الأمطار تغرق خيام غزة والبرد يودي بحياة رضيعة
الرئيسية دوليات / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 11 25|19:17PM :نشر بتاريخ
قال مسؤولون في قطاع الصحة بقطاع غزة إن أمطارا غزيرة أغرقت القطاع الفلسطيني اليوم الخميس وغمرت مئات الخيام التي تؤوي عائلات نازحة بسبب الحرب وأدت إلى وفاة رضيعة بسبب البرد القارس.
وذكر مسعفون أن الطفلة رهف أبو جزر، البالغة ثمانية أشهر، توفيت بسبب البرد القارس بعد أن غمرت المياه خيمة عائلتها في خان يونس جنوب القطاع.
وقالت والدتها هاجر أبو جزر، وهي تبكي وتحمل رهف بين ذراعيها، إنها أرضعت صغيرتها قبل أن تخلدا إلى النوم.
وأضافت لرويترز "صحونا الفجر لاقينا المطر عندنا والهواء عليها والبنت فجأة هيك ماتت من الصقيع".
وقالت وهي تنتحب "ما كان فيها ولا حاجة. يا قلبي، أنا أطعمتها وحياة ربي أطعمتها في الليل، يا نار قلبي يا أماه، يا نار قلبي يا أماه يا عمري".
وفي مخيم للنازحين في خان يونس، استخدم بعض الرجال المعاول لإزالة المياه والأتربة التي تعيق الوصول إلى الملاجئ، بينما قام آخرون بتجهيز أكياس الرمل لحماية الخيام من الرياح والأمطار الغزيرة.
وقالت أم محمد عبد العال بينما تتفقد خيمتها التي أسقطتها الرياح "شوف يا خالتي شوف، كيف بدي أنيم الولاد، قل لي يلا".
وتابعت "ما في أي شيء يعني الفراش يمتلئ ماءً نحتاج إلى يومين او ثلاثة حتى ننشفه
ونعاود ننام فيه كمان مرة، الخيام هذه الخيام لا تحمي من المطر والمنخفضات (الجوية) الجامدة يا عمي، أي كلام يعني".
نقص المعدات
قال مسؤولو البلدية والدفاع المدني إنهم غير قادرين على مواجهة الأمطار بسبب نقص الوقود والأضرار التي لحقت بالمعدات.
وذكروا أن إسرائيل دمرت مئات المركبات، بما في ذلك الجرافات ومعدات شفط المياه، خلال الحرب التي شردت معظم السكان الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة وحولت مناطق كبيرة من غزة إلى أنقاض.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن المياه غمرت معظم الخيام في أنحاء القطاع وإنه تلقى أكثر من 2500 مكالمة استغاثة. وشوهدت بعض أمتعة النازحين تطفو فوق برك مياه الأمطار التي ملأت الطرقات بين الخيام.
وذكر تقرير للأمم المتحدة أن سبعمئة وواحداً وستين موقعا للنازحين، حيث يعيش حوالي ثمانمئة وخمسين ألف نسمة، معرضة لخطر السيول وأن آلاف الأشخاص نزحوا تحسبا للأمطار الغزيرة.
وقال مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة بأن هناك حاجة ماسة إلى ما لا يقل عن 300 ألف خيمة جديدة لنحو 1.5 مليون نازح. ومعظم الملاجئ الحالية مهترئة أو مصنوعة من البلاستيك الرقيق والأغطية.
ولجأ سكان غزة إلى انتزاع أسياخ الحديد من حطام المنازل التي تعرضت للقصف واستخدامها في تثبيت الخيام أو بيعها مقابل بضعة دولارات.
وصمد وقف إطلاق النار بشكل كبير منذ أكتوبر تشرين الأول، لكن الحرب دمرت معظم البنية التحتية في غزة، مخلفة ظروفا معيشية مزرية.
نقص المساعدات
تقول السلطات التي تقودها حماس إن إسرائيل لا تسمح بإدخال المساعدات بالقدر الذي تعهدت به بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأفادت وكالات الإغاثة بأن إسرائيل تمنع إدخال المواد الأساسية. وتقول إسرائيل إنها تفي بالتزاماتها وتتهم وكالات الإغاثة بعدم الكفاءة والفشل في منع نهب المساعدات من قبل حماس، وهو ما تنفيه الحركة.
وقال إسماعيل الثوابتة رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الذي تديره حركة حماس "نحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تعريض النازحين لمخاطر المناخ في ظل إغلاقه المعابر ومنعه إدخال المواد الإغاثية ومواد الإيواء، بما في ذلك منع إدخال ثلاثمئة ألف خيمة وبيت متنقل، إضافة إلى غياب الملاجئ البديلة، ما يكرس حرمان مئات الآلاف من حقهم في السكن الآمن وفق القانون الدولي الإنساني".
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الشوارع المغمورة بالمياه والخيام الغارقة تزيد من سوء الأوضاع المتردية بالفعل.
وكتبت الأونروا على إكس "البرد والاكتظاظ والظروف غير الصحية تزيد من خطر الإصابة بالأمراض والعدوى... يمكن تجنب هذه المعاناة من خلال توفير المساعدات الإنسانية بما في ذلك الدعم الطبي والمأوى المناسب".
وفي مدينة غزة، قال الدفاع المدني الفلسطيني إن ثلاثة منازل انهارت نتيجة العاصفة الممطرة في مناطق دمرها القصف الإسرائيلي.
ومكن وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في 10 أكتوبر تشرين الأول مئات الآلاف من الفلسطينيين من العودة إلى ما تبقى من مدينة غزة. وسحبت إسرائيل قواتها من مواقع في المدينة وازداد تدفق المساعدات.
لكن العنف لم يتوقف بشكل كامل. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت ثلاثمئة وثلاثة وثمانين شخصا في غارات على غزة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وتقول إسرائيل إن ثلاثة من جنودها قتلوا منذ سريان الاتفاق وإنها هاجمت عشرات المقاتلين.
وأفاد مسعفون اليوم الخميس بمقتل امرأة وإصابة آخرين في قصف نفذته دبابات إسرائيلية في جباليا شمال القطاع. ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي. وكان المسعفون قد أفادوا في وقت سابق بمقتل امرأتين نتيجة القصف في جباليا.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا