البناء: غارات إسرائيلية تسقط أوهام سحب الفتائل والذرائع مع تعيين كرم في الميكانيزم
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 05 25|10:33AM :نشر بتاريخ
لم تمرّ ساعات على اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، بحضور السفير سيمون كرم، حتى شنّ الاحتلال المزيد من الغارات على قرى وبلدات جنوبية، مقدماً الدليل على أن كل الوعود الأميركية والتعديات الإسرائيلية مجرد أكاذيب، وأن التهدئة الموعودة بمجرد الموافقة على السير بتلبية طلبات لا مبرر موضوعياً في عمل لجنة وقف النار ولا في تجاوز الاستعصاء في تطبيق بنود الاتفاق، وكلها ترتبط بالتزام إسرائيلي بوقف الاعتداءات والانسحاب من الأراضي المحتلة إلى خلف الخط الأزرق، لتثبت صحة التحذير من أن الاستجابة لمثل هذه الطلبات بداعي التملّص من الضغوط وتفادي المزيد من الاعتداءات لا يفعل سوى إغراء الاحتلال بالمزيد من الاعتداءات وتقديم المزيد من الطلبات بوهم جديد، أما القول إن ما كان سيجري لو لم يتم التعيين أكبر بكثير مجرد سخافة لا تستحق التعليق، وحدود موضوعات التفاوض، كما أعلنها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، وكلام السفير الفرنسي حول مهام اللجنة التي تقيّد التفاوض ضمنها بمهامها، وكل من الموقفين يتلاقى مع الآخر على أن لا مهام أبعد من تثبيت وقف النار أي وقف الاعتداءات الإسرائيلية، والتحقق من الانسحاب الإسرائيلي، وإطلاق الأسرى، والتحقق من أن الجيش اللبناني يقوم بمهام الانتشار بقواه الذاتية دون شريك جنوب الليطاني.
وأوضح رئيس الجمهورية أن “التوجيهات التي أعطاها ورئيس الحكومة نواف سلام إلى السفير كرم، عنوانها العريض هو التفاوض الأمني، أي وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة، وترسيم الحدود، وإعادة الأسرى، وليس أكثر من ذلك، مهما قيل ويقال عكس ذلك”، بينما قال السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو إنّ “إدخال عنصر مدني إلى الوفد اللّبناني في اللّجنة، لا يخرج عن النّطاق المعتمَد بدايةً لهذه الآليّة، لذلك فإنّ المشاركة حصلت على المستوى المدني وشارك مدنيّون في أعمال الآليّة، ولسنا في صدد الحديث عن مفاوضات مباشرة بين “إسرائيل” ولبنان”، مشدداً على “ضرورة انسحاب القوّات الإسرائيليّة من النّقاط الخمس المحتلّة على طول الحدود اللّبنانيّة، وعلى وجوب الكفّ عن أيّ انتهاكٍ للسّيادة اللّبنانيّة من خلال الضّربات الجوّيّة وحتى من خلال عمليّات التوغّل”، مذكّرًا بأنّ “اتفاق وقف الأعمال العدائيّة تحدّث عن ضرورة استعادة الحكومة اللبنانية لكامل سيطرتها على السّلاح على كلّ أراضيها، ولا بدّ من التحقّق من ذلك”.
في لبنان والعراق والمنطقة بلبلة سببها إعلان صدور قرار عراقي بوضع حزب الله وحركة أنصار الله اليمنية على لوائح الإرهاب العراقية، وهو ما تولت قناة الحدث نشره والترويج له ودار الحوار حوله بعد لحظات من صدوره، قبل أن تعلن السلطات العراقية أن القرار خطأ ناجم عن اعتماد وثيقة ماليزية ملحقة تطلب اعتماد ضم تنظيمات متفرعة عن داعش والقاعدة إلى لوائح الإرهاب، والوثيقة الملحقة بالقرار اقترحت بالإضافة لذلك عدداً من التنظيمات منها حزب الله وأنصار الله التي لم تجد قبولاً عراقياً، وأن القرار العراقي محصور بإضافة التنظيمات المرتبطة بداعش والقاعدة، لكن المعنيين بتحويل قرار الحكومة إلى النشر خلطوا بين القرار والوثيقة المرفقة به، وبعد تصحيح القرار خلال دقائق وفتح تحقيق لمعرفة الملابسات، بقي السؤال هل الخطأ كان عفوياً أم مدبراً لإرباك العراق ولبنان وقوى المقاومة، بحيث توضع الحكومة بين التراجع عن القرار المدبّر كخطأ فتغضب واشنطن، أو تبقي على القرار لتفادي الغضب الأميركي فتسيء إلى هوية العراق ومقاومته والعلاقة المميزة بين العراق والمقاومة في لبنان وبيئتها؟
وبعد يومٍ واحد فقط على إعلان رئاسة الجمهورية تكليف السفير السابق سيمون كرم كرئيس للوفد اللبناني في مفاوضات لجنة «الميكانيزم»، ورغم عقدها اجتماعاً بحضور كرم، وحديث السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى عن «حسن نوايا» بين لبنان و»إسرائيل»، عبّر الاحتلال الإسرائيلي عن «حسن نواياه» بعدوان على الجنوب والبقاع عبر سلسلة غارات بإنذارات وأخرى من دون إنذارات، ما يرسم وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء» تساؤلات وعلامات استفهام حول جدوى التفاوض إذا لم يقترن بوقف الاعتداءات لفترة معينة بالحد الأدنى؟ وتحذر المصادر من تقديم الدولة اللبنانية تنازلات إضافية من دون أي خطوات إسرائيلية مقابلة لا بل استمرار الاعتداءات مع احتمال فرض مطالب وشروط جديدة في المفاوضات.
وبدّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أوهام بعض القوى السياسية الداخلية وأحلام رئيس حكومة الاحتلال والإعلام الإسرائيلي الذين يسوّقون بأنّ المفاوضات تمهّد للسلام والتعاون الاقتصادي بين لبنان و»إسرائيل»، وأكد رئيس الجمهورية خلال جلسة مجلس الوزراء أن المفاوضات «عنوانها العريض هو التفاوض الأمني، أي وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة، وترسيم الحدود، وإعادة الأسرى، وليس أكثر من ذلك، مهما قيل ويقال عكس ذلك».
وأشار مصدر وزاري لـ»البناء الى أن «إسرائيل» تريد الاصطياد بالمياه العكرة، وتسوّق بأن تعيين عضوين مدنيين في لجنة «الميكانيزم» لإحداث انقسام داخلي واستثمارها سياسياً في الداخل الإسرائيلي، وشدّد المصدر على أن رئيس الجمهورية قدّم إحاطة لمجلس الوزراء حول خلفية الخطوة التي أقدَم عليها وهدفها وحدودها، والهدف الأساس هو تخفيف الضغط السياسي والدبلوماسي والعسكري عن لبنان وفتح كوة في جدار الأزمة المغلقة وتقديم ورقة للأميركيين للضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية خلال اللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، وتجنيب لبنان أيّ تصعيد أو حرب إسرائيلية واسعة على لبنان. وشدّد المصدر على أن التفاوض غير مباشر ولم يخرج عن الاجتماعات التقليدية داخل اللجنة، وتقتصر على الملفات الأمنية ووقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط الخمس وتسوية النقاط المتنازع عنها وتثبيت الحدود البرية واستعادة الأسرى، ولا علاقة لها بأي مفاوضات سلام وتطبيع كما يُشاع».
ووفق معلومات «البناء» فإنّ أيّاً من وزراء الثنائي حركة أمل وحزب الله لم يعترض أو يتحفظ على الخطوة الرئاسية، بل كان تأكيد من بعض الوزراء على موافقة الرئيس نبيه بري ضمن تفاهم مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على الأطر التي تحدّد المفاوضات، غير أنّ الاعتراض جاء من وزير الخارجية يوسف رجي لأنه لم يُستشر لا في التكليف ولا في الاسم المكلف.
ولفتت مصادر سياسيّة وفق قناة «الجديد»، إلى أنّ «احتمال التصعيد الإسرائيلي يبقى قائماً رغم توسيع وفد التفاوض»، مبيّنةً أنّ «القرار اللّبناني لاقى ارتياحاً عربيّاً ودوليّاً، ومن شأنه خفض التصعيد في المنطقة»، كما أفادت بأنّ «زيارة المبعوث الرّئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان الأسبوع المقبل، تأتي استكمالاً للمساعي الدّبلوماسيّة الفرنسيّة الّتي بدأت لخفضِ التصعيد في لبنان، وقد تقرّرت بعدما أَعلن لبنان قبوله بتوسيع تمثيله في لجنة الميكانيزم».
وشدّد السّفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو، على «ضرورة التفريق بشكل واضح بين المفاوضات السّياسيّة بين «إسرائيل» ولبنان، وبين عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائيّة (الميكانيزم)»، مشيراً إلى أنّ «إدخال عنصر مدني إلى الوفد اللّبناني في اللّجنة، لا يخرج عن النّطاق المعتمَد بدايةً لهذه الآليّة، لذلك فإنّ المشاركة حصلت على المستوى المدني وشارك مدنيّون في أعمال الآليّة، ولسنا في صدد الحديث عن مفاوضات مباشرة بين «إسرائيل» ولبنان». وبيّن أنّ «ما يحدث اليوم بكلّ بساطة هو أنّنا شهدنا على تبادل على المستوى العسكري وبمشاركة ممثّلين مدنيّين من البلدان المختلفة».
بدوره، اعتبر السفير الأميركي ميشال عيسى أن «هذه الخطوة تشير إلى رغبة صادقة في السعي نحو حلول سلمية ومسؤولة مبنية على حسن النية. لا يمكن تحقيق تقدم مستدام إلا عندما يشعر كلا الجانبين بأن مخاوفهما محترمة وآمالهما معترف بها. ويبقى التوافق والتفاهم والقيادة المبنية على المبادئ أموراً أساسية». أضاف: «أرحّب أيضاً بقرار الحكومة اللبنانية باعتماد الحوار بعد عقود من عدم اليقين. يُمثل هذا خطوةً بناءةً نحو تحديد مسارات قد تسمح يوماً ما لكلا البلدين بالتعايش بسلام واحترام وكرامة. بصفتي سفير الولايات المتحدة لدى لبنان، أؤكد مجدداً التزامنا بدعم جميع الجهود التي تعزّز السلام والاستقرار والأمن. إن الولايات المتحدة على استعداد للمشاركة والمساعدة في المبادرات التي تخفف الأعباء عن كاهل الشعوب التي عانت من مشقات جسدية ومعنوية عميقة، وهي معاناة لا ينبغي أبداً لأي مجتمع أن يواجهها».
وفيما نال ملف التفرّغ في الجامعة اللبنانية الحيّز الأكبر من مداولات الجلسة، مرّ التقرير الذي طرحه قائد الجيش العماد ردولف هيكل خلال الجلسة حول خطته لحصر السلاح من دون أيّ تحفظ وفق معلومات «البناء»، حيث عرض ما قام به الجيش خلال الشهر الماضي وكرّر القائد تأكيده بأنّ الجيش يقوم بكلّ واجباته في منطقة جنوب الليطاني وما يعيق استكمال عمله هو الاحتلال الإسرائيلي، كما ربط العماد هيكل البدء بتطبيق المرحلة الثانية من الخطة في شمال الليطاني بوقف الاعتداءات والانسحاب الإسرائيلي من الجنوب.
وعقد مجلس الوزراء جلسته فيما كانت المسيّرات الإسرائيلية تخرق الأجواء اللبنانية على علو منخفض فوق قصر بعبدا، وبالتزامن مع الاستهدافات لعدة قرى جنوباً. وقد تكرّر هذا الأمر أكثر من مرة، في وقت لفتت مصادر وزارية إلى أن مجلس الوزراء تطرق إلى موضوع الاعتداءات وأدانها فقط.
وأشار وزير الإعلام بول مرقص خلال تلاوته مقررات مجلس الوزراء، إلى أن رئيس الجمهورية قال إنه «تم تعيين السفير السابق سيمون كرم عضواً في لجنة «الميكانيزم»، وذلك بعد مشاورات بيني وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، حول ضرورة حصول مفاوضات في الناقورة وتطعيم اللجنة بشخص مدني».
وأكّد أنّ «من البديهي ألا تكون أول جلسة كثيرة الإنتاج، ولكنها مهّدت الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في 19 من الشهر الحالي، وأن الغاية ليست استهداف فئة او شريحة من اللبنانيين كما بدأ البعض بالترويج له، بل حماية لبنان، كل لبنان، ولا يجب على أحد أن يأخذ المسألة إلى مكان آخر، وحتى الآن ردود الفعل على الاجتماع الأول كانت إيجابية، وهذا ما يجب أن نستغله لتحقيق هدفنا بإبعاد شبح الحرب الثانية عن لبنان، واتفقت مع الرئيسين بري وسلام على اسم السفير كرم لكونه سفيراً سابقاً ومحامياً وشارك في الوفد اللبناني في مفاوضات مؤتمر مدريد للسلام، وله باع كبير في هذا المجال».
وشدّد على «وجوب أن تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب، وعلى أن لا تنازل عن سيادة لبنان، وعندما نصل إلى اتفاق سيظهر ما إذا كان هناك من تنازل، وعندها سنتحمل المسؤولية، أما قبل ذلك فلا يجوز الحكم على النوايا قبل أن يتم الإعلان عن أي اتفاق، وليس هناك من خيار آخر سوى التفاوض، وهذا هو الواقع وهذا ما تعلمناه في تاريخ الحروب، وركّز عون وفق مرقص على أنّ «المطلوب من المجتمع الدولي وفي مقدّمه الولايات المتحدة الأميركية العمل على إنجاح المفاوضات من خلال الطلب إلى «إسرائيل» الالتزام بالتعاطي بروح إيجابية وجدية، وهذا ما سأقوله، لوفد مجلس الأمن الذي سيزور لبنان غداً برفقة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، وسيتوجهون إلى الجنوب كما سفراء الدول لمعاينة الواقع الميداني والصورة الحقيقية لما يجري هناك بدل الاعتماد على الشائعات».
وأوضح أن «التوجيهات التي أعطاها وسلام إلى السفير كرم، عنوانها العريض هو التفاوض الأمني، أي وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة، وترسيم الحدود، وإعادة الأسرى، وليس أكثر من ذلك، مهما قيل ويُقال عكس ذلك».
كما أعطى الرئيس عون توجيهاته إلى الأجهزة الأمنية «للقيام بدورها الكامل في تأمين الأجواء الملائمة للأعياد المجيدة في الفترة المقبلة، وحماية الدولة اللبنانية لأبنائها في كل الأوقات».
بينما نقل موقع «إسرائيل هيوم» الإسرائيلي عن مسؤول مطلع أن «الاجتماع المقبل بين المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين سيكون في 19 كانون الأول»، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي، رئيس الوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة الميكانيزم السفير سيمون كرم، واطّلع منه على نتائج اجتماع الميكانيزم الذي عُقد أمس الأول. وأكّد الرئيس سلام للسفير كرم أنّ ترؤسه للوفد اللبناني «يشكّل خطوة مهمة في دفع عمل الميكانيزم».
كما زار كرم الرّئيس السّابق للحزب «التقدّمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو، بحضور رئيس الحزب «التقدّمي» النّائب تيمور جنبلاط وعضو كتلة «اللّقاء الدّيمقراطي» النائب وائل أبو فاعور. واطّلع جنبلاط من كرم على نتائج اجتماع «الميكانيزم» الّذي عُقد أمس الأربعاء في النّاقورة، مؤكّداً «دعمه لكرم في مهمّته، حفاظاً على حقوق لبنان».
في غضون ذلك، حافظ حزب الله على صمته حيال الخطوة الرئاسية، بانتظار كلمة لأمينه العام الشيخ نعيم قاسم اليوم، فيما رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في كلمة ألقاها في مشهد الإيرانية، «أن تقديم التنازلات لكيان الاحتلال يشجعه أكثر على المضي في عدوانه، بينما المطلوب اليوم هو الصمود وعدم السقوط أمام اللحظة الصعبة، فالمستقبل لن يكون إلا لمصلحة شعوبنا».
أمنياً، أصدر المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي على منصة «اكس» تحذيراً لسكان منطقتي محرونة وجباع، زاعماً أنه «سيهاجم جيش الدفاع على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في أنحاء جنوب لبنان وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة». وبعد تنفيذ الغارتين أصدر تحذيراً آخر لسكان بلدتي برعشيت ومجادل واستهدفهما بغارتين عنيفتين.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا