افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 14 ديسمبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 14 25|08:36AM :نشر بتاريخ

الانباء

أكّد الجيش اللبناني، أمس السبت، التزامه بآلية "الميكانيزم"، وتحمّله المسؤولية الملقاة على عاتقه، والتقيّد ببنود اتفاق وقف الأعمال العدائية، خلافاً لكلّ التصرفات الإسرائيلية منذ 27 تشرين الثاني 2024. وبناءً على طلب "الميكانيزم"، تحرّك الجيش اللبناني، يرافقه عناصر من قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل"، للكشف على منزل في بلدة يانوح – جبل لبنان.

دخل الجيش إلى المنزل ولم يعثر على أي شيء، فأبلغ لجنة "الميكانيزم" بالنتيجة. وبعد ذلك، خرج المتحدث باسم جيش العدو مهدِّداً باستهداف المبنى نفسه، قبل أن يتبدّل الموقف الإسرائيلي لاحقاً ويتراجع عن تنفيذ الغارة. وكانت النتيجة تأكيداً واضحاً لا لبس فيه أن الجيش اللبناني يقوم بدوره كاملاً، خلافاً لما تروّج له إسرائيل وكل من يُروّج لها ويُشجّعها على شنّ عدوان على لبنان، في وقت تلتزم فيه الدولة اللبنانية بجميع أقوالها وبنود اتفاق وقف النار.

قاسم يُصعّد

تزامناً، شكّل خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تصعيداً كلامياً جديداً في مواجهة كلّ المحاولات الهادفة إلى إنجاز مهمة التفاوض وتجنيب لبنان مآلات حربٍ موسّعة، وهو ما يعمل عليه الرؤساء الثلاثة. وطرح قاسم معادلة جديدة قوامها: "الأرض والسلاح والروح"، قائلاً إنّ المسّ بأيّ منها يعني المسّ بالثلاثة معاً، وهو ما "لن يحصل"، وفق تعبيره.

وفي السياق نفسه، وبينما يؤدي الجيش اللبناني مهامه على أكمل وجه، قد تستغل إسرائيل خطاب قاسم لتنفيذ نواياها ضد لبنان. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر مطّلعة لـ"الأنباء الإلكترونية" أن هذه النبرة الحادة لم تعد تنفع في ظل الضربات القاسية، مذكّرةً بنداء الرئيس وليد جنبلاط الأخير الذي دعا إلى وقف استخدام لبنان ورقةً إيرانية في التفاوض مع واشنطن أو غيرها، وهو الكلام الذي وجّهه جنبلاط مباشرة إلى الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم.

وبالتالي، ووفق المصادر، فإن التفاوض عبر لجنة "الميكانيزم" والضغط على إسرائيل للالتزام باتفاق وقف النار وتحرير الأسرى يبقيان الطريق الوحيد المتاح والأنسب لتجنيب لبنان أي تصعيد من شأنه جرّ الويلات.

مؤتمر تنسيق دعم الجيش

وفي سياق متّصل، علمت "الأنباء الإلكترونية" أن المؤتمر التنسيقي الذي تستضيفه فرنسا بين 17 و18 من الشهر الجاري، لن يقتصر على الملفات الأمنية المرتبطة بضمان الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار. وأكدت المصادر أن ملفات سياسية واقتصادية ستكون حاضرة على طاولة البحث، وفي طليعتها الانتخابات النيابية، وسط إصرار على إنجاز هذا الاستحقاق، وهو ما شدّد عليه مبعوث الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان.

نتنياهو يتذرّع بلبنان

توازياً، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب إلغاء شهادته أمام المحكمة يوم غدٍ الاثنين، بسبب اجتماع مع المبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك، حيث سيُخصَّص اللقاء لبحث سبل منع التصعيد مع حزب الله والاتفاق مع سوريا.

ويأتي ذلك في وقت يحاول فيه نتنياهو كسب الوقت لصالحه، إذ كانت القناة 12 قد أفادت الأسبوع الفائت بإلغاء جلسة الاستماع لنتنياهو أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، بذريعة "اجتماع سياسي عاجل". وأوضحت القناة أن النيابة العامة لم تعترض على طلب إلغاء الإفادة، من دون الكشف عن طبيعة الاجتماع، علماً أنّ جلسات عدة كانت قد أُلغيت سابقاً لنتنياهو إما بداعي المرض أو بسبب ارتباطات سياسية.

هجوم داعشي على سوريا

على خطٍ موازٍ، شهدت سوريا هجوماً لتنظيم "داعش" هو الأول من نوعه منذ سقوط نظام بشار الأسد. وفي هذا الإطار، نعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب قتلى هجوم تدمر في سوريا، قائلاً: "فقدنا ثلاثة مواطنين عظماء في كمين بسوريا".

وفي التفاصيل، قُتل عنصر من قوات الأمن السورية، إضافة إلى جنديين أميركيين ومترجم أميركي، في حادث إطلاق نار قرب مدينة تدمر في محافظة حمص. ووقع الهجوم بعدما أقدم عنصر ينتمي إلى تنظيم "داعش" على إطلاق النار على وفد من التحالف الدولي كان موجوداً في مقر الأمن العام في تدمر بعد جولة ميدانية.

وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية أن السلطات كانت قد أخطرت التحالف الدولي بضرورة عدم القيام بهذه الجولة، كاشفاً أن عنصر "داعش" تم تحييده سريعاً من قبل عناصر الأمن العام السوري.

وفيما تُشكّل هذه الحادثة تحدّياً أمام السلطات السورية، فإنها تأتي بعد إقرار مجلس النواب الأميركي رفع العقوبات عن سوريا، وقبيل تصويت مجلس الشيوخ على الخطوة نفسها. وفي هذا السياق، أكد المبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك التزام الولايات المتحدة المستمر بالتعاون مع الحكومة السورية لمواجهة الجماعات الإرهابية، قائلاً:

"إلى جانب الحكومة السورية، سنلاحق بلا هوادة كل فرد وميسّر ومموّل ومتواطئ متورط في هذا العمل الشنيع".

وأضاف: "نُرحّب بالالتزام القوي للرئيس السوري أحمد الشرع، الذي يشاركنا عزمنا الراسخ على تحديد هوية مرتكبي هذا الهجوم وملاحقتهم ومحاسبتهم. معاً سنقضي على الإرهاب في سوريا".

وشدّد برّاك على أن القوات الأميركية لن تتراجع حتى يتم القضاء على تنظيم "داعش" بالكامل، مؤكداً أن أي هجوم على الأميركيين سيُقابل بعقاب سريع وحاسم.


 

النهار

بين مطرقة التهديدات والإنذارات والغارات الإسرائيلية على الجنوب ومرات على مناطق ابعد منه ، وسندان مواقف الإنكار والتعنت الأشبه بتقديم الذرائع المتوالية لإسرائيل التي يمعن "حزب الله " في اتخاذها ، يمضي لبنان نحو مزيد من الأجواء الضبابية التي تغلب عليها المخاوف مما يمكن ان يعقب المهل والإنذارات المنهمرة حول مرحلة ما بعد نهاية السنة الحالية.

 

وشكلت تطورات الساعات الأخيرة تجسيدا حيا لهذه المعادلة القاتمة ان عبر عودة إسرائيل إلى لغة الإنذارات الميدانية وان من خلال المواقف الخشبية التي اطلقها الأمين العام ل"حزب الله " وكانّها مواقف تنتمي إلى عصر انطوى ويتشبث بها الحزب غير آبه لما توفره من مزيد من ذرائع لإسرائيل.   

 

مع ذلك يمضي المسار الديبلوماسي المتعدد الطرف حيال لبنان نحو محطات وجهود وتحركات إضافية تسابق الوقت والمهل. وفي هذا السياق يصل الخميس المقبل الى بيروت، رئيسُ الوزراء المصري مصطفى مدبولي في زيارة هدفها استكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان، والتي بدأها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومدير المخابرات حسن رشاد.

 

  كما تتجه الاهتمامات إلى الاجتماع الذي يعقد في باريس الجاري ويضم الموفدين الفرنسي جان ايف لودريان والأميركية مورغان اورتاغوس والسعودي يزيد بن فرحان وقائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، حيث ستكون خطة حصر السلاح والتحضيرات لمؤتمر دعم الجيش في صلب المناقشات. وفي اليوم التالي في 19 كانون الاول الجاري، يفترض ان تعقد لجنة الميكانيزم اجتماعا في الناقورة بمشاركة الوفد اللبناني برئاسة السفير سفير كرم، والجانب الاسرائيلي والرعاة الامميين والفرنسيين والاميركيين. 
غير ان العامل الجديد الذي برز امس تمثل في كشف وسائل إعلام إسرائيلية أن المبعوث الأميركي توم برّاك سيصل إلى إسرائيل غدا الإثنين "وسيبحث منع التصعيد في سوريا ولبنان".

كما أشارت  إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب إلغاء جلسة محاكمته الإثنين للقاء مسؤول أميركي حول لبنان . وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية، أن "نتنياهو طلب إلغاء جلسة محاكمته الاثنين المقبل بسبب اجتماع مع توم برّاك واللقاء يهدف لمنع التصعيد مع لبنان والتوصل لتفاهمات مع سوريا".

سبقت هذه التحركات تطورات جديدة ميدانيا اذ دخلت قوة من الجيش اللبناني للمرة الثانية امس ،  بطلب من لجنة "الميكانيزم" ، الى منزل أنذرت إسرائيل بقصفه في بلدة يانوح، وقامت بتفتيشه تزامناً مع اتصالات اجريت مع الجيش الإسرائيلي من جانب اليونيفيل والميكانيزم لتفادي حصول أي غارة.

 

وأشارت المعلومات الى أنّ الجيش اللبناني اتخذ اجراءات جدية مع قوات اليونيفيل لمنع ضرب المبنى المهدد  واسفرت عملية التفتيش والحفر في بعض الأماكن داخل البيت عن عدم العثور على أسلحة .ومساء اعلن الجيش الإسرائيلي انه بعدما توجه الجيش اللبناني عبر الآلية مجددا إلى الموقع المحدد قرر الجيش الإسرائيلي تجميد الغارة مؤقتا .


ويذكر انه في وقت سابق امس دخلت دورية من الجيش اللبناني برفقة قوة من اليونيفيل الى المنزل نفسه في بلدة يانوح الجنوبية بهدف التفتيش وذلك بطلب من لجنة "الميكانيزم" وحصل التفتيش برضى الاهالي ولم يتم العثور على أي شيء، فتجدد الطلب بالدخول الى احدى الاملاك الخاصة التي سبق تفيتشها، ما أدى الى سوء تفاهم مع بعض الاهالي سرعان ما تم حله.

 

في غضون ذلك  أطلق الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مواقف متكررة في كلمة القاها امس قال فيها "أنّ الدولة أصبحت اليوم مسؤولة عن تثبيت سيادة لبنان واستقلاله، فيما قامت المقاومة بكل ما عليها لجهة تطبيق الاتفاق ومساعدة الدولة".

 

غير انه اعتبر "أنّ منع العدوان ليس من وظائف المقاومة، بل من مسؤولية الدولة والجيش، فيما تقتصر وظيفة المقاومة على مساندتهما والتصدّي عندما لا تقوم الدولة والجيش بواجباتهما، ومنع استقرار العدو والمساعدة على التحرير". وأكد "استعداد المقاومة لأقصى درجات التعاون مع الجيش اللبناني، وموافقتها على إستراتيجية دفاعية تستفيد من قوة لبنان ومقاومته"، رافضًا في المقابل "أي إطار يشكّل استسلامًا للولايات المتحدة و"إسرائيل". كما شدّد على أنّ "مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح، معتبرًا أنّ الطرح القائم لحصرية السلاح هو مطلب أميركي – إسرائيلي، وأنّ اعتماده يؤدّي إلى إضعاف قوة لبنان"، لافتًا إلى أنّ "أزمة الدولة الحقيقية تكمن في العقوبات والفساد".

 

وقال: "مع إسرائيل لا مكان للمسلمين في لبنان، ولا مكان للمسيحيين في لبنان. هؤلاء قتلة الأنبياء، ‏يكرّرون التجربة مع أتباع محمد وعيسى‎. عندما يقول براك بأنه يريد ضم لبنان إلى سوريا، ليس المرة الأولى، من الأول كان يقول: «يجب أن يكون هناك البلاد الشامية الواحدة».

 

‏والآن عاد وكرّرها. لكن انتبهوا: هذا لا يتحدث كلامًا بالهواء، هذا يتحدث كلامًا يؤسّس له للمستقبل‎.‎ براك يريد ضم لبنان إلى سوريا، فتضيع الأقليات في هذا البحر الواسع في سوريا، أو تهاجر. اعرفوا من سيَبقى ومن لن يبقى. ‏هذا مشروع خطير جدًّا"‎.‎

 

وختم أنّ "الاستسلام يعني زوال لبنان"، محذّرًا من "أنّ الكيان الإسرائيلي يواصل تهديداته، وأنّ الاستسلام يفتح الطريق أمام وضع لبنان تحت الإدارة الإسرائيلية، ما يؤدّي في النهاية إلى زواله".

في المشهد السياسي -الانتخابي جدد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع انتقاداته الحادة لرئيس مجلس النواب نبيه بري واعتبر أنّ "تعامل رئيس مجلس النواب نبيه بري مع مشروع القانون المعجّل الوارد من الحكومة حول تعديل قانون الانتخابات النيابية يُشكّل خرقاً واضحاً وفاضحاً وضرباً لعرض الحائط بالمهل الدستوريّة، وهذا ما يعد أساساً خرقاً للمادة 5 من النظام الداخلي للمجلس التي تلزمه أن يرعى أحكام الدستور والقانون والنظام الداخلي في مجلس النواب".

 

وخلال احتفال تسليم البطاقات لدفعة جديدة من المنتسبين إلى حزب "القوات" في معراب رأى ان "ما يقوم به الرئيس بري فعلياً لا يقتصر على عرقلة مشروع القانون المعجّل للحكومة بحد ذاته فحسب، وإنما يمتد بجوهره إلى ضرب المهل الدستوريّة والمهل المتعلّقة بإجراء العمليّة الإنتخابيّة، بعدما أصبح الوقت داهماً والحكومة قد أبدت رأياً صريحاً في أنها غير قادرة على إجراء الإنتخابات من دون تعديل القانون النافذ".

 

واشار إلى أن "القاصي والداني أصبحا يدركان تماماً أن المقصود من كل ما يقوم به الرئيس بري هو افراغ العملية الديمقراطية في لبنان من مضمونها وجوهرها وتحويلها إلى ديمقراطيّة صوريّة، الأمر الذي لم يشهده لبنان في أظلم الحقبات التي مرّت عليه في السنوات الخمسين الماضية"، معتبرا أنّ "الاستمرار في هذا النهج يهدّد الانتخابات بحدّ ذاتها ويُكرّس منطق اللادولة، ومواجهة هذا التعطيل أصبحت واجباً وطنياً لحماية الدستور، والانتظام العام، وحقّ اللبنانيين في تقرير مصيرهم".

 

 

الديار

 بين تصعيد إسرائيلي متوقع وانتظار ثقيل لقمة ترامب - نتانياهو في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، يبدو لبنان عالقا في غرفة انتظار كبرى، تقرع فيها طبول الحرب بلا موعد، وتطلق فيها المبادرات بلا أفق. فتل ابيب ترفع سقف تهديداتها، في اطار لعبة «ادارة الوقت بالنار»، مستثمرة «الفراغ السياسي» الأميركي قبل أن تتبلور ملامح ما سيخرج به اللقاء المنتظر في واشنطن، فيما حزب الله مستمر في رفعه المتدرج لوتيرة خطابه، وآخره كلام امينه العام بالامس، في سياق معادلات الردع الجديدة التي يعمل على ارسائها.

فالتهديدات الإسرائيلية، المتدرجة في لهجتها والمفتوحة في احتمالاتها، ليست سوى رسالة ضغط مزدوجة: أولا، على الداخل الإسرائيلي الذي يطالب بنتائج حاسمة بعد طول استنزاف، وثانيا على المنطقة ككل، خصوصا لبنان وغزة، لإبقاء الجبهات تحت السيطرة النارية من دون الانزلاق إلى الانفجار الكبير، حتى إشعار آخر، ارتباطا بما سيقوله ترامب، وما سيطلبه نتانياهو، وما إذا كان الضوء الأخضر سيعطى أو سيؤجل.

في المقابل، يملأ هذا «الوقت الضائع» بسلسلة مبادرات فرنسية وعربية، تتحرك بين العواصم كمسكنات سياسية أكثر منها حلولا جذرية. فباريس عادت إلى «عادتها»، حاملة أفكارا عن تهدئة وضمانات وترتيبات أمنية، فيما تتحرك القاهرة تحت عنوان منع الانفجار، لا صناعة التسوية. مبادرات تعرف مسبقا حدودها، لكنها تطرح لقطع الطريق على الأسوأ، أو على الأقل لتأجيله.

هكذا، يصبح المشهد اللبناني رهينة ساعة واشنطن. «إسرائيل» تهدد ولا تضرب، الديبلوماسية تبادر ولا تحسم، والمنطقة تراكم القلق بانتظار صورة تذكارية في البيت الأبيض قد تشعل فتيلا أو تطفئ آخر. وإلى ذلك الحين، يبقى لبنان معلقا بين حرب مؤجلة وسلام معلق.

 

قاسم
وفيما الساحة اللبنانية في حالة ترقب ثقيل انتظارا لما ستحمله الايام القليلة المقبلة عسكريا وأمنيا، وسط زحمة المحطات والمواعيد، التي تساهم في تحديد المسار الذي ستسلكه الامور، اطل الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ليؤكد خلال «التجمع الفاطمي» الذي اقيم في مجمع سيد الشهداء، «أنّ لبنان دخل مرحلة جديدة منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، تختلف عمّا سبقها وتفرض أداءً مختلفًا على مختلف المستويات»، مشدّدًا على أنّ الدولة أصبحت اليوم مسؤولة عن تثبيت سيادة لبنان واستقلاله، فيما قامت المقاومة بكل ما عليها لجهة تطبيق الاتفاق ومساعدة الدولة»، مشددا على أنّ المهمّة الأساسية للمقاومة هي التحرير، وأنّها تقوم على الإيمان والاستعداد للتضحية.

واوضح قاسم، أنّ منع العدوان ليس من وظائف المقاومة، بل من مسؤولية الدولة والجيش، فيما تقتصر وظيفة المقاومة على مساندتهما والتصدّي عندما لا تقوم الدولة والجيش بواجباتهما، ومنع استقرار العدو والمساعدة على التحرير، مشيرا الى استعداد المقاومة لأقصى درجات التعاون مع الجيش اللبناني، وموافقتها على استراتيجية دفاعية تستفيد من قوة لبنان ومقاومته، رافضًا في المقابل أي إطار يشكّل استسلامًا للولايات المتحدة وإسرائيل.

كما شدّد على أنّ مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح، معتبرًا أنّ الطرح القائم لحصرية السلاح هو مطلب أميركي - إسرائيلي، وأنّ اعتماده يؤدّي إلى إضعاف قوة لبنان، لافتًا إلى أنّ أزمة الدولة الحقيقية تكمن في العقوبات والفساد، خاتما بالتأكيد أنّ الاستسلام يعني زوال لبنان، محذّرًا من أنّ الكيان الإسرائيلي يواصل تهديداته، وأنّ الاستسلام يفتح الطريق أمام وضع لبنان تحت الإدارة الإسرائيلية، ما يؤدّي في النهاية إلى زواله.

 

لقاءات باريس
وليس بعيدا يتوقع ان تشهد العاصمة الفرنسية باريس اجتماعا يعقد مساء 17 - 18 كانون الاول، يضم كلا من: الموفدة الاميركية، مورغان اورتاغوس، الموفد الفرنسي، جان ايف لودريان، الموفد السعودي، الامير يزيد بن فرحان، لبحث الملف اللبناني وعلى جدول اعماله استكمال تطبيق  1701، التزام الحكومة اللبنانية حصر سلاح حزب الله جنوب الليطاني ووضع أطر المرحلة الثانية شماله، الإصلاحات الاقتصادية والمالية، والانتخابات النيابية.

على ان يعقد في 18 اجتماع بين الثلاثة ينضم اليه قائد الجيش العماد رودولف هيكل، حيث سيعرض مسار ما تحقق جنوب الليطاني، وحاجات الجيش اللبناني، لاستكمال المهمات المطلوبة منه، كما ستناقش مسـالة عقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني، والذي تضغط على خطه باريس.

 

اجتماع الميكانيزم
في غضون ذلك، يتوقع ان تجتمع لجنة «الميكانيزم»، حيث يتوقع ان يحمل السفير سيمون كرم جدول الاعمال اللبناني الرسمي بنقاطه الاربع لبدء التفاوض الجدي حوله، توقعت مصادر مواكبة ان شد الحبال على طاولة الناقورة سيكون على اشده، ذلك ان الامور عادت الى المربع الاول، خصوصا في ظل اصرار اسرائيلي مدعوم اميركيا، على فصل المسارات السياسية عن العسكرية، وبالتالي تغطية التصعيد والضغط الميداني القائم.

هذا وعلم ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان سيشارك في اجتماع الميكانيزم في 19 الجاري، بوصفه رئيسا لوفد بلاده، حيث سيحمل معه طرحا بدأت بوادره تتبلور في باريس وسيطرح على اللقاء الرباعي في قمة 18 يقضي بتشكيل لجنة عسكرية منبثقة من الميكانيزم برئاسة اميركية او فرنسية مهمتها التاكد من العمليات التي نفذها الجيش اللبناني على صعيد حصر السلاح جنوب الليطاني، ورفع تقرير بذلك الى الميكانيزم ومنها الى العواصم المعنية.

وفي تطور ميداني لافت، وبعد تنفيذ الجيش اللبناني بمعاونة «اليونيفيل» مهمة تفتيش بعض الاملاك الخاصة في يانوح، دون العثور على أي شيء، بناء على طلب «الميكانيزم»، عاد وتجدد الطلب بالدخول الى احد الاملاك الخاصة التي سبق تفيتشها فحصل سوء تفاهم مع بعض الاهالي سرعان ما تم حله، قبل ان تعود اسرائيل وتصعد، مهددة بتدمير المنزل، ما دفع بقوة من الجيش الى اتخاذ اجراءات جدية مع قوات اليونيفيل لمنع ضرب المبنى، الذي استقرت داخله مع صاحب المنزل ورئيس البلدية، حيث جرت عمليات حفر بينت وجود حائط دعم تحت المنزل وحفرة ملأى بالردم دون العثور على أي سلاح او ذخائر.

 

زيارة عمان
وفي تقييم لزيارة عمان تكشف مصادر ديبلوماسية عربية، ان رهان بيروت على دور عماني في ما خص الملف اللبناني، في مكانه، فالسلطنة قادرة على نقل الرسائل وفتح خطوط التواصل غير المباشرة بين طهران و «وخصومها»، اما في الشان اللبناني فان ثمة تواصلا مباشرا بين طهران وبيروت ولقاءات بين المسؤولين في البلدين، وكذلك ثمة خطوط ايرانية – سعودية، وايرانية – مصرية وايرانية – فرنسية، مفتوحة حول الملف اللبناني.

 

استياء سوري
في غضون ذلك، ورغم كلام رئيس المهورية بالامس واشتراطه لزيارة دمشق، رغم اشارته الى ان العلاقات «جيدة»، مع ما يحمله هذا التوصيف من معنى ديبلوماسي، فان «زوار» العاصمة السورية، ينقلون عن قيادتها استياءها مما يعتبرونه مماطلة ومراوحة في حل المسائل العالقة وابرزها ملف الموقوفين، الذي يعبر الباب الاساس لتحسن العلاقات بين البلدين، والطريق الالزامي لتطوير العلاقات التي لا يزال يعرقلها هذا الملف ، وقد تم ابلاغ المعنيين بملف العلاقات بين لبنان وسوريا، من اميركيين وسعوديين بهذه المعطيات.

في المقابل، تكشف مصادر لبنانية وزارية ان المطلوب سوريا، لا يمكن ان يمر دون وجود اتفاقات تراعي القوانين اللبنانية المرعية، فضلا عن ان ثمة خطوطا حمرًا متفقا عليها لبنانيا لا يمكن كسرها او تجاوزها تحت اي اعتبار، مشيرة الى ان الجانب السوري بدوره، يماطل في ملفات كثيرة ومنها ترسيم الحدود، حيث ان دمشق لا تزال حتى الساعة تتهرب من هذا الاستحقاق تحت عناوين وحجج مختلفة، رغم الضغوط الدولية، وتحديدا الفرنسية، والعربية – الخليجية الممارسة عليها.

 

قانون الانتخابات
انتخابيا، الكباش على القانون النافذ مستمر وسط مخاوف من ان يؤدي ذلك الى تأجيل الاستحقاق، فيما سجل امس سجال اعلامي جديد على خط عين التينة – معراب، اذ أكّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة، سمير جعجع، أنّ «تعامل رئيس مجلس النواب مع مشروع القانون المعجّل الوارد من الحكومة حول تعديل قانون الانتخابات النيابية يُشكّل خرقاً واضحاً وفاضحاً وضرباً لعرض الحائط بالمهل الدستوريّة، وهذا ما يعد أساساً خرقاً للمادة 5 من النظام الداخلي للمجلس»، معتبرا أنّ «الاستمرار في هذا النهج يهدّد الانتخابات بحدّ ذاتها ويُكرّس منطق اللادولة، ومواجهة هذا التعطيل أصبحت واجباً وطنياً لحماية الدستور، والانتظام العام، وحقّ اللبنانيين في تقرير مصيرهم».

من جهته، رد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، النائب ​علي حسن خليل​، موضحا أنّه «تصحيحاً لمفاهيم جعجع القانونية الخاطئة وحرصاً على فهم جمهوره قبل أي أحد آخر، نؤكد أن استخدامه لمصطلحات من طينة خرق وضرب المهل الدستورية لا يعني أن ذلك حصل بل على العكس، والمادة الخامسة من النظام الداخلي لمجلس النواب تؤكد في نصها عكس ما رمى اليه جعجع تماماً وندعوه لقراءتها بتمعن و الاستعانة بصديق له كالنائب جورج عدوان الذي سُمّي القانون باسمه».

وتوجه إلى جعجع بالقول «نشكره على اعترافه بأنه كما الحكومة أكدا وجود قانون انتخابي نافذ يمكن اجراء الانتخابات على اساسه، وليس صحيحاً قوله أن الحكومة اعتبرت ان القانون غير قابل للتطبيق، وليخبره وزراؤه بمضمون تقرير اللجنة المكلفة الإجراءات التطبيقية للقانون».، موضحا ان «حديث جعجع عن التسلّط والتشبث بالرأي والتفرّد بالقرار، هو كمن يُحدث نفسَه عن نفسِه أمام المرآة والسيرة فاضحة ولا تحتاج الى شهود».

 

الشرق الأوسط :

جمّد تدخل الجيش اللبناني قصفاً جوياً محتملاً لمنزل هدّد الجيش الإسرائيلي بإنذار إخلاء، حيث دخل الجيش إلى المبنى الواقع في بلدة يانوح بجنوب لبنان، وفتشه مرة أخرى، مما دفع الجيش الإسرائيلي للإعلان عن تجميد القصف «مؤقتاً».

ونفذ الجيش اللبناني، صباح السبت، تفتيشاً لمنزل في بلدة يانوح الواقعة شرق مدينة صور بجنوب لبنان، بمؤازرة من قوات «اليونيفيل». وبعد خروج القوات الدولية والجنود اللبنانيين من المنزل، طلب الجنود من صاحب المنزل الدخول مرة أخرى إليه، لكن طلبهم قوبل بالرفض. وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لسجال بين الجنود وسكان محليين، بينهم أصحاب المنزل.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن صاحب المنزل حيدر حيدر قوله: «وافقنا في المرة الأولى على دخول الجنود حيث فتشوا المنزل، لكننا رفضنا ذلك حين تلقى الجيش اتصالاً مجهولاً يطلب منه التفتيش مرة أخرى».

عند ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً بإخلاء المنزل الذي خضع للتفتيش، وطلب من السكان الابتعاد مسافة 500 متر عن المنطقة؛ لأنه سيقوم بقصف المبنى. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة «إكس»: «إنذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان وتحديداً في قرية يانوح. سيهاجم الجيش الإسرائيلي على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لـ(حزب الله)، وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها (حزب الله) لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة».

هذا التهديد أعاد تنشيط الاتصالات بين الجيش اللبناني ولجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار «الميكانيزم» لمنع إسرائيل من استهداف المنزل وإعادة تفتيشه. وقالت مصادر ميدانية إن الجيش اتخذ إجراءات أمنية فورية بعد التهديد الإسرائيلي، وكثف حضوره في محيط المبنى المستهدف بإنذار الإخلاء، ودخله مرة أخرى بغرض تفتيشه.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن عناصر الجيش اللبناني قاموا بالحفر في أسفل المبنى، بناء على طلب من «الميكانيزم» التي كانت قيادتها على تنسيق مباشر مع الجيش، كما طُلب من الجيش الحفر في قنوات «الصرف الصحي» وتفتيشها. وقال الإعلام اللبناني بعد ثلاث ساعات على البدء بالحفر، إن الجيش لم يعثر على أي أسلحة أو معدات عسكرية.

ودفعت إجراءات الجيش، واتصالاته مع «الميكانيزم»، الجيش الإسرائيلي إلى تعليق القصف. وقال في بيان: «بعد إصدار الإنذار، توجه الجيش اللبناني عبر الآلية بطلب الوصول مجدداً إلى الموقع المحدد الذي تم تجريمه ومعالجة خرق الاتفاق»، وتابع: «لقد قرر الجيش الإسرائيلي السماح بذلك، وبناء عليه، تم تجميد الغارة مؤقتاً حيث يراقب الهدف بشكل مستمر ويبقى على تواصل مع الآلية». وأضاف: «الجيش لن يسمح لـ(حزب الله) بإعادة التموضع أو التسلح».

 

تفتيش منازل المدنيين
ومع أن السجال بين الجيش والسكان، هو الأول من نوعه بين مدنيين وعناصر الجيش لدى محاولتهم تفتيش منشآت خاصة، فإنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الجيش بالدخول إلى منازل المدنيين وتفتيشها.

وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش خلال الفترة الماضية «دخل برفقة (اليونيفيل) إلى ممتلكات خاصة وفتشها بعد موافقة مالكيها»، لافتاً إلى تفتيش أكثر من عشرة منازل في الأسبوع الماضي في بلدة بيت ليف بجنوب لبنان.

تصعيد «حزب الله»
بالموازاة، صعّد الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم لهجته حيال ملف السلاح، مؤكداً أن «السلاح لن يُنزع تحقيقاً لهدف إسرائيل، ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان»، مشدداً على أن «الأرض والسلاح والروح خلطة واحدة متماسكة، وأي مساس بأحدها هو مساس بالثلاثة معاً وإعدام لوجودنا، ولن نسمح بذلك».

وقال قاسم، خلال احتفال أقامته وحدة العمل النسائي في «حزب الله» إن «أميركا إذا كانت تعمل لمصالحها في لبنان ستبحث عن حل، أما إذا كانت لا تهتم بوجود لبنان لمصلحة إسرائيل فلن يكون للبنان حياة»، معتبراً أن «الاستسلام خيار مرفوض»، وأضاف: «حتى لو أطبقت السماء على الأرض سندافع؛ لأن الاستسلام يعني نهاية لبنان».

وتوجّه إلى الدولة اللبنانية، قائلاً: «فلتتوقف الدولة عن التنازلات، ألم تسمعوا السفير الأميركي يقول إن المفاوضات شيء واستمرار العدوان شيء آخر؟ هناك منطق واضح يقول المفاوضات مسار مستقل، يعني العدوان سيستمر، يعني: ما فائدة المفاوضات؟».

وحذّر قاسم مما وصفه بمحاولة «إضعاف المقاومة مع إبقاء الجيش اللبناني في حدود تسليح متواضعة»، معتبراً أن «الهدف هو جعل لبنان بلا قوة»، وسأل: «إذا كان الجيش غير قادر على الحماية، هل نطالب بنزع سلاحه؟ أم نطالب بتعزيز قدراته؟»، مضيفاً: «كما لا يُطالب بنزع سلاح الجيش عند العجز، لا يمكن المطالبة بنزع سلاح المقاومة».

مرحلة جديدة بعد وقف إطلاق النار
وفيما يتصل بالوضع السياسي - الأمني، رأى قاسم أن «اتفاق وقف إطلاق النار أدخل لبنان في مرحلة جديدة تُسقط ما سبقها»، مشدداً على أن «الدولة باتت اليوم مسؤولة عن السيادة وحماية لبنان وطرد الاحتلال ونشر الجيش»، فيما «وظيفة المقاومة هي المساندة والمساعدة على التحرير».

ودعا الدولة اللبنانية إلى «التراجع عن التنازلات وإعادة حساباتها»، مطالباً بـ«تطبيق الاتفاق أولاً، وبعد ذلك يمكن النقاش في الاستراتيجية الدفاعية»، وقال: «لا تطلبوا منا ألا ندافع عن أنفسنا في وقت تعجز فيه الدولة عن حماية مواطنيها».

وأكد قاسم أن الحزب «مستعد لأقصى درجات التعاون مع الجيش اللبناني»، لافتاً إلى أنه ساعده «على بسط سلطته»، وشدد على أن الحزب «موافق على أي استراتيجية دفاعية تستفيد من قوة لبنان ومقاومته معاً». وأضاف: «السؤال الحقيقي ليس هل نطالب بنزع القوة؟ بل كيف نستفيد من هذه القوة لمساندة الجيش والدولة في مواجهة الاحتلال».

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية