عقدت في اجواء ايجابية، وتم الاتفاق على بلورة افكار لتعزيز تعاون اقتصادي محتمل بين اسرائيل ولبنان، وان نزع سلاح حزب لله امر لا مفرّ منه.
في السياق ذاته، أشار وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي إلى أن «اسرائيل تريد التفاهم مع الجيران إذا نجحت الحكومة اللبنانية في القضاء على حزب لله، وأرادت إقامة علاقات اقتصادية معنا». وقال «سندرس إقامة علاقات اقتصادية مع لبنان بشكل إيجابي لكن الأولوية هي التأكد من إزالة التهديد الأمني».
لجنة المال: تعليق 8 مواد في الموازنة
مالياً، انهت لجنة المال والموازنة نقاش مواد قانون موازنة العام 2026، وعلقت 8 مواد، واعلن رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان، ان اللجنة ستخصِّص جلسة للمواد المعلقة من الموازنة، منتقداً غياب الحسابات المالية المدققة للدولة اللبنانية، وقطوعات الحسابات التي اكتشفت اللجنة انها غير مدققة.
النشاط المعادي جنوباً وبقاعاً
ميدانياً، عادت المسيَّرات بكثافة الى الاجواء اللبنانية، بدءاً من الضاحية الجنوبية والقصر الجمهوري الى مناطق الجنوب والبقاع الشمالي.
والقت مسيَّرة اسرائيلية قنبلة صوتية فوق العديسة، ونفذت مدفعية العدو تمشيطاً بالاسلحة الرشاشة من مركزها المستحدث على تلة حمامص باتجاه اطراف الخيام.
وبالتزامن مع اجتماع الوفود في رأس الناقورة ، استباحت الطائرات المسيَّرة المعادية اجواء أكثر من 100 قرية ومدينة في الجنوب، وإحدى المحلقات المعادية القت قنبلة صوتية بالقرب من عمال شركة الكهرباء في بلدة عديسة.
وحلّقت مسيّرة إسرائيلية على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية وبيروت ومناطق عاليه ومحيطها. ومساء أمس افيد أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت عدداً من الرصاصات من موقع رويسات العلم باتجاه أطراف بلدة كفرشوبا.
وأفيد بأن فريقاً من الجيش والصليب الأحمر قام بالبحث عن جثامين 6 اشخاص يشتبه بوجودهم في سفح جبل بلاط في أطراف رامية.

 

 

 

 

 

"البناء":

بينما ترتفع درجة التوتر في جبهة فنزويلا ويقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الحشود ليست مجرد ضغوط، أعلن الرئيس ترامب عن قرب بدء المرحلة الثانية من خطة لإنهاء الحرب في غزة، والخطوة الأولى المفترضة هي تشكيل قوة دولية قادرة على الانتشار في غزة، ما يستدعي التفاهم مع المقاومة على دورها، كي تتحقق مشاركة دول فاعلة ووازنة فيها وتتمكّن من الانتشار في المواقع المقرّرة لذلك، ولا يزال الوضع عالقاً رغم صدور قرار مجلس الأمن، بين اشتراط «إسرائيل» أن يكون نزع سلاح المقاومة من مهام القوة، واشتراط الدول المعنيّة تنفيذ ما يتمّ الاتفاق عليه مع حماس، خصوصاً بما يتعلّق بسلاحها، واشتراط حماس أن لا يكون مصير السلاح على جدول أعمال القوة، بل جزء من اتفاق سياسي شامل يطال مستقبل قيام الدولة الفلسطينية، ويفترض أن يزور رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو واشنطن للتباحث مع ترامب في ملفات الحروب غير المنتهية، خصوصاً غزة ولبنان وسورية، والاستعصاء في قضية نزع سلاح المقاومة والحصول على اتفاقات أمنيّة تلبي الرؤية الإسرائيلية التفاوضية، كما تقول التجربة مع سورية، حيث لا وجود لقضية السلاح العالقة في جبهتي لبنان وغزة، ورغم ذلك يستمر العدوان الإسرائيلي فتحتل «إسرائيل» أراضي خارج خط فصل القوات، خصوصاً في جبل الشيخ.
المصاعب أمام خيار الحرب، وحاجة واشنطن للتهدئة قبل دخول عام الانتخابات الصعبة، وما تشهده جبهة أميركا اللاتينية، تجعل الرئيس الأميركي معنياً بدفع نتنياهو إلى صرف النظر عن المخاطرة بجولات قتاليّة، في لبنان وغزة وسورية، رغم عدم نضوج ظروف التوصل إلى تفاهمات، حيث لا يستطيع أحد قبول رؤية «إسرائيل» للتفاهمات، ولا يبدو نتنياهو قادراً في وضعه الداخلي على تخفيض سقف الطلبات الإسرائيلية، وجاءت الخطوة اللبنانية التفاوضية بتعيين السفير السابق سيمون كرم المعروف بعدائه للمقاومة مفاوضاً أولَ في لجنة وقف إطلاق النار، بما يمكن اعتباره جائزة ترضية تقدّم على حساب لبنان من واشنطن لنتنياهو، من دون أن يكون في الأفق أي تطوّر إيجابي في التعامل الإسرائيلي مع اتفاق وقف إطلاق النار، فيما أعلن وزير الحرب في حكومة نتنياهو يسرائيل كاتس عزمه على إعادة التفاوض على ترسيم الحدود البحرية ويجري الحديث في تل أبيب وواشنطن عن استثمار أميركي إسرائيلي لبناني مشترك لحقل قانا. وعن تعيين السفير كرم قال رئيس الحكومة نواف سلام إن القرار يحظى بتغطية وطنية وهو محصّن سياسياً، ويحوز موافقة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وإن «إسرائيل» تعطي القرار أكبر بكثير من أبعاده، وإن المحادثات الاقتصادية ستكون جزءاً من أي عملية تطبيع مع «إسرائيل»، والتي يجب أن تتبع اتفاقية سلام. وأوضح سلام للصحافيين، بحسب وكالة «رويترز»، أنه إذا التزمت الدولتان بخطة السلام العربية لعام 2002، «فيتبع ذلك التطبيع، لكننا ما زلنا بعيدين». وأردف «آمل أن تساعد مشاركة المدنيين في الآلية على تهدئة التوتر». واعتبر سلام بأنه «إذا لم تنسحب «إسرائيل» من المناطق التي لا تزال تحتلها، فإن المرحلة الأولى من حصر السلاح في يد الدولة لن تكتمل»، وأكد بأن «لبنان منفتح على أن تتحقق قوات أميركية وفرنسية من المخاوف بشأن مستودعات أسلحة حزب الله المتبقية في الجنوب».
مع نهاية زيارة البابا لاوون بدا أن حملة القوات اللبنانية على رئيس الجمهورية لم تنته، حيث واصلت الأصوات القواتية تحميل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مسؤولية استبعاد رئيس حزب القوات سمير جعجع عن لقاءات البابا.

وفيما أنهى البابا لاوون الرابع عشر زيارته التاريخية للبنان بجملة مواقف وتوصيات للدولة اللبنانية وللشعب اللبناني، بضرورة وقف القتال والحرب والذهاب إلى الحوار والسلام، أفصح رئيس الجمهورية جوزاف عون عن قرارٍ رئاسي اتخذ الأسبوع الماضي وفق معلومات «البناء»، قضى بتكليف السفير السابق سيمون كرم ترؤس وفد لبنان إلى اجتماعات «الميكانيزم»، فيما أفادت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي أنّ «أوري رزنيك عضو مجلس الأمن القومي سيرأس وفد «إسرائيل» في لجنة وقف النار مع لبنان».
ووفق ما تشير مصادر مطلعة لـ»البناء» فإنّ الخطوة الرئاسية جاءت أولاً كترجمة عملية للمبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية في خطاب عيد الاستقلال وتلبية للضغوط الأميركية والدولية التي مورست على الدولة اللبنانية لإطلاق المسار التفاوضي مع «إسرائيل» للتوصل إلى إنهاء التوتر ووقف الأعمال العدائيّة، كما جاءت الخطوة لاحتواء التصعيد العسكري الإسرائيلي الواسع الذي كان سيحصل وفق تحذيرات نقلها أكثر من مسؤول أميركي وغربي وعربي للبنان بأن «إسرائيل» تحضّر لجولة تصعيد واسعة النطاق ضد لبنان لتفكيك المنظومة العسكرية والأمنية لحزب الله.
وكشف مسؤول أوروبي لـ»البناء» عن قرار إسرائيلي بتغطية أميركية لتوسيع الضربات العسكرية الجوية على أهداف ومراكز وقواعد تدريب عسكرية ومؤسسات مالية وإعمارية لحزب الله في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية بهدف إضعاف حزب الله الى الحدّ الأقصى وتزخيم الضغط على الدولة اللبنانية لدفعها لنزع سلاح الحزب، والهدف المركزيّ وفق المصادر تهجير إضافيّ للمواطنين على طول الشريط الحدوديّ لفرض المنطقة العازلة لضرورات الأمن القومي الإسرائيلي وفق المسؤول الأوروبي الذي توقع عودة التصعيد والضربات خلال أيام ويصل ذروته مطلع الشهر المقبل.
ووفق المسؤول فإنّ القرار متخذ في «إسرائيل» والولايات المتحدة ودول أخرى بالقضاء على حزب الله عسكرياً أو بالحد الأدنى تدمير المنظومة الصاروخيّة، لكن من غير المؤكد بلوغ هذا الهدف في ظل رفض حزب الله التسليم والاستسلام واستخدامه لهذا السلاح الصاروخي بحال فُرضت الحرب عليه، وأضاف أن «إسرائيل» تريد التدرّج بالتصعيد العسكري والأمني ضد الحزب حتى وضعه بين خيارين: إما الاستسلام أو الردّ على الضربات والذهاب إلى مواجهة تكون ذريعة لـ»إسرائيل» لتوسيع اعتداءاتها بشكل غير محدود.
وقرّر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، تكليف السفير السابق المحامي سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات اللجنة التقنيّة العسكريّة للبنان. وقد شارك للمرة الأولى في اجتماع الميكانيزم الذي عُقد في الناقورة أمس، بحضور الموفدة الأميركيّة مورغان أورتاغوس.
وبعد الاجتماع صدر عن السفارة الأميركيّة البيان الآتي: «اجتمع كبار المسؤولين في الدورة الرابعة عشرة للجنة الميكانيزم في 3 كانون الأول، في الناقورة لتقييم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان. ودعماً لسلام دائم وازدهار مشترك للجانبين، انضمّ السفير اللبناني السابق سيمون كرم، والمدير الأول للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي، أوري ريسنيك، من «إسرائيل»، إلى المستشارة مورغان أورتاغوس في اجتماع اليوم (أمس) كمشاركين مدنيين. ويعكس انضمامهما التزام الآلية بتسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع. رحّبت جميع الأطراف بالمشاركة الإضافيّة باعتبارها خطوة مهمة نحو ضمان أن يرتكز عمل الآليّة الخماسيّة على حوار مدني وعسكري دائم، وتتطلع اللجنة إلى العمل بشكل وثيق مع السفير كرم والدكتور ريسنيك في الجلسات المقبلة، وإلى دمج توصياتهما مع استمرار الآلية في تعزيز السلام الدائم على طول الحدود».
وبعد الاجتماع، قال مصدر لبنانيّ مطلع إنّ «المسؤولين اللبنانيين خرجوا بانطباع بأنّه سيتمّ إعطاء فرصة للجيش للقيام بعمله وأنّ اجتماع اليوم (أمس) سيتمّ تطويره ويُبنى عليه». وتابع: اجتماع «الميكانيزم» انتهى والأجواء كانت إيجابية بحضور مدنيّ من لبنان و»إسرائيل» للمرّة الأولى وبقي الاجتماع ضمن الأطر المعتادة سابقاً». وأشار إلى أن «لم يتمّ التطرق في اجتماع «الميكانيزم» إلى تفتيش الممتلكات الخاصة وخلا من أجواء التهويل التي قيل إنّ أورتاغوس سمعتها في «إسرائيل»».
وأوضحت معلومات قناة «الجديد» أنّ «أورتاغوس كانت مرتاحة للمداولات بحيث عبّر المجتمعون عن ثَنائهم على عمل قائد قطاع جنوب الليطاني العميد نيكولا تابت»، وأشارت إلى أنّ «اجتماعاً عقد مساء الثلاثاء بين السفير كرم والعميد تابت جرى خلاله تنسيق الموقف الموحّد للبنان مع التأكيد أنّ أي قرار يبقى بيد المجلس النيابي، وأن من يطلب من الجيش أكثر عليه أن يقدّم له الدعم اللازم».
وفيما علمت «البناء» أنه جرى استبدال اسم بول سالم بالسفير كرم في الأيام الأخيرة التي سبقت إعلان الخطوة لاعتراضات عدة على اسم سالم، أشارت مصادر مقرّبة من الثنائي حركة أمل وحزب الله لـ»البناء» إلى أنه ليست المرة الأولى التي ينضمّ أعضاء مدنيون إلى وفد تفاوضي، فقد سبق وحضر مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير أحد الاجتماعات، والعضوان المدنيان الخبيران وسام شباط ونجيب مسيحي إلى جانب العميد بسام ياسين والعقيد مازن بصبوص في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية في عهد الرئيس ميشال عون». فيما أشارت مصادر وزارية مقرّبة من رئيس الجمهورية إلى أنّ الخطوة الرئاسية بتعيين كرم لا تعني تعديل صلاحيات ومهمة الوفد اللبناني، ولا الانتقال إلى مفاوضات مباشرة ولا فتح مسار السلام والتطبيع مع العدو الإسرائيلي، كما لا تعني التنازل عن الحقوق والسيادة والمصالح اللبنانيّة.
وفيما تشير مصادر الثنائي إلى أن الأهمّ من شكل المفاوضات ومن اسم رئيس الوفد الذي لا يعمل بصفته الخاصة بل بصفة رسميّة وتحت إشراف مباشر من رئيس الجمهورية والحكومة، هو هدف المفاوضات والقضايا المطروحة ووضع رؤية واستراتيجية لبنانية موحدة للتفاوض، وتحصين الموقف الرسمي والسياسي، وتجميع كل عناصر القوة والمناعة للبنان وعدم تقديم تنازلات سيادية، والتمسك بالحقوق والمصالح اللبنانية وعدم التفريط بأي حدود أو أرض أو ثروة أو سيادة. مضيفة أن هذه فرصة للدولة اللبنانيّة لكي تفاوض بكل حكمة ووطنية لإثبات نجاح وجدوى التفاوض والخيار الدبلوماسي بعد عام على فشله وتمادي العدو الإسرائيلي بعدوانه بعد كل الخطوات والتنازلات التي قدّمتها الدولة من دون أن تلقى أي خطوات مقابلة من «إسرائيل».
وفيما أفيد أنّ قيادة حركة أمل عمّمت على المسؤولين في الحركة رفض التعليق على الخطوة الرئاسية لحساسية الموضوع، لم يخرج أي تعليق من حزب الله ورفضت مصادره التعليق أيضاً، مفضلة انتظار مواقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي يتحدّث خلال المهرجان الذي يقيمه الحزب «نَجيع ومِدادٌ» تعظيماً للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس، وتكريماً لمن جمعوا سموّ العلم ومجد الشهادة من العلماء الشهداء الذين اكتمل نورهم بشهادة الأمينين العامين لحزب الله، سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله والسيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، يوم غد الجمعة.
وشدّد الوزير السابق مصطفى بيرم في حديثٍ لإذاعة النور، أنَّه «لا يمكن الاعتراف بالكيان الصهيونيّ المجرم»، مشيراً إلى أن أيّ تحرّك دبلوماسيّ يجب أن يكون موجّهاً حصراً نحو تأمين المصالح اللبنانية، لافتاً إلى وجود اتفاق يجب الالتزام بتنفيذه. ودعا بيرم المسؤولين في موقع الرئاسة إلى الانتباه للتوازنات الداخليّة والمكونات السياسيّة في لبنان.
وكان صدَر عن رئاسة الجمهورية بيان تلته الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية نجاة شرف الدين جاء فيه «التزاماً بقسمه الدستوريّ، وعملاً بصلاحياته الدستورية، من أجل الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا، وتجاوباً مع المساعي المشكورة من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية، التي تتولى رئاسة «اللجنة التقنية العسكرية للبنان»، المنشأة بموجب «إعلان وقف الأعمال العدائية»، تاريخ 27 تشرين الثاني 2024، وبعد الاطلاع من قبل الجانب الأميركي، على موافقة الطرف الإسرائيلي ضمّ عضو غير عسكريّ إلى وفده المشارك في اللجنة المذكورة،وبعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ورئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، قرّر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تكليف السفير السابق المحامي سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات اللجنة نفسها. كما تم إبلاغ المعنيين بذلك. وعليه يشارك السفير كرم بهذه الصفة، في اجتماع اللجنة المقرر اليوم 3 كانون الأول 2025، في الناقورة.»
وفيما يحاول العدو استثمار الخطوة اللبنانيّة سياسياً في الداخل الإسرائيلي عبر منحها طابع التطبيع الاقتصادي، ادّعى وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي إلى أن «»إسرائيل» تريد التفاهم مع «الجيران» إذا نجحت الحكومة اللبنانية في القضاء على حزب الله وأرادت إقامة علاقات اقتصادية معنا». وقال «سندرس إقامة علاقات اقتصادية مع لبنان بشكل إيجابي لكن الأولوية هي التأكد من إزالة التهديد الأمنيّ».
في المقابل، ردّ رئيس الحكومة نواف سلام على رئيس حكومة الاحتلال بالقول: «نتنياهو ذهب بعيداً في توصيفه خطوتنا بضمّ دبلوماسي لبناني سابق إلى اللجنة». أضاف: لسنا بصدد مفاوضات سلام مع «إسرائيل» والتطبيع مرتبط بعملية السلام. وأعلن لـ»الجزيرة» «أننا لن نسمح بمغامرات تقودنا إلى حرب جديدة ويجب استخلاص العبر من تجربة نصرة غزة»، مشيراً إلى أنّ «خطوة ضم دبلوماسي لبناني سابق إلى اللجنة محصّنة سياسياً وتحظى بمظلة وطنية». وقال «وصلتنا رسائل إسرائيليّة عن تصعيد محتمل، لكنه غير مرتبط بمهل زمنية». وأكد أنّ «سلاح حزب الله لم يردع «إسرائيل» ولم يحمِ لبنان والدولة استعادت قرار الحرب والسلم وعلى الحزب تسليم سلاحه».
وفي تصريحات أخرى، اعتبر سلام أنّ «المحادثات الاقتصاديّة ستكون جزءاً من أي عمليّة تطبيع مع «إسرائيل»، والتي يجب أن تتبع اتفاقية سلام». وأوضح سلام للصحافيين، بحسب وكالة «رويترز»، أنه إذا التزمت الدولتان بخطة السلام العربية لعام 2002، «فسيتبع ذلك التطبيع، لكننا ما زلنا بعيدين». وأردف «آمل أن تساعد مشاركة المدنيين في الآلية على تهدئة التوتر»، واعتبر سلام بأنه «إذا لم تنسحب «إسرائيل» من المناطق التي لا تزال تحتلها، فإنّ المرحلة الأولى من حصر السلاح في يد الدولة لن تكتمل»، وأكد بأن لبنان منفتح على أن تتحقق قوات أميركيّة وفرنسيّة من المخاوف بشأن مستودعات أسلحة حزب الله المتبقية في الجنوب».
واستقبل الرئيس بري في عين التينة مستشار الرئيس عون العميد أندريه رحال، حيث تمّ عرض للاوضاع العامة والمستجدات.
وفيما يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم في بعبدا، أفيد بأنّ التقرير الرابع للجيش بشأن حصر السلاح بجنوب الليطاني سيكون في مطلع 2026 وأن لبنان نسّق مع أميركا بشأن تكليف مدني لرئاسة وفد التفاوض مع «إسرائيل».
أمنياً، حلّقت مسيّرة إسرائيلية على علو منخفض، فوق الضاحية الجنوبية وبيروت. كما ألقت مُسيّرة أخرى قنبلة صوتية على بلدة العديسة جنوباً. وأفيد بأنّ فريقاً من الجيش والصليب الأحمر انتشل جثامين 6 أشخاص اشتبه بوجودهم في سفح جبل بلاط في أطراف رامية.
وأعلنت قوات «اليونيفيل» في بيان، بأنها تواصل المساهمة في منع التصعيد من خلال دعم الأطراف في تنفيذ التزاماتهم وفقاً للقرار 1701، الذي يعدّ الإطار الهادف لتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة. ولفت البيان إلى أن اليونيفيل تقوم بمراقبة الانتهاكات التي تلاحظها والإبلاغ عنها، وتحافظ على التواصل المباشر مع كل من الجيش اللبناني والجيش الإســــرائيلي لتجنّب أيّ سوء فهم قد يؤدي إلى تصعيد غير مقصود.
إلى ذلك، بقيَ لبنان تحت تأثير وأصداء زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان وجولاته ومواقفه وجولات الاستقبال التي نظمت له من مختلف المكونات الطائفية اللبنانية لا سيما في الضاحية الجنوبية، ولخصت مصادر نيابية وكنسية لـ»البناء» الرسائل التي أراد الحبر الأعظم إيصالها، الأولى الى صانعي القرار في العالم وبعض اللاعبين الإقليميين الذين يعملون على تقسيم وتفتيت المشرق لا سيّما لبنان وسورية، بأن لبنان رسالة وحدة وتعايش الأديان والطوائف، ورسالة ثانية للبنان الدولة والسياسيين والشعب برفض التقسيم والفدرلة والتقاتل والتوحد، والثالثة لدعم الدولة اللبنانية ورئاسة الجمهورية والجيش اللبنانيّ اللذين يتعرّضان لهجوم داخلي وخارجي.

 

 

 

 

 

"الشرق":

قد لا تكون دعوات البابا لاوون الرابع عشر للمسؤولين اللبنانيين ومن التقاهم من السياسيين بعيداً من الأضواء الى انتهاج مسار السلام هي الوحيدة فعلت فعلها في مجال تحريك المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل عبر لجنة الميكانيزم، فانتجت قراراً رئاسياً جامعاً بتكليف السفير السابق سيمون كرم ترؤس وفد لبنان الى اجتماعات الميكانيزم. بيد ان اثرها واضح في مجال تسريع وتيرة القرار اللبناني الذي خطا لبنان الرسمي من خلالها خطوة اضافية نحو تطوير التفاوض مع اسرائيل علّها تقيه شر الحرب التي تلوّح بها، لان سلاح حزب الله لم ينزع.

ومع مغادرة البابا بيروت اول امس، بدا ان ديناميكية متجددة طغت على المشهد السياسي وحرَّكته بفاعلية بدت واضحة في بيان السفارة الاميركية حول اجتماع الميكانيزم وفق مواقف القوى السياسية بدءا من رئيس الحكومة نواف سلام.

تكليف السفير كرم

قرر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، تكليف السفير السابق المحامي سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات اللجنة التقنية العسكرية للبنان. وقد شارك للمرة الاولى في اجتماع الميكانيزم الذي عقد في الناقورة عند العاشرة صباحا بحضور الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس. وبعد الاجتماع صدر عن السفارة الأميركية البيان الاتي: اجتمع كبار المسؤولين في الدورة الرابعة عشرة للجنة الميكانيزم في 3 كانون الأول، في الناقورة لتقييم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان.ودعمًا لسلام دائم وازدهار مشترك للجانبين، انضم السفير اللبناني السابق سيمون كرم، والمدير الأول للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي، أوري ريسنيك، من إسرائيل، إلى المستشارة مورغان أورتاغوس في اجتماع اليوم كمشاركين مدنيين. ويعكس انضمامهما التزام الآلية بتسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع. رحبت جميع الأطراف بالمشاركة الإضافية باعتبارها خطوة مهمة نحو ضمان أن يرتكز عمل الآلية الخماسية على حوار مدني وعسكري دائم. وتتطلع اللجنة إلى العمل بشكل وثيق مع السفير كرم والدكتور ريسنيك في الجلسات المقبلة، وإلى دمج توصياتهما مع استمرار الآلية في تعزيز السلام الدائم على طول الحدود.

فرصة للجيش؟

وبعد الاجتماع، قال مصدر لبناني مطلع ان “المسؤولين اللبنانيين خرجوا بانطباع بأنّه سيتمّ إعطاء فرصة للجيش للقيام بعمله وأن اجتماع اليوم سيتم تطويره ويُبنى عليه”. وتابع: اجتماع “الميكانيزم” انتهى والأجواء كانت إيجابية بحضور مدني من لبنان وإسرائيل للمرّة الأولى وبقي الاجتماع ضمن الأطر المعتادة سابقاً”. واشار الى ان “لم يتم التطرق في اجتماع “الميكانيزم” إلى تفتيش الممتلكات الخاصة وخلا من أجواء التهويل التي قيل إنّ أورتاغوس سمعتها في إسرائيل”.

بالتنسيق مع بري وسلام

وكان صدر عن رئاسة الجمهورية صباح اليوم بيان تلته الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية نجاة شرف الدين جاء فيه “التزاماً بقسمه الدستوري، وعملاً بصلاحياته الدستورية، من أجل الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا، وتجاوباً مع المساعي المشكورة من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية، التي تتولى رئاسة “اللجنة التقنية العسكرية للبنان”، المنشأة بموجب “إعلان وقف الأعمال العدائية”، تاريخ 27 تشرين الثاني 2024، وبعد الإطلاع من قبل الجانب الأميركي، على موافقة الطرف الاسرائيلي ضمّ عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة المذكورة، وبعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ورئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، قرر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تكليف السفير السابق المحامي سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات اللجنة نفسها. كما تم إبلاغ المعنيين بذلك. وعليه يشارك السفير كرم بهذه الصفة، في اجتماع اللجنة المقرر اليوم 3 كانون الأول 2025، في الناقورة.”

ازالة التهديد اولوية

من الجانب الاسرائيلي، كشف مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية صباحا أن “نتنياهو سيرسل ممثلا إلى اجتماع مع مسؤولين حكوميين في لبنان”. وأكد أن “إرسال ممثل عن نتنياهو للاجتماع مع مسؤولين لبنانيين محاولة أولية لإرساء أساس للعلاقة والتعاون الاقتصادي مع لبنان”. في السياق ذاته، أشار وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي إلى أن “اسرائيل تريد التفاهم مع “الجيران” إذا نجحت الحكومة اللبنانية في القضاء على حزب الله وأرادت إقامة علاقات اقتصادية معنا”. وقال “سندرس إقامة علاقات اقتصادية مع لبنان بشكل إيجابي لكن الأولوية هي التأكد من إزالة التهديد الأمني”.

نتنياهو ذهب بعيدا

في المقابل، قال رئيس الحكومة نواف سلام: نتنياهو ذهب بعيدا في توصيفه خطوتنا بضم دبلوماسي لبناني سابق إلى اللجنة. اضاف: لسنا بصدد مفاوضات سلام مع إسرائيل والتطبيع مرتبط بعملية السلام.

رحال في عين التينة

وتأكيدا على القرار الرسمي الموحّد، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة مستشار الرئيس عون العميد أندريه رحال، حيث تم عرض للاوضاع العامة والمستجدات. ليس بعيدا، افيد بأن التقرير الرابع للجيش بشأن حصر السلاح بجنوب الليطاني سيكون في مطلع 2026 ولبنان نسق مع أميركا بشأن تكليف مدني لرئاسة وفد التفاوض مع إسرائيل.

الى الاردن فلبنان

وكانت معلومات صحافية اشارت الى ان “خطوة تعيين كرم تساعد الأميركيين في الضغط على نتنياهو لتهدئة الأمور في هذه المرحلة، بانتظار المسار الذي ستأخذه المفاوضات.” ولفتت الى ان “بعد إجتماع الميكانيزم ستغادر أورتاغوس إلى الأردن لتعود إلى بيروت في عداد وفد سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن والذي يزور لبنان في ٥ و٦ الشهر الحالي. وكانت معلومات صحافية تحدثت عن ان مشاركة السفير السابق في واشنطن سيمون كرم في اجتماع “الميكانيزم” ستكون عن الجانب اللبناني في مقابل حضور يوري ريسِنك من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ممثلاً إسرائيل.

 

 

 

 

 

"الشرق الأوسط":

خطا لبنان، الأربعاء، خطوة كبيرة باتجاه محاولات احتواء الضغوط الأميركية وإحباط التهديدات الإسرائيلية بشن حرب عليه، عبر تكليف مدني ترؤس وفد البلاد للمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، للمرة الأولى منذ 42 عاماً، وهي خطوة تجاوزها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوضعها ضمن إطار «محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان».

وأتى ذلك بعد إعلان رئاسة الجمهورية اللبنانية تكليف السفير السابق سيمون كرم ترؤس وفد بلاده إلى اللجنة المعروفة بـ«الميكانيزم»، والتي كانت حتى الثلاثاء، تتألف من عسكريين حصراً.

ويُعدّ تكليف كرم، «خطوة جريئة» في مسار المفاوضات غير المباشرة التي لم تتخطَّ التمثيل العسكري منذ عام 1983، ولم ينخرط مدنيون فيها إلا بخبراء تقنيين شاركوا في وفد ترأسه عسكري لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل في 2022، أما آخر مدني ترأس الوفد، فكان في مفاوضات 17 مايو (أيار) 1983 التي أفضت إلى اتفاق أمني مع إسرائيل، سرعان ما انهار بعد أقل من عام على توقيعه.

توافقات داخلية وتجاوب مع الخارج

ووضعت الرئاسة اللبنانية الخطوة في إطار «التجاوب مع المساعي المشكورة من قِبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية»، التي تتولى رئاسة «اللجنة التقنية العسكرية للبنان». وأكدت الرئاسة أن التكليف تم «بعد الإطلاع من قبل الجانب الأميركي، على موافقة الطرف الإسرائيلي ضمّ عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة المذكورة، وبعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام».

ولم تكن الخطوة مفاجئة؛ إذ اتُخذ القرار بها قبل أسابيع، ووضع الرئيس اللبناني، رئيسي البرلمان والحكومة في أجوائها، وكان الاتفاق بين الرؤساء خلال الفترة الماضية على ضم مدني يكون خبيراً أو تقنياً، حسبما قال مصدر لبناني مواكب لهذا المسار لـ«الشرق الأوسط»، لكن تسمية السفير كرم «أُعلنت من القصر الجمهوري الذي له صلاحية تحديد الاختصاص التقني له»، في إشارة إلى أن الاتفاق بين الرؤساء كان على مبدأ إضافة ممثّل مدنيّ، أما حسم الشخص واختصاصه وسيرته الذاتية، فتولاه الرئيس عون.

وقال المصدر: «الوفد في الأساس كان عسكرياً، بما يتناسب مع ممثلي اللجنة التي يترأسها جنرال أميركي، أما وأن اللجنة انضمت إليها شخصية مدنية، هي الموفدة الأميركية مورغان أوتاغوس، فبات ذلك يستوجب توسعة الوفدين الإسرائيلي واللبناني بما يتناسب مع التمثيل (المدني والعسكري) في اللجنة».

تحت سقف اتفاق الهدنة

ولا يُنظر إلى هذه التوسعة، على أنها خطوة باتجاه التطبيع، حسبما يقول المصدر، موضحاً أن التفاوض غير المباشر «مُدرج ضمن اتفاق وقف الأعمال العدائية» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ولبنان «اتخذ القرار ويمضي به عبر (الميكانيزم) منذ ذلك الوقت»، مضيفاً: «هذه التوسعة هي نتيجة للاتفاق، وتندرج ضمن الإطار نفسه»، مشدداً على أن الهامش اللبناني في المفاوضات «لن يتخطى اتفاق الهدنة مع إسرائيل في 1949».

قفز نتنياهو باتجاه تعاون اقتصادي

ويمثّل هذا الحسم، رداً على «استعجال نتنياهو» في الحديث عن مفاوضات اقتصادية؛ إذ أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو أصدر توجيهات بإرسال مندوب إلى لبنان للاجتماع مع مسؤولين؛ وذلك في «محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة» بين البلدين اللذين لا يزالان في حالة حرب رسمياً.

كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو «وجّه... مدير مجلس الأمن القومي بالإنابة لإرسال ممثل عنه لاجتماع مع مسؤولين حكوميين واقتصاديين في لبنان»، واضعاً ذلك في إطار «محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان» اللذين لا يزالان في حالة حرب رسمياً.

وندّد المصدر اللبناني بالتصريح الإسرائيلي، قائلاً إن المشكلة مع نتنياهو أنه «كلما تقدم لبنان خطوة، وأعطى شيئاً، يطالب بالمزيد، إلى درجة أنه يريد من لبنان تسليم نفسه له»، جازماً بأن المفاوضات عبر «الميكانيزم» ليست اقتصادية.

ويتوجّس لبنان، من مساعي إسرائيل للإطاحة بمفاعيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية 2022، والتعدي على ثروات لبنان في مياهه الإقليمية عبر طرحها للتفاوض، وذلك بعدما لوح مسؤولون فيها خلال الأسبوعين الماضيين، بإعادة النظر بالاتفاق الحدودي.

إبعاد شبح الحرب

وانطلق لبنان في خطوته تلك، من اعتبارات سياسية ودولية، وقالت مصادر متابعة لتعيين السفير كرم، لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس اللبناني جوزيف عون، «تحرّك لإبعاد خطر تصعيد إسرائيلي جديد، في مسعى منه لإحباط تجدد الحرب، فضلاً عن المضيّ بترجمة خطابه في عيد الاستقلال».

وأوضحت المصادر أن عون، في خطوته المنسقة مع الرئيسين بري وسلام، «قطع الطريق على توسعة الحرب أولاً، وأحرج إسرائيل دولياً عبر تأكيد الانفتاح اللبناني على المطالب الدولية، ولبّى الطلب الأميركي لجهة توسعة اللجنة لتضمّ مدنياً»، فضلاً عن أن هذه الخطوة تحظى برعاية أميركية؛ ما يساعد على إحباط أي نوايا إسرائيلية بالتصعيد.

وقالت المصادر إن الوفد هو أداة تفاوضية، «لكن القرار في النهاية يخضع لمجلس الوزراء»، مشيرة إلى أن الهدف من المفاوضات «يتمثل في وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة، وتنفيذ حصرية السلاح»، نافية أن تكون ستتوسع نحو تطبيع للعلاقات. وأوضحت أن «حزب الله» بات على قناعة بأنه «لا مجال إلا بتسوية على أساس أن تكون منطقة جنوب الليطاني خالية من سلاحه، ولا مجال إلا بسحب الذرائع التي تدفع نتنياهو باتجاه تأزيم الوضع».

اجتماع «الميكانيزم»

وعُقد اجتماع لجنة «الميكانيزم» الرابع عشر، بعد انضمام مشاركين مدنيين. وقالت السفارة الأميركية في بيروت، في بيان، إن الاجتماع في الناقورة لتقييم الجهود الجارية للتوصل إلى ترتيب دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان.

وقالت في البيان: «دعماً للسلام الدائم والازدهار المشترك لكلا الجانبين، انضم السفير اللبناني السابق سيمون كرم والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الدكتور يوري رسنيك إلى المستشارة مورغان أورتاغوس في اجتماع اليوم كمشاركين مدنيين».

وأضافت: «يعكس انضمامهما التزام (الميكانيزم) تسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع».

وأشارت إلى أن جميع الأطراف «رحّبت بالمشاركة الإضافية بصفتها خطوة مهمة نحو ضمان أن يكون عمل (الميكانيزم) مرتكزاً على حوار مدني مستدام بالإضافة إلى الحوار العسكري».

وحسب البيان: «تتطلّع اللجنة إلى العمل بشكل وثيق مع السفير كرم والدكتور رسنيك في الجلسات المقبلة وإلى دمج توصياتهما في حين تواصل (الميكانيزم) تعزيز السلام الدائم على طول الحدود».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية