أبو قمحة تحتفل بعيد شفيعها القديس جاورجيوس
الرئيسية ثقافة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
May 07 25|14:06PM :نشر بتاريخ
ايكو وطن- الجنوب- ادوار العشي
إحتفلت قرية أبو قمحة في قضاء حاصبيا، بعيد شفيعها القديس جاورجيوس، بقداس أقيم في الكنيسة الأثرية المشيّدة على اسمه، التي يربو عمرها على مئات من السنين، ترأسه مطران الجنوب سيادة المتروبوليت الياس كفوري، وعاونه لفيف من الكهنة والشمامسة، بمشاركة أبناء الرعية وقرى الجوار، الذين وفدوا من قضاءي حاصبيا ومرجعيون، كما هي العادة في كل سنة، للصلاة وإيفاء النذور.
وتناول كفوري في عظته، سيرة حياة القديس جاورجيوس العظيم في الشهداء، الذي معنى اسمه الفلاح المزارع، وكان ضابطاً وسيماً شجاعاً تتخذه معظم جيوش العالم، شفيعاً لفوج الخيالة في جيوشها، مؤكداً أن "المحبة هي ما اوصاكم به السيد المسيح، وما من سبيل للتعايش في هذا الوطن إلاّ بالالفة والمحبة".
وأكد كفوري في عظته، أن "المحبة هي ما اوصانا بها السيد المسيح، فكما أحب هو أعداءه، أنتم أيضاً أحبوا بعضكم وجيرانكم وأبناء وطنكم، وما من سبيل للتعايش في هذا الوطن، إلا بالإلفة والمحبة والتضامن".
وفي نهاية القداس، كرّس كفوري أيقونة القديس جاورجيوس، وتبارك المؤمنون بها.
وأبو قمحة، قرية صغيرة بعدد سكانها، لكنها كبيرة بتراثها الديني لجهة كنيستها التاريخية، ويعود أصل الإسم إلى أن أول من سكنها كانوا من الفلاحين، الذين اهتموا بزراعة القمح، فعمّت شهرتهم المنطقة، وتكنوا باسمها، وباتوا يعرفون بأهالي قرية القمح، ومنها جاء تخفيف الإسم أبو قمحة.
وتشتهر القرية الصغيرة الوادعة، الغارقة وسط کروم الزيتون والعنب وغابات السنديان والملول، الرابضة على كتف مجرى نهر الحاصباني، بالصخرة الدهرية التي تحمل دعسات حوافر حصان القديس جاورجيوس، الضابط الروماني المحارب، حيث لا تزال أثار حوافر الخيل ودعسات أقدام الضابط الروماني جاورجيوس، وهو يجر خيله خلفه، حينما داهمتهم عاصفة عاتية، محفورة على صخرة مستطيلة منحنية، على مقربة من كنيسة البلدة الأثرية القديمة، التي تحتفل كل سنة بعيد القديس جاورجيوس، وتجمع كل المنطقة في ساحتها.
ويُعتبر مزار مار جرجس أبو قمحة، من أهم المزارات الدينية في الجنوب الحدودي، ويُعرف بـ"الخضر"، يقصده مختلف أبناء الطوائف في المنطقة وزوار من كل المناطق، طلباً للشفاعة والتبرك وإيفاء النذور.
وتقول الرواية، إنّ كتيبة عسكريّة رومانيّة، إنطلقت من الشام باتّجاه فلسطين، عبر وادي التيم، قبل ألف وثمانمئة سنة، بقيادة فارس شابّ إسمه جاورجيوس (ولد في العام 275 م، واستشهد في العام 303 م بعمر ثماني وعشرين سنة). وعند وصول الخيّالة إلى وادي أبو قمحة، إعترضت الخيل في الطريق الشديدة الإنحدار، صخرة ضخمة أثناء حدوث عاصفة قوية، فترجّل القائد الشابّ، وجرّ حصانه خلفه وعبرا الصخرة، وإذ بحذاء الفارس الشاب ينطبع في الصخرة بعمق سنتيميترات عدّة، كذلك حوافر حصانه، فمرّا بسلام فوقها، من دون بقيّة الفرقة. لاحقاً أدرك أهل تلك القرية، أنّ من حقّق هذه المعجزة هو القديس جاورجيوس نفسه، لذلك نقلوا بيوتهم حول الصخرة، تبرّكًا بالقدّيس العظيم، وكانت له عجائب في منطقة حاصبيا في تلك المرحلة وما بعدها، ومنها إعادة النظر لضرير من آل زنقول من حاصبيا، ليصبح المكان لاحقاً مزاراً للمؤمنين من مختلف الطوائف، وصولا حتى اليوم..
ولم يتخلَّ القديس جاورجيوس عن قرية ابو قمحة، التي أخذت اسمها من زراعة سهول القمح، وتحولت آثار حوافر حصانه الى مقصدٍ للمؤمنين من كل الطوائف وطالبي الشفعة من الأولياء الصالحين، كيف لا وهو "القديس القبضاي" لدى الموحدين الدروز كما وصفه آل تلحوق، أو "الخضر" عليه السلام لدى المسلمين. ويحفظ الأهالي قصصاً وأخباراً كثيرة عن شفاعة القديس جاورجيوس في ابو قمحة، والعجائب التي جرت على يده... وخلال الحروب الكثيرة التي مرت على القرية ومحيطها، سقطت الآلاف من القذائف المدفعية وقنابل الطائرات، لكن القرية الصغيرة الوادعة نجت من الشرور والخراب، وخصوصاً الكنيسة التي كان الأهالي يحتمون في داخلها، ويروي المعمرون من بينهم، كيف كانوا يسمعون قرقعة حوافر حصان مار جرجس على سطح الكنيسة في سعيه لحماية الأهالي.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا