البناء: ترامب يحتفل بأول 100 يوم متحدثاً عن إنجازات لا تتحقق خلال 100 عام 40 قتيلاً في معارك ضواحي دمشق وقوات الحكومة تنسحب بعد إنذار إسرائيلي عون في الإمارات يحمّل الاحتلال مسؤولية تعطيل الاتفاق… وسفير إماراتي قريباً
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
May 01 25|07:43AM :نشر بتاريخ
تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إنجازات حققها في الأيام المئة الأولى من ولايته، معتبراً أنها إنجازات لا يمكن لغيره تحقيقها في مئة عام، مشيراً إلى إصداره 140 أمراً تنفيذياً، وإعداده عشرات مشاريع القوانين، وتخفيض أعداد المهاجرين عبر الحدود، وترحيل 100 ألف من المهاجرين غير الشرعيين، بينما يقول منتقدوه إن أيامه المئة كانت فاشلة فهو لم يستطع تحقيق أي اختراق في الحرب الأوكرانية رغم التنازلات الي قدّمها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدما وعد بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة، والتضخم لا يزال معضلة الاقتصاد الأميركي ومثله ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية رغم حديث ترامب عن انخفاضها، وتندّر بعض المعلقين على كلامه عن إقفال المصانع في الصين بسبب الرسوم الجمركية بينما لا يمثل كل السوق الأميركي أكثر من 15% من الصادرات الصينية، تمثل الإلكترونيات والهواتف والحواسيب نسبة كبيرة منها وقد تم إعفاؤها من الرسوم الجمركية، بينما لم يسجل أي تقدّم في الحديث عن ضم كندا وغرينلاند واستعادة قناة بنما، وتبدو اضطرابات السوق المالية تعبيراً عن عدم الثقة مثلها مثل استطلاعات الرأي التي أشارت إلى تدني شعبية ترامب إلى 40% فقط.
في سورية تجدّدت الاشتباكات التي بدأت أول أمس في ضاحية جرمانا قرب العاصمة دمشق وانتقلت الى صحنايا القريبة من دمشق، وقدرت الجهات الصحية نتائج الاشتباكات بـ 40 قتيلاً، نصفهم تقريباً من الأجهزة الأمنية والعسكرية للحكومة، وجديد الأمس كان الإنذار الإسرائيلي لقوات الحكومة بمغادرة صحنايا، والإنذار مصحوب بغارة لطائرة مسيّرة استهدف تجمعاً للقوات الحكومية، ورغم التوصل الى اتفاق جديد لوقف النار لا يزال الوضع قلقاً وجاء انسحاب القوات الحكومية من صحنايا ليشير إلى حجم تأثير التدخل الإسرائيلي الذي ترجم أهدافه وزير المالية في حكومة بنيامين نتنياهو بتسلئيل سموتريتش بقوله إن الهدف هو تفتيت سورية وتفكيكها.
لبنانياً، شهدت زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى دولة الإمارات العربية المتحدة اجتماعاً ضمّ عون إلى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أعلن بعده عن نية الإمارات تفعيل سفارتها وتعيين سفير جديد لها في بيروت، بينما أجرى الرئيس عون عدداً من الحوارات الإعلامية أكد خلالها على أن العقبة أمام تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار هو بقاء الاحتلال الإسرائيلي ومواصلة الاعتداءات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن لبنان قام بكل موجباته وأن المقاومة نفذت ما عليها وأن الجيش فكك نسبة تصل إلى 85% من البنية التحتية التي تركها حزب الله جنوب الليطاني.
وتوزّع المشهد الداخلي بين جولة الوفد العسكري الأميركي إلى المقار الرئاسية، وبين الإمارات العربية المتحدة التي يزورها رئيس الجمهورية، وما بينهما تداعيات التطورات الأمنية والعسكرية في سورية على لبنان، حيث تجرى اتصالات مكثفة بين المرجعيات السياسية والدينية الدرزية مع الأجهزة الأمنية اللبنانية وقيادة الجيش لتدارك انتقال شرارة ما يجري في جرمانا على لبنان، وفق ما علمت «البناء» بعدما أبدت مراجع خشيتها من حصول اشتباكات بين متضامنين مع دروز سورية وبين آخرين مؤيّدين للنظام الحاكم في سورية وذلك بعد قطع عدد من المواطنين طريق عاليه احتجاجاً على الهجوم على منطقة جرمانا ومقتل بعض المواطنين واعتقال بعض المشايخ.
إلى ذلك، وفيما يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب، أبلغ لبنان الرسمي الوفد الأميركي برئاسة رئيس لجنة الإشراف على تنفيذ آلية وقف إطلاق النار في الجنوب الميجور جنرال جاسبير جيفيرز، ومعه خلفه الرئيس الجديد للجنة الميجورجنرال مايكل ليني الذي تسلّم مهامه أمس، “أن استمرار “إسرائيل” باحتلال التلال الخمس يعيق استكمال انتشار الجيش الذي يقوم بكامل مهامه في الجنوب، فألزموها بالانسحاب”.
وأكد الرئيس عون للجنرال جيفرز خلال اجتماعه به على ضرورة تفعيل عمل اللجنة ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من التلال التي تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين. مشيراً إلى أن الجيش يقوم بمهامه كاملة في الجنوب لا سيما في منطقة جنوب الليطاني، حيث يواصل عمليات مصادرة الأسلحة والذخائر وإزالة المظاهر المسلحة، لافتاً إلى أن ما يعيق استكمال انتشاره هو استمرار الاحتلال للتلال الخمس ومواصلة الاعتداءات الإسرائيلية.
كما التقى جيفرز والسفيرة الأميركية والوفد المرافق في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور المستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان. وتمّ البحث في التطورات والمستجدات الميدانية في الجنوب في ضوء مواصلة “إسرائيل” اعتداءاتها وخرقها لبنود القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار. استهلّ بري اللقاء بالإشاره إلى “التمادي الإسرائيلي في الاعتداءات والخروق بشكل يومي في حين أن لبنان التزم بكافة ما هو مطلوب منه، فيما الجانب الإسرائيلي غير ملتزم بوقف إطلاق النار ولم ينجز الانسحاب المطلوب منه من الأراضي التي لا يزال يحتلها في الجنوب”.
وأكد رئيس المجلس “أن التمادي الإسرائيلي في عدوانه وخروقه إنما يصيب مسيرة تعافي الدولة استقراراً وإصلاحاً وسيادة”، مطالباً الولايات المتحدة الأميركية العمل على إلزام “إسرائيل” بتنفيذ الاتفاق فوراً والرامي إلى تطبيق القرار 1701”. وأكد الجنرال ليني على “أن اللجنة ستبدأ اجتماعات دورية دائمة لمتابعة الوضع”.
كما استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، الجنرال جيفيرز، والرئيس الجديد للجنة، بحضور جونسون. وأكد أن لبنان يلتزم بالاتفاق، والجيش اللبناني يواصل مهامه في توسيع الانتشار لبسط سيطرته بشكل كامل على الأراضي اللبنانية، وشدّد على ضرورة التزام “إسرائيل” بوقف خروقاتها للاتفاق، ووقف الاعتداءات التي تطال مختلف المناطق، مؤكداً ضرورة انسحابها الكامل من كل الأراضي والتلال التي تحتلها. كما طالب بضرورة إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين. وقال الرئيس سلام إن الانسحاب الإسرائيلي هو المدخل الفعلي لتعزيز سلطة الدولة وتقويتها، إلى جانب الإجراءات التي يقوم بها لبنان لتعزيز قدرات الجيش عديداً وعتاداً، وشكر الرئيس سلام للجنرال جيفيرز الجهود التي بذلها على رأس اللجنة التي طالب بتفعيل عملها أكثر، متمنياً التوفيق للجنرال ليني في مهامه الجديدة.
ولفتت أوساط سياسية لـ”البناء” إلى أن الموقف الرسمي خلال جولة الوفد الأميركي حسم أولوية الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى على مسألة تسليم السلاح، وبالتالي على الدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية إطلاق معركة دبلوماسية دولية واسعة عبر مراسلة مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة وتحريك البعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج، للضغط على “إسرائيل” للانسحاب ووقف عدوانها وتثبيت الحدود الدولية وفق اتفاقية الهدنة وإطلاق سراح الأسرى ومن ثم البدء بإعادة الإعمار، وبالتالي أي ضغط على الدولة لدفعها لنزع سلاح المقاومة لن يجدي نفعاً طالما أن الدولة والمقاومة لديهما التوجّه نفسه، وحريصتان على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي وحماية السيادة اللبنانية.
ولفتت جهات مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” الى أن حزب الله حرص ومنذ الإعلان عن وقف إطلاق النار على الخطاب المرن والهادئ للحفاظ على الوحدة الوطنية ولتجنب أيّ تداعيات سلبية للحرب على الساحة اللبنانية، لكن ذلك لم يلق آذاناً صاغية عند بعض الداخل ورأى فيه ضعفاً للمقاومة وبالتالي يعمل ليل نهار عبر التحريض وإثارة مسألة السلاح، على استكمال الحرب على المقاومة للقضاء عليها على اعتبار أن موازين القوى التي أفرزتها الحرب مؤاتية.
ونبّهت الجهات الى أن الحملة الشعواء على المقاومة وسلاحها تستهدف حزب الله بكل تأكيد لكنها تستهدف أيضاً السلم الأهلي ورئيس الجمهورية الذي يقدّم رؤية وطنية حكيمة وهادئة لا تتناسب ومشاريع البعض بإدخال البلد في فتنة داخلية لتحقيق مصالحه. كاشفة عن تواصل دائم بين حزب الله ورئاسة الجمهورية على المستوى السياسي على أن تتفعل قنوات التواصل باتجاهات أكثر جدية، في ظل أجواء من الحرص المتبادل على التهدئة ومعالجة كل القضايا الخلافية بروح وطنية وحكمة. كما كشفت الجهات عن تواصل إيجابي بين حزب الله ورئيس الحكومة نواف سلام لتبادل وجهات النظر والنقاش حول سلسلة من الملفات المحورية.
وقبيل توجهه إلى الإمارات، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أن “المعلومة عن أن حزب الله رفض دخول الجيش لتفتيش أحد المواقع في الضاحية غير صحيحة”، مشيراً إلى أن “السبب في عدم انتشار الجيش اللبناني على الحدود هو احتلال “إسرائيل” للنقاط الخمس”. وفي حديث صحافي، لفت الرئيس عون إلى أننا “متفقون مع الرئيس بري بشأن موضوع سلاح حزب الله”، مضيفاً: “الأهم هو تسليم السلاح الثقيل والمتوسط أمّا الأسلحة الخفيفة فهي ثقافة عند اللبنانيين”. وتابع: الجيش اللبناني يقوم بواجبه من دون أي اعتراض أو مشكلات، والدولة جسم واحد يتشكل من رئيس الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، واختلافاتنا مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ليست شخصية بل هي للصالح العام”. وأضاف الرئيس عون: “الشعب اللبناني تعب من الحرب لذلك لا يريد سماع لغة الحرب ونحن مع الخيار الدبلوماسي، ونتوقع من الطرفين احترام اتفاق وقف إطلاق النار جنوبي لبنان”. وأشار الرئيس عون إلى أن “البنك الدولي قدّر تكلفة إعادة الإعمار بـ 14 مليار دولار”. وأردف الرئيس عون “الإصلاحات هي مطلب لبناني داخلي قبل أن تكون مطلبًا خارجيًّا ولدينا خطط عملية لكشف الفساد عن طريق الحكومة الإلكترونية”. وأكد أن “العلاقة بين الإمارات ولبنان متجذرة وقديمة”.
إلى ذلك، أفاد مصدر أمني وكالة “فرانس برس” بأن الجيش اللبناني فكّك ما يفوق 90 في المئة من البنى العسكرية العائدة لحزب الله في منطقة جنوب نهر الليطاني منذ سريان وقف إطلاق النار.
وأوضح المصدر طالباً عدم ذكر اسمه، “أنجزنا تفكيك ما يفوق 90 في المئة من البنية في منطقة جنوب الليطاني. من المحتمل وجود مواقع قد لا نعلم بوجودها، لكن في حال اكتشفناها، سنقوم بالاجراءات اللازمة حيالها”، مضيفاً “حزب الله انسحب وقال افعلوا ما تريدون، لم تعد ثمة تركيبة عسكرية للحزب في جنوب الليطاني”.
على صعيد آخر، ومواكبة لتطورات جرمانا السورية الدامية، أجرى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتصالات مكثّفة شملت الإدارة السورية الجديدة، تركيا، المملكة العربية السعودية، قطر والأردن، وطلب من المعنيين فيها السعي إلى وقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا لوقف حمام الدم.
كما طلب جنبلاط أن تتم معالجة الأمور انطلاقاً من منطق الدولة ووحدة سورية بجميع مكوّناتها. وتمّ بنتيجة الاتصالات الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ. وطلب جنبلاط الحفاظ على وقف إطلاق النار حيث من المتوقع أن يصل وفد من جبل العرب يضمّ شيخي العقل الشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع، وقائد حركة رجال الكرامة الشيخ يحيى الحجار، والأمير حسن الأطرش، إضافة إلى وفد من المشايخ والفعاليات لوضع الصيغة النهائية التي تضمن عدم العودة إلى الاقتتال الداخلي الذي لا يفيد إلّا العدو الإسرائيلي. وذلك، بحسب بيان صادر عن الحزب التقدمي الاشتراكي. ولاحقا، دعا جنبلاط السلطة السورية إلى القيام بتحقيق شفاف وأكد أنه مستعد للذهاب إلى دمشق مجدداً لوضع أسس للمطالب التي يحتاجها الدروز.
بدورها، أشارت مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز في بيان، إلى أنه بعد التواصل مع المشايخ الأجلّاء في المناطق، والتشاور معهم والوقوف على توجيهاتهم، تؤكد مشيخة العقل على تحريم قطع الطرقات أو خروج أبنائنا واخواننا إلى أي شارع بغية الاحتجاج أو التظاهر، مهما كانت الدوافع والأسباب، ورفضهم التعرّض للأخوة السوريين الأبرياء المتواجدين في مناطقنا.
ودعت مشيخة العقل الجميع للابتعاد عن تداول الأخبار التحريضية، واستبدالها بتوجيه النصح إلى الشباب المعروفي، بالعودة إلى رأي المشايخ الأفاضل قبل اتخاذ أي خطوة، من شأنها التسبب بتداعيات سلبية في مجتمعنا، مقدّرين اندفاع إخواننا وغيرتهم المعروفية، وآملين أن يبقى كل ذلك ضمن الإطار الديني والإنساني.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا