افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 17 25|09:09AM :نشر بتاريخ

"النهار":

يسود الترقّب الثقيل الوطأة المشهد اللبناني برمته في انتظار مجموعة محطات متزامنة في الساعات والأيام القليلة المقبلة، إذ يفترض أن تفضي إلى بعض النتائج والخلاصات الضرورية لرسم الخط البياني للمرحلة التي سيقبل عليها لبنان في نهاية السنة الحالية ومطلع السنة الجديدة. ولعل ما عكس دقة اللحظة التي يمر بها لبنان، إن على صعيد الوضع الخطير القائم بين لبنان وإسرائيل وإن على صعيد ملفات الداخل وأولوياته، أن الأوساط الرسمية المعنية بدت متحفظة للغاية عن إطلاق تقديرات مسبقة لما قد تؤول إليه الاجتماعات المهمة والبارزة التي ستشهدها العاصمة الفرنسية حول لبنان غداً الخميس، من دون إغفال مسحة أمل وتفاؤل بأن تفضي إلى تفاهمات بين ممثلي الدول المشاركة فيها بفعل الدفع الفرنسي الملحوظ لإنجاح الاستعدادات لمؤتمر دعم الجيش، كما للدفع نحو تفعيل آلية متطورة للتحقق من حصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني. كما لم تغفل هذه الأوساط أن شيئا ما جديداً ومهماً طرأ على المناخ الخارجي المتصل بمراقبة الوضع بين لبنان وإسرائيل، ويفترض أن يترجمه الاجتماع المقبل للجنة الميكانيزم الجمعة في الناقورة، وهو الاجتماع الثاني الذي سيعقد بمشاركة رئيس الوفد اللبناني المدني السفير السابق سيمون كرم، إذ سيحضر للمرة الثانية إلى لبنان في أقل من أسبوعين الموفد الفرنسي جان إيف لودريان للمشاركة في الاجتماع إلى جانب الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس غداة لقاءات باريس حول لبنان. وتعكس هذه الدينامية اللافتة مناخات أكثر من عادية تدور حول مخرج صار معروفاً وهو تكريس آلية التدقيق بعدما اقتربت مؤشرات نهاية المرحلة الأولى من حصر السلاح في جنوب الليطاني، علماً أن أجواء الحذر لم تتراجع إطلاقاً في ظل مضي إسرائيل في توسيع عمليات الإغارة وعودة الاغتيالات المنهجية التي تستهدف عناصر وكوادر “حزب الله”.

وفي هذا السياق، أفيد أن رئيس الجمهورية جوزف عون تابع أمس التحضيرات الجارية للاجتماع المقرر عقده في باريس الخميس المقبل للبحث في حاجات الجيش. واستقبل للغاية قائد الجيش العماد رودولف هيكل وزوّده بتوجيهاته بالنسبة إلى المواضيع التي ستبحث خلال الاجتماع في باريس، وتداول معه حاجات الجيش في المرحلة الراهنة. وخلال اللقاء أطلع العماد هيكل الرئيس عون على نتائج الجولة التي قام بها رؤساء البعثات الديبلوماسية في أماكن انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، حيث عاينوا الإجراءات والتدابير التي اتخذها الجيش تنفيذاً للخطة الموضوعة لبسط سلطة الدولة وإزالة المظاهر المسلحة، والانطباعات التي تكوّنت لدى الديبلوماسيين خلال الجولة.

غير أنه في المقابل نقل عن مسؤول في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تدعم جهود إسرائيل للقضاء على التهديد الذي تُشكّله حماس و”حزب الله”، وقال المسؤول: “نظراً لفشل الجهود الديبلوماسية في نزع سلاح حزب الله في لبنان، وإذا رفض حزب الله التراجع، يُعتبر العمل العسكري ضروريًا، إذ يُشكّل خطرًا مباشرًا على إسرائيل وعلى الاستقرار الإقليمي”. وأضاف أن “القضية الأساسية تكمن في نفوذ إيران في المنطقة، ولن يتحقق سلام دائم في إسرائيل ولبنان وغزة إلا بتفكيك الجماعات المسلحة المدعومة من إيران”.

كما نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية عن ديبلوماسيين، قولهم إن اجتماع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والموفد الأميركي توم برّاك أول من أمس، أسفر عن اتفاق لمواصلة الحوار بشأن لبنان. أما صحيفة “هآرتس”، فأشارت إلى أن “الجيش الإسرائيلي يرى أن وتيرة عمل الجيش اللبناني ضد حزب الله، أقل من وتيرة إعادة بناء الحزب لنفسه”، لافتة إلى أن “الجيش الإسرائيلي يفهم أن الجيش اللبناني يواجه تحديات في الوصول لمخازن السلاح التابعة لحزب الله في المناطق الشيعية”. وبحسب الصحيفة فإنّ “التقديرات الإسرائيلية أن حزب الله لن ينزع سلاحه، لكنه لم يعد بمقدوره تنفيذ عمليات اقتحام واسعة لإسرائيل”.

وفي الإطار الديبلوماسي أيضاً عقد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي لقاءً موسّعًا في بروكسل مع سفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، تناول خلاله الأوضاع في لبنان ومسلطًا الضوء على جهود الحكومة للنهوض بالبلاد والصعوبات التي لا تزال تواجهها، لا سيما موضوع الاحتلال الإسرائيلي. وشدّد رجي على ضرورة الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن الأسرى، ووقف الاعتداءات العسكرية اليومية، كما تمنى على الدول الأوروبية ألّا تقتصر المفاوضات مع إيران على ملفي النووي والصواريخ الباليستية، وأن تشمل أيضًا مسألة أذرعها في المنطقة. وأكد أهمية القرار الحكومي “التاريخي” بحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها وسيادتها بقواها الذاتية حصرًا على كل الأراضي اللبنانية. كما تطرّق اللقاء إلى اليوم التالي لما بعد انتهاء مهام اليونيفيل في نهاية العام المقبل، وأهمية تعزيز الدعم الأوروبي والدولي للجيش اللبناني للاضطلاع بمهامه على أكمل وجه، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.

وأعرب السفراء عن دعم دولهم للقرارات التي تتخذها الحكومة اللبنانية، وعن اهتمام الاتحاد الأوروبي برفع علاقته مع لبنان إلى مستوى شراكة استراتيجية، وزيادة مساعداته بشكل كبير بعد توقيع الحكومة على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مؤكدين دعمهم للجيش اللبناني ولمسيرة الإصلاح.

وفي الجانب الآخر من المشهد الداخلي وعشية الجلسة التشريعية الخميس التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، لفت رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع إلى أن دعوة بري إلى الجلسة لاستكمال ما تبقى من جدول أعمال الجلسة الماضية، “والتي قاطعها أكثر من نصف النواب لعدم إدراجه على جدول أعمالها اقتراح القانون المعجّل المكرّر المتعلّق بقانون الانتخابات، تعد تخطياً واستخفافاً برأي هؤلاء الـنواب الـ65، بالإضافة إلى ذلك، وفي ذاك الحين، كانت الحكومة قد أرسلت أيضا مشروع قانون معجّل بالموضوع ذاته إلى المجلس، فلم يقم الرئيس بري بتحويله إلى الهيئة العامة بل حوّله إلى اللجان، وكأنه مشروع قانون عادي في موضوع عادي وفي زمن عادي”. واعتبر أن “تصرفات الرئيس بري تدل على أنه لا يقيم وزناً لا للدستور ولا للنظام الداخلي لمجلس النواب ولا للنواب، واستطراداً لا يقيم وزناً للشعب اللبناني الذي اقترع لصالح هؤلاء النواب”.

على الصعيد الميداني، شنّت مسيّرة إسرائبلية بعد الظهر غارة على سيارة رابيد بين بلدتي مركبا وعديسة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عنصرًا من “حزب الله ” في جنوب لبنان “ويُعدّ وجود عناصر حزب الله في جنوب لبنان انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار”.

ولاحقاً شنّت مسيّرة غارة استهدفت شاحنة على طريق سبلين جدرا في إقليم الخروب كادت تتسبب بكارثة، إذ تزامنت الغارة مع عودة طلاب من جامعات صيدا وبيروت، ما كاد يعرضهم للخطر، وأفيد عن سقوط قتيل وإصابة ثلاثة ضباط من الأمن العام صادف مرورهم قرب الشاحنة المستهدفة.

وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجيّة البريطانيّة تحديثًا لتحذيرات السَّفر إلى لبنان، شمل تحديد مناطق واسعة في بيروت وضواحيها الجنوبيّة، إضافةً إلى محافظات الجنوب، النبطيّة، البقاع، بعلبك الهرمل، الشَّمال، وعكّار، فضلًا عن مخيَّمات اللاجئين الفلسطينيّين، مؤكِّدةً أنّ الوضع الأمني “لا يزال غير مستقرّ” رغم دخول وقف إطلاق النّار حيِّز التّنفيذ في 27 تشرين الثّاني 2024.

 

 

 

 

 

 "الأخبار":

يزداد الضغط على لبنان مع اقتراب نهاية المهلة المحدّدة للجيش اللبناني لتنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة مع نهاية السنة. وبمعزل عن الاتصالات الدبلوماسية الرامية إلى تفادي أي تصعيد، تواصل تل أبيب والعواصم الغربية سياسة التهويل وفرض إجراءات انتقامية على بيئة المقاومة.

وفيما تصدّرت بريطانيا، الشريك الأساسي في الحرب ضد المقاومة والداعم الرئيسيّ لكيان الاحتلال، المشهد من خلال الانخراط المباشر في عملية ترهيب للبنانيين، استأنف العدو الإسرائيلي اغتيالاته أمس، مستهدفاً سيارتين على طريق جدرا - سبلين (قضاء الشوف) وطريق العديسة - مركبا (قضاء مرجعيون)، ما أدّى إلى استشهاد مواطنين وإصابة خمسة آخرين بجروح.

وتُعدّ غارة سبلين الأولى التي تقع شمال الأولي منذ أشهر، واستُشهد شاب من حركة أمل من بلدة زغدرايا (قضاء صيدا)، كان يقود شاحنة تابعة لمعمل لتصنيع البطاطا في الجنوب. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن قوة من الجيش اللبناني كشفت على الشاحنة المُستهدفة وتبيّن خلوّها من أي سلاح أو موادّ متفجرة.

وأتى التصعيد بعد ساعات من جولة نظّمها الجيش اللبناني لسفراء الدول الغربية والعربية عند الحدود الجنوبية. وأطلع قائد الجيش العماد رودولف هيكل رئيس الجمهورية جوزف عون، أمس، على نتائج الجولة.

وعلمت «الأخبار» أن على ضوء ما حصل في بلدة يانوح الأسبوع الماضي، «وُجّهت نصائح غربية إلى هيكل بالموافقة على تفتيش المنازل والممتلكات الخاصة».

إلا أنه تمسّك بالرفض لأن «الدخول الى الأملاك الخاصة يحتاج إلى إذن قضائي خاص بكل حالة على حدة، ولا يمكننا الدخول إلا في حال ضبطنا جرماً مشهوداً. مع ذلك، تعاونّا مع صاحب المنزل في يانوح الذي وافق على تفتيش منزله لتسهيل مهمة الجيش وعدم عرقلتها بعد طلب الميكانيزم».

إلى ذلك، تكشّفت أمس ملامح مخطّط دولي جديد للحدود الجنوبية، مع البحث في مرحلة ما بعد انتهاء ولاية قوات «اليونيفل». وفي المعلومات أن الدول ذات الثقل في «اليونيفل» (إيطاليا وفرنسا وإسبانيا) تقترح نشر قوة أممية، بناءً على اتفاق مع الحكومة اللبنانية، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة التي تدعم تشكيل قوة دولية تحت راية الأمم المتحدة تنتشر عند الخط الأزرق ضمن منطقة عازلة تصل إلى عمق خمسة كيلومترات، وبعدد أقل من الجنود، شرط أن لا ينتشر الجيش في تلك المنطقة، وأن ينحصر وجوده في الخطوط الخلفية في جنوب الليطاني». وفُهم أن المُقترح «يقوم على فكرة منطقة منزوعة السلاح وليس منزوعة السكان، ولكن يبدو أنه لا يلقى تجاوباً من الجانب اللبناني الذي يصرّ على انتشار الجيش على كامل الأراضي اللبنانية المُحرّرة».

تهويل بريطاني

وأصدرت الخارجية البريطانية أمس تحديثاً لتحذيرات السفر إلى لبنان، شمل مناطق واسعة في بيروت وضواحيها الجنوبية، إضافة إلى محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك - الهرمل والشمال وعكار، فضلاً عن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

وأكّدت الوزارة أنّ الوضع الأمني «لا يزال غير مستقرّ» رغم دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، وفي سياق تقييمها الأمني، أشارت إلى استمرار «الغارات الجوية والقصف المدفعي في أنحاء متفرّقة من لبنان، ولا سيما قرب الحدود مع إسرائيل وفي سهل البقاع، مع ورود تقارير عن ضربات في الجنوب ومحافظة النبطية، شمال نهر الليطاني»، مشيرة إلى أنه «لا يمكن استبعاد وقوع ضربات في مناطق أخرى من البلاد، بما في ذلك الضواحي الجنوبية لبيروت».

ونصحت بعدم السفر إطلاقاً إلى مناطق مُحدَّدة، وبعدم السفر إلا للضرورة القصوى إلى مناطق أخرى، مشيرة إلى أن «إغلاق الطرق أو تعطّل طرق الخروج في أي وقت قد يؤثّر على القدرة على مغادرة البلاد»، مشدّدة على ضرورة عدم الاعتماد على قدرتها على الإجلاء في حالات الطوارئ.

وفي بيروت وضواحيها الجنوبية، استثنت التوصية «الطريق الرقم 51 الممتدّ من وسط بيروت إلى مطار رفيق الحريري الدولي وما بعده»، بينما نصحت بتجنّب مناطق عدة، أبرزها طريق الجديدة ومحيطها ضمن حدود جغرافية محدّدة، الغبيري ومحيطها وفق نطاقات مقيّدة، الشياح في أجزاء محددة، حارة حريك، برج البراجنة، المريجة، الليلكي، إضافة إلى مناطق أخرى تقع غرب أوتوستراد كميل شمعون جنوب فرن الشباك، وصولاً إلى طريق صيدا القديمة مروراً بالحدث حتى مطار بيروت. كما شمل التحديد منطقة بئر حسن ضمن نطاق طرق محاطة بحدود واضحة، مع استثناء مربّع سكني يضم مستشفى رفيق الحريري ووزارة الصحة والسفارة القطرية.

وعلى مستوى المحافظات، حذّرت من السفر إطلاقاً إلى مناطق جنوب نهر الليطاني وصولاً إلى حدود محافظة النبطية، وتشمل صور والرشيدية والناقورة، وإلى محافظة النبطية وقضاء جزين.

وفي البقاع، شملت التحذيرات مسارات محدّدة في حاصبيا وراشيا والمصنع وعنجر ورياق، مع توصية بعدم السفر إلّا للضرورة القصوى إلى نطاقات إضافية في البقاع الشمالي والشرقي، واستثناءات مُحدّدة تشمل مدينة زحلة ومحيطها. وفي محافظة بعلبك - الهرمل، أوصت بعدم السفر إطلاقاً إلى نطاقات تشمل طريق زحلة - بعلبك وطريق بعلبك - القاع، وصولاً إلى تقاطعات وطرقات مُحدّدة، «بما في ذلك معبد بعلبك»، إضافة إلى مناطق شمالية وشمالية شرقية تمتدّ حتى حدود محافظة الشمال مروراً بالهرمل. وفي الشمال، شدّدت على عدم السفر إطلاقاً إلى مدينة طرابلس ضمن حدودها، وعلى عدم السفر إلّا للضرورة القصوى إلى نطاقات جبلية وشمالية شرقية محدّدة. كما نصحت بعدم السفر إطلاقاً إلى محافظة عكار. وأدرجت الوزارة ضمن تحذيراتها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الاثني عشر.

من جهة أخرى، وجّهت الشرطة البريطانية اتهامات إلى لبنانيَّيْن بالانتماء إلى «حزب الله» وحضور معسكرات تدريب على «الإرهاب» في لبنان. واعتُقل الرجلان في منزليهما في لندن في نيسان، وأُعيد اعتقالهما الأسبوع الماضي، بعدما وُجّهت إليهما لاحقاً تسع تهم تتعلق بـ«الإرهاب».

ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في لندن، دومينيك ميرفي، أن «هذه الاعتقالات والاتهامات جاءت بعد تحقيقٍ مُضنٍ أجراه محقّقو شرطة مكافحة الإرهاب في لندن، الذين عملوا عن كثب مع العديد من الزملاء خارج البلاد في مجال إنفاذ القانون». وأكّد أنه «ليس هناك تهديد في الوقت الراهن نتيجةً لأنشطة هذين الشخصين».

وبحسب «رويترز»، اتُّهم أنيس مكي، البالغ من العمر 40 عاماً، بحضور معسكر تدريب «إرهابي» في مطار بركة الجبور في لبنان عام 2021، والتورّط في الإعداد لـ«أعمال إرهابية»، والانتماء إلى حزب الله، والتعبير عن دعمه لحزب الله» وحركة حماس. كما اتُّهم محمد هادي، البالغ من العمر 33 عاماً، بالانتماء إلى الحزب وحضور معسكر تدريب في بافليه في جنوب لبنان عام 2015، وفي مطار بركة الجبور عام 2021.

في غضون ذلك، استكملت بريطانيا مشروع تأهيل مراكز الجيش الحدودية. وبعد إنجاز مركز العويضة بين الطيبة والعديسة، بدأت بتأهيل مركز مارون الرأس على أن تنتقل إلى مركز يارون. وفي مقابل الأشغال البريطانية في أطراف مارون الرأس الشرقية، تقوم قوات الاحتلال بأعمال حفر جنوب الخط الأزرق قبالة بلدة صلحا المحتلّة لاستكمال بناء الجدار الفاصل الذي بدأ تشييده من عيترون باتجاه جلّ الدير حتى يارون.

 

 

 

 

 

"الجمهورية":

‏توزعت الاهتمامات أمس بين التحضير للجلسة التشريعية المقرّرة غداً، والتي قد تؤجّل بسبب اعلان بعض الكتل النيابية مقاطعتها، وبين ملاحقة التطورات مع استمرار الخرق الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، والتحضير لاجتماع باريس الفرنسي ـ الأميركي ـ السعودي غداً على مستوى الموفدين في حضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وكذلك التحضير للاجتماع الثاني للجنة «الميكانيزم»، بعد تطعيمها بمدنيين، بعد غدٍ الجمعة في الناقورة، والذي سيكون مشفوعاً بتقارير السفراء والديبلوماسيين الذين جالوا أمس الأول في منطقة جنوب الليطاني، وعايشوا على الأرض إنجازات الجيش اللبناني على مستوى حصرية السلاح في تلك المنطقة، وخرجوا بانطباعات إيجابية على حدّ ما قال العماد هيكل لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي استقبله أمس، وزوّده التوجيهات اللازمة حول اجتماع باريس المخصّص بالدرجة الأولى لملف دعم الجيش اللبناني، الذي سترعى فرنسا مؤتمراً في شأنه الشهر المقبل.

وقالت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، إنّ العماد هيكل أطلع الرئيس عون على كل تفاصيل جولة السفراء والديبلوماسيين في جنوب الليطاني، وأكّد له أنّ الملاحظات التي أبداها هؤلاء خلال الجولة والانطباعات التي خرجوا بها كانت إيجابية.

وقالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، إنّ اجتماع باريس غداً سيلقي بنتائجه على اجتماع لجنة «الميكانيزم» في الناقورة، خصوصاً إذا حضرته الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس بعد مشاركتها في الاجتماع الباريسي الذي سيضمّها إلى مستشار الرئاسة الفرنسية لوجاندر والموفد الفرنسي جان إيف لودريان والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان.

دخول في التفاصيل

على انّ اجتماع «الميكانيزم» سيكون العنوان الأبرز الذي سيستحوذ على الاهتمام، لأنّه سيحدّد عملياً الاتجاه الذي سيسلكه عمل اللجنة، بعد تحولها من مجرد إطار لمراقبة اتفاق وقف النار إلى طاولة تفاوض يترأسها المدنيون من كل جانب. فالاجتماع الأول كان له طابع التعارف ووضع الركائز الأساسية للحوار حول المسائل الأمنية الساخنة، وأما الثاني فهو سيدخل في تفاصيل هذه المسائل وسبل معالجتها، وفق ما تردّد مصادر متابعة لهذا الملف.

وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»، إنّ الدور الأساسي الذي يُعوّل عليه في هذا الاجتماع سيضطلع به الشريك الفرنسي، وستكون الخلاصة التي يعمل لتحقيقها هي إيجاد جسر من التفاهم، يحول دون قيام إسرائيل بتنفيذ تهديداتها للبنان بإشعال حرب شاملة وموسعة في غضون الأيام او الأسابيع القليلة المقبلة.

وتؤكّد معلومات هذه المصادر، أنّ واشنطن هي التي تدفع باريس للاضطلاع بهذا الدور، انطلاقاً من سعي إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تفجير الحرب، سواء على جبهة لبنان أو جبهتي سوريا وغزة، حرصاً على عدم أخذ المنطقة إلى مآلات من الفوضى لا يمكن ضبطها.

غير أنّ مراسل قناة «شمس» نقل عن مسؤول في البيت الأبيض قوله «إنّ الولايات المتحدة تدعم جهود إسرائيل للقضاء على التهديد الذي يشكّلانه حماس وحزب الله»، وأضاف هذا المسؤول: «نظراً لفشل الجهود الديبلوماسية في نزع سلاح «حزب الله» في لبنان، وإذا رفض الحزب التراجع، يُعتبر العمل العسكري ضروريًا، إذ يُشكّل خطرًا مباشرًا على إسرائيل وعلى الاستقرار الإقليمي». وأعتبر أنّ «القضية الأساسية تكمن في نفوذ إيران في المنطقة، ولن يتحقق سلام دائم في إسرائيل ولبنان وغزة إلّا بتفكيك الجماعات المسلحة المدعومة من إيران».

في غضون ذلك، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن ديبلوماسيين، قولهم، إنّ اجتماع نتنياهو والموفد الأميركي توم برّاك أمس الاول، أسفر عن «اتفاق على مواصلة الحوار في شأن لبنان». فيما اشارت صحيفة «هآرتس» إلى أنّ «الجيش الإسرائيلي يرى أنّ وتيرة عمل الجيش اللبناني ضدّ «حزب الله»، أقل من وتيرة إعادة بناء الحزب لنفسه»، لافتة إلى أنّ «الجيش الإسرائيلي يفهم أنّ الجيش اللبناني يواجه تحدّيات في الوصول لمخازن السلاح التابعة لحزب الله في المناطق الشيعية». وبحسب الصحيفة، فإنّ «التقديرات الإسرائيلية، أنّ «حزب الله» لن ينزع سلاحه، لكنه لم يعد بمقدوره تنفيذ عمليات اقتحام واسعة لإسرائيل». واضافت أنّ «الجيش الإسرائيلي يدّعي أنّ حركة «حماس» هي الأخرى تعمل في لبنان، وتسعى لإعادة التموضع وبناء قدراتها».

وفي وقت سابق أمس، قال برّاك بعد لقائه نتنياهو: «أجرينا حواراً بنّاءً لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين».

وفي الموازاة، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم»، أنّ «أيام القتال» التي قيل إنّها كانت مُخطَّطًا لها في لبنان قد أُجِّلت، مع «تعليق العمليّات في مختلف السّاحات» إلى حين انعقاد القمّة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نهاية الشهر الجاري.

وفي سياق التوتّر على الجبهة الشماليّة، أفادت «القناة 12» الإسرائيليّة بأنّ الجيش الإسرائيلي يُعِدّ «قائمة أهدافٍ واسعةَ النِّطاق» ويستعدّ لاحتمال تصعيدٍ في لبنان، وسط حديثٍ إعلاميٍّ إسرائيليٍّ عن خياراتٍ عسكريّةٍ وتبدّلٍ في وتيرة العمليّات، بالتزامن مع مساعٍ واتصالاتٍ دوليّةٍ مرتبطةٍ بملفّ وقف إطلاق النّار.

مبيعات عسكريّة للجيش

من جهة أخرى، أعلن البنتاغون أنّ وزارة الخارجيّة الأميركيّة وافقت على مبيعاتٍ عسكريّةٍ محتملةٍ للبنان بقيمةٍ تقديريّةٍ تصل إلى 34,5 مليون دولار، في إطار صفقة «مبيعاتٍ عسكريّةٍ خارجيّة» تتضمّن تزويد الجيش اللّبناني بمركباتٍ عسكريّةٍ من طراز «إم 1151 إيه 1» من فئة «هَمفي»، مع معدّاتٍ وخدماتٍ داعمة.

وبحسب بيان لـ«وكالة التعاون الأمنيّ الدفاعي» الأميركيّة، طلبت الحكومة اللّبنانيّة شراء 90 مركبة إضافيّة تُضاف إلى ملفّ سابق كان دون عتبة الإبلاغ للكونغرس، ليصبح إجماليّ العدد 140 مركبة، كما تشمل الصفقة تجهيزاتٍ غير قاتلة، منها أجهزة راديو يدويّة متعدّدة النطاقات، ومستقبِل «نظام تحديد المواقع»، ومستلزمات تدريب ودعم لوجستي، على أن تكون شركة «إيه إم جنرال» المتعهّد الرئيسيّ..

ويأتي الإعلان بعد أيّامٍ من موافقةٍ أميركيّة أخرى على بيع محتمل للبنان بقيمة 90,5 مليون دولار، تضمّن مركباتٍ تكتيكيّة متوسطة (MTVs) ومعدات مرتبطة بها، وفق ما نقلت «رويترز» عن بيان للبنتاغون.

الجلسة التشريعية

تشريعياً، تشكّل الجلسة التشريعية التي دعا اليها الرئيس نبيه بري غداً الخميس، اختباراً جديداً للكتل النيابية التي كانت قد قاطعت الجلسات السابقة وتسببت في تعطيلها، اعتراضاً على عدم إدراج مشروع تصويت المغتربين ضمن جدول الأعمال.

ومن المفترض أن تدرس الجلسة، إذا اكتمل نصابها، مشاريع واقتراحات قوانين كانت مدرجة على جدول أعمال جلسة التاسع والعشرين من أيلول التي لم يكتمل نصابها.

ونبّهت أوساط سياسية عبر «الجمهورية»، إلى «انّ إصرار بعض الأفرقاء على الاستمرار في مقاطعة التشريع بسبب عدم وضع التعديلات الانتخابية التي يطالبون بها على جدول الأعمال، بات يشكّل ابتزازاً سياسياً مكشوفاً وصريحاً».

واعتبرت هذه الأوساط انّ دعوة بري إلى الجلسة العامة ستكشف حقيقة نيات البعض، لافتة إلى «انّ رئيس المجلس يؤدي واجبه في محاولة إعادة إطلاق المسار التشريعي، وعلى الآخرين أن يتحمّلوا مسؤولية خياراتهم». وأشارت إلى انّه اذا قرّر المقاطعون في المرات الماضية الامتناع مجدداً عن المشاركة في جلسة الغد كما ظهر من موقفي «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب «فإنّ المتضرر الأكبر لن يكون الرئيس بري بل كل المعنيين بمشاريع واقتراحات القوانين المؤجّلة». وتساءلت: «إلى متى ستستمر مصالح اللبنانيين والدولة رهينة عناد قوى سياسية تعطّل التشريع لتحقيق مكاسب انتخابية؟».

ويبدو انّ مصير الجلسة قد يكون التأجيل بسبب مقاطعة بعض الكتل. فقد دعا تكتل «الجمهورية القوية» في بيان له بعد اجتماع افتراضي «جميع الزملاء النواب إلى عدم الحضور يوم الخميس (غداً) ليس مقاطعةً لعمل المجلس النيابي، بل تصويبًا للعمل النيابي الذي يستند، بالدرجة الأولى، إلى النظام الداخلي للمجلس النيابي، وإلى الديموقراطية التي تمكّن الأكثرية من إبداء رأيها بحرّية». وأضاف: «انطلاقًا من إصرار الرئيس بري على تخطّي النظام الداخلي للمجلس النيابي، واستخفافه برأي أكثرية النواب، اتخذ تكتل «الجمهورية القوية» قرارًا بعدم حضور الجلسة التشريعية التي دعا إليها، وذلك سعيًا إلى تصويب العمل في المجلس النيابي».

وبدورها كتلة نواب «الكتائب» اعتبرت انّ الجلسة التشريعية التي دعا اليها بري «لا تشكّل سوى استمرار للجلسات السابقة بجدول الأعمال نفسه». واعلنت انّها «لن تشارك في الجلسة ما لم يُدرج على جدول أعمالها مشروع القانون المعجّل القاضي بالسماح للبنانيين غير المقيمين بالاقتراع لكامل أعضاء مجلس النواب الـ128، في اعتباره حقًا دستوريًا لا يجوز تعطيله أو الالتفاف عليه».

تحذير بريطاني للرعايا

من جهة ثانية، أصدرت وزارة الخارجيّة البريطانيّة «FCDO» تحديثًا لتحذيرات السَّفر إلى لبنان، شمل تحديد مناطق واسعة في بيروت وضواحيها الجنوبيّة، إضافةً إلى محافظات الجنوب، النبطيّة، البقاع، بعلبك الهرمل، الشَّمال، وعكّار، فضلًا عن مخيَّمات اللاجئين الفلسطينيّين، مؤكِّدةً أنّ الوضع الأمني «لا يزال غير مستقرّ» رغم دخول وقف إطلاق النّار حيِّز التّنفيذ في 27 تشرين الثّاني 2024. وقالت الوزارة، إنّها تنصح بعدم السَّفر إطلاقًا إلى مناطق محدَّدة، وبعدم السَّفر إلّا للضَّرورة القصوى إلى مناطق أخرى، مشيرةً إلى أنّ «إغلاق الطُّرق أو تعطُّل طرق الخروج في أيّ وقت قد يؤثِّر على القدرة على مغادرة البلاد»، ومشدِّدةً على ضرورة عدم الاعتماد على قدرتها على الإجلاء في حالات الطَّوارئ.

وفي بيروت وضواحيها الجنوبيّة، استثنت التَّوصية «الطَّريق رقم 51 الممتدّ من وسط بيروت إلى مطار رفيق الحريري الدُّولي وما بعده»، بينما عدَّدت مناطق يُنصَح بتجنُّبها، أبرزها طريق الجديدة ومحيطها ضمن حدود جغرافيّة محدَّدة، الغبيري ومحيطها وفق نطاقات مُقيَّدة، الشِّياح في أجزاء محدَّدة، حارة حريك، برج البراجنة، المريجة، اللَّيلكي، إضافةً إلى مناطق أخرى تقع غرب أوتوستراد كميل شمعون جنوب فرن الشُّبّاك، وصولًا إلى طريق صيدا القديمة مرورًا بالحدث حتّى مطار بيروت. كما شمل التَّحديد منطقة بئر حسن ضمن نطاق طرق مُحاطة بحدود واضحة، مع استثناء مربَّع سكني يضمّ مستشفى رفيق الحريري ووزارة الصِّحَّة العامّة والسِّفارة القطريّة.

وفي سياق تقييمها الأمني، أشارت «FCDO» إلى استمرار «غارات جوّيّة وقصف مدفعي» في أنحاء متفرِّقة من لبنان، لا سيّما قرب الحدود مع إسرائيل وفي سهل البقاع، مع ورود تقارير عن ضربات في الجنوب ومحافظة النبطيّة شمال نهر اللِّيطاني، مؤكِّدةً أنّه «لا يمكن استبعاد وقوع ضربات في مناطق أخرى من البلاد، بما في ذلك الضَّواحي الجنوبيّة لبيروت»، ومشدِّدةً على متابعة المستجدّات عبر عدّة مصادر، لفهم وتيرة الضربات ومواقعها.

اتهام لبنانيين

إلى ذلك، أعلنت الشرطة البريطانية أنّها اتهمت رجلين بالانتماء إلى «حزب الله» اللبناني المحظور، وحضور معسكرات تدريب على «الإرهاب» في لبنان، وهما أنيس مكي (40 عاماً) ومحمد هادي (33 عاماً). واعتُقل الرجلان في منزليهما في لندن في نيسان الماضي، وأعيد اعتقالهما الأسبوع الماضي، عندما وُجهت إليهما في وقت لاحق 9 تهم تتعلق بالإرهاب.

واتُهم مكي بحضور معسكر تدريب «إرهابي» في مطار بركة الجبور في لبنان في 2021، والتورط في الإعداد لأعمال «إرهابية» والانتماء إلى «حزب الله»، والتعبير عن دعمه لحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» المحظورة. فيما اتُهم هادي أيضاً بالانتماء إلى «حزب الله» وحضور معسكر تدريب في بافليه في جنوب لبنان في 2015 وفي مطار بركة الجبور في 2021. ومن المقرر أن يمثل الرجلان أمام محكمة وستمنستر الجزئية.

 

 

 

 

 

"الديار":

يقف لبنان هذا الأسبوع عند مفترق سياسي – أمني بالغ الحساسية عنوانه: الترقّب الممزوج بالقلق. فالعين على باريس يوم الخميس، حيث يعقد اجتماع دولي مفصلي يخص دعم الجيش، فيما الأنظار تتجه الجمعة الى الناقورة، موعد ولادة «الميكانيزم2» ، في حال سارت السفن اللبنانية وفق ما تشتهيه الرياح الاميركية والاوروبية، في موازاة ما يُتداول عن نتائج اللقاء بين المبعوث الأميركي توم براك ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، حيث ناقشا ملفات المنطقة، وسط تضارب المعلومات حول اذا كان ملف لبنان قد حضر على طاولتهما.

في الحسابات اللبنانية، لا يُقرأ اجتماع باريس كحدث ديبلوماسي عابر، بل محطة اختبار جدية للمقاربات الدولية حيال بيروت، ودور الجيش، ومستقبل الترتيبات الأمنية، وصولا لما بعد نهاية ولاية «اليونيفيل» في 2026، أما اجتماع لجنة «الميكانيزم» فيحمل في طياته رسائل عملية تتجاوز صيغتها وآلياتها الاساسية، لجهة تثبيت قواعد الاشتباك، ضبط هامش الحركة، ورسم خطوط تماس جديدة على الأرض.

في الموازاة، يكتسب لقاء براك – نتانياهو أهمية استثنائية، كونه قد يشكّل حلقة الوصل بين الضغط الميداني الإسرائيلي والمسار السياسي الدولي، فنتائج هذا اللقاء ستنعكس مباشرة على سقف التصعيد أو التهدئة جنوباً، وعلى طبيعة الإشارات التي ستُرسل إلى بيروت، مع استمرار ضغط واشنطن على «تل ابيب» لمنعها عن الاقدام على خطوة متهورة قبل اتضاح الاتجاهات، مقابل ضغط عربي للإسراع في نزع فتيل الحرب وتقديم المساعدة حيث يمكن، وتندرج ضمنها زيارة رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي غدا.

من هنا بين باريس و«الميكانيزم» و«تل أبيب»، ينتظر لبنان ما يشبه «حزمة رسائل» متداخلة، قد تحدد اتجاه الأسابيع المقبلة: إما تثبيت تهدئة هشّة بضمانات دولية، أو فتح الباب أمام مرحلة أكثر سخونة، في ظل توازنات دقيقة.

اجتماع باريس

وسط هذا المشهد، تستعد العاصمة الفرنسية باريس لاستضافة اجتماع في 18 من الشهر الجاري، يشارك فيه المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس يرافقها السفير الاميركي ميشال عيسى، المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط آن كلير لوجاندر، الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل.

في هذا الإطار، تكشف المعطيات عن أن الاجتماع المقرر منذ نحو ثلاثة أسابيع، عشية الاعلان المفترض عن «جنوب الليطاني» منطقة خالية من السلاح، سيشكل «جلسة استماع» لقائد الجيش العماد رودولف هيكل، الذي سيحمل معه تقريرين انجزتهما اليرزة خلال الساعات الماضية:

– الاول يتضمن شرحا فصلا مدعوما بالوثائق والافلام والاحصاءات، حول المهام التي نفذها الجيش في رقعة عملياته، عبارة عن خلاصة التقارير التي عرضت امام الحكومة، وهو ما عاينه وفد من الديبلوماسيين المعتمدين في لبنان على الارض، مؤكدا ان الخطة انجزت بالكامل وفقا للمرسوم لها، باستثناء المناطق التي تحتلها «اسرائيل».

– الثاني يتناول حاجات الجيش اللبناني، لاستكمال خطة حصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية، ويتضمن لوائح مفصلة بالمعدات والتجهيزات اللوجستية والموارد المالية المطلوبة، لتنفيذ المهام المطلوبة، والتي تفوق قدرته الفعلية نظرا لتعددها وتشعبها، من ملف الجنوب، الى ضبط الحدود اللبنانية – السورية، مرورا بمهمة نزع السلاح غير الشرعي المنتشر في مختلف المناطق اللبنانية.

مصادر مواكبة اشارت في هذا السياق إلى تسجيل تحول إيجابي ملموس في الموقف الأميركي، معتبرة أن ذلك يشكل مؤشرا مشجعا، يقابله أيضا تحول في الموقف السعودي، الذي كان يرفض سابقا البحث في أي دعم للجيش أو إعادة الإعمار قبل التزام لبنان الكامل، حيث بات مستعدا للاستماع والنقاش، مع التشديد في الوقت نفسه على أن الرياض لن تلتزم بأي قرار نهائي، قبل تلمس مؤشرات حسية وملموسة على الأرض، مضيفة أن هذا التحول لا يعني الإفراج عن الدعم، إذ لا مساعدات ما لم يلتزم لبنان بتنفيذ ما هو مطلوب منه، علما أن لبنان يبدي حاليا التزاما واضحا، إلا أن نقطة التحول الأساسية تبقى في اجتماع لجنة «الميكانيزم» يوم الجمعة، ونجاحه في احداث الخرق المطلوب.

في هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة أنه تمت إعادة جدولة زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، بعد تذليل جميع العراقيل التي أدت إلى إلغائها في المرة السابقة، دون تحديد موعدها، لافتة إلى أن هذا التطور جاء نتيجة جهود حثيثة قادها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، عبر سلسلة اتصالات واسعة شملت مستويات رفيعة جداً، نافية الحديث عن تزامن زيارة قائد الجيش مع زيارة محتملة لرئيس الجمهورية إلى واشنطن، اذ أن رئاسة الجمهورية لا تزال بانتظار أن يوجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعوة رسمية إلى الرئيس جوزاف عون، كما كان قد وعد بذلك علناً أمام وسائل الإعلام.

يشار الى انه في اطار التحضيرات الجارية لاجتماع باريس، استقبل الرئيس عون العماد هيكل وزوده بتوجيهاته بالنسبة الى المواضيع التي ستبحث خلال الاجتماع، كما استمع منه الى نتائج الجولة التي قام بها رؤساء البعثات الديبلوماسية الى جنوب الليطاني.

«الميكانيزم 2»

وليس بعيدا، يأتي اجتماع «الميكانيزم» المرتقب يوم الجمعة في توقيت بالغ الدقّة، ليشكل محطة مفصلية في مسار «إدارة التوتر»، و إعادة صياغة قواعد الاشتباك غير المعلنة بين الاطراف، تحت مظلّة دولية مباشرة، على ما تشير مصادر ديبلوماسية مواكبة، معتبرة ان هذا الاجتماع يندرج في سياق ضغط سياسي – أمني متصاعد تقوده عواصم القرار، بهدف منع الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة، من دون الذهاب في المقابل إلى تسوية شاملة، من ضمن مقاربتين: الاولى فرنسية يتولاها جان ايف لودريان، والثانية اميركية تعمل عليها مورغان اورتاغوس.

ووفقا للمصادر فان جدول الاعمال سيركز بشكل واضح على آلية التبليغ والتحقق، سرعة المعالجة وهو ما تسعى الجهات الراعية إلى تحويله من إطار شكلي إلى أداة ضبط فعالة، كما سيطرح دور الجيش اللبناني بوصفه الطرف الضامن على الأرض، لجهة توسيع هامش انتشاره جنوب الليطاني ، وتعزيز قدراته اللوجستية، تمهيدا لمرحلة ما بعد «اليونيفيل»، خصوصا مع اعلان المنطقة خالية من السلاح.

المصادر التي دعت الى عدم تجاوز ما يحمله الاجتماع من رسائل سياسية مبطنة تتخطى الجانب العسكري التقني، اكدت وجود مسعى جدي لتثبيت «خطوط حمراء» جديدة، تضبط وتحد من هامش المبادرة الميدانية، بما ينسجم مع الرؤية الأميركية ـ الأوروبية لمرحلة التهدئة، خاتمة بان اجتماع الجمعة ينظر إليه كمقياس لمدى قابلية لبنان للتكيف مع المبادرات الدولية، أكثر منه مجرد لقاء تنسيقي. فنتائجه ستحدد إذا كانت لجنة «الميكانيزم» ستبقى أداة إدارة أزمة مؤقتة، أم ستتحول إلى ركيزة دائمة في بنية الترتيبات الأمنية المقبلة، في لحظة لا تحتمل الخطأ ولا تحتمل التأجيل.

توتر الميدان

في المقابل تبقى التطورات الميدانية مصدر القلق الاكبر، مع عودة عمليات الاغتيال والتوغل، التي وصلت امس الى جدرا – سبلين الشوفية، مستخدمة صاروخ «ايه.جي.ام 114» المعروف باسم صاروخ «نينجا»، الذي لا يحتوي على جسم متفجر، سبق ان استعمل في غارة استهدفت سيارة في منطقة الكحالة، تزامنا مع رسائل اعلامية وسياسية، تضع لبنان امام خطر الانزلاق الى مواجهة التي يريدها، وسط معلومات متزايدة عن اتجاه اسرائيلي الى رفع وتيرة القصف جنوبا في الايام المقبلة، في ظل رفض «تل ابيب» تقديم أي تعهدات بوقف اعمالها العدائية، في اطار استخدامها الضغط الميداني كاداة لتحسين شروط التفاوض، وفرض وقائع على الارض.

ففي وقت تكثر فيه المخاوف من تجديد «اسرائيل» حربها على لبنان، رفعت «تل ابيب» من منسوب الضغط على لبنان، على مسافة أسبوعَين من انتهاء المرحلة الاولى من خطة الجيش لحصر السلاح، اذ رغم الحركة الديبلوماسية والاتصالات الجارية لمنع التصعيد، إلاّ أنّ الإعلام الإسرائيلي يواصل في انتهاج سياسة التهويل، وبأن الحرب على لبنان أصبحت حتمية في جولتها الثانية.

في هذا الإطار، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن ديبلوماسيين قولهم ان اجتماع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو والموفد الاميركي توم برّاك ، «أسفر عن اتفاق لمواصلة الحوار بشأن لبنان»، فيما اعتبرت صحيفة «هآرتس» أن «الجيش الإسرائيلي يرى أن وتيرة عمل الجيش اللبناني ضد حزب الله، أقل من وتيرة إعادة بناء الحزب لنفسه»، لافتة إلى أن «الجيش الإسرائيلي يفهم أن الجيش اللبناني يواجه تحديات في الوصول لمخازن السلاح التابعة لحزب الله في المناطق الشيعية»، اذ بحسب الصحيفة فإنّ «التقديرات الإسرائيلية أن حزب الله لن ينزع سلاحه، لكنه لم يعد بمقدوره تنفيذ عمليات اقتحام واسعة لإسرائيل»، مضيفة أن «الجيش الإسرائيلي يدعي أن حركة حماس هي الأخرى تعمل في لبنان، وتسعى لإعادة التموضع وبناء قدراتها».

وبحسب مصادر ديبلوماسية، فإن هذه السياسة ستستمر، وهي تحظى بغطاء اميركي ضمني وغير معلن، فاذا كانت واشنطن لا تمانع الضربات الموضوعية وتبررها، الا انها تصر على ان تبقى مضبوطة ومحدودة في مكانها وزمانها، خاصة في غزة، في وقت أكد مسؤول في البيت الأبيض لمراسل «شمس» أن الولايات المتحدة «تدعم جهود «إسرائيل» للقضاء على التهديد الذي تُشكّله حماس وحزب الله»، وقال المسؤول «نظراً لفشل الجهود الديبلوماسية في نزع سلاح حزب الله في لبنان، وإذا رفض التراجع، يُعتبر العمل العسكري ضروريا، إذ يُشكّل خطرا مباشرا على «إسرائيل» وعلى الاستقرار الإقليمي»، مضيفا ان «القضية الأساسية تكمن في نفوذ إيران في المنطقة، ولن يتحقق سلام دائم في «إسرائيل» ولبنان وغزة، إلا بتفكيك الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.»

رئيس الوزراء المصري

على الصعيد السياسي، يتوقع ان يصل الى بيروت الخميس رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، في زيارة تستمر ليومين، وتكتسب اهمية بارزة من حيث التوقيت والشكل والمضمون، اذ تأتي بعد ساعات من اجتماع باريس، وعشية اجتماع لجنة الميكانيزم، وسط معلومات عن تفعيل السفير الاميركي ميشال عيسى لاتصالاته بسفراء «خماسية باريس» في بيروت.

مصدر مطلع، وضع الزيارة في سياق المسعى المتجدد لوقف التصعيد وسحب فتيل أي انفجار، خصوصا في ظل المخاوف الاقليمية والدولية من ان يؤدي أي تصعيد في لبنان الى اجهاض وقف اطلاق النار في غزة. وفي هذا الاطار كشفت المعلومات ان مسؤولا اميركيا رفيعا زار القاهرة خلال الايام الماضية، حيث عقد سلسلة من اللقاءات تناولت الوضع اللبناني، والتقدم الذي احرزته «الوساطة المصرية»، بعد نجاح ديبلوماسيتها في التواصل المباشر مع حارة حريك، مشيرا الى ان «زيارة رئيس المخابرات اللواء حسن رشاد كانت أمنية، ووزير الخارجية عبد العاطي ديبلوماسية، أما الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء فسياسية بامتياز».

رحال في عين التينة

والى الملفات الداخلية، وعشية دعوة البرلمان لجلسة عامة في ساحة النجمة الخميس، زار كبير مستشاري رئيس الجمهورية العميد اندريه رحال مقر الرئاسة الثانية، حيث التقى رئيس المجلس في اطار الزيارات التنسيقية الدورية التي يقوم بها، لمناقشة ومتابعة كافة الملفات السياسية والمؤسساتية، على ما تشير مصادر متابعة، مؤكدة ان اللقاء تطرق الى سلسلة من المواضيع ابرزها: مصير الجلسة النيابية العامة، زيارة قائد الجيش الى فرنسا، واجتماع لجنة «الميكانيزم»، الذي سيحمل اليه رئيس الوفد اللبناني السفير سيمون كرم، المسلمات اللبنانية التي اتفق عليها بين الرؤساء الثلاثة.

وتتابع المصادر الى ان النقاش تطرق ايضا الى ملف الانتخابات النيابية، حيث يحكى عن مبادرة لرئاسة الجمهورية بهدف اخراج الملف من عنق زجاجة التعطيل، وسط تأكيد الطرفين على ضرورة اجرائها ضمن المهل الدستورية المحددة.

مصادر نيابية كشفت انه في حال تعطيل جلسة الخميس، وهو المرجح مع اصرار المقاطعين على موقفهم، فسيكون انعقاد المجلس مؤجلا على الاقل لمدة شهر، قبل العودة إلى أي جلسات أخرى، ما يعني الوصول إلى مرحلة استنفاد الوقت، في ظل غياب أي قرار في شأن الاستحقاق النيابي، متخوفة من «وجود اتفاق ضمني بين الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف».

تحركات كبيرة

وفي ظلّ استمرار الأزمة المعيشية وتآكل القدرة الشرائية، يعود ملف الرواتب والاجور إلى الواجهة، وسط مطالب متزايدة بإقرار حلول عادلة تضمن الحدّ الأدنى من الاستقرار الاجتماعي، حيث تحذر اوساط مطلبية من خطورة المماطلة في معالجة هذا الملف، مشيرة إلى أنه «من الآن وحتى رأس السنة ستكون هناك تحركات ضاغطة نتيجة تجاهل المطالب»، لافتة إلى «وجود تنسيق مع روابط القطاع العام تحضيراً لتحركات تحذيرية في المرحلة المقبلة»، معربة عن أملها في أن «تستدرك الحكومة هذا الملف قبل الوصول إلى تحركات لا يرغبون بالقيام بها».

 

 

 

 

 

"نداء الوطن":

مع اقتراب انصراف العام 2025، تتراجع فرص التزام الدولة بتنفيذ قرار نزع السلاح غير الشرعي. وبينما يسعى لبنان إلى تلميع وجهه الحضاري الذي لطّخه "حزب الله" بسلوكه التخريبي وتحركاته العابرة للحدود كمرتزقة، وجّهت بريطانيا أمس، اتهامًا لرجلين بالانتماء إليه والمشاركة في معسكرات تدريب على "الإرهاب" داخل لبنان. وعلى النقيض من هذه الصورة القاتمة التي يرسمها محور "الممانعة"، تتألّق المناطق اللبنانية بمهرجانات الميلاد في سباق محموم نحو الفرح والأمل، رغم الأزمات الأمنية والاقتصادية. أما المشهد السياسي الراهن، فيتحرّك على ثلاثة مسارات أساسية: مؤتمر باريس التحضيري لدعم الجيش اللبناني، الجلسة التشريعية المبتورة التي دعا إليها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي غدًا، والاجتماع الثاني للجنة "الميكانيزم" بحلّتها الجديدة في 19 الجاري.

على جبهة قانون الانتخاب، يواصل برّي صمّ أذنيه عن موجبات الدستور، رافضًا إدراج اقتراح القانون المعجّل بشأن اقتراع المغتربين على جدول أعمال الهيئة العامة، وكأن زمن الوصاية وتركيب "دينة الجرة" لا يزال ساريًا. هذا التعنت، يُمعن في ضرب حق اللبنانيين غير المقيمين بالمشاركة الكاملة في العملية الديمقراطية عبر انتخاب النواب الـ 128. وفي مواجهة هذا النهج، أعلنت كتل "الجمهورية القوية"، "الكتائب اللبنانية" و"تحالف التغيير" الذي يضمّ وضاح الصادق، ميشال الدويهي، مارك ضوّ، إضافة إلى النائب ميشال معوّض، مقاطعة الجلسة التشريعية. ويتوقع أن تتوالى مواقف إضافية من نواب آخرين بين مقاطع ومشارك في الساعات الراهنة، ما يضع النصاب قيد الشكّ، أو في قبّان تكتل "الاعتدال الوطني".

برّي يضغط بورقة "المطار"

في هذا السياق، علمت "نداء الوطن" أن برّي يستخدم ورقة مطار القليعات لابتزاز تكتل "الاعتدال الوطني" والضغط على أعضائه، من خلال تجميد بنود مرتبطة بالمطار، سبق أن أُقرّت في جلسات سابقة، ملوّحًا بعدم الإفراج عنها ما لم يشارك نواب التكتل في الجلسات التشريعية لتأمين النصاب. ولا يقتصر هذا الأسلوب على مطار القليعات، بل يطال أيضًا ملفات خاصة بمدينة بيروت، وفي مقدمها تمويل مشروع "الشفة".

وأفادت المعلومات بأن تكتل "الاعتدال" يعقد اجتماعًا بعد ظهر اليوم لاتخاذ موقف نهائي من المشاركة في الجلسة، وسط ميل غالبية أعضائه إلى المقاطعة.

وتجدر الإشارة إلى أن النصاب القانوني للجلسة لا يزال 128 نائبًا، وليس 127 (بعد وفاة النائب غسان سكاف) لأن هيئة مكتب المجلس لم تجتمع لاتخاذ أي قرار مغاير لواقع النصاب.

أما على خطّ باريس، فينتظر لبنان باهتمام نتائجه، الذي وصفته مصادر سياسية مطلعة بأنه "بالغ الأهمية"، كونه يؤكد استمرار الدعم العربي والدولي للشرعية اللبنانية، لا سيما من قبل الولايات المتحدة، فرنسا والسعودية، ويشكّل محطة أساسية لحشد الدعم السياسي واللوجستي للجيش اللبناني ومتابعة تنفيذ مهامه.

وعلمت "نداء الوطن" أن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية جوزاف عون بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، جاء في سياق التحضير للاجتماع، حيث أعطى عون توجيهاته لهيكل حول مضمون المداخلة التي سيقدّمها، والتي ستركّز على ما أنجزه الجيش ميدانيًا، موثقًا بالأرقام والمعطيات، إضافة إلى عرض التحديات والعقبات التي تواجه المؤسسة العسكرية، والاحتياجات اللوجستية اللازمة لاستكمال تنفيذ خطة حصر السلاح، التي يتمسّك الجيش بها رغم العراقيل، مؤكّدًا أنه لا تراجع عنها.

"الحزب" يتودد إلى السعودية؟

في ظلّ المأزق الذي يطوّق عنق "حزب الله" وانحسار النفود الإيراني وأفول نجمه على الساحة الإقليمية، كشفت معلومات "نداء الوطن" أن مسؤول العلاقات العربية والدولية في "الحزب"، عمّار الموسوي، يقوم بزيارة سرّية إلى المملكة العربية السعودية، بوساطة تركية (عقب مشاركته مطلع الشهر الجاري في مؤتمر بإسطنبول)، وبعلم رئيس الجمهورية جوزاف عون، وتنسيق من رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الزيارة لا تأتي في سياق محاولة "تقريش السلاح إلى صلاحيات"، إذ لا تزال السعودية متمسكة بموقفها الثابت: لا إعادة إعمار، ولا تصحيح للعلاقات، من دون نزع سلاح "الحزب". وقد بدا ذلك واضحًا من خلال غياب ملف الإعمار عن جدول أعمال اللقاءات. (التفاصيل في الصفحة الثالثة)

رجّي والسيادة الدبلوماسية

في بروكسل تبرز الدبلوماسية السيادية، حيث عقد وزير الخارجية يوسف رجّي لقاءً موسّعًا في بروكسيل مع سفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، تناول خلاله الأوضاع في لبنان على الصُعُد السياسية والاقتصادية والأمنية، مسلطًا الضوء على جهود الحكومة للنهوض بالبلاد والصعوبات التي لا تزال تواجهها، لا سيما موضوع الاحتلال الإسرائيلي. وشدّد الوزير رجي على ضرورة الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن الأسرى، ووقف الاعتداءات العسكرية اليومية، كما تمنى على الدول الأوروبية ألّا تقتصر المفاوضات مع إيران على ملفي النووي والصواريخ الباليستية، وأن تشمل أيضًا مسألة أذرعها في المنطقة. وأكد أهمية القرار الحكومي "التاريخي" بحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها وسيادتها بقواها الذاتية حصرًا على كافة الأراضي اللبنانية. كما تطرّق اللقاء إلى اليوم التالي لما بعد انتهاء مهام "اليونيفيل" في نهاية العام المقبل، وأهمية تعزيز الدعم الأوروبي والدولي للجيش اللبناني للاضطلاع بمهامه على أكمل وجه، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.

مخاوف ما بعد رأس السنة

وسط أجواء التصعيد، وتزايد المخاوف من تجدّد الحرب الإسرائيلية على لبنان بعد رأس السنة، في حال لم يُنجز ملف نزع سلاح "حزب الله"، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن دبلوماسيين أن لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع الموفد الأميركي توم برّاك أمس، أسفر عن اتفاق على مواصلة الحوار بشأن الملف اللبناني. في الإطار نفسه، أشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن "الجيش الإسرائيلي يرى أن وتيرة عمل الجيش اللبناني ضد "حزب الله" لا توازي وتيرة إعادة بناء الحزب لقدراته"، لافتة إلى أن "الوصول إلى مخازن السلاح في المناطق الشيعية يشكّل تحديًا كبيرًا للجيش اللبناني". وتقدّر مصادر إسرائيلية بحسب الصحيفة أن "حزب الله لن يتخلّى عن سلاحه طوعًا، لكنه لم يعد قادرًا على تنفيذ عمليات اقتحام واسعة داخل الأراضي الإسرائيلية"، مضيفة أن "حماس أيضًا تنشط على الأراضي اللبنانية، وتسعى لإعادة التموضع وبناء قدراتها هناك".

ميدانيًّا، شنت مسيرة إسرائيلية أمس، غارة على سيارة رابيد على الطريق العام بين بلدتي مركبا وعديسة، والقريب من الحدود. على الأثر، قال الجيش الإسرائيلي إنه "استهدف عنصرًا من حزب الله"، معتبرًا أن وجود عناصر "الحزب" في جنوب لبنان "انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار". وفي بلدة الضهيرة الحدودية، تسللت قوّة إسرائيلية وتوغلت لمسافة 600 متر شمالي الخط الأزرق، وعملت على نقل صناديق ذخيرة فارغة مفخخة ووضعتها في حي الساري، ثم عادت أدراجها، فيما حضرت فرقة من الهندسة في الجيش وكشفت عليها قبل أن تقوم بتفجيرها. كما أغارت مسيّرة إسرائيلية على آلية على طريق سبلين. وأعلن الجيش الإسرائيلي على أثرها أنه "هاجمنا عنصرًا ثانيًا من حزب الله".

 

 

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

أنظار لبنان شاخصة الى الاجتماع الذي سيعقد غداً في فرنسا لبحث الملف اللبناني، بمشاركة الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ولبنان. ولمعرفة نتائج هذا المؤتمر الذي أعدّت له بيروت جيداً، ويشارك فيه قائد الجيش العماد رودولف هيكل، ثمة مؤشران أولهما انعقاد مؤتمر دعم الجيش مطلع العام المقبل، وتحديد موعد لقائد الجيش لزيارة واشنطن.

وعلى وقع التحضير لانعقاد الاجتماع، يستمر العدو الإسرائيلي في اعتداءاته، وسط مخاوف من تصعيد محتمل. 

لكن كما يبدو أن هذا التصعيد مؤجل مرحلياً لعدة أسباب، من بينها الضغط الأميركي على العدو الإسرائيلي، ولكن لا أحد يمكن أن يضمن ما سيحصل بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في واشنطن في 29 الجاري، بحسب ما لفت مصدر مراقب لـ "الأنباء الإلكترونية"، ما يبقي العالم واقفاً على "رجل ونص" بانتظار هذا اللقاء الذي هو الخامس بين رئيس الحكوم الإسرائيلية ورئيس الولايات المتحدة في عام واحد، وهذا أمر غير مسبوق.

من ناحية أخرى، تناولت مباحثات المبعوث الأميركي توم برّاك خلال زيارته إسرائيل الأوضاع في سوريا ولبنان، إذ من الممكن أن نرصد ملامح المرحلة المقبلة في لبنان أو في سوريا بعيد استدعاء ترامب لنتنياهو، على حد تعبير المصدر.

وعلى الرغم من عدم توافر معطيات تفصيلية حول نتائج اللقاء، أشار المصدر إلى أنه "من المرّجح أن تحاول الولايات المتحدة لجم إسرائيل من أجل حماية النظام الجديد في سوريا". أما بالنسبة الى لبنان، فرأى المصدر أن الولايات المتحدة تعلم أن الأمور متصلة على الجبهتين، اللبنانية والسورية، إذ تخشى في حال حصول تصعيد كبير في مكان ما، أن يمتد إلى مكان آخر.

بوصلة اجتماع باريس!

قد يكون اجتماع باريس بوصلة للمرحلة المقبلة، خصوصاً أن الأطراف الثلاثة المجتمعة هي الأطراف الأساسية في اللجنة الخماسية التي تتابع الوضع اللبناني. وفي هذا السياق، قال مصدر خاص لـ "الأنباء الإلكترونية" إننا "نعلم جيداً أن إنتخاب رئيس الجمهورية جوازف عون كان ثمرة تعاون سعودي أميركي، كما أن وصول القاضي نواف سلام الى رئاسة الحكومة كان ثمرة تعاون سعودي فرنسي، وبالطبع هذه الدول تشعر أنها مسؤولة عن تقدم الوضع اللبناني".

ولفت المصدر الى أنه بعد النكسة التي حصلت مع إلغاء زيارة قائد الجيش الى واشنطن، والملاحظات الأميركية على أداء السلطات اللبنانية في التعامل مع ملف حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، تقف باريس في الموقع الوسطي لاحتواء ذلك، ولإقناع الجانب الأميركي، كما الجانب السعودي، بأن السلطات اللبنانية جادة في عملها، وتقول إنها أنجزت غالبية المهمة جنوب الليطاني، وأن ما يحصل شمال الليطاني يتصل بإحتواء سلاح "حزب الله".

وأشار المصدر الى أن ذلك يتفق مع كلام برّاك عن تعطيل سلاح حركة "حماس" في غزة وليس نزع السلاح، سائلاً: هل ما طرحه توم براك حول غزة يمكن أن ينطبق على لبنان؟ هل يتشابه الوضع في لبنان مع غزة أم لا؟ 

وأوضح المصدر عينه، أن فرنسا ستسعى من خلال الاجتماع الى عقد المؤتمر الذي تراهن عليه منذ فترة، إذ كان من المقرر أن يعقد في باريس ولكن بناءً على طلب المملكة العربية السعودية سيعقد في الرياض، معتبراً أنه إذا تقرر إنعقاد المؤتمر في أول العام المقبل، كما يُفترض، فهذا يؤشر الى أننا أمام خطوة إيجابية، فيما تأجيل المؤتمر أو عدم تحديد موعد لزيارة جديدة لقائد الجيش الى واشنطن يعدان خطوة سلبية.

وخلص المصدر الى القول: من خلال مراقبة هذين الأمرين يتضح لنا الموقف الدولي والإقليمي حيال لبنان.

وفي سياق متّصل لا بدّ من الإشارة إلى التنويه في عمل الجيش اللبناني الذي سجّله السفير الأميركي لدى بيروت ميشال عيسى عقب الجولة الاستطلاعية الدبلوماسية الجنوبية، الأمر الذي خلّف ارتياحاً لبنانياً رسمياً عشيّة الاجتماع التنسيقي لدعم الجيش.

جلسة بلا بركة؟!

ومن المتوقع أن يتكرر سيناريو الجلسة التشريعية السابقة في جلسة الغد التي دعا اليها رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري، والمكملة لسابقاتها والمخصصة لمتابعة درس مشاريع واقتراحات القوانين، التي كانت مدرجة على جدول أعمال جلسة 29 أيلول الماضي.

وأشارت مصادر سياسية لـ "الأنباء الإلكترونية"، الى أن غياب أي بند متعلق باقتراح القانون لتعديل قانون الانتخابات، قد يدفع بعض القوى السياسية الى مقاطعة الجلسة، وهذا ما أعلنه حزبا "القوات اللبنانية" و"الكتائب" مساء أمس صراحة، معتبرةً أن ذلك خطأ كبير ويؤثر على مصالح المواطن والمصلحة العامة.

ومن ناحية أخرى، رأت المصادر أن كل هذه المؤشرات قد تضع الانتخابات النيابية في مهب الريح، ليس لناحية المهل المنصوص عنها في القانون وحسب، لا بل أيضاً ما يتعلق بتصويت المغتربين وإلغاء المقاعد الستة وفق ما نص القانون النافذ حالياً، ويضع علامات استفهام حول كيفية حصولها، وما هي الآلية إذا لم يحصل أي تعديل؟ 

لبنان وسوريا.. الى أين؟ 

على خط العلاقات اللبنانية - السورية، وكما هو واضح أن الوفد القضائي اللبناني الذي زار سوريا مؤخراً فشل في حلحلة الملفات الشائكة بين البلدين لا بل زاد من حدتها، وتحديداً ما يتعلق بملف السجناء والموقوفين السوريين في السجون اللبنانية. وفي هذا السياق، أشارت مصادر سياسية لـ"الأنباء الإلكترونية" الى أن تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا يبدأ بمعالجة ملفين أساسيين، الأول ملف السجناء والموقوفين السوريين في لبنان، فيما الملف الآخر هو ترسيم الحدود.

 

 

 

 

 

 "اللواء":

يُسِّجل لبنان حضوراً متقدماً ومرحباً به دولياً في مواجهة الانكار الاسرائيلي لإلتزامات التوقيع على قرار وقف اطلاق النار. استناداً الى القرار الأممي 1701 ويتمثل الانكار والرفض باستمرار العمليات والتوغلات والاغتيالات، من دون اقامة أي اعتبار دبلوماسي، سوى الرغبة بإرهاب لبنان والجنوبيين، بذرائع لا أساس لها من الواقعية أو الوثوق..

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» انه صحيح ما من موعد محدد لزيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى الولايات المتحدة انما هذا لا يعني انه لن تكون هناك زيارة قريبة له.

واشارت الى ان تقرير قيادة الجيش بشأن حصرية السلاح والمراحل المتبقية قيد الإنجاز، وأن الموعد المرتقب لمناقشته في مجلس الوزراء في بداية العام المقبل، وتُعدُّ هذه الجلسة اساسية في مقاربة انتهاء المرحلة الأولى وما تحقق منها وما هو المرتجى في هذا السياق وسط تأكيد رسمي على ان الجيش يقوم بجهود جبارة وفق ما كُلّف به.

وعلى خط واشنطن يجري الحديث عن زيارة للرئيس عون قد تسبق زيارة العماد هيكل.

وفي السياق، تتجه الانظار الى محطات يوم أمس، عربياً ودولياً لترقّب نتائج حراك الموفدين بوصول رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي يوم غدٍ الخميس الى بيروت، واجتماع باريس الثلاثي الفرنسي – السعودي- الاميركي ثم الرباعي مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل في اليوم ذاته، وبعده ما سيحمله الجمعة اجتماع لجنة الاشراف على تنفيذ وقف الاعمال العدائية بحضور المندوبين السياسيين اللبناني والاميركي والاسرائيلي، وتردد ان الفرنسي جان ايف لو دريان قد يحضره ما لم ينشغل بإجتماعات باريس. لكن العدو الاسرائيلي واصل استباق اي حراك بعدوان جوي كما حصل امس بالغارات على سيارة بين مركبا والعديسة، وتجاوزه الجنوب الى منطقة الشوف في جبل لبنان بغارة على بيك أب لنقل المياه. وأسفرت الغارتان عن استشهاد مواطنين وسقوط عدد من الجرحى.

وذكرت قناة «الجديد» انه سيُصار الى تعيين عضوين اضافيين سني وشيعي في لجنة الميكانيزم، وأن الشيعي سيكون السفير السابق في لندن رامي مرتضى. وحاولت «اللواء» الاتصال بالسفير مرتضى للتأكد من صحة الخبر. لكن تبين انه غيّر رقم هاتفه. اما العضو السني فسيتم اختياره من بين سفراء سابقين.

لكن مصادر رسمية اكدت لـ «اللواء» ان فكرة تعيين عضوين شيعي وسني مطروحة للبحث، وأن السفير مرتضى طُرح في النقاش للتعيين، وأن الرئيس نبيه بري رحب بالفكرة من حيث المبدأ لكن لم يتخذ بها اي قرار، خاصة ان السفير مرتضى لا زال في الخدمة الفعلية في الادارة المركزية للخارجية وليس سفيراً سابقاً، وتعيينه يعني رفع مستوى التفاوض الى درجة سفير حالي وهذا امر بحاجة الى درس وتروٍّ لأنه قد يثير بلبلة إن لم يكن مشكلة سياسية.

عون وهيكل

والتقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون امس، بقائد الجيش الذي يتوجه الى العاصمة الفرنسية اليوم، وبحث معه حسب معلومات «اللواء» ما سيتم طرحه في اجتماع باريس من تفاصيل حول ما انجزه الجيش في جنوبي نهر الليطاني على صعيد جمع السلاح وازالة المظاهر العسكرية والعقبات امام استكمال انتشاره، وحول العوائق امام استكمال مهمته، والتمهيد للإنتقال الى المرحلة الثانية العام المقبل. الى جانب استعراض حاجات الجيش العسكرية واللوجستية التي سيتم بحثها في الاجتماع والتي ستعرض في مؤتمر دعم الجيش المفترض عقده لاحقاً.

كما أطلع العماد هيكل الرئيس عون على نتائج الجولة التي قام بها رؤساء البعثات الدبلوماسية والملحقون العسكريون العرب والاجانب امس الاول بالعين المجردة على ما انجزه الجيش لا سيما انتشاره في قواعد وانفاق المقاومة ومصادرة ما تبقى من اسلحة وعتاد، ما ترك انطباعاً جيدا لدى الوفد، لا سيما وأن اعضاءه توغلوا – حسب معلومات «اللواء»- في وادي زبقين الذي يبعد عن القرية مسافة نحو ساعة وشاهدوا انفاق حزب الله الفارغة، كما استطلعوا موقع لحلح المقابل لموقع الاحتلال .

وفي المعلومات ان جولة السفراء والملحقين العسكريين قد تفيد في تأكيد جهوزية الجيش لكل المهمات المطلوبة منه، لكن مع ضرورة دعمه بما يحتاجه بعد من عتاد وسلاح، وهنا تكمن اهمية رفع الدبلوماسيين تقاريرهم الى دولهم بما يدفع الى تسريع عقد مؤتمر الجيش وتوفير احتياجاته.

ورغم كل ما يقدمه لبنان لا زال الجو الاميركي والاسرائيلي يضخ مناخات سلبية وتهديدات وحملات على الجيش اللبناني، حيث أكد مسؤول في البيت الأبيض لمراسل «شمس» أن الولايات المتحدة «تدعم جهود إسرائيل للقضاء على التهديد الذي تُشكّله حماس وحزب الله».

وقال المسؤول: «نظراً لفشل الجهود الدبلوماسية في نزع سلاح حزب الله في لبنان، وإذا رفض حزب الله التراجع، يُعتبر العمل العسكري ضروريًا، إذ يُشكّل خطرًا مباشرًا على إسرائيل وعلى الاستقرار الإقليمي. وأضاف أن القضية الأساسية تكمن في نفوذ إيران في المنطقة، ولن يتحقق سلام دائم في إسرائيل ولبنان وغزة إلا بتفكيك الجماعات المسلحة المدعومة من إيران».

وفي السياق، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية عن دبلوماسيين قولهم: أن اجتماع رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو والموفد الاميركي طوم براك، أسفر عن اتفاق لمواصلة الحوار بشأن لبنان.

كما ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية: أن «الجيش الإسرائيلي يرى أن وتيرة عمل الجيش اللبناني ضد حزب الله، أقل من وتيرة إعادة بناء الحزب لنفسه، وأن الجيش الإسرائيلي يفهم أن الجيش اللبناني يواجه تحديات في الوصول لمخازن السلاح التابعة لحزب الله في المناطق الشيعية». وبحسب الصحيفة فإنّ «التقديرات الإسرائيلية أن حزب الله لن ينزع سلاحه، لكنه لم يعد بمقدوره تنفيذ عمليات اقتحام واسعة لإسرائيل». كما تضيف الصحيفة أن «الجيش الإسرائيلي يدَّعي أن حركة حماس هي الأخرى تعمل في لبنان، وتسعى لإعادة التموضع وبناء قدراتها».

ورداً على الجولة التي نظمها الجيش اللبناني على المواقع المختلفة جنوب نهر الليطاني، وقرابة الخط الازرق، وشارك فيها عدد من السفراء العرب والاجانب، أعلن الجيش الاسرائيلي رفع جهوزية في النقاط الخمس التي يحتلها في الجنوب، وأن ما يقوم به الجيش اللبناني يقتصر على المناطق المفتوحة، وليس داخل القرى..

ومع ذلك، ذكرت هيئة البث الاسرائيلية أن حزب الله قلَّص انتشاره العسكري جنوب نهر الليطاني وتم نقل الاسلحة الثقيلة والمتوسطة الى مناطق شمال نهر الليطاني.

إجتماع باريس

وغداً الخميس، تُعقد طاولة في باريس يشارك فيها العماد هيكل وسفراء من فرنسا، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة للبحث في عقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني بالعتاد والتجهيزات ليتمكن من القيام بما تتطلّبه مهامه في الجنوب وكل لبنان لجهة حصر السلاح بيد الدولة، والحفاظ على الامن والاستقرار..

وحسب ما توافر من معلومات فإن لبنان أعد ملفه للاجتماع، وهو غني بالوقائع الملموسة، التي تفرض تقديم مساعدات عاجلة للجيش ليتمكن من تعزيز انتشاره في الجنوب مع اقتراب موعد بدء سحب وانتشار وحدات الامم المتحدة.

وقال مصدر واسع الاطلاع أن الورقة اللبنانية غنية بالوقائع والمطالب في ضوء ما لمسه ممثل الدول المشاركة في الاجتماع على الارض في الجولة التي نظمها الجيش اللبناني الى مناطق جنوبي الليطاني.

موعد الجلسة ثابت لكن انعقادها رهن التوافقات

وغداً، من المفترض أن تعقد جلسة تشريعية، دعا إليها الرئيس نبيه بري لمتابعة درس مشاريع اقتراحات القوانين التي كانت مدرجة على جدول أعمال جلسة 29 أيلول الماضي، ومنها مشروع قانون باعطاء مساعدة مالية للعاملين في القطاع العام والمتقاعدين، باستثناء العسكريين الذين يتقاضون مثل هذه المساعدة منذ أشهر سواءٌ أكانوا في الخدمة (4ا مليون شهرياً) والمتقاعدين (12 مليون شهرياً).

المقاطعة

أعلنت كتلة نواب حزب الكتائب، أنّ الجلسة التشريعية التي دعا إليها الرئيس بري، لا تشكّل سوى استمرار للجلسات السابقة بجدول الأعمال نفسه. وعليه تؤكّد الكتلة أنّها لن تشارك في الجلسة ما لم يُدرج على جدول أعمالها مشروع القانون المعجّل القاضي بالسماح للبنانيين غير المقيمين بالاقتراع لكامل أعضاء مجلس النواب الـ128، باعتباره حقًا دستوريًا لا يجوز تعطيله أو الالتفاف عليه.

كما اعلن عضو كتلة الجمهورية القوية النائب الدكتور فادي كرم مقاطعة نواب القوات اللبنانية للجلسة.

سلام وفرنسا

وعلى خط ٍ اقتصادي، استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام المستشارَ الاقتصادي للمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الفرنسية إلى لبنان جاك دو لا جوجي ووفداً مرافقاً، في حضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو. وجرى خلال اللقاء البحث في التقدّم المُحقَّق في إعداد مشروع قانون الفجوة المالية.

وحسب معلومات رئاسة الحكومة «جرى التأكيد على ثبات المبادئ الأساسية التي تحكم إعداد المشروع، وفي مقدّمها حماية حقوق المودعين، إلى جانب العمل على إرساء قطاع مصرفي سليم وقادر على استعادة الثقة والاستقرار، بما يساهم في دعم تعافي الاقتصاد اللبناني وتحفيز النمو من جديد».

وفي اطار مالي، أعلن وزير المال ياسين جابر أن التنسيق قائم مع البنك الدولي حول اصلاح قطاع الطاقة في لبنان..

وأكد جابر خلال استقباله وفد البنك أنه جرى التأكيد على شرطين أساسيين لا غنى عنهما لإنجاح أي شراكة مستقبلية بين القطاعين العام والخاص في قطاع الكهرباء، وهما: نشر الحسابات المالية المدققة لمؤسسة كهرباء لبنان، بما يعزز الشفافية والمساءلة، وتفعيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء بشكل كامل، ليس فقط من خلال الاكتفاء بتعيين أعضائها، انما عبر تمكينها من ممارسة صلاحياتها القانونية والتنظيمية بصورة فعلية.

30 حافلة للنقل المشترك من قطر

وفي اطار التخفيف عن أعباء النقل في البلاد، تسلَّم وزير الاشغال العامة والنقل في اعادة تفعيل النقل العام من السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني 30 حافلة للنقل المشترك، وأشار رسامني إلى أنّ «النقل المشترك انطلق بثبات، حيث بات عدد مستخدمي الحافلات يتجاوز السبعة آلاف راكب يوميًا، وهو رقم في تصاعد مستمر»، معتبرًا أنّ «هذا الواقع يؤكّد أهمية تطوير هذا القطاع وضرورة اعتماد نظرة موحّدة للنقل العام بالشراكة مع مختلف الجهات المعنية، وهو ما سعى إليه وزير الأشغال العامة والنقل».

من جهته، أكّد سفير قطر أنّ «تسليم الحافلات يأتي في إطار العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع بين البلدين، وفي سياق دعم وزارة المواصلات في دولة قطر للحكومة اللبنانية».

الجامعة اللبنانية: إضراب غداً والجمعة

تربوياً، تُضرب الجامعة اللبنانية في مختلف كلياتها ومختبراتها يوم غد الخميس وفي اليوم الذي يليه (الجمعة) احتجاجاً على عدم الاخذ بالمطالب المرفوعة، سواءٌ في ما خص التفرغ أو تعيين عمداء بالاصالة أو النظر بتعزيز وضع صندوق تعاضد اساتذة الجامعة اللبنانية وغيرها..

وأيدت لجنة المتعاقدين بالساعة قرار الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين بالاضراب والتحرك الاحتجاجي.

شهيدان وتوغل في الظهيرة

في الوضع الميداني، تجاوز العدو الاسرائيلي بغاراته العدوانية حدود الجنوب الى منطقة الشوف في جبل لبنان، فشن غارة غروب امس استهدفت بيك آب لنقل المواد الغذائية على طريق سبلين-جدرا، وافادت المعلومات عن ارتقاء المواطن الشاب حسين قطيش من بلدة عنقون الجنوبية وقد نعته حركة امل لاحقاً، وسقوط 5 جرحى بينهم من ضباط الأمن العام من بلدتي دلهون ومزبود صودف مرورهم في المكان، بينهم حالة بحاجة إلى تدخل جراحي عاجل.وشهدت المنطقة لاحقا زحمة سير خانقة بعد الغارة نتيجة قطع الطريق .

ونجا إقليم الخروب من مجزرة حيث تزامنت الغارة في توقيت حسّاس مع عودة طلاب من جامعات صيدا وبيروت، ما كان من شأنه تعريض عدد كبير من المدنيين للخطر.وأفاد طلاب تزامن مرورهم بأنهم شاهدوا مشاهد صادمة على الطريق عقب الاستهداف، فيما سارعت فرق الإسعاف إلى الموقع.

وذكر مصدر أمني أن الغارة نُفّذت باستخدام ثلاثة صواريخ، مشيراً إلى أن أحد الصواريخ استقرّ عند طرف الشاحنة من دون أن يُلحق بها أضراراً كبيرة، إذ كانت محمّلة بمواد غذائية.وإن أحد الصواريخ استُخدم لاستهداف الأفراد مباشرة. وعند محاولة المواطن الذي كان داخل الآلية الفرار باتجاه حرج قريب من الطريق العام، عاودت المسيّرة استهدافه بصاروخ آخر مباشرةً.

وفي سياق متصل، أوضح المصدر أن الصاروخ المستخدم هو من طراز «إيه جي إم-114» المعروف بـ«صاروخ نينجا»، وهو سلاح لا يحتوي على متفجرات تقليدية، بل يعتمد على شفرات حادة تنفتح لحظة الإصابة.

وقبل ذلك شن العدو غارة على سيارة على طريق مركبا العديسة ما ادى الى ارتقاء مواطن.

وذكر جيش الاحتلال الاسرائيلي: «انه استهدف عنصرًا من حزب الله في جنوب لبنان ويُعدّ وجود عناصر حزب الله في جنوب لبنان انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار. ثم قال في بيان آخر هاجمنا عنصرًا ثانيًا من «حزب الله» (في غارة سبلين) .

وكانت قد تسلَّلت قوة إسرائيلية معادية إلى بلدة الضهيرة، زارعةً أعلاماً «اسرائيلية» بالقرب من احد المنازل. ووضعت القوة صناديق ذخيرة فارغة ومفخخة،عمل الجيش اللبناني على تفجيرها.

كما افيد بأن زورقا حربيا معاديا أطلق رشقات نارية ليل أمس، باتجاه المياه الإقليمية قبالة شاطئ الناقورة، بالاضافة الى إطلاق قنابل مضيئة في أجواء المنطقة ذاتها.

وبداية المساء استهدف العدو أطراف مروحين بقذيفة فوسفورية. كما نفذت قوات الإحتلال الإسرائيلي اعمال تجريف جنوب الخط الأزرق داخل الأراضي اللبنانية المحتلة بين اطراف مارون الرأس وبلدة صلحا المحتلة لاستكمال الجدار الاسمنتي الفاصل. كما اطلق العدو رمايات رشاشة نحو بلدة حولا.

 

 

 

 

 

"البناء":

تراجع التفاؤل بخطة واشنطن لأوكرانيا: أوروبا ترفع سقفها… وبوتين يحتكم للميدان 
الجلسة التشريعية غداً ومشاريع التعطيل بقيادة «القوات» وجدول أعمال مالي حكومي

كان مفاجئاً إدراج سورية في لائحة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للدول التي يخضع مواطنوها لقيود مشدّدة لدخول الأراضي الأميركية الى جانب جنوب السودان ومالي وبوركينا فاسو والنيجر، بينما فرض الحظر الكامل على حاملي جوازات سفر السلطة الفلسطينية، وكرّس المرسوم حظر دخول مواطني الدول الـ12 التي سبق أن صدر مرسوم بحظر دخولها في يونيو/حزيران الماضي وهي: أفغانستان، وميانمار، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن. كذلك فرض المرسوم الجديد قيوداً كاملة على دخول رعايا لاوس وسيراليون اللتين خضعتا سابقاً لقيود جزئية، وفق البيت الأبيض. وأضاف المرسوم قيوداً جزئية على دخول رعايا 15 دولة هي أنغولا، وأنتيغوا وبربودا، وبنين، وكوت ديفوار، ودومينيكان، والغابون، وغامبيا، وملاوي، وموريتانيا، ونيجيريا، والسنغال، وتنزانيا، وتونغا، وزامبيا، وزيمبابوي، ويستمر المرسوم في فرض قيود جزئية على مواطني أربع من الدول السبع الأصلية المصنفة عالية الخطورة وهي: بوروندي، وكوبا، وتوغو، وفنزويلا، والمفاجأة بتشديد القيود على سورية تعود إلى درجة الثقة التي يمنحها الرئيس ترامب للحكم الجديد في سورية، والتي يبدو أنها تلقت إصابة بالغة مع عملية داعش في تدمر التي أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين برصاص أحد عناصر الأمن السوري الذي جندته داعش، والمفترض أنه كان مكلفاً بحماية اجتماع سوري أميركي مشترك في تدمر.
واشنطن المنشغلة بداعش ومراجعة سياساتها في سورية، والتي تستعدّ لحسم مسار المرحلة الثانية في خطة غزة وحل المعضلات العالقة لانطلاقها، خصوصاً تشكيل القوة الدولية، حيث يقف الاعتراض الإسرائيلي على مشاركة تركيا حجر عثرة أمام اكتمال تشكيل القوة، تلقت صفعة لخطتها لوقف الحرب في أوكرانيا مع ما أعلنه قادة أوروبا والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، حول طلب ضمانات أمنية في الحل تتمثل بنشر قوات أوروبية في أوكرانيا تقول روسيا إنه يستحيل القبول بها، وتتضمن الطلبات الأوروبية الأوكرانية استخدام الأموال الروسية المجمدة في المصارف الغربية لإعادة إعمار أوكرانيا كنوع من العقوبة على روسيا، والمساهمة في إعادة إعمار أوكرانيا هو ما كانت روسيا قد أبدت استعداداً لمناقشته في خطة السلام كمشاركة في حلف عالمي لإعادة إعمار أوكرانيا، بينما يقول الروس إنهم لن يسمحوا بوضع اليد على ودائعهم وينظروا لرفع العقوبات بصورة شاملة كبند أول في أي خطة لإنهاء الحرب، وقد سجل المراقبون يوم أمس استئنافاً قوياً للحملات الروسية النارية والبرية فيما اعتبروه عودة الاحتكام للميدان وصرف النظر عن مسار التفاوض.
في لبنان، رغم الاهتمام بمشهد التجاذب حول سلاح المقاومة، وحديث التصعيد الإسرائيلي والغارات المستمرة على سيارات ودراجات بواسطة طائرات مسيّرة تغتال من تقول إنهم كوادر وعاملون في المقاومة، تشخص الأنظار مجدداً إلى المجلس النيابي الذي يفترض أن يعقد جلسة تشريعية يوم غد، للنظر في جدول أعمال الجلسة السابقة التي لم تعقد بسبب عدم توافر النصاب في 29 أيلول الماضي، وتواجه جلسة الغد دعوات للمقاطعة وتعطيل النصاب تقودها القوات اللبنانية وتشارك فيها الكتائب وعدد من النواب، دون أن يُعرف بعد حجم الاستجابة الذي ستلقاه دعوات المقاطعة، خصوصاً أن في جدول الأعمال مشاريع حكومية ذات طابع مالي حيوي من تشريعات تتصل باتفاقيات خارجية ومشاريع قروض.

قبل يومين من اجتماع لجنة »الميكانيزم» في 19 الحالي ينعقد اجتماع باريس في السابع عشر من الشهر الحالي، بمشاركة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آن كلير لوجاندر إلى جانب الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وممثل المملكة العربية السعودية الأمير يزيد بن فرحان فيما تكتمل صورة اللقاء في اليوم التالي مع وصول قائد الجيش رودولف هيكل إلى العاصمة الفرنسية للمشاركة مباشرة في النقاشات المتعلقة بدور المؤسسة العسكرية واحتياجاتها في المرحلة المقبلة بما يعكس توجهاً خارجياً يضع الجيش اللبناني في صلب مقاربة الاستقرار.
وتتجاوز أهمية هذا الاجتماع حدود النقاشات التي ستجري خلاله ليصبح مؤشراً على المرحلة التي تليه إذ يبدو أن التعامل الدولي مع لبنان يتجه نحو الإبقاء على إدارة دقيقة للأزمة تقوم على ضبط الإيقاع الأمني ومنع أي تدهور واسع بالتوازي مع تكثيف الضغوط السياسية والدبلوماسية على القوى الداخلية من دون الذهاب إلى حلول حاسمة، وهو ما يجعل هذا النهج قابلاً للاهتزاز في حال استمرار المراوحة الداخلية.
هذا وتابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس، التحضيرات الجارية للاجتماع المقرّر عقده في باريس يوم غد للبحث في حاجات الجيش. وفي هذا الإطار، استقبل الرئيس عون قائد الجيش العماد رودولف هيكل وزوّده بتوجيهاته بالنسبة إلى المواضيع التي ستبحث خلال الاجتماع في باريس، وتداول معه في حاجات الجيش في المرحلة الراهنة. وخلال اللقاء أطلع العماد هيكل الرئيس عون على نتائج الجولة التي قام بها رؤساء البعثات الدبلوماسية أمس، في أماكن انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، حيث عاينوا الإجراءات والتدابير التي اتخذها الجيش تنفيذاً للخطة الموضوعة لبسط سلطة الدولة وإزالة المظاهر المسلحة. كما تداول الرئيس عون مع قائد الجيش في الانطباعات التي تكوّنت لدى الدبلوماسيين خلال الجولة.
على خط آخر، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية عن دبلوماسيين، قولهم إن اجتماع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والموفد الأميركي توم برّاك، أسفر عن اتفاق لمواصلة الحوار بشأن لبنان. أما صحيفة »هآرتس» العبريّة فأشارت إلى أن »الجيش الإسرائيلي يرى أن وتيرة عمل الجيش اللبناني ضد حزب الله، أقلّ من وتيرة إعادة بناء الحزب لنفسه»، لافتة إلى أن »الجيش الإسرائيلي يفهم أن الجيش اللبناني يواجه تحديات في الوصول لمخازن السلاح التابعة لحزب الله في المناطق الشيعية». وبحسب الصحيفة فإنّ »التقديرات الإسرائيلية أن حزب الله لن ينزع سلاحه، لكنه لم يعد بمقدوره تنفيذ عمليات اقتحام واسعة لـ»إسرائيل»». كما تضيف الصحيفة أن »الجيش الإسرائيلي يدّعي أن حركة حماس هي الأخرى تعمل في لبنان، وتسعى لإعادة التموضع وبناء قدراتها».
وذكر موقع »ارم نيوز»، أنّ القناة الـ12 الإسرائيليّة قالت إنّ الجيش الإسرائيليّ يُجهّز قائمة بأهداف محتملة ضدّ »حزب الله»، تحسباً لقرار شنّ تل أبيب لعملية واسعة. وقالت القناة الإسرائيليّة: »تدرك إسرائيل أنّ »حزب الله» لا يزال يمتلك صواريخ بعيدة المدى ووسائل أخرى يمكنه استخدامها في معارك حاسمة. وفي الوقت عينه، يواصل مساعيه لتعزيز قوته، ولهذا السبب قد تجري القوات الإسرائيلية عمليات في العمق اللبناني لإلحاق الضرر بـ»الحزب»».
وأكد مسؤول في البيت الأبيض لقناة »شمس» أن الولايات المتحدة تدعم جهود »إسرائيل» للقضاء على التهديد الذي تُشكّله حماس وحزب الله، وقال المسؤول »نظراً لفشل الجهود الدبلوماسيّة في نزع سلاح حزب الله في لبنان، وإذا رفض حزب الله التراجع، يُعتبر العمل العسكري ضروريًا، إذ يُشكّل خطرًا مباشرًا على »إسرائيل» وعلى الاستقرار الإقليمي». وأضاف أن »القضية الأساسية تكمن في نفوذ إيران في المنطقة، ولن يتحقق سلام دائم في »إسرائيل» ولبنان وغزة إلا بتفكيك الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.»
وحدّثت وزارة الخارجيّة البريطانيّة تحذيرات السَّفر إلى لبنان، مؤكِّدة أنّ الوضع الأمني لا يزال غير مستقرّ رغم دخول وقف إطلاق النّار حيِّز التّنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، ونصحت بعدم السَّفر إطلاقًا إلى مناطق واسعة وبالسَّفر فقط للضَّرورة القصوى إلى مناطق أخرى، مع التّنبيه إلى احتمال إغلاق الطُّرق وعدم القدرة على المغادرة في أيّ وقت وعدم الاعتماد على الإجلاء الطارئ.
وشملت التّحذيرات بيروت وضواحيها الجنوبيّة مع استثناء طريق المطار، وتجنّب أحياء ومناطق محدَّدة في الضاحية وبئر حسن باستثناء نطاق يضمّ مستشفى رفيق الحريري، إضافةً إلى الجنوب والنبطيّة ولا سيّما المناطق جنوب نهر الليطاني، والبقاع وبعلبك الهرمل ضمن نطاقات واسعة تشمل طرقًا رئيسيّة ومواقع أثريّة، وكذلك الشمال وطرابلس وعكّار، مع توصيات بالسَّفر للضَّرورة القصوى فقط إلى بعض المناطق المحدودة.
كما شدَّدت الخارجيّة البريطانيّة على عدم السَّفر إطلاقًا إلى مخيَّمات اللاجئين الفلسطينيّين، وأشارت إلى استمرار الغارات الجويّة والقصف المدفعي في الجنوب والبقاع، مع إمكانيّة وقوع ضربات في مناطق أخرى من البلاد، بما فيها الضواحي الجنوبيّة لبيروت، داعيةً إلى متابعة المستجدّات الأمنيّة بشكل دائم.
وفي بروكسل عقد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي صباحاً لقاءً موسّعًا مع سفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، تناول خلاله الأوضاع في لبنان على الصُعُد السياسية والاقتصادية والأمنية، مسلطًا الضوء على جهود الحكومة للنهوض بالبلاد والصعوبات التي لا تزال تواجهها، لا سيما موضوع الاحتلال الإسرائيلي. وشدّد الوزير رجي على ضرورة الضغط على »إسرائيل» للانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن الأسرى، ووقف الاعتداءات العسكرية اليومية، كما تمنى على الدول الأوروبية ألّا تقتصر المفاوضات مع إيران على ملفي النووي والصواريخ الباليستية، وأن تشمل أيضًا مسألة أذرعها في المنطقة. وأكد أهمية القرار الحكومي »التاريخي» بحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها وسيادتها بقواها الذاتية حصرًا على كافة الأراضي اللبنانية. كما تطرّق اللقاء إلى اليوم التالي لما بعد انتهاء مهام اليونيفيل في نهاية العام المقبل، وأهميّة تعزيز الدعم الأوروبي والدولي للجيش اللبناني للاضطلاع بمهامه على أكمل وجه، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب السفراء عن دعم دولهم للقرارات التي تتخذها الحكومة اللبنانية، وعن اهتمام الاتحاد الأوروبيّ برفع علاقته مع لبنان إلى مستوى شراكة استراتيجية، وزيادة مساعداته بشكل كبير بعد توقيع الحكومة على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مؤكدين دعمهم للجيش اللبناني ولمسيرة الإصلاح. وكان رجي عقد على هامش مشاركته في مؤتمر مجلس الشراكة بين لبنان والاتحاد الأوروبي في بروكسل لقاء مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، التي رحّبت بـ»التقدّم الذي حققه لبنان حتى الآن في تنفيذ الإصلاحات وتعزيز حصرية السلاح بيد الدولة».
وعشية جلسة تشريعية الخميس لم يدرج رئيس مجلس النواب على جدول أعمالها مشاريع القوانين لتعديل قانون الانتخاب الحالي المقدمة من أكثرية نيابية والمرسلة من مجلس الوزراء، اتخذ تكتل الجمهورية القوية قرارًا بعدم حضور الجلسة التشريعية التي دعا إليها. وأكّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع أن »دعوة بري إلى جلسة تشريعيّة يوم الخميس المقبل لاستكمال ما تبقى من جدول أعمال الجلسة الماضية، والتي قاطعها أكثر من نصف النواب لعدم إدراجه على جدول أعمالها اقتراح القانون المعجّل المكرّر المتعلّق بقانون الانتخابات، تعد تخطياً واستخفافاً برأي هؤلاء الـنواب الـ65»، موضحاً أن »بالإضافة إلى ذلك، وفي ذاك الحين، كانت الحكومة قد أرسلت أيضاً مشروع قانون معجّل بالموضوع ذاته إلى المجلس، فلم يقم الرئيس بري بتحويله إلى الهيئة العامة بل حوّله إلى اللجان، وكأنه مشروع قانون عادي في موضوع عادي وفي زمن عادي». وأضاف: »وحتى بعدما حوّله إلى اللجان وانقضاء مهلة الـ15 يوماً المنصوص عنها في النظام الداخلي للمجلس، لم يقم الرئيس بري بما كان عليه القيام به، أي تحويل مشروع القانون إلى الهيئة العامة».
وكان الرئيس برّي بحث في المستجدات السياسية والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال استقباله السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني.

 

 

 

 

 

"الشرق":

حتى إشعار آخر، الغموض يلف مصير سلاح حزب الله وكيفية نزعه او احتوائه او ابتكار اطار ما، يكفل إبعاد كأس الحرب الاسرائيلية مجددا عن لبنان بعد سقوط اخر اوراق روزنامة العام 2025. حتى الساعة ليس ما يزيل الضبابية. في المشهد العام، يستمر ضغط واشنطن على تل ابيب لمنع اقدامها على خطوة متهورة قبل اتضاح اتجاهات السلطة اللبنانية بعد انتهاء الجيش من تنفيذ تنظيف جنوب الليطاني من بقايا سلاح الحزب، مقابل ضغط عربي على كبار المسؤولين في لبنان للإسراع في نزع فتيل الحرب وتقديم المساعدة حيث يمكن، وتندرج ضمنها زيارة رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي غدا الخميس لبيروت. اما الدولة فتنتظر وتترقب، اجتماع لجنة الميكانيزم غدا واجتماع باريس بعد الغد، ونتائج اللقاء العاجل بين المبعوث الأميركي توم براك ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو امس وقد ناقش ملفي سوريا ولبنان.

توجيهات رئاسية

في الداخل، تابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون امس، التحضيرات الجارية للاجتماع المقرر عقده في باريس يوم الخميس المقبل للبحث في حاجات الجيش. وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون قائد الجيش العماد رودولف هيكل وزوده بتوجيهاته بالنسبة الى المواضيع التي ستبحث خلال الاجتماع في باريس، وتداول معه في حاجات الجيش في المرحلة الراهنة. وخلال اللقاء اطلع العماد هيكل الرئيس عون على نتائج الجولة التي قام بها رؤساء البعثات الديبلوماسية امس في اماكن انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، حيث عاينوا الاجراءات والتدابير التي اتخذها الجيش تنفيذاً للخطة الموضوعة لبسط سلطة الدولة وإزالة المظاهر المسلحة . كما تداول الرئيس عون مع قائد الجيش في الانطباعات التي تكونت لدى الديبلوماسيين خلال الجولة.

ردع اسرائيل وايران

بدوره، عقد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي صباحاً لقاءً موسّعًا في بروكسيل مع سفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، تناول خلاله الأوضاع في لبنان على الصُعُد السياسية والاقتصادية والأمنية، مسلطًا الضوء على جهود الحكومة للنهوض بالبلاد والصعوبات التي لا تزال تواجهها، لا سيما موضوع الاحتلال الإسرائيلي. وشدّد الوزير رجي على ضرورة الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن الأسرى، ووقف الاعتداءات العسكرية اليومية، كما تمنى على الدول الأوروبية ألّا تقتصر المفاوضات مع إيران على ملفي النووي والصواريخ الباليستية، وأن تشمل أيضًا مسألة أذرعها في المنطقة. وأكد أهمية القرار الحكومي “التاريخي” بحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها وسيادتها بقواها الذاتية حصرًا على كافة الأراضي اللبنانية. كما تطرّق اللقاء إلى اليوم التالي لما بعد انتهاء مهام اليونيفيل في نهاية العام المقبل، وأهمية تعزيز الدعم الأوروبي والدولي للجيش اللبناني للاضطلاع بمهامه على أكمل وجه، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.

دعم للجيش والاصلاح

وأعرب السفراء عن دعم دولهم للقرارات التي تتخذها الحكومة اللبنانية، وعن اهتمام الاتحاد الأوروبي برفع علاقته مع لبنان إلى مستوى شراكة استراتيجية، وزيادة مساعداته بشكل كبير بعد توقيع الحكومة على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مؤكدين دعمهم للجيش اللبناني ولمسيرة الإصلاح. وكان رجي عقد على هامش مشاركته في مؤتمر مجلس الشراكة بين لبنان والاتحاد الأوروبي في بروكسل لقاء مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، التي رحّبت “بالتقدّم الذي حققه لبنان حتى الآن في تنفيذ الاصلاحات وتعزيز حصرية السلاح بيد الدولة”.

مواصلة الحوار؟

وسط هذه الاجواء، وفي وقت تكثر المخاوف من تجديد اسرائيل حربها على لبنان بعد رأس السنة اذا لم يتم الانتهاء من عملية نزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام 2025، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم الاسرائيلية عن دبلوماسيين، قولهم ان اجتماع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو والموفد الاميركي توم برّاك، أسفر عن اتفاق لمواصلة الحوار بشأن لبنان.

اما صحيفة “هآرتس” العبرية فاشارت الى أن “الجيش الإسرائيلي يرى أن وتيرة عمل الجيش اللبناني ضد حزب الله، أقل من وتيرة إعادة بناء الحزب لنفسه”، لافتة إلى أن “الجيش الإسرائيلي يفهم أن الجيش اللبناني يواجه تحديات في الوصول لمخازن السلاح التابعة لحزب الله في المناطق الشيعية”. وبحسب الصحيفة فإنّ “التقديرات الإسرائيلية أن حزب الله لن ينزع سلاحه، لكنه لم يعد بمقدوره تنفيذ عمليات اقتحام واسعة لإسرائيل”. كما تضيف الصحيفة أن “الجيش الإسرائيلي يدعي أن حركة حماس هي الأخرى تعمل في لبنان، وتسعى لإعادة التموضع وبناء قدراتها”.

بري يستخف بالنواب

انتخابيا، وعشية جلسة تشريعية الخميس لم يدرج رئيس مجلس النواب على جدول اعمالها مشاريع القوانين لتعديل قانون الانتخاب الحالي المقدمة من اكثرية نيابية والمرسلة من مجلس الوزراء، أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “دعوة بري إلى جلسة تشريعيّة يوم الخميس المقبل لاستكمال ما تبقى من جدول أعمال الجلسة الماضية، والتي قاطعها أكثر من نصف النواب لعدم إدراجه على جدول أعمالها اقتراح القانون المعجّل المكرّر المتعلّق بقانون الإنتخابات، تعد تخطياً واستخفافاً برأي هؤلاء الـنواب الـ65”، موضحاً أن “بالإضافة إلى ذلك، وفي ذاك الحين، كانت الحكومة قد أرسلت أيضا مشروع قانون معجّل بالموضوع ذاته إلى المجلس، فلم يقم الرئيس بري بتحويله إلى الهيئة العامة بل حوّله إلى اللجان، وكأنه مشروع قانون عادي في موضوع عادي وفي زمن عادي”. وأضاف: “وحتى بعدما حوّله إلى اللجان وانقضاء مهلة الـ15 يوماً المنصوص عنها في النظام الداخلي للمجلس، لم يقم الرئيس بري بما كان عليه القيام به، أي تحويل مشروع القانون إلى الهيئة العامة”.

 

 

 

 

 

"الشرق الأوسط":

لم تكن جولة ممثلي البعثات الدبلوماسية إلى جنوب لبنان حيث مواقع انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني، حدثاً بروتوكولياً عابراً؛ بل بدت أقرب إلى معاينة سياسية وأمنية مباشرة، تحمل في طياتها رسائل متعددة الاتجاهات، في توقيت إقليمي بالغ الحساسية، يتقاطع فيه مسار التهدئة مع التحضير لمؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني.

وتزامنت الجولة مع لقاءات سياسية ودبلوماسية في قصر بعبدا، حيث تابع رئيس الجمهورية جوزيف عون الثلاثاء، التحضيرات للاجتماع المقرر عقده في باريس للبحث في حاجات الجيش، واطّلع من قائد الجيش العماد رودولف هيكل، على نتائج الجولة التي نظمت الاثنين، والانطباعات التي تكوّنت لدى الدبلوماسيين.

وفي مقاربة سياسية تعكس نظرة المؤسسة التشريعية إلى دلالات الجولة وأبعادها، وضع رئيس «لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين» في البرلمان اللبناني، النائب فادي علامة، الزيارة في إطارها السياسي والدبلوماسي الأوسع، رابطاً بين البعد الميداني والرسائل الدولية التي حملتها.

رسالة دعم للجيش

وقال علامة لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «الجولة الميدانية التي قام بها مبعوثون وسفراء من بعثات دبلوماسية أجنبية إلى جنوب لبنان، لا سيما إلى منطقة جنوب الليطاني، تكتسب دلالات سياسية وأمنية بالغة الأهمية، وتندرج في سياق دعم المسار الدبلوماسي وخفض منسوب التصعيد، بالتوازي مع دعم واضح لدور الجيش اللبناني».

وأوضح علامة أنّ «أهمية هذه الزيارات تكمن في أنها تتيح للأصدقاء الدوليين الاطلاع مباشرة على ما يجري على الأرض، بعيداً من التقارير أو الانطباعات غير الدقيقة»، لافتاً إلى أنّ «الوفود استمعت إلى شروحات ميدانية من الجيش اللبناني، وزارت مواقع محددة، ما أسهم في تكوين صورة أوضح عن طبيعة المهام التي يقوم بها الجيش، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) ومع آلية الإشراف على وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم)».

وأشار إلى أنّ «الأجواء التي رافقت الجولة كانت إيجابية، وتعكس جدية ومصداقية المؤسسة العسكرية في تنفيذ الإجراءات المطلوبة لتطبيق القرار 1701، وكذلك الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية»، مضيفاً أنّ «هذا الأداء يعزّز موقع لبنان ويقوّي دوره، ويؤكد قدرة الجيش اللبناني على تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة».

ولفت علامة إلى أنّ «لجنة الشؤون الخارجية النيابية» دأبت بدورها، «على القيام بزيارات ميدانية إلى مقر قيادة (اليونيفيل) في الناقورة، حيث اطّلع على التقارير المقدّمة حول التنسيق القائم مع الجيش اللبناني»، معتبراً أنّ «التكامل بين العمل الميداني للجيش والتقارير الدولية، يقدّم صورة دقيقة عمّا يجري في الجنوب».

سحب الذرائع

ورأى أنّ هذه الجولة «توجّه رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها: تعالوا وشاهدوا على الأرض ما يقوم به الجيش اللبناني»، مؤكداً أنّ ذلك «يسحب أي ذرائع يمكن استخدامها للتشكيك في الأداء اللبناني، ويكرّس أولوية الحل الدبلوماسي».

وعن انعكاس هذه الزيارة على مؤتمر دعم الجيش اللبناني المرتقب، شدّد علامة على أنّ «الدعم الدولي للجيش يبقى عنصراً أساسياً، لأن حجم المهام الملقاة على عاتقه كبير جداً، سواء في الجنوب أو على الحدود الشرقية أو في مختلف المناطق اللبنانية»، مؤكداً أنّ «من دون دعم فعلي، لا يمكن للمؤسسة العسكرية أن تواكب كل هذه المسؤوليات».

ويتوسع النقاش من توصيف دلالات الجولة إلى تفكيك شروطها السياسية وسقفها الزمني، وما إذا كانت تشكّل عامل ردع، أو مجرد أداة لإدارة الوقت، حيث يضع مدير «معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف»، الدكتور سامي نادر، الجولة في إطار أوسع من الحراك الدولي المتصل بلبنان، معتبراً أنّها تندرج ضمن مسار «دعم الجيش اللبناني والحرص على تنفيذ الأمور وفق المهل الموضوعة، بما يتيح تنفيذ ما هو مطلوب وفق الإيقاع المحدد».

معيار الدعم وحدود التصعيد

وأشار نادر إلى «أنّ الرسائل الدولية كانت واضحة لجهة منح لبنان مهلة حتى نهاية السنة، لنشر الجيش في الجنوب وحصر السلاح جنوب الليطاني، غير أنّ هذه المهلة باتت اليوم موضع مراجعة»، لافتاً إلى أنّ «الأميركيين أنفسهم باتوا يعتبرون، في الفترة الأخيرة، أنّ هذا الأمر لم يتحقق بالكامل».

وأوضح أن «هذا التقييم الأميركي انعكس في أصوات معترضة داخل الولايات المتحدة، إضافة إلى تصريحات صدرت عن الجيش ورئاسة الجمهورية، وهو ما فتح الباب أمام إدخال وساطات إقليمية ودولية متعددة، في محاولة لتخفيف التصعيد العسكري والضغط على إسرائيل، وفي الوقت نفسه توجيه رسالة إلى الحكومة اللبنانية بأنها متأخرة في تنفيذ الجزء الأول من التزاماتها».

توزيع أدوار

وشرح نادر أنّ «المعادلة المطروحة تقوم على خفض التصعيد مقابل إعطاء ضمانات بأن التنفيذ حاصل، وأن أي تأخير هو تأخير محدود لا يستدعي بطبيعته أي عمل عسكري»، معتبراً أنّ هذا المسار «يمنع تصعيداً كبيراً، لكنه لا يعني أن إسرائيل ستتوقف كلياً عن الضربات».

ورأى أنّ ما يجري يشبه «توزيع أدوار»، حيث لا قرار بشن حرب واسعة، في مقابل مسار سياسي - دبلوماسي يتقدّم عنوانه مؤتمر دعم الجيش، بمشاركة سعودية وفرنسية وأميركية. وربط نادر مباشرة بين الجولة الدبلوماسية وجولة قائد الجيش العماد رودولف هيكل الخارجية، معتبراً أنّها تمهيدية للمؤتمر، لأن «الفكرة الأساسية هي الدعم، لكن هذا الدعم بات مرتبطاً بتنفيذ ما هو مطلوب».

وأشار إلى أنّ العلاقة بين التنفيذ والدعم أصبحت واضحة، لافتاً إلى أن «الإعلان عن حصرية السلاح ترافق مع وصول دفعات مساعدات متتالية». واعتبر أنّ «إنجاز المرحلة الأولى جنوب الليطاني يفتح الباب أمام انعقاد مؤتمر الدعم وإطلاق مساعدات إضافية، تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثانية».

غير أنّ هذه المرحلة الثانية، بحسب نادر، «لا تزال غير محسومة، في ظل تباين المقاربات بين من يتحدث عن الاحتواء، ومن يدعو إلى إزالة السلاح بشكل كامل، في مقابل رأي يقول إن السلاح الذي كان يشكّل تهديداً لإسرائيل لم يعد موجوداً في الجنوب». وخلص إلى أنّ «النقاش حول مفهوم حصرية السلاح ما زال مفتوحاً بين التسليم الكامل وضبط الاستخدام».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية