على غرار غزة.. الاحتلال يمحو قرية فلسطينية بالضفة
الرئيسية دوليات / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
May 06 25|00:28AM :نشر بتاريخ
استفاق سكان قرية "خلة الضبع" أقصى جنوبي الضفة الغربية، صباح الاثنين، على ضجيج آليات الهدم الإسرائيلية تقترب من مساكن يقيمون فيها ضمن الحد الأدنى من الخدمات حفاظا على وجودهم بمنطقة تهددها أنياب الاستيطان.
على غرار ما يجري من غزة من تدمير منذ سبعة أكتوبر/تشرين الأول 2023، باشرت جرافات الاحتلال عمليات الهدم مستهدفة مساكن وكهوفا ومنشآت زراعية ولم تغادر قبل تسويتها بالأرض وجعل سكانها البالغ عددهم نحو مئة وخمس عشرة نسمة بينهم ثمانية وثمانون طفلا في العراء دون مأوى.
وهذه المرة الثانية التي تستهدف فيها قوات الاحتلال القرية الواقعة بمسافر يطا جنوب مدينة الخليل بالهدم، فقبل شهرين هدمت ثلاثة كهوف وسبعة مساكن، واليوم عادت وهدمت ما رممه السكان بما مجموعه 25 منزلا وكهفا ومنشأة زراعية، وتوعدت بالعودة لهدم ثلاثة مساكن متبقية ومدرسة من غرفتين دراسيتين.
هوية ووجود
بالنسبة للشاب جابر دبابسة فإن القرية لا تشكل بالنسبة له مسكنا من أربعة جدران قد تكون من الخشب أو ألواح الزينكو، أو خيمة تؤوي عائلته فحسب، إنما جزء من الهوية والروح وصراع وجود.
يقول دبابسة للجزيرة نت إن أغلب سكان القرية يعملون في الزراعة وتربية الماشية، وقليل منهم موظفون، ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 اشتدت الحملة ضدهم وملاحقتهم.
وأضاف: "قبل نحو شهرين تم هدم 7 مساكن و3 كهوف تستخدم كمساكن ولإيواء الماشية، واليوم أتمت قوات الاحتلال ما تبقى وعددها 25 منشأة بينها 11 مسكنا ومركزا للخدمة المجتمعية وحظائر أغنام و7 آبار مياه و8 كهوف وألواح طاقة شمسية".
وقال إن بعض الكهوف متوارثة عن الأجداد منذ 180 عاما، موضحا أن والده البالغ من العمر 86 عاما ولد في أحدها.
وقال إن ما تبقى الآن 3 بيوت ومدرسة مكونة من غرفتين صفيتين، هددت قوات الاحتلال بالعودة إليها وهدمها.
يوضح دبابسة أن ملاحقة السكان حرمتهم من الوصول إلى نحو 3200 دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) من الأراضي الزراعية وآلاف الدونمات من الأراضي الرعوية.
وأشار إلى انتشار 4 بؤر استيطانية على شكل دائري في محيط القرية، مزودة بكافة الخدمات من مساكن متنقلة وكهرباء ومياه.
وفق الدبابسة، فقد أمضى السكان ليلتهم الأولى بعد الهدم على ركام منازلهم دون مأوى، في انتظار مصير مجهول.
هجمة متسارعة
من جهته، يقول محمد ربعي، رئيس مجلس محلي قرية التوانة، والتي تتبعها عدة قرى بينها خلة الضبع، إن ما يجري "سياسة تهجير وبشكل متسارع".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن "الأمور تتدهور بشكل سريع حيث سيطر المستوطنون على أكثر من 95% من الأراضي الزراعية في المنطقة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وأشار ربعي إلى تصاعد سياسة هدم المساكن والمنشآت، والتي طالت 72 منشأة خلال نفس الفترة، مقابل نشر 9 بؤر استيطانية سيطرت على كافة التلال المحيطة بالقرى والتجمعات الفلسطينية، حظيت بدعم حكومي آخره تزويد المستوطنين بمركبات مخصصة للمناطق الوعرة.
ولفت إلى تزايد هجمات المستوطنين واقتحاماتهم للتجمعات الفلسطينية واعتداءاتهم على السكان بمن فيهم النساء والأطفال وتهديدهم بالقتل.
وتقع قرى مسافر يطا في منطقة صنفها الاحتلال منطقة "إطلاق نار" ويحاول تهجير سكانها الفلسطينيين.
ووفق تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية نفذ المستوطنون 341 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال أبريل/نيسان الماضي بينها هجمات مسلحة وتخريب وتجريف أراض واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا