افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 05 25|09:10AM :نشر بتاريخ
"النهار":
بين الترددات التي غلبت عليها الإيجابيات لقرار لبنان تعيين السفير السابق سيمون كرم على رأس الوفد اللبناني المفاوض في لجنة الميكانيزم وعودة اسرائيل إلى الغارات المبرمجة بإنذارات مسبقة على غرار ما فعلت أمس في الجنوب، لم تتبدل صورة التقديرات حيال الاحتمال الأكبر في أن يكون تطوير المستوى التفاوضي داخل الميكانيزم قد احتوى المخاوف الكبرى من عملية إسرائيلية واسعة. هذه الانطباعات تعزّزت بما أدلى به مسؤولون أميركيون من تقديرات مماثلة لمواقع أميركية على أساس أن "جهداً مشتركا" جرى العمل عليه بدأب بعيداً من الأضواء بين واشنطن وبيروت أفضى إلى تطور لم تتمكن إسرائيل من تجاهله عبر تعيين ممثلين مدنيين لكل من لبنان وإسرائيل في اللجنة، بما يفتح ثغرة اختراق في جدار العدّ العكسي لانفجار حربي كانت إسرائيل تتجه إليه بقوة. ومع أن تعمّد إسرائيل العودة إلى أسلوب الإغارات والإنذارات المسبقة أمس بدا بمثابة رسالة واضحة إلى لبنان لعدم الاستكانة إلى التطور الديبلوماسي الذي حصل وإبقاء ملف نزع سلاح "حزب الله" في واجهة الاولويات، فإن الأنظار اتجهت إلى معرفة مضمون التقرير الثالث الذي قدمه قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى مجلس الوزراء حول النتائج والحصيلة الإجمالية التي حققها الجيش في تنفيذ المرحلة الاولى من حصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني. وقد اتخذ هذا التقرير أهمية مضاعفة في ظل معطيات وزارية سبقت جلسة مجلس الوزراء وتحدثت عن ترجيح إنتهاء الجيش من هذه المرحلة قبل نهاية السنة، بما يوجب الانتقال تالياً إلى المرحلة التالية في شمال الليطاني. وهو الأمر الذي يشكل دفعاً إضافياً للتطور الذي سجل على مستوى الميكانيزم بما يعزز التنسيق المتجدد بين لبنان والإدارة الأميركية، أقله كما يتطلع إليه الحكم اللبناني.
إذاً، بقي قرار لبنان الرسمي تعيين السفير سيمون كرم على رأس لجنة الميكانيزم ومشاركته في اجتماعها للمرة الأولى الأربعاء، يتفاعل إيجاباً، غير أن الخطوة لا يبدو أنها كانت كافية وحدها للجم التصعيد الإسرائيلي، فقد جددت تل أبيب بعد الظهر إنذاراتها العاجلة إلى اللبنانيين بإخلاء مبانٍ سيقصفها الجيش الإسرائيلي "للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة".
واتخذ إصدار السفير الأميركي ميشال عيسى بيان إشادة بالإجراء دلالات لافتة، إذ قرنه بالتقدير "لحكومة وشعب لبنان على الترحيب الكريم الذي أبدوه لقداسة البابا لاوون الرابع عشر خلال زيارته الأخيرة"، معتبراً أن "الاحترافية والوحدة التي تجلت في إعداد هذا الحدث التاريخي واستضافته تعكسان روح لبنان وقدرته على تجاوز التحديات عندما يتطلب الأمر ذلك". وقال: "أُشيد بكل من لبنان وإسرائيل لاتخاذهما القرار الشجاع بفتح قناة حوار في هذه اللحظة الحساسة. إن هذه الخطوة تشير إلى رغبة صادقة في السعي نحو حلول سلمية ومسؤولة مبنية على حسن النية. لا يمكن تحقيق تقدم مستدام إلا عندما يشعر كلا الجانبين بأن مخاوفهما محترمة وآمالهما معترف بها. ويبقى التوافق والتفاهم والقيادة المبنية على المبادئ أمورًا أساسية". وأضاف: "أرحّب أيضا بقرار الحكومة اللبنانية باعتماد الحوار بعد عقود من عدم اليقين. يُمثل هذا خطوةً بناءةً نحو تحديد مسارات قد تسمح يومًا ما لكلا البلدين بالتعايش بسلام واحترام وكرامة. بصفتي سفير الولايات المتحدة لدى لبنان، أؤكد مجدداً التزامنا بدعم جميع الجهود التي تعزّز السلام والاستقرار والأمن. إن الولايات المتحدة على استعداد للمشاركة والمساعدة في المبادرات التي تخفف الأعباء عن كاهل الشعوب التي عانت من مشقّات جسدية ومعنوية عميقة".
وبينما نقل موقع "إسرائيل هيوم" الإسرائيلي عن مسؤول مطلع أن "الاجتماع المقبل بين المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين سيكون في 19 كانون الأول"، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السرايا، رئيس الوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة الميكانيزم السفير السابق سيمون كرم، واطّلع منه على نتائج اجتماع الميكانيزم الذي عُقد الاربعاء. وأكّد الرئيس سلام للسفير كرم أنّ ترؤسه للوفد اللبناني "يشكّل خطوة مهمة في دفع عمل الميكانيزم".
وترأس رئيس الجمهورية جوزف عون في قصر بعبدا، جلسة مجلس الوزراء وعلى جدول اعمالها 20 بندًا، ولم تشهد الجلسة اي ملاحظات من وزراء الثنائي الشيعي حول الإجراء الذي قضى بتعيين السفير السابق سيمون كرم في "الميكانيزم"، علماً أن موقف "حزب الله" ينتظر أن يعلنه اليوم الأمين العام الشيخ نعيم قاسم. وعرض قائد الجيش العماد رودولف هيكل التقرير الشّهري حول خطّة حصر السّلاح، وفُهم أنه اكد التزام الجيش المهل التي حددتها الحكومة وعرض الصعوبات التي لا تزال تعترضه. وكرّر عون في الجلسة الإشارة إلى أن تعيين السفير السابق سيمون كرم جاء بعد مشاورات مع الرئيسين نبيه بري ونواف سلام حول ضرورة حصول مفاوضات في الناقورة وتعيين مدني، موضحاً أن اجتماع لجنة الميكانيزم بحضور كرم مهّد الطريق لجلسات مقبلة تبدأ في 19 كانون الاول. وشدّد على ضرورة أن تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب وأنه لا خيار آخر سوى التفاوض، والمطلوب من المجتمع الدولي وأميركا الطلب من إسرائيل التعاطي بجدية وإيجابية لإنجاح المشاورات. ولفت إلى أن التفاوض الأمني وحده هو عنوان الاجتماعات.
أما رئيس الحكومة نواف سلام، فتناول مهمة بعثة مجلس الأمن الدولي والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس في لبنان اليوم، وكان لافتاً في مداخلته أنه كشف عن تداول اعتماد صيغة لقوة دولية مصغرة في الجنوب بعد انتهاء مهمة اليونيفيل.
وقدّم وزير المال ياسين جابر لمحة إيجابية عن الوضع المالي متحدثاً عن مؤشرات إيجابية.
ورغم الموقف الرسمي من التفاوض واصلت إسرائيل ضغوطها الميدانية من خلال إصدار المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بعد الظهر، تحذيرات لسكان منطقتي محرونة وجباع من أن "جيش الدفاع سيهاجم على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في أنحاء جنوب لبنان، وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة". وبعد تنفيذ الغارتين أصدر تحذيراً آخرَ لسكان بلدتي برعشيت والمجادل واستهدفتا بغارتين عنيفتين.
وأعلن أدرعي لاحقاً أن سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ غارات على مواقع في جنوب لبنان تتضمن "مستودعات أسلحة تابعة لحزب الله"، وقال "إنّ المستودعات تقع داخل مناطق سكنية مدنية"، معتبرًا أن ذلك "يُعدّ مثالًا على استخدام الأبنية المدنية لأغراض عسكرية"، وفق تعبيره. وأشار إلى أنّ "الجيش اتخذ، قبل تنفيذ الغارات، خطوات تهدف إلى تجنّب إصابة المدنيين، شملت استخدام ذخائر دقيقة وتوجيه إنذارات مسبقة، إلى جانب عمليات استطلاع جوي وجمع معلومات استخبارية".
على صعيد آخر، لفت إصدار الحكومة العراقية صباح أمس قراراً رسمياً يقضي بتصنيف كل من "حزب الله اللبناني" و"أنصار الله" (الحوثيين) كـ"جهات إرهابية" داخل البلاد، وبموجبه أمرت بتجميد جميع أموالهم وأصولهم. وبعد ساعات، أعلن العراق أنه "لم نصنف حزب الله وجماعة الحوثي "منظمات إرهابية" وما نُشر خطأ سيتم تصحيحه". وأفادت وكالة الأنباء العراقية أن "لجنة تجميد أموال الإرهابيين أعلنت انه سيتم تصحيح القائمة التي نشرت من دون تنقيحها".
"الأخبار":
مرّة جديدة، تعيد إسرائيل تذكير الجميع بحقيقة موقفها من كل الحوارات السياسية. فبعدما أقدمت السلطة في لبنان على تنازل كبير، من خلال الدخول في مفاوضات مباشرة ذات طابع سياسي، جاء الرّد الإسرائيلي على شكل تصعيد عسكري، تجاوز نشر المُسيّرات فوق مناطق كثيرة من البقاع والجنوب وبيروت، إلى إرسال إنذارات إلى سكان قرى محرونة وجباع وبرعشيت والمجادل الجنوبية، قبل أن تقوم الطائرات بالإغارة على منازل مدنية فيها. في هذا الوقت، واصلت قواته المنتشرة على الحدود قصفها المدفعي لمناطق حدودية، وإعاقة عمل موظفين من «مؤسسة كهرباء لبنان» في الجنوب.
أمّا في بيروت، فبينما كان الرؤساء الثلاثة يهتمّون أمس بتوضيح ما اعتبروه «المهمة المحدّدة» للسفير سيمون كرم في لجنة الـ«ميكانيزم»، كان هناك جهد لإبعاد النقاش عن أمر أكثر خطورة، سوف يكون عنواناً للبحث في الفترة المقبلة، وسوف تكون انطلاقته اليوم مع وصول وفد مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، من دمشق، والذي ستنضم إليه المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الموجودة حالياً في لبنان.
ومن المُفترض أن يقوم الوفد برفقة سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بزيارة للجنوب، وتفقّد الأوضاع على الأرض، خصوصاً في المناطق الحدودية، مع الإشارة إلى أن قيادة الجيش اللبناني عرضت أن تُقدِّم برنامجاً هدفه إظهار ما قام به لبنان من جانبه لتنفيذ القرار 1701.
وعلمت «الأخبار» أن النقاش الفعلي، انتقل إلى مرحلة عزل لبنان بصورة أمنية وعسكرية تامّة، وأن المشروع لا يتعلق بتوفير ضمانات أمنية على الحدود الجنوبية لوقف اعتداءات إسرائيل، بل في كيفية إيجاد مخرج سياسي وعملاني، للإبقاء على القوات الدولية التي تنتهي مهامها في الصيف المقبل، من خلال تكليفها بمهمة جديدة، وهي الإشراف على كامل الحدود اللبنانية مع سوريا براً وبحراً، مع الإبقاء على مراقبين عند الحدود الجنوبية.
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن المشروع تقوده فرنسا بصورة جدّية، وهي ما بدأته الموفدة الرئاسية الفرنسية إلى لبنان، آن كلير لوجاندر، في زيارتها الأخيرة للبنان، والتي تبيّن أنها تستهدف بصورة رئيسية عرض «خدمات فرنسا» لإنجاز حوار لبناني – سوري برعاية فرنسية من أجل ترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين.
لكن تبيّن، أن الحديث يدور عمّا هو أبعد، إذ إن الفرنسيين على وجه الخصوص، وكذلك أطرافٌ أوروبية أخرى، يريدون بقاء قواتهم في لبنان، وهم يحتاجون إلى غطاء دولي، ولو من الناحية السياسية، مع استعداد «الاتحاد الأوروبي» لتوفير تمويل لعمل هذه القوات. أمّا الأساس، فهو إقناع لبنان بأنه يحتاج إلى مثل هذه القوات لأجل المساعدة على ضبط الحدود البرية مع فلسطين المحتلة وسوريا على حدّ سواء.
وتضيف المعلومات، أن إسرائيل التي لا تريد بقاء القوات الدولية في الجنوب، تُظهِر تجاوباً محصوراً في دور لبريطانيا دون غيرها من الدول، على قاعدة توسيع عمل الجانب البريطاني في بناء أبراج المراقبة على طول الحدود البرية للبنان جنوباً وشرقاً وشمالاً. وهو أمر بدأ العمل به، وقد حصلت لقاءات في بيروت وعلى الأرض في البقاع من أجل تحديد نقاط جديدة لهذه الأبراج. ويصرُّ الإسرائيليون على حصر الأمر في الجانب البريطاني، كون التنسيق بين الجانبين كبيراً، وأن إسرائيل تريد ضمانة بأن لا يتم توجيه هذه الأبراج نحو الجنوب، بل أن تبقى مُركَّزة على الجانب الشمالي من الحدود.
وبحسب المعلومات، فإن الأميركيين، قد يوافقون على انتشار القوة الدولية الجديدة على الحدود مع سوريا، مع تخصيص فرقة مراقبين بعدد لا يتجاوز المئة عنصر، على أن تختار أميركا وإسرائيل هوية الدول التي ينتمون إليها، وتكون لهم مراكز عمل في الجنوب، وفق نفس المبدأ الذي تعمل تحته قوة «الأندوف» في الجولان السوري المحتل.
واللافت، أن في لبنان حماسة كبيرة للأمر، خصوصاً من جانب رئيس الحكومة نواف سلام، الذي أشار إلى الأمر في جلسة مجلس الوزراء أمس، علماً أن سلام، كان قد اطّلع من نائبه الوزير طارق متري على نتائج زيارته لسوريا، وحصيلة بحثه مع الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في مسألة ترسيم الحدود.
وعلم سلام أن القيادة السورية أبلغت متري صراحة أنها لا تجد الوقت مناسباً للبحث في ترسيم القسم الخاص بمزارع شبعا المحتلة، وأن دمشق لا تجد حاجة إلى أن تكون هناك وساطة فرنسية بين سوريا ولبنان لإنجاز ترسيم الحدود البرية.
وعلمت «الأخبار» من مصدر سوري رسمي أن دمشق «لديها كل الوثائق التي تحتاج إليها لأجل ترسيم الحدود البرية مع لبنان، وأن الأمر يحتاج إلى جهد لأن الحديث لا يتعلق بمناطق غير مأهولة، بل كون أي ترسيم ستكون له موجبات على آلاف المواطنين اللبنانيين والسوريين الذين يعيشون في مناطق متداخلة بين البلدين منذ عشرات السنين، وأن البتّ في الأمر يحتاج إلى ترتيبات خاصة».
وقال المصدر السوري إن دمشق «تفضّل أن لا يتورط لبنان في استقدام المزيد من القوات الأجنبية إلى أراضيه، وإن وجود مثل هؤلاء العناصر على الحدود مع سوريا قد تكون له انعكاسات سلبية على الجميع».
وسأل المصدر السوري عن موقف حزب الله من هذه الخطوة، قائلاً: «نعرف مثلكم، أن الهدف الفعلي لمثل هذا الانتشار، هو التضييق أكثر على حزب الله، وأن سوريا لن تكون أمام مشكلة، حتى في حالة معالجة ملف التهريب على الحدود، لكنّ هناك مشكلة جدّية ستبرز مع حزب الله سياسياً وأمنياً وستكون هناك مشكلة أخرى ذات بعد اجتماعي واقتصادي مع سكان المناطق الشمالية، خصوصاً في عكار».
عون وسلام: بري يعرف بتسمية كرم
إلى ذلك، تواصل الاهتمام أمس بقرار لبنان تكليف السفير السابق سيمون كرم بترؤّس وفد لبنان إلى المفاوضات القائمة مع إسرائيل عبر لجنة الـ«ميكانيزم».
وفيما أصرّت المصادر القريبة من الرئيس نبيه بري على نفي معرفته بقرار تسمية كرم، وأنه كان فقط في أجواء قرار إضافة موظف مدني له دور تقني إلى اللجنة، تعمّد الرئيس جوزيف عون في جلسة الحكومة أمس، القول إن قرار تسمية كرم كان بالتنسيق مع بري وسلام. وأشار عون أمام الوزراء إلى أن التشاور لم يقتصر على فكرة إضافة المندوب المدني، بل على اختيار السفير كرم نفسه. وبرّر عون الخطوة بأن لكرم تجربته في المفاوضات مع إسرائيل، على إثْر مؤتمر مدريد، في مطلع تسعينيات القرن الماضي.
عون الذي أبلغ أحد زواره، أمس، أنه لم يتشاور مع حزب الله في القرار، قال أمام الحكومة، إنه «لن تكون هناك أي تنازلات عن سيادة لبنان في أي اتفاق مع إسرائيل».
ورأى عون أنه «ليس هناك من خيار آخر سوى التفاوض». وكان لافتاً أن عون تحدّث عن سلام، حينما قال إن رئيس الحكومة «أعطى توجيهات إلى السفير كرم بأنه مُكلّف بالتفاوض الأمني فقط، أي العمل على وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب من النقاط المحتلة وترسيم الحدود وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين فقط، دون أي مهمة أخرى».
أمّا سلام، فعبّر أمام زواره عن استغرابه من محاولة بري التنصّل من مشاركته في تسمية كرم. وقال إن الأمر لا يتم بصورة سرية، ورئيس الجمهورية يتولّى التنسيق مع رئيس مجلس النواب ومع الجميع، مضيفاً أن رفضه عقد اجتماع رئاسي ثلاثي حول الأمر يتعلق بموقفه المبدئي الرافض لإقرار أي إطار يتجاوز اتفاق الطائف.
لكن ذلك لا يعني أن التشاور يجب أن لا يحصل. ونقل زوار سلام عنه أن بري شارك في القرار ليس بصفته رئيساً لمجلس النواب، بل بما يمثّله سياسياً، معتبراً أنه ليس هناك من حاجة إلى التشاور مع الأحزاب الأخرى في الأمر، قاصداً حزب الله، لأن لديه من يمثّله في الحكومة. وكرّر سلام أن لبنان «لا يريد مفاوضات تستهدف التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، بل اعتماد الآليات التي تسحب من إسرائيل الذرائع لتجنيب لبنان حرباً جديدة».
وبحسب زوار سلام، قال رئيس الحكومة إنه اطّلع شخصياً على الجهود الكبيرة التي يقوم بها الجيش في منطقة جنوب الليطاني، ولكن في حال لم تبادر إسرائيل إلى الانسحاب ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى، فإن الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة حصر السلاح قد يصبح صعباً.
"الجمهورية":
وسط استمرار تفاعل نتائج زيارة البابا لاوون الرابع عشر داخلياً، وغداة التطور المتمثل بتطعيم لجنة «الميكانيزم» بمدنيين، وتعيين لبنان السفير السابق سيمون كرم رئيساً لفريقه فيها، واستباقاً لاجتماعها الجديد في 19 من الجاري، تعمّدت إسرائيل استئناف التصعيد بموجة غارات جوية عنيفة على بعض المناطق الجنوبية، وكأنّها تريد من خلالها الإبلاغ إلى المعنيين، أنّ التفاوض في شكله الجديد سيتمّ تحت النار. وقد جاء هذا التصعيد عشية استقبال لبنان اليوم ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بعد زيارتهم عمان ودمشق.
لم تكد طائرة البابا لاوون الرابع عشر تقلع من بيروت حتى هبّت العواصف مجدداً على لبنان، وإذا كان بعضها المنتظر يحمل رائحة البارود جراء عودة الاستهدافات والغارات الإسرائيلية، والتي تزامنت للمرّة الثانية مع عرض مجلس الوزراء لتقرير الجيش لخطة حصرية السلاح، فإنّ عاصفة تسمية السفير السابق سيمون كرم لترؤس وفد لبنان في لجنة «الميكانيزم» لم تهدأ بعد...
وعلمت «الجمهورية»، أنّ اسم كرم كان قد اتُفق عليه بين الرؤساء الثلاثة الجمعة الفائت، أي قبيل زيارة البابا، وبالإتفاق ايضاً أُعلن في الوقت المحدّد صباح الأربعاء، غداة مغادرة البابا، ولا ربط للزيارة أبداً بإعلان لبنان خطوته هذه، إنما تمّ التأجيل تجنباً لإحداث أي خضة سياسية في ظل الزيارة.
وكشف مصدر مطلع لـ«الجمهورية»، انّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تبلّغ الجمعة الماضي من الموفدة الأميركية مورغن اورتاغوس موافقة إسرائيل على تطعيم مدني لـ«الميكانيزم»، فأوفد مستشاره ديديه رحال إلى رئيسي مجلس النواب والحكومة لإبلاغهما بالأمر، وكان هناك أكثر من اسم في التداول، لكن وقع الاختيار على كرم بموافقة الجانب الأميركي.
وحول موقف «حزب الله» قال المصدر: «انّ الحزب سبق له أن وافق على مشاركة خبير، لكنه لم يكن على علم باسم كرم ولم تتمّ استشارته به، في اعتبار انّ الرئيس بري يتولّى هذه المهمّة». كذلك كشف المصدر، انّ اورتاغوس والسفير الأميركي ميشال عيسى عملا على هذا الأمر بقوة، وانّ الجانب المصري دخل في مسعى مساند تجنّباً لتهديد جدّي جداً كان ينوي الإسرائيلي القيام به، وهو عملية عسكرية واسعة برية وجوية قد تشمل منطقة جنوب الليطاني بكاملها، خصوصاً انّ الرأي الأميركي بهذه العملية أنّها لن تحلّ المشكلة، وأهدافها فارغة، ومن الطبيعي أن تكون محفوفة بمخاطر كبيرة لا تريدها واشنطن، التي تسعى لإقامة أكبر سفارة لها في منطقة الشرق الأوسط مقرّها لبنان». ورأى المصدر «انّ خطوة لبنان بفتح باب التفاوض مجدداً ستطلق مرحلة جديدة قد تتطور إيجابياً، لأنّها وإن كانت في معزل عن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، إلّا انّها سترسي نوعاً من الهدنة قد تكون هشة، وقد تؤسّس لمرحلة تفاوض متدرج وعلى القطعة».
تهديد خطير
وإلى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ الاتجاه السلمي المفاجئ الذي سلكه الوضع اللبناني، والذي عبّر عنه إشراك مدني في لجنة «الميكانيزم» من جانبي كل من لبنان وإسرائيل، كان ثمرة جهود ديبلوماسية حثيثة تمّت في الأيام الأخيرة من تشرين الثاني الفائت، بقيادة الولايات المتحدة التي كانت تتوجس من قيام بنيامين نتنياهو بتفجير حرب شرسة وواسعة على لبنان، في الأسابيع القليلة المقبلة، بهدف دفع «حزب الله» إلى التخلّي عن سلاحه بقوة النار. فهذا الأمر تعتبره إدارة الرئيس دونالد ترامب تهديداً خطيراً ليس فقط للبنان بل أيضاً للشرق الأوسط ككل. ولهذا السبب، حصل الاتصال الهاتفي يوم الثلاثاء بين ترامب ونتنياهو، وانتهى إلى اتفاق على زيارة يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي لواشنطن قريباً، من أجل تنسيق المواقف». وأضافت المصادر، انّ «الهدف الأميركي الحالي هو منع أي مغامرة إسرائيلية عسكرية كبرى لا على جبهة لبنان ولا على جبهة سوريا، لأنّ المشروع الأميركي الجاهز للتنفيذ في البلدين يتضمن سلاماً مع إسرائيل، يفتح الباب لاستثمارات اقتصادية هائلة. وقد استفاد الأميركيون من «لحظة السلام» التي دفع البابا لاوون الرابع عشر في اتجاهها، خلال زيارته للبنان، لكي يسرعوا العجلة. وهذا ما ظهر في التطور الذي شهدته الناقورة الأربعاء الفائت.
الإجتماع المقبل
في أي حال، فإنّ الاجتماع المقبل للجنة «الميكانيزم» سينعقد في 19 من الشهر الجاري. ونقل موقع «إكسيوس» عن مسؤول أميركي قوله، إنّ الولايات المتحدة تأمل أن يساعد الاجتماع في خفض التوترات بين البلدين، ومنع تجدد الحرب في لبنان. وأكّد أنّ الأطراف اتفقت على الاجتماع مجدداً قبل نهاية السنة، وتقديم مقترحات اقتصادية تساعد في بناء الثقة. وأوضح أنّ «جميع الأطراف تتفق على أنّ الهدف الأساسي يبقى نزع سلاح «حزب الله»، وستواصل الجيوش الثلاثة العمل على ذلك عبر آلية وقف إطلاق النار». ولفت إلى انّ إدارة ترامب تعتقد أنّ اغتيال القائد العسكري لحزب الله (هيثم الطبطبائي) أخّر عملية إسرائيلية كبرى في لبنان. وترى أنّ استئناف إسرائيل للحرب غير وارد في الأسابيع المقبلة. وكشف انّ رؤية واشنطن تتمثل في إنشاء «منطقة ترامب الاقتصادية» على طول الحدود خالية من «حزب الله».
عون
وأوضح الرئيس عون خلال جلسة مجلس الوزراء، انّه تمّ تعيين كرم عضواً في لجنة «الميكانيزم»، وذلك بعد مشاورات بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام. وقال: «من البديهي أن لا تكون اول جلسة كثيرة الإنتاج، ولكنها مهّدت الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في 19 من الشهر الجاري، وانّ الغاية ليست استهداف فئة او شريحة من اللبنانيين كما بدأ البعض بالترويج له، بل حماية لبنان، كل لبنان. ولا يجب على احد ان يأخذ المسألة الى مكان آخر، وحتى الآن ردود الفعل على الاجتماع الأول كانت إيجابية، وهذا ما يجب أن نستغله لتحقيق هدفنا بإبعاد شبح الحرب الثانية عن لبنان. واتفقت مع الرئيسين بري وسلام على اسم السفير كرم كونه سفيراً سابقاً ومحامياً وشارك في الوفد اللبناني في مفاوضات مؤتمر مدريد للسلام، وله باع كبير في هذا المجال». وأضاف: «المطلوب من المجتمع الدولي وفي مقدّمه الولايات المتحدة الأميركية، العمل على إنجاح المفاوضات، من خلال الطلب إلى إسرائيل الالتزام بالتعاطي بروح إيجابية وجدّية، وهذا ما سأقوله لوفد مجلس الأمن الذي سيزور لبنان غداً (اليوم) برفقة السيدة اورتاغوس». وأوضح انّ التوجهيات التي أعطاها وسلام إلى كرم «عنوانها العريض هو التفاوض الأمني، أي وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة، وترسيم الحدود، وإعادة الأسرى».
السفير الأميركي
في هذه الأثناء، أصدر السفير الأميركي ميشال عيسى بياناً أشاد فيه بكل من لبنان وإسرائيل «لاتخاذهما القرار الشجاع بفتح قناة حوار في هذه اللحظة الحساسة»، معتبراً «أنّ هذه الخطوة تشير إلى رغبة صادقة في السعي نحو حلول سلمية ومسؤولة مبنية على حسن النية. لا يمكن تحقيق تقدّم مستدام إلّا عندما يشعر كلا الجانبين بأنّ مخاوفهما محترمة وآمالهما معترف بها. ويبقى التوافق والتفاهم والقيادة المبنية على المبادئ، أمورًا أساسية». وقال: «أرحّب أيضاً بقرار الحكومة اللبنانية باعتماد الحوار بعد عقود من عدم اليقين. يُمثل هذا خطوةً بناءةً نحو تحديد مسارات قد تسمح يومًا ما لكلا البلدين بالتعايش بسلام واحترام وكرامة».
البخاري عند الراعي
وفي غضون ذلك، التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس، السفير السعودي وليد البخاري، وكان حديث عن زيارة البابا للبنان وأهميتها والتطلعات المرتقبة على إثرها. وأثنى البخاري على أهمية هذه الزيارة التي «تكرّس الدور التاريخي للبنان كبلد صانع للسلام وكمركز لقاء وحوار بين مختلف الأديان»، آملا ان «يتلقف الجميع رسائل قداسة البابا، الذي شدّد على المصالحة والتعايش، وأن يساهموا جميعهم في ورشة بناء السلام الذي تحتاج اليه المنطقة».
تصعيد
وغداة اجتماع لجنة «الميكانيزم»، شهدت الجبهة الجنوبية أمس تصعيداً ملحوظاً، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية على مواقع ادّعى انّها «تضمّ مخازن أسلحة وبنى لوجستية» يستخدمها «حزب الله»، واستهدفت هذه الغارات مبنى في محرونة وآخر في جباع، قبل أن تتوسع دائرة القصف إلى بلدتي المجادل وبرعشيت في قضاء صور.
"الديار":
لم تمر ساعات على «الايجابية» اللبنانية، او على ما يراه البعض تنازلا مجانيا، عن شروط تم وضعها سابقا، مقابل تعيين ممثل مدني في لجنة «الميكانيزم»، حتى دخلت «اسرائيل» على خط تثبيت قواعد «اللعبة» السائدة منذ توقيع اتفاق وقف الاعمال العدائية، عبر غارات عنيفة استهدفت العديد من منازل المدنيين في قرى الجنوب، في «رسالة» واضحة انه لا تراجع عن التفاوض «تحت النار»، وان الخطوة اللبنانية لن تغير من الوقائع الميدانية، خصوصا بعد تمسك الجانب الرسمي اللبناني بتقييد السفير سيمون كرم بقواعد صارمة في عملية التفاوض التي تقتصر على تامين انسحاب قوات الاحتلال من الاراضي اللبنانية، ووقف الاعتداءات، واطلاق سراح الاسرى، وهي اجندة لا تتناسب مع الاستراتيجية الاسرائيلية القائمة على فصل المسار السياسي عن العسكري، كما كشف الاعلام الاسرائيلي امس، اي «توريط» لبنان بتفاوض على قضايا سياسية واقتصادية، دون ان يكون المسار الامني جزءا من التفاوض. وفي هذا السياق، يتواصل «التهويل» بان احتمال التصعيد لا يزال قائما، وان هذه الخطوة مجرد «شراء للوقت»، وستعمد «اسرائيل» لاحقا الى موجة جديدة من التصعيد لاجبار لبنان على تقديم تنازلات جديدة وفي مقدمتها الموافقة على منطقة عازلة تحت عنوان «المنطقة الاقتصادية». وعلم في هذا السياق، ان الحكومة الاسرائيلية رفضت اقتراحا اميركيا بتخفيف التواجد العسكري داخل لبنان، وهي تصر على ان اي تهدئة ستكون مقابل «نزع» سلاح حزب الله على كامل الاراضي اللبنانية، وليس اي شيء آخر، لكنها مستعدة للتعاون الاقتصادي بما يشمل التعاون في ملف حقول الغاز.
من تحفظ في الحكومة؟
وفي الانتظار،غاب بيان «كتلة الوفاء للمقاومة» امس، وترك موقف الحزب للامين العام الشيخ نعيم قاسم اليوم، فيما شرح الرئيس جوزاف عون في جلسة الحكومة، حدود صلاحيات كرم في لجنة «الميكانيزم»، عرض قائد الجيش رودولف هيكل تقريره قبل النهائي حول خطة «حصر السلاح»، محملا «اسرائيل» مجددا تعطيل استكمال التنفيذ، وكان لافتا ان الجلسة لم تشهد اي اعتراضات على مسالة تعيين السفير كرم، من قبل وزراء «الثنائي» الا ان المفاجىء كان تحفظ وزير الخارجية يوسف رجي على عدم اطلاع «الخارجية» على تعيينه، معتبرا الامر تجاوزا لصلاحياته، فلم يعلق الرئيس عون على كلامه، وجرى تجاوز الاعتراض دون اي نقاش!
لماذا «يتحفظ» حزب الله؟
وبانتظار موقف الشيخ قاسم اليوم،الذي سيسهب بشرح «هواجس» حزب الله، لفتت مصادر مطلعة على اجواء الحزب «للديار» الى ان خلفيات «التحفظ» على خطوة اشراك مدني في لجنة «الميكانيزم»، لا ترتبط بالمهام الموكلة اليه، خصوصا ان الاتفاق تام مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، حول عدم تجاوز حدود المهام الثلاث المحصورة بوقف الاعتداءات ، والانسحاب، واطلاق الاسرى.
الثقة بعون وبري..ولكن!
والثقة كبيرة بكلا الرجلين حيال الالتزام بهذه البنود وعدم تجاوزها الى نقاشات سياسية او اقتصادية، لكن المشكلة في التوقيت والشكل، شكلا واشنطن تدخلت بتسمية السفير كرم، ورفضت تزكية رئيس الجمهورية لبول سالم، اما التوقيت فهو سيء لان لبنان قدم تنازلا تحت التهويل بالحرب دون ان يحصل على شرطه المسبق لرفع مستوى التمثيل، مقابل وقف الاعتداءات الجوية، وهذا سيؤدي حتما الى المزيد من التعنت الاسرائيلي، واستخدام المزيد من القوة لتحصيل المزيد من التنازلات، بغياب اي ضمانة اميركية يمكن الركون اليها.
وبالعودة الى الماضي القريب، تقول تلك الاوساط، يمكن فهم ما ينتظرنا في المستقبل، فبمناسبة عيد الاستقلال ،أعلن الرئيس جوزاف عون، الاستعداد للتفاوض مع «إسرائيل» فاتحا الخيارات لرعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، ردّت «إسرائيل»، باستمرار الغارات والاغتيالات التي كان أخطرها اغتيال الشهيد هيثم الطبطبائي. بعدها رفعت واشنطن سقف الضغوط، ووجهت إنذارا للدولة اللبنانية بإمهالها حتى نهاية العام لتنفيذ حصر السلاح، فتحرك المصريون والاوروبيون وساهموا في تعزيز المخاوف من حصول ضربات واسعة، وجاءت زيارة البابا لتسرع من التنازلات اللبنانية.
ماذا طلب البابا؟
ووفق المعلومات، فان المحادثات السياسية على هامش الزيارة افضت الى موافقة المسؤولين اللبنانيين على طلب «الفاتيكان» الاقدام على خطوة حسن نية لمساعدة البابا في اتصالاته الدبلوماسية المقبلة لتخفيف التوتر ومنع «شبح الحرب»، فكانت الاستجابة اللبنانية فورية وجرى الاتفاق على المشاركة المدنية في لجنة «الميكانيزم» شرط ان لا تتجاوز هذه الخطوة، حدود التركيز على الإجراءات الأمنية على الحدود، والانسحاب الإسرائيلي من النقاط المحتلة، وإعادة الأسرى اللبنانيين، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.
«التنازل» يقابل بالتصعيد
لكن الذي حصل ان «اسرائيل» سارعت الى استغلال التراجع ورفعت سقف مطالبها واعتبرت ان الخطوة غير كافية ويجب ان تقرن بتوسيع عملية التفاوض بدءا من الاقتصاد، ووصولا الى السياسية، وبعد ان اعرب المسؤولون اللبنانيون عن رفضهم تجاوز «الخطوط الحمراء» اللبنانية، جاء الرد بالامس عبر تصعيد الاعتداءات على الجنوب، ورفعت من منسوب تحليق مسيراتها خصوصا فوق الضاحية الجنوبية وبيروت، «والرسالة» واضحة، كل تنازل لبناني يقابل بالتصعيد وليس التهدئة، لان حكومة اليمين المتطرفة لم تعد معنية بسلام او تطبيع وانما تنفذ استراتيجية تقوم على «اخضاع الخصم» عبر اجباره على تقديم تنازلات مجانية!
الاعلام الإسرائيلي يفضح «المستور»؟
من جهته كشف الاعلام الاسرائيلي عن حقيقة النوايا الاسرائيلية، وفي هذا السياق، اوضحت صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من رئيس حكومة العدو، ان ثمة مسارين منفصلين: الحملة ضد حزب الله وجهود تفكيك ترسانته العسكرية، والعملية السياسية مع لبنان، ولفتت الى ان الإدارة الأميركية منحت «إسرائيل» الضوء الأخضر لمواصلة عملياتها العسكرية ضد الحزب، بينما تضغط في الوقت نفسه على «إسرائيل» لدعم خطوات الحكومة اللبنانية والرئيس عون!
دور واشنطن
من جهتها أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تمارس ضغوطًا شديدة على إسرائيل ولبنان لمنع انهيار وقف إطلاق النار. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي، قوله «الآن أنه لا يوجد قرار بالتصعيد بشكل قاطع»، موضحة أن «العامل الأميركي أساسي في عملية صنع القرار، في ظل تأثير واشنطن الهائل على السياسة الإسرائيلية على غرار الضغط الذي مارسه الرئيس دونالد ترامب لتنفيذ خطته في قطاع غزة».
ضغط اميركي مكثف
من جهتها، اعتبرت صحيفة «هآرتس» ان الامر يمثل اختراقًا دبلوماسيًا قد يُبطئ أو حتى يُوقف السباق نحو صدام عسكري. وأشارت إلى أن موافقة لبنان على الدخول في مفاوضات دبلوماسية، لا عسكرية فقط، جاءت بعد أن اعتُبر خطر توسع الحرب خطرًا حقيقيًا وقائِمًا، مصحوبًا بضغط سياسي أميركي مكثف على لبنان، وضغوط عربية على واشنطن لتهدئة «إسرائيل».ولفتت الصحيفة الى ان سلوك «إسرائيل» سيثبت ما اذا كانت ستتراجع عن مبدأ إجراء المفاوضات تحت النار فقط، بينما المطلوب من لبنان إثبات تصميمه ميدانيًا وقدرته على «تطهير» جنوب لبنان من أسلحة حزب الله ومنشآته.
اختبار نوايا لبنان
أما بالنسبة لنزع السلاح في شمال لبنان، فمن المرجح أن تستغرق هذه الخطوة وقتًا أطول، وفقا للصحيفة،» لكن على الولايات المتحدة تزويد الحكومة اللبنانية ذخيرة دبلوماسية وسياسية تُسهّل عليها التوصل إلى اتفاقات مع حزب الله أو حشد الشرعية الشعبية إذا ما دعت الحاجة إلى مواجهته».وعلى «إسرائيل»، ان تقدم للبنان إنجازات دبلوماسية، مثل الانسحاب من المواقع الخمسة التي تسيطر عليها داخل لبنان، وإعادة السجناء اللبنانيين الذين تحتجزهم، والسماح بعودة آلاف اللبنانيين، معظمهم من الشيعة، الذين فروا من قراهم في جنوب لبنان ولم يعودوا إلى ديارهم بعد حسب تعبير «هآرتس».
المنطقة الاقتصادية؟
وكان مسؤول أميركي، كشف لموقع «اكسيوس»عن حقيقة النوايا الاميركية، واشار الى إن الرئيس دونالد ترامب يخطط لإنشاء منطقة اقتصادية على الحدود بين لبنان و«إسرائيل» تكون خالية من حزب الله، وزعم الموقع، ان المحادثات خلال لجنة «الميكانيزم» ركّزت بشكل رئيسي على التعارف بين الطرفين، لكن القضية الأكثر جوهرية في الاجتماع الأول كانت التعاون الاقتصادي، وخاصة في ما يتعلق بإعادة إعمار المناطق اللبنانية المتضررة من الحرب، ولا تزال رؤية واشنطن على المدى الطويل هي إنشاء منطقة ترامب الاقتصادية على طول الحدود، وتكون خالية من حزب الله والأسلحة الثقيلة.ووفقاً للمصدر الاميركي، فإن الطرفين اتفقا على الاجتماع مرة أخرى قبل العام الجديد، والمجيء إلى طاولة المفاوضات بمقترحات اقتصادية تساعد في بناء الثقة.
قلق من «التضليل»
وفي تصريح تخشى اوساط لبنانية بازرة ان يكون مضللا، أفاد المسؤول الأميركي بأن إدارة ترامب تعتقد أن اغتيال القيادي في حزب الله هيثم الطبطبائي، في 23 تشرين الثاني الماضي، هو آخر عملية إسرائيلية كبرى محتملة بلبنان. وأضاف «أن الإدارة تعتقد أيضًا أنه بغض النظر عن خطاب بعض السياسيين والجنرالات الإسرائيليين، فإن استئناف إسرائيل الحرب ليس واردًا في الأسابيع المقبلة». ووفق تلك الاوساط، يجب الحذر من التطمينات الاميركية التي استعملت خلال الحرب الاخيرة لنصب افخاخ للمقاومة وادت الى تنفيذ عمليات اغتيال كبرى، وفي مقدمها اغتيال الامين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله.
المشكلة في اميركا واسرائيل؟
وللدلالة على ان المشكلة في واشنطن وليس في «اسرائيل» اكدت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يركل أكثر من كرة دبلوماسية في نفس الوقت. فمن أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، وهو يعد بما لا يستطيع تحقيقه، واليوم تهدر الفرص بسبب سوء الإدارة والمماطلة من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية. ونقل عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله «كل شيء عالق»، لأن الدبلوماسيين فشلوا وكل الجبهات في الشرق الأوسط لا تزال مفتوحة. ولفتت الصحيفة الى إن خطوة الرئيس ترامب الجريئة لوقف الحرب في غزة زادت من أمال حدوث اختراق ما بالمنطقة، إلا أن عدم المتابعة من واشنطن وشركائها تركت الشرق الأوسط ينتظر «اليوم التالي» الذي يتحقق فيه الاستقرار.
الفرصة الضائعة اميركيا
وبراي الصحيفة، لبنان هو الفرصة الثانية الضائعة.. «اسرائيل» تواصل ضرب أهداف لحزب الله، لكن هذا مجرد تكرار لصيغة «جز العشب» القديمة، فـ «إسرائيل»، التي يجب ان تحقق السلام مع جميع جيرانها، لا تريد وينبغي أن توافق. لكن مشكلة ترامب أنه يلعب بالعديد من الكرات الدبلوماسية في وقت واحد، لدرجة أن بعضها سيسقط حتما وهذا ما حدث بعد اتفاق السلام مع غزة. لقد وعد بأكثر مما حققه حتى الآن.و مصداقيته باعتباره وسيطا متعدد الاتجاهات سوف تتعزز إذا استطاع أن يثبت أنه لا يعلن عن المشاريع بضجة فحسب، بل وينجح في تنفيذها أيضا.
الاعتداءات الإسرائيلية
وكانت قوات الاحتلال قد صعدت اعتداءاتها جنوبا، ونفذت غارات على مبان سكنية مدنية بعد تحذير سكانها باخلائها، وتم استهداف عدد من المنازل في بلدات جباع ومحرونة، وبرعشيت والمجادل واستهدفتها بغارات عنيفة.
تقرير قائد الجيش
وفيما يصل سفراء دول مجلس الامن الـ 15 الى بيروت اليوم، ويجولون جنوبا، انعقدت جلسة الحكومة على وقع ازيز المسيرات الاسرائيلية، وعلمت «الديار» ان قائد الجيش العماد رودولف هيكل تقريره الشهري حول خطة «حصر السلاح»، واكد ان المرحلة الاولى من الخطة باتت في آخر مراحلها، مجددا التاكيد على تعاون كافة الجنوبيين بما فيهم حزب الله مع الخطة جنوب الليطاني، مشددا على ان العائق الوحيد يبقى الاحتلال الاسرائيلي، والاعتداءات اليومية. وقدم هيكل عرضا مفصلا بالارقام حول السلاح المصادر والانفاق التي تم الدخول اليها. كما ابلغ الحكومة سد الثغرات الامنية في مخيمي البداوي والرشيدية، كما عرض لانجازات الجيش في القبض وملاحقة تجار المخدرات.
عون: لا تنازل عن السيادة
من جهته شدد رئيس الجمهورية جوزاف عون على وجوب ان تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب، وقال انه لا تنازل عن سيادة لبنان، «وعندما نصل الى اتفاق سيظهر ما اذا كان هناك من تنازل، وعندها سنتحمل المسؤولية، اما قبل ذلك فلا يجوز الحكم على النوايا قبل ان يتم الإعلان عن أي اتفاق، وليس هناك من خيار آخر سوى التفاوض، موضحا ان التوجيهات التي أعطاها الرئيس سلام الى السفير كرم، عنوانها العريض هو التفاوض الأمني، أي وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة، وترسيم الحدود، وإعادة الاسرى، وليس اكثر من ذلك، مهما قيل ويقال عكس ذلك».
"نداء الوطن":
انطلاقًا من أن المسار التفاوضي بات ضرورة وطنية ملحة، يكتسب تكليف السفير السابق سيمون كرم ترؤس الوفد اللبناني في اجتماعات لجنة "الميكانيزم" في هذا التوقيت الدقيق، أهمية استثنائية لا بل نقطة تحول كبرى، تنقل الملفات العالقة بين لبنان وإسرائيل إلى منصة تفاوض سياسي برعاية أميركية.
لقد أضفى تكليف كرم جدّية على مسار معالجة النقاط الخلافية العالقة، فالمرحلة المقبلة لم تعد مرحلة إجراءات عسكرية تقنية فقط، بل مرحلة تفاوض سياسي مفتوح على احتمالات جديدة، خصوصًا أن كرم يمتلك خبرة دبلوماسية دقيقة تسمح بنقل النقاش إلى مستويات أكثر عمقًا وفعالية.
فالجلسة الأولى لـ "الميكانيزم" بحضور كرم والتي وضع الرئيس نواف سلام، في أجوائها، من البديهي ألّا تكون كثيرة الإنتاج، ولكنها مهدت الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في 19 من الجاري بحسب ما أعلن رئيس الجمهورية جوزاف عون خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في قصر بعبدا.
وعليه، الخيار الوحيد المتاح للدولة اللبنانية سلوك مسار المفاوضات للخروح من النفق المظلم الذي دخله لبنان وهو ما أكده الرئيس عون بالقول "نشدد على وجوب أن تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب، ولا تنازل عن سيادة لبنان، وعندما نصل إلى اتفاق سيظهر ما إذا كان هناك من تنازل، وعندها سنتحمل المسؤولية". وأوضح الرئيس عون أن التوجيهات التي أعطاها والرئيس نواف سلام إلى السفير كرم، عنوانها العريض هو التفاوض الأمني.
الاجتماع التالي "للميكانيزم" سيكون مغايرًا
في هذا السياق، كشف مصدر سياسي رفيع لـ "نداء الوطن" أن مهام الوفد اللبناني في اللجنة التقنية العسكرية للبنان "الميكانيزم" تنحصر في بحث الترتيبات الأمنية، بما يشمل: وقف الأعمال العدائية، إعادة الأسرى، الانسحاب الإسرائيلي، تصحيح النقاط المتنازع بشأنها على طول الخط الأزرق.
ونفى المصدر وجود أي نية للبحث في ملفات التعاون الاقتصادي مع إسرائيل. وإذ أكد المصدر تكثيف اجتماعات اللجنة خلال الفترة المقبلة، رجح أن تسمي فرنسا شخصية دبلوماسية إلى اجتماعات "الميكانيزم" في المرحلة المقبلة. وردًا على سؤال عما إذا كان اسم الشخصية الفرنسية السفير الأسبق برنار إيميه، اكتفى المصدر بالقول "كل شيء وارد".
وتشير معلومات "نداء الوطن" إلى أن الاجتماع التالي "للميكانيزم" سيكون مغايرًا للأول: جدول أعمال واضح تماشيًا مع خطوة التفاوض غير المباشر، انتقال إلى التفاصيل وتركيز على الوضع الأمني. وسيطرح لبنان مسألة وقف الغارات لاستكمال العمل جنوبًا على انتشار الجيش.
وفي الجلسة نفسها، تطرق الرئيس سلام إلى زيارة وفد من ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، حيث سيبحث ملفات عدة معهم من بينها الخيارات المتاحة أمام لبنان بعد انتهاء مهمة "اليونيفيل"، وأوضح أن هذه الخيارات قد تتضمن وجود قوات دولية لمراقبة الحدود، أو قوة دولية صغيرة مشابهة للقوة الموجودة في الجولان.
وتشير المعلومات إلى أن تعيين سياسي في لجنة "الميكانيزم" سيكون أحد البنود الحاضرة في لقاء سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن مع الرئيس عون الذي سيرد على كل الاستفسارات، كما ستتم مناقشة مسألة "اليونيفيل" وتقليص عديدها وصولًا إلى كيفية ملء الفراغ بعد انتهاء مهامها.
وكان قائد الجيش العماد رودولف هيكل، قد شارك في جانب من الجلسة، لعرض المراحل التي قطعتها خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة. وفي السياق قال وزير الإعلام بول مرقص الذي تلا مقررات الجلسة: "قائد الجيش ملتزم بالمهل التي وضعتها الحكومة وبالمراحل أيضًا، إنما هناك بعض الصعوبات التي كان قد أشار إليها والتي لا تزال ماثلة وأولها ما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية واستمرار الاحتلال، وبعض الحاجات الموضوعية للجيش لتمكنيه من أداء هذه المهام الكبيرة الملقاة عليه".
وضوح في المقاربة والتوقيت
وبعد عرض التقرير الشهري للجيش اللبناني، شدّد وزراء "القوات اللبنانية" على ضرورة معالجة ملف السلاح بصورة شاملة والالتزام الكامل بقرار الحكومة على كل الأراضي اللبنانية. وأكد الوزراء أنه "لا يمكن الاستمرار من دون وضوح في المقاربة والتوقيت".
وفي السياق علمت "نداء الوطن" أن وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي سجل ملاحظتين: الأولى لا على اسم السفير الأسبق سيمون كرم بل على الطريقة التي تم فيها تعيين مندوب مدني مفاوض من دون علم الوزارة المعنية. كما سجل رجي ملاحظة ثانية على ما جاء في عرض الجيش الشهري من أنه إذا بقيت الاعتداءات الإسرائيلية فلن يتمكن الجيش من الانتقال إلى المرحلة الثانية ما اعتبره الوزير رجي مقدمة لعدم استكمال تنفيذ الخطة.
إرباك "الحزب"
في المقابل، لم يكن مفاجئًا أن يشن إعلام "حزب الله" حملة على الرئاسة الأولى والرئيس نواف سلام، وصولًا إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري نفسه، رغم موافقة بري على تعيين السفير كرم. فـ "الحزب"، بطبيعته وبفلسفته الاستراتيجية، رافض لأي شكل من أشكال التفاوض (باستثناء التفاوض على ترسيم الحدود البحرية)، لكن اعتراضه هذه المرة "لزوم ما لا يلزم"، لن يؤثر في اتجاه الدولة طالما أن هناك توافقًا واضحًا بين الرئاسات الثلاث على السير في الخيار التفاوضي إلى نهاياته. ودخول لبنان هذا المسار ليس ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية لفرملة التصعيد العسكري الذي بات يهدد معظم المناطق اللبنانية.
وقد علمت "نداء الوطن" أنه لم يسجل في الساعات الماضية أي تواصل مباشر بين "حزب الله" وبعبدا بعد تعيين السفير كرم، وأن موقف "الحزب" المرتقب سيعلنه رسميًا الشيخ نعيم قاسم في كلمته اليوم. وأكدت مصادر مطلعة أن اعتراض "الحزب" سيبقى في إطار الشكليات وضمن السقف المقبول، لإدراكه حساسية وخطورة الوضع وبالتالي لن يصل إلى حد تصعيد داخلي يعكر الأجواء أو يؤثر على عمل مجلس الوزراء.
إذًا، وفيما أبقى "حزب الله على خيار "اللاقرار" بسبب حالة الإرباك داخل قياداته والانقسام الحاصل بشأن اتخاذ موقف صريح في كيفية مقاربة اجتماعات "الميكانيزم"، توالت المواقف المرحبة بخيار التفاوض، فقد أشاد سفير الولايات المتحدة في لبنان ميشال عيسى بكل من لبنان وإسرائيل لاتخاذهما القرار الشجاع بفتح قناة حوار في هذه اللحظة الحساسة. ولفت في بيان إلى أن هذه الخطوة تشير إلى رغبة صادقة في السعي نحو حلول سلمية ومسؤولة مبنية على حسن النية. كما رحب بقرار الحكومة اللبنانية باعتماد الحوار بعد عقود من عدم اليقين. يُمثل هذا خطوةً بناءةً نحو تحديد مسارات قد تسمح يومًا ما لكلا البلدين بالتعايش بسلام واحترام وكرامة.
وفي انتظار وصول الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الإثنين المقبل، وما سيحمله في جعبته الدبلوماسية إلى المسؤولين اللبنانيين، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو المحادثات بين مسؤولين مدنيين لبنانيين وإسرائيليين بالمهمة لتجنب أي تصعيد جديد والمضي قدمًا في جهود ترسيخ السلام.
تصعيد برسالة مزدوجة
وفي مقابل المسار التفاوضي، تصعيد إسرائيلي وضع الجنوب (جباع، محرونة، مجادل، وبرعشيت وأطراف بلدتي يارون ورميش...) تحت وابل جديد من الغارات، في رسالة مزدوجة تقول إن إسرائيل تريد طبع طاولة التفاوض بطابع الميدان وتمعن في الفصل بين مسار المفاوضات وبين ملف تسليم سلاح "حزب الله"، الذي تعتبره "حاجة وضرورة" لا يمكن تجاوزها في أي تسوية مقبلة. ولذلك تستمر في الغارات لتقول للدولة اللبنانية إن عودة التفاوض لا تعني وقف استهداف البنى العسكرية لـ "الحزب" داخل القرى. وهذا ما أشار إليه في الأمس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الذي قال إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ غارات على مواقع في جنوب لبنان يزعم أنها مستودعات أسلحة تابعة لـ "حزب الله". وأوضح أدرعي أن المستودعات تقع داخل مناطق سكنية مدنية، معتبرًا أن ذلك يُعدّ مثالًا على استخدام الأبنية المدنية لأغراض عسكرية". وأشار إلى أن الجيش اتخذ، قبل تنفيذ الغارات، خطوات تهدف إلى تجنب إصابة المدنيين.
رسالة إيرانية إلى الوزير رجي
وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة خطية إلى وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي شدد فيها على عمق العلاقات التاريخية والودية بين البلدين وأكد استمرار دعم إيران سيادة لبنان ووحدته الوطنية وسلامة أراضيه وأمنه واستقراره، لا سيما في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. ودعا عراقجي رجي إلى زيارة إيران للتباحث في سبل تطوير العلاقات الثنائية وبحث المستجدات الإقليمية والدولية. كما أعرب عن ثقته بأن الشعب اللبناني وحكومته سيتمكنان من تجاوز التحديات والتهديدات الراهنة بنجاح.
"الأنباء" الالكترونية:
خطا لبنان خطوة جديدة نحو إبعاد شبح الحرب، بتكليف السفير السابق سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني إلى لجنة "الميكانيزم"، في خطوة لاقت ترحيباً داخلياً ودولياً. ويعوّل المسؤولون على هذه الخطوة لتوسيع النافذة الدبلوماسية، وخفض منسوب التوتر، ومنع أي اندفاعة إسرائيلية نحو حرب واسعة، رغم محاولة إسرائيل التقليل من أهميتها عبر استمرار التصعيد العسكري. فقد شنّت طائراتها، قبيل انعقاد مجلس الوزراء، غارات على قرى محرونة وبرعشيت والمجادل وجباع، بعد توجيه إنذارات لسكان مبانٍ لإخلائها. ما يعني أنّ إسرائيل تتعامل مع المفاوضات كقناة تقنية لإدارة النزاع، لا لتبديل مساره.
فالتحليق المكثّف للمسيّرات فوق بيروت، والإنذارات الجديدة في الجنوب، بالتوازي مع الحديث عن "أجواء إيجابية"، توحي بأنّ إسرائيل ترغب في تكريس الواقع الميداني القائم ومنع التفاوض من التحول إلى أداة لخفض التصعيد.
عون
وخلال جلسة الحكومة أمس في قصر بعبدا، عرض الرئيس جوزف عون موضوع تكليف السفير سيمون كرم برئاسة الوفد اللبناني إلى "الميكانيزم"، بعد مشاورات أجراها مع الرئيس نبيه بري والرئيس نواف سلام. واعتبر أنه "من الطبيعي ألا تكون الجلسة الأولى كثيرة الإنتاج، لكنها مهدّت الطريق لجلسات لاحقة ستبدأ في 19 من الشهر الحالي"، مشدداً على ضرورة أن "تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب".
وأكد عون أنّه لا تنازل عن سيادة لبنان، قائلاً: "عندما نصل إلى اتفاق سيظهر ما إذا كان هناك أي تنازل، وعندها سنتحمل المسؤولية". وأوضح أن التوجيهات التي أعطاها والرئيس سلام للسفير كرم تتركز على التفاوض الأمني: وقف الاعتداءات، الانسحاب من النقاط المحتلة، ترسيم الحدود، وإعادة الأسرى، "وليس أكثر من ذلك مهما قيل أو يقال خلاف ذلك".
وشارك قائد الجيش العماد رودولف هيكل في جزء من الجلسة، عارضاً التقرير الثالث ضمن خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة.
كما عرضت وزيرة التربية مسألة تفرّغ الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية، فوافق المجلس على الآلية والمعايير، وطلب منها الاجتماع مع وزير المال لبحث الكلفة المالية والعودة بتقرير إلى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار.
وكان الرئيس نواف سلام قد استقبل في السراي السفير سيمون كرم واطّلع منه على نتائج اجتماع "الميكانيزم"، مؤكداً أن ترؤسه للوفد اللبناني "يشكّل خطوة مهمة في دفع عمل الميكانيزم قدماً".
جنبلاط
وفي السياق نفسه، استقبل الرئيس وليد جنبلاط في كليمنصو السفير كرم، بحضور النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور، واطّلع منه على نتائج اجتماع الناقورة، مؤكداً دعمه له في مهمته حفاظاً على حقوق لبنان.
وكان جنبلاط قد رحّب سابقاً باختيار كرم قائلاً: "في السياسة طرق عديدة للمقاربة، والتفاوض أمر مشروع. وفي هذا الإطار، يشكّل اختيار السفير سيمون كرم نقلة نوعية في مرحلة من أدقّ المراحل التي يمرّ بها لبنان، والذي يواجه تحدّيات مزدوجة في استعادة السيادة في الداخل وفي الجنوب المحتل".
السفير الأميركي
من جهته، أشاد السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى بـ"لبنان وإسرائيل لاتخاذهما القرار الشجاع بفتح قناة حوار في هذه اللحظة الحساسة"، معتبراً أن الخطوة تعبّر عن "رغبة صادقة في السعي نحو حلول سلمية مسؤولة مبنيّة على حسن النية".
وأضاف: "أرحّب أيضاً بقرار الحكومة اللبنانية اعتماد الحوار بعد عقود من عدم اليقين. تمثّل هذه الخطوة مساراً بنّاءً قد يسمح يوماً ما للبلدين بالتعايش بسلام واحترام وكرامة".
وجدد التزام بلاده دعم أي جهد يعزّز السلام والاستقرار، مؤكداً استعداد واشنطن للمشاركة في المبادرات التي تخفّف المعاناة عن الشعوب التي واجهت مشقّات عميقة.
وفد مجلس الأمن في بيروت
واليوم يزور ممثلو الدول الدائمة وغير الدائمة في مجلس الأمن — باستثناء الولايات المتحدة — بيروت، لبحث ملفات عدة من بينها الخيارات المتاحة أمام لبنان بعد انتهاء مهمة اليونيفيل، كما أعلن الرئيس نواف سلام خلال الجلسة. وأوضح أن الخيارات قد تشمل وجود قوات دولية لمراقبة الحدود، أو قوة دولية صغيرة مشابهة للقوة الموجودة في الجولان.
كما أكّد سلام أننا "بتنا اليوم في المراحل الأخيرة من وضع مشروع قانون الفجوة المالية"، مشيراً إلى أن مجلس الوزراء سيبدأ مناقشته تمهيداً لإرساله إلى مجلس النواب.
رسالة من إيران
وفي خطوة لافتة، دعا وزير الخارجية الإيراني نظيره اللبناني يوسف رجي لزيارة طهران لبحث العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية.
"اللواء":
بعثت إسرائيل باعتداءاتها الخطيرة ضد أهداف مدنية في عدد من قرى الجنوب، جنوب نهر الليطاني وشماله بأن برنامجها القاضي بإرباك حزب لله ولبنان معه قائم بذاته، ولا صلة له، لا برفع مستوى التمثيل في لجنة الميكانيزم، ولا بأي اعتبار آخر سوى اعتبار الحرب والقتل من الوسائل الوحيدة للتعامل مع الدول والشعوب المجاورة لها، ولاعتبارات يعود تقديرها فقط للرؤس الحامية في الكيان العبري.
وسواءٌ رفع مستوى التمثيل في الميكانيزم من العسكري فقط الى المدني والعسكري معاً، وسواءٌ أتى المجتمع الدولي كله، أو عبر الاعضاء الممثلين للدول الاعضاء في مجلس الامن، بما فيها الدول الكبرى التي تعاين الوضع في الجنوب حيث تصل الى لبنان آتية من سوريا، وفي عدادها المبعوثة الشخصية للرئيس دونالد ترامب السفيرة مورغن أورتاغوس، التي ترأست الاجتماع الاخير للجنة الميكانيزم.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء ان مجلس الوزراء لم يخرج عن المسار المتوقع له بالنسبة الى طرح موضوع تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة الميكانيزم والانعكاسات الايجابية لهذا القرار والذي تحدث عنه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على تفاؤل واضح ، في حين لم يسجل وزراء الثنائي الشيعي أية ملاحظات.
وقالت المصادر ان الرئيس عون أسهب في شرح الخطوة المتخذة وشدد في كلمة له إنطوت على رسالة الى حزب لله على وجوب ان تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب، وعلى ان لا تنازل عن سيادة لبنان، «وعندما نصل الى اتفاق سيظهر ما اذا كان هناك من تنازل، وعندها سنتحمل المسؤولية، اما قبل ذلك فلا يجوز الحكم على النوايا قبل ان يتم الإعلان عن أي اتفاق، وليس هناك من خيار آخر سوى التفاوض، وهذا هو الواقع وهذا ما تعلمناه في تاريخ الحروب، والمطلوب من المجتمع الدولي وفي مقدمه الولايات المتحدة الأميركية العمل على إنجاح المفاوضات من خلال الطلب الى إسرائيل الالتزام بالتعاطي بروح إيجابية وجدية، وهذا ما سأقوله، لوفد مجلس الامن الذي سيزور لبنان اليوم برفقة السيدة مورغان اورتاغوس، وسيتوجهون الى الجنوب كما سفراء الدول لمعاينة الواقع الميداني والصورة الحقيقية لما يجري هناك بدل الاعتماد على الشائعات».
كما حيَّا مجلس الوزراء زيارة قداسة الحبر الأعظم وكانت اشادة بالتنظيم، اما الواقع المالي في البلاد ففنده وزير المال واصفا إياه بالمستقر وإعداد بطرح زيادة الأجور في العام المقبل.
أما بالنسبة لتقرير الجيش في المرحلة الثالثة، فقد عرضه قائده العماد رودولف هيكل متوقفاً عند أبرز ما تحقق في موضوع حصرية السلاح بيد الدولة والصعوبات التي ما تزال تواجه استكمال مهمته، لا سيما الاعتداءات الاسرائيلية.
الإطاحة بالأجواءالإيجابية
وحسب المراقبين، فإن العدوان الاسرائيلي الجوي أطاح بالاجواء الايجابية التي اثارها تعيين السفير السابق سيمون كرم عضوا مدنيا دبلوماسيا في لجنة الميكانيزم، وما صدر عن نتائج اجتماع اللجنة بحضوره مع المندوبة الاميركية مورغان اورتاغوس ومندوب مدني سياسي اسرائيلي، وذلك عبر عدوان جوي واسع بعد تحذيرات لأربع قرى جنوبية وخروقات مدفعية وجوية واسعة، فيما الترحيب الاميركي استمر بإنضمام كرم الى اللجنة. وافيد ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان سيزور لبنان الأسبوع المقبل. وكل ذلك وسط تسريب معلومات عن عدم رضى حزب لله عن تعيين السفير كرم في اللجنة ولا عن التفاوض السياسي، لكن الموقف الرسمي للحزب سيعلنه اليوم الشيخ نعيم قاسم.
العدوان على طاولة مجلس الوزراء وتوضيحات لعون
وعلى وقع الاعتداءات الاسرائيلية وأزيز الطيران المسيَّر فوق بعبدا، إلتأم مجلس الوزراء عند الثالثة من بعد ظهر امس، في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء.وقد استفاض رئيس الجمهورية في الجلسة في شرح استراتيجية التفاوض بعد تعيين كرم، وتطرق الرئيس عون إلى موضوع اجتماع الميكانيزم الأول الذي انعقد بحضور السفير سيمون كرم، مشيراً الى «ان الاجتماع كان إيجابيا، وكذلك ردود الفعل عليه وهذا ما يجب ان نستغله لتحقيق هدفنا بإبعاد شبح الحرب الثانية عن لبنان» .
وقال: اتفقت مع الرئيسين بري وسلام على اسم السفير كرم كونه سفيرا سابقا ومحاميا وشارك في الوفد اللبناني في مفاوضات مؤتمر مدريد للسلام، وله باع كبير في هذا المجال. وشدد الرئيس عون «على وجوب ان تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب، وعلى ان لا تنازل عن سيادة لبنان». وأضاف: عندما نصل الى اتفاق سيظهر ما اذا كان هناك من تنازل، وعندها سنتحمل المسؤولية.
وأوضح عون ان التوجهيات التي أعطاها والرئيس سلام الى السفير كرم، عنوانها العريض هو التفاوض الأمني، أي وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة، وترسيم الحدود، وإعادة الاسرى، وليس اكثر من ذلك، مهما قيل ويقال عكس ذلك. معتبرا انه من البديهي الا تكون اول جلسة كثيرة الانتاج ولكنها مهدت الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في ١٩ من الشهر الحالي. وان ليس هناك من خيار آخر سوى التفاوض،.. وقال: المطلوب من المجتمع الدولي وفي مقدمه الولايات المتحدة الأميركية العمل على إنجاح المفاوضات من خلال الطلب الى إسرائيل الالتزام بالتعاطي بروح إيجابية وجدية، وهذا ما سأقوله لوفد مجلس الامن الذي سيزور لبنان (ليوم) برفقة مورغان اورتاغوس، وسيتوجهون الى الجنوب كما سفراء الدول لمعاينة الواقع الميداني والصورة الحقيقية لما يجري هناك بدل الاعتماد على الشائعات.
وحول استراتيجية التفاوض قال وزير الاعلام بول مرقص: الرئيس عون تحدث عن البنود التي تشكل اطاراً للعمل في هذه اللجنة، وهي لا تتضمن تعاوناً اقتصادياً واتفاق سلام، او كل ما حاولوا تغليفه في هذه الخطوة الجيدة والجريئة التي قام بها فخامته وشرحها.
وقال: «من البديهي الا تكون اول جلسة كثيرة الإنتاج، ولكنها مهّدت الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في 19 من الشهر الحالي، وان الغاية ليست استهداف فئة او شريحة من اللبنانيين كما بدأ البعض بالترويج له، بل حماية لبنان، كل لبنان.
تقرير هيكل
وخلال الجلسة، عرض قائد الجيش العماد هيكل ما عالجه الجيش من أنفاق وأسلحة وراجمات صواريخ، والخروقات الاسرائيلية، موضحاً أن تقارير اليونيفيل تؤكد أن الجيش قام ويقوم بمهامه.
وحسب ما أشار إليه هيكل بأن المرحلة الأولى من الخطة باتت في آخر مراحلها، وأنه من المفترض أن تنتهي في التوقيت المحدد لها في أواخر العام الجاري.
وقال العماد هيكل، أن منطقة شمال الليطاني منطوية على تعقيدات، وذكر وزراء «القوات اللبنانية» أن الخطة تشمل كل لبنان، وأنه يجب الانتقال الى شمال الليطاني بعد الانتهاء من جنوب النهر.
وحسب المعلومات فإن التقرير الشهري تضمن عرضاً لما حققه الجيش اللبناني في مخيمي الرشيدية والبداوي عبر اقفال كل الثغرات، وعلى ضوء مكافحة الاتجار بالمخدرات.
سلام وبعثة مجلس الأمن
وبحث الرئيس سلام مع وفد مجلس الامن الدولي موضوع القوات الدولية وولاية اليونيفيل، والخيارات المتاحة، وأعلن الوزير بول مرقص أن تجربة القوات الموجودة في الجولان مطروحة كإحدى البدائل.
وكان الرئيس سلام استقبل في السراي الكبير السفير كرم، الذي اطلعه على ما دار في اجتماع الميكانيزم.
ترحيب فرنسي وأميركي
وقد وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو «أول محادثات منذ 40 عاماً بين مسؤولين مدنيين لبنانيين وإسرائيليين عُقدت أمس ضمن الآلية الفرنسية-الأميركية الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار، بأنها خطوة مهمة لتجنّب أي تصعيد جديد والمضي قدماً في جهود ترسيخ السلام».
وكشف أن المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان سيزور بيروت الاثنين لمتابعة المساعي الديبلوماسية الجارية.
وصدر عن السفير الأميركي ميشال عيسى بيان حول مشاركة مدنيين سياسيين في اجتماع لجنة الميكانيزم امس، قال فيه: بكل احترام، أعرب عن تقديري لحكومة وشعب لبنان على الترحيب الكريم الذي أبدوه لقداسة البابا لاوون الرابع عشر خلال زيارته الأخيرة. إن الاحترافية والوحدة التي تجلت في إعداد هذا الحدث التاريخي واستضافته تعكسان روح لبنان وقدرته على تجاوز التحديات عندما يتطلب الامر ذلك.
اضاف: كما أُشيد بكل من لبنان وإسرائيل لاتخاذهما القرار الشجاع بفتح قناة حوار في هذه اللحظة الحساسة. إن هذه الخطوة تشير إلى رغبة صادقة في السعي نحو حلول سلمية ومسؤولة مبنية على حسن النية. لا يمكن تحقيق تقدم مستدام إلا عندما يشعر كلا الجانبين بأن مخاوفهما محترمة وآمالهما معترف بها. ويبقى التوافق والتفاهم والقيادة المبنية على المبادئ أمورًا أساسية. وأرحّب أيضا بقرار الحكومة اللبنانية باعتماد الحوار بعد عقود من عدم اليقين. يُمثل هذا خطوةً بناءةً نحو تحديد مسارات قد تسمح يومًا ما لكلا البلدين بالتعايش بسلام واحترام وكرامة.
وخلص الى القول: بصفتي سفير الولايات المتحدة لدى لبنان، أؤكد مجدداً التزامنا بدعم جميع الجهود التي تعزّز السلام والاستقرار والأمن. إن الولايات المتحدة على استعداد للمشاركة والمساعدة في المبادرات التي تخفف الأعباء عن كاهل الشعوب التي عانت من مشقات جسدية ومعنوية عميقة، وهي معاناة لا ينبغي أبدا لأي مجتمع أن يواجهها.
ونقلت «الجديد»: أن تعيين السفير كرم جاء في مواجهة تهديد اسرائيل بتصعيد عسكري على لبنان وبعد رفض اسرائيلي – أميركي لوقف العدوان كشرط للتفاوض.
وقالت المصادر: : مهمة السفير كرم ترتكز فقط على الثوابت اللبنانية الأربع وهي بحث وقف الأعمال العدائية وإعادة الأسرى والانسحاب الاسرائيلي وتصحيح النقاط على الخط الأزرق.
وأكدت: الموقف الرسمي اللبناني واضح وعبّر عنه مراراً رئيس الجمهورية بأن التفاوض لا يهدف لا إلى التطبيع ولا إلى عقد اتفاقية سلام، ولم تستبعد المصادر ان احتمال التصعيد الاسرائيلي يبقى قائماً رغم توسيع وفد التفاوض، وأكدت أن القرار اللبناني لاقى ارتياحاً عربياً ودولياً ومن شأنه خفض التصعيد.
وعليه، يزور الموفد الفرنسي لودريان بيروت للمساهمة في خفضِ التصعيد في لبنان وقد تقررت بعدما أعلن لبنان قبوله بتوسيع تمثيله في لجنة الميكانيزم.
وفي بكركي، أثنى سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري على زيارة البابا لاوون الرابع عشرن وكان حديث بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وسفير المملكة حول أهمية الزيارة،وأعرب السفير بخاري عن أمله أن يتلقف الجميع رسائل البابا، ويساهموا في ورشة بناء السلام الذي تحتاجه المنطقة.
وفي مجال دبلوماسي آخر، وجَّه وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي دعوة لوزير الخارجية اللبناني يوسف رجي لزيارة طهران لبحث العلاقات الثنائية والملفات الاقليمية.
مجلس الوزراء
إقرار آلية التفرُّغ والمشكلة مالية
أقر مجلس الوزراء، آلية تفرغ الاساتذة المتعاقدين في الجامعة بانتظار الاتفاق بين وزيرة التربية ريما كرامي ووزير المال ياسين جابر حول التكلفة المالية.
واعتبر الوزير جابر أن وضع الدولة المالي مستقر.
وأعطى الرئيس عون توجيهاته إلى الأجهزة الامنية لحفظ الامن في الاعياد.
تصنيف عراقي ثم تراجع
وفي تطور مفاجىء، شغل الساحة المحلية وسائر مواقع التواصل، وأطلق سيلاً من الاتصالات في غير اتجاه تمثّل بإصدار الحكومة العراقية صباح أمس قراراً رسمياً يقضي بتصنيف كل من «حزب لله اللبناني» و«أنصار الله» (الحوثيين) كـ«جهات إرهابية» داخل البلاد، وبموجبه أمرت بتجميد جميع أموالهم وأصولهم. بعد ساعات، اعلن العراق انه «لم نصنف حزب لله وجماعة الحوثي «منظمات إرهابية» وما نُشر خطأ سيتم تصحيحه». وأفادت وكالة الأنباء العراقية أن «لجنة تجميد أموال الإرهابيين أعلنت انه سيتم تصحيح القائمة التي نشرت من دون تنقيحها».
عدوان جوِّي
وفي تصعيد جوي جديد على قرى الجنوب، أصدر المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «اكس» قرابة الثانية والربع من بعد ظهر امس، تحذيرا لسكان الجنوب:«سيهاجم جيش الدفاع على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب لله في أنحاء جنوب لبنان وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب لله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة. نحث سكان المباني المحددة بالأحمر في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في القريتيْن التاليتيْن: جباع ومحرونة. أنتم تتواجدون بالقرب من مبانٍ يستخدمها حزب لله ومن أجل سلامتكم أنتم مضطرون لإخلائها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر، البقاء في منطقة المباني المحددة يعرضكم للخطر».وبعد نحو ساعة، قصف المبنيين في البلدتين.
بعدها وجَّه ادرعي إنذارات إسرائيلية جديدة لسكان بلدتي المجادل وبرعشيت قبل الإغارة عليهما.
وسجل تحرك آليات اسرائيلية ودبابات ميركافا قبالة بلدتي مركبا والعديسة. وألقت مسيَّرة اسرائيلية قنبلة صوتية على بلدة العديسة اثناء مرور عمال لمؤسسة كهرباء لبنان في المنطقة، كما القت محلقة معادية قنبلة صوتية بالقرب من صيادي الأسماك على شاطئ الناقورة. ومساء أمس، نفذ العدو الإسرائيلي عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من موقع المرج بإتجاه بلدة مركبا. وسُمع دوي انفجارين في القطاع الاوسط للجنوب.تبين انهما ناتجان عن قصف مدفعي اسرائيلي لبلدة يارون، واستمر القصف على اطراف البلدة متقطعا اكثرمن ساعة. وسجل تحليق لطيران العدو في اجواء بعلبك.
"البناء":
لم تمرّ ساعات على اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، بحضور السفير سيمون كرم، حتى شنّ الاحتلال المزيد من الغارات على قرى وبلدات جنوبية، مقدماً الدليل على أن كل الوعود الأميركية والتعديات الإسرائيلية مجرد أكاذيب، وأن التهدئة الموعودة بمجرد الموافقة على السير بتلبية طلبات لا مبرر موضوعياً في عمل لجنة وقف النار ولا في تجاوز الاستعصاء في تطبيق بنود الاتفاق، وكلها ترتبط بالتزام إسرائيلي بوقف الاعتداءات والانسحاب من الأراضي المحتلة إلى خلف الخط الأزرق، لتثبت صحة التحذير من أن الاستجابة لمثل هذه الطلبات بداعي التملّص من الضغوط وتفادي المزيد من الاعتداءات لا يفعل سوى إغراء الاحتلال بالمزيد من الاعتداءات وتقديم المزيد من الطلبات بوهم جديد، أما القول إن ما كان سيجري لو لم يتم التعيين أكبر بكثير مجرد سخافة لا تستحق التعليق، وحدود موضوعات التفاوض، كما أعلنها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، وكلام السفير الفرنسي حول مهام اللجنة التي تقيّد التفاوض ضمنها بمهامها، وكل من الموقفين يتلاقى مع الآخر على أن لا مهام أبعد من تثبيت وقف النار أي وقف الاعتداءات الإسرائيلية، والتحقق من الانسحاب الإسرائيلي، وإطلاق الأسرى، والتحقق من أن الجيش اللبناني يقوم بمهام الانتشار بقواه الذاتية دون شريك جنوب الليطاني.
وأوضح رئيس الجمهورية أن “التوجيهات التي أعطاها ورئيس الحكومة نواف سلام إلى السفير كرم، عنوانها العريض هو التفاوض الأمني، أي وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة، وترسيم الحدود، وإعادة الأسرى، وليس أكثر من ذلك، مهما قيل ويقال عكس ذلك”، بينما قال السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو إنّ “إدخال عنصر مدني إلى الوفد اللّبناني في اللّجنة، لا يخرج عن النّطاق المعتمَد بدايةً لهذه الآليّة، لذلك فإنّ المشاركة حصلت على المستوى المدني وشارك مدنيّون في أعمال الآليّة، ولسنا في صدد الحديث عن مفاوضات مباشرة بين “إسرائيل” ولبنان”، مشدداً على “ضرورة انسحاب القوّات الإسرائيليّة من النّقاط الخمس المحتلّة على طول الحدود اللّبنانيّة، وعلى وجوب الكفّ عن أيّ انتهاكٍ للسّيادة اللّبنانيّة من خلال الضّربات الجوّيّة وحتى من خلال عمليّات التوغّل”، مذكّرًا بأنّ “اتفاق وقف الأعمال العدائيّة تحدّث عن ضرورة استعادة الحكومة اللبنانية لكامل سيطرتها على السّلاح على كلّ أراضيها، ولا بدّ من التحقّق من ذلك”.
في لبنان والعراق والمنطقة بلبلة سببها إعلان صدور قرار عراقي بوضع حزب الله وحركة أنصار الله اليمنية على لوائح الإرهاب العراقية، وهو ما تولت قناة الحدث نشره والترويج له ودار الحوار حوله بعد لحظات من صدوره، قبل أن تعلن السلطات العراقية أن القرار خطأ ناجم عن اعتماد وثيقة ماليزية ملحقة تطلب اعتماد ضم تنظيمات متفرعة عن داعش والقاعدة إلى لوائح الإرهاب، والوثيقة الملحقة بالقرار اقترحت بالإضافة لذلك عدداً من التنظيمات منها حزب الله وأنصار الله التي لم تجد قبولاً عراقياً، وأن القرار العراقي محصور بإضافة التنظيمات المرتبطة بداعش والقاعدة، لكن المعنيين بتحويل قرار الحكومة إلى النشر خلطوا بين القرار والوثيقة المرفقة به، وبعد تصحيح القرار خلال دقائق وفتح تحقيق لمعرفة الملابسات، بقي السؤال هل الخطأ كان عفوياً أم مدبراً لإرباك العراق ولبنان وقوى المقاومة، بحيث توضع الحكومة بين التراجع عن القرار المدبّر كخطأ فتغضب واشنطن، أو تبقي على القرار لتفادي الغضب الأميركي فتسيء إلى هوية العراق ومقاومته والعلاقة المميزة بين العراق والمقاومة في لبنان وبيئتها؟
وبعد يومٍ واحد فقط على إعلان رئاسة الجمهورية تكليف السفير السابق سيمون كرم كرئيس للوفد اللبناني في مفاوضات لجنة «الميكانيزم»، ورغم عقدها اجتماعاً بحضور كرم، وحديث السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى عن «حسن نوايا» بين لبنان و»إسرائيل»، عبّر الاحتلال الإسرائيلي عن «حسن نواياه» بعدوان على الجنوب والبقاع عبر سلسلة غارات بإنذارات وأخرى من دون إنذارات، ما يرسم وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء» تساؤلات وعلامات استفهام حول جدوى التفاوض إذا لم يقترن بوقف الاعتداءات لفترة معينة بالحد الأدنى؟ وتحذر المصادر من تقديم الدولة اللبنانية تنازلات إضافية من دون أي خطوات إسرائيلية مقابلة لا بل استمرار الاعتداءات مع احتمال فرض مطالب وشروط جديدة في المفاوضات.
وبدّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أوهام بعض القوى السياسية الداخلية وأحلام رئيس حكومة الاحتلال والإعلام الإسرائيلي الذين يسوّقون بأنّ المفاوضات تمهّد للسلام والتعاون الاقتصادي بين لبنان و»إسرائيل»، وأكد رئيس الجمهورية خلال جلسة مجلس الوزراء أن المفاوضات «عنوانها العريض هو التفاوض الأمني، أي وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة، وترسيم الحدود، وإعادة الأسرى، وليس أكثر من ذلك، مهما قيل ويقال عكس ذلك».
وأشار مصدر وزاري لـ»البناء الى أن «إسرائيل» تريد الاصطياد بالمياه العكرة، وتسوّق بأن تعيين عضوين مدنيين في لجنة «الميكانيزم» لإحداث انقسام داخلي واستثمارها سياسياً في الداخل الإسرائيلي، وشدّد المصدر على أن رئيس الجمهورية قدّم إحاطة لمجلس الوزراء حول خلفية الخطوة التي أقدَم عليها وهدفها وحدودها، والهدف الأساس هو تخفيف الضغط السياسي والدبلوماسي والعسكري عن لبنان وفتح كوة في جدار الأزمة المغلقة وتقديم ورقة للأميركيين للضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية خلال اللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، وتجنيب لبنان أيّ تصعيد أو حرب إسرائيلية واسعة على لبنان. وشدّد المصدر على أن التفاوض غير مباشر ولم يخرج عن الاجتماعات التقليدية داخل اللجنة، وتقتصر على الملفات الأمنية ووقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط الخمس وتسوية النقاط المتنازع عنها وتثبيت الحدود البرية واستعادة الأسرى، ولا علاقة لها بأي مفاوضات سلام وتطبيع كما يُشاع».
ووفق معلومات «البناء» فإنّ أيّاً من وزراء الثنائي حركة أمل وحزب الله لم يعترض أو يتحفظ على الخطوة الرئاسية، بل كان تأكيد من بعض الوزراء على موافقة الرئيس نبيه بري ضمن تفاهم مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على الأطر التي تحدّد المفاوضات، غير أنّ الاعتراض جاء من وزير الخارجية يوسف رجي لأنه لم يُستشر لا في التكليف ولا في الاسم المكلف.
ولفتت مصادر سياسيّة وفق قناة «الجديد»، إلى أنّ «احتمال التصعيد الإسرائيلي يبقى قائماً رغم توسيع وفد التفاوض»، مبيّنةً أنّ «القرار اللّبناني لاقى ارتياحاً عربيّاً ودوليّاً، ومن شأنه خفض التصعيد في المنطقة»، كما أفادت بأنّ «زيارة المبعوث الرّئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان الأسبوع المقبل، تأتي استكمالاً للمساعي الدّبلوماسيّة الفرنسيّة الّتي بدأت لخفضِ التصعيد في لبنان، وقد تقرّرت بعدما أَعلن لبنان قبوله بتوسيع تمثيله في لجنة الميكانيزم».
وشدّد السّفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو، على «ضرورة التفريق بشكل واضح بين المفاوضات السّياسيّة بين «إسرائيل» ولبنان، وبين عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائيّة (الميكانيزم)»، مشيراً إلى أنّ «إدخال عنصر مدني إلى الوفد اللّبناني في اللّجنة، لا يخرج عن النّطاق المعتمَد بدايةً لهذه الآليّة، لذلك فإنّ المشاركة حصلت على المستوى المدني وشارك مدنيّون في أعمال الآليّة، ولسنا في صدد الحديث عن مفاوضات مباشرة بين «إسرائيل» ولبنان». وبيّن أنّ «ما يحدث اليوم بكلّ بساطة هو أنّنا شهدنا على تبادل على المستوى العسكري وبمشاركة ممثّلين مدنيّين من البلدان المختلفة».
بدوره، اعتبر السفير الأميركي ميشال عيسى أن «هذه الخطوة تشير إلى رغبة صادقة في السعي نحو حلول سلمية ومسؤولة مبنية على حسن النية. لا يمكن تحقيق تقدم مستدام إلا عندما يشعر كلا الجانبين بأن مخاوفهما محترمة وآمالهما معترف بها. ويبقى التوافق والتفاهم والقيادة المبنية على المبادئ أموراً أساسية». أضاف: «أرحّب أيضاً بقرار الحكومة اللبنانية باعتماد الحوار بعد عقود من عدم اليقين. يُمثل هذا خطوةً بناءةً نحو تحديد مسارات قد تسمح يوماً ما لكلا البلدين بالتعايش بسلام واحترام وكرامة. بصفتي سفير الولايات المتحدة لدى لبنان، أؤكد مجدداً التزامنا بدعم جميع الجهود التي تعزّز السلام والاستقرار والأمن. إن الولايات المتحدة على استعداد للمشاركة والمساعدة في المبادرات التي تخفف الأعباء عن كاهل الشعوب التي عانت من مشقات جسدية ومعنوية عميقة، وهي معاناة لا ينبغي أبداً لأي مجتمع أن يواجهها».
وفيما نال ملف التفرّغ في الجامعة اللبنانية الحيّز الأكبر من مداولات الجلسة، مرّ التقرير الذي طرحه قائد الجيش العماد ردولف هيكل خلال الجلسة حول خطته لحصر السلاح من دون أيّ تحفظ وفق معلومات «البناء»، حيث عرض ما قام به الجيش خلال الشهر الماضي وكرّر القائد تأكيده بأنّ الجيش يقوم بكلّ واجباته في منطقة جنوب الليطاني وما يعيق استكمال عمله هو الاحتلال الإسرائيلي، كما ربط العماد هيكل البدء بتطبيق المرحلة الثانية من الخطة في شمال الليطاني بوقف الاعتداءات والانسحاب الإسرائيلي من الجنوب.
وعقد مجلس الوزراء جلسته فيما كانت المسيّرات الإسرائيلية تخرق الأجواء اللبنانية على علو منخفض فوق قصر بعبدا، وبالتزامن مع الاستهدافات لعدة قرى جنوباً. وقد تكرّر هذا الأمر أكثر من مرة، في وقت لفتت مصادر وزارية إلى أن مجلس الوزراء تطرق إلى موضوع الاعتداءات وأدانها فقط.
وأشار وزير الإعلام بول مرقص خلال تلاوته مقررات مجلس الوزراء، إلى أن رئيس الجمهورية قال إنه «تم تعيين السفير السابق سيمون كرم عضواً في لجنة «الميكانيزم»، وذلك بعد مشاورات بيني وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، حول ضرورة حصول مفاوضات في الناقورة وتطعيم اللجنة بشخص مدني».
وأكّد أنّ «من البديهي ألا تكون أول جلسة كثيرة الإنتاج، ولكنها مهّدت الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في 19 من الشهر الحالي، وأن الغاية ليست استهداف فئة او شريحة من اللبنانيين كما بدأ البعض بالترويج له، بل حماية لبنان، كل لبنان، ولا يجب على أحد أن يأخذ المسألة إلى مكان آخر، وحتى الآن ردود الفعل على الاجتماع الأول كانت إيجابية، وهذا ما يجب أن نستغله لتحقيق هدفنا بإبعاد شبح الحرب الثانية عن لبنان، واتفقت مع الرئيسين بري وسلام على اسم السفير كرم لكونه سفيراً سابقاً ومحامياً وشارك في الوفد اللبناني في مفاوضات مؤتمر مدريد للسلام، وله باع كبير في هذا المجال».
وشدّد على «وجوب أن تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب، وعلى أن لا تنازل عن سيادة لبنان، وعندما نصل إلى اتفاق سيظهر ما إذا كان هناك من تنازل، وعندها سنتحمل المسؤولية، أما قبل ذلك فلا يجوز الحكم على النوايا قبل أن يتم الإعلان عن أي اتفاق، وليس هناك من خيار آخر سوى التفاوض، وهذا هو الواقع وهذا ما تعلمناه في تاريخ الحروب، وركّز عون وفق مرقص على أنّ «المطلوب من المجتمع الدولي وفي مقدّمه الولايات المتحدة الأميركية العمل على إنجاح المفاوضات من خلال الطلب إلى «إسرائيل» الالتزام بالتعاطي بروح إيجابية وجدية، وهذا ما سأقوله، لوفد مجلس الأمن الذي سيزور لبنان غداً برفقة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، وسيتوجهون إلى الجنوب كما سفراء الدول لمعاينة الواقع الميداني والصورة الحقيقية لما يجري هناك بدل الاعتماد على الشائعات».
وأوضح أن «التوجيهات التي أعطاها وسلام إلى السفير كرم، عنوانها العريض هو التفاوض الأمني، أي وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة، وترسيم الحدود، وإعادة الأسرى، وليس أكثر من ذلك، مهما قيل ويُقال عكس ذلك».
كما أعطى الرئيس عون توجيهاته إلى الأجهزة الأمنية «للقيام بدورها الكامل في تأمين الأجواء الملائمة للأعياد المجيدة في الفترة المقبلة، وحماية الدولة اللبنانية لأبنائها في كل الأوقات».
بينما نقل موقع «إسرائيل هيوم» الإسرائيلي عن مسؤول مطلع أن «الاجتماع المقبل بين المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين سيكون في 19 كانون الأول»، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي، رئيس الوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة الميكانيزم السفير سيمون كرم، واطّلع منه على نتائج اجتماع الميكانيزم الذي عُقد أمس الأول. وأكّد الرئيس سلام للسفير كرم أنّ ترؤسه للوفد اللبناني «يشكّل خطوة مهمة في دفع عمل الميكانيزم».
كما زار كرم الرّئيس السّابق للحزب «التقدّمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو، بحضور رئيس الحزب «التقدّمي» النّائب تيمور جنبلاط وعضو كتلة «اللّقاء الدّيمقراطي» النائب وائل أبو فاعور. واطّلع جنبلاط من كرم على نتائج اجتماع «الميكانيزم» الّذي عُقد أمس الأربعاء في النّاقورة، مؤكّداً «دعمه لكرم في مهمّته، حفاظاً على حقوق لبنان».
في غضون ذلك، حافظ حزب الله على صمته حيال الخطوة الرئاسية، بانتظار كلمة لأمينه العام الشيخ نعيم قاسم اليوم، فيما رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في كلمة ألقاها في مشهد الإيرانية، «أن تقديم التنازلات لكيان الاحتلال يشجعه أكثر على المضي في عدوانه، بينما المطلوب اليوم هو الصمود وعدم السقوط أمام اللحظة الصعبة، فالمستقبل لن يكون إلا لمصلحة شعوبنا».
أمنياً، أصدر المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي على منصة «اكس» تحذيراً لسكان منطقتي محرونة وجباع، زاعماً أنه «سيهاجم جيش الدفاع على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في أنحاء جنوب لبنان وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة». وبعد تنفيذ الغارتين أصدر تحذيراً آخر لسكان بلدتي برعشيت ومجادل واستهدفهما بغارتين عنيفتين.
"الشرق":
عقد مجلس الوزراء جلسة في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس العماد جوزاف عون وحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام والوزراء باستثناء وزراء: الشؤون الاجتماعية والاقتصاد والشباب والرياضة. وكان قائد الجيش العماد رودولف هيكل قد شارك في جانب من الجلسة، لعرض المراحل التي قطعتها خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة. وقبيل الجلسة التقى عون الرئيس سلام، وناقش معه البنود المطروحة على جدول أعمالها. استهل الرئيس الجلسة بتوجيه «شكر كبير إلى جميع اللبنانيين، على الإنجاز الرائع الذي تحقق بجهود ومشاركة كل منهم، في استقبال قداسة البابا لاون الرابع عشر في لبنان، وعلى مدى الأيام الثلاثة لزيارته التاريخية(…). سياسيا، أوضح الرئيس عون انه تم تعيين السفير السابق سيمون كرم عضواً في لجنة «الميكانيزم»، «وذلك بعد مشاورات مع الرئيسين نبيه بري ونواف سلام حول ضرورة حصول مفاوضات في الناقورة وتطعيم اللجنة بشخص مدني». وقال: «من البديهي الا تكون اول جلسة كثيرة الإنتاج، ولكنها مهّدت الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في 19 من الشهر الحالي، وان الغاية ليست استهداف فئة او شريحة من اللبنانيين كما بدأ البعض بالترويج له، بل حماية لبنان، كل لبنان، ولا يجب على احد ان يأخذ المسألة الى مكان آخر، وحتى الآن ردود الفعل على الاجتماع الأول كانت إيجابية، وهذا ما يجب ان نستغله لتحقيق هدفنا بإبعاد شبح الحرب الثانية عن لبنان، واتفقت مع الرئيسين بري وسلام على اسم السفير كرم كونه سفيرا سابقا ومحاميا وشارك في الوفد اللبناني في مفاوضات مؤتمر مدريد للسلام، وله باع كبير في هذا المجال». وشدد الرئيس عون على «وجوب ان تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب، وعلى ان لا تنازل عن سيادة لبنان، «وعندما نصل الى اتفاق سيظهر ما اذا كان هناك من تنازل، وعندها سنتحمل المسؤولية، اما قبل ذلك فلا يجوز الحكم على النوايا قبل ان يتم الإعلان عن أي اتفاق، وليس هناك من خيار آخر سوى التفاوض، وهذا هو الواقع وهذا ما تعلمناه في تاريخ الحروب». ولفت الى ان «المطلوب من المجتمع الدولي وفي مقدمه الولايات المتحدة الأميركية العمل على إنجاح المفاوضات من خلال الطلب الى إسرائيل الالتزام بالتعاطي بروح إيجابية وجدية»، معلنا ان «هذا ما سأقوله، لوفد مجلس الامن الذي سيزور لبنان برفقة السيدة مورغان اورتاغوس، وسيتوجهون الى الجنوب كما سفراء الدول لمعاينة الواقع الميداني والصورة الحقيقية لما يجري هناك بدل الاعتماد على الشائعات». وأوضح الرئيس عون «ان التوجهيات التي أعطاها والرئيس سلام الى السفير كرم، عنوانها العريض هو التفاوض الأمني، أي وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة، وترسيم الحدود، وإعادة الاسرى، وليس اكثر من ذلك، مهما قيل ويقال عكس ذلك». وأعطى توجيهاته الى الأجهزة الأمنية للقيام بدورها الكامل في تأمين الأجواء الملائمة للاعياد المجيدة في الفترة المقبلة، وحماية الدولة اللبنانية لابنائها في كل الأوقات.
بعدها، طلب عون من وزير المال ياسين جابر وضع المجلس في صورة الواقع المالي للدولة، فشرح جابر طلب صندوق النقد الدولي خلال التفاوض معه تحقيق فائض في الموازنة وفرض المزيد من الرسوم والضرائب، وقال: كان موقف وزارة المال انه في هذا الظرف الصعب ليس هناك من نية لزيادة الرسوم والضرائب، بل اجراء إصلاحات سريعة والتشدد في موضوع الجباية لتحسين مداخيل الدولة(…)».. وأكد جابر «أن الوضع المالي مستقر وليس هناك عجز وبدأنا بتحقيق بعض الفائض بالليرة اللبنانية»، معلنا اننا «نعمل مع مجلس الخدمة المدنية على رفع الرواتب تدريجياً اعتباراً من العام المقبل (…)». ثم تحدث الرئيس سلام، فأشار الى الزيارة المرتقبة غداً (اليوم) لوفد من ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الى لبنان، والتي كان سبقها زيارة لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط خالد الخياري. ولفت إلى أن زيارة الوفد ستناقش الخيارات المتاحة للبنان، بعد انتهاء مهمة قوات اليونيفيل في الجنوب نهاية العام المقبل (…)». وتطرق سلام إلى موضوع الفجوة المالية، فأكد «أننا بتنا اليوم في المراحل الأخيرة من وضع مشروع قانون الفجوة المالية، لنبدأ بعدها النقاش حوله في مجلس الوزراء تمهيدا لارساله الى مجلس النواب في أقرب وقت ممكن». وبعد ذلك، درس مجلس الوزراء جدول أعماله المؤلف من عشرين بنداً، وأقر معظمها. وأبرز ما تم بحثه، أمران:استعراض قائد الجيش للتقرير الشهري، وأبقي على طابعه السري. كما استعرضت وزيرة التربية والتعليم العالي مسألة تفرغ الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية، فوافق المجلس على الآلية والمعايير للتفرغ، وطلب منها الاجتماع مع وزير المال لدراسة الكلفة المالية لهذا التفرغ والعودة الى مجلس الوزراء مع بيان سبل تأمين الاعتمادات المطلوبة، كي يأخذ المجلس قراره بهذا الخصوص. ودار حوار مع وزير الإعلام المحامي د. بول مرقص الذي تلا المقررات الرسمية، فأشار ردا على سؤال «ان قائد الجيش ملتزم بالمهل التي وضعتها الحكومة وبالمراحل ايضاً، انما هناك بعض الصعوبات التي كان قد أشار اليها والتي لا تزال ماثلة واولها ما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية واستمرار الاحتلال، وبعض الحاجات الموضوعية للجيش لتمكنيه من أداء هذه المهام الكبيرة الملقاة عليه. وقد اثنى مجلس الوزراء على جهود الجيش، خصوصاً عند إشارة قائده الى كل المهمات التي يقوم بها وليس فقط في جنوب الليطاني (…)». وقال: «اما في موضوع القوات الدولية وولاية اليونيفيل، فسيتم بحث هذا الامر في اجتماع دولة الرئيس مع وفد مجلس الامن الدولي، وقد يؤدي ذلك الى اعتماد خيارات معيّنة تتعلق بطبيعة وجود قوات دولية وعددها، يمكن ان يشابه القوات الموجودة في الجولان، وقد طرح ذلك ضمن الخيارات». وردا على سؤال، عما اذا كانت الحكومة ستفاوض الحكومة، بعد تعيين السفير سيمون كرم، باستراتيجية معيّنة ام فقط استجابة للوساطة الأميركية؟ قال مرقص: «هناك استراتيجية قائمة على الانسحاب الاسرائيلي، وإعادة الاسرى، ووقف الاعتداءات وصولا الى الخط الذي يفصلنا، وعلى الحشد الدبلوماسي وإبراز احقية مصلحة لبنان العليا في تحرير أراضيه والاستقرار المنشود بناء لما ذكرته، وهناك شكوى جديدة تقدمنا بها الى مجلس الامن، ونحن لا نوفر سبلاً مع الأصدقاء والاشقاء لحشد الدعم للموقف اللبناني، ولكن بهدف الوصول الى الاستقرار المنشود».
"الشرق الأوسط":
قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، الخميس، إن «آلية مراقبة وقف إطلاق النار (الميكانيزم)» بين لبنان وإسرائيل ستبدأ عقد جلسات جديدة يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وأكد عون أن المحادثات مع إسرائيل كانت «إيجابية»، وهدفها هو تجنب «حرب ثانية».
ووفق بيان من الرئاسة اللبنانية، فقد قال عون، خلال افتتاح جلسة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، إن تكليف سيمون كرم، سفير لبنان السابق لدى الولايات المتحدة، رئاسة الوفد اللبناني في «اللجنة»، جاء بعد مشاورات مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس الوزراء نواف سلام، بشأن ضرورة تطعيم «اللجنة» بشخص مدني.
على وقع مخاوف من تصعيد إسرائيلي كبير، شارك مندوبان مدنيان لبناني وإسرائيلي الأربعاء في اجتماع اللجنة المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية و«حزب الله» في مقرّ قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، في أولى محادثات مباشرة بين البلدين منذ عقود. وفي ختام جلسة لمجلس الوزراء في القصر الجمهوري، نقل وزير الإعلام بول مرقص عن عون قوله: «من البديهي ألا تكون أول جلسة كثيرة الإنتاج، ولكنها مهدت الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في 19 من الشهر الحالي». وشدد على أن «الغاية ليست استهداف فئة أو شريحة من اللبنانيين كما بدأ البعض بالترويج له، بل حماية لبنان، كل لبنان»، مضيفاً: «حتى الآن ردود الفعل على الاجتماع الأول كانت إيجابية، وهذا ما يجب أن نستغله لتحقيق هدفنا بإبعاد شبح الحرب الثانية عن لبنان». وشدد عون، وفق ما نقل مرقص، على «وجوب أن تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب، وعلى أنه لا تنازل عن سيادة لبنان»، مؤكداً: «ليس هناك من خيار آخر سوى التفاوض، وهذا هو الواقع، وهذا ما تعلمناه من تاريخ الحروب».
التركيز على الجانب الأمني
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن توجيهات الحكومة اللبنانية للسفير السابق سيمون كرم الذي عُيّن رئيساً للوفد الأربعاء، «عنوانها التفاوض الأمني؛ أي وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة وترسيم الحدود وإعادة الأسرى، وليس أكثر من ذلك». ويعتزم عون أن يبلغ ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الذين يزورون بيروت الجمعة أن «المطلوب من المجتمع الدولي، وفي مقدمه الولايات المتحدة الأميركية، العمل على إنجاح المفاوضات من خلال الطلب من إسرائيل الالتزام بالتعاطي بروح إيجابية وجدية». وقال إن الوفد سيزور جنوب لبنان المحاذي للحدود مع إسرائيل، حيث من المفترض أن ينجز الجيش اللبناني بحلول نهاية العام المرحلة الأولى من خطة تفكيك المنشآت العسكرية التابعة لجماعة «حزب الله». وانضم سيمون كرم والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك إلى اجتماع اللجنة المكلفة وقف إطلاق النار الأربعاء، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، في خطوة رحّبت بها الولايات المتحدة وفرنسا المشاركتان في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار.
من جهته، قال وزير الإعلام اللبناني بول مرقص إن المفاوضات التي شارك فيها ممثلون جدد من لبنان وإسرائيل لا تتضمن تعاوناً اقتصادياً ولا اتفاقيات سلام بين الجانبين.
وقال وزير الإعلام: «مفاوضات الناقورة ركزت على الجانب الأمني فقط».
وكان رئيس الوزراء اللبناني قد قال للصحافيين أمس إنه يأمل أن تساعد مشاركة المدنيين في الاجتماعات في «نزع فتيل التوتر»، في حين وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأجواء في الاجتماع بأنها كانت جيدة، وقال إن الجانبين اتفقا على طرح أفكار للتعاون الاقتصادي.
وتوصّلت إسرائيل و«حزب الله» في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية أميركية وفرنسية، بعد عام من مواجهة دامية بدأت إثر فتح «حزب الله» ما سمّاه «جبهة إسناد» من جنوب لبنان لدعم الفلسطينيين في الحرب بقطاع غزة. ورغم سريان الاتفاق، لا تزال إسرائيل تنفّذ غارات يومية على مناطق مختلفة في لبنان، كما أبقت قواتها في خمسة مرتفعات في الجنوب. وأقرّت السلطات اللبنانية خطة لنزع سلاح الحزب تطبيقاً للاتفاق، وبدأ الجيش تنفيذها. لكن واشنطن وإسرائيل تضغطان لتسريع العملية التي تواجه تحديات جمة، أبرزها الانقسامات الداخلية حول هذا الموضوع.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا